Uncategorized

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل السادس والعشرون 26 بقلم أية أحمد

 رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل السادس والعشرون 26 بقلم أية أحمد
رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل السادس والعشرون 26 بقلم أية أحمد

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل السادس والعشرون 26 بقلم أية أحمد

اخذت منه الملف وبدأت في توقيع كل الأوراق لكنها هتفت باستغراب من عددها الكثير…
ــــ امال ايه يا جواد الورق ده كله… هتف مازحا باصطناع..
ــــ ده لسه فيه قد الورق ده لعمر يا  وليه انتي عارفه الحكومه، علي العموم انا هتجوز بنت مجدي واجبهالك تخدمك….. توسعت عين سميه بسعاده وهي تحتضن ولدها وغمرته بكلمات فخر وحب به…
غادر القصر بعد أن أخذ منها ما يريده، اخرج هاتفه وقام بالاتصال على محاميه الخاص والذي كلفه مسبقا بحصر أملاك والده لا يعرف عددها..
ــــ ايوه اخدت توقيعها على العقد انا جيلك في الطريق هتاخر الورق و تسجلو في الشهر العقاري وبعد كده نقسمها بالنص…
ــــ تمام يا جواد بيه مستني حضرتك… اغلق الهاتف مع المحامي وتابع طريقه، عينه التي كانت تلمع بندم لا مثيل له، كيف صدقها كيف فعل ما تقوله بتلك السهوله، ضغط علي المقود بقوة وسب نفسه في كل لحظه تمر عليه….
في القاهرة، عاد أحمد وسليم الفيلا بعد أن اتفقوا مع مجدي علي انهم سوف يُحضرو جواد ليتم عقد القران غدا، بينما توجه عمر إلى شقته إلى حضن زوجته… فتح باب الشقه ليجدها هادئه،نظر الى الساعه ليجدها قد تعدى منتصف الليل، توجه الى غرفته فور أن دخل، نظر لها كيف تنام وضعية غير مريحة على الاريكه فيبدو واضحا أنها انتظرته طويلا، تقدم لها وجلس امامها وعلى وجهه ابتسامه هادئه وحزينه، هتف باسمها ويده تربط على وجنتها بحنان….
ــــ فرح، فرح قومي نايمه كده ليه يا حبيبتي…. فتحت عينيها ونهضت بسرعة بعد أن رأته أمامها، ارتمت بقوة بين يدية دافنة راسها في حضنه….
ــــ انت كنت فين كل ده  حرام عليك يا عمر كنت هموت من خوفي عليك اتصلت بيك كتير بس موبيلك كان مقفول….. لاحظت هدوئه الغريب وعدم جوابه على اسئلتها المتكررة، ابتعدت عنه لتبتلع ريقها بخوف وهي ترى ملامح وجهه المتهجمة واحمرار عينيه دليلا على بكائه، حاولت وجهه بين يديها بخوف عليه..
ــ مالك يا حبيبي في ايه، عمر حد حصله حاجه ارجوك…. نهض وتوجه بها إلى الفراش، نظرت له باستغراب بعد أن جعلها تستلقي  يصعد هو الآخر دافن  وجهه في صدره ويداه التفت حولها، شهقت ببكاء ترتجف الاخرى بخوف وهي تنظر له بذعر….
ــــ عمر وحياتى عندك مالك في اية  ….. 
ــــ انا تعبان اوى عاوز انام هبقي اقولك الصبح، فرح احضنيني اوي…. نهضت ببطء ووضعت راسه على الوساده، نظر لها ليجدها تتجه إلى قدمه ونزعت عنه حذائه من ثم حزام البنطال وتوجهت الي خذاني واخرجت منها ملابس بيتيه مريحة وعادت له، ساعدته في ارتدائها، عادت تسطحت بجواره واخذته فى حضنها بحنان شديد ظلت تمرر اصابع يدها علي خصلات شعرها حتي شعرت بذهابه في نوم عميق، قبلت جبينه مرارا وتكرارا ثم اغمضت عينيها لتذهب في نوما عميق….
