Uncategorized

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم أية أحمد

 رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم أية أحمد
رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم أية أحمد

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم أية أحمد

كان يجوب الطرق ذهابا وإيابا بينما يده علي راسه لا يعلم ما عليه أن يفعله، نظر إلى شقيقه الذي كان يقف بجمود وكأنه لم يفعل شيئ ليغلي الدم في عروقه ويهجم عليه مسدد له الكثير من الكمان وصاخ بصوت جنونه وكأنه فقد عقله..
ـــــ يا وسخ يا كلب خلاص بقيت زي كلاب الشوارع بتنهش في أعراض الناس يا واطي يا نجس، خلاص امك ملت قلبك بل كره، بضيع عرض بنات الناس مفكرتش انت بتعمل كدة  في مين في عيله عندها،15 سنه عيله طفله يا وطي ايه ايه حرام عليك عاوز ايه انت فاكر ابوك مرتاح في تربته وهو شايف ابني عامل ذي الديب بياكل في لحم بنت اخوه، حرام عليك حرام عليه ليه كسرتني كده ليه…. دفعه ليسقط  على الأرض وهو ينظر شقيقه بينما تجمد مكانه عندما رأى أمامه مجدي وهاجر  التي هوت على الأرض بعد أن سمعت حديث عمر إلى شقيقه بينما استند مجدي علي الحائط ودموعه  تنزل كل مطر  علي فلذ كبده علي طفلته و اميرته الصغيرة علي ابنته التي دفنت بالحياة وهي لا تزال في بدايتها.
ــــ بنتي.ب.بنتي همس… نظر لهما عمر بحزن وخجل لا يستطيع حتى النظر إلى ذلك الرجل المسكين، تقدم سريعا بعد ان تخطي شقيقه ووقف أمام مجدي بينما دموعه التي ملئت عينه رغم عنه..
ــــ انا اسف ولله العظيم ما كنت اعرف اي حاجه انا اسف بس متخفش يا عمي والله لخليه يندم ه،هخليه يتجوزها ولله متخفش….نظر له مجدي بكسره وخذي وهو يهوي جلسا على الكرسي بينما نهض جواد وقال  وهو يتغاضى عن كلام شقيقه…
ــــ انا كده اخت انتقامي منك، وخليت ابويه وامي مرتحين، انت السبب الي عملتو زمان اترد في بنتك انت السبب فهم انت واحد ماعندكش ضمير…. 
ــــ اخرس يا جواد اخرس خالص…
ــــ لا مش هخرس مش هسكت ذيك كده انت كنت عارف كل حاجه كنت عارف انو السبب في كسره امي وموت ابويه هو السبب ولو انت مش فارق معاك انا فرق معايا…
ــــ بس بس بقي انتقم انتقم انتقم انت ايه هو ده كل تفكيرا قلتلك قلتلك ده كلو غلط محصلش ليه مصر انك تعمل كده انتق… 
ــــ امك قالتلك ايه…. قالها مجدي بشرود وهو ينظر الي الارض وراسه مستندة علي الحائط…
ــــ مقلتليش حاجه انا سمعتها وهي بتكلم صور بابا وبعدين ضغطت عليها لحد ما قالتلي علي كل حاجه قالتلي اذي كذبت عليها وخدعتها اوهمتها بحببك وبعد ما اخت منها الي انت عاوزو سبتها ورحت اتجوزت ولبست ابويا  فيها بالاتفاق مع امك، وانك انت الي قتلت أبويا وهي شفتك….
