Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل الثاني 2 بقلم فاطمة أحمد

 رواية ملك للقاسي الفصل الثاني 2 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الثاني 2 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الثاني 2 بقلم فاطمة أحمد

في هذه اللحظة صدر صوت ادم الخشن وهو يدخل :
– انا اللي هاخدها يا ابن عمي…. قولي بقى يارا هتتجوزك وهي هتبقى مراتي ….. !!!
عندما يحاول احد مشاركتك في ماهو ملكك فقط…..يجب عليك قطع امله في المشاركة من جذوره !!
انتشرت تعبيرات الصدمة على وجوه الموجودين اثر كلامه الذي لم لم يكن ليخطر على بال احد ، الا ابراهيم الذي ابتسم و احمد قد تنهد براحة ثم ادعى الجدية. 
–  اتجننت اياك مرتك مين ! 
قالها عمر وقد انتفض غير مستوعب لحديثه ، ثم تابع بغضب :
– اني فهمتك يا ولد عمي ، انت حطيت عيونك ع البنت اللي اني رايدها حلالي يا جليل الشرف !!
– عمر !!
صرخ الجد سليم وهو يحدجه بنظرات قاسية و اكمل :
– انت جاعد تتخانج جدامي عادي اكده نسبت انك واجف جدام جدك !!
اخفض عمر رأسه بسرعة :
– اعذرني يا جدي…. كلام ولد عمي عن اللي هتبجى مرتي جنني. 
ضحك ادم ببرودة اعصاب يحسد عليها :
– انت مبتفهمش ب الكلام ولا ايه ، انا بقولك يارا هتبقى مراتي اصل طلبتها من فترة و عمي موافق و كنا مستنيين يجي الوقت المناسب و نفتح الموضوع معاكو بس انت سبقتني. 
اقترب سليم متحدثا بصرامة :
– الكلام ده صوح يا احمد !!
–  ايوة يا حج ، ادم طلب ايد بنتي واحنا في الاسكندرية وانا الصراحة مش هلاقي راجل زي ادم مناسب لبنتي. 
– و بتك وافجت ؟
تنحنح احمد مرددا :
– انا…. فتحت الموضوع معاها يعني مش مباشرة بس حطيتها ف الصورة و بعد ما نرجع هسألها مباشرة من غير لف و دوران و هتوافق اكيد ، اساسا هي و ادم مناسبين لبعض ومفيش حاجة تخليها ترفض. 
تصاعد غضب عمر اكثر وكاد يصرخ على الجميع ساخطا ، لكن علي ضغط على ذراعه و تحدث بدلا منه :
– و خبيت الموضوع ده عننا ليه ياخوي…. حتى من شويا جبل ما ادم يجي انت مجلتش ان في حد اتجدملها كأنك مكنتش خابر بخطبة بتك من ولد خوك العزيز. 
ارتبك قليلا الا ان ادم تدخل :
– انا طلبت من عمي ميفتحش الموضوع مع اي حد مهما كان لحد لما يسأل يارا و يبقى رسمي ساعتها هنعرفكم ، بس ماشاء الله ابن عمي و اخويا عمر مكناش متوقعين منه يطلب ايدها. 
رغم رغبته في خنقته الآن لكن لا بد له من كتم غيظه….. شد على فكه و ظل يرمقه بنظرات حادة قابلها الاخر بنظرات هادئة ادت الى استفزاز عمر…. استمرت حرب العيون هذه الى ثوان اخرى حتى قاطعهما سليم بجدية :
– كان لازم تعرفنا من الاول يا ولدي احمد ، الموجف اللي اتحطينا فيه دلوجت مش حلو في حج خيك علي بس ب اعتبار ان الاوان فات هنستنا تفتح الموضوع مع بنتك و نشوف اذا مواجفة ولا لأ. 
– أمرك يا حج. 
انسحب الجد من الغرفة و تلاه علي و عمر ولم يبقى الا ابراهيم و اخاه و ابنه ادم. 
