Uncategorized

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم أية أحمد

 رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم أية أحمد
رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم أية أحمد

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم أية أحمد

ــــ طيب خلينا نفترض ان معاكي حق وأنه معموله سحر عرفتى ازاى…..
ــــ الاعراض يا رحيم، الصداع الي عنده وجع ظهره وعينه إلى ذي الدم انا اخدت بالي  من لما كانت سراب في الاوضه كان يتصرف بطريقة غريبة…
ـــ ولله انا مش فاهم حاجه يا عائشة انتي ايه اللي مخليك متأكدة كده….
ــــ رحيم عشان خاطرى اتصل باحمد هو قالي انهم هيسافروا بكرة  هو وحازم وسراب ورتاج خلينا نسافر معاهم هكلم الشيخ طه وهو هيساعد اكيده…
ــــ مين الشيخ طه ده كمان…
ــــ ده الي حفظني القران يا رحيم… اومي لها ويلبي رغبتها في السفر  معهم، اشار لها ان تجهز الحقائب بينما هو تابع حديثه إلى  احمد، في نفس الوقت جمعت ملابسهم في حقيبتين وارتدت ملابسها وكذلك هو، استأذن من جده  وغادر بعد ان اخبرهم ان هناك امر طارئ ويجب ان يذهب…
في المشفى كان يجلس بجوارها منذ ليلة أمس وهي لا تزال كما هي لم تتحرك انش واحد، قبل  يدها بحب بينما كان أدهم يراقبه من خلف الزجاج فقد تم نقل تقي الي مشفي العراب لكي تكون تحت عنايه ادهم وورده…
ــــ هتفضل كده كتير روح ارتاح شوي رقيه هنا جات مع ورده خليها تفضل معها يلا … قومي الآخر وغادر الغرفة، بينما توجه ادهم الى غرفة ورده ليجدها تقف وتعطيه ظهرها بينما لاحظ ظهور جزء من عنقها الغض الأبيض من أسفل الحجاب الذي انحسر عنه قليلا، تقدم وسحبه الى الأسفل لتفزع الاخرى وتبتعد عنه تحت نظرات رقيه التي كانت ترمق شقيقها باستمتاع…
ــــ في ايه يا ادهم….نظر لها وهناك شرار يخرج من مقلتيه…
ــــ في أن قفاكي كله باين يا ورده هتندمى  لو شفت المنظر ده تاني مش هيعجبك الي هعملو فهمه… ارتجفت شفتيها دليل على رغبتها في البكاء ولكنها تمالكت نفسها وأومأت له بطاعة وتنحت جنبا، أشار الاخر الي شقيقته التي نظرت له بعتاب بعد أن رات حزن رفيقتها من أفعال اخيها القاسية.
ــــ رقيه روحي خليكى  جنب تقي لحد ما حسام يرجع، وانتي تعالي معايا… فور ان خرجت رقية من الغرفه حتى التفت الاخر الي ورده وتقدم منها بينما الاخرى  خفق قلبها بخوف وهي تنظر له كيف يقترب منها بتلك الطريقة، نظرت له بخوف بينما وضع الآخر يده على يدها ويسحبها ببطي اتجاهه.
ــــ ورده انا مش بقسي عليكي كده غير في حاله وحده وهو اني ببقي غيران عليكي، انا بحبك واظن انك بداتي تلاحظي ده صح…. نظرت له بخجل شديد وهي تنزل نظرها بعد ان احمر وجهها بالكامل، قهقه الآخر وتباع….”حبيبتي انا طلبت ايدك من جدي وهو قالي انه ها يرد عليا بس شكله كده نسي….
ــــ لا هو قالي… نظر لها باستفهام فتابعت… أنا قلتله انى  ها افكر  بس…
ــــ وايه قرارك بقي يا وردتي… 
ــــ مش عارفه…. ابتسم بحنان جعل الاخرى تشرد به…
ــــ  وردة  احنا متربيين مع بعض وعارفك وعرفاني، انا لما قلتلك بحبك فأنا فعلا بحبك ولما هقولك دلوقتى  انك اول حب في حياتي فانتي كده فعلا انتي اول واحده  قلبي يدق ليها  يا ورده عشان كده انا مش مستعد اخسرك ولا لاى  سبب من الاسباب، عشان كده عاوزك تطمني اني مستحيل أذكى ، ها قولتي ايه..  