……..
في صباح اليوم التالي. 
توجهت عائشه مع رحيم الي فيلا احمد لكي تاخذ شقيقها وتذهب الى الشيخ طه، دخلت إلى الفيلا لتبتسم فور أن رأت حازم، توجهت له واحتضنته بقوه فبادله الاخر بحب…
ــــ عائشه تعالي هنا حالا…. التفتت له بعبوس…
ــــ في اية يا رحيم بقي ده حازم…. اغتاظ منها بشده وهي لا تزال في حضن حازم الذي ابتسم على ملامح رحيم… 
ــــ  لو ما جيتيش هنا دلوقتي ه… لم يكمل كلامه حتى تركت حازم لتتجه الي احمد الذي احتضنها بحنان كبير…. 
ــــ  لا بقي انتو زودتوها اوي…  توجه لها وانتشالها من بين يدي أحمد الذي نظر له بانزعاج وقال باعتراض. 
ــ  ايه يا عم ما تاخد بالك تسحبها كده ليه مش شايفني بحضنها…. 
ــــ  ماهو عشان شايفك حاضنها سحبتها، وانتي انا قلت ايه قبل ما نيجي مش قلت زفت احضان لا هو انتي بتحبي تنرفزني وخلاص….. 
ــــ  هههههه والله ابدا انا بس وحشني حازم، خلاص حقك عليه…  التفت رحيم عندما دخلت ريتاج الي الغرفه تركض إلى شقيقها الذي احتواها بين زراعيه بحنان بينما امتعاض وجه الآخر وقال بحنق… 
ــــ  الله مش كنت بتسحب مراتك دلوقتي من حضني… 
ــــ  لا هنا الوضع مختلف….  تقدم أحمد وأخذ رتاج وقال بغيظ
ــــ  خليك بعيد عن مراتي بقي العين بالعين…. 
ــــ  حازم انت فطرت…  اومئ لها حازم لتبتسم وقالت بحنان اخوي… “طيب يلا قوم اللبس انت وسراب هتيجي معايا مكان كده…  عقد حاجبيه باستغراب وقال 
ــــ  هنروح فين….  
ــــ  لما نروح هتعرف يلا متتاخرش…  
ــــ  رايحين فين يا عائشة…. 
ــــ  متقلقش يا احمد باذن الله كله هيكون تمام ادعيله بس ان ربنا يسهله طريقه ويكون ده خير لية…. 
……. 
في شقه اياد،  استيقظ على يد تمر على معالم وجهه برقه،  فتح عينيه ببطئ ليجدها يد تلك الملاك تجلس امامه،  ابتسم وهو ينظر لها مبادل لها نظرتها.. 
ــــ  اجمل حاجه ممكن ان الواحد يصحي عليها،  صباح الخير يا شهدي…  اخفضت عينيها بخجل بينما ظهر الخجل واضح علي وجهها.. 
ــــ  قوم علشان الشغل انا حضرت الفطار…  نهض بكسل وهو يرفع يديه الى الاعلى لينزلق الغطاء مظهرا صدره العاري وذراعيه العضلية،  مرر يده على شعره ليعيده إلى الخلف وينهض من علي الفرش متجها إلى المرحاض،  توقف عندما سمع صوت شهقه شهد التي وضعت يدها على عينيها،  نظر لها باستغراب ولكنه توقف عندما ظهر شكله في المرأة فقد كان يرتدي سروال داخلي فقط بينما عاري الصدر،  ضحك عليها وعاد لها ليجلس أمامها على  الأرض فقد كانت تجلس على طرف السرير… 
ــــ  شهد انا جوزك، لازم تفهمي انا مكملتش جوازي منك لحد دلوقتي بسبب اني مستنيكي لما تبادليني الحب او علي الاقل تنسي الي عملته فيكي،  بس ده برضو مايمنعش اننا متجوزين وحقك تشوفيني وانا كده او من غير لبس خالص وكمان انا….. كانت تنظر الي الارض بخجل شديد،  رفع وجهها له باطراف اصابعه وطبع علي شفتيها قبلة رقيقة سريعة…. ” اتعودت علي كده اتفقنا…. 
