Uncategorized

رواية شعيب الفصل الثاني 2 بقلم شيماء عصمت

 رواية شعيب الفصل الثاني 2 بقلم شيماء عصمت
رواية شعيب الفصل الثاني 2 بقلم شيماء عصمت

رواية شعيب الفصل الثاني 2 بقلم شيماء عصمت

أرتفع رنين هاتف شعـيب بشكل لحوح ليجد أتصال من زهرة لينسحب إلى أحد الأركان هادراً بقوة:زهرة أتأخرتي ليه قلقتيني عليكِ
أنتظر ردها بلهفة وقلق ولكن ما وصله كان أبعد مما تخيله
شحبت ملامحه شاعرًا بقبضة تعتصر قلبه غير قادرًا على التنفس
أنتبه سـالم لحالة شعيب فأقترب منه قائلا بقلق: شعـيب أنت كويس؟ شعـيب!!
شعـيب بذهول: زهرة .. زهرة عملت حادثة
فوزية بصراخ: بنتي
………………
بعد قليل كانت عائلة مهران في المستشفى ماعدا “حنان” التي جلست مع أحفادها
كان شعـيب في وضع لا يحسد عليه ، يتحرك في ممر المستشفى وقد بدأ يفقد صبره ، يشعر بـ القلق ، اولخوف ، وشعور موجع بالفراق! يتمتم بكافة الأدعية التي يحفظها ، يرجوا الله أن يرأف بحاله وحال أسرته وبناته!
الوقت يمر ببطيء مهلك للأعصاب
وأخيرا خرج الطبيب من غرفة العمليات فأقترب الجميع منه وعلى رأسهم شعـيب متوتر الملامح
صاح شعيب منفعلاً: زهرة يادكتور أخبارها أيه
الطبيب بـأسف: البقاء لله
تعالت الشهقات المصدومة مع صراخ فوزية الذي شق سكون المستشفى ثم سقطت فاقدة الوعي
أنقض شعيب على الطبيب قائلا بصوت مرعب وملامح قاتمة: أنت بتقول أيه؟ مراتي فين؟ مرااااتي فين أنطق؟
شحب وجه الطبيب برعب قائلا بخوف: وحد الله ياأستاذ أمر ربنا وأحنا حاولنا على قد مانقدر ننقذها هي و “الجنين” ، لكن للأسف كانت جاية في حالة حرجة جداً .. الشاحنة اللي ضربتها .. ضربتها ضربة شديدة
أقترب سـالم من شعـيب يحاول تخليص الطبيب المذعور
سـالم بحزن: إن لله وأن إليه راجعون .. سيب الدكتور ياشعيب سيبه وسيطر على أعصابك بناتك محتاجينك
كان شعيب في حاله من الذهول والأستنكار لا يعي ما يحدث؟ هل حقاً ماتت زهرة!! هي والجنين!!
أتسعت عيناه بشكل مرعب وكأنه أدرك أنها بالفعل قد ماتت والأقسى أنها كانت تحمل في أحشائها قطعه منه .. ماتت ومات طفله قبل أن يعرف بوجودة!!
صرخ بصوت مزق نياط قلبة: زهــــرة
××××××××××
بعد مرور الوقت في منزل آل مهران
كانت لتين تلتحف بالسواد .. تسمع كلمات التعازي والمواساة .. دموعها لاتجف .. قلبها يحترق .. اليوم خسرت أختها وتؤام روحها .. تلك الأخت الحنونة ، العطوفة .. صاحبة أنقى وأطهر قلب .. ماتت فجأة دون مقدمات ماتت في حادث سير وتركت طفلتين في عمر الزهور .. فقط ماتت زهرة .. أنهمرت دموعها وهي ترى والدتها تصرخ ولكن دون صوت ، والدها يقف بـ ظهر منحني وكأنه بموت ابنته قد أنكسر ..
نظرت لـ شعيب وأرتجفت داخليًا من مظهره المرعب والمؤلم في آن واحد .. تأملت بروز عروق رقبته و وجهه الخالي من أي تعبير عدا عيناه التي تشتعل بعذاب الفراق والخسارة .. لطالما أعتادت جموده مع الجميع ، كانت ولازالت تخشى الحديث معه بل حتى النظر إليه .. كان صامت أغلب الوقت إلا مع زهرة وبناته ..
