Uncategorized

رواية أتحداك أنا الفصل السابع 7 بقلم أميرة مدحت

 رواية أتحداك أنا الفصل السابع 7 بقلم أميرة مدحت

رواية أتحداك أنا الفصل السابع 7 بقلم أميرة مدحت

رواية أتحداك أنا الفصل السابع 7 بقلم أميرة مدحت

تمّ نقلهـا إلى أقرب مشفى بعد إزدياد سوء حالتهـا، وقف الجميع يترقب خروج الطبيب من الداخل، بعد أن تم نقلهـا إلى غرفة الفحص، وقد تضاربت مشاعر الجميع ما بين الخوف والقلق والتوتر والبرود، ما عدا كل من «داود» وعشيقتـه «جوان»، فقد ظل «داود» واقفًا بجمودٍ يحسد عليه، وكأنها ليست إبنته، في حين بدأت تعبيرات «جوان» تعكس عن ما بداخلها من التوتر، وضع «مراد» يديه بداخل جيوب بنطالــه وهو يسير ذهابًا وإيابًا بخوف، و«آريان» يتابعه بعينين حادتين وكأنه يحاول فهم شخصية ذلك المارد.
أنتبـه الجميع على صوت خروج الطبيب من الداخل، تحرك «مراد» نحوه وهو يسأله بتلهف واضح بلكنة الإنجليزية:
-إيه أخبارهـا دلوقتي يا دكتور؟؟.. طمني.
أجابـه الطبيب الإنجليزي بهدوءٍ تام:
-بخير دلوقتي وفاقت، إطمنوا.
عقد «مراد» ما بين حاجبيه وهو يسأله بحدة:
-أومال سبب الإغماءة إيه؟؟..
تنهد الطبيب قبل أن يجيبـــه بجدية:
-واضح أنها بذلت مجهود ضخم الفترة إللي فاتت، لكن مع قلة الغذا، ضغطهـا وطي، وده سبب الإغماءة، لكن…
صمت الطبيب للحظةٍ حتى يضمن إنتباه الجميع له، فسأله «آريان» بقلق:
-لكن إيـه؟؟..
ألتفت “مراد” على حين غرة يرمقه بحدةٍ قاسية، ولكن سرعان ما عاود النظر إلى الطبيب حينما قال:
-إحنا شكينا في حاجة، فعملنا تحاليل، وفعلًا شكي طلع صحيح، الآنسة لينا كانت بتاخد حبوب، الحبوب دي بتخلي أعصابهـا تسترخى تمامًا، ويبدأ جسمهـا يسترخى، لدرجة أن الموضوع كان ممكن يتطور وأنها متقدرش تحرك صباعهـا حتى.
هدر «داود» في الطبيب بغلظة واضحة:
-لا يُمكن لينا تاخد حبوب زي دي، أكيد في حاجة غلط.
أومئ الطبيب برأسه وهو يخبره بصوتٍ جدًّ:
-مش لازم تكون هي إللي بتاخد، ممكن حد بيحطلها في الأكل، لكن التحاليل بتثبت أن الحبوب دي بتاخدهـا وآثارها بدأت تبان عليهـا.
ضيق «مراد» حاجبيـه بغضب أسود وهو يتسائل بحيرة بداخلــه:
-هو في إيه؟؟.. إيه البت دي، الكل عاوزها تموت وفي نفس الوقت محتاجنهـا، هو إيه إللي بيحصل؟!..
لم يشعر بمغادرة الطبيب إلا حينما ربت «آريان» على كتفه، وإستمع إلى صوته المتسائل بإهتمام:
-هتدخل تشوفهـــا؟؟..
همَّ بالتحرك؛ لكنه توقف في منتصف المسافة ليسأله بفضولٍ وبوجهٍ جامد كالصخر:
-أنا عاوز أعرف إنت تقرب لـ«لينا» في إيه؟!..
إبتسم «آريان» ببُطءٍ وهو يُجيبــه بهدوء:
-أنا صديق طفولتهــا، أرتحت كدا؟؟..
لم يجيبـه «مراد» بل زفر بضجر وهو يتركـه متوجهًا نحو الغُرفة التي تقطن فيهـا «لينا»، طرق على الباب بخفة قبل أن يدخل وهو يبحث بعينيه عنهــا، فوجدهـا تعتدل في جلستهـا مبتسمة له في هدوء مريب، جلس على طرف الفراش وهو يسألهـا ببسمة مهتمة:
-قلقتيني عليكي، أحسن دلوقتي؟؟..
هزت رأسهـا بالإيجاب، وهي تسأله بلؤم:
-وأنت بقى قلقت عليا؟؟..
أتسعت إبتسامتـه الجذابة وهو يخبرهـا بصوته العميق المميز:
-مش عارف، بس بحس إنك مسؤولة مني، بحس إني لازم أكون في ضهرك وأحميكي من الخطر إللي حوالينا دايمًا.
ضحكت بخفة وهي تقول:
-إيه يا مراد؟؟.. من إمتى الكلام ده؟!..
أعتدل في جلستـه وهو يرد عليهـا بشرودٍ:
-مش عارف، يمكن من وقت ما سافرنا مصر وواجهنا الخطر سوا هناك، أنا عمري ما شوفت بنت زيك يا لينـا، ولا هشوف.
تجهمت تعبيرات وجهها وهي تقول في شئ من الألم:
-أوعى يا مراد، أوعى مشاعرك تتحرك ناحيتي، إللي زيي وزيك كلمة السعادة مش موجودة في قاموسهم، إللي زيي وزيك طريقهم طريق واحد وهو الموت، أوعى يا مراد.
تجهم وجهه بشكلٍ ملحوظ غير راضيًا عن ما تقوله، وظل الوجوم مصاحبًا تعبيراته وهو يسألهـا مباشرةً:
-عاوزة تقولي إن مشاعرك متحركتش ناحيتي لغاية اللحظة دي؟؟..
أرتبكت على الفور وهي تشيح نظراتهـا بعيدًا عنــه، دقات قلبهـا تتعالى بعنف، تود أن تقبض عليه وتعتصره بين يديهـا حتى يتوقف عن ذلك، إبتسم «مراد» بسخرية وهو يقول:
-إذا كنتِ إنتي مش قادرة، إزاي بتقوليلي أنا أعمل ده؟؟..
ألتفتت له وهي تقول بهدوءٍ زائف:
-إسمع يا مراد، أنا آآ…
لم تتابع كلماتهـا حينما فتح الباب ودخل كل من «آريان» و«داود» و«جوان»، إبتسمت لهم بإقتضاب وهي تشيح بنظراتهـا بعيدًا عنهم، إستمعت إلى لهجة والدهـا الحادة وهو يخبرهـا ببرود:
-أنا أتكلمت مع الدكتور، قالي إنك هتباتي هنا النهاردة وبكرا تقدري ترجعي البيت، عاوزك تستعدي لأن عندنـا عملية كبيرة جدًا قريب.
رمقه «مراد» بحنق، ليتفاجئ برد «لينا» القائل بسخرية:
-ماتقلقش يا داود باشا، إطمن على مصالحك.
صمتت قليلًا قبل أن تقول فجـأة بإبتسامة ثابتة غريبة:
-ممكن يا جماعة تسبوني شوية لوحدي مع.. «جــوان».
رفعت «جوان» عينيهــا بخوف نحوهـا وهي تسألهـا بإرتباك:
-أنا، لـ.. ليـه؟!..
-هتعرفي دلوقتي، سبوني معاها خمس دقايق بس.
نظر «مراد» إليهـا بريبة، في حين هز «آريان» رأسه بيأس وكأنه يعلم ما تريده منهـا، أستقام «داود» واقفًا وهو يقول بكل هدوء وبرود في آنٍ واحد:
-على العموم أنا همشي، وأنتي يا جوان شوفي هي عوزاكي في إيه وأبقي حصليني، هستناكي تحت في العريبة.
حركت رأسهـا بإيماءة خفيفة وهي ترى الجميع يغادر من الغرفة، لتتحرك هي نحوها بخطى بطيئة متوترة، ليزداد إرتباكهـا وهي تجدهـا تهبط من على الفراش، وتقف بصلابة تجعلهـا تخشى منهـا كثيرًا، إبتسمت «لينا» بثقة وهي تهتف بسخرية:
-إيه يا جوان، تعالي أقفي قدامي يالا، زي ما بتقفي قدام داود باشا وتسخنيه عليا.
توجهت «جوان» نحوهـا وهي تقول بثقة زائفة:
-عايزة إيه يا لينا، عاوزة توصلي لإيــه.
وقفت قبالتهـــا بثقتهـا الزائفة أمامهـا ثباتهـا المخيف، غابة من السكون أمتدت قبل أن يدوي صوت صفعة قوية في المكان، شهقت «جوان» بصدمة وهي تضع يدها على وجنتها مكان الصفعة، وقبل أن تستوعب وجدتهـا تجذبهـا من خصلات شعرهــا، لتنطلق منها صرخة ألم وهي تقول:
-في إيـــه؟؟.. إنتي عايزة مني إيه؟!..
همست «لينا» بصوت فحيح كالأفاعي:
-بقى إنتي يا حشرة تحتطيلي حبوب في الأكل، عوزاني معرفش أحرك في الآخر صباعي حتى عشان داود باشا يخلص عليا، وتاخدي مكاني يا (…)، لااااا مش لينـا الصاوي إللي يتعمل فيهـا كدا يا بنت الـ(…).
قالت كلمتها الأخيرة وهي تترك خصلات شعرهـا لتقوم بصفعهـا مرةٍ أخرى، أحتدت عيني “لينا” وهي تقبض على يدها ثم قامت بلفها خلف ظهرهـا، لتنهمر دموع “جوان” وهي تقول برعب:
-خلاص يا لينا، خلاص آسفة.
هدرت فيهـا “لينا” بغضب جامح وهي تسألهــا:
-أصرفها منين، راحة تلعبي من تحت لتحت، بدل ما تيجي توقفي قصادي.
شهقت «جوان» ببكاء وهي تردد:
-دراعي يا لينا، دراعي هيتكسر.
رفعت «لينا» ذقنها وهي تقول بقوة:
-عشان بس تعرفي إني ممكن أفعصك زي الحشرة، صبرك عليا لما أخرج من هنا، أوعدك هتشوفي أيام سودة.
شهقت بألم بعدما أرخت «لينا» قبضة يدهــا عنها، نظرت لهـا برعب وهي تتراجع للخلف، أنتفضت من مكانها وهي تستمع إلى صوتها الهادر قائلة:
-يالا غوري من هنـا.
أومأت برأسهـا سريعًا وهي تركض نحو الباب لتفتحه ثم فرت هاربة وكأنها كانت في مواجهة وحشٍ شرس، إبتسمت «لينا» بتهكم قبل أن تتحرك نحو المرحاض بخطى بطيئة، أغلقت الباب خلفهـا وهي تتنهد بحرقة قبل أن تستمع إلى صوت مراد من الخارج، عقدت ما بين حاجبيهـا وهي تتحرك نحو النافذة الصغيرة والتي تطل على خارج غرفتهـا في الطابق تحديدًا، فتحت جزءًا بسيطًا منه لترى «مراد» يقف أمام النافذة يوليهـا ظهره، ويتحدث في هاتفـه بصوتٍ عميق قائلاً:
-ماتقلقش يا فندم، كله تحت السيطرة، وفي عملية كبيرة قريب.
سكت للحظات قبل أن يؤكد له:
-لأ إطمن مفيش حد قدر يكشفني، وقريب أوي هيتقبض عليهم في العملية الكبيرة دي، لأننا هنقابل الراس الكبيرة.
أغلقت النافذة ببطء حتى لا يشعر بهـا، تراجعت للخلف بصدمة وكأنها أصيبت بالصاعقة، مسحت «لينا» على وجهها بقوة وهي تهمس بذهولٍ:
-ينهار أسود، مـراد يبقـى ظابـط!!!
يتبع…..
لقراءة الفصل الثامن : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!