Uncategorized

رواية جحيم الفارس الفصل الخامس 5 بقلم ايمان محمود

 رواية جحيم الفارس الفصل الخامس 5 بقلم ايمان محمود

رواية جحيم الفارس الفصل الخامس 5 بقلم ايمان محمود

رواية جحيم الفارس الفصل الخامس 5 بقلم ايمان محمود

-ممكن أفهم احنا هنبات هنا ليه؟ هو مش المفروض كنا روحنا النهاردة؟ يعني انا واخد اجازة من الشغل عشانك يا عمتي وانتي تجيبيني تقعديني جنبك!!
-وهو يعني كان بايدي يا فارس ماهو علي يدك اهو كنا هنمشي لولا الواد اللي طلع علي الكافيه وسرقه دا
عبث “فارس” بشعره بحنق قبل أن يتحدث بضيق:
-نفسي أفهم متمسكة بالكافيه ليه كدا ما تبيعيه يا عمتي
استقامت هاتفة بصراخ وكأنها تدافع عن شرفها وليس مجرد مقهي كان لزوجها الراحل يوما ما:
-دنا أقتل نفسي قبل ما أفكر أفرط في حاجة من ريحة المرحوم انت فاهم انت بتقول ايه يا فارس؟ دا شقي عمره اللي ضيع عمره عليه اجي انا عشان مش عايزة اتشحططلي شوية ابيعه بالساهل!؟
شعر وكأنها من الممكن أن تمزقه بأسنانها في سبيل الدفاع عن مقهاها ليستقيم مُبتسما بهدوء:
-طب حقك عليا ان آسف
قبّل رأسها لتربت علي ظهره بحنان لتهتف بهدوء نسبي:
-خش ارتاح يا حبيبي
ألقي عليها التحية مقبلا رأسها من جديد ليتركها متوجها لغرفته لينال قسطا من الراحة تاركا اياها تتمزق بصمت بين ذكري رحيل زوجها العزيز..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
سعلت “زينة” بقوة وقد تسلل الي مسامعها صوت ذلك الحقير مرسلا قشعريرة كريهة الي كافة انحاء جسدها ، لم تكن لتخرج لاستقبالهم لولا صوت “دريّة” التي هتف باسمها تطالبها بالقدوم للترحيب بعائلتها..
خرجت من المطبخ وقد تجمعت بعض قطرات العرق علي جبينها بعدما نتجت من أبخرة الطعام الذي تطهوه ، ناظرتها بسمة بقرف لتهمس لها بازدراء حالما اقتربت منها لتُسلم عليها:
-هتفضلي طول عمرك خدامة
صكت “زينة” أسنانها وفضًلت الصمت بدلا من الرد علي تلك الوقحة لتتوجه الي عمها لاستقباله كما يليق ، مدت يدها له ليلتقفها هو ضاغطا عليها بشئ من القوة بينما همس لها:
-عجباكي خدمة امه اوي كدا!!
استقبلت سخريته بابتسامة باردة أجادت رسمها علي وجهها الذي احتلته أمارات البرود لتهتف بجفاء:
-ازيك يا عمي.. نورت
دغزتها “دريّة” خلسة وقد شعرت بتوتر الأجواء بينها وبين عمها لتسحب “زينة” يدها منه سريعا ، اختلست النظر لـ”سعيد” والذي انتظر قدومها لاستقباله لكنها تجاهلته تماماً وهتفت بينما تتوجه الي المطبخ من جديد:
-اتفضلو جوا عقبال ما اعملكو حاجة تشربوها
توجهت “زينة” للمطبخ من جديد لتُعد ضيافة مناسبة لعائلتها لكن ما كادت تبدأ حتي سمعت صوت الجرس يصدح في أنحاء المنزل ، توجهت للباب لتفتح للطارق لتتفاجأ بتلك الثائرة التي رمقتها بنظرات مشتعلة تكاد تُقسم بأنها من الممكن أن تحرقها ، تعرّفت “زينة” علي تلك الغاضبة علي الفور لكنها وما ان كادت تتحدث حتي صمتت عندما هتفت الأخري بغضب:
-يا أهلا بخطافة الرجالة
رفعت “زينة” حاجبها بسخرية لتهتف بحدة:
-ليه هو كان متجوزك من ورانا ولا حاجة يا اخت سلمي!؟
احتقن وجه “سلمي” بغيظ من سخريتها تلك لتدفعها متوجهة للداخل بغضب ، دلفت للصالون وما ان كادت تُحدّث “دريّة” حتي صمتت وهي تري عائلة “زينة” يجلسون معها ، كادت تعتذر لولا ان وقعت عيناها علي “سعيد” الذي هتف حالما تعرّف علي تلك الحمقاء التي اصطدم بها ذلك اليوم أمام المشفي:
-هو انتي!!!!!
ناظرتهما “دريّة” بريبة قبل أن تتحدث موجهة الكلام لـ”سلمي”:
-انتو تعرفو بعض؟
لم تفكر “سلمي” كثيرا بل اندفعت هاتفة بحنق:
-دا بتاع كدا خبطني من يومين وطول لسانه عليا
-بتاع!؟
كرر كلمتها بشئ من الذهول في حيت تجاهلته هي وهتفت بينما تتوجه للمطبخ وقد عقدت نيتها علي عدم ترك تلك الـ”زينة” دون الثأر لكرامتها المهدورة:
-انا هسلم علي العروسة 
اختفت بداخل المطبخ ليهتف “سعيد” سريعا:
-هي مين دي؟
-بنت عمة فارس
هتفت بحذر وهي تراقب انفعالاته باهتمام وقد بدأ التوتر يتسرب لداخلها فهي تشعر بأنه يُكن الكره لـ”سلمي” والذي بدا واضحا من عينيه..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
في الاسكندرية..
تأمل “فارس” الشاطئ أمامه بنظرات خاوية ، كان يبحث عن بعض السكينة لكنه لم يجد سوي وساوسه اللعينة تعود لتطارده وكأنها لا تكتفي بكونه مُشتت الفكر بالفعل ، زفر وهي يجلس علي رمال الشاطئ وقد بدأت الأمواج تثور بعض الشئ لتلامس قدماه الباردة ، شعر بقشعريرة محببة تسير بجسده أرغمته علي الاسترخاء وإغماض عينيه ولسان عقله يشجعه علي التمتع بهذا الوقت حتي يعود للقرية من جديد في الغد ، تنهد وأفكاره تعود للتفكير في “زينة” تلك الدخيلة الجديدة والتي وجدها هادئة بعض الشئ عكس ما كانت تُخبره والدته عنها..
لطالما سمع عنها أنها شُعلة من التمرد لا تستطيع تنفيذ شئ دون أن تقتنع هي به لكن منذ أن اقترن اسمها باسمه وهو لا يري سوي شابة مكسورة تخشي أن يصرخ بوجهها فتنفجر في البكاء أمامه..
استرخي بجلسته وأعاد التفكير من جديد ، تُري هل من الصحيح أن يعاملها بهذا الجفاء!؟..
لم يكن ليشغل باله كثيرا بالتفكير فيها لذا وسريعا اتجهت أفكاره لوالدته والتي بطريقة ما جعلته يستسلم لرغباتها هي ويوافق علي الزواج بـتلك الـ”زينة” دون أن يراها حتي ليتفاجئ ليلة عرسه بفتاة كانت عكس وصفها وتوقعاته تماماً ، لم يكن ليؤذيها ويهينها بتلك الطريقة وقتها فهو ليس من ذاك النوع من الأشخاص لكنه شعر بأنه قد تم خداعه ففضل مضايقتها ولو قليلاً..
كاد يغمض عيناه لكنه اعتدل وهو يستمع لهتاف أحد الأطفال الذي جلس بجانبه منذ مدة دون أن ينتبه اليه:
-عمو تاكل فريسكا!؟
عقد “فارس” حاجباه بدهشة لكنه لم يدع تفكيره يذهب بعيدا فوافق الطفل علي عرضه ليجده يناوله قطعة صغيرة من تلك الحلوي التي أمسكها بيده ، هتف وهو يراقب الحلوي بيده:
-فين باباك ومامتك يا صغير؟
-في الجنة
ارتجف بدن “فارس” لوهلة قبل أن يقترب من الطفل بحنو ليهتف بلطف محاولا التخفيف عنه:
-تيجي أشتريلك حاجة حلوة؟
ابتسم الطفل بسخرية وكأنه يعلم بانه يفعل هذا كمحاولة للتخفيف عنه ليهتف بثبات اندهش له “فارس” بحق:
-علي فكرة أنا مش زعلان ، هما في مكان أحسن من هنا أصلا..
صمت لوهلة قبل أن يتابع بنبرة مرتجفة:
-هما بس وحشوني
ضمه “فارس” اليه ليتشبث الطفل بيده الفارغة بقميص “فارس” دافنا رأسه في صدره ، لم يبكي وظل ثابتا لكنه كان بحاجة للشعور ببعض الحنان من أي أحد حتي وان كان من غريب قد أشفق علي حاله..
تحمحم “فارس” قبل أن يسأله بنبرة لطيفة:
-وانت اسمك ايه يا بطل؟
-زياد وانت؟
أخبره “فارس” باسمه ليتهلل وجه الصغير هاتفا بحماس:
-تعرف ان اسمك زي اسم بابا
-بجد!!؟
اندهش بحق لتلك الصدفة التي أدمعت لها عيناه لكنه ابتسم بحنو ليضم الصغير من جديد والذي بدا انه لم يتعدي التسع أعوام..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
لوت “سلمي” شفتيها بحنق لتهتف وهي تراقب “زينة” تدور في المطبخ لتُنهي تحضير ما يليق لضيافة الجميع:
-عمري ما تخيلت ان ابن عمي يوم ما يتجوز يتجوزك انتي
تجمدت “زينة” لكنها لم تصمت بل هتفت بنبرة بدت وكأنها غير مبالية بما تتفوه به تلك الحمقاء:
-معلش يا ماما تعيشي وتاخدي غيرها
-اخد ايه يا بت انتي؟
زفرت “زينة” بقوة محاولة اخراج جام انفعالاتها مرة واحدة كي لا تضطر للالتفات لتلك الحمقاء وتلقينها درسا ربما يجعلها تنسي اسمها ، تنهدت قبل ان تهتف ببرود قاصدة حرق اعصاب “سلمي”:
-تاخدي علي قفاكي طبعا.. انتي فاكراني مش عارفة انك كنتي بتحبيه؟ بس نقول ايه بقي نصيبك تتخزوقي علي ايده
-اتخزوق!!
اومات “زينة” بتأكيد علي كلمتها لتلتفت لانهاء ما بيدها في حين صرخت “سلمي” بشراسة:
-بقي انا اتخزوقت يا زينة يا بت التمرجي!؟
وفي لمح البصر وجدت “زينة” تلتفت لها لتصرخ بوجهها بصوت عالي وصل لمن بالخارج:
-ورحمة التمرجي اللي بتجيبي في سيرته يا سلمي يا بت بثينة لو جيبتي سيرة ابويا علي لسانك تاني لاكون جايباكي من شعرك
أعجبها كونها استطاعت استفزازها واخراجها عن شعورها بتلك الطريقة لتهتف من جديد ضاغطة علي كل حرف من حروف كلماتها:
-وانتي زعلانة ليه؟ ماهو تمرجي.. هي دي حاجة وحشة؟ يا.. يا بت التمرجي
لم تدر “سلمي” بنفسها سوي وهي بين يدي “زينة” التي جذبتها من حجابها لتنهال عليها بالضرب في حين انطلق لسانها بسبها ببعض الشتائم التي تعرفها ، شلّت الصدمة عقل بسمة فلم تستطع الانفلات من يدي “زينة” التي أحكمت القبض علي راسها وهي توجه لها بعض الضربات العشوائية وهي تصيح بنبرة شبه مختنقة:
-التمرجي دا احسن من اللي خلفوكي
تعالت صرخات “سلمي” وهي تشعر بالاخري تكاد تقتلع شعرها وقد شعرت بتخدر ذراعها من قسوة ضربات الأخري وفجاة..
يتبع…
لقراءة الفصل السادس : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا
 نرشح لك أيضاً رواية حبه عنيف للكاتبة ضي القمر

اترك رد

error: Content is protected !!