ــــ  موافقه…ابتسم باتساع وامسك بيدها وقبلها بفرحه شديده..
في نفس الوقت كانت تقف امام غرفه تقي وهي تعبس بوجهها هل تدخل أم تظل في الخارج هذا كل ما كان يجوب عقلها الصغير،غير منتبه إلى ذلك الذي يراقبها من بعيد، اقترب منها بعد أن جلست أمام باب غرفة تقي وهي تنظر إلى يدها التي كانت تمسك بها علاقة مفاتيح صغيرة…
ــــ السلام عليكم بتعملي ايه هنا… ردد سواله وهو ينظر لها فابتسمت بتردد وهي تجيب..
ــــ جيه مع ورده وحسام…. امتعض وجهه الاخر فور ذكرها لاسم حسام…
ــــ حسام مم وهو فين…
ــــ راح يستريح شوي في الشقه اصله بايت هنا من امبارح فانا هنا عشان اخد بالي من خطيبته لحد ما يرجع… تهللت أسارير الآخر وهو ينظر لها بفرح….
ــــ هو حسام خطب…
ــــ يعني يعتبر…اومي الاخر بعد ان شعر براحة من عدم وجود منافس له، جلس بجوارها بينما الاخرى كانت تنظر له من الحين الى الاخر بخوف وتردد من جلوسه هكذا بجوارها.. 
ــــ انتي ليه لسه بتقوليلى  يا ابيه يا رقيه مع انك بتقولي ادهم اسمه عادي…
ــــ مش فاهمه…
ــــ عاوز افهم السبب سبب انك حاطه كلمه أبيه دي بينا، ليه دايما بتحاول تفكرين انك مستحيل تكونى ليا ..نظرت له بصدمه وهي لا تستوعب  ما يقوله لتردد باقتضاب..
ــــ ايوه ايه مستغربه، مش حاسه بيا طول السنين  دي معقول مش حاسه بحبي ليكي، طول المده دي وانا بحاول ما اقرب منك عشان ماكنش  يخون الامانه وصداقتي لاخوكي لكن انتي زي الحجر وكل مادا تضغطي على الجرح اكتر واكتر….
ــــ انا ا….قاطعها بحده…
ــــ انتي ايه عاوز افهم ايه الي مش عاجبك فيا ردي عليا انا الحمد لله دكتور وليا مركزى ومقتدر ماديا وحلو مش بشتم ولا بضرب ولا حتى بشرب سجاير ملتزم في صلاتي وعارف ربنا يبقي ليه رافض اني رافضه حبي ليكي…
ــــ انت بتحبنى  انا يا ابيه…
ــــ يادى  النيله السوده ابيه اى يابنتي بعد اللي قولته ده، بصي انتي شكلك كده مش هتيجي   غير بالطريقه الصعبه انا احسن حاجه اعملها اتجوزك عشان اقدر افهمك كويس اني مش الزفت أبيه مينفعش اكون كده…
……..
في نفس الوقت قد أفاقت همس من اغمائها لتجد عائلتها جميعا حولها والديها بينما هناك شخص لم تتعرف عليه، نظر لها عمر بخذي وحزن على حال تلك الصغيرة بعد ان راء نظرتها المنكسره التي لا يجوز لفتاه فى مثل عمرها التحلي بها… 
جلس والدها بجوارها وابتسم لها بكسره وحزن وهو يري نظراتها الحزينة التي لم يلمحها في عينها من قبل…
ــــ حقك عليا يا حببتي حقك عليا يا غاليه انا السبب انا مقدرتش احميكي….. بكت علي كلام والدها وهي تحتضن يده بقوه منكمشة حول نفسها بينما والدتها التي كانت لا تقل عنهما، وقف ينظر إلى ما حال بتلك العائله الصغيره التي دمرها شقيقه الأحمق الذي تحرك خلف كلام والدته كالمغيب….
ــــ عمي… 
ــــ انا مش عمك مش عم حد وامشي من هنا، عرف اخوك ان حق بنتي انا مش ها اسيبه مهما حصل  ويا انا  يا هو….. 
ـــ ارجوك اسمعني عارف انه غلط وعارف ان ليك حق تعمل اي حاجه بس ارجوك انا كل الي عاوزه منك انك تهدي انت كده بتدمر سمعه بنتك، اخويا وانا والله ها اجيبهولك لغايه  عندك تتصرف فيه بس بعد ما يكتب عليها… انتفضت الاخرى بذعر وهي تنفي براسها من المستحيل ان تكون زوجه لذلك الرجل ابدا…
ــــ لا..بابا لا ونبي يا بابا مش هقدر والله مش هقدر ونبي بلاش والله مش عاوزه حاجه ب.بس..خ.خليه بعيد عني ونبي…..احتضنها مجدي بقوه وهو يهدئ من روعها بينما نظر الاخر الي رد فعلها على كلامه ولعن شقيقه في سره..
ــــ لازم الكل يعرف…. غادر الغرفة واخرج هاتفه مقرر الاتصال بأول شخص خطر على باله…
ــــ الو جدي انا محتاجك تعالي مصر بسرعه من غير ما تعرف حد عنك وخصوصا ماما…
ــــ خير يا ولدي في ايه….
ــــ في كارثة يا جدي جواد ضيع كل حاجه، انا مش قادر اتصرف ارجوك تعالي بسرعه… قال بصوت أجش  وهو يضع يده على راسه بتعب…
ــــ خلاص يا حبيبي انا ها اجي بكره الصبح هكون عندك….
….
في مزرعه الهوارى  كان كمال يقف مع بعض المهندسين المسؤولين عن توسيع المزرعه ليكبر الانتاج اكثر،لمح ذلك الجسد الصغير الجالس وحوله الكثير من الماعز الصغار حديثي الولادة وفي يدها تحمل ????ببرونه صغيرة وتقوم بوضعها في فم كل واحدة  بينما هناك ابتسامة كبيرة على وجهها وحولها يقف اثنين من عمال المزرعه يتحدثون معها ويضحكون علي شكلها وهي تحتضن الماعز  الصغير…
ــــ ايه اللي بيحصل هنا… قالها وهو ينظر إلى خلود التي نظرت له باستغراب وقالت 
ــــ حضرتك في حاجه بتزعق ليه كده….
ــــ بزعق عشان المسخره اللي بتحصل دي، انتو الاتنين دي اخر مره اشوفكم واقفين كده يلا غورو علي شغلكم، وانتي انتي هنا عشان تشتغلي مش عشان تلمي حواليكي الرجاله…. فور ان انها كلامه نهضت خلود وبكل قوه وثقه وقفت امامه وردت على  اهانته لها…
ــــ اسمع كويس يا استاذ كمال انا هنا عشان اعمل شغلي  وانت مالكش أي دخل في تصرفاتي طالما في نطاق الادب اما بقى انى بلم الرجالة حواليه ،انت تحترم نفسك لما تتكلم معايا غير كده ها تلاقى  حاجه مش هتعجبك…. 
ــــ عاوز اعرف الي مش هيعجبني ده ايه…. فور ان انهى كلامه حتى انخفضت وحملت في يدها دلو من الماء وقامت بإلقائه على وجهه وقالت بكل برود…
ــــ ايه رايك ادينى عرفتك…. كان يقف مكانه بصدمة من ما فعلته وقبل أن يتحرك كانت قد اختفت من امامه، سب بأبشع الألفاظ….
ــــ والله لادفعك تمن اللي عملتيه ده غالي اوي…. 
………
في قصر الهوارى ، جمعت سراب اغراضها واغراض حازم الذي كان يجلس في شرفة غرفته المطلة على الحديقة، نظرت إلى الساعة لتجدها الثانيه ظهرا لتنهض وتحضر له الدواء مع كأس  عصير ،تقدمت منه ووضعت امامه الدواء والعصير بهدوء  دون ان تتكلم، كادت ان تغادر لكنه اوقفها ممسك بيدها، نظرت الى يده ثم اعادت نظرها له، فور ان رأت تلك النظره في عينه حتي شعرت بتلك الغصة فى حلقها، اخفضت رأسها في محاولة منها لمنع نفسها عن البكاء، راء محاولتها تلك ليحتضنها بقوة بعد ان شعر باشتياقه الكبير لها، بكت وهي تريح راسها على صدره بينما مرر الاخره يده علي ظهرها…
ــــ انا اسف انا اسف حقك عليا سامحني علي كل اللي هيحصل بس والله مش بايدي، اوعي في يوم تحسي انك قليله او وحشه ذي ما قولتي قبل كده، انتي اجمل بنت انا شفتها في حياتي يا سراب، بعدى عنك ده ليه سبب والسبب ده مالوش اي علاقه بيكي والله العظيم انتي  واحده يتمناها اي راجل في الدنيا ….
ــــ  انا تعبت اوى يا حازم تعبت من كل حاجه انا مليش غيرك انت بقيت كل حياتى  والحضن الي يحسسني بالأمان، متبعدش عني ارجوك مش هقدر اكمل من غيرك، خليك معايا يا حازم….لم تتلقي اي اجابه منه لكنها شهقت بذعر عندما أطلق انين وهو يهوي على الأرض ويحاوطها بقوه شديده وأصابع يده التي غرسها في جلدها بينما خرجت منه “”ااااه””” متالمه جعلت الاخرى تنفجر في البكاء  وهي تحاول ان تعرف ما به…
ــــ حازم في اي اية الى وجعك رد عليا حازم الحقوني حازم رد  عليا ونبي فيك ايه، احمد، احمد…. فور ان انهت جملتها حتي وجدت الآخر، يقتحم  الغرفة وهو يتجه سريعا إلى شقيقه الذي كان بين ذراعيها، رفعه وقلبه يخفق بقلق على حال شقيقه، حمله ووضعه علي الفراش بينما يحاول إفاقته…
تراجعت محتضنة نفسها بركن من اركان الغرفه وهي ترى الجميع قد اجتمعو في غرفتهما لم تشعر بشيء بعد ذلك، التفت احمد عندما صرخت رتاج متجه الي سراب التي فقدت وعيها…
ــــ عمي اتصل بدكتور بسرعه…. توجه إلى زوجة اخيه وحملها يتجه بها الى الاريكه ووضعها عليها بينما ظلت رتاج بجوارها، في نفس الوقت كانت هناك عين حاقده كارهه تنظر باستمتاع على  ما يحدث وكأنها قد حققت انجاز عظيم فقد نجحت خطتها باتقان…
ــــ حازم…. قالها خالد الذي جاء إلى المنزل للذعر عندما رأى الجميع مجتمع في غرفة ابنه الاصغر، اقترب منه سريعا وهو يتفحصه بينما أحمد الذي يحاول افاقة حازم…”مالو اخوك في ايه…
ــــ مش عارف انا طلعت على صوت سراب لقيته مغمى عليه…. بعد قليل من الوقت دخل الطبيب ليخرج الجميع ويبقي احمد ورتاج بجوار سراب…
ــــ بعد أن عاين الطبيب حازم الذي تفاجي بعدم وجود أي شيء عضوي به ليقوم إفاقته بوضع محلول في أنفه، بينما اتجه إلى سراب التي وجد ضغطها انخفض بشدة…
ــــ بص يا احمد بيه هو اخو حضرتك من فحصي ليه مفيش اي حاجه لكن زيادة تأكد نعمل تحليل دم شامل اما بالنسبة لمدام سراب فهي ضغطها واطي شوي…
ــــ تمام شكرا يا دكتور…. بعد مغادرة الطبيب نظر سليم الي احمد وأشار له بالحاق به 
ــــ احمد انا ها اسافر بكره لعمر عشان عاوزني 
ــــ خير يا جدي في حاجه ولا ايه…
ــــ مش عارف  اتصل بيا وقالي اجي ليه  عشان محتاجني …
ــــ خلاص بكره نسافر كلنا مع بعض….