ــــ  اتفقنا…  قالتها بخفوت وصوت منخفض ليكرر الامر مره اخرى وينهض من أمامها متجها الى الحمام… 
ــــ  هو انا قلبي بيدق كده ليه…  نهضت وتوجهت إلى الخارج،  رأت هاتفه الذي كان يعلن عن اتصال احدا ما… “اياد موبايلك بيرن.. 
ــــ  شوفي مين يا حببتي.. 
ــــ  مكتوب ع وجنبيه قلب… 
ــــ  دي عائشة ردي عليها.. 
ــــ  الو عامله ايه يا عائشه… 
ــــ  حبيبتى اخبارك ايه واياد وماما عاملين ايه.. 
ــــ  احنا كويسين متقلقيش.. 
ــــ  طيب يا شوشو هو اياد عندك… 
ـــ  اه بس في الحمام انتي عاوزاه… 
ــــ  اه يا حببتي قوليلو اننا جايين انا ورحيم وحازم وسراب دلوقتي عندكم… 
ــــ  ايه ده بجد احلفي هتيجو… 
ــــ  ههه اه يا حببتي هنيجي… 
ـ  عاااااا انا مستنياكم  متتاخروش….  ضحكت عليها  عائشه بينما قفزت الاخرى بسعاده وهي تتوجه سريعا الي المرحاض وتطرق عليه….”  اياد اياد عائشة وحازم وسراب ورحيم جايين هنا ياا اياد خلص بسرعه بقي…  خرج ولا يستر جسده غير منشفه ملفوفه حول خصره،  لف يده حول خصرها وقربها منه. 
ــــ  كل الفرحه دي عشان هما جايين،…..  مال بوجهه وقرب انفه من وجنتها وهو يمرره عليها ببطئ لتساقط قطرات الماء على وجهها…. 
ــــ  اياد….  
ــــ  قلبه وروحه وكل دنيته….  ابتسمت ولفت يداها حول عنقه واحتضنته،  عقد الاخر حاجبيه باستغراب من ما فعلته لكنه سرعان ما تنهد براحه فقد بدات تعتاد على قربه،  ضمها له هو الآخر وقبل رأسها … 
………. 
في فيلا أحمد.. 
ــــ  ريتاج حبيبتي انا خارج انا وجدي وهنا تاخر شوي…  نظرت له وأومأت له بصمت،  شعر أنها ليست على طبيعتها ليتوجه لها.. 
ــ  مالك يا حبيبتي في ايه…  نفت برأسها وقالت بعد ان شعرت انها تريد العودة للنوم مرة اخرى.. 
ــــ  عاوزة انام بس…  قبل رأسها وتعود للنوم مره اخرى…  بعد ان غادر أحمد ومعه سليم الي شقه مجدي بينما عند عمر الذي أفاق في اليوم التالي ليتذكر ما حدث،  تطبع على جبين زوجته قبله حنونه ونهض وارتدي ملابسه، وتوجه هو الاخر الي شقه مجدي.. 
ــــ  الو ايه يا جدي….  
ـــ  اسمع يا وسخ مكان ما تكون خمس دقايق الاقيك قدامي عند بيت عمك مجدي يلا…  اغلق الهاتف دون ان يسمع رده،  اغلق جواد عينه بارهاق وقام بالاتصال بالمحامي ليتأكد ان كل شي الان اصبح له…. 
ــــ  نبدأ الجزء التاني …  توجه إلى شقة مجدي ليجد عمه وجده وأحمد الذي ما ان وقع عينيه عليه حتى هجم عليه ويسدد له اللكمات بينما كان الاخر مستسلما له تماماً لم يحاول حتي أن يدافع عن نفسه… 
ــــ  ورحمة أمي لو الموضوع في يدي لكنت قتلتك ورميته للكلاب لانك واحد منهم، هتكتب كتابك عليها دلوقتي وتغور مشوفش وشك تاني لحد ما تيجي تطلقها لما تكمل 18سنه يلا اتحرك…  امسكه احمد من ملابسه وألقاه على الاريكه… 
ـــ  ليه كده يا جواد يا ما يا ابني حذرتك من امك ياما قولتلك امك شرانيه بس مكنتش بتسمع الكلام،  ليه تكسر بنات الناس كده،  من أمتي بناخد طارنا من حرمه يا ابن دياب   الله يرحمه لو ابوك عايش كان اتبرى منك زي ما انا هعمل دلوقتي،  انت من دلوقتي لا حفيدي ولا اعرفك فاهم،  هتسافر برا مصر في فرع الشركة هناك والفرع الي هنا اخوك ها يديره وما اشوفش وشك غير لما همس توصل للسن القانوني تطلقها،  والشركه الي هنا هتكتب باسمها هيا والشقه اللي كنت ساكن فيها يلا….  لم يعترض ولم يفتح فمه بكلمه واحده،  انتهت مراسم الزواج.. 
(بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير) 
أخرج المحامي الذي احضره احمد العقود للبدء في إجراءات نقل الشركه باسم همس وكذلك الشقه،  نظر جواد الي مجدى وقال بخذي وصوت ملي بل حزن.  . 
ــــ  انا اسف،  اسف علي الي عملته بس اوعدك اني هاخد حقها منها وهتشوف بعينك وانا بنهي كل احلامها…. غادر فور ان انهى كلامه بينما نظر مجدي باسي أمامه ولم يعر كلامه أي اهتمام…
ــــ مجدي، عايزك تعرف ان اللي حصل هيفضل بينا لحد ما يرجع من السفر فاهم، هتنقل من هنا على شقه تانيه في المهندسين…
ـــ ليه يا حج سليم..
ــــ عشان كلام الناس يا ولدي لما تروح هناك تعملى على ان همس متجوزه وجوزها مسافر عشان الناس هنا هتسأل برضو لحد ما ييجي تتقابلوا ويطلقوا وخلاص كده…
ــــ حسبي الله ونعم الوكيل فيها حسبي الله ونعم الوكيل فيها ربنا ينتقم منها دمرت حياة بنتي ربنا ينتقم منك يا سمية…
ــــ الي مكتوب هنشوفه يا وليد، ده قدر ربنا ليه حكمه في اللي حصل، وسميه انا هجبهالك لغايه عندك متقلقش انت بس اعمل.اللي قلتلك عليه عمر بيعرفك مكان الشقه هيا جاهزه من كل حاجه روحو بس باللبس وانت اللي هتمسك شركة بنتك لغايه ما تقدر هيا تنتبه لها…
ــــ مش عايز حاجه منهم…
ــــ ده حق بنتك يا مجدي حق بنتك ومستقبلها بلاش تفرط فيه عن اذنك… غادر سليم برفقة أحمد وعمر..
ــــ عمر يا ابني بكره تيجي لعمك وتوصله للشقه متنساش تتصل بل بواب وتخليه يملأهم  المطبخ بكل حاجه…
ــــ حاضر يا جدي…. 
ــــ يا ابني انت ملكش ذنب في اللي حصل بطل تعول نفسك الهم…
ــــ لا انا الى سبته انا اللي اهملت فيه لحد ما قدرت تملي عقله، بس عمري ما توقعت انها تعمل كده ولا هو ولا هو كنت اتخيل في يوم انه يطلع بل قسوه دي….
