Uncategorized

رواية توليب الفصل الخامس 5 بقلم سلمى سعيد

 رواية توليب الفصل الخامس 5 بقلم سلمى سعيد
رواية توليب الفصل الخامس 5 بقلم سلمى سعيد

رواية توليب الفصل الخامس 5 بقلم سلمى سعيد

يحتضن يدها الباردة بين كفيه ويتأمل ملامحها الباهتة..لا يعلم ماذا حدث حتى تسقط مغشيا عليها هكذا..تحدث لتلك الطبيبة
..بنبرة قلقة ظاهرة بصوته :
–هي هتفوق امتى
لترد الطبيبه بعملية:
–انا حطت لها مهدئ في المحلول اقل حاجة ساعتين على ما تفوق..الانهيار اللي عندها كان شديد شويه وهي محتاجة ترتاح
أومأ للطبيبة وهو مذال عيناه مسلطه علي توليب محتضن يدها ، لتخرج الطبيبه مستغربه ذلك الرجل العجيب..لم يترك يدي الفتاة ابدا ولم يوافق علي معاينة طبيب رجل لها..حتى انه لم يسمح لأحد بلمسها بتاتا وكأنها قطعة من الزجاج الهش..وحتى عندما كانت تعلق المحلول كانت عيناه مسلطة على ما تفعله بالتفصيل.
بينما أسر جالس بجانب توليب والقلق ظاهر علي ملامحه بوضوح..رفع احد يداه يبعد تلك الخصلة من علي وجهها ليظهر وجهها الملائكى الجميل بوضوح ، يتاملها ويفكر بالكثير من الأشياء..ترى لماذا أصابها ذلك الانهيار هل بسبب ضربه للرجل خافت وأصيبت بذلك الانهيار أم هناك شيء آخر..تلك الفتاة يوما بعد يوم تثير الفضول بداخله والذي لم يشعر به أبدا تجاه أي شخص كان.. ترا لماذا هي فقط يشعر هكذا اتجاهها.؟!!
مرر سبابته بهدوء علي ملامحها الجميله..عيناها و وجنتيها حتي وصل لعنقها ومقدمة صدرها..كانت مازالت ترتدي ذلك الفستان الأحمر..ظلت سبابته ثابتة عند نهايه عنقها الناعم…لم يشعر بنفسه الا وهو ينحني ببطء علي عنقها يتنفس رائحتها المميزة والتي تتغلغل في أنفه ورئتيه بسلاسة..أتاه ذلك الشعور الملح بداخله يأمره بتقبيل  عنقها النعام الظاهر مع بداية صدرها ..لم يشعر بنفسه الا وهو ينفذ تلك الرغبة الملحة و يقبل عنقها برقة متناهية وهو مغمض الأعين و مذال يستنشق رائحتها..كانت قبله مثل رفرفات الفرشات خفيفة ناعمة..ظل مثبت هكذا شفتيه علي عنقها ومغمض الأعين يشعر بقلبه ينبض بجنون وكانه يركض لاميال..ابتعد عنها ببطء وعينه مسلطه علي وجهها الساكن..اقترب من اذنها وهمس بكلمة واحدة يوصفها بها :
–مهلكة
همس بها وهو يشعر بوجدانه يتأثر بتلك التوليب.
_____________________________
في المساء
تجلس أمام مرآتها تمشط خصلاتها الغجرية وهي شاردة حزينة..وجدت يد توضع بخفه علي كتفها تنتشلها من افكارها..لترا من خلال المرأة والدتها تقف بجوارها وتبتسم بحنان..التفتت سريعا واحتضنت خصر والدتها بقوة مخبأ وجهها بجسد والدتها وتبدأ في بكاها المرير التي كانت تلجمه بداخلها..
احتضنها والدتها بقوة  تبث لها الطمأنينة والأمان..تحدثت محاولة التخفيف عن صغيرتها:
–اهدي يا حبيبتي اهدي يا قلب امك مفيش حاجة تستاهل اللي بتعملي في نفسك ده..طب وحياتي عندك تهدي..متوجعش قلبى عليكى يا صبا
رفعت صبا رأسها تنظر لوالدتها وهي مازالت محتضنها..وتحدثت بصوت يشوبه الألم:
–عايزين يجوزوني يا ماما..ولمين ل عزيز..عايزين يدخلوني جهنم على الارض يا أمي.. 
احتضنت والدتها وجنتيها بين راحت يدها ونظرت في عيناها تتحدث بثقة وحنان:
–مش هيحصل يا قلب امك..مستحيل اخلي اللي اسمه عزيز دا يلمس حتى شعرايه منك..انتي غاليه اوي والغالي يستاهل الغالي الي ذيه..وعزيز دا رخيص ميستهلكيش 
إزالت تلك الدموع من على وجنتي وحيدتها وتحدثت بهدوء :
–يلا يا عيوني قومي اغسلي وشك كدا وبلاش زعل وأفكار وحشه..انا هنزل اجهز العشاء علشان في ضيوف جين.
تحدثت صبا بخوف :
–ضيوف مين دول يا ماما..ليكون عزيز وعمي مصطفي.
ردت والدتها تطمَنها :
–لا متخافيش مش مصطفي وابنه..اصلا هما في مصر اليومين دول.
تنهدت صبا بارتياح ، قبلت منال والدتها راسها ثم ذهبت لتشرف على الطعام. 
تنهدت صبا بارتياح من عدم وجود ذلك الفاسد عزيز هنا..كم تكره وتشمائذ منه لا يمتلك شئ يسمى اخلاق او ضمير ابدا انسان مستغل و اناني لأبعد الحدود لا تعلم لما يريد والدها رميها ضحيه له..بينما بتلقائيه تذكرت ذلك الرجل الذي أنقذها من فوق الحصان..
باسم نعم تعلم من يكون ومن لا يعرف باسم مهران..الرجل الذي يحلف الجميع بأخلاقه و شجاعته وامانته وكرمه ايضا..لا يوجد منزل بأسوان لا يدعو له..
ابتسامة صغيرة شقت ثغرها وهي تتذكر المرات القليلة التي رأئته بها وهي تركض بحصانها فجرا وهو  عائد إلى منزله.
سمعت طرقات علي باب غرفتها..قالت بصوتها الهادئ :
–ادخل
لتدلف إحدى الخادمات وتحدثت باستعجال :
–ست صبا الست منال بتقولك البسي حجابك وانزلي عشان عايزاكي 
استغربت صبا فسألت الخادمة.:
–خير في حاجة ولا ايه..ماما عيزاني تحت ليه
–معرفش هي قلتي خلي ست صبا تلبس حجابها وتنزل
تحدثت صبا بطاعة:
–حاضر خمس دقايق ونازله
بمجلس الضيوف..
دلف الحاج بكر بهيبته وهو يرتدي جلبابه بالون الرمادي وعمته البيضاء وخلفه باسم بنفس هيبت والده وكان يرتدي بدلة كاجوال بالون الكحلي واسفلها تيشرت ابيض…رحب بهم عوني والد صبا بحرارة شديدة لا يصدق ان بكر المهران هنا بمنزله..جلس بكر وبجانبه باسم بينما عوني يقف ويرا رجال بكر يدلفون حاملين الكثير من الزيارات والهدايا..فزاد ترحيبه بهم أكثر
تحدث الحاج بكر يقطع  تلك الترحيبات المبالغ بها:
– احني كنا عايزينك في موضوع مهم يا عوني
تحدث عوني بفضول:
–انت تأمر يا حاج بكر..خير 
ليتحدث بكر في الموضوع مباشرة:
–احني جاين عايزين نناسبك يا عوني..طالبين ايد صبا بنتك ل ابني باسم علي سنة الله ورسوله
صُدم عوني بشدة.. ولكن لمعت عيناه بطمع رائه بكر بوضوح..ليفكر عوني قليلا قبل الرد وهذا جعل اعصاب باسم تشتد متوقع رفض الآخر..تحدث عونى وهو يقول بأسف مصطنع :
– دا شرف ليا نسبك يا حاج بكر..بس للاسف بنتي صبا مقري فتحتها علي عزيز ابن عمها
ليتحدث باسم وهو يصك علي أسنانه بغضب مكبوت :
– دي قراية فاتحة بس.. يعني ممكن تتفشكل عادي مش حوار
ليرد عوني بصرامة مصطنعة:
–بس انا كلمتى سيف..وبعدين انا مش هقدر اخسر اخويا الوحيد علشان حضرتك عايز تتجوز بنتي
هم باسم بالتحدث ولكن اوقفه بكر الذي وضع كفه أمام ابنه يمنعه من الحديث..ليتحدث هو برزانة:
–طبعا عارفين ان كلمتك سيف يا عوني..بس احنا مش اي حد عشان نترفض..لو علي عزيز معتقدش انك تحب بنتك تتجوز راجل بالأخلاق دي ولا ايه مش انا اللى هقولك علي عزيز..هو ابن اخوك وانت ادرا بعميله
انحراج عوني من حديث بكر عن عزيز..ليتحدث بقلة حيلة مصطنعة:
–والله انا مش عارف اقلك ايه يا حاج بكر.
تحدث بكر ب وقاره وهيبته ينهي هذا الحديث :
–نقول نقرأ الفاتحة و نبقي نسايب وبينا عيش وملح..واضمن ان بنتك هتبقى في ايد امينه ومع راجل بحق يشلها جوا عنيه
كان عوني يفكر..عائله مهران اغنى بكثير منهم وسيكون ربحه من خلف ذلك الزواج أكبر بكثير من زواج صبا من عزيز ابن أخيه..لا يتخذ قراره ويتحدث بابتسامة طامعة:
–والله عندك حق يا حاج هو انا هلاقي زي باسم فين..على خيرت الله.
تحدث باسم بصوته الرجولي القوي:
–يبقى نقرأ الفاتحة وكتب الكتاب الاسبوع الجاي بإذن الله..
ليرد عوني بتلعثم:
–بس في شوية تفاصيل متكلمناش فيها..يعني..
قاطعة بكر وهو يعلم ما يريد قوله :
– احني بنفهم في الأصول يا عوني متخفش..احنا هندفع خمسه مليون جنيه مهر للعروسه دا غير الدهب اللي هتطلبه هنجبهولها ..دي مش اي حد دي هتبقي مرات ابني الكبير و كبير عيله مهران من بعدي يعني مقامها هيبقى عالي اوي عندي.
برقت عينا عوني بالطمع..هذا الزواج سيكون منجم من الذهب بالنسبة له..ليرد سريعا:
–على خيرة الله نقرأ الفاتحة والجمعة الجاية كتب الكتاب..والفرح بعدها باسبوع كمان
تحدث بكر برزانة وهدوء:
–يبقي اتفقنا على خيرة الله..نقرأ الفاتحة
رفع باسم وبكر أيديهم يقرأون الفاتحة وقلب باسم يقرع مثل الطبل وابتسامه وسيمه للغايه ارتسمت علي وجهه..واخيرا اصبحت له..لا لا سيكتب الكتاب أولا ثم تصبح له بالكامل.
بينما عوني يفكر بالربح الذي سيطوله من خلف تلك الزيجة..
انتهو من قراءة الفاتحة..اعتدل بكر وقفا ومعه باسم..ليتحدث عوني باستغراب:
–علي فين يا جماعة..مش هنشرب القهوة الاول ولا ايه
ليرد باسم :
–معلش المرة الجاية بإذن..
–والله ابدا طب حتى نقعد نتعشى سوا عشان يبقى عيش وملح.
ليتحدث بكر بجمود :
–خلاص يا عوني احنا قرينا الفاتحة وبقينا اهل..ولو علي العشاء فدا وجبنا احنا..وهنستناكو يوم الخميس عندنا نتعشا سوا وكمان العروسة تشوف بيت اهل جوزها.
ليتحدث عوني بفس الطمع اللامع بعينه.:
–طبعا يا حاج..لازم تشوف بيتها وأهل البيت كمان.
ليرد باسم بابتسامته الوسيمة:
–يبقي علي خيرة الله..مستنينكم الخميس بإذن الله.
في ذلك الوقت هبطت صبا للأسفل لتلبية نداء ولدتها..دلفت للمطبخ وتحدثت بتسأل :
–نعم يا ماما
تحدثت منال بارتباك :
_ خدي القهوة طلعيها للضيوف يا صبا
صبا باستغراب :
_ ما تخلي اي حد يطلعها يا ماما..انا من امتي بطلع قهوة للضيوف
_ معلش يا حبيبتي الكل مشغول وانا وقفه بشرف علي الاكل
تنهدت صبا بقله حيله..أخذت القهوة من والدتها وذهبت لتقدم للضيوف
وصلت أمام المجلس وهمت  ب الدلوف ولكن صُدمت مما رائت..والدها يخرج من المجلس بصحبة باسم وولده..ظلت واقفة تنظر بصدمة وجسدآ مرتعش.
بينما باسم عندما رآها زادت ابتسامته تلقائيا..
تحدث عوني موجها حديثة لصبا :
_كويس انك جيتي يا صبا..تعالي سلمي علي عريسك وابوكي الحاج بكر
صعقت نعم صعقت..باسم هنا يقف أمامها بمنزلهم..وماذا قال والدها عريسها عن أي عريس يتحدث..لم تشعر لا بيدها ترتعش بقوة لتسقط من بين يديها القهوة وتفر راكضه للأعلى سريعا..
اختفت ابتسامة باسم وحل محلها نظرة مليئه بالالم أخفاها سريعا..ليتحدث عوني مبرر موقف ابنته الخرقاء:
_ معلش يا جماعة اعذروها تصلها مكسوفه.
ابتسم باسم بتهكم وهو ينظر للدرج الذي صعدت إليه :
_لا عادي ولا يهمك.
خرج عوني مع باسم و ولده للخارج يودعهم بنفس الحرارة..صعد باسم للسيارة بعد أن ساعد والده بالصعود..قاد السيارة وهو شارد بفعلت صبا التي ركضت فور ان سمعت كلمات والدها وكأن ثعبان قد لدغها..شعر بالاختناق من مجرد تخيله انها فعلت هذا رفض له وليس خجل مثلما قال والدها..شعر بيد والده توضع على كتفه ويتحدث بتعقل:
_ خايفة
التفت له باسم وتحدث بتعجب :
_هي مين دي يا بابا
_ صبا يا ابني..انا عارف انت بتفكر في ايه..اعذرها هي خايفة ودا طبيعي 
ليتحدث باسم بابتسامة متألمه:
_ انت شوفت جريت ازاي يا بابا كأنها شافت عفريت..اكيد رفضة الجوازة دي
ليرد بكر بخبث :
_ يبقي أقنعها
ثم ربت على كتف ابنه ببعض العنف وتحدث بنبرة ذات مغزى:
_ وريني شطرتك يا ابن بلاد برة..هتعرف تقنعها ولا هتطلع اي كلام
ابتسم باسم  علي حديث والده الخبيث.. فكر قليلا ثم ابتسم ابتسامه  خبيثه وقد اتت له فكرة فعزم على تنفيذها .
بينما صبا تأخذ غرفتها ذهابا واياب..لا تصدق ما سمعته اذنها..باسم عريسها كيف.!!!..تشعر براسها تكاد تنفجر من التفكير..ولكن قلبها ينبض بجنون بسعادة لا تعلم سببها.وجدت باب غرفتها يفتح و ولدتها تدلف للداخل..ركضت بلهفة تغلق الباب ثم التفتت لولادتها وتحدثت بسرعة شديدة :
_ ماما وحياة اغلا حاجة عندك فهميني ايه اللي حصل تحت دا..وباسم المهران عريسي ازاي..طب وعزيز..انا مش فاهمة حاجة ونبي فهميني.
ابتسمت منال بحنان..ثم احتضنت ابنتها وتحدثت براحة وسعادة :
_ ربنا بعتلنا منجد يا صبا..الحمد لله ربنا مبيكسرش بخاطر حد رفع ايده و لجأ له يا بنتي..الحمد الله
ابتعدت قليلا تنظر لوجه ابنتها ألمتسأل :
_ اقعدي يا صبا انا هفهمك كل حاجة حصلت
لتجلس منال علي احد المقاعد بالغرفة بينما صبا جلست أسفل قدم ولدتها كما كانت تفعل بطفولتها  و وضعت رأسها على فخذ ولدتها تمشط لها شعرها باناملها..وتبدأ في سرد كل شيء لها
___________________________
يقف أسر أمام غرفة توليب بالمشفى.. ينتظر والده الذي اخبره احد الحرس بما حدث..دقائق و وجد أسر والده يسير بخطوات راكضة باتجاه..وقف ماهر أمام ابنه وتحدث بلهفة :
_ توليب مالها يا اسر..ايه اللي حصل
ليرد أسر بهدوء وبرود يخفي خلفة قلقه :
_ مفيش يا بابا..هو بس
وسرد  له ما حصل بالمول..و ما أن انتهى حد هدر به ماهر بعنف:
_ وانت ايه مبتفكرش..مفكرتش انها معاك وممكن يحصلها حاجة وانت عارف انها بتخاف
غضب أسر من طريقة حديث والده ليرد وهو يحاول لجم غضبه :
_ وانا هعرف منين انها هتخاف كدا من مجرد خناقة..مش زنبي انها جبانة وبتخاف من كل حاجة..انا كنت بدافع عنها
مسح ماهر علي وجهه بعنف محاولا الهدوء.. تنفس بعمق..ثم تحدث بهدوء تلك المرة :
_ يا ابني توليب مرت بحاجات خلتها تخاف من خيالها  مش تخاف من خناقة  بس..انت لو شوفت توليب دي من ست سنين كنت فهمت انا بقول ايه دلوقتى.
عقد جبينه من حديث والده الغامض..ليتحدث باستغراب وتسأل:
_   هتكون مرت بآية يعني.
ليرد ماهر مغيرا الحديث :
_ مش وقته يا اسر..وسع علشان ادخلها
لي يوقفة أسر سريعا قائلا :
_ استني يا بابا الدكتورة قالت نسبها ترتاح وبلاش دوشه حوليها
نظر ماهر بعينا ابنه ليجد بهم قلق ولهفة ظاهرة بوضوح ، أومأ برأسه وجلس على احد المقاعد وجلس بجانبه أسر وعيني الاثنين مسلطة على غرفة توليب.
بينما توليب نائمه ، وغارقة بأحد كوابيسها المخيفة
………………
جالسه  بأحد زوايا غرفتها محتضنا قدمها وترتعش خوفا..انتفض جسدها فزعا عندما فتح باب غرفتها بعنف ودلف منه شاب بالعشرين من عمره..يمشط بعينه الغرفة باحثا عن تلك الطفلة ذات الثانيه عشر عام..ابتسم بشر عندما وجدها بأحد زوايا الغرفة منكمشة على نفسهَا بخوف ، أصبح يقترب منها ببطء مخيف جعلها ترتجف اكثر خوفا من القادم..وصل إليها  ثم انحني ليصبح في مواجهتها..تأمل ملامحها الجميله المزعورة وعينها الخضراء التي تزرف الدموع بصمت..رفع سبابته لينتشل تلك الدمعة من على وجنتيها ثم وضع أصبعه في فمه يتذوق ملوحتها بتلذذ..بينما تلك الطفلة المسكينة تحدثت بتلعثم وخوف :
_ والله ماما هي اللي قلتلي..روحي العبي مع صحابك.
نظر لها بابتسامة شيطانية ، ثم على حين غرة قبض على خصلاتها الطويلة جعلها تصرخ بألم..وضعت يدها سريعا تكتم صوتها حتى لا يغضب اكثر.
تحدث هو بهدوء مخيف وهو يقبض على خصلاتها بعنف أكبر:
_ بس انا قولت متلعبيش مع حد صح ولا لا..
هزت رأسها سريعا  بنعم
لتفتح عينها على وسعهاَ وهي تراه يخرج البرجل الخاص بها من جيب بنطاله وهو يبتسم بشر..مرر الجزء الحاد من البرجل علي قدمها الظاهرة من ذلك البنطال القصير..وتحدث بحزن مصطنع:
_ انا هسامحك المرادي عشان انتي عارفة انا بحبك اد ايه..بس دا ميمنعش انِ أعاقبك عقاب صغير يفكرك بغلطك..
كانت تبكي بخوف لا تعلم ماذا سيفعل ذلك المجنون تلك المرة..صرخة قاتله كتمها هو سريعا بكفة..عندما غرز ذلك الجزء الحاد من البرجل بقدمها..كانت قدمها تنزف بغزارة والدماء أصبحت تغرق الارضيه من اسفلها..وذلك الحقير ينظر للدماء وعلي وجهه علامات الانتصار..بينما تلك الطفلة فقدت وعيها من شدة الذعر وآلام..
انتفضت توليب من نومتها تصرخ بشدة..سمع اسر وماهر صارخها ليركض أسر سريعا يقتحم الغرفة بقلق ليجدها محتضنه نفسها وتصرخ بشدة..ركض إليها واحضنها بقوة للتشبث به بقوة أكبر وهي تهزِ ببعض الكلمات..
توليب بزعر :
_ مش هلعب تاني…انا مليش دعوا..ماما هي اللي قالتلي..ونبي خلاص..خلاص كفايه..
كان ماهر يقف يراقب حالتها وقلبه يتمزق عليها..حتى ان عينيه ادمعت
بينما أسر كان يحضنها بقوة شديدة ويتحدث بجانب أذنها بحنان يحاول تهدئتها:
_ اهدي يا توليب..اهدي انا جنبك.. متخفيش انتي في حضني..توليب اهدي يا ماما..انا هنا
تمسكت به اكثر وتحدثت ببكاء شديد :
_ أسر..انا خايفة اوي..
تحدث بحنان وهو يبعد شعرها عن عنقها وبحنان تحدث قائلا:
_ اهدي خالص متخفيش انا هنا..انا عايزك بس تتنفسي كويس واهدي..انتي في حضني ومحدش يقدر يكلمك
وبالفعل فعلت توليب ما قاله أسر لتهداء وتعود لرشدها..ابعدها أسر عنه بهدوء ليرا وجهها الذي أصبح منتفخ من أثر البكاء..رفع سبابته يمسح تلك الدموع بحنان ، وتوليب ساكنه للغاية لا تفعل شى سوى التنفس كما أمرها أسر
كان اسر يتنفس معها حتي يجعلها تهدأ وهي تراقبه وتتنفس معة بهدوء.. اقترب ماهر من توليب واحتضنها بحب اوي وتحدث قائلا:
_ ايه يا روحي احسن
احتضنته توليب هي الأخرى متحدثة بإرهاق :
_ الحمد  الله يا بابا..هو ايه اللي حصل
كان أسر مذال جالس على طرف الفراش..فحدث بهدوء قائلا:
_ انتي اغمى عليكي واحنا في محل اللبس..انتي مش فكرا
تذكرت توليب ما حدث وضرب أسر لذلك الرجل ليرتعش جسدها بقوة وتتمسك بذراع ماهر..ثم تحدثت موجهة حديثها لماهر:
_ بابا
_ نعم يا روحي
_ انا عايزة اروح
_ حاضر يا حبيبتي
تحدث أسر وهو يعتدل وقفا وينظر لها:
_ هنادي الدكتورة تتطمن عليكي الاول
خرج أسر وأمر أحد الحرس أن يحضر الطبيبه ، وبالفعل أتت الطبيبة لتطمئن علي توليب…انتهوا لتخرج توليب من المشفى وهي ترتدي جاكيت البدلة الخاصة بأسر بعد اصراره على ذلك ..ساعدها بصعود السيارة وجلس هو بالإمام بجانب السائق بينما توليب تجلس بالخلف تضع رأسها علي كتف ماهر و يبدو عليها الإرهاق الشديد..ظل طوال الطريق مسلط عيناه عليها من خلال المرأة امامه..وجدها تغمض عيونها بنعاس
وصلا اخيرا للقصر وقف هبط أسر من السيارة ثم فتح الباب الخلفي ليجد ماهر يشير له بالهدوء وهو يعدل من رأس توليب على كتفه وكان علي وشك إيقاظها ولكن تلك المرة أسر أشار له بالهدوء..اقترب أسر منها بجزئه العلوي لف احد زراعيه علي خصرها والآخر أسفل ركبتيها ليحملها باحضانه بخفة..صُدم ماهر من فعلت أبنه..لم يتوقع ذلك.
دلف أسر للقصر وتوليب باحضانه نائمة..صعد بها للأعلى ثم  لغرفتها…دلف للغرفة وهو يحملها ..وضعها بفراشها بهدوء و حذر خاشيا أن يوقظها..دثرها جيدا بالغطاء ..ثم وقف أمام الفراش يتأملها قليلا ، وهو يفكر بحديثها  بالمشفى وخوفها الشديد..تنهد بتعب ، ثم خطي في طريقه للخارج وقبل أن يطفي اضائت الغرفة التفت يلقي نظرة أخيرة عليها وعلى طلتها الجميلة رغم تعبها الشديد ..جائته إحدى أفكاره الوقحة في تقبلها… اغلق الضوء سريعا واغلق باب الغرفة خلفه..وتحدث ينهر نفسه بعنف قائلا:
_ انت اتجننت يا بني آدم انت..حتي وهي م
تعبانة دا انت بقيت مجنون خالص..بس بقى كفايه الأفكار الزباله دي. 
سار بخطوات قوية للاسفل يبحث عن والده..وجده يقف بمنتصف البهو ينتظره..
وقف أسر أمام والده وتحدث بجمود :
_ بابا احنا محتاجين نتكلم في موضوع توليب..في حاجات انا عايز اعرفها
ليرد عليه ماهر بتأيد :
_ عندك حق …تعالي ورايه علي المكتب
ليخطي ماهر للمكتب وخلفه أسر…
يتبع….
لقراءة الفصل السادس : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد