Uncategorized

رواية جحيم الفارس الفصل العشرون 20 بقلم ايمان محمود

 رواية جحيم الفارس الفصل العشرون 20 بقلم ايمان محمود

رواية جحيم الفارس الفصل العشرون 20 بقلم ايمان محمود

رواية جحيم الفارس الفصل العشرون 20 بقلم ايمان محمود

-ايه اللي عمل فيكي كدا؟
هتف “فارس” بجمود وهو يوجه أنظاره المذهولة الي هيئة زوجته المريبة ، كانت شاحبة وشاخصة الأبصار ، عيناها تتحركان بعصبية غريبة وحجابها مشعث قليلا ، نظر لملابسها ليرتاب قلبه عندما وجدها مبعثرة وقد تمزقت أكتاف فستانها ، صاح من جديد محاولا نفي ما يدور برأسه لنفسه:
-اي اللي عمل فيكي كدا انطقي
أزاحته بهدوء ودلفت للداخل ، كانت متوجهة الي المرحاض لولا أنه قبض علي يدها بقوة ليصيح في وجهها بعنف:
-اقسم بالله لو ما نطقتي ليكون يومك اسود يا زينة
حاولت الحديث لكنها فتحت فمها لتغلقه من جديد ، هزها بعنف صارخا بحرقة تنهش قلبه:
-حصل ايييييه!!!
-مش عارفة
هتفت بتيه لتتفاجأ بصفعة قوية أدارت وجهها بقوة..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
عدّلت “سلمي” من وضع ملابسها لتتنهد بتعب ، كانت قد تزينت بناءً علي أوامر زوجها لكنها تشعر بأنها لا تريد هذا ، نظرت للقميص القصير الذي ترتديه لتتنهد بإرهاق ، متي سينتهي هذا العذاب!..
انتبهت الي نداء سعيد المتكرر فخرجت له لتراه ، كان جالسا علي الأريكة ببنطال منزلي فقط ، رأت قميصه ملقي أرضاً بجانبه فلم تعقب ، انتظرت حتي يتحدث هو كي لا تثير غضبه فتفاجأت به يهتف بعبث بعدما رفع صوت إحدي الأغاني التي انبعثت من هاتفه..
-ارقصيلي
ابتلعت ريقها بتوتر وتململت في وقفتها تحاول لملمة شتات نفسها لتنفذ له مطلبه لكنها انفجرت لتنهمر عبراتها بألم علي حالها ، قلب عينيه بضيق ليغلق الأغاني ويستقيم متوجها اليها ، انكمشت بذعر خوفا من أن يعاقبها بالضرب لكنها تصنمت مكانها عندما جذبها اليه ليعانق خصرها بجفاء ، ازدردت ريقها بتوتر لتغمض عيناها بقوة عندما سمعته يهمس ببرود:
-علي فكرة قربت اجيب أخري منك
شد علي خصرها لتتأوه بخفوت ليهمس هو مكملا بنبرة جليدية خالية من المشاعر:
-مبحبش أعيد كلامي هاا!
هزت رأسها بخنوع محاولة تجنب غضبه في حين انحني هو ليحملها بين يديه متوجها الي غرفتهما تاركا اياها تتخيل برأسها ما ستنتهي به تلك المأساة القادمة وقد تملك الذعر منها ليشل أطرافها!..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
الساعة 2:00 صباحا..
انتفضت “درية” بلهفة لتفتح الباب لذلك الطارق المجهول وقلبها ينتفض بمكانه من القلق ، استعادت أنفاسها فور رؤيتها لابنها يقف أمامها بملامح جامدة ومن خلفه “زينة” التي بدت ملامحها غير مبشرة علي الإطلاق..
كادت تسألهما عن سبب قطع إجازتهما المفاجئ لكن “فارس” لم يمهلها وقتا بل تركها وصعد الي غرفته سريعا وتبعته “زينة” بعدما طمئنتها علي حالهم..
……
وقفت “زينة” أمام غرفتهم لا تدري ماذا عليها أن تفعل ، انهمرت دموعها بألم وهي تتحسس وجنتها متذكرة تلك الصفعات المتتالية التي حصلت عليها منه ، هي المخطئة وتعلم هذا لكنه لم يترك لها الفرصة للتبرير ، تنهدت بألم فقد كانت الامور بينهما تكاد أن تنصلح لولا أن خرّبتها هي بفعلتها تلك..
