Uncategorized

رواية بين ثنايا الألم الفصل الثامن عشر 18 بقلم دنيا رشاد

 رواية بين ثنايا الألم الفصل الثامن عشر 18 بقلم دنيا رشاد

رواية بين ثنايا الألم الفصل الثامن عشر 18 بقلم دنيا رشاد

رواية بين ثنايا الألم الفصل الثامن عشر 18 بقلم دنيا رشاد

لاتحتاج في حياتنا أكثر من شخص حنون وبعض الكلمات اللطيفة لا أكثر…
نظرت له دنيا بإهتمام وأردفت :
_ هاا قول .!
تنهد مروان وأردف :
_ هاقول بس إنتي متوترنيش بقا الله .!
وضعت دنيا يدها على فمها بعدما أردفت :
_ اهو هاحط إيدي على بوقي ومش هاتكلم ياحضرة الظابط خلص بقا .!
صمت لدقيقتين ومن ثم أردف :
_ خلاص يازفته مش هقول حاجة بتوتريني قومي يالي خلينا نمشي علشان هانسافر بكرة .!
لوت دنيا شفتيها بغيظ وأردفت :
_ انا زفته يامروان ماشي روح لوحدك بقا علشان الزفته هاتروح لوحدها سلام .!
قامت دنيا من مكانها وهي تتحدث بحزن مصطنع :
_ وابقى ادفع الحساب وسيب بقشيش محترم للجرسون.
تركته وذهبت بعدما رجع المركب مرة أخرى لحافة الشاطئ ..
ذهب مروان خلفها وذهبوا إلى الفندق الذي يقطنوا فيه 
أردف مروان بغرور مصطنع :
_ يازفته حضري نفسك علشان هانسافر بكرة بعد الظهر ومحضرلك مفاجأة هاتعجبك عالله يطمر فيكي.
نظرت له دنيا بدون أن ترد عليه وتركته وذهبت إلى غرفتها ..
__________
في مكان آخر بالتحديد في إحدى غرف منزل إنتصار ..
تجلس سميحة في غرفة والدها التي عادتها الخادمة مرة أخرى مثلما كانت عليه عندما كان يعيش والدها ..
تمسك في يدها بعض الصور ودموعها تهبط من عيونها ببطئ وهي تتذكر موت زوجها ..
فلاش باك …
_ نادر يانادر ..
كانت تنادي فتاة جميلة في العقد الثاني من عمرها على شاب يسمي نادر الذي سرعان ماسمع إسمه بصوتها ركض إليها مسرعًا..
وقف نادر أمام الفتاة بحب وأردف وهو ينهج جراء ركضه :
_ إزيك ياسمحية .! عاملة إيه ؟!.
إبتسمت له سميحة واردفت :
_ كويسة.. خلصنا إمتحانات أهو يانادر الحمد لله وانا أخدتلك معاد من بابا علشان تقابله .!
إبتسم نادر لها وتنهد بإرتياح :
الحمد لله وانا ياحببتي هاجي في معادي انا عندي كام سميحة وعندي ليكي مفاجأة حلوة .!
فتحت سميحة عيونها بفضول وأردفت :
_ لقيت شغل تاني بليل صح .!
أومئ نادر برأسه وأردف :
_ اه لقيت شغل بليل في مطعم كبير اوي هايدوني ٢٠٠٠ جنيه .
صمت قليلا ومن ثم إستئنف حديثه :
_ انا عارف انهم قليلين ياسميحة بس ربنا هايفرجها من عنده .
نظرت له سميحة بعتاب وأردفت :
_ انا زعلانه علشانك انت يانادر هاتشتغل ليل ونهار مكنتش احب كده ابدا بكرة لما نتجوز هاشتغل معاك وهانبني حياتنا ومش هاتضطر تشتغل ليل نهار .
_ ربنا هايفرجها متحطيش انتي في دماغك .
_ يااارب ياحبيبي طيب تعالى بقا بعد بكرة الساعة خمسة انت وطنط ومتجيبش حاجة معاك الفلوس الي هاتصرفها على شكليات احنا اولي بيها يانادر ماشي .
نظر لها نادر بإمتنان وأردف :
_ وهو إنتي أقل من أي حد انتي ست البنات وكل الي نفسك فيه هايحصل انا عندي ثقة في ربنا يالي بقا روحي علشان متتاخريش وخالي بالك من نفسك ياسميحة .
نظرت له واخذت حقيبتها وأردفت :
_ ماشي سلام .
تركته سميحة وذهبت إلى منزلها بسيارتها وذهب نادر إلى عمله كمنظف الصحون وغيرها بإحدى المطاعم الفخمة التي نراها فقط في التلفاز .
بعد يومان ..