أبتسمت بمرارة وهي تقارن معامله شعـيب مع زهرة ومعامله عماد معها!!
شتان بين التعاملين .. لطالما أخبرتها زهرة عن مدى روعة و روقي شعيب ، وأحتوائه لها وكم كان واضح عليها السعادة والراحة
لا تنكر أنها كانت تعشق عماد ، فقد تنازلت عن تعليمها فقط لتتفرغ له وتهتم به وكم ندمت على تلك الجريمة التي فعلتها بحق نفسها
تنازل تلاه أخر حتى أصبحت تضحياتها بلا معنى وكأنها حق مكتسب!!!
××××××××××
أنتهت مراسم العزاء وتفرق الجميع .. الصمت المميت يعم المكان و وجع القلوب يشق السكون
في هذا الوقت كان شعيب في الغرفة الخاصة به و بـ زهرة يتطلع لصورة زفافهم المعلقة على أحد الحوائط
يتفحص ملامحها بـتمهل دون كلل ، كم كانت سعيدة ، وكم كانت مبهرة في ذلك الفستان الأبيض كـ كقلبها .. نظراتها كانت مليئة بالحب الجارف والسعادة المطلقة
أقترب يتلمس صورتها بـألم قائلاً بتأثر وصوت متحشرج: فرقتيني بدري أووي يا زهرتي ، في حاجات كتيرة معشنهاش مع بعض ، أنا محتاجك وبناتنا محتاجينك
صمت يبتلع غضه بكاء تخنقه: تخيلي مش قادر أواجه بناتنا! مش عارف هجاوب على أسألتهم أزاي؟ لما يقولولي مامي فين هرد بأيه وهعوض وجودك اللي مستحيل يتعوض أزاي؟
صمت قليلا ينظر لهاتفه يتابع مشهد الحادث المروع ، فقد كانت زهرة خارجة من أحدى العيادات النسائية تبدو سعيدة متألقة تخطوا أولى خطواتها لعبور الطريق للوصول إلى سيارتها وقبل أن تنتهى من العبور ظهر من العدم شاحنة نقل كبيرة أصتدمت بها بقسوة فسقطت زهرة وتناثرت أوراقها وغرقت في دمائها .. وأختفت الشاحنة!!
أكمل بوعيد وعيون لامعه: بس وحياتك عندي اللي كان السبب في أننا نتحرم منك ، هجيبه ولو كان أخر حاجة هعملها في حياتي هجيبه وهندمه على اليوم اللي أتولد فيه
انتبه لصوت بكاء مكتوم في الخارج فتوقفت عضله قلبه قلقاً وهرع يطمئن على بناته .. فقد تركهم نائمين ولكنه صدم حين رأى أبنته الكبرى “عائشة” تبكي بكاء مكتوم وجهها الملاكئي غارق في الدموع تضع يدها الصغيرة على فمها تحاول بألم كتم شهقاتها .. أبتلع عضة مسننه وعيناه تلسعها دموع مُلحة تفرض وجودها
أقترب ببطئ يتلمس شعرها الذهبي قائلا بحنان: قلب بابي بتعيط ليه
رفعت عيناها البريئتان وهمست ببكاء: مامي ماتت يا بابي ماتت ومش هشوفها تاني!!
ثم أنهارت في البكاء
أقترب بسرعة يغمرها بين أحضانه يشعرها بالأمان وبعض الدفئ قائلا بتحشرج: مامي دلوقتي في مكان أجمل وأحسن كتير من هنا ، صحيح مش هنقدر نشوفها بس هي بتشوفنا وتسمعنا وأكيد هي زعلانة وهي شايفة حبات اللؤلؤ اللي نازله من عيونك .. أنتِ عايزة مامي تبقى سعيدة ولا تزعل عشان أنتِ حزينة
أومأت برأسها نافيه هاتفه بحزن: عايزاها سعيدة بس مش قادرة أتخيل أنِ مش هشوفها تاني ، مامي طيبة أوي يا بابي ليه تموت وتسبنا أحنا هنا بنحبها ، أنا وأنت وملك وتيتا وجدو كلنا بنحبها ، كلناا .. ليه تموت يا بابي لييه!!