دلفت بعد فترة ليست بالقصيرة حاولت خلالها استعادة رباطة جأشها لتبلل شفتيها بتوتر حالما رأته جالسا علي السرير يضع يديه بين رأسه وقد تثاقلت الهموم فوق رأسه ، حاولت الحديث لكن قلبها لم يطاوعها..
تحركت متجهة الي المرحاض ليوقفها بنبرة جامدة:
-انتي رايحة فين!
جف حلقها فهتفت بعد فترة حاولت خلالها إيجاد صوتها:
-هغير هدومي
رمقها بتقزز أشعرها بالدنائة ليتحدث بجفاء وهو يسبقها الي المرحاض:
-لا نامي بعفانتك النهاردة ، واه.. نامي علي الأرض عشان لو طلعت لقيتك علي سريري او علي الكنبة مش هيحصلك طيب يا زينة
-انت بتهزر!
أجابت بنبرة مرتجفة ليرد هو بقسوة:
-ههزر ليه في حاجة زي دي!.. أطلع ألاقيكي علي الأرض.. عشان دا المكان المناسب ليكي
دلف الي المرحاض وصفع الباب من خلفه بقوة لتنتفض بعنف وقد انهمرت دموعها بغزارة ، جرح كبريائها بكلماته لكن جزء ما داخل عقلها يصرخ مخبرا إياها بأن أي شخص لو وُضع بموقفه لتصرف مثله!..
مسحت دموعها بعنف لتغير ملابسها الي منامة منزلة من اللون الأبيض وتتوجه إلي الأريكة ، كادت تستلقي لكنها تذكرت حديثه لتتجمد مكانها لثواني ، أرادت الانصياع لأوامره كي لا تشعل فتيل غضبه فيصفعها من جديد لكن ذلك الجزء المتمرد بداخلها أبي أن تنصاع له فيفرض عليها أوامره المجنونة فاستلقت علي الأريكة براحة ملقية بكلماته عرض الحائط غير واعية لأن ما تفعله لن يكون في صالحها.. حتما!..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
خرج “خالد” من غرفته _وأخيراً_ بعدما كان قد سجن نفسه بين جدرانها ، نظر لوالده الذي جلس يناظر شاشة التلفاز بعيون خاوية ليهتف بصوت متحشرج:
-انت كويس يا بابا؟
انتبه “جمعة” له فعض شفتيه بتوتر ، أيخبره بأمر “سلمي” أم أن عليه أن يصمت؟!..
لم يستغرق الأمر منه ثواني قرر من بعدهم أن يخبئ عنه الأمر فهو العالم بتهور ابنه والذي لن يتواني عن الذهاب لذلك الـ”سعيد” والقصاص منه جزاءا لما فعله بمحبوبته..
رد بعد فترة من الصمت أثارت بعض الشكوك في نفس “خالد” :
-الحمد لله كويس ، انت عامل اي دلوقتي؟!
تنهد “خالد” بقوة مفرغا تلك الشحنات السلبية التي بداخلها أمام والده علّ قلبه يرتاح ولو قليلا ، التقط عدة أنفاس قبل أن يهتف بنبرة حبيسة معذبة:
-وحشتني اوي ، عارف اني مينفعش أفكر فيها عشان بقت مرات واحد تاني بس والله مش عارف ، انا حاسس اني عايز اضرب نفسي عشان انا اللي ضيعتها من ايدي بس..
ربت “جمعة” علي كتفه بحنان مقدرا ما يجيش بصدر ولده لكنه هتف بحزم في النهاية:
-لازم تشيلها من دماغك يا خالد ، هي خلاص بقت علي ذمة.. راجل.. تاني
سخر بحديثه فمن هذا الذي يطلق عليه لقب (رجل) وهو الذي لم يري من الرجولة دقائق!..
لم ينتبه “خالد” لسخرية والده فقد شرد بخياله كالعادة في تفاصيل تلك الهوجاء البربرية خاطفة أنفاسه والتي يتمني لو يطمئن عليها ولو من بعيد ليريح لوعة قلبه المشتاق..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
في غرفة “فارس”
صرخت “زينة” بقوة عندما جرها “فارس” من شعرها بعصبية ليلقي بها أرضا هاتفا بعصبية لم يستطع السيطرة عليها:
-انا مش قلتلك ان مكانك في الارض!!!!
