Uncategorized

رواية أسيرة الشيطان الفصل التاسع عشر 19 بقلم دينا جمال

 رواية أسيرة الشيطان الفصل التاسع عشر 19 بقلم دينا جمال
رواية أسيرة الشيطان الفصل التاسع عشر 19 بقلم دينا جمال

رواية أسيرة الشيطان الفصل التاسع عشر 19 بقلم دينا جمال

وبينما تمر من امام غرفتها ، تسمرت مكانها وجحظت عينيها في دهشة ، عندما رأت جاسر يقف يصلي ، رمشت عدة مرات للتأكد أن ما تراه حقيقة وليس حلما 
رآها عاصم علي هذه الحالة فذهب اليها
عاصم: مالك يا رؤي متنحة ليه كدة
رؤي مندهشة : جاسر بيصلي 
عاصم بضيق: وهو دا ينفعله صلاة
نظرت له رؤي بغيظ : ليه يعني كنت ربنا ، استغفر الله العظيم يا رب ، عشان تحكم تنفع صلاته ولا لاء 
نظر لها عاصم مندهشا : رؤي انتي بتدافعي عنه بجد ، اوعي تكوني حبتيه يا رؤي
رؤي متلعثمة : هاااا ، حبيته لاء طبعا ، بس دا جوزي يعني لازم تحترمه 
هز عاصم رأسه بيأس وتركها ورحل 
، نظرت له وهو ساجد يبكي علي سجادة الصلاة فاتسعت ابتسامتها
رؤي في نفسها: يااارب اقبل توبته يااا رب 
ثم ذهبت ناحية المطبخ واعدت العصير لوالدتها واعطته لها
مجيدة: شكرا يا حبيبتي ، يلا بقي روحي شوفي جوزك 
هزت رأسها إيجابا ودخلت الي الغرفة
فوجدته جالس علي السرير الصغير 
رؤي :، حرما 
جاسر ببرود:، جمعا ان شاء الله ، مامتك عاملة ايه
رؤي : كويسة
كتب اسم دواء علي ورقة واعطاها لها
جاسر: الدوا دا هيبقي كويس ليها
اخذت منه الورقة : شكرا 
ثم خرجت من الغرفة 
فاغمض عينيه ، نعم لقد تحدته واستفزته بتلك الكلمات فقام وتوضاء ولكن عندما اقترب من سجادة الصلاة، شعر ببرودة في أطرافه 
حاول لملمة شتات نفسه ووقف علي سجادة الصلاة ، وما ان قال ( الله أكبر) ،انهار كالطفل الصغير وبدأ يبكي وهو يدعو ان يغفر الله له 
ظل يبكي ويبكي وهو يدعو ، الي ان انتهي من الصلاة ، احساس جميل احتل خلاياه جميعا وسكن قلبه ، احساس بالراحة والاطمئنان لم يشعر به وهو يملك الملايين ، بل المليارات
جلس علي فراشها الصغير يعيد ترتيب حساباته من جديد 
فاق من شروده علي صوت الباب ودخول رؤي الغرفة 
رؤي: تحب اعملك حاجه تشربها 
جاسر: لاء شكرا
اخذت رؤي وسادة صغيرة
جاسر: هتعملي ايه 
رؤي: هنام على الأرض
جاسر: رؤي ، وانا هادي اهو ولذيذ اطلعي نامي علي السرير
رؤي: السرير صغير ومش هيكفيني انا وانت 
جاسر: تعالي وانا اوريكي ان هو هيكفي 
ذهبت ناحية الفراش وتمددت بعيدا عنه 
في جزء صغير من الفراش
فمد جاسر ذراعيه حول جسدها وضمها الي صدره وجعل رأسها تتوسد صدره 
جاسر: شوفتي بقي اهو مكفينا وزيادة 
احمرت وجنتيها من شدة الخجل
رؤي بخجل : لو سمحت ابعد شوية
جاسر: نامي يا رؤي وما تخافيش 
رؤي بحزن: كمل ، كمل لسه الاسبوع ما خلصش 
جاسر: بالظبط
رؤي: جاسر ممكن اطلب منك طلب
جاسر بنعاس: امممممممم
رؤي: ممكن تطلقني 
جاسر ساخرا: حاضر الصبح هطقلك انا وبابا وناهد وكلنا ( بصوت احمد حلمي في ميدو مشاكل ) 
نظرت له بدهشة سرعان ما انفجرت ضاحكة علي كلماته تلك 
جاسر: بس بقي عايز انام 
رؤي في نفسها: زي ما بقوله كلام قاسي عشان يفوق ، لازم اتلكم معاه بطريقة كويسة ، واهو خد خطوة كويسة وصلي
رؤي برقة : جاسوره
فتح عينيه ينظر إليها مندهشا 
جاسر بدهشة: انت بتكلميني
رؤي : هو في غيرك
جاسر:سبحان مغير الأحوال ، عايزة ايه
رؤي : بص انا تعبانة وهموت وانام ، ولسه العشاء ما اذنتش فممكن تفضل صاحي لحد ما العشاء تأذن وتصحيني 
جاسر: والمقابل 
رؤي بغيظ: مااااادي 
ضحك جاسر عاليا 
رؤي : عايز ايه
جاسر بشرود : بطلي تقوليلي أنت شيطان ما بحبش اسمعها منك 
هزت رأسها إيجابا : بس كدة دا انت ملاك وطيب خالص وامور وحليوة 
جاسر ضاحكا: بس بس كفاية كذب 
رؤي : علي فكرة انا مش بكذب ، انت ماعندكش مرايات في بيتكوا ، دا انت مززززز اوي 
جاسر ضاحكا: انتي كويسة يا رؤي لتكوني سخنتي تاني 
رؤي بضيق طفولي: اسكت بقي عشان انا مخصماك 
جاسر مبتسما: النهاردة يوم العجايب ، رؤي بنفسها بتتكلم معايا كدة ، ومخصماني ليه ان شاء الله يا ست رؤي 
رؤي : عشان ادتني حقنة وانا بخاف من الحقن وما جبتليش بعدها مصاصة 
جاسر مندهشا: مصاصة ، انتي مين يا بت فين رؤي مراتي ، اعترفي
رؤي بضيق : يا رخم ، بس بقي عايزة انام شوية 
ظلت تخبط برأسها على صدره
جاسر بألم: ايه يا اما انتي بتطبلي 
رؤي : صدرك ناشف اوي مش عارفة انام عليه 
، بص افرد دراعك 
جاسر: عليا النعمة انتي مش رؤي 
رؤي : ما ينفعش تحلف بغير الله ، قول لا إله الا الله
جاسر : لا إله الا الله
رؤي مبتسمة وهي تغمض عينيها: ايوة كدة شاطر يا جاسوره الصبح هعملك كيكة بالشوكولاتة 
فرد ذراعه فنامت عليه ، ظل يتأمل فيها وهي نائمة وابتسامة صغيرة علي شفتيه
دق الباب
جاسر بصوت منخفض: ادخل 
دخلت مجيدة : مساء الخير ، ايه دا هي رؤي نامت ، دي لسه ما صلتش العشا 
جاسر: ما هي قالتلي اصحيها عشان تصلي 
مجيدة مبتسمة: ربنا يكون في عونك ، اصل انت ما تعرفش دي نومها تقيل اد ايه
جاسر: غريبة انا دايما بصحي القيها صاحية 
مجيدة: ما هي بتحب تصحي لوحدها ما حدش يصحيها 
هز جاسر رأسه إيجابا
مجيدة: انا كنت عايزة اتكلم معاك شوية 
جاسر: اتفضلي وانا جاي ورا حضرتك
هزت مجيدة راسها ايجابا وخرجت من الغرفة
فسحب جاسر ذراعه برفق من تحت رأس رؤي وقبل جبينها وخرج من الغرفة
وجد مجيدة تجلس علي كرسي في الصالة
فجلس امامها
جاسر: احم ، خير
مجيدة : مش عارفة المفروض ابقي كارهك ومش طايقة اشوف وشك ومع ذلك مش عارفة اعمل كدة، حساك انت كمان مظلوم وضحية ، ليه يا ابني بتعمل كدة انت شكلك طيب والله وحنين ، ليه بتعمل كدة 
تنهد جاسر بحزن: الي شوفته مش قليل
مجيدة: مهما كان الي حصل دا ماضي انساه
جاسر: انسي ان اهلي ماتوا قدام عنيا ، انسي ان ابويا انتحر ، عشان حاسس بالعجز وامي ماتت بحسرتها ، انسي ان اختي اتكسرت واتطلقت واتفضحت وكل دا بسببه 