اقترب احمد من ابن شقيقه قائلا بامتنان :
– انا مش عارف اشكرك ازاي يا ابني ، مكنتش هعرف ارفض طلب ابويا و كنت هكشف اللي مخبيينه بس كويس انك جيت في الوقت المناسب. 
ابتسم ادم و رد بإيجاز :
– انا عارف ان حضرتك مبتقدرش ترفض طلب جدي بس خلاص الوضع اتحل و عمر مش هيسترجي يفتح السيرة ديه تاني ، اكيد مش هيبص للبنت اللي المفروض هتتجوز ابن عمه. 
استدرك ابراهيم متدخلا :
– بما انك جبت سيرة يارا ، احنا هنعرفها باللي حصل وان عمر طلب ايدها. 
– لأ يا بابا مفيش داعي ابدا ، احنا هنرجع ع الاسكندرية و هناك تقدرو تعرفوها باللي حصل عشان لو اتكرر متستغربش…. بس بلاش دلوقتي بعد اذنك اصلا كذبتي ديه حلت القصة حتى لو مؤقتا. 
من خلف الباب كان عمر واقفا يستمع لحديثهم ، ابتسم بمكر محدثا نفسه :
– واه يبجى اللي اتجال من شويا كان لعبة منهم…. ههههه عمي احمد العزيز فاكر حيخليني ابعد عن بته لما يسلط عليا ابن اخوه اللي بيحبه اتاري حتى بتك مخابراش باللي بيحصل اهنيه ، له يا عمي يارا ليا اني و الفلوس اللي حتورثهم منك ليا اني كمان. 
______________________
– بلاش البصة ديه لاني بدايق منها !!
قالها ادم الذي كان جالسا في غرفة المكتب مقابل مازن المبتسم بمكر ، حمحم الاخير و رفع يده مشيرا اليه بغمزة :
– انا لو كنت اعرف ان المسرحية ديه هتحصل كنت جيت معاك عشان اشوف وش عمك و ابنه ، ادم انت مش عارف معنى اللي عملته ده انت ولعت الدنيا يابني. 
– كفاية بقى !
نهره ادم بحزم لكن صديقه تابع :
– انا عايز اتخيل شعور عمر لما دخلت عليه فجأة كده و قلت انا طلبت ايد يارا للجواز الاول ، ياااه كنت عارف ان الاجتماع ده في حاجة من وراه الحمد لله اني بعتك ليهم. 
تأفف الاخر بضجر ليقول مازن بخبث :
– بس قولي انت ازاي لحقت تخترع الكدبة ديه انا مكنتش اعرف انك سيناريست شاطر و بتجهز الحبكة و الحوارات بسرعة كده…. لا بس انا بقول انك مجهز الحكاية ديه من قبل عشان تضمن بنت عمك متبقاش لغيرك. 
ادم وقد فاض به الكيل من ازعاج رفيقه الذي لا ينتهي :
– وبعدين معاك بقى حوار ايه اللي اجهزه اساسا اا…. اووف انا من كل عقلي بناقشك يلا يا مااازن اطلع لبرا و متخلنيش اشوفك لبكره الصبح. 
قهقه مازن بأعلى صوته ثم فتح الباب ليتفاجأ بجسد ضئيل يسقط عليه وقد كانت رهف التي ارادت التجسس عليهم و سماع حديثهم ف استندت بكامل جسدها على الباب و عندما فتح كادت تسقط. 
رفع مازن حاجبه بدهشة قائلا :
– انسة رهف خير ؟
انتبه ادم اليها فسألها :
– في حاجة يا رهف ؟
اطرقت رأسها بخجل بعدما كشف امرها من طرف صديق شقيقها :
– ها لالا مفيش…. انا كنت بس جاية اسألكم لو عايزين تشربو حاجة ؟
هز رأسه بدون مبالاة و اعاد نظره الى عدة ملفات موضوعة امامه :
– اه انا عايز قهوة. 
