Uncategorized

رواية جحيم الفارس الفصل الرايع 4 بقلم ايمان محمود

 رواية جحيم الفارس الفصل الرايع 4 بقلم ايمان محمود

رواية جحيم الفارس الفصل الرايع 4 بقلم ايمان محمود

رواية جحيم الفارس الفصل الرايع 4 بقلم ايمان محمود

توجهت “بسمة” الي غرفة أخيها حاملة تلك الصينية المليئة بالطعام لتهتف بصراخ حالما اقتربت من باب الغرفة:
-سعيييييييد افتح الباب
وقفت لثواني قبل أن تري الباب ينفرج لتظهر من خلفه ملامح أخيها الباهتة ، لم تعره اهتماماً واكتفت بالدخول من خلفه ووضع صينية العشاء علي الكومود هاتفة بهدوء حالما انتهت من تعديل الأطباق:
-اتفضل اتعشي يا بيه وبطل تعيش في دور المنكسر دا ، قوم اقف كدا
-اطلعي برا يا بسمة
لم تُعر نبرته الحادة اهتماماً بل توجهت اليه لتقف قبالته هاتفة بسخرية لاذعة:
-خليك قاعد وسيبه يتهني بيها ، بكرة تلاقيها جايباله ولي العهد وانت اللي كنت هتمووت علي نظرة من ست الحسن والجمال فمخدش غير الهم ، ايه هتسكت يا سعيد!!
يعرف أنها تُحاول اشعاله لكن ليس لتجعله يثأر لنفسه بل لها هي ، هي من لا تزال تؤمن بأن “زينة” لا تستحق بأن تكون زوجة لرجل مثل “فارس” ، هي من لا تزال تؤمن بانها لا تستحق أن تحيي من الأساس فلما قد تستحق رجلاً ك”فارس”!؟
لم يرد علي استفزازتها له واكتفي بالاستماع لحممها الغاضبة حتي انتهت وتركته وخرجت ليبدأ هو بتقليب الأمور في رأسه كما يريد
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
في منزل “جمعة”
اندفعت “سلمي” بغيظ الي غرفة “خالد” لتهتف فور أن رأته يناظرها بدهشة وبيده بعض المكسرات التي كان يتناولها بهدوء:
-اتعارك معايا
رمقها باستنكار لتكرر كلماتها بنبرة شبه صارخة جعلته يغمض عينيه بانزعاج ، استقام ليقترب منها متأملا عبائتها السوداء التي لا تجلس في المنزل بغيرها عندما تكون معهم ، رفع عينيه ليتأملها كليا وعلي ثغره ارتسمت ابتسامة ماكرة..
كانت فاتنة بحق ، عينان عسليتان تشبهان عيناه وعينا فارس تلمعان بوميض التحدي والشراسة ، أنف صغير جعلها تبدو كالرسوم المتحركة مع تلك الغمازة التي تظهر في وجنتها اليسري عندما تبتسم ، شفتان صغيرتان وشعر أسود طويل لم يره سوي في تلك المرة التي اقتحم بها غرفتها امس عندما كان يناديها للقاء والده..
اقترب منها بتربص فما لبثت ان شعرت بالقلق منه ، أرادت فقط الشجار معه كي تلهي نفسها ولا تفكر فيما حدث بينها وبين ذلك المعتوه الذي أحبته لكن يبدو أنها أخطأت ، وقف قريبا منها تفصله عنها خطوتان فحسب ليتحدث بعبث أثار به أعصابها المتعبة:
-هو حبيب القلب نفضلك ولا ايه؟
وكأنه أشعل فتيلها انفجرت بوجهه كالقنبلة صارخة بحدة:
-احترم نفسك يا حيوان انت انت عارف انت بتكلم مين؟
كان يعلم انها تريد الثورة عليه كي تلهي نفسها عن شئ ما فهي دائما ما تفعل هذا وهو دائما ما يرحب بمضايقتها والعبث معها في اي وقت ، اكتفي من تلك السبات الخافتة التي كانت توجهها له ليهتف بخشونة:
-خلصنا بقي هي سيرة؟ اتعصبتي وشتمتي مرة وسيبتك اهدي بقي بدل ما ارزعك في الحيطة اللي وراكي
-بــــارد
ناظر رحيلها واختفائها من أمامه بابتسامة ساخرة ارتسمت تلقائيا علي وجهه ليُغلق الباب فور اختفاء ظلها عائدا لطبق المكسرات الخاص به ليتناول ما به بنهم محبب
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
في المساء..
هرولت “زينة” الي غرفتها سريعاً عقب انتهائها من أداء المهام المنزلية بدلا من والدة زوجها لتغلق الباب خلفها باحكام ، قفزت بسعادة كالبلهاء فهي لا زالت لا تصدق انها قضت يوما دون ان تري فيه “فارس” ، ألقت بنفسها علي الأريكة التي نقلتها صباحاً الي الغرفة رغم اعتراض “دريّة” متحججة بأنها تحتاجها لتغيير نظام الغرفة والذي يبدو مملا من وجهة نظرها ، اقتنعت “دريّة” سريعا وقد ظنت ان “زينة” تفعل هذا لتلفت أنظار ابنها لا تعلم بانها استغلت فرصة سفره كي تنفذ ما كانت تفكر به حتي لا تضطر للنوم بجانبه ليلاً حتي وان لم يكن سيفكر بأن يقترب منها..
أغمضت عينيها وسيل ذكرياتها يندفع داخل عقلها جاعلاً اياها تتنهد بحزن دفين ، عادت بذكرياتها الي ذلك اليوم اللعين الذي جائتها به “دريّة” لتحدثها عما تبغيه منها..
~فلاش بااك~
فتحت “زينة” الباب سريعا بعدما استمعت لصوت “دريّة” صديقة والدتها -الراحلة- المقربة تخبرها بأنها الطارقة علّها تسرع ولو قليلاً ، استقبلتها بلهفة كما المعتاد رامية بجسدها بداخل أحضان “دريّة” الدافئة والتي كانت كفيلة بجعلها تشعر بأنها بين ذراعي والدتها المرحومة ، أخذتها الي غرفتها الخاصة متجاهلة “بسمة” ابنة عمها والتي كانت تشتعل حرفياً لتغلق عليهما الباب جيدا حالما استقرتا بالداخل ، عادت لـ”دريّة” لترتمي بين ذراعيها من جديد لتبدأ الاخري بالتربيت علي شعرها بحنو..
-سعيد لسة بيضايقك!؟
أغلقت “زينة” عيناها تجاهد نفسها كي لا تتذكر ذلك الأبله الذي يكاد يجعلها تقتله بسبب تعدياته عليها ، لتهتف بنبرة مرتجفة:
-شوية ، بس متخافيش أنا بوقفه عند حده
-طب منا عندي حل بدل كل المرمطة دي يا زينة
اعتدلت “زينة” ولمعت عيناها بحماس انطفأ حالما هتفت “دريّة” بحلها قائلة بنبرة متمهلة وكأنها تستشف ردة فعلها:
-أنا عايزاكي لفارس ابني
لم تستطع الرد ، شعرت انها عاجزة عن الكلام ، هي تسمع الكثير من الأحاديث عن “فارس” ذلك بدءا من والدته شخصيا انتهاءا بكل من تعرفه من القرية فالجميع يتحدث عن أشهر طبيب جراحة بالبلدة ، لكنها وعلي الرغم من ذلك لم تتعامل معه شخصيا ولم تره من قبل ، شعرت بالتيه وكأنها عاجزة عن التفكير حتي لتجذبها “دريّة” من حالتها تلك بضمة لطيفة كانت تحتاجها ، تحدثت “دريّة” بينما تضمها بحنو:
-عارفة يا زينة ، انا ومامتك دايما كنا نقعد نقول ان زينة لفارس وفارس لزينة طول عمري عايزاكي ليه وحتي هي كانت تقولي وانا هلاقي زي فارس فين لبنتي ، مع انكو كنتو عيال والكلام كان هزار بس حقيقي دلوقتي انا بتمناكي لابني وأنا عارفة انه مش هيلاقي زيك ، واهو بالمرة يا بنتي تخلصي من جحيم سعيد دا
أطلقت تنهيدة قوية محاولة ترتيب أفكارها قبل النطق بأي شئ قد يُحتسب عليها لكنها لم تستطع كبح جماح لسانها أكثر من دقيقتان لتهتف بحنق:
-يعني أنا أخلص من سعيد يا خالة أدبس في فارس؟
-تدبسي!! بقي جوازك من ابني تدبيسة يا زينة؟
شعرت بالذنب وهي تستشعر ذلك اللوم الذي وجهته لها “دريّة” والتي استقامت سريعا تريد الرحيل وكأن حديث “زينة” قد أهانها هي شخصيا لا ابنها ، جذبتها “زينة” هاتفة باستعطاف:
-أنا آسفة والله يا خالة بس انا مفكرتش في كلامي ، حقك عليا
كادت تبكي لتتراجع “دريّة” عن جمودها لتقول بنبرة لينة بعض الشئ:
-طب ينفع توعديني انك تفكري في الموضوع دا؟ صلي استخارة وشوفي هتحسي بايه ولو في قبول وان شاء الله يبقي فيه هجيب فارس يتقدملك من بكرة
توترت “زينة” من تلك الفكرة بحق فهي لم تره ولم يرها من قبل فماذا سيفعل عندما يراها؟ ماذا سيكون تعليقه علي لون بشرتها الأسمر؟ ماذا سيقول علي شعرها المجعد الثائر (الكيرلي) والتي تراه هو عالة علي رأسها لطالما أرادت التخلص منه او استبداله بشعر آخر ناعم ولو قليلاً!؟ ماذا سيكون تعليقه عليها وهي ليست بالفتاة المثالية لطبيب ناجح مثله؟
لم تُدرك أن “دريّة” رحلت بعدما طلبت منها الاستخارة مجددا سوي عندما سمعت صوت “بسمة” الساخر يصل لأذنيها بكلماتها اللاذعة:
-واقفة هايمانة كدا ليه يا محروسة؟ تكونشي كانت بتطلبك لابنها؟
اكتفت بدفعها للخارج لتغلق غرفتها بالمفتاح من جديد وقد بدأت تقلب الموضوع برأسها بجدية فمن الممكن أن يكون “فارس” هو حبل نجاتها من هذا المنزل ومن الممكن أن يكون جحيما آخر ينتظرها!؟
~اند فلاش بااك~
أطلقت تنهيدة مطولة وقد باتت متقينة الآن أن ذلك الـ”فارس” ماهو الا جحيم آخر يريد التخلص منها في أقرب وقت وقد باتت متيقنة من أنه يراها كالعالة التي ألزمته بها والدته!.
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
-مالك يا فارس مضايق ليه؟
زفر “فارس” بضيق يحاول التحكم بأعصابه قبل أن يهتف بنبرة غاضبة:
يتبع…
لقراءة الفصل الخامس : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا
 نرشح لك أيضاً رواية حبه عنيف للكاتبة ضي القمر

اترك رد

error: Content is protected !!