Uncategorized

رواية عروس من باريس الفصل العشرون 20 بقلم سارة علي

 رواية عروس من باريس الفصل العشرون 20 بقلم سارة علي

رواية عروس من باريس الفصل العشرون 20 بقلم سارة علي

رواية عروس من باريس الفصل العشرون 20 بقلم سارة علي

دلفت جيجي الى غرفة عليا لتجدها جالسة على سريرها تنظر امامها بملامح جامده وعيناها تنطقان كرها وشرر ..
اقتربت منها والدتها وجلست بجوارها قائلة بحنو :
” عليا حبيبتي .. مخرجتيش من اوضتك ليه ..؟! بقالك ست ساعات هنا .. قلت اسيبك فالاول تفضلي لوحدك لحد ما تهدي .. بس قلقت عليكي لما شفتك مخرجتيش خالص .. حبيبتي اهدي ارجوكِ .. لو على بابي فهو هياخد وقت .. كلها يومين وهتلاقي هدي وكلمك .. “
رمقتها عليا بنظرات جامدة قبل ان تنتفض من مكانها قائلة بحدة :
” انا مش هاممني بابا ولا اللي عمله .. هو يزعل مني براحته لكن يجبرني افسخ خطوبتي من ادهم لا والف لا .. انا مش هقبل بكده ..”
” اهدي يا عليا ..”
قالتها والدتها محاولة امتصاص غضبها ثم اكملت بجدية :
” عشان خاطري اسمعيني .. باباكي كلمني وفهمني كل حاجة .. ده شرط ادهم الوحيد عشان ميبلغش الكل باللي عملتيه ويفضحك .. “
” ادهم مستحيل يعمل كده ويفضحني ..”
قالتها عليا بعناد لترد والدتها بقوة :
” يعملها ويعمل اكتر منها .. اكبر دليل على ده انوا فضح عملتك قدام ابوكي بسبب الصور دي .. فضحك من غير تردد ومن غير ما يفكر للحظة واحدة باللي بيعمله ..”
تطلعت عليا الى والدتها بضيق بينما اكملت والدتها بجدية :
” مفيش قدامك حل غير ده .. عالاقل دلوقتي هتفسخي خطوبتك بس كرامتك هتفضل محفوظة .. لكن لما يبلغ ابوه وباقي العيلة باللي عملتيه كرامتك وكرامتنا كلنا هتبقى فالارض .. الكل هينبذك يا عليا .. محدش منهم هيرحمك .. افهمي ده ..”
نظرت عليا اليها بحزن بينما اكملت جيجي بجدية :
” فكري واحسبيها صح يا عليا .. بلاش استعجال ارجوكِ ..”
رمقتها عليا بنظرات باردة قبل ان تشيح بوجهها عنها فتهز جيجي رأسها بعدم رضى من عناد ابنتها قبل ان تنسحب من غرفتها بإستسلام ..
……………………………………………………..
دلف كمال الى منزله مساءا ليجد نورا زوجته في صالة الجلوس لوحدها والتي نهضت بدورها واقتربت منه مرحبه به :
” حمد لله على السلامة يا كمال ..”
ثم سألته وهي تتطلع الى ملامح وجهه المتجهمة بقلق :
” انت كويس يا كمال ..؟! شكلك مدايق من حاجة ..”
سألها كمال بجمود :
” ليديا فوق ..؟!”
أومأت نورا وبرأسها وهي تجيبه بحيرة من سؤاله :
” ايوه فأوضتها ..”
وقبل ان تنطق بحرف اخر كان يتركها متجها الى الطابق العلوي حيث توجد غرفة ليديا ..
وقف امام الغرفة واخذ نفسا عميقا قبل ان يطرق على الباب بخفة لتجيبه ليديا بعد لحظات سامحة له بالدخول ..
فتح كمال الباب ودلف الى الداخل ليجد ليديا تجلس على الكنبة وهي تقرأ في احد كتب التاريخ القديمة التي  استعارتها من نورا ..
نظرت ليديا الى والدها من اسفل الكتاب قبل ان تضعه بجوارها وتنهض من مكانها قائلة :
” اهلا ..”
تأملها كمال بصمت امتد للحظات قبل ان يقطعه وهو يسألها :
” عاملة ايه يا ليديا ..؟!”
اجابته ليديا بهدوء :
” بخير .. انت عامل ايه ..؟! كويس ..؟!”
اجابها كمال بجدية :
” انا بخير يا ليديا ..”
حل الصمت المطبق بينهما حيث ليديا تنظر الى كمال بحيرة بينما كمال يحاول ان يجد طريقة مناسبة يوصل لابنته من خلالها ما يرغب بقوله ..
تحدث كمال اخيرا متسائلا :
” كنتي فين يوم الاحد يا ليديا ..؟!”
نظرت ليديا اليه بتعجب من سؤاله قبل ان تخبره بصدق :
” رحت مع ريهام اتغدينا فمطعم قريب من هنا .. “
” بس ..؟!”
سألها كمال مرة اخرى لتفهم ليديا مغزى سؤاله فتجيبه بصدق :
” لا مش بس .. شفت ادهم بالصدفة وانا خارجة من المطعم .. عزمني على فنجان قهوة فكافيه قريب من المطعم بردوا ..وافقت وخدني هناك واتكلمنا .. وبعدها وصلني للفيلا ..”
نظر اليها كمال قليلا قبل ان يقول بتروي :
” ابعدي عن ادهم يا ليديا .. ادهم بعيد اوي .. قربك منه هيأذيكِ اوي .. “
تطلعت اليه ليديا بدهشة قبل ان تقول بعدم تصديق :
” هو اللي فهمته من كلامك انك شاكك انوا فيه حاجة بيني وبينه ..؟! ده مغزى كلامك صح ..؟!”
نظر والدها اليها بتردد قبل ان يقول بحسم :
” شاكك اه .. متأكد لا ..”
قالت ليديا وهي تحاول التحكم بأعصابها :
” الكلام ده مستحيل .. انا مفيش بيني وبينه اي حاجة .. مفيش بينا غير كلام قليل اصلا .. احنه مجرد اقرباء .. مش اصدقاء حتى ..”
منحها كمال ابتسامة باردة قبل ان يقول بجمود :
” جايز ده بالنسبالك .. بس مش بالنسباله هو كمان ..”
رفعت ليديا حاجبها متسائلة بتعجب :
” تقصد ايه ..؟!”
اجابها كمال بصراحة :
” ادهم بيحبك يا ليديا .. “
” مستحيل .. انت اكيد فاهم غلط ..”
قالتها ليديا بدهشة ظهرت جلية في نبرة صوتها وعلى ملامح وجهها بينما قال كمال بهدوء :
” لا مش فاهم غلط .. انا متأكد ..”
صمت قليلا ثم اكمل :
” ادهم خطبك يا ليديا .. طلب ايدك مني ..”
جحظت عينا ليديا بعدم تصديق وهي تستمع لحديث كمال المجنون بالنسبة لها .. ادهم يحبها وخطبها من كمال .. ؟! اي جنون هذا قد حل بعقله ..؟!
” ازاي ..؟! هو خاطب عليا اصلا .. وهيتجوزها قريب ..”
” عشان كده بقولك ابعدي عنه .. قربك منه هيعمل مشاكل انتي في غنى عنها ..”
ردت ليديا بحنق :
” انت بتكلمني وكأني عارفة كل ده وموافقة عليه ..”
صمتت قليلا قبل ان تعقب بهدوء :
” انا مفيش بيني وبينه اي حاجة .. وانا مش مسؤولة عن طريقة تفكيره او افعاله ..”
نظر والدها اليها وقال :
” بس مسؤولة عن تفكير الباقي ..”
سألته ليديا بنبرة حائرة :
” يعني ايه ..؟!”
اخذ كمال يقص عليها ما حدث من اجتماع اليوم وتلم الصور التي جمعتها بادهم دون التطرق للحديث الذي دار بين ادهم ووالده ..
جحظت عينا ليديا وهي تستمع الى حديث كمال قبل ان تهز رأسها وهي تقول بعدم تصديق :
” مستحيل .. مستحيل فيه حد يعمل كده .. اللي عمل كده حقير .. بيراقبني ..”
قاطعها والدها :
” كلنا عارفين انوا حقير .. بس هو بيراقب ادهم مش بيراقبك انتي ..”
 رمقته ليديا بنظرات نافرة قبل ان تقول :
” حتى لو .. ده ميمنعش انوا كل حاجة هنا غريبة والحياة لا تطاق ..”
قال كمال منهيا الموضوع محاولا تجاهل كلمات ابنته :
” كل حاجة هتبقى تمام لما نبعد عن المشاكل ..”
ثم منح ابنته نظرة اخيرة قبل ان يتحرك خارجا من غرفتها لتهز ليديا رأسها بعدم تصديق وقد تأكدت ان قرارها بالرحيل هو افضل قرار بل تأخرت به ايضا ..
……………………………………………………………..
دلف ادهم الى منزل عائلته متأخرا بعد منتصف الليل ليجد فريال والدته تجلس في صالة الجلوس تنتظره ..
نهضت فريال من مكانها وهي تشعر به يقترب منها لتقول :
” اتأخرت اوي يا ادهم .. كنت فين لحد دلوقتي ..؟!”
رمقها ادهم بنظرات هادئة وهو يدرك جيدا ان هذه مقدمة لبداية الحوار بينهما لكنه اجابها :
” كنت سهران مع صحابي ..”
صمت قليلا ثم اردف متسائلا :
” انتي صاحية لحد دلوقتي ليه ..؟!”
اجابته فريال بإبتسامة حزينة :
” مستنياك .. مستنياك عشان افهم منك كل حاجة ..يمكن استوعب سبب قرارك ده ..”
” عمرك مهتستوعبي لانك بتفكري بطريقة واحدة وعايزة حاجة معينة .. حاجة مش مهم اذا كانت مناسبة ليا او لا ..”
قالت فريال مستنكرة حديث ابنها :
” ليه بتقول كده يا ادهم ..؟! انا امتى عملت حاجة مش مناسبة ليك .. ؟! انت بالذات كل حاجة  كانت بتحصل زي ما انت عاوزها ..”
نظر ادهم اليها وردد بهدوء :
” تمام .. انا وعليا انفصلنا .. ده قراري وانا مقتنع وراضي بيه وسعيد كمان .. مش المفروض توافقي على قراري ..؟! تتفهمي رغباتي وتدوري على سعادتي ..”
نظرت اليه والدته بجمود قبل ان تقول :
” ادور على سعادتك اكيد .. وراحتك طبعا .. بس لما انت مش فاهم راحتك وسعادتك فين يبقى لازم اقف ضدك واوعيك ..”
منحها ادهم ابتسامة ساخرة وهو يرد على حديثها :
” ده على اساس اني مراهق عندي 15 سنة .. ولا طفل فالابتدائية .. انا عندي اكتر من خمسة وثلاثين سنه .. شفت كتير فحياتي ومريت بتجارب ملهاش عدد خلتني افهم واميز كل حاجة بسهولة .. مش انا اللي هيحتاج حد ينصحه او يوعيه ..”
صاحت فريال وقد فقدت اعصابها :
” بلاش غرورك ده يا ادهم .. كلنا بنغلط .. وكلنا محتاجين حد ينصحنا ويوقف جمبنا ..”
رد ادهم ببرود :
” مش الكل .. ومش دايما نصيحة الشخص المقابل فمحلها .. احيانا بتبقى نصيحته غلط اصلا ..”
صمت قليلا واكمل بنبرة ذات مغزى :
” يعني مظنش انوا عليا مثلا تستحق كل الاهتمام ده والدفاع المستميت عنها .. انا وانتي عارفين انك عاوزاني اتجوزها عشان هي مناسبة ليا ولمركزي من جميع النواحي .. اما موضوع راحتي وسعادتي فده اخر همك ..”
نظرت اليه فريال بضيق بينما اكمل هو بحسم :
” انا خدت قراري خلاص ..”
ثم اخرج خاتم خطبته من جيبه واهدى لوالدته مكملا بثقة :
” عمري محسيت براحة زي اللي حسيتها بعدما خلعت الخاتم ده ..”
نظر الى وجه والدته المحتقن واكمل :
” ابقي اديه لعليا .. خليها تعتبره هدية الانفصال ..”
ثم تحرك مبتعدا عن والدته متجها الى الطابق العلوي حيث توجد غرفته ..
………………………………………………………….
بعد مرور اسبوعين  ..
جلس ادهم امام اخيه حسام بعدما حياه بحرارة حيث عاد الاخير لتوه من شهر العسل الذي استمر لعشرة ايام ..
طلب ادهم من النادل ان يجلب له فنجانين من القهوة احدهما سادة كما يفضله هو والاخر معتدل الحلاوة كما يحبه حسام ..
ابتعد النادل عنهما ليهم حسام بحديثه قائلا :
” واحشني اوي والله .. عامل ايه واخبارك ايه ..؟!”
اجابه ادهم وهو يبتسم بهدوء :
” فسخت خطوبتي ..” 
اتسعت عينا حسام بعدم تصديق قبل ان يسأله بدهشة :
” امتى وازاي..؟!”
اجابه ادهم بجدية :
” من حوالي ثمان ايام .. اما ازاي فدي بقى مينفعش اقولهالك لانها حاجة متخصنيش لوحدي ومش من حقي احكيها لك ..”
ابتسم حسام متفهما ثم قال :
” حقك طبعا وبجد فرحتلك يا ادهم .. انا اكتر حد كنت حاسس فرغبتك بفسخ  الخطوبة دي والحمد لله حققتها ..”
رد ادهم بجدية :
” انا فعلا مرتاح دلوقتي .. حاسس انوا حمل كبير انزاح من عليا .. كل حاجة بقت كويسة ..”
سأله حسام :
” طب والعيلة .. عملوا ايه ..؟! وافقوا عادي ..؟!”
ابتسم ادهم وهو يجيبه :
” عادي .. عمك حسن وعيلته وافقوه على ده .. عمك كمال ملوش دخل فالموضوع ده اصلا .. اما بابًا وماما فهما رافضين طبعا .. ومش متقبلين الموضوع ده لحد دلوقتي .. تيتة مقاطعاني من اول ما عرفت بالخبر .. ولبنى كمان ..”
تطلع حسام اليه قبل ان يقول :
” انفصالك عن عليا هيسيب شرخ كبير فالعيله ..”
رد ادهم ببرود :
” الشرخ ده موجود من زمان بس انفصالي عن عليا هو اللي كشفه ..”
” طب والشركة والاملاك ..؟! سابوها تحت وصايتك عادي ..؟!”
اومأ ادهم برأسه وهو يجيبه :
” معندهمش حل تاني غير كده .. عمي كمال بره الموضوع اصلا فهو مش هيهمه عليا ولا هيطلب مني اسيب الشركة عشانها .. عمك حسن مضطر انوا يقبل بده لانوا عارف من غيري مش هياخد ارباح شهرية بالكمية دي وهو اهم حاجة عنده الفلوس .. حتى خالد وكريم عارفين كده وده اللي مخليهم مستحملين .. مفيش غير بابا اللي كان حابب يستخدم موضوع الشركة ده ضدي يخليني اتراجع من خلاله عن قراري ده بس مقدرش يعمل حاجة لما شاف محدش اتكلم فالموضوع ده اصلا ..”
” ربنا يوفقك يا ادهم .. انت تستحق انك تدير الشركات لاخر العمر .. لانك اكتر حد حريص عليها ..”
ابتسم ادهم بهدوء بينما تقدم النادل منهما وهو يحمل فنجاني القهوة لهما ..
……………………………………………………..
خرجت ليديا من المنزل متجهة الى الشارع الجانبي حيث تنتظرها عليا هناك .. اتصلت بها عليا قبل قليل وطلبت منها رؤيتها لأمر هام .. لم تتردد ليديا لحظة في مقابلتها فهي لم تفعل شيئا يجعلها تخاف من رؤيتها لذا وافقت دون تردد ..
انتبهت ليديا الى عليا التي اشارت اليها أن تتبعها .. تنفست ليديا بضيق من تصرفها الذي لم يعجبها على الاطلاق لكنها ضغطت على اعصابها وتجاهلت ذلك وهي تتجه نحو عليا بملامح جامده ..
وقفت ليديا امام عليا التي تحدثت على الفور باللغة الانكليزية :
” اريد التحدث معك بلهجة اسهل وتفهمينها بشكل اسرع .. اظن ان اللهجة الانكليزية تناسبك .. أليس كذلك ..؟!”
أومأت ليديا برأسها وقالت بهدوء :
” تحدثي ، اسمعك ..”
” ابتعدي عن ادهم يا ليديا .. ادهم خطيبي .. خطيبي الذي احبه ولا انوي التخلي عنه مهما حدث ..”
ردت ليديا بهدوء وملامح صامدة :
” انا لا افكر في خطيبك هذا ولا يعنيني بشيء ..”
قاطعتها عليا :
” لا داعي للكذب عزيزتي .. لقد رأيت صوركما بعيني .. الانكار لن يفيدك بشيء ..”
ردت ليديا بقوة :
” ما رأيتيه لا يشير الى اي شيء سيء .. انتِ تتوهمين عزيزتي ..”
قالت عليا وهي تكتم غيظها بصعوبة من برود ليديا الشديد :
” اذا ما تفسيرك لما حدث ….؟! لماذا تحدثتما سويا وأمسك ادهم بيدكِ ..؟!”
ردت ليديا بنفس البرود :
” اسأليه .. اسألي خطيبك .. هو من يعرف الجواب المناسب .. اما انا فلا أعلم شيء .. كل ما أعلمه ان ادهم هو ابن عمي .. فقط لا غير .. بالنسبة لي هو مثله مثل غير .. لا يختلف عن اي شخص اخر ..”
همت ليديا بالتحرك مبتعدة عنها لتتفاجئ بعليا تمسك بيديها وهي تهتف بغضب :
” انتِ تتعمدين استفزازي ..أليس كذلك ..؟! انا لا اسمح لكِ بتركي هكذا دون إستئذان ..”
دفعتها ليديا بعيدا عنها بقسوة وهي تهتف بها :
” من تظنين نفسكِ لتتحدثي معي بهذا الشكل ..؟! لا يحق لكِ أن تحدثيني بهذه الطريقة يا عليا .. إياكِ أن تكرريها مرة اخرى ..”
رمقته عليا بنظرات مغتاظة قبل ان تهتف بنبرة عصبية حاقدة :
” أيتها العاهرة القذرة .. خاطفة الرجال كوالدتك اللعينة ..”
قاطعتها ليديا بصفعة قوية على وجهها حيث استفزتها كلمات عليا بشدة خاصة عندما اهانت والدتها بهذا الشكل ..
تطلعت عليا اليها بصدمة بينما لم تمنحها ليديا الفرصة وهي تجذبها من ذراعها بقسوة وتقول :
” لا استطيع ان ارد عليك بنفس الفاظك الحقيرة .. كل ما يمكنني قوله انه لا يوجد اقذر ممن يتلفظ بهذه الكلمات التي تشبهه بكل تأكيد ..”
ثم تركتها ورحلت دون انتظار سماع جوابها ..
دلفت ليديا الى غرفتها غاضبة حيث اغلقت الباب خلفها بعنف ..
هوت بجسدها على السرير وقد سمحت لعينيها بذرف الدموع اللاذعة .. عادت كلمات عليا تتردد داخل اذنها .. هي تتقبل اي شيء الا اهانتها او اهانة والدتها .. والدتها لا تستحق ذلك .. لا تستحق ان تهان .. 
لقد تحملت والدتها الكثير بسبب هذه العائلة الحقيرة وماتت دون أن تأخذ حقها منهم ولن تسمح لواحدة مثل عليا ان تهين والدتها بعد كل ما حدث معها ..
مسحت دموعها وقد عزمت امرها .. سوف تعود الى فرنسا .. تعود الى موطنها الاصلي دون ان تخبر احدا هناك .. تعود بهدوء وخفاء مثلما جاءت فهي لا تستطيع العيش مع هذا الكم من الكره والحقد والقذارة ..
…………………………………………………..
دلفت عليا الى مكتب ادهم دون اهتمام لسكرتيرته التي تحاول منعها ..
نهض ادهم من مكانه متطلعا الى عليا التي وقفت في منتصف الغرفة ترمقه بنظرات قاتلة ..
اشار ادهم لسكرتيرته قائلا :
” سيبينا دلوقتي ..”
تحركت السكرتيرة مسرعة خارج الغرفة بينما قال ادهم :
” خير ..؟! ايه سبب تشريفك لينا فالوقت ده .. ؟! هو احنه مش خلصنا خلاص ..؟! “
اجابته عليا بقوة وهي تتقدم نحوه بثقة :
“لا مش خلصنا .. ولا عمرنا هنخلص .. عشان انت ليا وانا  ليك .. لا انت هتكون لغيري ولا انا هبقى ملك غيرك ..”
ضحك بهدوء وهو يتأمل عينيها اللاتي تلمعان بثقة .. ثقة وغرور كانا يعجبانه سابقا اما الان فلم يعدان يجذبان انتباهه ابدا .. احيانا يتسائل كيف أعجبته يوما ..؟! بل كيف وجدها مناسبة له في كل شيء ..؟! 
يبدو انه كان اعمى لا يرى اي شيء ..
رد اخيرا بصوت هادئ لا مبالي :
” مش هرد عليكِ .. واضح انوا الموضوع قلب بجنان معاكِ .. اصل تصرفاتك دي مش تصرفات انسانة طبيعية .. “
رمقته بنظرات كارهة وهي تقترب منه اكثر وتقف امامه مباشرة تهتف به :
” عمري مهسمحلك تكون لغيري .. انت ليا وبس ..”
” بلاش كلام اكبر منك يا عليا .. كلام عمره مهيحصل ..”
سألته بغيظ :
” بتحبها ..؟! “
اجابها بصدق وعينين لامعتين :
” بعشقها ..”
تأمل ملامحها الكارهة بهدوء قبل ان يكمل :
” كل حاجة بينا انتهت يا عليا .. وعلى فكرة ده مش بسبب ليديا .. القرار ده فبالي من زمان .. “
صمت قليلا ثم اكمل وهو ينظر الى ذلك الخاتم الذي يزين ابهامها :
” الخاتم ده ضروري تقلعيه .. مبقاش ليه لزمة ..”
سألته بتهكم لاذع :
” ايه ..؟! هتخليها تلبس خاتم العيلة .. بس متنساش انوا الخاتم ده يليق ببنات الذوات مش ببنت الفرنساوية ..”
رد ادهم بهدوء وابتسامة تزين ثغره :
” لا خاتم عيلة ايه بس ..؟! ليديا تستاهل خاتم يتعمل مخصوص ليها .. خاتم محدش لبسه قبلها .. يتعمل على اسمها ويبقى لولادنا واحفادنا ان شاءالله ..”
يتبع ….
لقراءة الفصل الحادي والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية توأمان وقلب واحد للكاتبة إيمان المهدي

اترك رد

error: Content is protected !!