رواية تبنيتها ولكن احببتها الفصل التاسع عشر 19 بقلم منة الله وائل

ابتسم كريم وقال بسعاده غامره :

بجد انا مش عارفه اقولك اي والله شكرا جدا، انتي انسانه جميله اوي

عاصم بغضب وهو يقف أمامهم قائلا :

خدها بالحضن يلا اتفضل

نظرت بسمه بصدمه له ثم قالت في نفسها :

يانهار اسود ومنيل

وقف كريم باحراج وقال :

احم، اي اللي حضرتك بتقوله دا يا استاذ انت مش فاهم حاجه

عاصم وهو يمسكه من تلابيب قميصه قائلا :

وانا لسه هفهم مااهي واضحه اهي يا استاذ، انت معندكش دم قاعد معاها ولوحدكم عاوزني افهم اي

بسمه وهي تمسك يد عاصم قائله بتوتر :

والله مفيش حاجه دا… دا كان بيكلمني على مريم والله

عاصم بغضب شديد :

اوعي ايدك انتي ملكيش دعوه حسابك بعدين، وانت بقا تعالالي

بسمه وهي تحاول فك شباكهم قائله :

ياعاصم الأمن جاي بقا سيبه والله مفيش حاجه بينا افهم بقا

نظر لها عاصم ثم ترك كريم وقال :

اومال قاعدين بتعملوا ايه هنا لوحدكم؟

كريم وهو يعدل من ملابسه :

ما قالتلك كنا بنتكلم على زميلتها مريم ايه مفيش سمع خلاص، عن اءذنك يا انسه بسمه، الله يكون في عونك

عاصم وكان سيذهب ورائه :

شوفي قلة الأدب ولما ابهدله دلوقتي

بسمه وهي تمسكه من ملابسه قائله وهي تلتقط أنفاسها بصعوبه قائله :

ياعم اهدي بقا حرام عليك فرهدتني قولتلك سيبه بقا في حاله

امسكها عاصم من ذرعاها وقال بغضب :

دا اللي هتروحي مع صاحبتك عشان تجيبوا حاجات؟

بسمه بمكر :

ايه دا يعني انت بتراقبني؟

عاصم بتوتر وهو يحاول تغير مجري الحديث :

ها، وبعدين فين هدية كامل ها

بسمه وهي تعيد سؤالها قائله :

كلامي واضح انت بتراقبني؟

عاصم بنفاذ صبر :

اه يا بسمه براقبك عشان انتي بتفكري غلط، اي حد يشوفك قاعده مع الكائن دا طبيعي هيفهم غلط ويلا بقا عشان نروح يلا

بسمه وهي تضع يدها في خصرها قائله :

لا مش همشي انا لسه ماجبتش هدية كامل

امسك عاصم يدها وقال :

طب يلا بينا خلينا نخلص اما نشوف اخرتها ايه

سحبت بسمه يدها بتكبر وقالت بكبرياء :

سيب ايدي وبعدين انت نسيت انت عملت ايه امبارح؟

عاصم باحراج وتوتر عندما تذكر امس وما فعله قائلا :

انا… احم انا اسف مكنش قصدي انا عارف ان اللي عملته دا غلط بس صدقني غصب عني

بسمه بداخلها :

هو ماله شكله غلبان كدا ليه؟، طيب اهو اعتذر اهو يا بسمه اتلمي بقا

عاصم وهو يضع يدها أمام وجهها قائلا :

بسمه انتي معايا؟

بسمه بانتباه :

ها.. معاك، خلاص محصلش حاجه، المهم يلا خلينا نجيب الهدايا لكامل يلا 

عاصم وهو يذهب ورائها وقلبه يرقص من الفرحه قائلا :

حاضر جاي اهو وراكي  

           بقلمي منه وائل

**********************

             في المدرسه

استيقظت فريده من اغمائها وقامت بفتح عيونها والتي فور ان فتحتهم وجدت حولها كامل وصديقاتها، كانت تعلم انه حلم وليس حقيقه ولكن علمت انه حقيقه فور سماع اسمها واحثت بأن احد يلمس يديها ويقول :

فريده انتي صحيتي ردي عليا يا ديده

فريده بتعب :

ك.. كااامل

كامل وهو يمسك يدها بلهفه قائلا :

الف سلامه عليكي يا حبيبتي كدا تقلقينا عليكي وتخوفينا يعني ينفع كدا ماتاكليش لمدة يومين هو دا يصح

كانت تستمع الي حديثه في دهشه وتنظر الي يده التي تمسك يدها بتملك بصدمه، ثم نقلت نظرها الي صديقاتها التي كانوا ينظرون لهم بابتسامه والسعاده تغمرهم وكأنهم يشاهدون فيلم رومانسي في السينما

سحبت فريده يدها من يد كامل وابتعدت قليلا

نظر لها كامل بدهشه وقال :

في أي يا فريده مالك بعدتي عني كدا ليه؟، انتي كرهتني؟!!..

فيفيان وهي في محاوله لتوضيح الأمور :

ها لا مسيو كامل تكرهك اي بس هي بس متوتر من الأجواء وكدا ها متوتره من الأجواء و يلا يا بنات خلينا نشوف أكلها جهز والا لا ها يلا.

ضحكت الفتيات بخجل على طريقة فيفيان ثم ذهبوا ورائها وهم مازالوا ينظرون الي كامل المندهش وانه قد علم ان فريده خجلت من طريقة كامل امام صديقاتها

كامل بابتسامة مكر قائلا :

بقا انتي بتتكسفي من كلامي يا ديده عشان قولته قدام صحابك

نظرت له فريده ثم أدارت وجهها الناحيه الاخري

كامل بتساؤل :

ممكن افهم انتي مش عاوزه تبصيلي لي؟

فريده وقد عزمت على قول كل شئ بداخلها قائله :

انت شايف اني المفروض اتعامل عادي واني اشكرك على تعبك وخوفك عليا وانسى كل حاجه مش كدا، لا يا مسيو كامل انا عمري ماهنسي ابدا كلامك ليا وتخليك عني في الوقت اللي احتاجتك فيه، عارف اي اكتر حاجه وجعاني اني سبت كل الناس دي وكل اللي حوليا وفكرت فيك انت وانك قد ايه مهم عندي وتقدر تساعدني في اللي طلبته، بس للاسف خذلتني، وخذلتني جامد اوي يعني حقيقي بعد اما كنت صدقت ان في حد عاوزني اكون كويسه بقت مصدقه ان كله عاوزني اكون لوحدي وضعيفه

ثم وقفت من على الفراش وقالت بتحدي :

بس بيك او من غيرك يا مسيو كامل انا هوصل للانا عاوزه اوصله ولوحدي

كان يستمع الي حديثها بصدمه وذهول، كيف لتلك الفتاه ان تتفوه بذلك الكلام، كان يتوقع انها أضعف كما يتخيل وانها لا تستطيع أن تتعامل مع نمله، كان يتوقع انها طفله بالفعل لكنها ليست بطفله ابدا، انها أنثى ناضجه تعلم ماذا تريد وقتما تريد

فريده وهي تضع يدها أمام وجهه وتلوح قائله :

إيه انت نمت والا ايه؟

كامل بانتباه :

ها…. لا ابدا كنت بسمعك وسرحت في كلامك، انتي معاكي حق انا فعلا غلطان، بس انتي ماتعرفيش انا رفضت ليه

فريده وهي تقطع حديثه قائله :

مش عاوزه اعرف رفضت ليه، مش انت رفضت خلاص، ملكش دعوه بقا

ابتسم كامل على تلك العنيده التي لطلما يحدث تظل مضحكه وخفيفة الظل

كامل وهو يقترب منها قائلا :

ازاي بس دا انا كنت مجهز العربيه عشان يعني كنت واخدك وحله معايا

فريده باعتراض وتوتر من قربه قائله:

لا… شش… شكرا مستغنيني عن رحِلاتك دي 

كامل وهو يكتم ضحكاته ويقترب منها اكثر قائلا :

حتى لو كانت الرحله دي في الصعيد 

كانت ستهم فريده بالاعتراض ولكن توقفت 

فريده :

لا شكرا انا….، ايه انت قولت ايه؟ 

ضحك كامل بشده ثم ابتعد عنها وجلس على فراشها وقال :

لا خلاص مش بعيد الحاجه مرتين المفروض تكوني منتبه للكلام 

فريده وهي تجلس بجانبه وتقول برجاء :

بالله عليك يا كامل قول انت قولت ايه من شويه، الصعيد صح انت قولت الصعيد مش كدا؟، هتوديني عند اهلي واعيش معاهم صح يا كامل 

انقبض قلب كامل فور ان سمع حديثها هذا فوضع يده على قلبه وقال بابتسامه مصتنعه :

اه يا ديده انا قولت كدا بس مش هنروح في حته لو ماكلتيش الاكل اللي اتعمل دا 

نظرت فريده بحزن وابتلعت ريقها بصعوبه عندما رأت  الطعام الذي تحمله ايڨون وتأتي به إليهم قائله بابتسامه حنونه :

احنا بنشكرك بجد يا مسيو كامل انك قدرت تقنعها انها تحط لقمه في بوقها دي مش راضيه خالص 

كامل وهو ينظر إلى فريده المنزعجه بتسليه قائلا :

لا ديده شاطره وبتسمع الكلام وهتاكول، مش كدا يا ديده؟ 

فريده بانزعاج :

ايوا 

ذهبت ايڨون تاركه المجال لكامل ان يطعم فريده 

اقترب كامل من فريده وفي يده قطعه من الخبز موضوع عليها بعض من الطعام، قربها الي فمها وقال بدلال :

يلا يا ديده افتحي بوقك يلا عشان تاكلي 

فريده باعتراض وهي تبعد وجهها قائله :

لا لا مش عاوزه يا كامل مش جعانه 

كامل وقد علم انها لن تاكل بتلك الطريقه، ترك الطعام من يده ثم قام بحمل فريده ووضعها على قدمه وقال بحده اخافتها :

وبعدين بقا في الدلع دا ماهو انتي لو ما كلتيش بالذوق مش هنروح في حته ولا هتشوفي اهلك وكمان هتاكلي غصب عنك اي رايك بقا فاافتحي بوقك بالذوق احسن 

فتحت فريده فمها سريعا خوفا من طريقته وخوفا من ان يفعل تهديده 

كامل وهو يكتم ضحكته قائلا :

يلا عاوز الاكل دا كله يتاكل 

فريده وهي تنظر إلى جلستها باحراج قائله :

طب نزلني اقعد على الكرسي طيب مينفعش كدا 

كامل بعند :

لا هتاكلي وانتي قاعده كدا ويلا بسرعه بدل ما اعمل بالكلام اللي قولتلك عليه 

أسرعت فريده بوضع المزيد من الطعام في فمها مما جعلها تبدو مضحكه للغايه والذي جعلت كامل يضحك بشده عليها ولكن هي مازالت تاكول خوفا منه 

وهو يتأملها بحب ولهفه 

           بقلمي منه وائل 

**********************

              في الصعيد

كانت تتحدث في الهاتف وهي تغلق حقيبة ملابسها جيدا قائله :

ايوا خلاص يا محمد اني چهزت كل حاچه، احنا هنندل على مصر النهارده

محمد وهو ينتظرها على مقربه من المنزل قائلا بصوت منخفض:

لاه مينفعش دلوك ابوكي حاطط عيون في كل چهه وهيعرف اننا هنندلوا على مصر انتي هتجعدي في بيت أجده بعيد عن الخلج وابوكي ماهيعرفش طريجه، يلا بجا جبل ما يچي همي

كريمه وهي تخرج من غرفتها بحذر قائله :

حاضر چايه اهو سلام، انتي متأكده يا روحيه ان مفيش غفر على الباب؟

روحيه وهي تمسك يدها وتسير سريعا قائله:

ايوا متأكده يا ستي اني شوفتهم بعيني اللي هياكولهم الدود دولا وهما جاعدين في الاستراحه بيتغدوا يلا همي جبل ما حد ياچي يلا

كريمه وهي تجري سريعا :

ماشي يلا

وأثناء ما كانوا يخرجون من المنزل وجدوا أحدا من الغفر يقف أمامهم

الغفير بحده :

رايحه فين يا ست الكل انتي والبت دي

نظرت له كريمه بصدمه وخوف ثم نظرت الي روحيه

           بقلمي منه وائل

**********************

              في المول

عاصم وهو يلتقط أنفاسه بصعوبه قائلا :

يابنتي كفايا بقا دا انتي اشتريتي المحلات كلها مش معقول يعني كل دول هدايا لكامل

بسمه وهي تنظر إلى إحدى المحلات قائله :

ماهو مش الهدايا بس يعني دا كل لاوزم الحفله وكدا، بس خلاص يعني كدا خلصت

عاصم وهو يزفر بارتياح قائلا:

طب الحمدلله يلا بقا عشان انا تعبت

بسمه وهي تنظر له وتضحك :

هههههههه خلاص خلاص اهدي يلف بينا، الا قولي صحيح انت عندك اخوات؟

عاصم وهو يحمل الحقائب قائلا :

هي اخت واحده اسمها ريهام أصغر مني بخمس سنين واتجوزت وعندها طفله واحده اسمها مني، بت شقيه اوي بس جميله اوي، عارفه انا لما بقعد معاها بحس اني ناسي الدنيا كلها ضحكتها جميله اوي، اهو انا بقا البنت اللي بحبها زيها كدا بظبط كفايا ضحكتها بتدوبني فيها دوب كدا

خجلت بسمه من حديثه واحمرت وجنتيها وقالت:

احم، طيب ايه مش هتطلع بالعربيه والا هنبات هنا؟

انتبه عاصم انهم مازالوا يقفون بالسياره فابتسم لها وانطلق

           بقلمي منه وائل

**********************

        في المساء المدرسه

فريده وهي تضع ملابسها في الحقيبه وتودع صديقاتها قائله :

خلاص بقا انتوا بتعيطوا لي دلوقتى هو انا رايحه ومش راجعه تاني انا بس هتأكد انهم اهلي والا لا وان شاء الله هيطلعوا اهلي وهفهم كل حاجه  وهرجع تاني، منا اكيد لازم ارجع يعني عشان الامتحانات، المهم هتوحشوني اوي

فيفيان وهي تبكي :

يعني انتي عارفه اني مش بعرف انام الا لما اطمن انك جنبي تقومي تسبيني يعني انا هقعد مع مين طيب انا

فريده بحزن وهي تحتضنها قائله :

انا عارفه انه صعب بس لازم اخد الخطوه دي انا ماصدقت يا فيفي انا لو اقدر اخدك معايا كنت اخدتك بس اكيد في يوم اهلك هيجوا وهيسالوا عنك هيجري اي بقا لو مش لاقوكي في المدرسه؟

فيفيان بدموع وهي تشتد من احتضانها قائله :

مش عاوزاهم يا فريده انا عاوزاكي انتي

فريده وهي في محاوله لتهدئتها :

وانا وش هسيبك هرجعلك تاني وهنكون سوا زي ما وعدتك بس اوعدني انك تهتمي بنفسك المده دي مفهوم

فيفيان وهي تهز راسها بحزن قائله :

مفهوم

فريده وهي تقبل صديقاتها قائله:

وانتوا كمان يا بنات خالي بالكم من نفسكم ومعاكم رقم التليفون ابقوا اسألوا عليا مع السلامه 

          بقلمي منه وائل

**********************

       في مكتب ميس ماري

موزموزيل ميرت بخوف :

مسيو كامل انا معرفش اذا كانت فريده هتكون معاك بخير والا لا بس انا مش هقدر امنعها في انها تدور على أهلها بس أهلها دول مش كويسين وانا لاحظت دا في الراجل وفي عينه لو هو كان عاوزها فعلا ووحشته مكنش طلبها بهماجيه كدا 

كامل بتفهم قائلا :

انا عارف كل دا وخايف اكتر من حضرتك بس انا مش هقدر أرفض طلبها دا تاني، اولا لانه من حقها طلما أهلها موجودين وعاوزينها، ثانيا اديكم شوفتوا لنا رفضت حصلها ايه

ميس ماري بقلق :

تمم مسيو كامل بس انت ضامن انها هتكون في امان؟

كامل بتنهيده قائلا :

طلما انا معاها انا هحميها وافديها بعمري فريده مش بنوته صعبت عليا وبحاول اساعدها فريده حياه بالنسبه ليا محدش هيفهم هي تبقا ايه ليا

دب دب

ميس ماري :

ادخل

فريده وعلى وجهها ابتسامه هادئه قائله :

انا خلصت

وقف كامل ثم ابتسم لها وقال :

يلا يا ديده

وعندما كانوا يتحدثون سمعوا نداء إحدى الطالبات قائله بصراخ :

الحقونا حرامي حرامي عاااااااااااااا

مرونيا بصدمه :

يانهار اسود هيمسكوا!!….

يتبع….

لقراءة الفصل العشرون : اضغط هنا

لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا