روايات

رواية روح بلا مأوى الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة فتحي

 رواية روح بلا مأوى الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة فتحي
رواية روح بلا مأوى البارت الرابع عشر
رواية روح بلا مأوى الجزء الرابع عشر

رواية روح بلا مأوى الحلقة الرابعة عشر

نظرة بائسة كست عيناه نحوها، كأنها كُتب عليها
الشقاء والقهر لم يتخيل ابدًا أن اليوم سينتهى هكذا
رمق ذلك الرجل الذى يجلس امامه بنظرات مشمئزة
مزعوجة، ثم اعاد نظره إليها ثانية ، مال عليها
يطمئنها ببعض الكلمات حتى قاطعه دخول ضياء
وما أن وقع نظره على كيان وكنان معًا  قال :
– اداب تانى يا كنان يا بنى أيه اللى جرالك ؟!
قاطعه الضابط بحدة :
– انت يا بنى ءادم انت ناسى نفسك فين ؟!
واداب أيه اللى بتتكلم عليه
التفت لكنان وهو يهمس :
– مش اداب ؟!
صر كنان اسنانه وهو بداخله يمطره بوابل من الشتائم
فابتسم ضياء للضابط قائلًا :
– هى فى كلية اداب وكل مرة يضيع عليها الامتحان
لم يقتنع الضابط بحديثه :
– اقف هنا على جنب لحد ما نشوف حكايتكم
توسعت عين ضياء :
– لا انا مش معاهم انا دكتور وكنت جايب المحامى
عشان نخلص
ابتسم الضابط بتهكم قائلًا :
– لا هتقف كده على جنب ووسع من وشى احسن هتباتوا
هنا كلكم
****
خارج قسم الشرطة حيث بدأت اشعة الشمس ان تسلل
معلنة عن يوم جديد ربما يحمل الأمل للبعض
كان كنان على وشك نعت ضياء بلفظ خارج إلا انه
راعى وجودها ثم حدثه بحدة :
– البعيد مش بيميز داخل تقول اداب
 انت داخل تأكد على حبسنا جوا
التو ثغره ثم حك ذقنه وهو يطالع كيان بنظرات
ذات مغزى قائلًا :
– ألاه هو انت شلفطت الراجل اللي جوا ليه ها ؟!
اجابه كنان باقتضاب :
– انت هتروحنا لحد البيت ومسمعش صوتك
رد عليه بسخرية قائلًا  :
– كان على عينى والله بس عندى مشوار الصبح بدرى
فاطلب اوبر انا مش السواق الخصوصى بتاعك
انصرف ضياء دون أن يسمع رده، فاندمجت عيناها بعيناه
فابتسم لها يطمئنها واخرج هاتفه وبدء فى الضغط
على الشاشة مرات عدة دقائق وكانت تقف امامهم
السيارة
****
ولجت للداخل بإرهاق ممزوج بالحزن، تحاول السيطرة على ارتجاف قدميها ويديها، لحظات
بسيطة من السعادة سرقتها من الحياة الغير العادلة لكنها
لم تكتمل،تهربت بمقلتيها بعيدًا عنه، تشعر بخنجر قاسى فى فؤادها، لم تشعر بتلك الدموع التى غزت مقلتيها رفعت يديها سريعًا تمسحها حاولت أن تستعيد ثباتها المبعثر
رأى عبرات عينيها التى تغزو مقلتيها، يشعر بما تشعر
به، بداخله شفقة وحزن وألم عليها وقف امامها بابتسامة
قائلًا :
– بقينا رد سجون
طأطأت رأسها بألم قائلة :
– أنا اسفة
ضحك وهو يحك ذقنه النامية قائلًا :
– لا بس حلو جو الاكشن والمغامرة
توسعت عيناها بصدمة قائلة :
– ايه ده ايدك اتجرحت اقعد اقعد هاجيب علبة
الاسعافات
يجلس على الاريكة بينما هى تضع كفها تحت كفه
وبالاخر تقطب جرحه، كانت قريبة منه جدًا حتى
أن عبقها يتسلل داخل خلاياه، فراتحتها كانت عنبر، كان يحاول كبح جماح نفسه أن يفك حجابها
ويحتجزها بين ذراعيه ويده تتحرك بحرية داخل
خصلات شعرها خرجت آنة خافتة منه عما يجوب
بصدره، رفعت بصرها سريعًا قائلة :
– أنا خلصت خلاص اهو معلش وجعتك
ارتسم الوجع قائلًا :
– شوية
– هاروح أنام شوية عشان انزل على الشغل
نظر بطرف عيناه ثم تنهد يتمتم :
– طب مش هنأكل انا جعان اوى
قطبت ما بين حاجبيها تطالعه باستنكار فهو دائمًا يتناول
الفطور وحده :
– طب افطر
رفع يده المصابة مدعيًا الألم قائلًا :
– طب كده ازاى
– هعملك سندوتش والقهوة
هز رأسه بالنفى قائلًا :
– لا لا مش هيسد معايا خالص جعان اوى
التو فمها بسخرية قائلة :
– مش المفروض انك فيجترين
– كنت
تنهدت وتوجهت للمطبخ ترتدى مريلة المطبخ
بينما هو انصرف من امامها وكعادتها انفصلت عن
العالم الخارجى بمجرد ان تبدأ فى الطهى
مرت عدة دقائق وكان يقف امامها يرتدى
تيشيرت اسود ويضع المنشفة حول عنقه وبعض
قطرات الماء تنهمر على وجه من شعره المبلل، ابتلعت
بصعوبة من هيئته هكذا تحرك يقف بجانبها متسائلًا :
-خلصتى ولا لسة ؟!
اجابته بتشتت:
-هاااااا
ابتسم بانتصار عندما طالع تأثيره عليها وقرر مشاكستها
لكن قاطعه رنين هاتفها، فطالعته ثم تجاهلت الرد
رمق الهاتف ثم رمقها رافعًا حاجبه :
– ما تردى وتشوفى مين ؟!
– خلاص بطل رن
صدح رنين الهاتف مره ثانية فتنهدت تلتقط الهاتف
وتضغط على زر الاجابة :
– ألو .. صباح الخير
– لأ بس حسيت نفسى تعبانة شوية فروحت
– لا مش حاجة كبيرة قلة نوم
كل هذا تحت نظرات كنان القاتلة وقد برزت عروق
رقبته من شدة الغضب بينما هى تكمل
– نعم.. لأ صعب مش هينفع
لا مش هينفع مش فكرة اهلى ولا امتحانات صعب
هحاول افكر بس هو صعب … تمام مع السلامة
انهت المكالمة وبدأت فى سكب الطعام فى الصحون
هذه الحركة من التجاهل  اثارت جنونه فسألها بحدة :
– كان عايز ايه ؟!
 رفعت كتفها بعدم اكتراث قائلة :
– كان بيشوفنى مشيت امبارح فجأة ليه ؟!
رفعت عيناها وجدته ينتظر تفاصيل اكثر :
– فرح بنت خالة بيلا فى السخنة هيسافروا يومين
هناك اخر الاسبوع وبما إنى الشيف عايزينى
اسافر هناك بس انا رفضت لأن اساسا الفندق
هيجهز كل شئ بس هو عايزنى مشرف
التمعت فكرة فى رأسه فابتسم وقد تبدلت ملامحه قائلًا :
– طب دية فكرة حلوة، هتكونى خلصتى امتحان
روحى غيرى جو
هزت رأسها بالنفى :
– لا مش بحب السفر مش هاروح
حك مؤخرة رأسه قائلًا :
– لا هتسافرى .. بس معايا
اكيد ضياء هيزن انى اروح
معاه فنسافر مع بعض، وافقى بس قوليلهم هاتروحى
وترجعى لوحدك
*****
بعد الظهيرة
فى شارع المعز بالقاهرة يعد اكبر متحف للآثار الاسلامية بين العهد الفاطمى والمملوكى،
شارع أثرى به عبق التاريخ ومنشأت اثرية رائعة
كانت بيلا بصبحة ضياء يسيطر عليها الانبهار
تلتمع عيناها بسعادة فهى لم تأتى لزيارة ذلك
الشارع من قبل لكنها علمت خطأها بينما ضياء
كان يحمل كاميرا يلتقط لها صورًا كثيرة
ووقفت امام محلات المهن التقليدى تشترى
تذكار من هذا المكان، بزغت عيناها عندما وصلت
امام دكانًا  بداخله الازياء التقليدية،  العباءات،
الملاءات اللف، والبراقع بمختلف الوانها، مطعمة بأزارر ذهبية
وقفت ترتدى هذه الملابس فوق ثيابها وضياء يلتقط
لها صور عديدة، انقضى النهار حتى جاء وقت الغروب
جلسوا على مقهى ذو طابع قديم يأخذون استراحة وكوب قهوة يسمعون اغانى ام كلثوم فقالت :
– انا مبسوطة جدًا ولا عمرى تخيلت إنى اتبسط كده
ياضياء بجد ميرسى على اليوم الجميل ده
ابتسم بلطف متمتمًا :
– المهم تكونى اتبسطى
كل سنة وانتى طيبة
قطبت ما بين حاجبيها قائلة :
– بردو انت عايش فى دبى ازاى عارف كل حاجة هنا
طالعها بابتسامة جذابه قائلًا :
– شوفى يا ستى والد كنان مستثمر كبير فى مصر
 حوار مشاركات وكده فكان بينزل فى اجازة الصيف
يشوف شغله، وكنا انا وكنان بننزل معاه هو يشتغل
واحنا نلف الدنيا هنا
هزت رأسها بتفهم دقائق وكانت تستقل السيارة
بجواره فى طريقهم للعودة للبيت، شردت فى اعاقتها التى تخفيها عنه ثبتت نظرها عليه، ضياء بوسامته ومكانته الاجتماعية واسلوبه الانيق الذى يحرص دائمًا أن يعاملها به كأنها ماسة يخشى عليها من الخدش فهو حلمًا بعيًدا بالنسبة إليها تنهدت بثقل تتابع الطريق
امامها حتى وصلوا امام منزلها فصف سيارته
فابتسمت له بامتنان قائلة :
– شكرًا على اليوم الجميل ده
– شكرًا ليكى انتى انك تكرمتى عليا بيه،  فى مفاجأة
مستنياكى جوه
توسعت عيناها بذهول وترجلت من السيارة
تتجه للداخل مسرعة ..
****
طلت بزراقوتيها، تخشبت قدميها كانت فى حالة انبهار
 امامها حوضًا من السمك به جميع انواع سمك الزينة وبجواره ارجوحة تتدلى احبالها من جزع شجرة متين ملفوفة بالورد وتنتهى بلوح خشبى مسطح، تشبه ارجوحة الأميرات سيطرت الصدمة على ملامحها دمعت عيناها ثم سمعت خطوات من خلفها فالتفت وجدته يقف خلفها يضع يده فى جيب بنطاله همست :
– انت اللى عملت كده يا ضياء ؟!
مال برأسه قليلًا ثم سألها مستفسرًا :
– أيه وحش ؟!
هزت رأسها يمينًا ويسارًا قائلة :
– لأ طبعًا بس منين عرفت إنى بحب اسماك الزينة
كمان المرجيحة تخطف القلب .. ضياء اللى عملتوا
ده كتير
نظر لها بطرف عيناه مردفًا :
– ده اسمه فطنة، مش اى حد انا
اما المرجيحة فده لأنى بشوفك اميرة ولازمك المرجيحة دية طبعًا
وقفت وهى تنظر امامها وداخلها صراع
تشعر بذلك العشق الذى يسوق القلب دون تريث لكن العقل ينهرها بقوة أما قلبها يترجاها أن تتركه
يعيش هذه المشاعر ويظل عقلها يقول أنه
حلمًا أما الواقع فليس لها ….بابتسامة زائفة :
– ده من اسعد ايام حياتى ميرسى جدًا يا ضياء
******
فى المساء فى احد المطاعم الفاخرة جلس كلا من ضياء وكنان بينما اردف ضياء بملل :
– فى أيه يا كنان مش فاهمك عازمنى هنا ليه؟!
 انا كنت محتاج اروح انام
نظر له وافكاره تتقاذفه يمينًا ويسارًا كيف يجعله هو من
يترجاه تابع بثقة :
– حبيت نغير جو مع بعض وكمان عرفت أن بيلا
فرح بنت خالتها اخر الاسبوع
ابتسم وهو يقول :
– اه فى السخنة وهما يومين  وعلى فكرة
انا هاروح
وصل إلى مراده ابتسم داخله بخبث ثم قال بحدة
طفيفة :
– وحضرتك ناوى تسحلنى معاك طبعًا
اجابه ضياء مسرعًا :
– لأ
رفع كنان شفتاه مستنكرًا :
– أيه هو اللى لأ ده ؟!
سأله ضياء متعجبًا قائلًا :
– مالك يا بنى فى أيه؟! هاروح انا وانت خليك هنا عشان الشغل
صاح كنان بانفعال قائلًا :
-يعنى انت تسافر وتهيص وانا اتسحل هنا ؟!
توسعت عين ضياء بذهول قائلًا :
– انت بتعلى صوتك ليه ؟!
انت عايز ايه مش فاهم ؟!
تنهد ليردف بكبرياء  :
– اروح معاك
قهقة ضياء على افعال صديقه الطفولية قائلًا :
– قلب أمك
التو ثغر كنان بتهكم بينما اردف ضياء بجدية :
– لو الموضوع زى ما انا فاهم أنا شايف أنه صعب
يا كنان..  أهلك مش هيوافقوا وكمان هيبقى الموضوع
حمل عليك، غير انها فعلًا ظروفها مش مناسبة
ليك وو
برزت عروق رقبته وارتسم الغضب على ملامحه :
– متكملش يا ضياء عشان اللى بينا… الموضوع
ده ميخصش حد غيري أنا
وأنا مش عيل صغير
فرك ضياء وجهه بكفه :
– انا عايزك تفهم موضوع بيتها اللى تهد وابوك اللي
طرف فيه، هى شخصيًا، مامتك استحالة تقبل بيها
كمان خطيبتك
هب واقفًا يلملم اشياءه قائلًا :
– انا مش خاطب حد وكل اللى بتقولوا ده هقعد معاها
ونتكلم فيه يلا سلام
*****
كان طاهر ممددًا على فراشه ويده خلف ظهره يطالع الصور التى التقطها لهم بنظرة عاشق يبتسم لأبتسامتها
ويتذكر مشاكستها فى المطبخ قبل الحفل، شرد بخياله
ابنة عمه زوجته وهو يقف خلفها فى المطبخ يهمس
فى اذنيها بكلمات الغزل بينما هى تبادله باستيحاء
فجأة انتزع منه كرم الهاتف يطالع صورتها وهو
يطلق صفيرًا :
– مين المزة ؟!
انتشل منه الهاتف وهو يهتف بعصبية قائلًا :
– أيه قلة الادب بتاعتك دية داخل من غير ما تخبط
وكمان تخطف الفون وتقول مزة!!!!
ما تحاسب على كلامك
ارتمى كرم بجسده على الفراش وهو يضيق عيناه :
– تؤ تؤ الحمقة دية يبقى الموضوع بجد وكده انت
محتاج نصيحتى
طالعه طاهر بابتسامة ثم هز رأسه سريعًا قائلًا :
– فى دية عندك حق انا عايز نصيحة زير نساء زيك
– مفيش حاجة ببلاش
-عايز أيه يعنى ؟!
اخرج كرم علبة السجائر بتكاسل من جيبه واشعل واحدة ثم قال :
– هاشرب السيجارة ولا كأنك شوفت حاجة
توسعت عين طاهر بفزع قائلًا :
 يانهار اسود انت بتشرب سجاير
اطلق دخان سيجارته فى الهواء الطلق مردفًا :
– مش وقت اندهاش لأن لو أمك عرفت هولع فيك
– ياشيخ منك لله
قال طاهر جملته وهو يراقب والدته من فتحة الباب
الشبه مغلق ثم ترك مكانه وتوجه يفتح شباك الشرفة
اقترب كرم من ان ينهى سيجارته ثم اطفأها
و ألقى بجسده على الفراش قائلًا :
– تعالى يا بييييه بتحب ومقضيها صور عايش
دور عبد الحليم
تأفف طاهر ثم تابع :
– المشكلة اننا لسه عارفين بعض بص اصلًا الموضوع ده معقد
– لا نفكه وندخلها من ثغرتها هى بتدرس،ولا خلصت،
ولا ايه نظامها، ولا بتشتغل ايه ؟!
هز طاهر رأسه قائلًا :
– هى فى اداب قسم تاريخ
وبتحب المطبخ اووى شيف يعنى
ساد الصمت للحظات ثم ابتسم طاهر بفخر قائلًا :
– عرفت ثغرتها مش بتحب التاريخ
انا هقولها اوعى تذاكرى تاريخ بغير عليكى من
عين جالوت .. وكل ما تعمل اكل اقولها يا تكاتوا يا حركاتوا
عض كرم شفته السفلى بغيظ :
– مينا موحد القطرين فخور بيك وبهبلك صدقنى .. بالنسبة للتكات والحركات ان شالله النار تولع فيك .. ياجدع
يخربيتك ضيعت هيبة التاريخ
اجابه بامتعاض :
– ايوه عندك ثغرة ادخل منها ولا تنمر وبس
ضحك كرم بتهكم وهو يضرب اخيه بالوسادة  :
– اه ابقى ادخلها من عين شمس .. ويلا اقوم مش ناقصة هبل على المسا
******
يوم السفر
تستقل بجواره السيارة لا تعلم كيف انساقت لأوامره
كيف هدمت ذلك الحاجز الذى تضعه بينها وبين الناس
لقد تحولت تحت تاثير ذلك الرجل كالكفيفة تسير
على خطاه تنهدت تنفض هذه الافكار عنها، ستستمتع
بهذه الايام ثم يكون ما يكون
تذمرت وهى تسمع هذه الموسيقى الهادئة حاولت
أن تتأقلم معاها أو حتى تدندن على انغامها
بحركة تلقائية مدت يديها تغلق الراديو
اما هو نظر لها بطرف عيناه باستنكار :
– قفلتى ليه ؟!
التو فمها ساخرة :
– وربنا حاولت بس مش قادرة الموسيقى دية
عصبتنى هو احنا فى الاوبر
زجرها بنظرة استنكار ثم نظر امامه يتابع القيادة بحاجب
مرفوع وفم ملتوٍ قائلًا :
– بقى الموسيقى دية تعصب ؟!
بحثت فى حقيبتها عن شئ ما وهو يتابعها بنظراته
ثم اخرجت فلاشة تمد يديها بها :
– فلاشية بس ايه اخر روقان
انزعجت ملامحه متسائلًا :
– اسمها فلاشية يخربيت اللغة انتى بتهينى الإنجلش
اوى على فكرة
مدت يديها تضع الفلاشة وتشغل الاغانى وما أن
صدح حتى هزت رأسها قائلة :
– اهو كده جو الرحلات مش جو الجنازات العسكرية
قطب كنان حاجبيه بدهشة ثم صرخ بها بنبرة هادرة :
– مهرجانات .. بتشغلى مهرجانات .. اقفلى اللى
شغلتيه ده
تأففت بضيق وهى تعقد ذراعيها امام صدرها قائلة :
– اه مهرجانات مش احسن ما انت بتنام كده
وهنعمل حادثة … مش عاجبك اروح اركب فى باص
الشغل ونهيص
اجابها معنفًا بحدة قائلًا :
– نعم ايه تهيصى دية كيان اسكتى متقفلنيش من اليوم
بعد مرور ساعة كان يغنوا معًا على اغانى هادئة
وهو يطرق بيده على المقود كانوا فى حالة انسجام
معًا بينما هو كان يتابع تعبير وجهها بابتسامة راضية
فجأة توقفت عن الغناء وحركاتها البلهاء وهى ترى
نظراته لها فصمتت تنظر امامها بينما شعر باستيحائها
كل حركة منها تجذبه يجد جمال الحياة وعالم جديد
لم يختبره من قبل فى جمال عيناها
******
– اما نشوف اخر التحكمات ..
هذه الجملة قالها ضياء وهو يتكأ على سيارته امام
احد الفنادق فى السخنة بينما رمقه كنان بنظرة
استخفاف قائلًا :
– مش وصلتها وقومت بدور سوبر مان
أيه هتنزل معاهم فى الفندق ليه خالة العروسة مثلًا
يلا يلا افهم يلا  ده انا بعززك افهم
لكزه ضياء فى كتفه قائلًا :
– قدامى اما نشوف ايه الحوار مش مرتاحلك
وقف كنان ومعه ضياء وكيان امام عاملة الاستقبال
ذات الشعر المصبوغ بالاحمر ووجهها يحتوى على
كمية كبيرة من مستحضرات التجميل فهمس ضياء
لكنان قائلًا :
– لأ احمر ويحير
غمز له كنان وهو يهمس له :
– احمر على ابوه يا بطيخ
زمت كيان شفتيها قائلة :
– انت بتقولوا ايه ؟!
قهقة ضياء وهو يطالعها :
– كيان سورى نسينا إنك معانا
ثم نظر لكنان واكمل :
– شكلنا هنتعب على ما نتظبط
حمحم كنان وهو يسأل الموظفة على حجز الغرف
طالعته بدلال قائلة :
– ايوه يا فندم فى غرفتين باسم كنان
هز رأسه متفهمًا ثم نظر لكيان مدعيًا الضيق قائلًا :
– دلوقتى ياكيان انا حاجز اوضتين ليا وليكى
بس للأسف ضياء مش لاقى حجز
حك ضياء ذقنه وهو يطالعه بدهشة قائلًا :
-يابن **** لأ شابوو سالكة ياباااا
ده فندق ابوك يا جاحد اصلا
قاطعته هى باستغراب :
– طب عادى فيها أيه انت وهو اوضة دول يومين
لم يعلق ضياء على حديثها بينما اكتف بنظرة بطرف
عيناه لكنان الذى تحدث بدوره :
– استحالة انا وضياء مع بعض ده بيشخر
وبيهلوس طول الليل لا النوم معاه مش مريح صعب
اطلق ضياء ضحكات متتالية قائلًا :
-بيييياع اوى بيييياع
 هزت رأسها بنفى قائلة :
– انا ممكن اروح ليا غرفة تبع الشركة فى الفندق معاهم
وانت اوضة وضياء اوضة كده اتحلت
برزت عروق كنان قائلًا بضيق :
– افندم!!!!
ربت ضياء  على كتفه قائلًا بخبث وهو يميل على اذنه:
– بالراحة على نفسك انت صغير على الذبحة
وهى بتضرب ولا تبالى
نفض كنان يد  ضياء قائلًا بنبرة حازمة :
– امسك ضياء مفتاح اوضتك و اتفضل
وانتى جاية معايا من البيت يعنى هتفضلى معايا
لحد ما نسافر وصلت يلا بقى عشان وقفتنا طولت
يتبع..
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية روح بلا مأوى)

اترك رد

error: Content is protected !!