Uncategorized

رواية سيليا و الشيطان الفصل الحادي عشر 11 بقلم رولا هاني

 رواية سيليا و الشيطان الفصل الحادي عشر 11 بقلم رولا هاني

رواية سيليا و الشيطان الفصل الحادي عشر 11 بقلم رولا هاني

رواية سيليا و الشيطان الفصل الحادي عشر 11 بقلم رولا هاني

كانت تضع السكين علي معصمها تنوي تمريره بعنفٍ و لكنها توقفت فجأة عندما إستمعت لسؤاله المفاجأ ذلك، فرأت وقتها الدموع تلتمع بعينيه بصورة واضحة لتزدرد ريقها بصعوبة و هي تجيبه بنبرة مرتجفة:
-لية بتسأل سؤال زي دة!؟ 
فرك كلا كفيه بتوترٍ قبل أن يرد عليها بتلعثمه المعهود:
-واحدة…زيك شباب كتير يتمنوا بس نظرة منها أكيد..لازم تندم إنها إتجوزت واحد زيي. 
تركت السكين علي الطاولة و هي تزفر بألمٍ، فيكفيها إرهاقها و حزنها، فهي لن تحتمل ألم غيرها و هي تعرف ذلك جيدًا، و لكنها شعرت تجاهه بالشفقة الحقيقية خاصة عندما وجدته يحتقر نفسه بتلك الصورة المحرجة، خاصة إنها لم تجد رد مناسب لقوله، أتخبره بالحقيقة و بضيقها من زواجها من رجل مثله لن تستطيع تحمل مسؤوليته أبدًا!؟…أم تكذب عليه لتخبره بسعادتها الزائفة بتلك الزيجة!؟…و لكنها فاشلة بالكذب إن نطقت بحرف كاذب سيعرف هو بالتأكيد، لذا فضلت الصمت و عدم الرد، و بعد عدة دقائق هتف هو بتساؤلٍ:
-“ياقوت” إنتِ مش بتردي لية!؟ 
زفرت مجددًا و لكن تلك المرة بغضبٍ لترد عليه بقسوة أصابت قلبه بألمٍ غير طبيعي لتنهمر عبراته الحارة أمامها، بينما هي تتابع حديثها اللاذع بلا إهتمام لمشاعره التي لم تحترمها أبدًا:
-أرد أقولك إية!؟…أقولك إني إتجوزتك غصب، أقولك إني هعيش عمري و شبابي كله مع واحد مش هقدر أتحمل مسؤوليته أبدًا و كل دة بسبب حاجة غصب عني، أقولك إية ولا إية!؟
تحدث من بين دموعه بنبرة مبحوحة و هو يطرق رأسه بأسي:
-أ..أنا أسف. 
نهض من علي الفراش و هو يحاول الوصول للأريكة و بالفعل و بعد عدة خطوات كاد فيهم أن يتعثر ليقع وصل إليها ليرتمي عليها جالسًا هاتفًا ب:
-أ..أنا هسيبلك السرير تنامي فيه زي ما تحبي و أنا هنام هنا. 
ردت عليه ببرودٍ و هي ترتمي علي الفراش لتتمدد عليه:
-يكون أحسن. 
إزدرد ريقه بصعوبة و يحاول التوقف عن البكاء، فأكثر ما ألمه هو خدعة والده التي إنطلت عليه، فهو أخبره بإنها سعيدة بتلك الزيجة مثله تمامًا فهو يعشقها منذ الصغر و لكن الحقيقة أصابته بالصدمة  بتلك اللحظة، و فجأة توقف الزمن به لعدة لحظات ليمر بباله عدة أسئلة، كيف لفتاة مثلها أن تعشق شخص مثله!؟…كيف لفتاة مثلها أن تعشق شخص كالطفل الصغير يحتاج لرعاية!؟…كيف لفتاة مثلها أن تكن زوجته!؟…و لأول مرة يراوده ذلك الشعور المؤلم، لما يرفضه الجميع!؟…رفضه أصدقاؤه و عائلته، وكل الناس، حتي هي، و لكن رفضها كان أكثرهم ألم!…رفضها كان غير متوقع، كان ينتظر أحضانها التي ستحتويه ليشكو لها باكيًا مِن مَن ظلموه، و جرحوه، و رفضوه، كان ينتظر و لكن إنتظاره كان بلا جدوي، و كأن حياته إنتهت أو توقفت بتلك اللحظة، لتمر عليه حياته كشريط سينمائي، ليتذكر مجددًا كل شئ، أهله الذين ظلوا يخططوا ليتخلصوا منه و بالفعل إستطاعوا من خلال الزواج، أصدقاؤه الذين خذلوه، معشوقته التي حطمت قلبه بلا مبالاة!