ربتت مجيدة على كتفه بحنان ودموعها تنساب من عينيها 
مجيدة: ياااه يا ابني دا انت طلع جواك جرح كبير اوي
جاسر بألم: اووي الدنيا دي اذتني كتير وجه دوري انا عشان أذي ، عارفه كل حاجه في بدايتها صعبة حتي الاذية ، بس لما بتتعودي عليها بيبقي ليها لذة خاصة ، اتعودت علي الاذية لحد ما بقت منهج حياتي ، لحد ما جت بنتك وقلبت حياتي كلها ، كنت فاكر ان اذيتها حاجة سهلة بس طلعت أصعب مما أتخيل، بقت انا الي بتأذي لما بحاول أذيها 
مجيدة: واخرتها يا ابني
جاسر: مش عارف 
مجيدة: بص يا ابني ، سامح وتوب ، ما تخليش نار الانتقام تعميك فتخسر دنيا واخرة ، انا ليا رجاء عندك يا ابني
جاسر: اتفضلي
مجيدة: بالله عليك يا ابني ما تأذيش رؤي ، دي طيبة اوي والله ، لما تتعامل معاها هتحس انك بتتعامل مع طفلة ، بالله عليك يا ابني اعتبرني زي والدتك وما ترفضش طلبي 
هز جاسر رأسه إيجابا: حاضر يا أمي
مجيدة مبتسمة: ربنا يسعدك يا ابني ويريح قلبك 
ارتفع اذان العشاء في الجوامع ، فذهب جاسر لايقاظ رؤي 
جاسر: رؤي ، رؤي ، اصحي يا رؤي العشا اذنت
و لا حياة لمن ينادي 
جاسر: طنط عندها حق دا انتي نومك تقيل اوي
ثم بدأ يهز جسدها برفق : رؤي، يا رؤي ، يابنتي قومي
رؤي بنعاس: خمس دقايق
جاسر مبتسما: قومي يا رؤي العشا اذنت
رؤي بنعاس: الصبح الصبح 
جاسر ضاحكا: صبح ايه يا بنتي قومي ، يا رؤي
تنهد جاسر بضيق : بقي كدة ماشي 
وضع احد ذراعيه أسفل ركبتيها والاخر اسفل ظهرها وحملها وخرج بها من الغرفة ، متوجها الي الحمام 
قابله حسين الذي كان يتوضأ عند باب الحمام
حسين بقلق: مالها رؤي 
جاسر: ما تقلقش يا عمي 
جاءت اليهم مجيدة ضاحكة: اكيد مش راضية تصحي 
مجيدة: رؤي ، رورو ، رؤي حبيبتي اصحي ، شوفت انا عارفة بنتي كويس ولا الطبل البلدي هيصحيها
دخل جاسر الي الحمام ووقف امام الحوض وانزل رؤي واسندها بذراعه ، ثم فتح صنبور الماء ، وبدأ يرش الماء برفق علي وجهها
استيقظت مذعورة : بغرق ، بغرق 
ضحك كل من كان واقفا عليها 
جاسر: اخيرا صحيتي العشا اذنت بقالها ساعة ، يلا عشان تصلي 
ثم تركها وخرج من الحمام 
فوجد حسين يفرش سجادة الصلاة ، ومجيدة ترتدي اسدالها ، منتظرين رؤي 
مجيدة مبتسمة: اتوضيت ولا لسه 
جاسر بتوتر: هااا ، انا انا اصلا متوضي 
مجيدة: طب يلا اقف جنب عمك حسين ، علي ما رؤي تيجي 
ازدرق ريقه بتوتر ، ثم ذهب ووقف بجانب حسين الذي يرمقه بنظرات متعجبة 
الي ان جاءت رؤي وهي ترتدي اسدالها 
رؤي مبتسمة: انا جيت ، معلش اتأخرت عليكوا
حسين: يلا يا حبيبتي ، اتفضل يا جاسر عشان تأمنا في الصلاة
اتسعت عيني جاسر : انا ، لالالا طبعا ما ينفعش ، اتفضل 
رؤي مبتسمة: يلا بقي يا جاسر عشان خاطري
ازدرق ريقه بتوتر وهز رأسه إيجابا 
ووقف يأمهم في الصلاة ، اندهشت رؤي والبقية وهم يسمعون جاسر يتلو القرآن، فكان يتلوه بطريقة رائعه يبدو انه ملم بأحكام التجويد كاملة 
انتهت الصلاة 
مجيدة مبتسمة: يلا يا ست رؤي ، نقوم نحضر العشا 
رؤي: حاضر يا ماما 
مجيدة لجاسر : روح يا ابني اقعد مع عمك حسين ، هتلاقيه في البلكونة 
جاسر: لاء انا هروح انام ، تصبحوا علي خير
مجيدة: ودي تيجي بردوا تنام من غير عشا 
جرت طمطم مسرعة الي رؤي: رؤي ، رؤي ساعديني في الواجب 
رؤي مبتسمة بمكر: خلي عمو جاسر يساعدك علي ما احضر العشا مع ماما 
ذهبت طمطم ناحية جاسر: عمو جاسر عمو جاسر ممكن تساعد طمطم في الواجب 
جاسر مبتسما: ماشي يا طمطم
امسكت طمطم بيد جاسر وجلسوا علي طاولة الطعام
وبدأ جاسر يساعد طمطم في حل واجبها 
في المطبخ
رؤي: انا ملاحظة ان بقيتي راضية اوي علي جاسر
مجيدة: يا عيني يا بنتي الي شافه ، لو كان جبل كان اتهد
رؤي مندهشة: شاف ايه ، هو حكالك ايه
مجيدة: خليه هو الي يحكيلك بنفسه احسن 
اعدت رؤي ومجيدة العشاء 
وتجمعوا علي مائدة العشاء 
وتناولوا العشاء بصمت ، ثم ذهب كل الي
غرفته 
تمدد جاسر علي الفراش
رؤي: انت هتنام 
جاسر ساخرا: لاء هلعب تنس
رؤي: اصل انا مش جايلي نوم
جاسر: اعمل ايه يعني
رؤي: خلاص نام ، انا هروح اتفرج على التلفزيون 
ثم تركته وخرجت من الغرفة
جلست علي الاريكة الصغيرة امام التلفاز
في غرفة حسين
حسين: انا مش فاهم حاجة 
مجيدة: ايه بس الي مش فاهمه
حسين: جاسر الواد دا عنده انفصام اكيد دا بيتحول شوية يبقي قمة في الادب والاخلاق وشوية تانية يبقي العكس تماما
قصت له مجيدة ما قاله لها جاسر 
حسين: لا حول ولا قوة الا بالله ، عيلته كلها ماتت قدام عينيه ، طب من هو الي قالك ان هو السبب
مجيدة: العلم عند الله ، جاسر في الاصل شكله ولد مؤدب وابن ناس ، بس الي شافه عمل فيه كدة ، خلينا نساعده يرجع زي الاول ، الحمد لله هو ما اذاش رؤي ، ولا انت ايه رايك
هز حسين رأسه إيجابا بتفهم : ماشي اما نشوف
في ذلك القصر الفخم يصيح ذلك الرجل بصوت رج جدران القصر 
صبري غاضبا: يعني ايه يا أيمن ، بنتي اختفت والزفت الي اسمه جاسر دا راح فين 
أيمن: يا صبري باشا اسمعني ، أنا مش ساكت أنا قالب الدنيا علي شاهندا هانم بس مالهاش أثر
صبري غاضبا: وجاسر اختفي 
أيمن: يا باشا أنا قلبت الدنيا مالوش أثر زي ما يكون فص ملح وداب 
صبري غاضبا: ابن ال×××× وحياة بنتي لهدفعه التمن غالي 
أيمن بحذر : هتعمل ايه يا باشا 
صبري بشر : نرمين ، اخت البيه مش هو عمل كل دا عشان خاطر اخته ، أنا بقي هفكر السنيورة بالماضي 
أيمن بحذر: هو سيداتك تعرف مكان اخته فين
صبري بشر : طبعا دا أنا صبري الدمنهوري 
ثم نظر لايمن بغضب : قدامك 48 ساعة لو ما عرفتش جاسر فين بالظبط ، قول علي نفسك يا رحمن يا رحيم 
ازدرق أيمن ريقه بتوتر: حاضر يا باشا ، عن اذنك
صبري غاضبا: غور 
خرج ايمن من فيلا صبري وركب سيارته تأكد أنه ابتعد بالقدر الكافي عن محيط حراسه ، فاخرج هاتفه سريعا
ايمن سريعا: جاسر باشا ، مصيبة 
في منزل حسين 
هب جاسر فزعا من فراش رؤي أسرع يرتدي ملابسه وخرج يهرول من الغرفة متجها الي باب المنزل ، رأته رؤي التي كانت تشاهد التلفاز
