Uncategorized

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم فرح طارق

 رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم فرح طارق

“لم أرى في قسوة عيناك يومًا، أنا التي لم تتمنى منك شيءٍ سوى نظرةِ حانية تجعلني اطمأن والجأ لعناقك دون أن أفكر حتى!”
توقفت حور بمنتصف مكتبها، لقد مر أسبوعان حتى الآن! لم تراه أو يحادثها حتى !
هل تلك هي المحاولة التي أخبرها بها؟ أم أنه أخذ وقتًا لنفسه حتى يعود للمحاولة؟ 
زفرت بضيق من حالها وهي تشعر بتلك السذاجة التي باتت تسيطر عليها الآن! ف الأخير حسمت أفكارها وهي تعيد ترتيبها من جديد، مرددة داخل عقلها “لم يرى أنكِ تستحقين، لذا لم يحاول معك”.
بينما على الجانب الآخر، وصلت ليان أمام المطعم الذي أخبرها به سيف حتى يقابلها..توقفت مكانها وهي تشعر بتوتر من تلك المقابلة التي ستحدث بينهم! ف والله لولا حور لكانت ذهبت لمنزله وافترشت الفراش بجانبه لتنم داخل أحضانه دون أن تفكر.
أغمضت عينيها وهي تشعر برائحته التي تفوح بالمكان حولها، تلك الرائحة المميزة التي تشعر وكأنها صُنعت خصيصًت لأجله.
استدارت على تلك اليد التي شعرت بها تحاوط خصرها، ف لم سوى سيف..بينما أقترب سيف وحاوط خصرها بذراعه لياخذها داخل المطعم دون أن يردف بكلمة واحدة.
ولج الإثنان داخل المطعم، وتوقف سيف أمام الطاولة الخاصة بهم، لتجلس ليان ويستدير هو ليجلس على المقعد المقابل لها.
اردف سيف بإبتسامة حانية، وتلك النظرة العاشقة التي لم يعرفها يومًا سوى عندما التقى بها للمرة الأولى
– وحشتيني.
لم تكُن عينيه ثابتة عليها، بل كانت تجول على معالمها، وجهها.. جسدها..كل شيء بها، لعله يروي اشتياقه لها لو لقليلٍ فقط! لو تدري كم يشتاق إليها الآن؟ لكانت نهضت وذهبت معه شفقةً عليه ورفقة لقلبه! 
امسك يدها بلهفة واردف
– مش كفاية كدة؟ هتقعدي ايه اكتر من كدة يا ليان؟ خلاص كفاية! صح؟
طالعته بحيرة من أمرها! لقد وعدت حور قبل أن تأتي إليه بأنها مقابلة بينهم قط ولن تنشيء أي صلح بينهما! سترجع لمنزلها مرة أخرى ولن تذهب معه، ولكن ماذا عليها أن تفعل الآن أمام نبرته الراجية تلك؟
سحبت يدها بتوتر، ثم اردفت في محاولة لتأجيل الحديث بالأمر ولو قليلًا.
– مش هناكل؟ أنا جعانة يا سيف.
طلب لهم الطعام، ثم نظر لها في إنتظار أن يأتي الطعام، واردف بنبرة نادمة وعينيه لمعت من تراكم الدموع بداخلها
– كانوا تؤام..تفتكري كان ممكن يكونوا ولدين يا ليان؟ ولا بنتين؟ 
امسكت ليان يده واردفت بخفوت
– سيف! ده قدر وده النصيب صد..
قاطعها سيف قائلًا
– بس كان ممكن نعالج الأمر؟ مش ازود الموضوع سوء اكتر؟
– سيف.. اللي حصل خلاص ده قضاء ربنا وأمره، الطفل قدره اتحسم من أول ما كنت حامل فيه، دلوقت منبكيش على شيء راح خلاص..خلينا نبص ل اللي جاي، ايه رايك؟ تفتكري هيبقى بنت ولا ولد؟
اعتدلت ملامحه وهي تجد بها بريق السعادة بات يفوحها، ليردف
– هترجعي معايا يعني؟
صمتت ليان ولم تجيب، وكاد سيف أن يتحدث مرة أخرى..ليقطع حديثه مجيء النادل بالطعام.
تناولت الطعام، ثم أخبرته في محاولة للهرب من حديثهم حتى تهاتف حور لتخبرها بما تفعله الان؟ أنها ستذهب للمرحاض.
دلفت للمرحاض وامسكت هاتفها وهي تنظر حولها، لتنتبه لصوت شقيقتها على الهاتف
– عملتِ ايه ؟
أغمضت ليان عينيها بألم
– لأ حور بصي هو أنا مش هقدر أكمل، ده..
قاطعتها حور بشهقة
– مش قادرة تكملي ايه يا معدومة الكرامة ؟ الواد رَنِك علقة محترمة ؟ تقولي مش قادرة أكمل !
حركت ليان رأسها وهي تحاول إقناع شقيقتها بصوت متوتر
– لأ ما هو اعترف بغلطه، آه والله اعترف، وكمان ده كان بيقولي إني كنت حامل ف تؤام و واحد منهم اتوفى وكان بيعيط ! حور أنا كان هاين عليا اخده ف حضني والله .
تركت حور القلم على المكتب ونهضت وهي تلقي التعليمات على شقيقتها بنبرة حادة لا تقبل النقاش
– ليان ! اتفقنا من الأول ومش هنتراجع، سيف قولتي بتحبيه لكن بالاسلوب ده علاقتكم هتبقى زفت ! 
لازم هو الأول يعيد ترتيب نفسه ويظبط دنيته ويبقى متأقلم ف حياته عشان يقدر يتأقلم ف حياتكم سوى ! لكن الحياة دي متنفعش، هو دلوقت بيحاول يراضيكِ، هتفضلي تقيلة عليه مفهوم ؟ وإلا قسمًا بالله أحكم دماغي واخليه يطلقك ! 
ليان بتسرع
– لأ لأ خلاص، أنا هتقل والله، بعدين ده لما قالي وكان بيعيط بصتله كدة من فوق يعني وكإني قرفانة منه وقومت وسيبته ودخلت كلمتك دلوقت.
ابتسمت حور بـ راحة داخلية
– جدعة، هتروحي دلوقت وتطلبي إنك تمشي، وتفضلي قافلة وشك ومجمدة ملامحك، ماشي ؟
– حاضر، انتِ عملتِ ايه ف شركة جدو ؟ 
نظرت حور حولها بسعادة وهي جالسة بـ مكتب (جدها) تتولى رئاسة الشركة التي غابت عنها لمدة أكثر من ثمانية أشهر
– فُل الفُل يا ليان، متقلقيش كل حاجة ف الشركة تمام، وبصيت ف كل زاوية فيها وعلى موظف موظف وفهمت وعرفت الدنيا ماشية ازاي، كلها شوية وقت وأرجع الشركة للنور تاني، متقلقيش.
– طب وفهد ؟
قالتها ليان بصوت منخفض وتردد من سؤالها، لتجيبها حور وهي تجلس على المقعد مرة أخرى براحة
– لأ فهد ده محتاج يتربى شوية هو وأخوه، دول فاكرين اننا لِعب ف ايديهم ؟ والله اسمعي كلامي وهنلعب احنا بيهم شوية لعب .
تحمست ليان وهي تتذكر محاولات سيف لإرضاءها التي باتت ترضي أنوثتها بكثرة، وترضي هرمونات الحمل لديها التي باتت تشعر بأنها تحتاج لـ دلال طوال الوقت
– أيوة صح، هنلعب بيهم شوية، عرايس لعبة احنا ف ايديهم ولا ايه ؟ 
صمتت الفتاتان، ليان تفكر بأمر سيف وما ستفعله، بينما اعادات حور حديثها قائلة
– أنتِ حابة ترجعي؟ شايفة كلامه معاكِ ازاي يا ليان؟ ندمان ولا ايه؟
– جدًا صدقيني، كان بيعيط وهو بيكلمني عن ابننا يا حور، لحد دلوقت بيقولي إنه مش ناسي أنه مات بسببه، وكان ممكن نعالج مش نزود الموضوع سوء اكتر؟ حور..
قالتها ليان، لتنسط حور لها..ثم أكملت
– هو..
قاطعتها حور بإبتسامة وهدوء
– اتكلمي معاه يا ليان، شوفيه قعد لوحده ٣ أسابيع فكر ف ايه؟ وصل لايه؟ حياتكم مع بعض هو متخيل أنها هتكون إزاي؟ شايف انكم هتنجحوا مع بعض؟ وأنه مد أيده عليكِ دي ركزي فيها، اتكلمي عنها كل شوية متتغاضيش عنها.
– وأرجع معاه؟ 
ضحكت حور على شقيقتها، ثم اردفت بجدية
– دي حياتكم يا ليان، أنتِ اللي عيشتي مع سيف مش انا، شايفة دلوقت وقت مناسب انك ترجعي؟ أنا بس اتدخلت ف الأول لأن الموضوع بينكم كان محتاج تدخل، أوقات بنوصل لمرحلة نحتاج فيها أننا نبعد عشان نرتب نفسنا، شايفة أنك رتبتي نفسك بالشكل الكافي اللي يخليكِ ترجعي وترتبيه هو؟ سيف مش هيتظبط لوحده، محتاج تدخل منك..والفترة اللي فاتت أنتِ مكنتيش قد الخطوة دي، عشان كدة اتدخلت وخليتك تبعدي شوية.
كادت أن تتحدث ليان، لتقاطعها حور
– فكري وشوفي هتعملي إيه، أنا هقفل لأن ماما بتتصل هرد أشوفها.
سلام.
أغلقت مع شقيقتها وهي تفكر بحديثها، تعلم أنها معها حق بحديثها..تمنت للحظات لو أنها تحظى بتفكير حور؟ لكانت فهمت سيف بلمحة حقًا.
انتبهت على صوت طرقات على الباب، لتفتح وتجد سيف يقف أمامها..قائلًا بقلق
– أنتِ كويسة؟ 
– أه.
قالتها بدهشة من قلقه، لتجد سيف يأخذها بين أحضانه واردف وهو يربت على ظهرها
– قلقت عليكِ، اتأخرتِ أوي خوفت يكون حصلك حاجة، دخلت بنت تشوفك قالتلي مفيش حد جوة، خوفتني اكتر ما أنا كنت خايف!
أغمضت عينيها وهي تشعر بدفء أحضانه، قربه إليها، وجودها بين ذراعيه الآن.
– ليان.
خرجت همهمات خافتة منها، على صوت نداءه لها، كاد أن يتحدث سيف ليقاطعه رنين هاتفه ويجد المتصل حور شقيقة ليان.
ابتعدت ليان وهي تعقد حاجبيها من دهشته وهو ينظر لهاتفه الذي يرن بين يديه، ليردف سيف
– دي حور! 
أجابها لتخبره حور ببكاء
– سيف..
ماما تعبت وبتنزف واغم عليها ف البيت، أنا أتصلت بالاسعاف ومستنية يوصلوا.
أغلق معها وأخذ ليان على عجلة من أمرها، وغادر المطعم وسط بكاء ليان..
بعد وقت وصلوا للمشفى، وأخذت الممرضات “وفاء” لغرفة العمليات، بينما وقفت الشقيقتان وسيف معهم في إنتظار خروج الطبيب.
أخذ سيف “ليان” داخل أحضانه وهو يحاول أن يهدئها من انهيارها، بينما كانت حور واقفة تغلق عينيها وتبكي بصمت، وشفتيها تتحرك بالادعية لخروج والدتها سالمة.
حاول سيف تهدئة ليان وجعلها تجلس على المقعد، وذهب لإحضار شرابًا باردًا لهم..
جاء بعد وقت بـ عبوتين من العصير واعطى لكلٍ منهن واحدة، وهو يخبرهم ببعض الكلمات؛ لعل يهدأ بكائهم قليلًا! 
مرت الساعات وخرجت الطبيبة من غرفة العمليات، ليهرول ثلاثتهم نحوها، متسائلين في قلق عما حدث.
– الحمدلله وقفنا النزيف، و ولدت على خير.
الطفل هيفضل ف الحضَانة كام يوم وده لأنه ضعيف والولادة كانت مُبكرة عن معادها بسبب النزيف.
مسحت حور دموعها وهي تتسأل بلهفة
– طب ماما، ماما كويسة؟
ابتسمت الطبيبة، لتجيب بعملية
– الحمدلله، عدت المرحلة على خير، وعلى بكرة هتكون فاقت.
زفر سيف براحة كبيرة داخله، ف كم ثار القلق في قلبه حقًا! خاصةً بعد استغاثة حور به هو تحديدًا، تلك الاستغاثة التي جعلته يشعر ويوقن بأنه بات مسئولًا عن ثلاثة النساء هؤلاء وليس زوجته قط! كم راقه ذلك الشعور؟ وهو شعور المسئولية، تجاه زوجته، وشقيقتها، و والدتهم معًا! 
نظرت حور لسيف واردفت 
– شكرًا ليك يا سيف، ولوقوفك معايا أنا و ليان
– انتِ ناسية أنها مراتي يا حور ولا إيه؟ وبعدين كنتِ عايزة مين غيري يكون؟ ده واجبي معاكم.
استرد حديثه قائلاً
– أنا هروح اجيببلكم أكل، وشوفوا هتعملوا إيه هتروحوا ولا ايه وعرفوني.
– لأ روح أنت وليان، وأنا هفضل مع ماما.
تدخلت ليان بإعتراض
– أنا عايزة أفضل معاها! 
– مش هينفع يا ليان، أنتِ حامل..وغير كدة هنفضل إحنا الاتنين ليه؟ روحي مع سيف، كلي وخدي علاجك ونامي، وأول ما تصحي تعالي..وتكون ماما فاقت. 
ثم نظرت لسيف واكملت حديثها
– ليان فيه حقنة بتاخدها كل ١٢ ساعة، ومعادها الساعة ١٢ يا سيف، لازم تاخدها عشان الحمل، هي أكيد هتنطش بأنها مش بتحبها، ف بقولك أنت .
ابتسم لها سيف بإماءة، ومال برأسه نحو ليان، واردف بهمس
– والله حور جابتك ف ملعبي، أنا شغلتي الحقن.. خاصةً العضل .
أحمر وجه ليان بخجل، بينما ابتسمت حور وهي تتصنع عدم استماعها لكلماته المازحة مع شقيقتها، حتى لا تحرجها، أو بالأحرى تحرج نفسها هي! 
رحل سيف وليان، وبقيت حور في المشفى..
مر الوقت عليها وهي جالسة على المقعد أمام غرفة والدتها..لتغفو وهي لا تشعر بشيء حولها. 
بعد وقت انتفضت من مكانها وهي تشعر بشيء يتحرك على وجهها، لتفتح عينيها وتجد “فهد” أمامها.
اعتدلت حور واردفت بدهشة من وجوده بالمشفى
– فهد! 
 – قاعدة ف البرد ليه؟ 
عدلت الوشاح الذي تلف به ذراعيها ولم تعرف من أين جاء! ف هي استيقظت للتو و وجدته يغطي جسدها، واردفت
– مش عارفة، كنت قاعدة وغفيت لوحدي، أنت جيت ليه؟
جلس فهد بجانبها، وهو يمد يده ليعطيها “سندوتش” تتناوله، أخذته حور منه ف هي تشعر بالجوع حقًا.. خاصةً أنها لم تتناول شيء منذ الصباح.
 – سيف قالي اللي حصل، ف جبتلك أكل وجيتلك، متصلتيش بيا ليه، وكلمتي سيف؟ 
ارتسمت بسمة ساخرة على شفتيها، واردفت
– وهتصل بيك ليه يا فهد؟ سيف جوز اختي ف أكيد هتصل بيه هو.
ابتسم فهد وهو يرجع خصلت شعرها للخلف، مما آثار استفزازها
– وأنا هبقى جوزك أنتِ! يبقى تتصلي بمين؟ .
ألقت السندوتش بصدره، ليحمله فهد، ونهضت من مكانها لترحل من أمامه وهي تلعنه بسرها.