تمدد علي الأريكة و حاول تجاهل ذلك الشعور الذي راوده فهو لا يريد أي شئ منها ولا يريد حتي طلب شئ ما منها، و لكن جفاف حلقه حاربه ليهتف وقتها بترددٍ:
-ممكن تجيبيلي أشرب؟ 
فتحت جفنيها ببطئ و هي تلتفت للناحية اليمني لتراه متمدد علي الأريكة و هو ينتظر منها رد، فنهضت هي من علي الفراش بعدما إلتقطت كوب الماء الزجاجي من علي الكومود لتتجه ناحيته ببطئ مما جعله يظن عدم إكتراثها لطلبه، فإعتدل هو في جلسته بعدما سيطر عليه شعور الندم مما قاله، و لكنه تفاجأ عندما شعر بها بجانبه و هي تقبض علي كفه لتضع به الكوب قائلة بنبرة غير مفهومة:
-إتفضل. 
إرتشف من الكوب عدة رشفات ليهمس بعدها بإمتنان:
-شكرًا يا “ياقوت”. 
أخذت منه الكوب لتضعه علي الطاولة قائلة بعجرفة:
-في أي حاجة تانية عايزها ولا أروح أكمل نوم؟
هز رأسه نافيًا و هو يتمدد علي الأريكة ليحاول تجاهل غطرستها و التعجرف الذي كانت تتحدث به، ثم غاص بسبات عميق بعدما أرهقه التفكير، بينما تتجه للفراش و هي تبكي بصمتٍ و جسدها يرتجف بعنفٍ لتتذكر ما حدث منذ عامين تقريبًا. 
(عودة للوقت السابق) 
-(صورك معايا في التليفون دة، تعالي علي **** و هاتي الفلوس و إمسحيهم بنفسك و لو عايز تاخدي الموبايل كمان خُديه). 
قرأت تلك الرسالة بصوتٍ مسموعٍ لتهتف وقتها شقيقتها “وسيلة” بعدم إطمئنان واضحٍ:
-ما بلاش يا “ياقوت” أنا مش مطمنة للواد دة. 
ضغطت علي الهاتف بأصابعها بعنفٍ شديدٍ كاد أن يحطمه صارخة بغضبٍ و هي تجز علي أسنانها بقوة:
-عايزاني أعمل إية يعني؟…مروحش عشان ينزل الصور الزفت المتركبة دي زي ما هو بيهددني! 
مررت “وسيلة” كلا كفيها علي خصلاتها بصورة عنيفة قبل أن تهمس بقلة حيلة:
-مش عارفة، بس بردو فكرة إنك تروحي هناك لوحدك دة معناه إنك هتبقي في خطر. 
ثم تابعت بتوسلٍ و هي تجلس أمامها علي الفراش:
-طب خدي معاكي بابا حتي. 
هزت “ياقوت” رأسها عدة مرات بهستيرية بعدما جحظت عيناها بشدة و هي تصيح برفضٍ قاطعٍ لا يتقبل النقاش:
-لا طبعًا، أنا مش عايزة أعرف حد حاجة و بعدين إنتِ عارفة أبوكي مش هيسكت و مش بعيد يطلعني أنا اللي غلطانة. 
قضمت “وسيلة” أظافرها بإرتباكٍ و هي تهتف بنبرة شبه عالية:
-طب ما تاخدي معاكي “زاهر” و أهو غلبان و مش هينطق بحاجة. 
زفرت “ياقوت” بعبوسٍ و هي توبخ شقيقتها قائلة بقسوة:
-إنتِ غبية ولا بتفكري إزاي!؟..دة مش بعيد لما أخده معايا يموت من الضحك علي أساس إنه هيحميني منه و كدة! 
إمتعضت ملامح وجهها قبل أن تصيح بتجهمٍ:
-طب هتعملي إية!؟ 
ردت “ياقوت” بنبرتها المتوترة و هي تضع رأسها بين كفيها بحيرة:
-هروحله هعمل إية يعني!؟
___________________________________________
بعد مرور عدة ساعات
-هو فين الزفت دة!؟ 
قالتها بعنجهية بالرغم من ذلك الموقف الذي وقعت به و بالرغم من ذلك، فهي لم تتخلي عن تكبرها و غطرستها و فجأة إنتفضت برعبٍ عندما إستمعت لنبرة ذلك الرجل و هو يهتف ب:
-لية الغلط بس!؟…دة أنا ممكن أزعلك في أي لحظة.
إزدردت ريقها بتوترٍ و هي تستدير له قائلة بإرتباكٍ:
-إنتَ “إياد”!؟ 
رد عليها بإبتسامته الخبيثة التي لا تبشر بالخير:
-لا أنا صاحبه “بلال”. 
عقدت حاجبيها و كادت أن تصرخ بوجهه بنفورٍ و إشمئزازٍ و لكنها لم تستطع عندما أتي ذلك الرجل المجهول من الخلف ليكمم فمها بعنفٍ جعلها غير قادرة علي الحديث أبدًا، و لكنها حاولت الفرار من بين يديه ليصبح بعدها الأمر أكثر صعوبة خاصة عندما حملها ذلك الرجل و معه “بلال” ليأخذاها تجاه المصعد و كل ذلك وسط حركات جسدها العصبية و العشوائية و خلال عدة دقائق من المقاومة التي كانت بلا جدوي وجدت نفسها بداخل تلك الشقة الغريبة التي لا تعرفها، و فجأة تملكها شعور الهلع ليجعلها في حالة إهتياج هستيري لتزداد مقاومتها خاصة عندما أخذاها تجاه تلك الغرفة، و لم تنتبه لتفحصها حتي هي فقط تحاول الهروب من بين يدي هؤلاء الحمقي، و فجأة تركها شخص ما فحاولت هي مقاومة الأخر بمنتهي الضراوة، و لكن توقف بها الزمن عندما شعرت بتلك الإبرة التي إنغرزت في ذراعها ليصيبها دوار عنيف جعلها تترنح في وقتها لتغب عن الوعي بعد عدة دقائق مباشرةً! 
___________________________________________
بعد مرور عدة ساعات. 
فتحت جفنيها ببطئ شديدٍ لتعقد حاجبيها بذهولٍ و هي تتفحص الغرفة بعينيها سريعًا متسائلة أين هي!؟…حاولت الإعتدال في جلستها من بين تأوهاتها العالية لتتذكر ما حدث صباح اليوم عندما أتت لذلك المكان لتأخذ صورها و لكنه تم خداعها لتكن نهايتها مفزعة هكذا، سحبت الغطاء لتستر جسدها العاري و عبراتها تتساقط علي وجنتيها بلا توقف، و فجأة إنقبض قلبها بألمٍ لتنتحب بحسرة كل ما فقدته علي يد هؤلاء الذئاب، ثم إرتجف جسدها بصورة قوية و هي تصرخ بأعلي صوتها و لكن لم يستمع أي شخص لصوت صرخات تلك المسكينة لإنه و بمنتهي البساطة لم يوجد أي شخص بالمكان بعد ما حدث لها! 
نهضت من علي الفراش بعدما تشبثت بالغطاء ليستر جسدها، و سارت بخطواتها البطيئة بسبب ذلك الألم الغير محتمل الذي أصابها، و فجأة وقعت عيناها علي ملابسها التي كانت مرمية علي الأرض بإهمالٍ، فوقعت هي علي الأرض بصورة عنيفة و هي تلتقطهم لترتديهم و هي تجهش بالبكاء المتواصل لتتعالي شهقاتها التي ألمت قلبها المسكين ليزداد إنتحابها و هي تبكي بمرارة علي ما حدث لها.
إرتدت ملابسها بالفعل و هي تنهض بعدما إستندت بكلا كفيها علي مقبض الباب، ثم خرجت من الغرفة و هي تصرخ باكية بتلك النبرة المسموعة، و خرجت من الشقة التي كان بابها مفتوح لتجد أمامها بالشقة المقابلة تلك المرأة التي ترمقها بإشمئزازٍ و إحتقارٍ واضحين فإزداد إنهمار عبراتها و هي تتمني فرصة من تلك المرأة لتوضح لها سبب وجودها هنا و لكنها لم تجد تلك الفرصة خاصة عندما أغلقت الباب بوجهها، و فجأة و بعد عدة دقائق من لحظات الإنهيار التي كانت تمر بها مر علي رأسها ذلك السؤال المخيف، كيف ستكون رد فعل والدها عندما يعلم بما حدث لها!؟ 
يتبع…..
لقراءة الفصل الثاني عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!