ــــ كلكم مين…
ــــ انا وحازم… خلاص ماشي روح خليك مع اخوك…
…….
في احد العمارات السكنية في الدور الثاني، كانت شهد تقف وهي تنظر إلى العمال الذين يقومون بادخال عفش الشقة المقابلة لشقة حماتها فقد كانت ملك اياد لكي يتزوج بها وبعد أن عادوا من قنا، ابتسم بعد ان وجد العمال قد انتهوا  من إدخال الاغراض ليشير إلى شهد ان تاتي اليه…
ــــ يلا بينا عشان نبدا احنا العمال خلصو دورهم الباقي علينا…
ــــ استني يا حبيبى اما اجي اساعدكم…
ــ لا يا حبيبتي ارتاحي انتي روحي نامي ومتنسيش تاخدى  دواء الضغط بتاعك… اومأت له خديجة ودخلت الى شقتها أغلقت الباب بينما سحبها الي الشقه واغلق الباب خلفه، افلتها وعبس بوجهه فقد كانت ترتدي حجاب وعباء طويله بلون الاسود، نزع حجابها ببطي ثم توجه بعد ذلك إلى عبائتها و بدا في فك كلاسينها لتظهر تلك المنامة الوردية التي ترتديها أسفلها، ابعد عنها العباءة والقاها بإهمال على الأرض ثم سحبها لتصبح ملتصقة به، وسط  كل ما يفعله كانت هي في عالم آخر وهي تشعر بلمساته الحنونه التي تختبرها لأول مرة معه هو فقط…
ــــ هتفضلي ساكته كده كتير، انا ممكن اتهور علي فكره…. انتفضت الاخرى مبتعدة عنه وقالت بتوبيخ جعل الاخر يبتسم بمرح عليها..
ــــ يا قليل الادب اياك تقرب تاني كده والا هقول لماما خديجه…
ــــ وهتقولي ايه لماما خديجة بقي يا ست شوشو 
ــــ هقولها انك قليل الادب وبتقول كلام عيب وكنت عايز تبوسني….. توسعت عينا الاخر بعد ان ادرك انها تتحدث بجديه وهي تنظر له بوجهها الطفولي، حك لحيته الخفيفه وقال بهدوء محاول أن يستوعب ما تتفوه به تلك الصغيره 
ــــ هتقولي اى يا  حببتي لماما مش سامعك….
ــــ تراجعت بعد ان شعرت انها اغضبته 
ــــ مش هقول حاجه خالص… تنهد الآخر بيأس منها فهو الى الان يستطيع ان يرى نظرة الخوف في عينيها، عاد وتقرب منها مره اخره وطبع قبله رقيقه علي جبينها محدثا اياها بحنان….
ــــ شهد هو مش انا قعدت معاكى وفهمتك واعتذرت لك على اللي حصل ليه بشوف نظرة الخوف في عينك لحد دلوقتى  عاوز اعرف طيب من ساعة ما جينا هنا انا عملت حاجه تزعلك  مني…
ــــ لا بس انا لسه بخاف منك ب..بحس انك هتضربني..قالتها بعفويه وهي تنظر له بعينها التي جعلت الاخر يتنهد بسببها 
ــــ والله ما عارف اعمل ايه مش مسعدانى خالص انتى  بعينك دي ياشيخه ارحميني بقى…. لتسأله بغباء 
ــــ ملها عينى….
ــــ ملهاش اخلصي يا شهد خلينا نشوف هنعمل  ايه….  
………. 
في صباح اليوم التالي…. علي طريق قنا كانت عائشه بجوار رحيم وهما متجهين إلى القاهرة بينما امامه سيارة أحمد التي كان بها احمد وريتاج وحازم وسراب وسلم….
ـــ أحمد الأول وصلهم البيت بعد كده هنروح انا وانت لعمر..
ــــ حاضر يا جدي بس ها مرحلة فين … 
ــــ  هو بعتلي العنوان وقالي اروح عليه هو هيكون مستنيني هناك…..  