ــــ كذبه كذبه امك كذبه طول عمرها حقوده والغل ملي قلبها ابويه وجدك سليم كانو اكتر من اخوات بعد موت امي والي انت بتقول اني اتفقت معها ابويا اتجوز وجاب  دياب يشهد ربنا اننا كنا اكتر من الاخوات هو كان بيحبها بيحب سميه اوى على الرغم من انه عارف كل عيوبها بس حبها، وقتها انا قبلت هاجر وحبتها وخطبتها جيت فيوم وكنت عند ولدك لقتها بتقولي انها بتحبني وعايزني  وانها هتعمل اللي هقولها عليه حتى لو بقت جوزه تانيه وفي السر انا رفضت وزعقت فيها، وقبل فرحي باسبوع لقيت الكل بيتهمني فيها بيقول اني اتهجمت عليها، رحت قلت لجدي اني تهجمت عليها، ومكنش قدم دياب غير انه يقول ان هو الي اتهجم عليها بس الدنيا كانت ضلمه وهي افتكرت انو انا بسبب الشبه الكبير اللي بينا، قال كده عشان كان عارف ان حياتي هتدمر  لو فعلا اجبروني ان اتجوزها، فجي لقت نفسها مرات دياب بدل ما اكون انا جوزها، دياب كان بيحبها وغصب غنو ضعف قدمها وصدقها وقوتو عليه خلتو يكرهني واقنعته ان انا السبب وان انا اللي كنت بتعمد انى اظهر قدمها عشان تحبني…
والله عمري ما بصتلها ولا عمري فكرت فيها لاني كنت عارف ان دياب بيحبها، انا مقتلتوش هو الي اتصل بيه يومها وقالي انه عايز يقبلني رحتلو علي طول قالي انو اسف وانو عرف كل حاجه ان الي حصل كان خطه منها وانها سممت عقلو وخلتة يكرهني، وانو اكتشف كل حاجه لما عرف انها كانت ريحه لدجال عشان تعملي عمل انا ومرتي اننا ننفصل….
ــــ انت كذاب ده محصلش…
ــــ وحياة بنتي هو ده اللي حصل وحياه اغلى حاجه علي قلبي هو ده اللي حصل امك هي الي قتلت ابوك يومها أجرت وحد عشان تقتلو بعد ما كتبت كل الاملك باسمها انتو لحد دلوقتي ما تعرفوش املك ابوكم ايه، كل الي ظهر هو الشركه بس في حاجات تاني، لو مش مصدقين روحوا اعملي بحث عن امالك ابوكم وشوفو كانت قد ايه…
ــــ  انت انت بتقول ايه يا راجل انت فاكرني هصدقك وكذب امي ها…
ــــ بنتي بنتي رحت مني رحت منا وانا السبب اه اه يا حببتي كانت عارف ان فيها حاجه كنت حاسس، يارب الطف بي يا رب مليش غيرها يا رب…….
جلس الآخر بجواره وهو يبكي علي ما سمعه بينما جواد الذي هرول خارج المشفى لكي يعلم الحقيقه….
…………
عند حازم الذي غادر المشفى بعد ان سمح له الطبيب بالخروج، دخل الى جناحه بمساعدة أحمد الذي سطحه علي الفراش وعدل الوسائد أسفل رأسه، بعد أن اطمئن  عليه غادر تركا سراب التي كانت تنظر له بشرود ثم سحبت نفسها تتجه الي الحمام، شعرت لأول مرة في حياتها انها حقا عاله على احد انها ثقيلة جدا عليه كانت تتمنى لو تختفي ولا تضع في مثل هذا الموقف، جلست مكنها علي الحوض ووضعت يدها فجاء علي فمها حتي لا تخرج شهقتها اللي الخرج…
بينما هو كان يعتصر قلبه من الألم عليها لا يستطيع أن يتحمل رؤيتها تنهار وتتعذب هذا ولكن ما بيده حيله لا يستطيع أن يخبرها لا يقدر على ان يهز صورته كرجل في عينها هذا صعب صعب جدا، شعر بطول الوقت منذ ان دخلت لينهض بعد أن سيطر القلق على قبله، وقبل أن يفعل كانت تفتح باب الحمام وتخرج وهي في كامل ملابسها ولكن في حاله مزريه، اخذت ملابس له ثم عادت وتوجهت له بصمت رهيب جعل الآخر يكاد يجن….