– من عيوني يا ابيه. 
اتجهت رهف الى المطبخ و بدأت بتحضير ما طلب منها بتذمر :
– يعني انا كنت عايزة افهم سبب الاجتماع ده ايه اللي خلاني واقفة في نص الليل اعمل قهوة ، ربنا يسامحك يا ابيه ادم. 
استدارت لتشهق بفزع عندما وجدت مازن أمامها و بدون ان تنتبه القت القليل من القهوة على قميصه….. تأوه الاخير بسبب شدة سخونتها فسارعت رهف ب الاعتذار :
– اسفة اسفة مكنتش اا…. لا ثانية انا بعتذر ليه انت اللي دخلت المطبخ لازم انت اللي تعتذر مني مش انا !!
تكلم مازن بسخط وهو يحاول تنظيف القميص :
– يابنتي وانا قلت حاجة ! كويس ان كام قطرة اللي وقعت والا كنت روحت فيها. 
عضت على شفتها و ناولته منديلا ورقيا :
– خد ده نظف بيه…. انت جيت تعمل ايه هنا ؟
تنحنح و اجابها مدعيا الانشغال :
– كنت جاي اشرب ماية ولما شوفتك مرضيتش اعمل صوت عشان متدايقيش بس كنت هتحرق اهو ربنا ستر. 
ناولته رهف كوبا من الماء ثم اخذت القهوة و غادرت المطبخ مسرعة ، تنهد مازن و همس مبتسما :
– كنت عايز اشوف وشك ولو لكام ثانية و معنديش مانع تقع القهوة عليا بالمقابل. 
نظف قميصه جيدا و خرج ، و في طريقه الى المكتب كانت رهف تركض في الاتجاه المعاكس له ف اصطدمت به بقوة و كادت تقع لولا انه امسك ذراعها. 
سحبها مسرعا و تنهد :
– خير يا انسة رهف انتي بتجري كده ليه ؟
– النهارده الاتنين. 
هتفت بها وهي تنهج ليسألها مستغربا :
– اها يعني ايه ؟
ضربت رهف جبينها و اجابته باستعجال :
– في مسلسل تركي نزل منه حلقة جديدة النهارده وانا لسه مسمعتهاش. 
– قصدك الحفرة ؟
– الله انت بتسمعه كمان ؟
ضحك مازن و هز كتفيه :
– طبعا بسمعه و لسه مخلص الحلقة الجديدة…. انتي لو مكنتيش واقفة بتتجسسي علينا تحت كان زمانك خلصتيها زيي. 
لعقت شفتها السفلية ب ارتباك و تمتمت :
– صحيح انتو كنتو بتتكلمو ف ايه انا مقدرتش اسمع صوتكم عشان كان واطي…. الا صوت ابيه ادم وهو بيطردك من الاوضة ههههه. 
انهت جملتها و غادرت الى غرفتها اما مازن فبقي يتطلع الى فراغها حتى ضحك :
– والله لو انا مش عارف ان من عاداتكم تجوزو البنت لواحد من عيلتها كنت طلبتك من زمان بس اعمل ايه انا لما اسمع اسم جدك بحس نفسي اتشليت و بخاف افتح معاه او مع عمي ابراهيم الموضوع خايف يفتكرو اني كل الوقت ده كنت ببصلك بعين زايغة او ادم يفهمني غلط. 
______________________
في صباح اليوم التالي. 
استيقظت يارا بنشاط و ارتدت ملابسها و خرجت ، اتجهت للاسفل و في طريقها صادفت ادم الذي كان قد خرج من غرفته وعندما رآها نظر لها باستنكار و غادر. 
تنفست بعمق و تمتمت :
– هو ماله بيبصلي كده ولا كأني كلت الفطار بتاعه…. يارب صبرني انا مش عارفة ايه مشكلته معايا بالضبط. 
دلفت الى غرفة الطعام مبتسمة :
– صباح الخير. 
– صباح النور. 
رد عليها الجميع ف اخذت مكانها على المائدة بجانب زوجة عمها حنان ، كان الصمت يسود الغرفة و هذا الشيء لم تستغربه كثيرا ، ف الجد سليم لا يحبذ كثيرا فكرة التحدث اثناء تناول الطعام… مثل ادم تماما !!
لكن ما شغل بالها النظرات المركزة عليها ، العائلة كلها تقريبا ترمقها بنظرات غامضة ، هادئة و غير مفسرة ، و على رأسهم كان عمر الذي كان يطالعها بشكل لم تراه يوما ، كانت يارا تعلم انه يكن مشاعر نحوها و هذا ما كان يخيفها دوما لكنها لم تتوقع ان يحدجها بنظرات لم تستطع تفسير ماهيتها حاليا ، و بجانبه ادم الذي كانت تأملاته بها تبعث داخلها الريبة…. بشكل لم تعشه يوما !!
قطع ذلك الصمت الموحش صوت رهف وهي تسأل والدها :
– هنرجع الاسكندرية النهارده المسا صح ؟
هذه المرة اجابها سليم بنبرته الخشنة :
– لا ، هتجعدو يومين تانيين. 
– ازاي بس احنا عندنا جامعة و….
قطعت كلماتها اشارت لها الجدة زهرة بالصمت ، مطت شفتها بعدم رضا و همست ل ابنة عمها :
– في ايه هنا ليه الكل بيبصلك بطريقة غريبة و جدو عايزنا يومين ف ايه يعني ؟
هزت كتفيها و التوتر بدأ يتسلل اليها :
– معرفش والله ، انا حاسة في حاجة مش طبيعية بتحصل هنا محدش فيهم طبيعي. 
من الناحية الثانية كان الجد سليم يفكر في اخر حوار دار بينه و بين حفيده ، ليلة أمس جاءه عمر رفقة ابيه علي و اخبراه ان حديث ادم عن خطبته ليارا كان كذبة شاركه بها احمد و ابراهيم ، وان يارا حتى لا تعلم بشأن شيء مما يدبرونه ولا هم ينوون فتح موضوع الزواج معها و الدليل انه اذا اراد التأكد فعليه جمع العائلة و مواجهة بعضها و حينها سيتسنى للجد معرفة من الكاذب ومن الصادق. 
لذلك لم يجد بدا من ابقاء الجميع هنا معه لوضع النقاط على الحروف و اكتشاف الصحيح من الباطل ، و ان كان كذبا فما علاقة ادم بيارا ؟ هل يكن لها مشاعر خفية ولا يريد ان تكون لغيره ؟ هل هو في علاقة سرية معها ؟
انتفض فجأة واستغفر سريعا على تفكيره بشكل سيء حول حفيديه الاثنان ، ثم نظر للبقية قبل ان يكمل تناول فطوره……
                ***********
بعد فترة كانت يارا تدخل الى المطبخ تريد تحضير عصير لها و لرهف ، بينما الرجال في الحديقة يتكلمون حول العمل و المشاريع وماشابه. 
وريثما هي تجهز سمعت صوتا رجوليا مألوفا :
–  محتاجة شي ؟
شهقت يارا واستدارت لتجيب بضيق :
– عمر ده انت ؟ لا انا مش عايزة شكرا. 
حاولت سحب الكأس من الرف العلوي لكنها لم تستطع بسبب طولها ، فوقف عمر بجانبها و احضر لها ما تريد غافلا عن كتلتي النار التي تراقب ما يحدث من بعيد…..
تنهدت يارا بضيق و قررت المغادرة فورا دون ان تنهي ما جاءت من اجله حتى ، و في طريقها اعترضها عمر بنبرته الباردة :
– اه نسيت اهنيكي يا بت عمي مبروك على الجوازة انتي و ادم لايجين على بعض جوي تتهني. 
كلمات القاها لسانه ببساطة …. لكن بالنسبة لها كانت حروفا تخرج من شخص معتوه يعاني من الخرف مبكرا ، التفتت اليه متمتمة :
– افندم جوازتي انا ومين ؟
ابتسامة خبيثة شقت شفتيه بعد تأكده من انها حتى لم تضع احتمال ارتباطها مع ادم – مثلما كان يقول والدها – ، فتصنع الاندهاش متسائلا :
– واه يابت عمي ناوية تخبي علينا و احنا رايدين نفرح بردو ؟…. على اساس ابوكي اتحدت وياكي و حطك في الصورة متفاجأة اكده ليه ؟
صرخت به يارا بعدما عجز عقلها عن استوعاب ما تسمعه :
– ايه الكلام الفاضي اللي انت بتقوله ده ! انا و ابيه ادم ؟ انت اتجننت ولا ايه ؟!!
وقبل ان تسمع الاجابة دخل ادم بعدما سمع حديثهما و ناداها بصوته الجهوري :
– يااارااا !!
انتفضت بشهقة من حضوره المفاجئ و نظرت له دون ان تتكلم ، اقترب منها ادم و امسك ذراعها لكنها سحبته بعنف :
– سييبني !!
– واه يا ادم خايف اياك تنكشف كذبتك جدامي وجدام باجي العيلة ؟ اني خابر زين جوي مسرحية امبارح و كذبك علينا !! انت حاطط عينك ع البت اللي نويتها حلالي يا ولد عمي و باصصلها بعين زايغة !!
قالها مستفزا اياه ليمسكه ادم من تلابيب قميصه غاضبا من الافتراء الذي رماه عليه للتو ، لكن عمر تابع بثقة :
– يارا ليا اني يا ادم هتبجى مرتي اني !!
جز على اسنانه و علق عليه بسخط :
– ايوة اتجوزها و انفيها من العالم و طلقها بعد ما تزهق منها زي ما عملت من قبل…. انا عارف كويس اللي كنت بتعمله مع كل واحدة اتجوزتها و الضرب و الاهانة اللي كانو بياخدوها منك عشان تعوض رجولتك الناقصة وبعدين ترمي الحق عليهم و تطلقهم…. انت ناوي تعمل فبنت عمك كده كمان يا عمر ؟
اتسعت عيناه للحظة غافلا عن الفتاة التي تقف و تطالعها بصدمة غير مصدقة لما يحدث لكنه رغم ذلك دافع عن نفسه :
– كدب !! انت بتكدب مشان تحصل عليها بدالي و تكون ملكك !
ابتسم ادم بجنون قبل ان يهمس له بنبرة لم يسمعها سوى عمر :
– لو عليا انا ف يارا ملكي من زمان فاهم كلامي…. وبعدين مش مستحي من نفسك حطيت عيونك ع بنت اصغر منك ب 17 سنة !!
– السن ملوس اهمية يا ولد الاسكندرية ، و يارا هتبجى مرتي و حلالي. 
هتف بها عمر في ثقة ليرد عليه الاخر بضحكة :
– ف احلامك !!
– كفااااية بقى !!!
صرخت يارا التي تعبت من جدالهم و اكملت :
– عمالين تتكلمو عني و تقررو حياتي هتمشي ازاي ولا كأني واقفة هنا ! اتجوز مين فيكم انتو اتجننتو انا عمري ما فكرت ولا مجرد تفكير اني اتجوز واحد بعتبره اخويا سواء انت او هو !!
افلته ادم و امسك يدها و هذه المرة ضغط عليها لكي لا تستطيع الافلات منه ، كاد يخرجها لكن عمر اوقفه :
– الكدبة اللي جلتها هتتكشف و كرامتك هتبجى في الارض يا ولد الاسكندرية !