كادت تتحدث لكنه انخفض لمستواها ليجذبها من شعرها جاعلا وجهها في مواجهته ليهتف بشراسة لم تعتدها منه:
-انتي اللي جبتي اخري يا زينة ، ويمين بالله لاوريكي النجوم في عز الضهر ، انا بقي هربيكي من اول وجديد يا بنت عبدالله
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
بعد ثلاثة أسابيع
ترنحت “سلمي” بألم وهي تحاول الوقوف علي قدمها اليسري دون أن تؤذي قدمها الأخري أكثر من ذلك ، لقد صرخت في وجهه الليلة الماضية فلم يبخل عليها بالضرب حتي شعرت بأن قدمها اليمني قد كسرت ،  جلست بألم لتدلك قدمها بأنين متألم ، لما عليها تحمل ذلك اللعين!.. فقط لما!..
استمعت الي صوت الباب يفتح فنهضت بحذر وتوجهت لاستقباله ، كان وجهه مكفهرا فخشيت أن تتحدث بما لا يرضيه..
-حضريلي الطفح
تنهدت وتوجهت الي المطبخ بينما تعرج علي قدمها محاولة التماسك أمامه ، لم ينتبه لها وتوجه الي غرفته ليبدل ثيابه حتي تنتهي..
…….
جلس “سعيد” الي المائدة ليبدأ بتناول الطعام بصمت ، تناول بضعة لقيمات من الطعام لتصرخ بذعر حالما ضرب الطاولة بيده ليصرخ فيها بقرف:
-اي القرف اللي انتي عاملاه دا؟
ارتجفت لا تعلم بما أخطأت لتصرخ بقوة عندما جذبها من شعرها ليصرخ فيها بقوة ، دفعها بعيدا عنه بعنف ليتعالي صريخها حالما استندت بكامل جسدها علي قدمها اليمني محاولة تفادي السقوط..
-اكتمي يا بت
صرخ فيها لكنها لم تستطع التحمل فتعالت صرخاتها من جديد وهي تشعر بأن قدمها تكاد تنفجر من شدة الألم..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
في منزل “محسن”
تقربت “ليلي” من “محسن” لتهتف بدلال محاولة لفت انتباهه عن التلفاز ولو لثواني:
-يا محسن ركز معايا شوية
-اصبري شوية
زفرت بحدة لتقلب عينيها بملل ، جلست لدقائق محاولة تمالك أعصابها لكنها لم تستطع التحمل فنهضت متوجهة الي التلفاز لتنزع قابس الكهرباء لتعود وتقف أمامه ، تخصرت لتهتف بضيق:
-ممكن افهم انت بتتجاهلني ليه من ساعة ما جيت؟
مسح علي وجهه بنفاذ صبر لكنه حاول تمالك نفسه ، استقام وتوجه الي الغرفة بصمت لكنها أوقفته بتشبثها بقميصه ، التفت لها لتتقرب منه هاتفة بعبوس طفولي محبب:
-خلاص بقي انا اسفة ، هعتذرلك كام مرة عشان تسامحني بقي؟
-انتي شايفة اللي عملتيه يستحق كام اعتذار يا ليلي!
تألقت الدموع بعينيها لتقترب منه دافنة رأسها في صدره ، لم يتحرك لتلف يديها حول خصره معانقة اياه بحنين ، همست بمشاعر صادقة نبعت من داخلها:
-اسفة ، والله اسفة ، عارفة اني غلطت وغلطي كبير بس مكنش قصدي ، انت عارف اني عبيطة ومش بفكر قبل ما بعمل الحاجة وهو .. صدقني انا مكنتش بفكر فيه بالطريقة دي اصلا .. عشان خاطري كفاية يا محسن ، وحشتني اوي
أبعدت رأسها عن صدره لترفعه لتواجه عينيه ، رفعت ذراعيها لتلفهما حول عنقه متقربة منه بشوق ، أغمضت عيناها باستسلام منتظرة منه مبادلتها ولو جزء من لهفتها تلك لكنه فاجأها بإبعاده لذراعيها عنه ليهتف بجمود وهو يتوجه للداخل:
-انا عايز انام 
تركها وأغلق الباب من خلفه في حين وقفت هي مصدومة لا تكاد تستوعب ما فعله معدوم المشاعر هذا..
تنهدت بيأس ففي الأول والأخير هي المتسببة الوحيدة لكل ما يحدث ، لكنها لن تيأس ، نعم أفسدت علاقتهما بغبائها لكنها واثقة أن باستطاعتها إصلاحها وهي ستعمل علي هذا
……
جلس “محسن” بالداخل واضعا رأسه بين كفيه وقد أنهكه التفكير ، شرد قليلا فعاد بذكرياته الي ذلك اليوم المشؤوم الذي بدأ منه انفصاله..
~فلاش بااك~
دخل “محسن” الي الشقة لينادي بصوت جهور:
-ليلي ، ليلوووو ، لولاااا
أتاه صوتها من المطبخ قائلة:
-انا في المطبخ يا محسن
ابتسم وتوجه لها ليحييها ليتوجه بعد ذلك الي غرفته ليغير ملابسه ، دلف الي الغرفة ليعقد حاجباه عندما وجد هاتفها يرن وقد بدا أنه يرن منذ مدة ، التقطه ونظر الي المتصل ليعقد حاجباه عندما رأي اسم (علي) يظهر أمامه ، هرب عقله فأجاب سريعا وهو يكاد ينفجر من الغيظ ، اشتعل وهو يستمع الي صوت ذلك الرجل يأتيه من الجهة الأخري هاتفا باسم زوجته بلهفة لم تخفي عليه ، لم يستطع التحمل فصرخ بذهول:
-انت مين؟
تلعثم “علي” ليتحدث بتوتر:
-هو مش دا رقم مدام ليلي؟
-ايوا رقم مدام ليلي انت مين؟
تحمحم “علي” قبل أن يتحدث بتردد:
-طب حضرتك مين؟ اخوها ؟!
-انت اللي مين؟!
-انا…
قاطعهم دخول “ليلي” المفاجئ والتي نظرت لـ”محسن” بدهشة هاتفة بتساؤل:
-بتعمل ايه؟
لف الهاتف ليواجهها لتبتلع ريقها بتوتر حالما رأت اسم “علي” ينير الشاشة وقد بدا أنهما يتحدثان منذ فترة ، انعقد لسانها فلم تستطع الإجابة لتصرخ عندما ألقي الهاتف أرضا بعصبية لتنكسر شاشته ، لم تهتم للهاتف بل نطقت سريعا محاولة تبرير موقفها:
-والله العظيم مجرد صديق ، والله صديق بس 
-صديق!!! بقي بتكلمي راجل من ورايا وعطياله رقمك وبتقوليلي صديق!! انتي مجنونة؟
صرخ بعنف لتهتف بسرعة:
-والله العظبم مجرد صديق يا محسن ، هو أصلا مكنش بيرن عليا ولا كان بيتكلم معايا كتير 
اقترب منها ورفع يده راغبا بصفعها لكنه توقف ليتراجع للخلف ، ليس رجلا قد يستغل قوته ليمد يده علي أنثي حتي وان أخطات فكيف يفعل هذا بزوجته؟!..
انكمشت هي بذعر عندما ظنت أنه سيضربها لتتقافز الدموع من عينيها برعب ، تعلم أن خطئها فادح لكنها لم تقصد هذا ، حاولت التحدث لكنه قاطعها بجمود:
-عرفتيه منين؟
تلعثمت لكنها صمدت لتتحدث سريعا محاولة توضيح ما يحدث:
-كان معايا في جروب علي الفيس ، رد عليا في كذا كومنت وبعدين لقيته دحلي برايفت ، والله كان بيتكلم معايا عادي وباحترام جدا وعمره ما كلمني في حاجة وحشة ، قالي.. قالي انه بيعتبرني زي اخته وانا والله قلتله اني متجوزة اصلا ، انا اسفة والله اسفة.. انا..
-انتي خاينة
-والله ما خونتك
صرخت بلهفة لكنه قاطعها بقسوة:
-لا خنتيني يا ليلي ، خنتيني لما سمحتي لراجل غريب انه يتمادي معاكي في الكلام ، خنتيني لما معملتيش للحيوان دا بلوك اول ما دخلك برايفت ، خنتيني لما عطتيله رقمك ، خنتيني لما سمحتي لنفسك انك تسجلي رقم واحد غريب علي تليفونك وتسمحيله يرن عليكي ، خنتيني وانا اللي كنت فاكرك بتحبيني ، خنتي ثقتي فيكي وكسرتيها ، زي اخوكي!!!..
انتي مصدقة نفسك يا ليلي؟ بتكلميه زي اخوكي؟ ليه عملتي فيا كدا؟ ليه كسرتيني كدا؟!
نفت رأسها بقوة تحاول تصحيح سوء التفاهم ذلك لكنه لم يمهلها وقتا بل هتف بقسوة وقد غامت عيناه:
-انتي طالق
تركها وخرج من المنزل بأكمله وعقله يكاد يتوقف عن العمل ، مرت ساعات قضاها بالخارج ليعود الي المنزل بعد منتصف الليل ، وجدها لا تزال جالسة تنتظره وقد أنهكها البكاء وتورمت عيناها ، ناظرها باشمئزاز قبل أن يهتف بحدة:
-أنا رديتك ، قومي اجهزي ويالا عشان هوديكي عند أهلك 
-رديتني؟ طب هتوديني عند اهلي ليه؟
تسائلت بتيه ليرد فورا:
-انتي خلاص كدا جبتي اخرك معايا يا ليلي ، انتي دمرتي كل حاجة باللي عملتيه ، انا مكنتش هردك اصلا بس وليه احررك! انا هخليكي علي ذمتي واوقف حالك بدل ما المحترم علي ياخدها فرصة وييجي يتقدملك ولا حاجة
أوجعتها كلماته المغلفة بالاتهامات فحاولت الحديث لكنه ردعها بجمود:
-خشي حضري هدومك يا ليلي
حاولت التأثير عليه بدموعها لكن صدمته فيها كانت أكبر من أن تُمحي ببعض الدموع فبقي ثابتا علي قراره..
~اند فلاش بااك~
عاد للواقع غلي اثر لمساتها الدافئة ليفاجئها بـ…
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
جلست “زينة” علي الأرض تتكور علي نفسها بضيق وهي تحاول التفكير في حل لذلك المأزق ، لقد شرحت له موقفها وأخبرته بما حدث لكنها تعلم أنه لم يصدقها والدليل علي ذلك معاملته الجافة..
لم يضربها منذ أتيا للمنزل لكنه لم يكن يتعامل معها سوي ونظرات النفور والاشمئزاز تعلو وجهه مما جعلها ترغب بقتل نفسها ، كانت سعيدة لأنها حصلت وأخيرا علي حياة سعيدة لكنها دمرت كل ذلك بغبائها ، شردت قليلا فعادت بذكرياتها الي تلك الليلة اللعينة و….
~فلاش بااك~
جلست ” زينة ” الي جانب “فارس” تتأمل ملامحه بصمت ، كان مرهقا من مرحهما طوال النهار بالخارج فغرق في النوم حالما لامس جسده السرير ، هزته برفق وحاولت ايقاظه لكنه غمغم بنعاس وأبعد يدها عنه ، تأففت فهي تشعر بالاختناق وتريد الهبوط للأسفل قليلا ، حاولت الجلوس وانتظاره حتي يستفيق لكن الدموع تجمعت في عينيها فلم تستطع الانتظار لتتركه وتهبط للأسفل للتنزه قليلا علّها تريح بالها قليلا..
كانت الليلة هي الذكري السنوية لوفاة والدها مما جعلها تود الانفراد بنفسها قليلا ، توقفت أمام الشاطئ لتنهمر دموعها في حزن ، لقد عانت في منزل عمها منذ وفاة والدها وكم تتمني أن تنتهي هذه المعاناة ، أغمضت عينيها وتنهدت بقوة قبل أن تفتحهما من جديد لتجلس علي الشاطئ ، ابتسمت بتلقائية وهي تتذكر “فارس” عندما نام بجانبها في ذلك اليوم علي الشاطئ ، كانت تبتسم وهي تنظر أمامها بشرود وعقلها يعبث بذكرياتها بعنف وفجأة..
يتبع…
لقراءة الفصل الحادي والعشرون : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا
 نرشح لك أيضاً رواية حبه عنيف للكاتبة ضي القمر

اترك رد