توجهت له لتساعده على خلع ملابسه، كان مستسلم إلى يدها التي تنزع عنه القميص والسروال وتلبسه تي شيرت قطني  وبنطال قطني مريح، وضعت عليها الغطاء ثم أخذت وسادة من جورة وتوجهت الى الاريكه…
ــــ بتعملي اية يا سراب… 
ــــ نام وانت مرتاح، خلاص هانت وترتاح مني خالص….شعر بوخزة  في قلبه من كلمتها ليقول بتسال 
ــــ قصدك ايه، سراب ردي عليه…
ــــ هريحك يا حازم عارفه انى خلاص بقيت عبء ثقيل عليك واني طلعت مش الست الي انت عايز  تكمل معها حياتك، انا عذرك ولله مين الي هيعوز يتجوز وحده عمها قتل ابوها وابنو تاجر مخدرات، انا مشرفش حد يا حازم… قالتها بكسره وهي تدفن وجهها في الوسادة للحظه شعرت بهدوء ولكنها شهقت بذعر عندنا امسكها وجعلها تقف أمامه وقال بقوه.  
ــــ اية الهري الفاضي ده تنتي اتجننتي انتي تشرفي اي حد قاتلك عمك وابنو دول يخصو نفسهم انتي ملكيش دعوه بيهم، انتي مش هتبعدي عني مهما حصل فهه وايك يا سراب اسمعك تقولى كده تانى ايك حاذري… دفعها لتقع علي الاريكه مرة أخرى ويغادر الغرفة بينما اختنقت مرة أخرى بالبكاء….
في الاسفل… 
لمح شقيقه الذي كان يجلس وحيدا في الحديقة ليتجه الي الاسفل سربعا بهد ان اطمأن أن رتاج نائمه.
تقدم له ايجد الآخر يستند رأسه على قدميه التي ضمها قليلا الي صدره، نظر له أحمد تفاجأ عندما رأى تلك الدموع في عينه….
ــــ مالك يا حازم ايه اللي حصلك احكيلي انا اخوك… فور ان قال ذلك حتى ارتمي الاخر علي صدره باكيا، بكى كما لم يفعل في حياته، بينما ضم الآخر شقيقه بدهشة ممزوجة بخوف عليه فعلي ما يبدو ان ما سوف يقوله هو امر صعب جدا حتى يجل شقيقه يبكي بهذا الشكل..
ــــ ابوس ايدك يا حازم قولي مالك ايه الي حصل طيب…
ــــ ا.انا..انا مش كامل يا احمد انا مش رجال، ح حاولت اقرب لها بس مقدرتش مقدرتش اقربلها انا مش عارف ايه اللي حصل مش عارف… تصلب جسد الآخر وهو ينظر الي حالة شقيقه المزرية والي ما قاله بصدمه كبيره.، نظر له احمد بشك وقال بهدوء لكي يفهم منه ربما يوجد خطي ما…
ــــ اهدي طيب فهمني اذي مش انت وسراب متجوزين من فتره طويله…
ــــ ايوه بس انت عارف ظروف جوزنا  كانت ايه وان المفروض اننا نطلق بعد ما القضية تتقفل لكن انا حبيتها والله العظيم بحبها اوي مش قادر اتخيل حياتي من غيرها بس بس انا انا السبب يوم فرح اياد كان المفروض تكون اول ليله لنا سوي، فجي مش عارف مقدرتش أقربها حولت لكن معرفتش سبتها وهربت خفت لتعرف وشوف في عينها نظرة الشفقه والحزن حسيت اني بموت وانا…
ــــ بس هششش ايه اللي انت بتقولو ده بيحصل كتير علي فكره عادي لان دي اول مره ممكن ده يحصل، بعدين انت رجال غضب عن عين اي حد..
ــــ لا يا احمد انا عارف ان في حاجه فيه مش طبيعي اللي حصل مش مجرد غلط مني لا ده اكيد في حاجه، انا خلاص هطلقها، مقدرش اربطها جنب وحد ذي معندوش القدره انه يديها أبسط حقوقها…
ــــ طيب يا حازم ما تروح لدكتور ايه المشكله تابع مع دكتور قالها الأول خيرها يا حازم يمكن تختارك وضح انها بتحبك اوي…
ــــ مستحيل مستحيل اقولها واكسر صورتي في عينها بشكل  ده مهما حصل..
ــــ طيب استني فترة كده لحد ما نشف ايه اللي هيحصل ومتقلقش انا هكلم دكتور واستشيرو في الموضوع ده…. عاد أخاه الي حضنه وهو يتنهد بثقل وتعب بينما ينظر إلى السماء يدعو الله  ان يريح له احبائه….
….
البقاء لله يا بشمهندس شد حيلك…. 
ــــ ف..ف مين…قالها الاخر بتوهان وعينه لا تزل على  ذلك الجسد…
ــــ ولد وولده الانسه تقي تعيش انت، كانوا كبار في السن مستحملوش الغاز لكن الآنسة لسه جوه  الدكتور بيتابع حلتها ولسه ما خرجش….. هل تعلمون شعور من ردت له روحه بعد أن كان على وشك الموت وهكذا كانت حاله وهو يستند على الحائط وينظر الى  جثة ولديها  والدموع غرقت وجنتيه رغما عنه تذكر تلك السيدة اللطيفة التي أحبها منذ أن التقى بها اول مرة… خرج الطبيب من الغرفه وخلفه ممرضة…
ــــ مين تبع المرضة … 
ــــ انا خطيبها….
ــــ اتفضل معايا علي مكتبي لو سمحت… لحق حسام بطبيب الي مكتبه وقلبه الذي ألمه من شده الخوف عليها….
ــــ اول البقاء لله في حماك وحماتك ربنا يرحمهم هما اتوفو على طول لأنهم كبار في السن ومستحملوش، ثانيا الانسه تقي حاليا في غيبوبة مؤقتة بسبب انها اتعرضت للغاز مده طويله وده سبب أذى كبير للرئتين….
ــــ يعني في خطر على حياتها والغيبوبة ده هطول…
ــــ لا متقلقش هيا وضعها مستقر والغيبوبة ذي ما قلتلك انها مؤقته يعني اطول فترة ممكن اسبوع او اتنين لحد ما حال رأتها تتحسن شوي…. 
ـــــ تمام شكرا يا دكتور ممكن ادخلها…
ــــ اكيد اتفضل خلى الممرضة تعقمك الاول…. أومي حسام ونهض لكي يكون معها، بينما وصل ادهم الي المشفي ومعه وردة ورقية بعد مغادرة حسام اتصلت ورده بادهم تخبره بخروج حسام سريعا من الشقه، توقف بعد ان رأى حسام يقف امام الغرف وهو ينظر الي باباها بحزن…
ــــ حسام…. التفت له ليجد شقيقته التي توجهت له سريعا واحتضنته بخوف فقد خافت ان يكون قد حدث له مكروه…
ــــ اي الي حصل بتعمل ايه هنا…..نظر إلى ابن عمه وقال بصوت متعب..
ــــ تقي هنا يا ادهم، الانبوبه سربت وابوها وامها ماتو وهي دلوقتي في غيبوبه… توسعت عين وردة التي كانت تعلم بحب شقيقها لتلك الفتاه بينما نظرت له رقيه بستغراب شديد فهي لا تعلم من هي تقي حتى…
ــــ يا حببتي ربنا يرحمهم ويصبرها، طيب هو وضعها خطير…
ــــ لا الدكتور قال انها كويسه بس الغيبوبه ممكن تستمر اسبوع او اتنين بس…
ــــ الحمد لله يا حبيبي ان ربنا نجهالك متقلقش  هتكون كويسه….
ــــ الحمد لله، ادهم اتصل بل مستشفي جهزي عربيه اسعاف عشان انقلها للمستشفى عندك….اومي له الآخر..
ــــ بس الاول تعالي خلينا نشوف إجراءات الدفن…. تحرك حسام  بتعب وهو يسير خلف ابن عمه وعقله في مكان آخر 
………
كان يجلس في مكتبه وعقله  كل ترس لا يتوقف عن العمل، التفكير في الأمر فقط يجعل روحه تحترق ماذا اذا كان محق ماذا اذا كان مظلوم وهو ظلم هل سوف تنقلب الايه الآن ويصبح هو الوحش الوحش الذي دمر حياة عائلة،حياة فتاة صغيرة…
صغيرة لما ظهرت هذا الكلمة الآن في راسه لما لم تظهر عندما فعل بها ذلك الفعل المشين، اين كانت عندما انتهك حرمة جسدها دون وجه حق..
ــــ جواد بيه، انا نفذت الي حضرتك أمرت بيه وفعلا لقيت ان في امالك ويعتبر 70 في الميه من امالك ولد حضرتك باسم السيدة الوالدة  وده حصل قبل موت ولده بشهر تقريبا حسب التاريخ الي في العقود، وكمان عرفنا ان الشركه الي مع حضرتك هيا الوحيده الي اسم ولدك لكن الباقي ملك لولدتك….
ــــ ايه حجم الملك…
ــــ والله يا فندم هي بتنحصر على الأراضي الزراعية كتيره جدا وكمان مجموعه من العمارات السكنية في الاسكندرية ومصر الجديده ومصانع أغذية كمان….
ــــ تمام عاوزك تحصلي عقود بيع وشره لكل حاجه انت لقيتها وخلها فضية لاني همضي  عليها بحيث تكون ليا  انا ولا اقولك اقسملي الاملك دي بنص وخلي كل نص لوحده بعقود في فيل لوحديه …
ــــ حاضر يا جواد باشا… اغلق الهاتف بينما ألقي الاخر على الارض بقوه بينما قم بتحطيم المكتب كاملا وهو يتذكر ما قالته له كيف ملئت قلبه بل حقد علي مجدي   وعائلته….
ــــ ضحكتي عليه كذبتي عليه كان عمر معاه حق، اعمل ايه انا دمرت كل حاجه انا الي صدقتها…. ماشي والله لدفعك تمن اللي عملتيه غلي اوي….
…..
نظرت له كيف يجلس علي مكتبه في غرفة نومهم منذ أن عاد من الخارج، عبست بانزعاج ونظرت الى نفسها فقد كانت ترتدي ملابس نوم هباه عن منامه من الستان الناعم بلون الاسود والتي أظهرت بياض جسدها الناصع، نهضت ينزعج بعد ان يأست من ان يأتي هو لتتوجه له وتسحب  من أمامه الملفات التي كان يعمل عليها بتركيز لدرجة أنه ام يشعر بها وهي تتوجه له  ، نظر لها بتفاجئ لتتوقف عينه على ملابسها بينما كانت الآخرة تتحدث له بانزعاج وتعاتبه في حين كان الآخر لا يستمع الي حديثها بل كل تركيزه على تلك المنمه التي كانت تتحرك مع تحرك يدها بنعومه…
ــــ رحيم انت مش بترد عليا ليه انا بتكلم معاك…..لحظة عينيه التي لم ترتفع عن جسدها لتدرك اخيرا لما هو صامت…”انت بتبص علي ايه… قالت بانزعاج وهي تضربه بملفات ليضحك عليها بعد ان سحبها ببطء لتجلس أمامه على المكتب…
ابتسمت وهي ترى  يضع رأسه في حضنها بينما طوقته هي بكلتا يديها تضمه إلى حصنه واصابع يدها الناعمه تداعب خصلاته الفحمية…
ــــ انت من ساعة ما جيت وانت بتشتغل ممكن بقي تسيب الشغل شوي  ونروح نقعد شوي مع بعض انا عملت كيك بشكولاته هجبلك وهعملك شاي ماشي… قلتها بحماس ثم ابعدت راسه وطبعت قبلة على جبينه وتوجهت الى المطبخ الملحق بجناحهم، نظر إلى مكانها بشرود وابتسم ثم نهض وتوجه إلى السرير…
عادت وهي تحمل طابقين بهما قطعتين من الكيك كوبين من الشاي على صينيه كبيره بعض الشي…
اخذ منها ثم سحبها لتجلس في حضنه…
ــــ شغل التلفزيون نتفرج على فيلم… اخذ ريموت التلفاز واداره على احد قنوات الافلام..
ــــ قولي بقى انت واحمد تعرفو بعض من امتي…
ــــ من زمان من لما كنا اطفال يعني على الرغم من أن العيلتين كان بينهم عداوة  الى اننا مهتمناش بس لما كبرنا شوي عرفنا معنى الطار لكن فضلنا محتفظين بصداقتنا لحد دلوقتي من غير ما حد يعرف….
ــــ عارف طيب اوي احمد وحازم وشهد طيبين وحبيتهم اوي كان نفسي يكون ليا اخوات ديما…
ــــ عائشة انتي كانت بتشتغلي قبل الجواز…
ــــ اه في حضنه انا مدرسه اطفال، لما نروح القاهري ه…. 
ــــ عائشة عارفه انك مش هتشتغلي… نظرت له باستغراب من تغيره المفاجئ…
ــــ ليه يا رحيم، والله مفيش رجاله خالص دي حضانه خاصه، يعدين مش ب. احاط وجهها بين يدع وقال بلطف بعد ان شعر بحزنها.
ــــ حببتي مش الفكره في ان في رجاله انا مش حابب مراتي تشتغل دي كل القصة انا حابب لما ارجع من شغلي القي مراتي مستنيني بس كده بعيدن انتي مش محتاجه تشتغلي… نظرت له وقد بدات الدموع في التجمع بعينها بينما نظرتها اصبحت اكثر حزننا…
ــــ  حاضر….. قالتها وهي تبتسم بصعوبة وتعود بنظرها إلى شاشة التلفاز، نظر لها بعد أن شعر بحزنها استغرب كيف امتثلت لطلبه بتلك السرعة دوان ان تجادل او ان تنفعل، وضع الطبع من يده وادرها لتصبح وجهه مقابل لها…
ــــ عائشة انتي قالتلي حاضر عشان خايفه مني ولا عشان انتي اقتنعتي  بكلامي… 
ــــ عشان انت عاوز كده انت كده كده هترفض انا عارفه…
ــــ طيب انا مش عاوز كده لما تحصل موقف ذي دي عايزك تتنقشي معايا مش تنفذي وخلاص، مش معني اني عاوزك ماتشتغليش يبقي كده انا بمنعك من حاجه بتحبيها لكن انا مش حابب مراتي تشتغل….كان يتحدث معها ويعيد عليها وجه نظره في الامره لانه يريدها ان تخرج ما بدخلها…
ــــ بس بس انا بحب شغلي اووي يا رحيم بجب الاطفال دول الحاجه الوحيده الي بتريحني لما بشوف ضحكتهم بحس اني طيره انا اتعلقت بيهم اوي….
ــــ يا حببتي انا مش همنعك ممكن تروحي يوم او يومين في الاسبوع تشوفيهم وتقعدي معاهم تمام… نظرت له بذهول من اقتراحه عليها، رمشت عدة مرات وسرعان ما اتسعت ابتسامتها وهي تحيط بوجهه بكلتا يديها وتمطره بقبلات على سائر وجهه، بينما كان الآخر مستمتع بملمس شفتيها على بشرة وجهه…
ــــ انت اذي كده يا رحيم، كل لحظه بتمر وانا معاك بكتشف فيك حاجه تحببني فيك اكتر  من الاول…
ــــ حبيبتي انتي مراتي مش بس كده انتي اول حب في حياتي يا عائشة أنا مش بحبك بس انا بعشقك، عشان كده مستعد اعمل اي حاجه عشان اشوف الضحكه دي علي وشك…
ــــ انت بس خليك معايا وانا كده مش عاوز حاجه من الدنيا، ربنا يخليك ليا ياحبيبى وميحرمنيش منك ابدا… فور انتهائها من كلامها أخذها في قلبه اطلها قدر المستطاع كان يشعر بها كيف تتجوب معه برقه ونعومه التي تسلم عقله، تسللت يده إلى منمتها لينتهي بهم الأمر في حضن بعضهما بعد ان قضوا ليله مملوء بالحب معا….
………
في قصر الهوري، دخل احمد الي جناحه ليجدها قد نامت بعد ان كانت تجلس علي الاريكه، قبل جبينها بحب ثم حملها برقه ووضعها على السرير، نظر إلى شكلها كيف تنام ببراء ولطف…
ــــ  مش عارف اعمل ايه، عارف اني مش واخد بالي منك الايام دي يا حبيبتي بس غصب عني، اوعدك بعد ما المشاكل دي تخلص هخدك وهنسافر شهر عسل مع بعض، بس انتي استحملي شوي… 
ــــ احمد…. نظر لها باستغراب من استيقظها، ابتسمت بشقاوه فقد فهم انها كانت تدعي النوم تلك الماكرة الظريفه، نهضت سريعا وحاوطت عنقه وقال بسعاده..
ــــ هتوديني فين انا عايز اروح مكان في بحر وغابة، عارف يا احمد لو رجعت في كلامك هزعل منك اوي والله و خصمك….
ــــ وانا اقدر علي خصامك، تعالي هنا بقي قوليلي عاوزه تروحي غابة ليه.. بدأت في الثرثرة عن حلمها في الذهاب الى الغابة  رأيه الاشجار والطبيعة والبحر وجمع الأصداف كانت تشير بيدها بتعبير، بينما الآخر يقبل جبينها من الحين الى الاخر…
ــــ احمد عاوز اسالك سؤال….
ــــ مممم اسالي…
ــــ هههه عاوز اعرف انت اذي قدمت لي عالي الجامعة…
ــــ انتي كان مجموعك عالي وكويس بس طبعا ملحقتش مرحلة التقديم بس انا ليه معارف في الجمعة قدرت بيهم اسجلك في الدفعة الجديدة وتبدأ مع بداية الدراسة، بس في حاجه كده هو انتي عندك كام سنه لاني لما قدمت لك لقيتك عديتي 18…
ــــ  اه انا دخلت المدرسه بدري يعني احنا لما اتجوزنا انا كنت عديت 18 بشهرين  ،  بس عارف اني فرحانه اوي اني هكون مدرسة اطفال بحبهم اوي…
ــــ ما انتي لازم تحبيهم مش زيهم… 
ــــ زيهم اذا قصدك ايه ها….. قالتها وهي تضع يدها على خصرها وتنظر له بانزعاج، ابتسم بحب وقلبها فجي لتصبح تحته وهو فوقها…
ــــ هقولك اذي…. أخذ يدغدغها بينما الاخرى كانت تتلوى أسفله و تضحك بصخب مرح وهي تحاول ابعاد يده، توقف عندما لحظ تعبها وهي تتنفس بقوه، وضع يده على وجنتها وقبل الاخره…
ــــ احنا كمان يوم هنسافر القاهره ومعانه حازم وسراب تمام…
ــــ ماشي بس ليه حازم وسراب هو في حاجه….
ـــــ لا يا حببتي هخليهم يغيرو جو بس كده…. اومأت له وهي تقبل وجنته ثم تسطحت  مره أخرى أمام نظره…
……..
في صباح اليوم التالي، أفاقت عائشة باكره علي ذلك الحلم المرعب  فقد رأت أخيها حازم مكبل بسلاسل بلون الاسود وهناك رجال يقف امامه ويتلو بكلمات غريبه غير مفهومه وشقيقه الذي كان يتلوى من الألم، ولكن ما أرعبها هو ذلك الكلب الاسود الضخم الذي كان يقف أمامها يمنعها من الاقتراب من شقيقها لكي تساعده….
ــــ عائشة مالك يا حببتي وشك مخطوف كده ليه…. قالها رحيم بقلق بعد أن لاحظ شحوبها، التفتت له سريعا واحتضنته….
ــــ رحيم حازم في حاجه وحشه بتحصلو انا متاكده…
ــــ طيب اهدي الاول حازم كويس ورجع البيت…
ــــ لا انت مش فاهم اللي بيحصل لحازم ده حاجه وحشه يا رحيم وجع ظهره وصدع والتعب اللي ملوش مبرر ومشاكله مع مراتو مع العلم انو بيحبها اوي، ده سحر يا رحيم….
ــــ سحر ايه يا عائشة  انتي بس اللي قلقانة  زياده عن الازم…
ــــ والله العظيم صدقنى مش بكدب انا عارفه….
يتبع ……
لقراءة الفصل الخامس والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!