حينها لم يكلف ادم نفسه ليستدير له كليا بل مال برأسه قليلا مغمغما :
– اللي يطلع ف ايدك اعمله !!
سحب ادم يارا خلفه و اخذها الى غرفة المكتب وهي تحاول جعله يتركها لكنها لم تستطع ، ادخلها و دفعها على الاريكة لتصرخ بألم :
– ااااه. 
اعتدلت سريعا و صرخت فيه بعدائية :
– انت مجنون ! ازاي تتجرأ تمسكني كده و تجيبني انت فاكر نفسك فرعون زمانك وملكش كبير ولا ايه ؟؟ فوق بقى يا بشمهندس ادم و اعرف نفسك انت بتتعامل مع مين !!
ضحك ساخرا منها و علق :
– ايه ده بجد لا انا خفت اوي الصراحة ! انتي بتستقوي بطولك ده ولا ب ابوكي اللي مبيعرفش يدافع عليكي قدام ابوه و محتاج مساعدة غيره ؟
التهبت عيناها بكره لم يخالجها قبل هذه اللحظة ف اقتربت منه هاتفة :
– اوعى تتكلم وحش على بابا انت فاهم ! انا هستنى منك ايه اصلا واحد حيوان ومش متربي وفوق كل ده حطيت عينك ع بنت اصغر منك ب 10 سنين !!
انهت كلامها و تحركت لتغادر وقبل ان تتجاوزه امسك بيده اليسرى ذراعها الأيسر و جذبها نحوه ، ف اصبحت ملتصقة به و محاصرة في وضعية لا تسمح لها ب إبعاده. 
شهقت و صاحت بقسوة :
– انا بقولك سيبني انت مبتفهمش !!!
ضغط بأصابعه على ذراعها ثم همس و الغضب يعتريه بشكل مفرط :
– انا مبحطش عيني على بنت زيك مش لاقية اللي يلمها ؟ ايه ده انتي مصدومة ليه مش اتنرفزتي مني لاني قطعت عليكي اللحظة مع ابن عمك ؟
فتحت فمها بدهشة تحولت سريعا للشراسة وهي تردد :
– انت عارف كويس اني مبفكرش ف عمر ولا فغيره بلاش هبدك ده لاني مش هسكت تاني !
ابتسم ادم يقلل من شأنها :
– هتعملي ايه يا طفلة ؟ هتروحي تعيطي في حضن بابي ولا تشتكيني ل امي ؟ اها او يمكن تهدديني و تمشي تعيطي ف اوضتك لوحدك اصل انتي مبتعرفيش تعملي حاجة غير ديه !
صوت صفعة قوية صدع في الغرفة ليفتح كلاهما اعينهما بصدمة ، اقترب منها وعيناه يشعان شررا وحقدا ينذران بدمار قريب اما هي فرغم قوتهت الا انها لم تشعر بنفسها وهي تتراجع للخلف حتى التصقت بالحائط. 
شهقت برهبة و ابتعدت الا ان ادم حاصرها ثانية عندما اسند ذراعيه على الجدار فأصبحت محاصرة تماما. 
امال وجهه عليها حتى كاد يلتصق بوجهها فأشاحته يارا سريعا و اغمضت عيناها….. اطلق تنهيدة بطيئة يتبعها همسه المهدد :
– انتي اكيد مش عارفة اللي عملتيه والا مكنتيش هتعملي حاجة محدش اتجرأ يعملها من قبل…. القلم اللي ادتيهولي هتدفعي ثمنه غالي يا يارا. 
كان جسدها كله يرتجف و شفتاها ترتجفان ، احست بضيق في التنفس وانها ستتعرض لنوبة ربو تعرض حياتها للخطر ككل مرة تخاف بها ، لذلك حاولت تهدئة نفسها و رفعت وجهها اليه متمتمة :
– تستاهل ، ابقى افتكر القلم ده لما تفكر تهينني او تقلل مني يا بشمهندس ادم. 
رفعت يدها لتدفعه لكن ادم امسكها بقوة مردفا :
– لعلمك كدبتي بتاعت امبارح كانت عشان اعمل اللي مقدرش ابوكي يعمله و احميكي من عمر….. الموضوع ده كان هيتقفل اول ما نرجع الاسكندرية بس دلوقتي بعد اللي انتي عملتيه الكدبة هتتحول لحقيقة…. و انتي هتتجوزيني !!
انتفضت يارا برعب و اندفعت تهاجمه :
– مستحيل اتجوزك ولو كنت اخر شخص فحياتي انا مش هوافق !
– هتوافقي. 
– لا مش هوافق. 
– هتوااافقي !!!
صرخ فيها بحدة و تابع :
– اساسا الموضوع ده محلول من زمان فموافقتك من عدمها ملهاش معنى !!
لم تفهم معنى كلماته التي القاها للتو وقد بدت غامضة و ادم برددها بكل ثقة كأن هناك ما يعرفه وهي تجهله ، وقبل ان تجد وقتا للتفكير قبض على ءراعها ثانية مكملا بتهديد :
– ابقي افتكري القلم ده كل مرة و اوعى تنسيه !!
اغرورقت عيناها بالدموع فهي في النهاية فتاة حساسة تخشى اصغر الاشياء رغم ادعائها القوة امامه ، طالعته بكره واضح ثم هتفت ب :
– انت واحد مستبد…. وانا بكرهك !!
رسم ابتسامة على شفتيه متشدقا ب :
– مشاعرنا متبادلة يا بنت عمي !!
كادت تدفعه لكنه اوقفها ثانية و اخرجها من الغرفة بنفسه حتى كادت تسقط….. ركضت يارا الى غرفتها و انهارت في البكاء و كلماته تتردد في اذنيها :
– لا مستحيل بابا يعمل فيا كده مستحيل يظلمني و يجبرني اتجوز واحد انا مش معتبراه غير ظالم و اناني و قاسي…… بابا مبيعملش كده انا هروح اسأله و اكيد هيقف معاها و يحط حد لتصرفات ابن اخوه !!
_______________________
– اللي بيحصل هنا اسمه مسخرة !!
قالها ادم بصلابة مطالعا عمر و علي ثم تابع :
– حضرتك يا جدي بتتهم ابنك و حفيدك ب الكدب و بتصدق تخاريف الراجل اللي حط عينه على البنت اللي اتقدمتلها انا الاول !!
تخلى عمر عن صمته و هاجمه بعصبية :
– انت اللي حطيت عيونك ع البت اللي رايدها يا ادم ! اني سمعتك بوداني وانت بتتحدت ويا ابوك و عمي احمد و بتجولهم الكدبة ديه يارا ملازمش تسمع بيها…. انتو رايدين تبعدو يارا عني !!
اطلق ادم ضحكات مستفزة قبل ان يعلق :
– نبعد يارا عنك ؟ ليه هي من امتى كانت ليك او كانت قريبة منك احنا هنضحك على بعض والله. 
– ايوة يارا ليا اني لوحدي !!
هذه المرة وجد نفسه يسحب الى احمد عندما امسكه من تلابيب قميصه و صرخ بغضب :
– لا بقولك ايه مش انا اللي بنتي بتتكلم عليها كده بنتي مش ملكية و اوعى اسمعك تاني بتتكلم عليها بالطريقة ديه والا والله العظيم بنسى انك ابن اخويا و برصاصة واحدة من سلاحي تلاقي نفسك جثة انت سامعني !!
حاول علي فك ابنه من قبضة احمد لكنه عجز فصرخ الجد سليم بصرامة :
– كفاية عاد المسخرة ديه خلصوها دلوجت ! احمد خلاص الواد غلط من غير جصد ابعد عنه.