ــــ  خلاص يا جدي…. توقفت سيارة احمد امام فيلا بأحد المجمعات السكنية بالحي الاول، ترجلت منها رتاج ومعها حازم وسراب التي كانت تسنده بينما اشار لهم احمد وغادر متجه الى العنوان المذكور في رسالة عمر…
توقف امام احد العمارات السكنية متوسطة  الحال، ترجل منها احمد ثم ساعد جده في النزول، بينما نظر احمد حوله باستغراب وقال 
ــــ هو عمر بيعمل ايه هنا… 
ــــ اتصل بيه يا ابني شوفه فين… اخرج احمد هاتفه واتصل علي عمر الذي رد  فورا.
ــــ احمد انتو فين 
ــــ احنا قدام العماره انت فين وايه المكان ده..
ــــ اطلعو الدور  الثاني الشقة رقم اربعه  يا احمد…. اشار الي جده بالتقدم، توقف أمام باب الشقة وطرقت عليها ليفتح له عمر سريعا ويدعوهم الدخول.  
ــــ في ايه يا ولدي قلقتني يا عمر حصل ايه…
ــــ اقعد يا جدي استريح الاول لو سمحت… جلس سليم وأحمد بينما خرج مجدي من غرفة ابنته التي كانت متكوره في حضن والدتها بزعر…
ــــ مجدي مش كده…. أومي له مجدي وتقدم له بتعب و جسد متهالك، ارتمي علي المقعد اما سليم الذي نظر له بقلق وقال… في ايه يا ولدي مالك، عمر في ايه ايه الي حصل وانت عرفت طريق عمك منين.. 
ــــ مش انا اللي عرفت طريقه ده جواد…
ــــ جواد، وهو فين….بداء عمر في سرد له كل ما حدث وما فعله جواد بهمس وما قالته سمية في حق مجدى، وضع سليم يده علي صدره يدلكه بالم وهو يحاول ان يلتقط نفسه هرع نحوه كل من عمر واحمد..
ــــ جدي اهدي ابوس ايدك انا محتاجك ارجوك مش عارف اتصرف ازاي….
ــــ تتصرف في ايه يا ولدي امك خلاص ضاعت وضيعت ابنها معاها خلاص الحقد وصلها انها تتبلى بالباطل على الخلق…
ــــ انا ذنبي ايه بنتي ذنبها ايه يحصل فيها كل ده، بنتي ضاعت يا حج سليم سرق شرفها خلاص مش قادر اعمل حاجه، عيله عندها 15 سنه يحصل فيها كل ده ليه ليه كده انا كنت اذيتها في ايه عشان تسلط عليا ابنها  بالشكل ده حسبى  الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا شيخه ربنا ينتقم منك….
بكي عمر وهو يضع يده علي وجهه بخذي من والدته التي جعلته يشعر بالعار والخجل ان والدته بذلك الخبث والغل….
ــــ انا اسف اسف قولي اعمل ايه طيب الي ها تقوله  ها اعمله ….
ــــ تقدر ترجع شرف بنتي الي ضيعه اخوك تاني، لو قدرت تعمل كده انا مش عاوز غير كده… اغمض عينه باسي واخفض رأسه بأخذ بينما تنهد سليم الذي اسند راسه على يده…..
ــــــــ أنا اللي هتصرف هروح اجيب  الكلب ده واحطه تحت رجلك اللي هتحكم  بيه هيكون…
ــــ احمد اهدي يا ولدي انت كده بتعقد الدنيا اكتر…
ــــ يعني اى  عاوزني اسيبه بعد الي عمله…
ــــ لا انا مقلتش اننا هنسيب، مجدي انت تعتبرني في مقام ابوك صح…
ــــ صح يا حج  سليم انت كنت صاحب ابويا الله يرحمه بس ليه بتقول كده…
ــــ انا هقولك على الحل، لازم جواد يكتب على بنتك همس…. انتفض مجدي وصالح…
ــــ ابدا مستحيل ده يحصل مش هجوز بنتي للكلب ده لو على موتي وانا هعرف اخد حق بنتي منه كويس…
ــــ عارف انك تقدر تاخد حقك منه بس ده ايه هيكون مترتب على ايه هتروح تموت وبعدين مين ينتبه ومراتك وبنتك اللي ها تسيبها فى الورطه دى لو جواد مات مين هيرضي يتجوزها وهي كده متزعلش مني لكن اللي حصل حصل، انا عارف ان اللي انت فيه صعب لكن لازم تبص لقدم يا مجدي بنتك عندها 15 سنه  ومحتاجه اللي ياخد باله منها بعد اللي حصل…
ــــ انت بتقول ايه يا حج سليم عاوزني ارمي بنتي اللي نهش لحمها….