_ ياماما ياماما يالي ياست الكل ها نتاخر .!
خرجت سيدة في العقد الخامس من عمرها وهي ترتدي عبائة سمراء وطرحة سمراء وتمسك بيدها عكازها ونور وجهها يريح القلب والعين وأردفت :
_ إيه ياحبيبي إهدا شوي كنت بصلي ركعتين لله علشان ييسرلنا موضوعك ..
قرب نادر منها ومسك يدها وطبع قبلة على يد والدته بحب وإبتسامة بسيطة أردف :
_ تفكري يا أمي أبو سميحة هايوافق مش عارف ليه قلبي مش مطمن .!
ربتت والدته على كتفه وأردفت :
_ إلى مكتوبلك هاتشوفه يابني تق إنت في الله وخليها على ربنا .
تنهد نادر بعمق كأنه يخرج جبل من على قلبه وأردف :
_ عندك حق يا أمي طيب فين سعاد لبست ؟!.
نادت والدته على سعاد بصوت عالي  حتى تخرج إبنتها ذات الخمسة عشر عامًا من غرفتها ترتدي ملابسها وتنظر لنفسها بإعجاب :
_ أرائيك يا أبيه حلة اوي الطقم ربما يخليك ليا يااارب يوافقه علشان اشوفك سعيد ياحبيبي وأحيل طقم تاني لفرحك .
إبتسم نادر لها وأخذها بين زراعيه وأردفت :
_ ياختي على الحلاوة اختي قمر ياخواتي ربنا يمد في عمري وأشوفك عروسة ياسعاد وقلبي يطمن عليكي .!
_ لاء يا أبيه لازم أبقى دكتورة الأول علشان أعالج ماما وأهل الحارة .
إبتسم نادر ونظر لوالدته ومن ثم أخذ والدته وأخته وذهب إلى منزل سميحة الذي يوجد في إحدى مناطق الإسكندرية الراقية …
_ وااااو دا بيتهم حلو اوي يا أبيه .!
تنهد نادر بقلق وأردف بداخله :
_ هو معقول أبوها يوافق بيا وإزاي سميحة هاتعرف تعيش معايا هاتسيب كل ده وتعيش معايا في بيتي البسيط .. ياااارب حلها من عندك .
ربتت والدته على كتفه بجنيه كأنها تعرف مايدور بداخله :
_ القلب مالهوش سلطان ياحبيبي ومش الفلوس إلي يفرق بين قلبين الفلوس ممكن تيجي بس الأخلاق لاء وانت ياحبيبي ونعم الأخلاق إدخل يلا وسلم أمرك لله.
دخل نادر ووالدته وأخته إلى منزل سميحة الذي كان بالنسبة لنادر قمة في الأناقة من الخارج ..
داخل المنزل …
جلس والد سميحة وهو يضع قدم فوق الأخرى ببعض من الغرور وأردف :
_ نورتو 
إبتسمت والدة نادر بذوق وأردفت :
_ منور بأهله يا أبو سميحة .. طبعًا أنت عارف إحنا جايين ليه ؟!. إحنا طالبين إيد سميحة لإبني نادر …
مسك والد سميح كوب من العصير بيده وارتشف بعض منه وأردف :
_ وأنا موافق بس بشروطي .!
إبتسامة جميلة ظهرت على وجه نادر مليئة بالأمل :
_ شروطك أوامر ياعمي .! 
_ بنتي مش هاقبل ليها أقل من ١٠٠ الف جنيه مهر وزيهم شبكة وكده انا واقف معاك مفيش بنت من عيلتنا إتجوزت بالملاليم دي بس علشان هي بتحبك .!
إختفت الإبتسامة من على وجه نادر وجل بدلًا منها خيبة الأمل عندما سمع طلبات والد سميحة الذي مازال مستمر في طلباته .
_ ومش كده وبس بنتي طبعا عايزة شقة ماهي مش هاتعيش في الزريبة إلي إنت عايش فيها دي.!
صمت نادر لثواني يستوعب ماقاله والد حبيبته التي جاءت من خلفه بعصبية وأردفت بحزن :
_ إيه ده يابابا .! احنا متفقناش على كده انا قلت اني اعيش في شقة أم نادر وإني مش عايزة ولا شبكة ولا مهو وأنت وعدتني إنك هاتوافق ليه بترجع في كلامك معايا .
جلس والدتها على الأريكة ببرود وأردف :
_ أنا قلتلك كده ؟!. إمتي؟!. مش فاكر إني قلت حاجة ذي كده شكلك كنتي بتحلمي انا قلت إلى عندي عندك بنات كتيير من طبقتك شوفلك واحدة فيهم .
وقف نادر بكسرة نفس وكذلك وقفت أخته ووالدته التي يظهر على وجهها الحزن على فلذة كبدها وكسرة قلبه.
ذهبت له سميحة بدموع ومسكت يده بحزن وأردفت :
_ نادر علشان خاطري متسبنيش وتمشي انا مقدرشي اعيش بعيد عنك .!
نظر نادر لعيونها الدامعة التي لايستطيع أن يمد يده ويمسح تلك الدموع التي حالها تشبه حاله دائما تهبط وقت الحزن وأردفت :
_ مش هاسيبك يا سميحة أنا وعدتك اني هافضل جمبك ومش هاكسر وعدي معاكي ..
اومئ نادر لها برأسه عندما وجد عيونها ليست مستوعبة ماتقوله ومن ثم وجه كلامه لأبيها :
_ أنا موافق ياعمي من هنا لسنتين كل طلباتك هاتكون عندك وسميحة في السنتين دول هاتكون خلصت كليتها وساعتها نتجوز.
إستغرب والدها من كلامه ولكن لايوجد أمامه طريقة للرفض فكيف سيواجه إبنته إن رفضه وهو سيلبي كل طلباته.
_ موافق .! من هنا ليوم تخرج سميحة وبعدها بساعة واحدة تنسي بنتي .
نظر نادر لسميحة وأردف :
_ أن شاء الله..
إنتهى الحوار بين نادر ووالد حبيبته وذهب إلى منزله يفكر كيف سيحصل على كل هذا المال فهو لايملك أي شيء سوى بعض الآلاف لايتعدوا العشرة آلاف او الخمسة عشر ولكن لابد من وجود طريقة.
مرت عدة أسابيع ونادر لايعرف ماذا يفعل حالته تسوء يومًا بعد يوم من التفكير وقلة النوم وكثرة العمل عليه ..
مدد نادر جسده على سريره بعد يوم طويل من العمل يكاد يشعر بعظام جسده تتكسر من فرط التعب ..
غمض عيونه بعنف ظهر جرائها دموع تهبط من عيونه كأنه كان يحبس دموعه بداخل عينه ولكن تمردت عليه عندما قفل عينيه وهبطت دمعتين متمردتين على حاله..
لم يشعر نادر بنفسه إلا وهو يهب واقف من مكانه ويفتح خزانته ويجلب مالديهم من مال وبدأ في عده..
مرّ مايقارب من الربع ساعة وهو يعد في ماجمع من مال ويفكر في بعض الأشياء، التي سرعان ماجعلت الإبتسامة تظهر على هديه والأمل يدخل لقلبه مرة أخرى…
إرتدى نادر ملابسه بسرعة وذهب إلى إحدى أصدقائه بعدما إتصل بسميحة وطلب منها أن تقابله في إحدى الكافيهات ..
بعد ساعة كان نادر وسميحة وشابين آخرين يجلسون على طولة واحدة …
_ آسف ياجماعة. نزلتكم دلوقتي بس عندي فكرة وطالب منكم تساعدوني ..
نظرت سميحة لنادى بإهتمام وأردفت :
_ قول يانادر إيه إلي عايزني نساعدك فيه ؟!.
تنهد نادر ومن بعدها أخرج من حقيبة كانت معه مايقارب من الثلاثين الف جنيه ووضعهم على الطاولة ..
نظرت سميحة للشابين ومن ثم للفلوس ووجهت كلامها لنادر :
_ إيه ده وجبت الفلوس دي منين ؟!.
_ دي فلوسي ياسميحة إلى كنت بحوشها كانت عشرين ومعاش بابا كنت بحوشه علشان أمي مكنتش بتاخد منه حاجة وبتصرف من شغلها على مكنة الخياطة ولما عدتهم لقيتهم حداشر الف جنيه يعني الفلوس كلها بقت ٣١ الف جنيه ..
تحدث إحدى الشابين وأردف :
_ طيب وهاتعمل بيهم إيه ؟!.
نظر نادر ليميحة وأردف :
_ هاسافر والفلوس دي هاتفضل معاكم .!
وضعت سميحة يدها على يد نادر بقلق وعيونها تتحدث بلا وأردفت :
_ انت بتقول إيه ؟!.
_ بقول إن ناخد المكان إلي في كليتنا نقدم طلب على مكان ونخده نفتحه كافتيريا جوه الجامعة بلفلوس إلي معايا وإلي هايمسكه محمود وسعد علشان كده جبتكم أقلكم وآخر كل إسبوع قسموا الفلوس على ثلاثة انتو وانا نصيبي إدوه لسميحة جزء ولأمي جزء.
نظر سعد لمحمود أصدقاء نادر لبعضهم البعض وأردف سعد :
_ إنت بتقول إيه ياسطا إنت تطلب واحنا ننفذ إحنا هانخلصلك كل الإجراءات وهاناخد فلوس زينا ذي أي حد بيشتغل في مكان وفلوسك هانحافظلك عليها مش إنت تتغرب واحنا هنا ناخد ثلاث تربع فلوسك على الجاهز إنت تسافر وهاترجع تلاقي كل حاجة ذي مانت عاوزها وهانسوف أي عامل شغال في الجامعة بياخد كام وهاناخد ذيه ولا إيه يامحمود ..
تحدث محمود بإمتنان لنادر وأردف :
_ عندك حق ياسعد رأس المال ليك يانادر وكتر خيرك انك إفتكرتنا ووثقت فينا في زمن بقا الكل بينهش في بعضه وإحنا أصلا قاعدين طول اليوم على القهوة …. سافر ياصاحبي وترجع بالسلامة وكل فلوسك هانسلمها لسميخة ذي ماأنت عايز ..
دمعت عيون سميحة واردفت :
_ ماتسافرش يانادر أنا مش عايزة حاجة غيرك جمبي أنا هاتكلم مع بابا وهاقف قدامه أنا الي هاعيش معاك مش هو علشان خاطري متسافرش ..
ربنا نادى على يدها بحنان وأردف :
_ متقلقيش هارجع وهاعملك اجمل فرح لاجمل بنت في الكون وهاحقق كل إلي بباكي عايزه وأكتر كمان بس إنتي خالي بالك من نفسك .
وإنتو ياشباب ذي ماقلت هاتاخدوا كل إلي إنتوا عايزينه إنتو مش مجرد صحاب إنتو إخواني إلي أمي مجبتهومش..
بعد إسبوع من هذا اللقاء ..
يقف نادر مع سميحة أمام مطار القاهرة الدولي متجهًا إلى إحدى الدول الأوروبية ألتي جاء أحد أصدقائه بها بعمل معه هناك …
ودع نادر سميحة بعدما وعدته أنها ستزور والدته وأخته كل يومين إذا إستطاعت …
باك…
سمحت سميحة دموعها المنهمرة على خديها بعدما تذكرت حبيب عمرها .. قبلت إحدى الصور الموضوعة أمامها بشوق وحنين وهي تتحدث بحسرة :
_ ربنا يرحمك ياحبيبي في الجنة ونعيمها وحشتني اوي يانادر أنا خلفت بوعدي معاك معرفش حاجة عن أمك وأختك من بعد موتك ياحبيبي بس وعد هادور عليهم ياحبيبي ..
قبلت سميحة الصورة مرة أخري ووضعتها في وسط الصور الأخرى ومسحت دموعها وخرجت من غرفتها متجهة إلى غرفة أختها إنتصار الذي تجلس في غرفة إبنتها بعدما أخذت سميحة غرفتها التي كانت في الأصل لوالدهم ووالدتهم ..
لم تدق سميحة الباب بل دخلت من دون إستأذن وجدت ناريمان تحاول أن تسند والدتها حتى تجلس على السرير …
قربت منها سميحة ببتسامة مليئة بالشماته وأردفت :
_ مالك ياكتكوتة معقول تعبانة ومش قادرة تقومي على رجلك إيه رأيك نحطلك في الأكل نفس جرعة الدواء الزيادة إلي إدتيها لأبوكي وموتيه ياكلبة ياناكرة الجميل .
تحدثت بريهان بحدة :
_ خلاص ياخالتوا ماما تعبانة ومش حمل كلامك ده. !
قربت سميحة منها وأردفت بقرف :
_ ييييييييه البت ذي أمها بالظبط ادام كده بقا إسمعي ياروح الروح إنتي البيت ده مبقاش ليكم فيه حاجة انتي وهي بره في أي زريبة زمان قومت أبويا على مصطفى أخوية وخليتو طرده لما قرر يتجوز بره البيت ده من بنت حبها وهي نفسها إلي أقنعته إنه يميني في مستشفى وهي برده إلي قتليته ودلوقتي إنتو الإتنين ملكوش مكان في بيتي وكل إلي حيلتكم مكتوب بإسمي وأنا دلوقتي بعقلي إستخملت كتييير بس خلاص طفح الكيل انتي وهي بكرة الصبح مشوفش وشكم في البيت ده فاهمة…
فزعت بريهان من صوت سميحة ولم تستطع أن ترد عليها بس أخذت والدتها بين وراعيها وجلست بجانبها بزعر واردفت بصوت يكاد يسمع لوالدتها بعدما ذهبت سميحة من الغرفة :
_ هاعمل إيه ياماما ؟!. لازم نمشي من هنا دي مجنونة وممكن تعمل فينا أي حاجة ..
يتبع…..
لقراءة الفصل التاسع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عريس من ديزني للكاتبة ندى حمدي

اترك رد