رؤي باستغراب : جاسر ، أنت رايح فين دلوقتي
صاح في وجهها بغضب : مالكيش دعوة غوري من وشي 
ترقرقت الدموع في عينيها ، فازاحها هو بعنف من طريقه ونزل يركض الي سيارته 
صاح في الحرس : ورايا بسرعة 
انطلقت سيارة جاسر ومن خلفه حرسه تشق غبار الطريق 
تجلس على الفراش ضامة ركبتيها لصدرها شاردة فيما حدث في الماضي فتلقائيا عرفت الدموع طريقها الي عينيها ، كانت تنظر ارضا تتصارع بين أمواج ذكرياتها السيئة عندما شعرت بحركة بجانبها في الغرفة ، رفعت عينيها تنظر حولها 
فاتسعت عينيها بفزع عندما وجدته واقفا امامها تلك الابتسامة الشيطانية التي تعرفها جيدا تعزف ألحان الفزع علي شفتيه 
تجمدت اطرافها من شدة الفزع
نرمين برعب : صصصصص
صبري ضاحكا بسخرية: ايه يا نيرو بتصوصي يا حبيبتي 
زحفت بظهرها للخلف تلهث أنفاسها من الرعب 
تقدم منها ببطئ مرعب ، وأردف بابتسامة ساخرة : وحشتيني يا نيرو ، ايه يا بيبي ، مستحيل تكوني نستيني 
في لمحة وجدته يقبض علي فكها بقبضته وصاح غاضبا : قسما بربي يا نرمين ، لو اخوكي ما رجعليش بنتي لخليكي تتمني الموت انتي وأخوكي 
صبررررررري 
التف صبري خلفه ببطئ تعلو شفتيه ابتسامة ساخرة فوجد مسدس جاسر إمام جبهته 
جاسر غاضبا: هقتلك يا صبري
نرمين باكية: لا يا جاسر ، عشان خاطري ما تضيعش نفسك أنت الوحيد الي فاضلي في الدنيا ، عشان خاطري يا جاسر ، عشان خاطري 
تقابلت النظرات ، نظرات ساخرة شيطانية مقابل نظرات مشتعلة انتقامية غاضبة 
أخفض جاسر مسدسه يبطئ وهتف بتوعد : أنا مش هقتلك أنا هخليك تتمني الموت من الي هعمله فيك 
صبري غاضبا: أنا الي هقتلك يا جاسر لو ما قولتليش بنتي فين
جاسر ساخرا: سبعة بيدوروا والماية حوليهم 
صبري بحدة : ايه الي أنت بتقولوا دا بقولك بنتي فين
جاسر ضاحكا بسخرية: والله أنا قولتلك بنتك فين ، هعد لحد 3 لو شفتك قصداي هبلغ مسدسي كله فيك وهيبقي دفاع عن النفس مش هاخد فيك يوم سجن 
خرج صبري وهو يتوعد لجاسر بالويل والانتقام 
بينما أسرع جاسر بضم اخته التي كانت ترتجف خوفا 
جاسر بحنان: هشششش ، خلاص مشي ، مش هسمحله يأذيكي تاني يا نرمين لو وصلت لموتي يا حبيبتي 
دخل ياسر سريعا ومعه ابنته الصغيرة 
هتفت سما بسعادة: طنط نييمن 
ابتعدت نرمين عن حضن جاسر ورسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها: سمسم وحشتيني اوي ، تعالي 
فتحت نرمين ذراعيها فارتمت الصغيرة في حضنها 
سما بسعادة: أنا بحبك اوي يا طنط نييمن أنتي وطنط يؤي 
نرمين ضاحكة: واحنا كمان بنحبك أوي 
كان جاسر يراقب ضحكتها بسعادة بالغة ، ليس وحده بل كان هناك من يراقب الموقف بسعادة مضاعفة ، سعادة ابنته الصغيرة ، وتلك الضحكات الصافية التي تخرج من تلك الجنية التي سحرته بغموضها من أول يوم رآها فيه 
جاسر: أنا عايز أخد نرمين معايا 
ياسر سريعا: لاء طبعا ما ينفعش ، احم قصدي يعني أن لسه علاجها ما خلصش ولو خرجت دلوقتي هيحصلها مضاعفات 
