Uncategorized

رواية حافية علي أشواك من ذهب الفصل السادس عشر 16 بقلم زينب مصطفي

 رواية حافية علي أشواك من ذهب الفصل السادس عشر 16 بقلم زينب مصطفي

رواية حافية علي أشواك من ذهب الفصل السادس عشر 16 بقلم زينب مصطفي

رواية حافية علي أشواك من ذهب الفصل السادس عشر 16 بقلم زينب مصطفي

انتفضت شمس برعب وهي تحاول مقاومتهم بأقصى قدراتها.. ولكن تفاجأت بإحدهن تصفعها بقوه على وجهها..
بينما حاولت بعض الموجودات تخليصها من ايديهم لترفع احدهم الموس عاليا مهدده وهي تثبت بيدها شمس التي تحاول الهروب منها ..
وهي تقول بإجرام..
= الي هتتدخل والا تحاول تحوش
عنها ..هاقطع وشها .. كل مره تخليها في حالها ومتتدخلش في الي ملهاش فيه والا هتحصل السنيوره دي على القبر..
ثم ثبتتها ونزلت الاخرى بغل وقسوه على عنقها بالموس الحاد ..
وسط صرخات شمس التي تعالت برعب في المكان..
ولكن و فجأه انتفضت احدى السجينات وهي ترمي سيجارتها ارضآ وقامت بسحب الموس من يد الاخرى التي كادت تجهز به على عنق شمس وألقته ارضآ بعنف وهي تقول بغضب شديد ..
= جرى ايه يا مره انتي وهي انتوا عاوزين تقتلوها وتلبسونا جنايه ..
ثم تابعت وهي تسحب الاخرى بعنف بعيدآ عن شمس ..
=مشاكلكم ياختي انتي وهي تحلوها بعيد عننا مش نبقى داخلين القسم في جنحه نلقى نفسنا لابسين في جنايه..
فصرخت فيها احدى المعتديات وهي تتجه اليها تهددها بالموس الحاد بغضب..
=انا قلت الي هتتدخل هتحصلها على القبر وانتي كده جيتي لقاضكي..
شهقت السجينه بسخريه وهي تشمر زراعيها وتضحك بصوت رقيع..
= هههي.. لا تصدقي خفت..دا انتوا الي جيتوا لقاضكم وإنتوا شكلكم كده متعرفوش بتتعاملوا مع مين..
ثم تابعت وهي تجذب المعتديه اليها من شعرها وتضربها بجبهتها في رأسها بعنف فأسالت دمائها ..
= دا انا فتحيه العوره الي يتهزلها رجاله بشنبات.. هاتيجي مره ولا تسوى تتنط عليا..
ثم صرخت بغضب في ثلاث سجينات اخريات ..
= ما تقومي يا مره انتي وهي تربولي النسوان دول والا هتفضلوا واقفين تتفرجوا عليا..
ثم جذبت المعتديه الاخرى من شعرها وهي تقول بغضب..
= امسحولي بيهم البلاط عشان يعرفوا مين الكبير هنا..
ليتحول المحبس الى حلبة مصارعه كبيره ركل وضرب وسباب
بينما جرت شمس برعب الى باب المحبس الحديدي وصرخت وهي تبكي برعب..
=إلحقوني ..حد يلحقني.. ابوس اديكم حد يلحقني ويخرجني من هنا..
ليمر بضع دقائق ويفتح باب المحبس .. ويظهر على عتبته امين شرطه صرخ بها بغضب ..
=ايه عامله دوشه وبتصوتي كده ليه..
ثم توقف فجأه هو يتأمل بصدمه المشاجره الدائره في المكان..
=ايه الي بتعملوه ده دا انتوا ليلة ابوكوا سوده..
ثم تراجع وهو ينظر خارج المحبس وهو يصرخ بغضب ..
= امين عبدالله .. هات الامنا الي عندك وتعلالى في حالة شغب هنا..
فإنكمشت شمس بخوف بأحد اركان المحبس وهي ترى اندافع الامناء في اقل من دقيقه الى المكان ..
يحاولون فض الشجار ودفعهم بعيدآ عن بعضهم البعض بعنف ليتوقف الشجار الدائر فجأه..
ووقفت فتحيه العوره وهي تقول بغضب..
=جرى ايه يا أمين ماتخف ايدك شويه .. شغب ايه يا خويا الي بتتكلم عنه.. دي خناقة نسوان..
عمرك ماشفت في حارتكم نسوان بتتخانق..
الامين بغضب..
= لمي تعابينك يا فتحيه وهدي اللعب انتي والي معاكي والا ورحمة ابويا همعلكوا محضر
شغب يوديكم في ستين داهيه..
صمتت فتحيه وتراجعت للخلف مع أتباعها وهي تنظر لغريماتها بتوعد..
ببنما يتابع الامين بصوت قوي..
= المتهمه إلي إسمها شمس رفعت فين..
شمس وهي تبكي بارتجاف ..
= أنا.. أنا شمس. انا شمس رفعت
الامين بصرامه..
= اتفضلي قدامي سيادة وكيل النيابه عاوزك..
شمس بخوف..
=حا.. حاضر ..
مشت شمس برفقة الامين وهي ترتعش وتكاد تموت من شدة الخوف..
ليس خوفآ على نفسها ..فهي تعلم انها ستسجن في كل الاحوال.. لكن خوفها الاكبر ان تسمع اخبار سيئه عن بيجاد.. وان تبتعد عن طفلها الذي لم تراه حتى الان
لتنتبه على توقف الامين امام غرفة وكيل النيابه وتسليمها لشخص اخر والذي قام بالدق على الباب باحترام وهو يقودها للداخل ..
فدخلت الى الغرفه بتردد قدماها لا تكاد ان تحملها من شدة الخوف..
لتشهق بصدمه ودموعها تسيل وتغرق وجنتها وهي تترنح وتهمس بدون تصديق ..
= بيجاد .. انت هنا.. انت حقيقي هنا..انا اسفه.. انا مكنتش..
اندفع بيجاد اليها يحتضنها بلهفه ويسندها قبل ان تقع.. وهو يضغطها بداخل احضانه ويمنعها من مواصلة الحديث وهو يقول بلهفه..
= متخافيش يا حبيبتي انا هنا وعرفت سيادة الوكيل وفهمته على كل حاجه وانك ملكيش دعوه بالحادثه الي حصلتلي ..
شمس بعدم فهم
= ايه…
وكيل النيابه بهدوء
= اتفضلي اقعدي يا مدام شمس هناخد منك كلمتين وبعدها تقدري ترواحي..
نظرت شمس لوكيل النيابه وبيجاد بدهشه ثم قالت بدهشه..
= اراوح …
بيجاد وهو ينظر للمحامي الخاص به بطريقه حاده موحيه..
فإنطلق المحامي وهو يقول بسرعه..
=ولزمته ايه استجواب شمس هانم.. بعد ما بيجاد بيه اكد بنفسه ان الرصاصه خرجت عن طريقه ومن مسدسه وعن طريق الخطأ وهو ماسكه بيتفحصه
وان شمس هانم كانت نايمه لانها لسه كانت خارجه من عملية ولاده وفاقت على صوت الرصاصه وانهارت لما شافت جوزها متصاب قدام عنيها..
ثم تابع بعمليه..
= وحضرتك عارف انها كانت محجوزه في مستشفى السجن لسوء حالتها الصحيه والنفسيه ويادوب لسه واصله الحجز النهارده واظن انها ممكن تكون لسه مرتبكه من كل الي اتعرضتله ومتقدرش تجاوب كويس على أسئلتكم ..
وكيل النيابه بهدوء..
= متقلقش يا استاذ رؤف احنا هنراعي كل ده ..بس لازم ناخد إفادتها عشان نقفل القضيه..
المحامي باحترافيه..
=اتفضل إسئلها وشمس هانم هتأكد كلامنا دا بالاضافه اننا معانا تلات شهود تانيين على صحة اقوال بيجاد بيه.. محمود رئيس حرسه الخاص واتنين من الحراس بتوعه وهما واقفين بره ومستنين دورهم للشهاده..
وكيل النيابه بهدوء وهو يتفحص التي الاوراق امامه..
= اعتقد ان فيه شاهده تانيه اسمها تارا حامد عبد الفتاح ودي قالت ان زوجتك السيده شمس حامد هي الي ضربتك بالنار وده لوجود خلافات شديده مابينكم ..
بيجاد بغضب مكتوم من تارا لكنه تكلم بهدوء..
=انسه تارا مكنتش موجوده ساعة الحادثه ..انسه تارا كانت في العربيه تحت بس هما بلغوني انها جت بعد ما فقدت الوعي بسبب الاصابه وشافت شمس وهي منهاره وبتشيل المسدس من ايدي وده الي خلاها تتهم مراتي انها هي الي ضربتني بالنار..
ليتابع بصرامه..
=بس اظن ان شهادتي وشهادة الي كانوا موجودين معايا وقت الحادثه هي الاصدق
ابتسم وكيل النيابه بتفهم وقد زاد اقتناعه ببرائتها وهو يرى بيجاد يقف بجوار شمس الممتقع وجهها بشده و هي تنظر للشاش الملفوف حول صدره والذي يظهر بدايته من اطراف فتحة قميصه وبيجاد يتمسك بيدها وهو يقول بتطمين ..
=متخافيش يا حبيبتي.. جاوبي على السؤالين دول عشان نقدر نروح بيتنا..
هزت شمس رأسها بطاعه ودموعها تسيل بالرغم عنها ..
بينما بدء وكيل النيابه في استجوابها بهدوء..
وهي تجاوب بتردد وارتباك و بيجاد والمحامي الخاص به يدعموها بشده ..
حتى انتهى وكيل النيابه من استجوابها.. وهو يبتسم..
=احنا كده خلصنا وهنقفل المحضر والقضيه .. تقدري تتفضلي ترواحي يا مدام شمس ..
ابتسم بيجاد بارتياح وهو يضمها لصدره ويقبل اعلى رأسها بحنان..
في حين انهارت شمس في البكاء وهي تتمسك به..
فرفع وجهها اليه وهو يبتسم بتوتر..
= كفايه دموع يا حبيبتي ويلا عشان نراوح بيتنا..
خرجت معه شمس لخارج الغرفه ثم توقفت فجأه وهي تقول بخوف ..
=بيجاد.. ابني.. ابني فين..
سحبها بيجاد من زراعها واتجه بها بسرعه الى احد الحمامات الخاصه بالمبنى وهو يقول بقسوه مفاجأه..
=اخرسي واعملي الي هقولك عليه من غير مناقشه..
ثم دخل بها الى احد الحمامات النظيفه ليقف في احد الممرات الداخليه ويجد محمود يقف بانتظاره برفقة نبيله التي تحمل طفله الملفوف في غطاء انيق ازرق ملكي اللون ..
فاندفعت شمس اليه تحتضنه وهي تبكي بشده وتقول ببكاء شديد وهي تقبله قبل متفرقه على وجهه ويديه وقدميه وتضمه اليها بلهفه ..
=ده ابني مش كده.. اذيك يا حبيبي.. انا ماما ياعمري.. انا ماما ياضي عيني.. سامحني.. سامحني اني سيبتك كل ده ومكنتش جانبك
انهارت نبيله هي الاخرى في البكاء وواحتضنتها وهي تقول بحب..
= اذيك يا شمس.. اذيك يا حبيبتي عامله ايه.. انا حاولت ازورك اكتر من مره في مستشفى السجن بس هما كانو مانعين الزياره عنك..
ثم تابعت وهيا تبكي..
=متخافيش يا حبيتي ابنك كان معايا وحطاه في عنيه لحد ما ترجعيله بالسلامه..
بكت شمس وهي تضم طفلها لاول مره بين زراعيها فقبلته في وجهه ويده وجسده وقدميه وهي تضمه لها بحب وعدم تصديق..
بينما تابعها بيجاد وهو يقاوم مشاعره التي تحركت من جديد نحوها
فتنحنح قبل ان يقول بصوت حاول صبغه بالصرامه..
=محمود اخرج انت استنانا بره ومتخليش اي حد يدخل هنا..
اطاعه محمود وخرج فورآ
ليكمل بيجاد بصرامه اشد..
=هاتي فارس انا هشيله وادخلي انتي مع عمتي اغسلي وشك وغيري هدومك.. هي معاها لبس جديد علشانك..
تمسكت شمس بطفلها بخوف وهي تبكي وتهز رأسها برفض خوفآ من ان يأخذه ويرحل ويحرمها منه كما كان يهددها..
ولكن بيجاد تابع بتوتر وهو يمنع نفسه بصعوبه من ان يأخذها بين زراعيه ويطمئنها ..
=بطلي عايط واسمعيني كويس انا لو عاوز احرمك من ابنك زي ما انتي بتفكري كنت هاجيبه معايا هنا ليه.. ماكنت سيبته في القصر وجيت لواحدي او حتى كنت سيبتك تتسجني ومجيتش بنفسي عشان اخرجك..
شمس بارتباك وهي تحتضن طفلها بحب وخوف..
= بجد..بجد يا بيجاد يعني ..يعني انت صحيح مش هتاخده وتبعده عني..
بيجاد بتوتر وهو يضغط يديه الى جانبه بالقوه حتى يمنعهم من التحرك نحوها..
= اسمعي الكلام و اعملي الي هاقولك عليه ..ووعد مني اني
مش هبعدك عنه..
شمس وهي تحتضن طفلها بلهفه..
= حاضر ..هعمل كل الي تقولي عليه.. بس والنبي متبعدنيش عنه..
مسح بيجاد دموعها وهو يقول بحب رغمآ عنه..
=يبقى تدخلي تلبسي وتظبطي نفسك وانا هستناكي مع ابننا هنا..
ثم تابع بفروغ صبر بعد ان شاهد ترددها..
=يلا اسمعي الكلام الصحافيين ماليين المكان.. ومينفعش اقدمك ليهم بالشكل المبهدل ده..
شمس بتوتر..
= صحفيين.. صحفين ايه ..
بيجاد بفروغ صبر وهو يتناول طفله منها ويزيل اصابعها المتشبثه به ..
= ادخلي البسي انتي وانا هافهمك على كل حاجه
ثم تابع بضيق…
=يلا يا عمتي ساعديها خلينا نخلص قبل مايخدوا بالهم ويدخلوا يدورو علينا..
سحبتها نبيله من زراعها وادخلتها بداخل الحمام وهي تقول بحنان..
=تعالي يا حبيبتي انا هساعدك عشان تجهزي..
في حين تابع بيجاد بجديه..
= حاولي تداري اي كدمات ظاهره في وشها او جسمها..
نبيله بحنان..
= حاضر يا حبيبي متقلقش..
بيجاد بصوت حاول صبغه بالصرامه وهو يحدثها من الخارج ..
=اسمعي يا شمس عشان تبقي فاهمه الي بيحصل بره..
ليشتد صوته بغضب شديد ..
= في كلب سرب معلومات غلط للصحافه ان فارس مش.. مش ابني واننا مكناش متجوزين وانك كنتي بتبتزيني وعاوزه تنسبيه ليا بالكدب و كنتي عاوزه فلوس ولما رفضت حصل خلاف ما بينا و ضربتيني بالنار..
شهقت شمس بصدمه ورعب و الدنيا تدور بها وهي تتخيل حجم الفضيحه التي طالتها هي وابنها فحاولت التماسك ولكنها فشلت
فصرخت نبيله بخوف وهي تسندها بصعوبه..
= إلحقني يا بيجاد.. شمس هيغمى عليها..
دخل بيجاد بسرعه وسندها بلهفه بينما تناولت نبيله بخوف طفله منه وهو يحتضن شمس ويتفحص وجهها الشاحب بخوف..
فأسرع بفتح صنبور المياه وملئ كفه بالماء ثم مسحه على وجهها وهو يقول بتوتر…
= شمس.. فوقي يا حبيبتي.. فوقي ومتخافيش انا مستحيل اخلي حد يجيب سيرتك او سيرة ابننا بأي حاجه غلط..
ليمرر يده بالماء بتوتر وخوف عدة مرات على وجهها حتى استجابت له وفتحت عينيها بضعف..
فإحتضنها وهو يغلق عينيه بارتياح وضمها اليه بشده وهو يتجاهل ألام صدره المصاب..
ثم ابعدها عنه قليلا وهو يحتضن وجهها ويقول بصوت واثق ..
= اعملي كل الي هقولك عليه
وكل الكلام القذر الي إتقال عننا هينتهي ..اتفاقنا..
هزت شمس رأسها بموافقه و
دموعها تسيل رغمآ عنها..
فمد يده ومسحها بحنان وهو يتأمل وجهها بعشق لا يستطيع السيطره عليه فاقترب ببطئ من شفتيها دون ان يشعر الا انه توقف فجأه وهو يقول بارتباك..
= انا هدخلك عمتي تساعدك وهستناكي بره..
ثم خرج مسرعآ وكأن شياطين الجان تطارده .. قبل ان يتهور ويقدم على فعل ما سيندم عليه
بعد قليل..
خرجت شمس من الحمام برفقة نبيله بعد ان ساعدتها على ارتداء فستان خريفي ابيض انيق متوسط الطول ومحتشم ذو اكمام طويله
ارتدت معه حزاء ابيض نصف شفاف انيق عالي الكعبين وساعه رقيقه من الذهب الابيض بجانب سوار بلاتيني رقيق وسلسال بلاتيني رفيع ينتهي بدلايه على شكل قلب ماسي..
بينما تركت شعرها منسدلا بحريه واناقه من خلفها ووضعت زينة وجه متقنه رقيقه وغير مبالغ بها دارت بها الكدمات المنتشره على وجهها..
فأصبحت أيه من الجمال والرقه والنعومه..
تأملها بيجاد دون ان يتحدث فمرت عينيه عليها تلتهم كل تفاصيلها بلهفه وعشق ..
يقاوم نفسه وقلبه الغارق في عشقها والالم والغيره تنتشر
بداخله كطوفان من النار تلتهمه ببطئ وقسوه فأغلق عينيه بتعب وهو يحاول التحرر من سحرها القاتل ..
فقال بصوت غاضب وهو يعطيها خاتم ودبله ماسيه رائعي الجمال..
= خدي البسي دول.. وحاولي تسيطري على اعصابك ..
ومتعيطيش.. كل الي عاوزه منك انك تقفي ساكته وانتي راسمه ابتسامه جميله على شفايفك وسيبيني وانا هتصرف معاهم..
هزت شمس رأسها بموافقه في حين تابع بيجاد بجديه..
= هاتي فارس انا إلي هشيله..
شمس بلهفه وهي تشعر بالخوف عليه وهي تتأمل زراعه الذي يستعمله بصعوبه ..
=بلاش.. بلاش علشان كتفك المتصاب كده ممكن يوجعك والا الاصابه تزيد فيه.. خليني انا اشيله
نظر لها بيجاد وهو يقول بألم..
= الي يسمعك كده يقول انك خايفه فعلا عليا.. هاتي الولد يا شمس وكفايه تمثيل ..ومتخافيش انا واخد في المستشفى قبل مااجي حقنه مسكنه..
ثم تناول طفله منها فقبله على جبينه بحنان وضمه اليه بحمايه
ثم لف يده بتملك حول خصرها ومشى معها الى الخارج تتبعه عمته ومحمود والمحامي الخاص به..
ليتوقف بها على درجات المبنى بعد ان ارتفعت فلاشات المئات من كاميرات التصوير تتبعها عشرات من أسئلة الصحفيين الذين إلتفوا من حولهم..
فإرتبكت شمس وكادت تفر منهم ولكن يد بيجاد الصلبه والقاسيه ثبتتها بقوه إلى جانبه ..
وهو يقول بصوت شديد الصرامه..
= ياريت نتعامل بهدوء اكتر من كده عشان اصواتكم ممكن تزعج ابني وساعتها هاضطر أسيبكم وأمشي..
هدئت اصواتهم فجأه.. فقال بيجاد بصرامه وجديه شديده..
=طبعآ انا قريت الاخبار القذره الي اتكتبت عني وعن مراتي وابني فارس بيجاد الكيلاني.. والي انا بنفيها جملة وتفصيلآ..
ثم ضمها الى جانبه بتملك ورفع يدها التي ترتدي فيها خاتم زواجهم وقبلها وهو يقول بصرامه وجديه شديده..
= انا متجوز من شمس هانم رفعت من اكتر من سنه ونص على سنة الله ورسوله وعملنا حفله صغيره لينا ولاهلنا وبس وده كان بناء على طلبها هي لانها بتتوتر من الاضواء ومش متعوده على الحفلات الكبيره ..
ثم تابع وهو يقبل رأس طفله النائم بحنان..
= وخلفنا ابننا فارس الي صادف وجاتلها الام الولاده فيه وهي في زياره لصاحبتها في مدينة دمياط وطبعآ اضطرينا نولدها في اقرب مستشفى موجوده بعد ما استدعيت ليها اكبر دكاتره التوليد والتخدير في مصر..
ثم تابع بصرامه
= أما بالنسبه للحادثه.. فمراتي ملهاش دخل مطلقآ بإلي حصل.. دا كان اهمال بشع مني انا..
ثم تابع وهو يبتسم بحنان ويمسح باصابعه دموع شمس التي سالت بندم رغمآ عنها.. وهو يقول بحنان..
= خلاص بقى يا حبيبي كفايه عياط ..انا كويس قدامك أهوه
ثم قبلها من جبينها برقه
فإرتفعت فلاشات المصورين تلتقط بانبهار لحظاتهم الرومانسيه..
في حين تابع بيجاد بهدوء..
=خرجت مسدسي عشان ابعده بعيد لاني خفت اشيل ابني وهو في جيبي فطلعته ومخدتش بالي انه على وضع الاستعداد صبعي جه على الزناد بالغلط فطلعت رصاصه وصابتني في صدري بالغلط..
ثم ضم شمس وطفله بحمايه اليه وهو يقول بجديه..
=والحمد لله انها صابتني انا ومصابتش ابني او مراتي
إلي انهارت لما شافتني مصاب قدمها وغرقان في دمي ..وتم اتهامها بالغلط انها هي الي صابتني..
ثم تابع وهو يقبل يدها بحنان..
= بس الحمد لله خلاص الموضوع خلص على خير والنيابه افرجت عنها لما عرفت حقيقة الي حصل
ثم تابع بصوت صارم اخافهم..
= اظن كده انا شرحت ليكم حقيقة كل الي حصل وبطلب منكم زي ما نشرتوا الاكاذيب والكلام الفارغ عني وعن مراتي وابني تنشروا نص تصريحاتي مع اعتذار كامل من الصحف الي بتمثلوها.. والا هقوم برفع دعوى قضائيه على اي صحيفه او برنامج نشر او اتكلم
في الكلام القذر ده…
ثم تابع يصرامه وتهديد وهو ينزل الدرج برفقة شمس وابنه..
=قدامكم مهله اربعه وعشرين ساعه تنزلوا نص تصريحاتي مع اعتذار كبير قبل ما ابدء في اتخاذ اجرائاتي القانونيه..
ليرتفع فجأه صوت نسائي يقول من بين الحشود..
= بيجاد بيه مش شايف ان كده كله كلام مرسل يعني المفروض تظهر قسيمة جوازكم وصور فرحكم وشهادة ميلاد ابنك قبل ماتهددنا باللجوء للقضاء..
لترتفع الهمهمات مره ثانيه بين جموع الصحفيين
ومحمود يميل على إذنه يهمس بكلمات غير مسموعه ..
فأجاب بصوت متهكم متوعد..
=انتي صحفيه في جريدة اجراس الحقيقه مش كده .. ياريت تبلغي سلامي لسامي فايد وقليله اني هاقبله قريب.. قريب اوي..
ثم تابع بصوت حاد..
= بس ده ميمنعش انك عندك حق وبكره الصبح صور الاوراق الي قلتي عليها هتكون موجوده في المكتب الاعلامي بتاعي للي عاوز يطلع عليها..
ثم لف يده حول خصر شمس بحمايه يدعمها بقوه والتي تكاد قدماها تنهار من اسفلها من شدة الخوف والتوتر..
حتى وصل بها الى باب السياره ففتحها وادخلها بعنايه بداخلها ثم وضع طفلهم النائم على قدمها فأحتضنته بلهفه الى صدرها وهو يساعد عمته للركوب بجوارها ثم استدار وركب إلى جوارهم وسط سطوع فلاشات الكاميرات التي انهالت عليهم..
بعد مرور ساعه..
جلست شمس بتوتر في غرفة نوم بيجاد في قصره بالقاهره.. وهي تضم طفلها بحمايه الى صدرها بينما جلس بيجاد امامها وهو يجري مكالمه هاتفيه انتهى منها
فنظر اليها بهدوء وهو يقول..
= خلينا نحط النقط على الحروف ونتفق على كل حاجه و…
قاطعته شمس بلهفه..
معلش.. انا اسفه اني بقاطع كلاكم.. بس ..انا قلقانه على فارس.. ده بقاله اكتر من ساعتين نايم
بيجاد بهدوء
=مفيش حاجه تقلق الدكتور مديله اعشاب مهدئه عشان تخليه ينام ويتحمل كل الدوشه الي حصلت النهارده
ضمت شمس طفلها اليها بحمايه وهي تقول باستنكار..
=اعشاب مهدئه ايه الي طفل لسه مولود ياخدها..
اغلق بيجاد عينيه وهو يقول بنفاذ صبر..
= الي مديهاله اكبر دكتور اطفال في مصر واظن انا مش هعطي ابني حاجه تضره
شمس بتبرم..
بس أ..
بيجاد بنفاذ صبر..
= مفيش بس واسمعيني كويس وخليني نتفق على كل الي حاجه عشان مصلحة ابننا..
صمتت شمس بتوتر وهي تستمع اليه يضيف بصرامه..
= اولا انتي هنا علشان ابني وبس كمرضعه او داده او اي مسمى تاني مش هتفرق..
خارج الاوضه دي هتتعملي باحترام كزوجه وام لابني ..قدام الناس وقدام الي شغالين هنا هنمثل اننا كأي زوجين طبيعيين وده لحد ما الكلام القذر الي قالوه عن ابني يموت وينتهي.. هو ملوش ذنب اني أسئت اختيار امه..
اغمضت شمس عينيها بألم وهو بتابع بقسوه..
= انما داخل الاوضه دي طيفك او خيالك مش عاوز ألمحه لاني بقرف منه ومنك.. مش عاوز اشوفك او حتى اسمع صوتك انتي بالنسبالي ماضي قذر نفسي امحيه..
ثم نهض وهو يقول بغضب..
= انا حاسس بخنقه لمجرد ان انا قاعد معاكي في مكان واحد.. بس انا هتحمل علشان ابني وسمعته لان اي انفصال هيحصل ما بينا دلوقتي هيتفهم غلط وهيزود الاشاعات.. وبمجرد ما الدنيا تهدى الانفصال بينا هيبقى رسمي..
سالت دموع شمس بصمت وهو يتابع بقسوه وغضب ..
= انتي بالنسبالي موتي وانتهيتي من اول ما اكتشفت قذارتك وخيانتك ليا.. وهنا نيجي للممنوع عليكي طول ما انتي عايشه هنا..
ممنوع تتدخلي في اي حاجه تخص القصر او الشغالين فيه انتي هنا اقل من الخدامين الي شغالين عندي على الاقل هما بياخدو اجر قصاد شغل بيئدوه بشرف .. ممنوع تتدخلي في اي حاجه تخص فارس انتي هنا مجرد مرضعه او داده مش اكتر..وممنوع تخرجي بره اسوار القصر ..ولو خرجتي مش هترجعي تاني وانسي انك تشوفي ابنك او حتى تتصلي بيه..
ليتابع بقسوه شديده وهو يحاول الانتقام لكرامته المهدوره وعجزه عن ازهاق روحها..
= اما انا فحياتي بالنسبالك خط احمر ..احب اخطب اتجوز
اسهر دي حاجه متخصكيش..
وممنوع تخرجي بره اسوار القصر ..
ليشتد صوته ويصبح اشد قسوه وصرامه وسوداويه ..
=ولو اكتشفت خيانتك او انك بتمارسي قذارتك مره تانيه فأنا مش هكتفي المره دي بإني ابعدك المره دي هدفنك في اقرب مقلب زباله ومش هيبقى ليكي عندي ديه ..
شهقت شمس بالرغم عنها وانهارت في موجه قويه من البكاء
فانتفض واقفآ بغضب..
= انا خارج وياريت تبطلي دموع وتمثيل لان خلاص مبقتش اصدق فيهم.. ثم تركها وذهب..
بعد قليل ..
جلست شمس برفقة نبيله التي مررت يدها بحنان في شعرها..
= انا مصدقاكي يا شمس وعارفه أد ايه انتي بتحبي بيجاد وانك مستحيل تخونيه.. واكيد فيه سوء تفاهم في الموضوع..
ثم تابعت وهي تربت على يدها برقه ومحايله ..
= بس صارحيني وقوليلي يا حبيبتي مين ده الي بيجاد شافك معاه.. ومتخافيش انا مستحيل اقوله الا لو انتي كنتي عاوزه كده.
نظرت لها شمس بانعدام حيله ثم احتضنتها وهي تبكي بانهيار
فضمتها نبيله اليها وهي تقول بحزن..
= طيب بلاش تقوليلي انا .حاولي تشرحيله هو سوء التفاهم الي حصل ومتخافيش بيجاد بيحبك وهيصدقك.
انهارت شمس في البكاء وهي تحتضن نبيله بشده وهمست بألم..
= انا مقدرش اقولك اسم الي بيجاد شافني معاه بس وحياة فارس عندي انا عمري ما اخنته ولا كان في حد في حياتي غيره..
نبيله بابتسامه حزينه..
=خلاص ياشمس كفايه عايط انتي لسه قايمه من الولاده وكده خطر عليكي.. واطمني يا حبيبتي بيجاد بيحبك واكيد لما غشاوة الغيره تروح من على عنيه هيعرف انتي بتحبيه قد ايه..
حاولت شمس مسح دموعها وهي تقول بألم
=انا عارفع ان بيجاد مبقاش بيحبني.. بيجاد بقى بيكرهني وانا نفسي بقيت بكره نفسي و فارس هو الحاجه الوحيده الي مصبراني على كل الي بيحصلي.. وعشان كده انا قررت اعيش له وبس ..
احتضنتها نبيله بحنان الام ومررت يدها تمسح دموعها وهي تبكي وتقول برقه..
= ربنا يخليهولك يا حبيبتي ويهدي سرك ويهديلك جوزك..
ثم تابعت وهي تبتسم برقه وتسحبها لتقف..
= بقولك كفايه دموع ونكد و قومي اقعدي مع ابنك واشبعي
منه وانا هاروح أشوف السفرجي جهز العشا والا لسه عشان بيجاد زمانه على وصول ..
ابتسمت شمس وهي تمسح دموعها.. وربتت نبيله على كتفها وهي تبتسم بحنان..
= سيبيها لله وكل حاجه هتتصلح وبكره تشوفي..
ثم قبلتها من وجنتها بحنان وغادرت
في حين توجهت شمس التي ترتدي فستان منزلي واسع وطويل عليها بعض الشئ الى فراش ابنها الموضوع في غرفة بيجاد .. نظرا لعدم تخصيص غرفه له بعد…
فإبتسمت وهي تحمله بحنان وقبلته وجلست به وهي تتأمل ملامحه بحب..
= شكلك كده هتبقى قمر زي بابا وتدوب قلوب البنات حواليك..
ثم قبلته من وجنته الناعمه وهي تهمس له بوجع..
= بس اوعى تكون قاسي زيه مع الي بيحبوك..
فإرتفع بكاء طفلها فجأه فضمته الى قلبها وهي تقف وتقول بلهفه..
= ايه يا حبيبي انت زعلت والا ايه ..انا اسفه متزعلش مني انا كنت بهزر معاك…
ليرتفع صوت بيجاد فجأه بتهكم ..
=حاولي تعيدي اعتذارك تاني يمكن
يبطل عياط.. والا اقولك انزلي إشتريله هديه يكون احسن واشيك
شمس بارتباك ..
=اصله عيط مره واحده ومش عارفه ماله..
تناوله بيجاد منها وقبله وهو يحاول تهدئته ويقول بجديه..
=بيعيط علشان جعان .. اخر مره رضع امتى..
شمس بتوتر..
=من تلات ساعات اديته رضعه من الي الدكتور وصفهاله
عقد بيجاد حاجبيه بغضب..
=ليه هو لسه بيرضع صناعي إومال انتي لازمتك ايه هنا..
اختنقت شمس بالبكاء وهي تخشى ان يبعدها عن طفلها ان علم انها فشلت في ارضاعه طبيعيآ منها..
=انا.. انا….
بيجاد بفروغ صبر..
=انتي ايه اتكلمي علطول..
شمس بارتباك وخوف من ردة فعله
=انا حاولت ارضعه بس معرفتش..
اقترب منها بيجاد وهو يقول بغضب..
=معرفتيش والا مش عاوزه عشان ميأثرش على شكلك وجمالك…
هزت شمس رأسها برفض وبدئت دموعها تسيل رغمآ عنها..
= والله ابدا انا حاولت كتير ارضعه بس معرفتش والمربيه قالت انه مرضاش يرضع مني عشان اللبن لسه قليل..
تنهد بيجاد وهو يشعر بتجدد ضعفه نحوها فاقترب منها وهو مايزال يحمل طفله ومسح دموعها بحنان وتنحنح وهو يحاول ان يدعي عدم التأثر بدموعها..
= تعالي حاولي مره تاتيه.. وانا هبقى جنبك..
ثم جذبها من زراعها و أجلسها فوق الفراش ثم خفض اضائة الغرفه ليجعلها هادئه وهو يضع طفلها فوق زراعيها ويقول بجديه..
= حاولي بهدوء هو ممكن يكون اتعود على الببرونه وشويه.. شويه هيتعود عليكي..
هزت شمس رأسها وهي تسحب جزء من غطاء طفلها وغطت به صدرها وبدئت في محاولة ارضاع طفلها ..
اوجعته حركتها العفويه بمحاولة تخبئة نفسها منه .. فإشتعل الالم في قلبه وهو يدرك انها اصبحت تعامله كغريب عنها.. فأغمض عينيه بألم وتوتر.. ولكنه انتبه على صوتها وهي تقول ببكاء..
=برضه مش راضي يرضع وبيعيط..
تنهد بيجاد وهو يطرح ألمه جانبآ ثم استدار وصعد الى الفراش وجلس خلفها وضم جسدها وجسد طفله اليه وسحب الغطاء الذي تداري نفسها به ورماه ارضآ وهو يقول بجديه..
= اظن انتي مش هاتداري عني حاجه انا مشفتهاش قبل كده..
فإشتعل وجه شمس بخجل وهو يلقم صدرها لفم طفله بهدوء..
ويهمس برقه في إذنها بعد ان شعر بتيبس جسدها بين زراعيه..
= استرخي مفيش حاجه تكسف في الي بتعمليه..
ثم زاد من ضمها اليه ويده تمر صعودآ وهبوطآ برقه عليها ..حتى استرخت بين زراعيه ومالت برأسها باسترخاء على كتفه المصاب .. ولدهشتها بدء طفلها في الرضاعه منها بجوع .. فاغلق عينيه وهو يستنشق رائحتها بنهم يختزنها بداخله لتصبح كالعسل المر يشتهيه ويرفضه..
بينما اغلقت شمس عينيها وهي تشعر بالاسترخاء والامان الذين افتقدتهم منذ شهور فسالت
دموعها بألم..
فتنهد بيجاد وهو يمرر يده بحنان على زراعها وشعرها ..
ثم ابتعد عنها فجأه فشعرت بالحرمان فورآ وهو يقول بصوت مبحوح من أثر المشاعر التي تعتريه..
= فارس خلاص شبع ونام وديه للمربيه بتاعته وقومي البسي واجهزي عشان في ناس جايين النهارده على العشا ..
ثم تركها وذهب سريعا دون ان يضيف شئ..
بعد قليل..
ارتدت شمس فستان رقيق اسود اللون وحذاء اسود انيق عالي الكعبين وتركت شعرها منسدل خلف ظهرها واكتفت بلبس خاتم زواجها الماسي في يدها ..
ثم نزلت للاسفل بعد ان اطمئنت على طفلها برفقة مربيته..
فتوجهت الى غرفة الاستقبال وهي تشعر بالتوتر يستولي عليها الا انها توقفت بصدمه وهي تجد اضائة الغرفه خفيفه وهادئه وبيجاد يجلس على الاريكه الكبيره التي تتوسط الغرفه..وبجانبه تارا التي تستند برأسها على كتفه وتبتسم برقه وهي تهمس امام شفتيه باغراء ..
فتسمرت قدماها في الارض ولم تستطع ان تتحرك .. وغامت عيناها بالدموع وهي تشاهده يميل عليها وهو يكاد ان يقبلها الا انه توقف فجأه بعد ان رفع عينيه تجاهها..
ليقول بصوت بارد وهو يمرر يده على زراع تارا برقه..
= واقفه عندك كده ليه.. روحي اتأكدي انهم جهزوا العشا عشان بيلا تعبانه ومش هتقدر تتعشى معانا..
ثم تجاهلها وهو يبتسم برقه لتارا ويلف خصله من شعرها على اصابعه وهو يتحدث معها برقه..
و لكنه ابتعد فورا عن تارا وتخلص من زراعيها بملل وعينيه تتابع شمس التي انسحبت بشحوب من الغرفه
وهو ينوي ان يسقيها من نفس الكأس الذي تجرعه.. ولكن وللغرابه شعر بضيق شديد وكراهيه لما فعله بها
بينما دخلت شمس الى المطبخ وهي تقاوم شعورها بالدوار الذي يلف رأسها ولكنها قاومته وهي تتحدث بضعف الى احدى الخادمات التي كانت في طريقها لاعداد غرفة الطعام..
فهمست لها والدوار يشتد برأسها..
= جهزوا العشا لبيجاد بيه والضيفه بتاعته.. هما هيتعشوا دلوقتي..
ثم حاولت ان تتماسك ومشهد بيجاد الحميم برفقة تارا يلف ويدور في رأسها يكاد ان يصيبها بالجنون وهي تحاول السيطره على دموعها التي سالت دون توقف..
لتشتعل ثورتها فجأه وهي تتذكر كل ما مر بها من ظلم والم في سنوات عمرها القليله ..
فإندفعت مره اخرى الى الغرفه المتواجد بها بيجاد وتارا ..
فلم تجدهم فأسرعت الى غرفة الطعام فوجدت بيجاد امام مائدة الطعام يسحب المقعد لتارا وهو يبحث بعينيه عن شمس .. حتى وجدها وهي تقف بجمود بباب الغرفه..
فقال بندم وهو يلاحظ شحوب وجهها واحمرار عينيها من اثر البكاء..
= تعالي يا شمس عشان تاكلي معانا..
فنظرت اليه بغيظ وانحنت وهي تخلع حذائها ثم قذفته فجأه تجاههم بأقصى قوتها فأصاب تارا في زراعها التي صرخت بألم ..
بينما بيجاد يصرخ بدهشه بدهشه شديده
=شمس انتي اتجننتي.. انتي بتعملي ايه..
اندفعت شمس للغرفه وتناولت اطباق الطعام وقذفتها فيه وهي
تصرخ بغضب..
=جن لما ينططك يا بجح انت والتعبانه الي معاك..
ثم قذفته بحبات الفاكهه التي تفاداها بسهوله وهو يضحك رغما عنه بعد ان رأها تصعد فوق المائده وتندفع نحوه وهي تقذفه باطباق الطعام التي لوثت ثيابه وثياب تارا فمال ناحيتها وسحبها ناحيته وهي تقاومه بعنف وهي تحاول جذب تارا من شعرها..
فقال بصوت ضاحك رغمآ عنه
=شمس خلاص اهدي.. وكفايه كده..
ولكنها لم تكتفي وهي تشعر بغضب وغيره عمياء تسيطر عليها فمالت على كف يده وقضمته بعنف
فإنتزع يده من بين اسنانها وهو يلعن ثم لف زراعيه من حولها يمنعها من مواصلة اعتدائها على تارا
فقال لتارا المرتعبه بشده..
= معلش يا تارا رواحي انتي دلوقتي السواق بره هيوصلك وبكره نبقى نتغدى مع بعض
سحبت تارا حقيبتها واسرعت بالخروج وهي تقول بخوف..
= مش ممكن تكون دي واحده طبيعيه ..دي متوحشه.. ثم اغلقت الباب من خلفها..
وشمس تصرخ بها بغضب خارج عن سيطرتها..
= المتوحشين هما الي بيسرقوا ولاد الناس وبيحاولوا يقتلوهم ويسرقوا فلوسهم وبيسجنوهم ويعملوا بهوات وهوانم بالفلوس الي سرقوها وهما ولاد كلب حراميه..
ابتعد بيجاد عنها فجأه.. فتوقفت عن الكلام ووجهها يشحب بشده
وهو يقول بهدوء مخيف..
= تقصدي ايه بالكلام الي انتي قولتيه دلوقتي..
فتراجعت للخلف وهي تقول بارتباك وشحوب..
=مقصدش.. قصدي.. انا اقصد يعني..
صمت بيجاد قليلا ثم اشار لها بتوعد..
=انا عارف انك متقصديش.. اطلعي شوفي فارس زمانه صحي..
هزت شمس رأسها ورفعت ثوبها وجرت من أمامه واسرعت بالصعود للاعلى وعينيه تتابعها..
ثم اخرج هاتفه وقال بصرامه..
= ايوه يا محمود انا عاوذ تقرير شامل عن حامد عبدالسلام وقسمة الدمنهوري من اول ماتولدوا لحد اللحظه الي احنا فيها..
ثم اغلق الهاتف دون ان ينتظر رد وهو يفكر بعمق وكلمات شمس تترد بقوه داخل عقله
يتبع…
لقراءة الفصل السابع عشر : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!