أعتصر عيناه بعنف شاعرا برغبة مُلحة في البكاء ولكنه قال بتأثر: قضاء الله ياقلب بابي كلنا هيجي يوم ونروح عند ربنا وبأذن الله نكون في الجنة ، مش أنتِ عارفة قد أيه الجنة حلوه؟ وفيها كل حاجة بنحبها؟
عائشة: أيوه مامي قالتلي قد أيه الجنة حلوة وأن اللي بيعمل خير ويصلي بيدخلها
شعـيب وهو يقبلها بحنان: أهي مامي سبقتنا على هناك وهي أكيد حابه تشوفك مبسوطة ف أمسحي عيونك الحلوين دول وتعالي نصلي وندعي لمامي
×××××××
بعد مرور ثلاث أشهر
ها هي الأيام تمضي والجروح تندمل ، فالوقت كفيل بكل شيء
كعادتها مأخرًا ولمده ثلاث أشهر وقفت في الصباح الباكر لأعداد وجبة الأفطار لـ شعـيب وبناته
تريد الفوز به فقد زالت عقبتها وأصبحت الساحة لها وحدها!!
زوجها وقد توفى وها هي زوجتة قد لحقت به فحانت اللحظة التي تظفر به!!
أغمضت عينيها تتخيل بأنها أصبحت زوجته ينظر إليها ، يضمها داخل صدره العضلي ، تشتم رائحته التي تدمنها يلمسها وتلمسه
همست أسمه وكأنها تتذوقه: شعـيب
_بتتلولي زي الحية كده ليه يامقصوفة الرقبه؟!
شهقت “نورا” بفزع من صوت والدتها ونظرت لها بغضب :في حد يدخل كده خضتيني يا ماما
وفـاء بسخرية: سلامتك من الخضة يا قلب ماما
وأكملت بأستنكار: مقولتليش كنتي بتتلوي كده ليه
نورا بأرتباك: أصل .. أصل أتلسعت وأنا بحضر الفطار لشعيب
وفـاء بوجوم: شعـيب! وفطار!! مش ملاحظة أن اللي بتعمليه ده مش طبيعي شعـيب وعنده أمه وأخته ربنا يباركله فيهم ويقدروا يساعدوه في كل حاجة أنتِ أيه دخلك بيه؟ تحضريلوا كل يوم الفطار بتاع أيه؟ خلي بالك من وضعك ووضعة
نورا بحنق: مالوا وضعنا أن شاء الله
وفـاء بغضب: أنتوا الأتنين أرامل ياهانم ومينفعش كل يوم تطلعيله فطاره الساعة 7الصبح والكل نايم!! وأن كان عرق الحنية ناقح عليكي أوي أكلي مالك .. أبنك اللي من وقت ما أتولد عمرك ما أكلتيه ، صحيح باب النجار مخلع
نظرت لـ والدتها ببرود متعمدة عدم الرد عليها وحملت الطعام متجهه إلى طابق شعيب
××××××
في ذات الوقت في طابق شعيب
وقف شعيب في حيرة من أمره ينظر لشعر أبنته بتركيز شديد قائلا بجدية: عيوش شعرك دا فيه حاجة مش طبيعية
ردت عائشة بحيرة طفولية: مالو يابابي ماهو حلو أهو
شعـيب بتركيز: حلو أه بس بيطول كل يوم؟ هو ده معقول!!!
شهقت بطفولية ضاحكة: بجد!! يعني شعري زي شعر روبانزل
شعـيب بأستنكار: روبانزل مين؟ حد نعرفة؟!!
ضحكت عائشة ببراءة قائلة بتوضيح: لا يا بابي روبانزل دي في الكرتون اللي بتفرج عليه شعرها طويـــل وبيلمع زي الدهب عندها شعر سحري بص لما أرجع من المدرسة هخليك تتفرج على فيلم روبانزل موافق
شعيب بحنان: موافق طبعا فين بقى بوسه بابي
أقتربت تحيط عنقه تمطره بقبلات سريعة على صدغة
أنتبه لوجود ملك تقلب شفتيها بتذمر تنظر له بغضب
شعيب: لوكا تعالي ياحبيبتي واقفة بعيد ليه
ملك بـ أتهام: أنت بتحب عائسة (عائشة) أكتر مني
أومأ بالنفي وهو يجلسها على قدمة: لا طبعا أنا بحبك أنتِ وهي قد بعض
ملك بفرح: بجد
شعـيب بتأكيد: بجد طبعا وأكمل بهمس مسموع لـ عائشة: بس بحبك أنتِ زيادة شوية أوعي تقولي لعائشة دا سر بينا أتفقنا
أتسعت عيناها ببرأة هاتفة بحماس: أتفقنا
نظر شعيب لـ أبنته الكبرى يغمز بأحد عينيه فضحكت عائشة بمرح
أنتبه لجرس الباب فقام يفتحه بهدوء
نورا بـ أبتسامة مشرقة: صباح الخير يا شعـيب حضرتلك فطارك أنت والبنات
شعـيب بهدوء: صباح الخير يانورا تسلم أيدك تعبناكِ الفترة اللي فاتت بس من أنهاردة هناكل مع والدتي فـ مفيش داعي تتعبي نفسك أكيد بتكوني مشغولة مع مالك
شحبت أبتسامتها وودت لو ترى زوجة عمها “حنان” فتفرغ بها غضبها وأحباطها فقد خسرت فرصة ذهبية للتقرب من شعيب!
ولكنها قالت بـ أبتسامة زائفة: أه طبعًا مالك واخد كل وقتي أنت عارف باباه مات والحمل كله عليا
شعـيب: ربنا معاكي هستأذن أنا لازم أوصل البنات للمدرسة
×××××××
جلد الذات!
هذا ما تفعله لمده ثلاث أشهر تجلد ذاتها تعنفها ، تحاسبها على ما أرتكبته في حق ذاتها!
منذ وفاة زهرة وهي حبيسة غرفتها ولكن تلك المرة حبس أختياري ، أنعزلت عن الجميع لا ترغب برأيه أحد
حتى الطعام رفضته تأكل ما يجعلها حية لليوم بضع لقيمات لا أكثر
كانت تظن أن بطلاقها سينمحي عماد من حياتها ولكن كام كانت مخطئة
فأن كانت لا تراه وجهه لوجه ولا تسمع صوته المقزز ولكن تقرأ كلماته ورسائلة التي يرسلها لها
ليست رسائل عشق وغرام ، ولا رسائل ندم وأشتياق ، ولكن رسائل سب وتهديد وترهيب ، يتوعد لها بالكثير ويقسم بأنه سيسقيها العذاب كأس وراء كأس حتى يفنى جسدها وتصعد روحها لبَارِئها
أنتبهت للصوت المنبعث من هاتفها بوصول رسالة على أحد مواقع التواصل الأجتماعي
أخذت تنظر للهاتف بعيون باهتة متورمة من كثرة البكاء ، متحيرة بين قرأءة الرسالة أو تجاهلها
ولكن شعورها بالغضب من نفسها بأنها أحبت شخص كـ عمـاد جعلها تقبض على الهاتف تكتب كلمة السر .. تفتح الرسالة وليتها لم تفعل!!
في أقصى توقعاتها لم تتخيل أن يصل إلى هذا الحد من الوضاعة والقزارة!!
فكانت الرسالة عبارة عن مقطع فيديو له مع فتاه في مشهد جعل معدتها تتلوى من الأشمئزاز!!
صرخت بنفور ترمي الهاتف بعنف فـ أصبح أشلاء صغيرة مثل قلبها!!
على أثر تلك الصرخة أنتفضت فوزية تهرع لغرفة لتيـن تطمئن عليها فتخشبت من منظر لتيـن المزري!!
بداية من شعرها المبعثر في كل أتجاه وجهها شديد الأصفرار ، عينيها حمراء كالدم
أقترب تقول بفزع: بسم الله الرحمن الرحيم مالك يا بنتي حصلك أيه
لتيـن بصراخ هستيري: محدش ليه دعوة بيـــا سبوني لوحدي
فوزيـة ببكاء: أهدي يا لتين أهدي ياحبيبتي متحرقيش قلبي عليكِ كفاية وجعي على أختك
لتيـن بغضب: قولت برة سبيني لوحدي مش عايزة حد أنا بكرهكوا سامعة بكرهكوا
أستيقظ حسان نورالدين على أصوات عالية بشكل مستفز يحاول التغلب على تلك الأصوات والعودة إلى النوم ولكن مع تزايد الأصوات حدة وأرتفاع أستطاع تميز صوت أبنته لتيـن!!