ــــ الزن امر من السحر يا ولدي ودي امه مش اي حد هو كمان معذور ضحكت عليه الله يسامحها ضيعته وضيعت البنت معاه …
………
توقفت سيارة رحيم ويترجل منها ومعه عائشة وسراب وحازم، نظرت الي البنايه باشتياق، التفتت عندما سمعت اسمها يهتف به احد الاطفال، ابتسمت باتساع وتوجهت له بينما هلل الاطفال برايتها، احتضنتهم الواحد تلو الاخر بفرحه وهي تستمع الي عبرات الاشتياق البريئه التي يهتفون بها لها، رفعت عينيها عندما رأت أحد جيرانها الذي كان شاب في أول الثلاثينات يعمل مهندس في احد الشركات وقد تقدم لها من قبل لكنها رفضت لعدم ارتياحها لتلك الزيجة…
ــــ انسه عائشة ازى حضرتك عاملة ايه ليه الغياب دا كله….نظرت له بتوتر ثم التفتت الي رحيم الذي تقدم فور ان وجد ذلك الشاب يقف امامها، لف يده حول خصرها وقربها منه وقال بحده…
ــــ مدام عائشه يا كابتن، يلا يا حببتي…. غادرت بعد أن توسعت عين الآخر بصدمه كيف تزوجت ومتى لما لم يسمع اي خبر حتى والدته لم تخبره بأي شيء… 
أما عند عائشة فقد توجهوا الى شقه اياد بينما عائشه  تنظر الي رحيم من الحين الى الاخر بقلق، توقفوا امام الشقه تطرق بابها ببطء، فتحت لها والدتها التي احتضنتها بفرحة كبيرة، ركضت شهد الي شقيقتها واحتضنتها وكذلك الأمر مع حازم الذي ضمها يقبل جبينها…
ــــ عاملين ايه يا ولاد…
ــــ الحمد لله كويسين….. 
ــــ تعالي معايا يا شهد نعمل عصير…. نهضت شهد برفقة عائشة متجهين الي المطبخ…
ــــ  اياد انت عارف بيت الشيخ طه فين…
ــــ ايوه بس عاوزاه ليه….
ــــ لا ابدا كنت بس عاوزة اروح اسلم عليه وكمان في حاجه ها استشيره فيها….دخلت شهد ووضعت امامهم  الكعك والعصير الذي اعدته خديجه عندما علمت بقدومهم…..
ــــ طيب بعد اذنك يا ماما احنا هننزل ساعه بالكثير ونرجع…. اومأت له  خديجة بينما اتجهوا جميعا الى منزل الشيخ طه…امام احد المنازل البسيطة المكونة من طابقين وقفوا جميعا تحت استغراب كل من حازم وسراب 
ــــ لو سمحتي هو الشيخ طه هنا…
ــــ ايوه يا بنتي اتفضلو، عامله ايه يا عائشة يا بنتي مشفتكيش من زمان…
ــــ الحمد لله يا خالتو انا كويسه بس اتجوزت في مكان بعيد شوي…
ــــ اتجوزتي امتي يا بنتي محدش سمع يعني… ابتسمت بألم وقالت..
ــ لا ما هو الموضوع جه بسرعه… دخلوا جميعا بينما امسك رحيم يد عائشه وقبلها برفق لتبتسم له على مراعاته لها بتلك الطريقة…….
ــــ عائشه اذيك يا بنتي عامله ايه… هتف بها رجل كبير في السن بلحيه بيضاء كبيره تظهر علي وجهه الطيبه والمحبه، نهضت عائشة بحترام وقبلت يده كما فعل اياد هو الاخر ليفعل الباقي مثلهما….”خير يا بنتي…
ــــ خير باذن الله هو… وقبل أن تتحدث وجدته ينظر الي حازم فجاه وضيق عينه عليه ثم التفت الي عائشة وقال بجديه…
ــــ ده اخوكي مش كده يا بنتي…. اومأت له عائشه فعاد نظره إلى حازم وقال…”اخوكي عليه عمل يا بنتي ومن الواضح أنه شديد….
ــــ عمل عمل ايه… 
ــــ عمل يا ولدي الاعمال ربنا ذكرها في القرآن والسحر الاسود، انت معمولك عمل ومدفون في تربة ميت، ومن حد قريب منك قوى…. وضعت سراب يدها علي فمها بشهقه بينما صاح حازم معترضا..
ــــ ايه اللي انت بتقوله ده ده كلام فاضي…
ــــ مش كلام فاضي تعالي هنا اقعد قدامي…. نظر الي شقيقته التي نهضت وامسكت يده وجعلته يجلس امام طه الذي أخذ يديه الاثنتين بيد واحدة ووضع يده الاخرى على رأسه وبدأ في تلاوة بعض الايات بصوت عذب هادئ، توسعت عينا حازم  وبدا جسده بالارتجاف بينما ذلك الالم عاود وضرب راسه بقوه كبيره….
ــــ حازم…. هتفت بها بفزع وهي تراه يتألم بتلك الطريقة…
ــــ زي ما توقعت اخوكي معمله عمل والعمل ده مدفون في قبر واحد قريب منك هو الي عملك العمل  يعمه يا خاله….توسعت عينه بصدمه كما كانت حال رحيم واياد وسراب…..
ــــ كنت متاكده شوفت يا رحيم مش قولتلك… توجهت إلى شقيقها وساعدته على الوقوف هي وسراب التي فور ان اقتربت منه انتفض بعيدا عنها، نظر لها الجميع بينما تراجعت هي بألم وتحاول عدم البكاء…
ــــ متزعليش يا بنتي ده اثر السحر الي معمله انه ميقربش منك….
ــــ طيب احنا نعمل ايه يا شيخ طه…
ــــ الحل الوحيد انكم يا تلاقو العمل او انكم تحاولوا تخففوا اثاره عليه، شغلو القرآن كتير فى البيت ويمسح بالميه والملح كل يوم ويتبخر….
ــــ حاضر يا شيخ طه، شكرا اوي…
ــــ الشكر لله وحده يا بنتي ربنا يكمل شفاه علي خير،ومن الافضل انكم تحاولو تلاقو العمل فين بالظبط يا بنتي عشان يقدر يتابع حياته….
ــــ حاضر هنحاول…
………..
في فيلا أحمد دخل ومعه سليم ليجدو رتاج برفقة الداده في المطبخ يعدون الطعام…
ــــ انا هروح ارتاح يا ولدي….. غادر سليم بينما نظر هو لها كيف تقوم بإعداد الطعام باهتمام…
ــــ رتاج… رفعت راسها وهي تنظر له لتجده يقف ويبدو أنه على هذه الحال منذ مدة..
ــــ احمد انت جيت امتى…
ــــ من شوي كده,تعالي عاوزك… توجهت له سريعا ممسكه بيده واتجهو الي الاعلي…
ــــ ربنا يسعدك يا ابني ويرزقك بذريه الصالحه …..
في الاعلي دخلت معه الى جناحهم لتجده  توجه الى السرير وينام عليه بينما ظلت هي تقف امامه،  تشجعت واقتربت منه وقالت برفق.. 
ــــ  احمد انت كويس…  فتح عينه وقال بابتسامه مرحه.. 
ــــ  بعد احمد دي انا نسيت كل تعبي،  بحبك….  خفضت وجهها بخجل وهي غير قادرة على الحديث حتى… ” تاجي عاوز اعرف منك حاجه… 
ــــ  انتي لسه واخده نفس الفكره يعني قصدي يعني لسه، خايفه مني او حتي في اي مشاعر ناحيتي….  هربت بعينها منه ليس لانها تكرهه او تخاف منه بل لانها تخجل من البوح بمشاعرها تجاهه،  اعتدل جالسا ثم نسحبها برفق لتصبح منكمشة في حضنه،  طوقها بين ذراعيه و أسند ذقنه على راسها،  ظل هكذا حتى سمع صوتها الخافت وهي تمسك إحدى كفيه بين يديها وتعبث بها بأصابعها الصغيرة…. 
ــــ  انا بحبك،  من يوم الفرح وانا حسيت ان قلبي دق كل ما كنت بشوفك  بحس انه عايز يخرج من مكانه،  انت مادتنيش حتى يوم الفرح مقربتش مني عشان كنت خايف عليا صح،  انت طيب اوي واللي عملته يومها مش هنسهالك ابدا حتى لما جينا هنا بقيت بتحبني وتعملي كل الي انا عاوزاه،  انا احيانا بحس انك ابويا مش جوزي… 
ابتلع غصة تشكلت بداخله وهو يحاول ان يخرج صوته من حنجرته ولكن لم يستطع،  ماذا يقول لها بعد هذا الكلام هل يقول انه قد أخذها دون ان تشعر استغل غيابها عن الوعي ليفعل ذلك،  اللعنة عليه حتى ما فعلته عمتها وإصرارها على دخول تلك الدائرة اللعينة لها لكي تراها جعل قلبه يخفق بألم،  ماذا إذا علمت ما فعله  ،  ماذا إن أدركت أنه قد أكمل زواجه منها ذلك اليوم… 
ــــ  احمد انت سرحان في ايه….  ابتسم بتوتر… 
ــــ  ابدا يا روحي معلش يا حببتي  انا هنام شويه ممكن تطفي النور… اومأت له باستغراب من ما قاله… 
ــــ  حاضر…. اغلقت الأضواء ثم خرجت من الغرفه متجه الى الأسفل… 
ــــ  دادا انتي خلصتي الاكل.. 
ــــ  ايوه يا حبيبتى،  امال احمد فين… 
ــ  أحمد نام يا دادا باين عليه تعبان….  اومأت لها وكادت ان تتحرك ولكنها توقفت عندما سمعت صوت انين،  نظرت إلى ريتاج التي وضعت يدها على خصرها بألم شديد واستندت على الطاولة في المطبخ…
ــ  مالك يا بنتي ايه اللي حصلك يا حببتي…. 
ــــ  مش عارفه يا دادا مش عارفه وجع شديد اوي… بعد لحظة اختفى كل ذلك الألم… 
ــــ  انتى كويسه يا حببتي… 
ــــ  الحمد لله يا داده الوجع راح باين كده ميعادها قرب… 
ــــ  طيب يا حببتي روحي اقعدي برا شوي لحد ما اعملك كوباية شاي بالقرفة هيريحك خالص… 
ــــ  ربنا يخليكي يا دادا… 
……… 
في قنا.. 
فتحت عينيها تدريجا لتتوسع بفزع وهي تنظر حولها بذعر بعد أن رأت نفسها مقيدة القدمين واليدين حتى فمها،  بكت بخوف وهي تتلفت حولها لعلها تجد احدا ما،  آخر ما تتذكره أنها كانت عائدة إلى منزلها،  ظل صوت نواحها يرتفع في المكان حتي شعرت بخطوات احدا ما،  تراجعت سريعا حتي التصق ظهرها بالحائط وهي تنظر حولها.. 
فتح باب الغرفة التي كانت تقع بإحدى الأراضي الزراعية بالقرب من المزرعه،  وقف أمامها بطوله الفارع وهو يضع يديه الاثنتين في جيوب بنطاله.. 
توسعت عينيها بخوف كبير عندما راته يقف امامها وهو يبتسم بخبث شديد جعل معدتها تتلوى من الخوف وقلبها الذي يكاد ينفجر من شدة الخوف.. 
ــــ  يا مرحبا يا مرحبا،  عجبتك ضيافتي يا غاليه….. 
يتبع ……
لقراءة الفصل السابع والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!