Uncategorized

رواية واقع مغاير الفصل الثاني 2 بقلم فاطمة المفرهدة

 رواية واقع مغاير الفصل الثاني 2 بقلم فاطمة المفرهدة

رواية واقع مغاير الفصل الثاني 2 بقلم فاطمة المفرهدة

رواية واقع مغاير الفصل الثاني 2 بقلم فاطمة المفرهدة

ست شهور كل يوم بشركة شكل ومقابلة شكل، وللأسف الشديد اول مرة افهم أن أكبر غلطة عملتها فى حياتي هي أني افكر اني هاقدر اثبت نفسي، الحقيقة المُرة اني كنت باسيب أسئلة من غير اجابات عشان مجموعي ميكونش كبير، فكرت أن مش مهم الكلية، مش مهم القمة أو القاع، احنا اللي بنصنع قمتنا بنفسنا، محدش قاللي ان الواقع غير منصف للدرجة دي
يمكن أنا اتوفقت فى دراستي بس الحياة العملية ولا الهوا.
مع كل رنة موبايل كنت منتظر اي حد يوافق عليَّ، مستعد اشتغل فى أي مكان بأي مرتب، بس يبقا اسمي باشتغل.
فكرت كتير أبيع الشقة اللي عايش فيها دي واعمل اي مشروع صغير، مينفعش ايأس حالياً، بس عارف انها مش هجيب فلوس كتير، وكمان بعدها مش هيكون فيه مكان اعيش فيه.
طول الست اعتمدت على شغل الأونلاين بيجيب فلوس اه لكن مش مضمون، موجود يوم وعشرة لأ.
: عامل ايه؟
مش هكذب واقول أني مش مشتاق له، بس هو خذلني، خلاني اعيش حاجات كبيرة عليَّ، اتبهدلت لمجرد اني محققتش أحلامه اللي كان نفسه يشوفها فيَّ
  – عايش
 : عرفت أنك مش لاقي شغل
  – عرفت!… وياترى عرفت ازاي؟!
 : طول الوقت كنت متابعك من بعيد، عمر ما فيه اب يكره لولاده الخير 
  – لأ فيه، حضرتك اهو خير مثال 
 : بتقول ايه؟!
  – مش دي الحقيقة، طول الوقت بتضغط عليَّ عشان ابن اخوك ميكونش احسن من ابنك، وعشان مينفعش أقل عن اخواتي!.
 : أنا عمري ما اتمنيت غير اني اشوفك احسن حد فى الدنيا
  – الدنيا هدتني، وانا كنت مفكر اني لما اعاندك هاكون مبسوط لكن للأسف أنا تعبت.
 : قصدك ايه بأنك بتعاندني؟!
  – ايوا أناا عملت كل دا عنداً فيك، عشان تسيبني اعمل اللي انا عايزه، كنت قاصد اجيب مجموع قليل أو بمعنى أصح كنت قاصد اعيد السنة!.
اول مرة اشوف الكسرة دي على وشه، بس ليه هو متضايق مش مفروض يكون شمتان فيَّ اني فشلت فى الطريق اللي اختارته من البداية
: هتعمل ايه دلوقت؟
  – مش عارف، بافكر اسافر اي بلد أوروبي يمكن الاقي هناك اللي مش هنا، أو أبيع الشقة دي واعمل اي مشروع صغير بالفلوس اللي معايا بس للأسف ممكن احتاج عليها تاني
 : خليك فى بلدك وانا معاك، ارجع لـ بيتك وهتلاقيني فى ضهرك دايما.
  – ليه؟!
 : مفيش اب محتاج يتسأل بتحب ولادك ليه!.
  – أنا كنت باعاندك، ودلوقت عايز تساعدني!.
 : عايزك تكون بخير، مش عايز اكتر من كدا.
اول مرة افهم أن مهما حاولنا نطير من غير مساعدة مش هننجح، لازم نتسند على عيلتنا، نتعلم الطيران واحدة واحدة، هما اكبر دافع لينا عشان ننجح.
جمعت كل ما املك، واشتريت محل مش كبير لكنه هيقي الغرض، فتحت سوبر ماركت ودراستي ساعدتني شوية اني افهم الدنيا ماشية ازاي، عدت فترة مع شغل الأونلاين بدأت أجمع فلوس عشان المحل يكبر، رجعت لعيلتي تاني، وهما بكل هدوء رجعوني واحد منهم، محدش عاتبني يمكن دي اكتر حاجه ريحتني جدا .
سنة مرت عليَّ بحلوها ومُرها، سنة ما بين تعب وإرهاق وفرح ولحظات سعادة مسروقة ربنا كان بيعوضني فيها، المحل كبر واشتريت محل تاني اكبر، وكمان فتحت كوفي شوب جمبه، قدرت اني اثبت لنفسي أني مش محتاج وظيفة فى شركة، اكتر حاجه فهمتها أنه مفيش اهم من العيلة، مهما تقع وتقوم وتخبط فى طرُق غلط كتير هما دايما موجودين، بيحبوك لو كنت شحات أو حتى وزير!.
‘ أنت يابني
  – نعم
‘ عرفت ان شركة أمازون هتفتح فرع ليها فى مصر، جهز “السي في” بتاعك عشان نقدم سوا
  – انت بتستهبل يا “سعد” وشغلك
‘ أهدى بس هاقدم الأول لو اتقبلت خير وبركة، متقبلتش شغلي موجود زي ما هو
  “على عتبة الواقع المؤلم تضيع نفوس، والأقوى هو من ينجو بأعجوبة”
يتبع…..
لقراءة الفصل الثالث : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!