أنتفض بعنف يهرع إلى غرقتها يصيح منفعلاً: أيه اللي بيحصل هنا بالظبط
نظرت لتيـن بكره شديد لوالدها صائحة بغضب: خد مراتك وأطلع بره
حسان صارخاً بغضب: لتيـن أحترمي نفسك أنتِ بتتكلمي مع أبوكِ ، أنتِ أزاي تتكلمي بالطريقة دي؟ ليه حق عمـاد يضربك ويكسر عضمك طالما بتقلي أدبك بالشكل ده
شهقت فوزيـة برعب وهي ترى تشنج جسد لتيـن بصورة غير طبيعية
تكلمت لتيـن بصوت غريب: ليه حق!!
تطلعت في والدها بصدمة: أنت شايف أن ليه حق يا بابا!!!
توتر حسان للحظات وزاغت عيناه ولكن بالأخير قال بثبات زائف: أيوه ليه حق أذا كان بتتكلمي معايا أنا أبوكِ بالشكل ده؟ فـ بتتعاملي معاه أزاي؟ مش تحمدي ربنا أنه أستحملك كل السنين اللي فاتت من غير ما تخلفي؟ راجل غيرة كان رماكي ولا سأل عنك أو على الأقل يتجوز عليكِ
شهقت لتيـن وكأنها تختنق لا تستطيع التنفس وأرتعش فمها بقهر وقد طعنتها كلمات والدها بخنجر مسموم
همست بصوت مخنوق ينبثق منه القهر والآلم: مش عدل اللي حصل فيا واللي لسه بيحصل معايا مش عدل أبدًا ، هو معندوش حق يعمل فيا كده مفيش مخلوق ليه الحق يعمل فيا كده حتى أنت يا بابا!!
صحيح أنت عمرك ما ضربتني ولا قولتلي كلمة تزعلني بس عملت حاجة عمري ما هسامحك عليها ، رجعتني ليه مره بعد مره بعد مره لحد ما بقى مش عامل ليك ولا ليا حساب ولا خاطر .. جدي مفكر أن عمـاد ضربني مره واحده زمان والمرادي التانية لأن محدش قاله اللي بيتعمل فيا
صمتت تنظر لعين والدها مباشرة قائلة بعذاب: بس أنت كنت عارف ، عارف وساكت ، ومش بس كده كنت بتتحايل عليه أنه يجي ياخدني من عندك!!! ليه يا بابا ليييه؟ دا أنا كل مره كنت بجيلك مضروبة والضرب باين على وشي و جسمي بجيلك أتحامى فيك بس كل مره كنت بتخذلني!!! كل مره أدعي ربنا من كل قلبي أنك متكسرش بخاطري وتجبلي حقي منه!! تصدق شعوري وأنت بتتخلى عني كان أقسى وأوجع من ضربة وأهانته ليا!!
توجهت بأنظارها لـ فوزيـة المنهارة في البكاء على حاله أبنتها
وأكملت بـ أتهام وخيبة أمل: حتى أنتِ تخليتي عني! دايما واقفة في صف عماد! مش مهم يعمل أيه فيا المهم أنه ميطلقنيش ، المهم أفضل على ذمته ، يضربني بقى يخوني أو حتى يموتني كل ده مش مهم ، المهم أفضل معاه ماهو صحيح مين هيرضى بواحدة “معيوبة” زيي؟!! “أرض بور” على رأيه!!
عارفة المشكلة الأكبر أيه؟ أن لما زهرة الله يرحمها تزعل من شعـيب لأي سبب مع أن نادر لما تزعل منه كنتِ بتقومي بدور الحماة مظبوط وعلى أكمل وجة كنتِ دايما تدافعي عنها حتى لو هي غلطانة!!
ياريت كنت أنا اللي مت وزهرة عاشت على الأقل كانت بقت مع بناتها!!
أخفضت عينيها تخفي دموع مُلحة للنزول هاتفة بصوت ميت: لو سمحت عايزة أنام
لم تنتظر ردهم بل أتجهت إلى فراشها تنام عليه وتغطي كامل جسدها الذي يرتعش من كم البروده التي تشعر بها لا تعلم أتلك بروده الجو؟ أم بروده قلبها المجمد ألمًا وقهرًا!!
×××××××××
_يعني أيه مش لاقين طقم الألماس أنتوا بتستهبلوا!!!!
زمجر شعـيب بغضب ضاربًا المكتب بحدة قائلًا بوعيد: قسمًا بالله طقم الألماس لو مظهرش لـ أوديكم في ستين داهية
أقترب حارس الأمن قائلا بتوتر: شعـيب باشا حقيقي أحنا مش فاهمين أيه اللي حصل؟ وأزاي الطقم أختفى!! حضرتك كل يوم بتأمن على المشغولات اللي في المحل وبتكون أخر حد طالع من الفرع
شعـيب بصوت خطير: تقصد أيه؟ أن أنا اللي سرقته؟
أنتفض الحارس قائلا بنفي: لا يا باشا لا سمح الله بس أحنا راجعنا الكاميرات ومفيش أي حاجة غريبة حصلت؟ كل حاجة طبيعية! حتى باب المحل مفيهوش أي أثار أن حد حاول يسرق المحل معنى كده أن اللي سرق المحل حد معاه
قاطعه شعيب: حد معاه مفاتيح الفرع!! وكمان عارف بوجود الكاميرات
أومأ الحارس: بالظبط ياباشا
شعـيب بصرامة وصوت أرعب الجميع موجه حديثة لجميع العمال: اللي حصل أنهاردة مش عايز مخلوق يسمع بيه واللي أتجرأ وسرق شعـيب سالم مهران نهايته على أيدي كل يشوف شغله ياااالاه
هرول الجميع برعب وبقى شعـيب يراوده الشك في شخصاً واحد ، يتمنى إلا تكون ظنونه صحيحة!!
××××××××
_مااااااازن
أغمض جفونه بأرهاق وهو يستمع لصوتها الرنان أثناء صعوده الدرج فقد قضى ليلته في المستشفى يريد أن ينام وبشدة
وقفت تقى أمامه مباشرًا قائلة بحنق: ممكن أفهم مش بترد على تليفونك ليه؟ من أمبارح وأنا بتصل بيك بس حضرتك منفضلي!!
مازن بهدوء: أولًا وطي صوتك عندي صداع من قلة النوم
تخصرت قائلة: وثانيًا؟
قال وهو يكمل صعوده: طول ما أنا في الشغل مبردش عليكِ عشان بترغي كتييير
هتفت بأستنكار: أنا رغاية!!
أومأ موافقًا: عيب يا تقى دا أنتِ اللي مخترعة الرغي أساسًا
تقى بغضب: مااااازن
مازن بتحذير: نعااااام
تقى بهدوء: وثالثا
مازن بنفاذ صبر: عايزة أيه يا تقى على الصبح
تقوست شفتاها وكأنها على وشك البكاء: مش عايزة منك حاجة
وأسرعت في النزول ولكن منعها قائلا: شغل العيال ده مبحبوش هتتكلمي زي العاقلين ولا هتكملي في شغل الأطفال ده؟!!!
تقى بعيون تلمع بالدموع: علفكره أنا مش طفلة
مازن بسخرية: فعلًا بأمارة الدموع اللي في عنيكي دي
تقى بنفي: دي حاجة دخلت في عيني على فكره
مازن بتأكيد: طبعااا أومااال
تقى بغضب: يوووه أنا غلطانة أني كلمتك من الأول
مازن: عندك حق أنتِ اللي غلطانة فعلا ، المهم كنتِ بتتصلي بيا ليه؟!
تقى بحرج: كنت هقولك تجبلي حاجة حلوة وأنت جاي
مازن: أممممم! حاجة حلوة!!! متصله عليا 47مرة عشان أجبلك حاجة حلوة!! تصدقي وتؤمني بالله
تقى: لا أله إلا الله
مازن بغضب: أنا غلطان أنِ واقف أكلم عيلة زيك أمشي يا شاطرة من هنا أمشــي
أزاحها بقرف يتمتم بالأستغفار صاعدًا إلى شقته حيث سريرة المريح
أما تقى فوقفت تتطلع في ظهره بتعجب هاتفه بحنق: هو زعل ولا أيه؟ فيها أيه يعني لما يجبلي حاجة حلوة!!!
××××××××××
في غرفة لتيـن كانت غارقة في النوم .. لا تدري بما يحدث حولها ، لا ترى ذلك الشخص الذي تسلسل إلى غرفتها ويقف بجوار فراشها يتطلع بها بنظرات مشتعلة ولكن أشتعال من نوع أخر ، أشتعال بالكرة والحقد ، أشتعال بالأنتقام والقتل!!
يتبع….
لقراءة الفصل الثالث : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!