Uncategorized

رواية عروس من باريس الفصل الحادي عشر 11 بقلم سارة علي

 رواية عروس من باريس الفصل الحادي عشر 11 بقلم سارة علي

رواية عروس من باريس الفصل الحادي عشر 11 بقلم سارة علي

رواية عروس من باريس الفصل الحادي عشر 11 بقلم سارة علي

مساءا ..
هبط ادهم من الطابق العلوي متجها الى الباب الداخلي للقصر فهو يرغب في الخروج من المنزل والتوجه الى اي مكان في الخارج يستنشق القليل من الهواء فشعور الاختناق يسيطر عليه ..
وجد والدته تنادي عليه وهي تسأله بقلق :
” مالك يا ادهم ..؟! طول اليوم انت فوق ..؟! فيك حاجة ..؟! انت كويس يا حبيبي ..؟!”
نظر ادهم اليها بنظرات تائهة وهو حائر فيما يقوله .. هل يخبرها انه يشعر بالاختناق الشديد منذ رحيلها .. يشعر ان البيت يضيق عليه لدرجةٍ تجعله غير قادر على التنفس بمجرد رحيلها منه …
رد بهدوء :
” تعبان شوية .. تعب من الشغل مش اكتر .. متقلقيش ..”
ردت فريال بجدية :
” قلتلك مية مرة بلاش ترهق نفسك .. انت بتتعب بقالك سنين في الشركات وكأنك المستفيد الوحيد … ادهم متنساش انك عريس ولازم تكون بكامل صحتك ..”
” عريس وكامل صحتي ..؟!”
قالها ادهم بدهشة لترد فريال بخبث :
” اه يا حبيبي فرحك كمان شهر واسبوعين ولازم تستعد ليه ..”
قال ادهم بعدم تصديق :
” شهر واسبوعين .. مين قال كده ..؟!”
ردت فريال بضيق :
” ده قراري النهائي وقرار والدك … الخطبة طولت زيادة عن اللزوم ولازم الفرح يتم فالمعاد ده ..”
رد ادهم بعناد :
” وانا مش عاوزة يتم فالمعاد ده والاهم انوا مش هيتم اصلا ..”
جحظت عينًا فريال وهي تهتف بعدم تصديق :
” يعني ايه مش هيتم ..؟! “
رد بهدوء :
” يعني انا هفسخ خطوبتي من عليا ..”
” ايه ..؟!”
صرخت فريال بلا وعي قبل ان تهتف بصوت عالي خرج سليم على اثره من مكتبه وكذلك جميلة من غرفتها وهبط حسام ومصطفى في نفس الوقت من الطابق العلوي بينما الخدم يراقبون ما يحدث من بعيد :
” الحقني يا سليم .. تعال شوف مصيبة ابنك ..”
زفر ادهم انفاسه بضيق وهو يفكر بأن والدته لم تنتظر لحظة واحدة كي تفضحه ..
قلب بصره بين الجميع بملل وهو يستمع لوالدته تخبر والده ما قاله والذي قال بعصبية :
” يعني ايه الكلام ده ..؟! انت اتجننت ..؟! خطوبة مين اللي تفسخها ..؟!”
رد ادهم ببرود :
” خطوبتي من عليا …”
لطمت جميلة على صدرها بينما اخذ حسام يلعن ادهم في سره فهو استعجل فيما قاله ..
رد سليم بقوة :
” ده مستحيل … انت هتتجوز عليا فالموعد اللي حددته .. اياك تفكر فالكلام ده تاني حتى مع نفسك ..”
هم سليم بالتوجه عائدا نحو مكتبه ليقف على صوت ادهم الحاد الصارم :
” انا خدت قراري خلاص وهروح حالا لعليا وابلغها بفسخ خطوبتي ..”
عاد سليم متقدما نحوه ولم يشعر بنفسه الا وهو يجذبه من قميصه ويهتف بحدة :
” جرب تعملها وساعتها هقتلك بإيديا دول ..”
قفز حسام باعدا ادهم عن ابيه بينما صرخت فريال بخوف ليجذب حسام خلفه ويدفعه بالقوة امامه متجها به نحو غرفته ..
……………………………………………………………..
دفع حسام اخيه الى الداخل وهو يهتف بغضب :
” انت اتجننت .. ؟! انا قلتلك ايه الصبح ..؟! انا مش حذرتك … ليه بتعمل كده ..؟!”
رد ادهم بصوت غاضب عالي :
” انا حر وعمري ما سمحت لحد يتحكم بيا ومش هسمح دلوقتي ..”
صاح حسام بنفس الغضب والعلو :
” انت ليه مش قادر تستوعب اللي هيحصل لو نفذت اللي فدماغك .. انت هتخسر كل حاجة … انت واعي لده يا ادهم ..؟! فكر كويس قبل اي كلام يخرج منك .. هو مش جنان خلاص ..”
التزم ادهم الصمت للحظات تحت انظار حسام الغاضبة ليهتف بخفوت :
” اتخنقت .. مش قادر اكمل .. تعبت وانا بمثل اني كويس ومستريح .. كل حاجة خنقاني .. حتى الشغل اللي كان متعتي بقيت مش طايقه ..”
ثم اشار الى خاتم خطبته الذي يطوق اصبعه :
” الخاتم ده خنقني .. مبقتش طايقه ..”
ثم خلع ورماه على الارض ليتطلع الى حسام بشفقة قبل ان يتنهد وهو يقول مفكرا ان اخيه قد اصابته لعنة العشق التي تطيح بأقوى الرجال واعتاهم :
” انا معاك يا ادهم .. بس بلاش تستعجل .. راجع نفسك كويس واكتر من مره .. اذا كنت انا نفسي راجعت نفسي كويس اكتر من مرة لحد ما اتاكدت من قراري واني مش هرجع عنه ولا هندم عليه ..”
التزم حسام الصمت للحظات متأملًا ملامح اخيه الجامدة ليقول اخيرا بعد تفكير وعينيه تلمعان بقوة :
” ادهم ليه متاخدش ريست … تهرب من هنا .. تروح مكان بعيد لوحدك .. تفكر كويس .. تعيد حساباتك .. تتأكد من مشاعرك اولا ومن اللي انت عايزه ثانيا .. تاخد قرارك بهدوء ومن غير اي ضغط .. من غير تدخل … راجع نفسك مرة واتنين وعشرة .. احسبها من جميع النواحي … ولما تاخد قرارك النهائي هتحس براحة كبيرة ..” 
نظر ادهم اليه وهو يشعر بمدى صحة كلام اخيه الاصغر .. هو بالفعل بحاجة لأن ينعزل عن الجميع ويعيد حساباته بنفسه … يدرس الامور من جميع النواحي .. يفكر في خسائره اذا ما اصر على قراره بترك عليا  والارتباط بليديا …
قال اخيرا بعد صمت استمر لدقائق :
” انت صح .. انا هسافر .. هبعد واخد ريست طويل .. اسبوع او عشر ايام على الاقل او حتى اسبوعين … هسيب كل حاجة وافكر بنفسي وباللي انا عاوزه ومحتاج اعمله .. انا مش لازم استعجل .. وبنفس الوقت لازم اقرر مصيري بأقرب وقت قبل ما اتدبس فحاجة انا مش عايزها ..”
تنهد حسام براحة وهو يربت على كتفه هاتفا ::
“دلوقتي بقيت بتفكر صح ..”
قال ادهم بجدية :
” انا هجهز شنطة هدومي وهسافر الفجر للشاليه بتاعي فالغردقة .. هغلق تليفوني ومش هفتحه نهائي ولا هتواصل مع اي حد هناك .. بكره الصبح بلغهم بده وفهمهم اني محتاج ابعد من غير متقولهم على مكاني .. طمنهم بس اني بخير وهرجع لما احس نفسي قادر ارجع كويس من تاني .. قولهم اني بلغتك فده برسالة الفجر وانا هبعتلك رسالة فعلا بنفس الوقت بكلام مختصر …”
اومأ حسام برأسه وهو يحتضن ادهم قائلا :
” خلي بالك من نفسك .. كان نفسي اقولك طمني عليك كل يوم ولو برسالة بس انا عارف انوا الافضل ليك تنعزل تماما عننا .. فكر كويس ومترجعش الا وانت واخد قرارك النهائي ومتأكد منه …”
ابتسم ادهم وهو يربت على كتف اخيه ثم ودعه وخرج من غرفته عازما على تجهيز حقيبة سفره كي يخرج فجرا دون علم الجميع راجيا ان تساعده هذه الرحلة في اتخاذ القرار الذي سيريحه ويسعده حتى اخر العمر ..
يتبع ….
لقراءة الفصل الثاني عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية توأمان وقلب واحد للكاتبة إيمان المهدي

اترك رد