هز جاسر رأسه إيجابا بتفهم : نيرو ، احسن دلوقتي
نرمين بابتسامة صافية : آه وطي صوتك عشان سمسم نامت 
نظر ياسر الي ابنته فوجدها متشبثة في حضن نرمين بقوة ، ملامحها ترتسم عليها السعادة الطفولية البريئة حتي في نومها 
نرمين باحراج لياسر : ينفع تسيبها تنام في حضني النهاردة 
هز ياسر رأسه إيجابا : آه طبعا 
قام جاسر وقبل جبين اخته واخذ ياسر وخرج من الغرفة وضاعف عدد الحراسة عليها 
ثم ركب سيارته وعاد إلى منزل حسين 
في الطريق هاتف أيمن : نفذ في أسرع وقت
أيمن: حاضر يا باشا 
عاد جاسر الي ذلك المنزل المتواضع ، دق الباب بخفوت ، فوجده يفتح بلهفة 
رؤي بلهفة: جاسر ، الحمد لله يا رب كنت هتجنن من القلق عليك 
نظر لها بدهشة فتداركت نفسها سريعا : قصدي يعني انك خرجت متأخر والجو شتا دلوقتي
جاسر بخبث: خوفتي عليا مش كدة
رؤي سريعا: هااا ، لالا ابدا ، أنت هتفضل واقف علي الباب ادخل 
دخل جاسر واغلق الباب خلفه 
جاسر بخبث: ولو مش خايفة عليا ايه الي مصحيكي لحد دلوقتي 
رؤي بتوتر: بتتفرج علي التليفزيون 
جاسر : بتكذبي يا شيخة رؤي 
انكمشت ملامحها بضيق طفولي: يووه بقي روح نام يا جاسر 
جاسر: حاضر يا ماما رؤي ، تصبحي على خير
رؤي مبتسمة: وأنت من أهله 
دخل جاسر الي غرفتها وبدل ملابسه وغط في النوم 
في الخارج 
نامت رؤي علي الأريكة وهي تشاهد التلفاز 
ظل الوضع علي ما هو عليه الي ان اذن لصلاة الفجر 
قلم حسين وخرج من غرفته فوجد رؤي تتململ في نومتها وتفتح عينيها
رؤي: صباح الخير يا بابا
حسين: صباح النور يا رؤي ، ايه الي منيمك هنا
رؤي: كنت بتفرج على التلفزيون والظاهر اني نمت 
حسين: طب يلا روحي صحي جوزك عشان يصلي الفجر
هزت رؤي رأسها إيجابا وذهبت ناحية غرفتها 
ووقفت امام جاسر ثم ابتسمت بشر وامسكت كوب الماء الموضوع بجانبه علي الطاولة ورشته علي وجه جاسر فقام مفزوعا
جاسر مفزوعا: بغرق ، الحقوني بغرق
فانفجرت رؤي ضاحكة عليه 
جاسر بغيظ: آه يا بنت ال ، طب تعالي بقي 
ركضت رؤي لخارج الغرفة وجاسر خلفها
جاسر: والله ما سايبك 
وقفت رؤي خلف والدها 
رؤي ضاحكة: ابعده عني يا بابا
حسين: في ايه ، ايه الي بيحصل
جاسر: المجنونة بنتك غرقتني بالماية وانا نايم
رؤي ببراءة: مش كنت بصحيك 
جاسر ساخرا: يا سلام علي البراءة 
حسين: رؤي اعتذري لجوزك حالا
رؤي: أسفة
جاسر: ماشي خلاص
حسين: اتوضي يلا عشان هنصلي الفجر في الجامع
هز جاسر رأسه إيجابا وذهب وتوضأ سريعا وبدل ملابسه وذهب مع حسين الي الجامع القريب من البيت ، ثم ذهبا ليحضرا الإفطار
من احد المطاعم الشعبية
حسين: معقول جاسر باشا بنفسه، رايح يجيب فول وطعمية 
جاسر ساخرا: جاسر باشا زمان ماكنش معاه فلوس حتي عشان يجيب فول وطعمية
يتبع….
لقراءة الفصل العشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية بريئة حطمت غروره للكاتبة ميرا أبو الخي

اترك رد