ــــ لا جواد هيكتب كتابه عليها بس ولما تكمل 18 سنه وتكتب قانوني هطلقها وها ياخدلك حقك منه متقلقش…
ــــ حاضر يا حج سليم هقولها بس لو رفضت مستحيل اجبرها علي كده…. 
ــــ انا هدخل اتكلم معاها يا مجدي ادخل قولها…. توجه إلى غرفة ابنته وأخبر زوجته بالخروج من الغرفه وأخبر ابنته أن هناك من يريد مقابلتها….دخل سلم الي غرفتها الصغيره ونظر لها بابتسامه حنونه، جلس بجوارها علي السرير وربط بجواره وقال 
ــــ تعالي يا حببتي اقعدي جنبي نظرت له بخوف وهي تزحف الى ان وصلت له لتجلس بجواره،  ليضع يده  حول كتفها الصغير بحنان ضمها الي حضنه وقال 
ــــ  انتي عارفه انا مين،  انا ابقي جدك سليم كنت صاحب جدك ابو ابوكي الروح بالروح كنا ذي الاخوات وابوكي ده في مقام ولدي،  انا عارف ان اللي حصل معاكي كان صعب بس انا عاوزك تكوني قويه وتسمع اللي هقولك عليه…
انتفض جسدها بزعر وهي تنفي براسها وتبتعد عنه سريعا..
ــ لا لا مش هتجوز مش هعمل كده انا بكرهه بكرهه اوي و بخاف بخاف منه، مش عايزه حاجه عايزه يبعد عني خليه يسيبني في حالي انا مش هقول لحد على اللى حصل خالص بس بس ميقربش مني…
ــــ اهدي يا حبيبتي انتي مش هتشوفيه اساسا، هو بس هكتب عليكي ولما تكملي 18 سنه هيطلقك وبكده تكوني اثبتي على الاقل انك مطلقه، وحقك انا هاخد هولك من حبيب عنيه….
ــــ لا ارجوك انا مش عاوزه…
ــــ يا بنتي افهمي الي بيحصل حواليكى  يرضيكى  ابوكي يفضل كده ميقدرش يرفع عينه في عين حد وامك الي هتموت بحسرتها عليكي، اسمعي كلامي ووعد مني اني مش هخليكي تشوفيه ولا تلمحي خياله لحد ما يطلقك… بكت بالم ووضعت وجهها بين يديها بحزن، نظر لها سليم باسي علي حالها وضمها لحضنه مرة اخرى…
ــــ حقك هجبهولك غصب عنه متقلقيش…
……….
دخل إلى القصر لتستقبل والدته بابتسامه واسعه 
ــ حبيبي يا ابني جيت امتى…. ابتسم باصطناع وضمها بينما يضغط على يده…
ــ لسه واصل دلوقتي تعالي عايزك في حاجة….
ــــ خير يا ابني…. سحبها تتجه الى غرفتها ويبتسم مصطنع الخبث….
ــــ انا اخدت لك تارك منه بصي… اخرج هاتفه واراها صور همس تبتسم بفرحه وتطلق زغروطه عاليه سعيدة بينما نظر لها الاخر بغل…
ــــ تسلملي يا غالي…. أومي لها ثم تابع 
ــــ بصي المحامي كلمني صح وقالي محتاج امضتك وامضه عمر بخصوص الضريبة وكده…. من شدة سعادتها اخذت منه الأوراق ووقعت عليها حتي دون ان تنظر له حتى، أخذ منها الأوراق وابتسم بخبث….
ــ لسه اللي جاي ياست الكل هفرحك اوي وعد مني….
………
يتبع ……
لقراءة الفصل السادس والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!