امسك فهد بالطعام ونهض خلفها، وذهب حتى يبحث عنها بالمشفى..لتخبره الممرضة أنها ذهبت لحجرة الطفل. 
ذهب فهد إليها، وتوقفت قدميه وهو يشاهدها تقف أمام النافذة، تشاهد الطفل من خلالها..ليلفت انتباهه دموع حور التي خانتها وباتت تهبط على وجنتيها .
اقترب ببطء وحذر منها حتى لا يقطع لحظتها، ويقدر على معرفة ما يدور بداخلها الآن، ليتجمد جسده وهو يستمع إليها..
بينما توقفت حور أمام النافذة، تشاهد الطفل وأطفال أخرى داخلها! تشعر بقلبها وكأن أحدهم يمسك بسهام حارقة يطعنها دون رحمة أو شفقة حتى! الآلام داخلها تزداد عكس ما تتوقع! لقد كانت تظن أنها بمرور الوقت تشفى من جراحها، ولكن الواضح أمامها أن هي من تمتليء بالجراح كلما مر الوقت! 
مسحت تلك الدمعة التي فرت من عينيها، وابتسمت بتألم قائلة
– كنت فاكرة إني هقدر بس طلعت أضعف من إني أحاول حتى! 
أنا لسة طفلة! لسة عايزة استكشف واعيش؟ عايزة أجرب وأشوف الدنيا حواليا..! عايزة اشوف الحلو منها زي ما شوفت كل الوحش؟ عايزة أكون ام! يتقالي ماما أنا كمان..هو حرمني منها، لو كان سابني أو ع الأقل مقتلش ابني بايديه، كان زمانه بين ايديا دلوقت.
فلتت منها ضحكة ساخرة واكملت
– أنا فاكرة أما كنت صغيرة، كان عندي عروسة..طول الوقت أقول لماما بكرة أما أكبر هتجوز، مش همسك عروسة لعبة وأقول أنها بنتي، لأ..كنت هيبقى عندي بنت فعلًا..
بس أنا كبرت دلوقت، اتجوزت..مريت بحاجات كتير، حاجات كتير اتحققت سواء اتمنيتها ولا لأ، ما عدا الحاجة دي! لسة ماسكة بين ايديا نفس العروسة اللعبة ولحد دلوقت مبقتش بنت حقيقية، بالعكس..الحلم كلوا اتحول لشيء مستحيل.
– بس أسر محتاجك تكوني ام ليه يا حور.
استدارت حور على صوت فهد، لتجده يقترب منها أكثر.. وأكمل حديثه
– أسر محتاج أم، والام دي أنتِ! 
– بس أسر عنده أب، أب لحد دلوقت مش شايف إن الأم دي تستاهل إنه حتى ع الأقل يحاول بأقل شيء علشانها.
– ليه مش مقتنعة إني بحاول؟ أو أنك حتى تستاهلي! .
– عشان مقتنعة إني استاهل، ف أنا مقتنعة بأنك محاولتش.
عن أذنك يا فهد.
قالت كلماتها ورحلت من أمامه، بينما ذهب فهد خلفها وهو يردف 
– حور..
أنا متعودتش إني اجري ورا حاجة حتى لو روحي فيها، بس أنتِ أنا وراكِ! أنا..
استدارت حور مقاطعة حديثه
– ورايا؟ ورايا فين؟ آخر مقابلة كنت بينا من ٣ أسابيع فاتوا..يومها قولت إيه؟ بأنك لو حاولت هيحصل إيه؟ قولتلك وقتها ممكن أفكر! حضرتك روحت فين؟ اختفيت خالص! دي المحاولة اللي شايف إني استحق تتعمل عشاني؟ وهو أنك تختفي! 
– بتحبيني ؟
– ياريتني ما حبيتك! ع الأقل كنت قدرت أقفل صحفتك ومسيبش فيها أي باب متوارب للمحاولة.
صدم فهد من اعترافها الصريح أمامه، بينما مسحت حور دموعها وغادرت .
يتبع…..
لقراءة الفصل السادس والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عنيد غير حياتي للكاتبة لبنى عبدالعزيز

اترك رد

error: Content is protected !!