Uncategorized

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم فرح طارق

 رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم فرح طارق

صرخ مازن بغضب 
– محمد ف ايد البوليس دلوقت، وزمانه بلغ إنك معانا يا مهاب !
– طيب يا مازن، هخلص بس اللي ف ايدي دلوقت ونشوف الحوار ده.
صرخ مازن بغضب
– تشوف ايه يا متخلف ؟ بقولك انت هتتعدم لو وقعت ف ايد البوليس دلوقت ! 
نظر مهاب لتلك الفتاة التي تلف ذراعيها حول رقبته وتنظر لهُ بجهل من فهمها لـ لغته، لأنها بالأصل (روسية)، ثم اردف
– صدقني انا اللي لو مشيت دلوقت هشنُق نفسي .
قال كلماته واغلق الهاتف بوجهه، ليغلق الهاتف بأكمله ويتركه ويأخذ تلك الفتاة ويذهب معها لـ إكمال سهرتهم معًا.
بينما على الجانب الآخر..
ألقى مازن الهاتف أرضًا وهو يفكر بتلك الكارثة التي أحاطت بهم ! هل محمد اعترف عليهم الآن ؟ البوليس على دراية بأنهم أربعة أشخاص..لن يتركوا محمد حتى يعرفوا الأربعة كاملين ! وإن عرفوا ان يتركوه أيضًا..بل سيذهبون هم إليه.
ضرب الطاولة بقدمه لتقع ارضًا ويتهشم ما فوقها، ثم امسك بهاتفه مرة أخرى بلهفة، وهو يتصل بشخصًا ما..
– منال..محمد ف ايد البوليس، وكريم كمان، زمانهم دلوقت بيدوروا عليا أنا ومهاب، لازم تتصرفي ! 
– هتصرف ازاي ! 
ابتسم مازن بمكر
– هما عارفين اننا أربعة بس، محدش عارف اننا ٦ غيري، ولا ايه ؟ 
ارتجف جسدها بخوف من نبرته الماكرة واردفت
– قصدك ايه ؟
– متخافيش بس ! 
الأربعة دول (كريم..محمد.. مهاب..و وجوزك يا منال) هما يتحبسوا وانا وانتِ نسافر، عقبال ما يقولوا علينا حاجة هنكون احنا خلاص..طيرنا ف الجو .
شهقت منال واردفت بإستنكار
– لأ يا مازن مستحيل أعترف عليه ! 
– خلاص هدخل السجن واعترف أنا عليكم وندخل احنا الـ ٦ السجن، ولا ايه ؟ واهو نسلي ونواسي بعض ! بس يا حرام انتِ هتبقي لوحدك جوة واحنا ف حتة تانية !
احتدت ملامحه واردف بجدية
– منال ! بلاش غباء دلوقت، فكري ف مصلحتك وبس، قدامك ١٠ دقايق تفكري ف كلامي وتكلميني، مفهوم ؟ 
أغلق الهاتف معها، ليظهر الجانب الآخر عند منال، التي نظرت للحقيبة التي تجمع بها ثيابها وكل شيء خاص لها، لتبتسم وتجُر حقيبتها وهي تحمل جواز سفرها وتدلف للمطار.
بينما على الجانب الآخر..
وقفت حور خارج المكان لتتنهد بقوة وهي تتذكر أنها سحبت قضيتها ضد كريم..
أغمضت عينيها بقوة وهي تتذكر كل ما مضى معها !
زواجها من كريم، معاناتها مع عمها (محمد) الذي ظل سنوات يتحكم بهم وهو يدعو نفسه بأنه والدهم، ثم موت جنينها الذي لم تراه ! ..خطف مايكل لها و وجودها بين يديه ثلاثة أشهر لينتهي بها الأمر بقتله بنفسها ؟ ..تذكرت تلك الليالي التي قضتها بين يديه وهو يمارس عليها سديتهُ المريضة ! .
في فيلا (سيف).
خرج صوت فهد الغاضب
– يعني ايه مش عارفين هي فين ؟ وخرجت ازاي من غير ما تقول لحد ؟ دي لسة واصلة امبارح ! 
جلست وفاء على الأريكة وهي تضع يدها على صدرها تحاول تهدئة نبضات قلبها القلقة على ابنتها، وليان بجانبها تربت عليها وتحاول تهدئتها بيدين مرتجفتين على شقيقتها..
دلف إحدى الأمن للڤيلا واردف وهو يمكث رأسه أرضًا
– مدام حور وصلت يا باشا .
نظر فهد لـ حور التي دلفت من الباب وهي شاردة بأمر ما، تسير غير عابئة بأي شيء، ليوقفها اندفاع ليان نحوها، قائلة بسعادة
– خور، خوفتينا عليكِ ! كنتِ فين ؟ خوفت يحصلك حاجة تاني يا حور.
ابتسمت لها نور وهي تربت على ظهرها، واتجهت نحو والدتها واردفت بهدوء
– أنا بس خرجت أشم شوية هوا وفيه حاجة كنت عايزة اعملها ف عملتها.
نظرت لـ فهد وهي تستمع لصوته الساخر
– وحاجة ايه دي بقى اللي غيبتي فيها اكتر من ٦ ساعات ؟ 
نظرت لعينيه بقوة قائلة
– كنت بتنازل عن المحضر اللي عملته لـ كريم.
تجمدت ملامح فهد وكلماتها تنزل على مسامعه كالصاعقة، لـ تردف وفاء
– بس يا بنتي كنتِ استني ورفعنا محضر بعدم تعرض ليكِ ف أي وقت ! ده زي أبوه غدار ملهوش أمان يا حور.
ابتسمت لها وهي تربت على ظهرها، قائلة بنبرة هادئة؛ لجعلها تطمئن
– متقلقيش عملت كدة .
نظرت لـ فهد الذي لازال صامتًا لا يتحدث، فقط يتابع ما يحدث ويفكر بما فعتله وما سببه ! يعلم أن كريم عاجلًا أم أجلًا مصيره الإعدام شنقًا بالنهاية، ولكن ماذا يعني تصرفها ذلك ؟ هل تحبه ؟ لازال لهُ مكانة داخل قلبها حتى تفعل ذلك ؟ هي حتى لم تنتظر أن يطيب جرحها الذي لازال مفتوحًا بعد ! 
نهضت وفاء من جانبها واردفت 
– طيب اطلعي ارتاحي يا حور لحد ما أحضر الغدا بسرعة يا بنتي، وكمان تغيري على الجرح اكيد تعبك.
حركت حور رأسها بـ بسمة مصطنعة لها، ونهضت من مكانها مستعدة للذهاب لغرفتها، بينما اردفت چَيدا التي كانت تقف بجانب سيف تتابع ما يحدث بصمت
– أنا هاجي معاكِ يا طنط، بحب أقف معاكِ ف المطبخ.
ذهب چَيدا خلف وفاء، وصعد سيف لغرفته وليان اتبعته، وظلت حور واقفة مكانها وفهد يقف أمامها..
نظر فهد حوله ليجد المكان فارغ، ليقترب منها ويقبض على ذراعها واردف بغضب
– أفهم ايه من اللي عملتيه ؟ مش قادرة حتى تستني يوم والبيه بتاعك ف السجن ؟ 
كادت أن تتحدث ولكنه نفض ذراعها وتركها وغادر من مكانها، لتصعد حور لغرفتها بصمت تام.
أغلقت الباب خلفها، وجلست على الفراش وأفكارها تداهم عقلها، كل شيء مرت به ليس بهين ! صمتها ذلك لا يعني أنها تتفهم كل شيء ولكنها قط لم تجد من يهتم بما يحدث داخلها ! كل من حولها سعيدين بعودتها تلك ولكن لم يتسأل أحد عن حالها وهي غائبة عنهم ؟ هم فقط يروا الظاهر الآن وهي عودتها و وجودها معهم الآن ! ولكن ماذا عن ما بداخلها ؟ عن معاناتها أثناء اختطافها ؟ 
لن يتسأل أحد عن كم خوض المعارك التي أجبرك القدر على خوضها رغمًا عنك وعن قلبك، لن يتسأل عن ذلك الخراب الذي يحدث داخلك لطالما أنت تبتسم لهم، لن يتسأل عن كم المُعاناة التي تحدُث داخلك في لحظة صمت تمُر عليك وأنت تتأمل ماضِيك وما مررت بِه؛ حتى تبتسم لهم بثبات، لن يتسأل حد عن شيء ولن يلحَظ شيء سوى ابتسامتك الزائفة التي ترتسم أمامهم قط.
لـ فرح طارق.
رواية امسك بيدي فلتنقذني من الهلاك.
في مكان آخر..تحديدًا مبنى المخابرات المصرية.
دلف ياسين لغرفة اللواء “كامل” وألقى التحية عليه بإحترام، و وقف ليستمع تعاليمه عليه.
تنهد اللواء كامل وأدردف بنبرة غير مصدقة
– سمعت اعتراف محمد ؟ 
امكث ياسين رأسه وهو يبتلع غصته بمرارة، قائلًا
– أيوة، مهاب طلع الطرف الرابع ليهم.
يشعر بآلام شديدة داخل قلبه، مهاب ليس صديقًا لهُ قط بل شقيق، يتذكر ضحكاتهم معًا، سهرهم، جميع المهام التي ذهبوا بها معًا، سنوات مرت على صداقتهم التي كانت علاقة أشقاء وليست أصدقاء لينتهي بها المطاف بـ (خيانة) .
ولكن خيبات الأصدقاء مُؤلمة يا عزيزي، أشد ألمًا من خيبات الأحبة، ف نحن حينما ننخدع من الأحبة..نتجه نحو الأصدقاء، حينما تقسو علينا الدنى نتجه نحو الأصدقاء، في جميع مشاجرات الحياة التي تحدث معًا بكل اوجُهها نتجه بعدها للأصدقاء؛ لذلك خيبتهم مُؤلمة عزيزي، تكُن مثل خيبة أم أضاعت عمرها لتربية أبنائها، لتجد بالأخير ابنها برفع مسدسهُ نحوها وهو يقتلها بدم بارد! أتدري كم تلك الخيبة يا عزيزي ؟ تِلك هي خيبات الأصدقاء.
لـ فرح طارق.
امسك بيدي فلتنقذني من الهلاك.
نهض اللواء كامل واردف بجدية
– تقلب الدنيا عليه يا ياسين، انتوا كتوا صحاب واكيد تعرف الاماكن اللي ممكن يكون فيها، دور فيهم كلهم، وحاول تفكر بـ دماغ مهاب ممكن يكون فين دلوقت ؟ المهم تجيبه يا ياسين.
– امرك يا فندم، حاجة تانية ؟ 
وضع كامل يده على كتف ياسين واردف بهدوء
– أنا عارف اللي جواك دلوقت، نفس الموقف حصل معايا من سنين، كنت مكانك بالظبط، وصاحب عمري باعني وخَيِب أملي كله فيه، بس الفرق إني فكرت ف شغلي يا ياسين، أعمل زيي وبس.
– أمرك يا فندم، عن أذنك. 
غادر ياسين وتوقف كامل مكانه يتطلع أثره بحزن عليه، يدري كم خيبته تلك، فـ هو قد مر بنفس الشيء، مع صديق عمره الذي خانه ولَف حول زوجته تحت مُسمى إنه عائق لن يقدر على الخلفة، لتطلب منه الطلاق أمام عائلته وتتركه وتذهب لصاحب عمره !
تنهد كامل وعاد للجلوس خلف مكتبه مرة أخرى وشتات الماضي باتت تهاجم عقله من جديد ! لن ينسى ذلك اليوم الذي وقفت فيه زوجته وحب المراهقة والشباب بالنسبةٍ لهُ وهي تخبره أمام عائلته بأنه لن يقدر على الخلفة وهي تريد الإنفصال عنه ! حسنًا هذا حقها ولكنها ثنت ظهره أمام عائلته ! كام من الممكن الإنفصال عنها بـ هدوء بعيدًا عن الجميع افضل مما فعلته به .
في مكان آخر، زفر مازن بغضب وهو يعيد الإتصال على “منال” ويجد هاتفها مغلق، ليتصل بـ مهاب الذي أجابه
– انت يا زفت ! من امبارح متنيل مختفي فيه ؟ 
– معاك اهو يا مازن، انت فين كدة ؟
– انت اللي فين ؟ منال اتزفتت هربت.
عقد مهاب حاجبيه بعدم فهم
– منال مين ؟ 
زفر مازن بغضب وهو ينفث سيجارته بشراهة
– طليقة محمد، كنت هلبسها الموضوع هي وجوزها ونهرب انا وأنت بس الزفتة هربت ! 
اعتدل مهاب في جلسته وهو يستمع إليه بتركيز
– كنت هتلبسها الموضوع ازاي ؟
استرد حديثه قائلًا : عشان ممكن أفكر ف حاجة أو كدة.
– فيه طرفين تاني معانا، منال و جوزها..دول محدش يعرف عنهم حاجة غيري أنا ومايكل، حتى سيف مكنش يعرف، ومايكل مات ومتبقاش غيري يعرف، ف كنت هجيب أدلة تدُل إنهم ف المهمة، والبوليس عارف إننا أربعة يعني (كريم.
محمد..منال..جوزها) ونخلص منهم كلهم ونسافر انا وانت.
– وتفتكر منال راحت فين ؟ 
– الزفتة كنت بكلمها وبعدين قفلت، ولقيت واحد كنت باعته يراقبها بيكلمني قالي إنها لسة داخلة المطار دلوقت، وطيارتها هتطلع بعد ساعة من دلوقت.
ابتسم مهاب بتفكير وهو ينهض من على الفراش، قائلًا
– طيب اقفل انت وانا هتصرف، سلام .
أغلق مازن معهُ وهو يتنهد براحة، ف مهاب كان يعمل لدى المخابرات ف بالتأكيد يعرف الاعيبهم ويقدر على مساعدته بالخروج من تلك الكارثة ! 
ابتسم بـ مكر وامسك هاتفه وهو يقلب بـ بعض الصور، ليضحك بسخرية قائلًا
– وانتِ يا ليان، فكرك هسافر واسيبك تتهني ؟ ده على جثتي إنه يحصل .
قام بتحديد الصور وهو يرسلهم للرقم المطلوب، ثم ترك هاتفه بجانبه وهو يرجع رأسه للخلف في انتظار أن يهاتفه مهاب ويخبره بـ أنه قد حل تلك الكارثة التي حلت بهم الآن.
بينما على الجانب الآخر كان يجلس سيف على الفراش وليان بالمرحاض تأخذ شاورًا دافئًا، مريحًا بعدما اطمئنت على شقيقتها، وهي حاسمة أمرها أن تخبر سيف الآن بأمر حملها، ف ليس هناك داعي للتأخير أكثر من ذلك، خاصةً وهي قد رأت مدى سعادته لمجرد التفكير بذلك الأمر.
اعتدل سيف بجلسته وهو يمسك هاتفه على صوت الأشعار الذي جاء لهُ، ليفتح الرسائل وهو يرى بعض الصور لـ ليان وهي داخل أحضان مازن.
تجمدت ملامحه وهو يقرأ الكلمات المبعوثة مع الصور (مراتك المصونة كانت ف حضني وقت ما انت كنت بتصارع الموت ف العمليات، احنا رجالة زي بعض ويهمني أعرفك ايه اللي بيحصل وراك لأني مقبلش ده على نفسي كـ راجل، واكيد انت راجل ومش هتقبل ده يا سيف، ربنا يقدرني دايمًا على فِعل الخير)
وقع الهاتف من يدهُ من كثرة ارتجافها وهو غير مصدق ما رآه للتو ! ولكن تلك الصور كانت أمام المشفى حقًا ! تلك الورقة العريضة مُدوّن عليها إسم المشفى ! وهي..هي بداخل أحضانه، ذراعيه مُلتفة حولها وتضمها إليه ! في حين أنه كان يُصارع الموت بالداخل .
رفع رأسه على يد ليان التي خرجت من المرحاض وبدلت ملابسها، لتجده على نفس جلسته ينظر للأسفل، لتتقدم نحوه بقلق وهي تحرك كتفيه 
– سيف مالك ؟ 
دفعها سيف بعيدًا عنه بحدة، لتسقط ليان أرضًا..
ليجد نفسه ينهض من مكانه وهو يقبض على شعرها، قائلًا وهو يضع الهاتف أمام وجهها
– بتستغفليني ؟ انا بموت ف المستشفى وانتِ بتستغفليني ؟ منيماني طول الوقت وانتِ عايشاها معاه ؟ طبعًا ما أنا سيف المُغفل اللي حتى بعد ما جبتك من شقته اللي روحتيها برجليكِ لحد عنده، ركعت تحت رجلك واترجيتك تحبيني ! أكيد هتعملي الاكتر والاو*خ من كدة ! 
حركت رأسها بألم من قبضه على شعرها ودموعها تهوى أمام وجنتيها واردفت بصوت مهزوز
– سيف لأ والله ما..
دفعها سيف لتصطدم رأسها بالحائط وتهوى ارضًا بجسد متهشم أثر تلك الدفعة، بينما كان يصرخ سيف بها بغضب
– سيف ايه ؟ 
قبض على خصلات شعرها مرة أخرى واردف 
بتوعد
– ورحمة أبويا يا ليان لادفعك التمن انتِ والكلب ده ! هوريكِ سيف اللي طول الوقت كان راكع تحت رجليكِ ف قلبته بيكون ايه ؟ 
دفعها مرة أخرى بعيدًا عنه وخرج من الغرفة بغضب وهبط الدرج لتجده چَيدا بذلك الغضب، وتتجه نحوخ بقلق
– سيف مالك ؟
دفعها سيف من أمامه وغادر الفيلا بأكملها، بينما صعدت چَيدا لغرفة ليان بقلق مما حدث ! 
ظلت تطرق على الباب ولم تجد رد، لتفتح الباب وتشهق بفزع وهي ترى ليان ملقية ارضًا والدماء تغرق الأرض من حولها ..
صرخت چَيدا لأعلى صوتها وهي تمسك الهاتف بيدها؛ لتحادث سيف الذي أجابها بحدة
– چَيدا مش عايز أتكل..
قاطعته چَيدا بصراخ وهي تتفحص ليان لترى أثر ذلك النزيف ظنًا منها أنه جرح بها لتحاول أن توقفه حتى يأتي أحد بالطبيب
– مش عايز ايه ؟ مراتك مرمية وحواليها دم شكلها بتسقط يا سيف ! انت هببت ايه ف البت ؟ 
تجمد سيف وهو يستمع لحديثها، ليغلق الهاتف معها ويتصل بالمشفى أن تاتي بـ عربة الإسعاف لهم، وعاد للمنزل..
بينما جاءت حور و وفاء على إثر صراخ چَيدا، وشهقت وفاء وهي ترى ابنتها على الأرض وجهها شاحب كـ جثة خامدة لا تتحرك ! 
سطقت وفاء مغشية عليها؛ بعدما رأت ابنتها بتلك الحالة، لتبقى حور وچَيدا بحيرة وعجلة من أمرهم وهم يروا وفاء و ليان مفترشين الأرض هكذا لا يتحرك ايًا منهما ! 
نزلت حور أمام والدتها وهي تحاول افاقتها
– ماما ! 
ظلت تتنقل بين شقيقتها و والدتها، لا تعرف ما تفعله ؟ الاثنتين مفترشين الأرضية أمامها لا حول لهم ولا قوة ! وهي تقف وحدها أمامهم لا تعرف ما تفعله ؟ تخشى الإنهيار بجانبهم ولكن من سيلحق بهم ؟ ليس هناك غيرها هي وچَيدا الآن ! عليها الصمود قط، ليس هناك خيارًا آخر لها.
بعد وقت كان يقف كلًا من سيف وشقيقته، وحور أمام غرفة العمليات بإنتظار خروج الطبيب حتى يطمئنوا على ليان، بينما كانت وفاء بغرفة أخرى أعطاها الطبيب مهدئًا لتغفو حتى يعرفوا حالة ليان ما بها .
بينما نظرت چَيدا للهاتف بصدمة ولأخيها مرة أخرى واردفت بعدم تصديق
– وانت صدقت دول يا سيف ؟ صدقت واحد واطي وزبالة عمل كدة عشان يبعد مراتك عنك ؟ حققت اللي هو عايزه خلاص ؟ خسرت مراتك واللي طلعت حامل كمان ! مفكرتش لـ لحظة إنها ممكن تكون صور فيك ؟ 
أغمض سيف عينيه وهو يستند برأسه على الحائط، لا يفكر بشيء سوى أنه يريد أن يطمئن على ليان فقط
– چَيدا بالله عليكِ اسكتِ .
اجابته چَيدا بإستنكار 
– اسكت ؟ دلوقت اسكت ؟ قتلت ابنك وتقولي اسكت ؟
– مقتلتوش ! انا بس..
صمت سيف وهو يتذكر ما فعله، هو يتذكر جيدًا أنه لم يفعل شيء سوى أنه دفعها لتصطدم بالحائط، لقد رأى جرح مقدمة رأسها أثر الاصطدام ولكنه لم يفعل شيء يجعل طفله يموت ! 
أغمض عينيه بألم وهو يتذكر حينما كانت تقف أمامه لترى ما به، لكنه حينها باغتها بدفعة اسقطتها أرضًا بعيدًا عنه، هل مات طفله بسبب تلك ؟ قتله بيديه ! 
يتبع…..
لقراءة الفصل الثاني والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عنيد غير حياتي للكاتبة لبنى عبدالعزيز

اترك رد

error: Content is protected !!