تركه وهو ينظر له بازدراء ثم وجه كلامه الى والده :
– يا حج انا قلت اللي عندي ادم طلب يارا مني قبل عمر وانا لمحتلها ع الموضوع وهي معترضتش مستني امتحاناتها تخلص عشان اكلمها بشكل مباشر ايه اللي مش مفهوم في القصة ديه ؟!!
تدخلت الجدة زهرة بجدية :
– اللي مش مفهوم يا ولدي عمر بيجول انه سمعكم وانتو….. و انتو بتتفجو على خطة تخدعونا بيها ، احنا معندناش مشكلة ادم يتجوز حفيدتنا يارا بس معترضين على جوازه من البت اللي ابن عمه الكبير طلبها جبله وهو حط عينه عليها !!
زفر ادم بضيق ليتكلم سليم :
– بما ان كل حد بيجول كلام مختلف عن التاني اني لجيت الحل ، جيبو يارا نفتح وياها موضوع جوازها من ادم و نسألها عن رأيها.
بهت احمد للحظات و نظر الى ابراهيم الذي ردد متحججا :
– بس يا حج ده جواز يعني حضرتك…. يارا ازاي هتقرر قرار مصيري في ثانيتين ؟
رفع يده يسكته مغمغما :
– مهنعترضش لو جالت حفكر…. احمد جال جدامنا انه لمحلها احنا رايدين نشوف رد فعلها لما نجولها ادم طلبك للجواز لو طلبت وجت تفكر مهنمنعهاش ولو جالت انها….
– جيبوها معنديش مشكلة. 
نطق بها ادم وقد جلي على الاريكة مقابل الجد بالضبط و ملامحه هادئة على عكس ما يجب ان تكون في هذا الموقف ، في حين ابتسم عمر متذكرا صدمة يارا صباح اليوم و حتى شجارها مع ادم في غرفة المكتب ، مؤكد بعد كلماتها و صراخها و تهديده لها لن تقبل ب الزواج منه بل سارفض مباشرة دون التفكير حتى ، و ستصبح له في النهاية !!
صعدت رهف لتناديها و بعد دقائق نزلت يارا مطرقة رأسها الى الاسفل ورغم ذلك استطاع ادم لمح الانتفاخ تحت عينيها مما يؤكد على انها كانت تبكي. 
تنهد وحدث نفسه :
– لو رفضتي دلوقتي هتكوني نهيتي حياتك ب ايدك يا يارا اوعى تتسرعي انا بس اللي هقدر احميكي اوعى ترفضي. 
كان الجميع يتكلم و يتكلم وهي الواقفة بينهم تنظر الى الاسفل تمنع تسرب دموعها ، تذكرت ما حدث صباحا مع ادم و كلامه القاسي و صفعها له ، تذكرت ما حدث منذ دقائق و حتى ما كان يحدث من فترة طويلة ، الكثير من الاشياء تدور في رأسها الآن و اولها تهديد ادم لها و خوفها المستمر منه…. مالذي عليها فعله الآن ؟!!!
تقدمت زهرة منها و امسكت يدها مطمئنة اياها :
– حفيدتي الجميلة انتي خابرة جبناكي ليه صوح ؟ ادم طلب يتجوزك من فترة و على حسب كلام ابوكي انتي عندك فكرة ع الموضوع مش اكده ؟
رفعت عيناها اليها ببكئ ثم نقلتهما على الموجودين بصمت مريب ، قبل ان يقطعه عمر وهو يبتسم :
– جوليلهم يابت عمي موافجتيش على الجوازة اني جولتلهم جبل سابج انك مجبورة من ابوكي بس متخفيش عيتك وياكي مهنسيبكش تنظلمي منيهم !
تحدث سليم بحزم :
– انتي موافجة ولا له ؟؟
تحفز احمد و حنان و ابراهيم مرتبكين اما ادم فيطالعها بعينين لا تظهران شيئا…… اخذت يارا نفسا عميقا و قالت :
يتبع…
لقراءة الفصل الثالث : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد