Uncategorized

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم فرح طارق

 رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم فرح طارق

توقفت قدماه من عن التحرك للأمام..يشعر بالخشية مما هو قادم على فعله ! تلك المواجهة التي لم يكُن يرغب بالعودة لـ مصر حتى لا تحدث، كان ولازال يخشاها.
رفع يديه حتى يرن جرس المنزل بيد مرتجفة، يود أن يستدير ويعود ويضم إبنه لاحضانه ولكن كان ولابد أن يأتي الآن !
تجمد جسده وهو يستمع لصوت مألوف بالنسبةٍ لهُ، توقف وهو يستمع لآخر شيء كان يتوقعه بحياته !
بينما في الداخل توقفت والدة فهد أمام تلك الواقفة أمامها (طليقة فهد) واردفت 
– قولتلك مش هيتجوزها، ف اهدي بقى كدة وسبيني أفكر هبعدها عن طريقه ازاي !
– زي ما بعدتيني عن طريقه !
جلست والدة فهد على المقعد واردفت بسخرية
– والله انا قولتلك تعملي ايه وانتِ الغبية ! لو كنت هبعدك عن طريقه مكنتش غصبته يتجوزك زمان.
لوت الأخرى فمها بإستنكار من حديثها الساخر
– بقولك ايه..كل حاجة عملتها كانت بأمر منك، ومتنكريش إنك جوزتيني فهد عشان يخلف وتعوضي الكارثة اللي عملتيها زمان لما لقتيه طول الوقت حزين على سيف وبيدور عليه ! 
نهضت الأخرى من مكانها وهتفت بحدة
– اخرسي ! اياكِ اسمعك بتجيبي سيرة اللي حصل زمان، وإلا أقسم بغلاوة ابني لاعرفه اللي بتفكري تعمليه ف حور.
– عرفيه يا حماتي المُصونة وصدقيني هقوله كل حاجة، من طق طق لسلامو عليكم.
– انتِ بتهدديني ؟
كادت أن تتحدث الأخرى ولكنها توقفت، وهي ترى ذاك الواقف أمامهم بنظرته الحادة والمترقبة في مراقبة وسماع حديثهم..ف كان فهد قد دلف بالمفتاح الذي يملكه حتى يقدر على سماع حديثهم عن ظهر قلب..
نظرت والدته وجسدها يرتجف من نظرات ابنها لهم، تلك النظرة الحادة بأعينه السوداء..ف كانت كفيلة بـ بث الرعب داخل قلوبهم.
نظر فهد لوالدته وهو غير مصدق ما استمع لهُ للتو ! 
بينما استغلت الأخرى النظرات بين الأم وابنها وحاولت الهرب من المواجهة، لتجد قبضة فهد على ذراعها تعيدها مكانها مرة أخرى، لينظر لها بسخرية..ثم أردف
– رايحة على فين ؟ هو فيه غلط من غير عقاب ! 
– فهد أنا..
قالتها طول بتلعثم، ليصرخ بها بعد : انتِ ايه ؟ 
بس عارفة الغلط مش عليكِ، الغلط ع اللي كنت مستأمنها على كل حاجة، على اللي المفروض أنها أمي ! 
ترك ذراعها وهو يرفع سبابته أمام وجهها، مشيرًا إليها في تحذير
– قسمًا بالله لو اللي سمعته اتنفذ، أو عملتي اي حاجة.. لأكون دافنك..مفهوم ؟ 
حركت رأسها وهي لا تصدق أن فهد تركها لترحل ولم يفعل بها شيء..غادرت من أمامه مهرولة وهي تحتضن حقيبتها، بينما توقف فهد يطالع أثرها..وغير قادر على الاستدارة للحديث مع والدته ! 
ابتسم فهد ساخرًا وهو يستدير لينظر لها
– كنت جاي أكلمك وأنا عمال أدعي أقول يا رب اللي عرفته يكون غلط ! مش معقول أمي واللي بتربي ابني طول الوقت ف غيبتي تعمل كدة .! مكنتش عارف أصدق رغم كل اللي حواليا بيأكد إنك مشيتِ سيف وهو طفل ومرضتيش تعرفي أهله طريقه ! مش قادر استوعب انك انتِ تعملي كدة.
ابتعد عنها خطوات للخلف، واردف بنبرة هادئة تعكس كل شيء يدور داخله، من خذلان..حزن.. إحباط..صدمة.. يشعر بإنكسار جميع مشاعره ! 
– أنا همشي، للأسف مش هقدر أعمل أي حاجة، لأنك ف الأول والآخر أمي..بس هسيبك للوقت وانتِ عايشة بين أربع حيطان لوحدك، هو كفيل يعلمك كل شيء.
تركها واقفة مكانها ورحل، لم يأبى لندائها لهُ، تركها خلفه ورحل قبل أن ترى ضعفه..وتلك الدمعة التي ملئت عينيه لأول مرة بحياته ! 
في مكان آخر..
دلف كلًا من..ليان وحور و والدتهم، لشقتهم بـ القاهرة.
توقفت ليان وهي تضع حقيبتها على الأرض واردفت وهي تستدير نحوهم وتضم شقيقتها وأمها، قائلة بـ دموع
– احنا متجمعين مع بعض صح ؟ خلاص محمد وكريم مبقوش موجودين ؟ أنا وانتِ وحور..بقينا سوى ف بيت واحد، وبنضحك مع بعض ؟ 
ابتسمت وفاء بتعب من أثر السفر وحملها الذي أصبح على بواشر الشهر الثامن منه، وهي تحتضن وجه ليان قائلة بدموع
– آه يا حبيبتي..
انضمت حور إليهم و وضعت يد على معدة والدتها البارزة وأخرى على معدة ليان.. قائلة بإبتسامة
– هنبقى احنا واتنين زيادة معانا.
– و جوز ليان يا حور.
نظرت الفتاتان لوالدتهم، التي أكملت بجدية
– ليان وطفلها وجوزها مع بعض، واحنا معاهم..مش هنكر إن منظر ليان ف الاوضة خلاني محستش بحاجة حواليا، بس بجانب ده ليان غلطانة.. وسيف مش السبب ف موت ابنه ! 
ابتسمت حور لها وهي تبث الطمأنينة لها
– عارفة يا ماما، متقلقيش..وليان عارفة ده، كل الموضوع إن الاتنين محتاجين يبعدوا فترة، كل واحد فيهم يقعد مع نفسه، يشوف هو عايز ايه وهيعمل ايه..يرتب كل حاجة جواه.
– ربنا يصلح حالهم يا رب.
حملت حور حقيبة والدتها واردفت وهي تمسك ذراعها
– يلا بقى عشان ترتاحوا انتوا الاتنين، وأنا هروح الشركة..و وأنا راجعة هطلب لينا أكل.
اجابت وفاء على حديث حور
– طب يا بنتي ارتاحي النهاردة وبكرة روحي ! 
التمعت عيني حور، قائلة بشغف وسعادة
– لأ..متحمسة إني أنزل، أشتغل، اعوض لو جزء بسيط من اللي خسرته، متحمسة أوي صدقيني.
– طيب يا بنتي، ربنا يوفقك ويصلح حالك يا رب.
ذهبت كلاهما لغرفتها، ورحلت حور بعدما أخذت شاورًا وبدلت ملابسها لأخرى تتكون من..(بنطال قماش من اللون الأبيض، واسع ومريح..وتيشيرت أبيض يعتليه بليزر من اللون الأبيض.)
وصلت للشركة، وهي تشعر بتوتر في بداية الأمر، لم تأتي لهنا منذ عام مر ! قبلها كانت تأتي مع جدها..الذي حرص على معرفتها هي وشقيقتها كل شيء بالشركة، مما سهل عليها أن تزيل توترها شيءٍ فـ شيء وتبدأ في الانسجام بين الجميع، ومعرفة ما يدور داخل الشركة، بمهارة وسرعة اكتسبتها من جدها.
دلفت لمكتبها والذي كان سابقًا خاص بـ جدها، وهو مكتب رئيس مجلس إدارة الشركة..الذي ظل فارغًا لأشهر..
ابتسمت وهي تدور حولها، تطلع بعينيها في جميع أرجاء المكتب الذي يغلفه اللون الأبيض وذلك كان لعشقها هي وجدها للون الأبيض..مكتب فخم خاص بها، تجلس على مقعده..يعتليه إسمها من الأمام وبعض الملفات المهمة عليه، وعلى جانب منه يحتوى طاولة كبيرة للاجتماعات الصغيرة بالشركة، والجانب الآخر يحتوي على مكتبة بـ عرض الحائط يتعلق بها الكتب من مختلف المجالات..وبجانب مكتبها أريكة ضخمة جلدية، أمامها طاولة صغيرة، وأعلاها لوحة كبيرة تتوسط الحائط من خلفها .
ابتسمت بحماس وبدأت النظر للملفات المهمة بالشركة الموضوعة أمامها، ليأخذها الوقت وهي لا تشعر بشيء حولها..فقط رفعت رأسها بعدما استمعت لطرقات على الباب لتجد السكرتير يخبرها بأن هناك شخصًا يريد مقابلتها، لتسمح لهُ وتجده فهد.
نهضت حور من مكانها وهي تبتسم بـ ثقة، ف هي كانت واثقة من قدومه لها بالشركة، ذلك هو الفهد..الذي حفظته وحفظت شخصيته حقًا عن ظهر قلب .
تقدم فهد نحوها وابتسم بهدوء وهو يمد يدهُ لإلقاء السلام عليها، بينما اردفت حور
– ازيك يا فهد ؟ اتفضل أقعد.
جلس فهد أمامها، ثم اردف
– بخير يا حور، وانتِ ؟ 
– الحمدلله.
نهضت حور من مكانها واتجهت نحو الأريكة وهي تشير إليه 
– اتفضل، نقعد هنا أفضل.. اخبارك ايه وأسر اخباره ايه ؟ .
ابتسم لها فهد ف هي بدأت بفهم ما يدور حول مكتب رجال الأعمال..ف قدوم شخصًا على معرفة بِه خاصةً وإن كانت شخصية، لا يصح بأن الجلوس بينهم يكُن على المكتب..
مر وقت قليل، قد طلبت حور به مشروبًا لفهد، بينما بدأ فهد بالحديث
– عايز أفهم ايه اتغير عن ما كنتِ ف أوروبا يا حور ؟ كلامك مش هو هو..! جيتِ مصر بقى كل كلامك عبارة عن شروط بس.!
ابتسمت حور بسخرية، واردفت
– شروط ؟ كل حاجة قولتها ليك بالنسبة ليك شرط بحطه قصادك ! خلينا نفترض انها شروط، مستحقش إنك تنفذها ؟ مستحقش بأنك تعافر عشان تحقق اللي قولته ؟ 
– اعافر واحقق ماشي ! لكن مش بالأوامر ؟ هتلوي دراعي قصادك وتقوليلي ده اللي عندك ؟ 
تنهدت حور بقلة حيلة..ذلك هو فهد، لن يتغير شيء بِه، سيظل تفكيره يحتويه فقط (التكبُر الداخلي وغرور المشاعر لديه!)
نهضت من مكانها واردف بجدية
– ده اللي عندي يا فهد، فكر فيه زي ما تفكر لأني مش هبذل جهد واقولك تفهمني ازاي ؟ ولو سمحت عن أذنك لأني ورايا شغل، واظن الكلام بينا مبقاش ايه أي لازمة.
نهض فهد من مكانه، وقبض على ذراعها وهو يعيدها للوقوف أمامه مرة أخرى، ثم أردف بنبرة حادة
– لما أكون بكلمك تقفي تسمعيني ! 
نفضت حور يدها من ذراعه، واردفت وهي تشير بإبهم الشهادة أمام وجهه
– انت اللي هتسمعني يا فهد، هتسمع بأنك شخص أناني ! بتفكر بس بدماغك ورافض تشوف أي حاجة غيرها، غرورك عامي قلبك وعنيك..حتى عقلك ! 
لو بس فكرت مكاني لو دقيقة واحدة مش هتخسر أي حاجة ! لكن ازاي ؟ فهد باشا يتنازل ويغلط نفسه ف حاجة أو يطلع غيره هو اللي صح خصوصًا لو ست ؟ 
كاد أن يتحدث..لكن قاطعته حور وهي تتنهد بألم جال على وجهها
– أنا تعبت كتير اوي يا فهد، شوفت كتير ف حياتي، معشتش أي فترة من عمري بـ سنها الطبيعي ! دايمًا كان بيتفرض عليا اني أسبق سني ف كل شيء ! 
لما ابني مات بسبب كريم وقتها الدكتور اضطر يعملي استئصال رحم ! خوفت أقوله يلاقي ليان قبل ما أعمل أي حاجة ويتجوزها ! 
بعدين مايكل..شوفت معاه عذاب..رجعت اتصدمت ف مليون حاجة، وكلهم ورا بعض.
مسحت تلك الدمعة التي فرت من عينيها، لتطالعه بأعيُن جامدة
– أنا عافرت كتير أوي، عافرت ف كل شيء ف حياتي، ودلوقت مش محتاجة غير ان شخص يعافر علشاني.. وللأسف الشخص ده مطلعش انت، لأنك ببساطة مش هتعافر، انت عايز اللي تأمرها وهي تنفذ ليك وبس ! وأنا مش كدة.. أنا واحدة ما صدقت تبقى حُرة ! لسة خارجة من سِجن كنت عايشة فيه من يوم ما اتولدت ! سجن كنت بتنقل فيه من زنزانة لـ زنزانة أبشع من التانية ! مش انا يا فهد اللي هتنفعك ولا انت اللي هتنفعني..عن أذنك.
تركته ورحلت من أمامه، وكادت أن تفتح باب المكتب، لتتوقف على استماعها لـ صوته قائلًا
– ولو عافرت ؟ 
استدارت لهُ حور ولازالت يدها تمسك بمقبض الباب، لتقول بإبتسامة حالِمة
– ساعتها يمكن أفكر.
غادرت من أمامه، بينما توقف فهد يتطلع من أثرها وهو يفكر بـ حديثها، عقله يأبى الخضوع ولكن قلبه قد خضع بالفعل ! يرغب بها وبالوقت ذاته ليس هو من يزحف خلف إمرأة ويترجاها لـ حبه ! 
بينما على الجانب الآخر..كان سيف يجلس في أحد الشقق الذي يمتلكها في القاهرة، ف هو حقًا لن يترك ليان بـ مكان هو ليس به ! بل أن الشقة على قرابة من شقتها بـ بضع عمارات سكنية..
أخذ ينفث سيجارته وهو يتذكر حديث حور معهُ قبل سفرها وأخذها لزوجته..
عودة للماضي قبل يوم ..
سمع طرقات على باب المكتب، ليسمح للطارق بالدلوف ويجدها حور..اعتدل سسف بجلسته، ودلفت هي للمكتب، وجلست أمامه واردفت
– بأمر الله هنسافر بكرة الصبح..بس مجتش عشان اقولك كدة.
طالعها سيف بتركيز، ف أكملت حور
– عشان أقولك فكرة إني أخد ليان لا إني اربيك مثلا ع اللي حصل ولا كل الكلام ده يا سيف، الموضوع كلوا لأنه ده هيكون ف مصلحتكم انتوا الاتنين.. وخاصةً ليك .
ابتسم سيف بسخرية من حديثها
– وهو إني أبعد عن مراتي وابني ده مصلحة ليا ؟ 
– أيوة ليك، مصلحة ليك تقعد مع نفسك.. تعرف عايز ايه وليه ؟ تعرف هتعمل ايه وامتى ؟ لو بس يا سيف بعدت مع نفسك شوية هتقدر تحدد كل شيء بيحصل حواليك، فكرة إن انت وليان تكونوا مع بعض وف نفس الوقت لأ..ده الصح ليك وليها، انت وهي عايشين ف تشتُت ! تشتت خلاكوا مع أول مطب هديت العلاقة بينكم، وده مينفعش ! مفيش إنسان مبيغلطش..بس لو فضلنا نجلد كل شخص غلط قدامنا ده هيهد كل شيء حوالينا..كلنا بنغلط بس محدش قاضي أو جلاد للتاني، ولا لنفسه حتى.
ظل سيف صامتًا أمام حديثها، لتنهض حور واكملت
– ليان هتكون فالبيت، وقت ما كل واحد فيكم يرتب نفسه..يعرف ايه دنيته، وقت ما تتفقوا على حياتكم سوى، ولما ترتب حياتك انت، ساعتها تعالى خد أختي يا سيف.
نهض سيف من مكانه واردف وهو يضع يديه بجيوب بنطاله
– غريبة كلامك مُتناقض ! منين بتقولي محدش جلاد للتاني، ومنين بتعاقبيني على إني مش مرتب حياتي ؟ 
– مش بعاقبك، لو بعاقبك..هخليك تطلق ليان، هقولك انت شخص مش سوي لا ف نفسيتك ولا ف حياتك، هقولك حياتك فيها مطبات كتير وأنا خايفة على أختي ف طلقها، لكن مش هديك فرصتك تعدي المطبات اللي ف حياتك، وترتب تفكيرك ودنيتك وبعدين تيجي ترجع أختي لحياتك..! 
تنهدت حور واكملت حديثها
– أنا اكتر واحدة عارفة يعني ايه الدنيا تجبرك تعيش حاجات لو اتحطيت ف اختيارها عمرك ما كنت هتجيب عينك عليها، أنا نفسي حياتي مش متظبطة ! محتاجة إني أقعد مع نفسي لوقت، أرجع فيه كل شيء باقيلي من تاني، أعمل تهيئة ف نفسي إني أبدأ ف أي حاجة جديدة حواليا، وده من أكبر الأسباب اللي مخلياني رفضت فهد دلوقت ! ده كدة بعاقب نفسي ؟ لأ.. أنا بدي لنفسي فرصة اخليها تهيأ نفسها من جديد عشان تقدر تواجه من تاني وتستقبل أي حاجة، سواء مشاعر، جو عائلي، حب، أو أي شيء جديد هيحصل ! وده مش عقاب، بالعكس.. أنت لو مديتش فرصة لنفسك وجيت عليها من تاني..هو ده العقاب، عن أذنك يا سيف .
رحلت حور بينما جلس سيف مكانه، يفكر بحديثها معه، هي على حق ! هو يجب عليه أن يجلس مع نفسه، يعيد ترتيب وترميم نفسه من جديد..ليان ليس لديها ذنب بأن تكُن معه وهو بتلك الحالة ! 
عودة للحاضر..
عاد سيف برأسه للخلف، وابتسامة باهتة ارتسمت على شفتيه واردفت بخفوت
– مكنتش محتاج غير وجودك معايا ف الفترة دي بالذات يا ليان.
في مكان آخر..
دلفت چَيدا للغرفة بعدما طرقت على الباب، خطت قدميها بتوتر من رؤيته ولكن لا بد من ذلك ! 
بينما ابتسم ياسين وهو يراها أمامه، لقد أخبره فهد بما حدث..هل معنى ذلك أنها ليس لديها أي عائق بأن تظل معهُ ؟ هل تفكيره هو الخاطيء منذ البداية ! 
جلست على المقعد بجانب فراشه، واردفت بتساؤل
– عامل ايه دلوقت ؟ عرفت من فهد إنك فوقت الصبح ف جيتلك.
ابتسم لها وهو يجيبها بنبرة متعبة
– الحمدلله كويس، وبقيت أحسن دلوقت.
ابتسمت بتوتر من حديثه، فقد أخبرتها حور بأن تذهب إليه لرؤيته، لم تكُن ترغب بذلك ولكنها أخبرتها بأن عدم ذهابها يعني أن تفكيره كان على حق في البداية ! 
الأمر لا يحتاج شيء سوى معاقبته قليلًا ولكن ليس الآن، ف هو بذلك الوقت يمر بأزمة نفسية شديدة عليه ! خاصةً بعدما حدث لهُ..
أرجعت خصلات شعرها للخلف بتوتر، واردفت
– يا رب دايمًا، هو .
صمتت ولا تجد ما تقول، بينما شرد ياسين أثناء صمتها حينما شعر ببعض التعب من آثار العملية..شرد وهو يتذكر صديق عمره وهو يطعنه ! 
الخذلان من الأصدقاء اسوء شيء يمر به المرء، ليس هناك وجعًا أشد منه، خاصةً ذاك الصديق الذي لقبته يومًا بأنه شقيق.
لاحظت چَيدا صمته، لتمسك يده بتلقائية واردفت
– متزعلش، أنا حاسة باللي انت حاسه دلوقت، الحمدلله إن ربنا كشفه ليك، وأنك محصلش ليك حاجة وقومت بالسلامة لبنتك..مين عالم إنه وصلت أنه يضربك بالنار..كان ممكن يأذيك ف بنتك يا ياسين، قول الحمدلله وبس دلوقتِ.
– مش متخيل! 
كلِمة حاول وصف بها كل ما يعصف داخله ! ليس مصدقًا ما حدث..مرحلة لا يصل إليها سوى من يُطعن أشد الطعنات من أعز وأغلى الرِفاق.
– لأ تخيل، وصدق اللي حصل، وقول الحمدلله..قومت بالسلامة لبنتك اللي ملهاش حد غيرك.
أغمض عينيه بألم..ليقول 
– لتاني مرة أمر بنفس التجربة، اتخدع ف اكتر شخص اديت ليه الأمان ف حياتي، يمكن ده غلطي إني متعلمتش ف الأول ؟ 
– لأ..مش غلطك، انت بس كنت صادق..نقي، مصدق اللي حواليك، وفيت بالحب اللي بديته بس كان لحد ميستاهلش، بالعكس! الغلط مش عليك.
صمتت چَيدا وهي تجده يغمض عينيه بصمت وسكون، ظلت تنظر إليه لبعض الوقت، ثم نهضت من مكانها واردفت
– أنا هسيبك ترتاح النهاردة، وهحاول بكرة اعدي عليك.
امسك يدها ولازال يغمض عينيه، واردف بصوت خفوت
– خليكِ يا چَيدا، محتاج لوجودك صدقيني، حتى لو هتفضلي ساكتة، بس خليكِ.
يتبع…..
لقراءة الفصل الخامس والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عنيد غير حياتي للكاتبة لبنى عبدالعزيز

اترك رد