Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل السابع 7 بقلم فاطمة أحمد

 رواية ملك للقاسي الفصل السابع 7 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل السابع 7 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل السابع 7 بقلم فاطمة أحمد

في صباح اليوم التالي. 

كانت تجري الاستعدادات للخطوبة و تدبر احمد الامر وقام بدعوة معارفهم و قامت رهف بدعوة صديقات يارا رغم رفضها فلا داعي لإقامة حفلة كبيرة على شيء غير مهم من وجهة نظرها.

كانت يارا لا تزال في غرفة رهف عندما سألتها :

– هو بابا هيخلص شغل في الشركة امتى انا عايزة اروح بيتنا بس مبحبش اقعد لوحدي.

اجابتها بجهل :

– معرفش يمكن يطولو بس عايزة تروحي ليه هو اناي مش مرتاحة معايا.

ابتسمت وامسك يدها :

– انا برتاح معاكو اوي وبحسكم عيلتي التانية بس احم خايفة اخوكي يجي وانا مش هبقى مرتاحة يعني.

ضحكت رهف :

– لا اقعدي براحتك ابيه مش هيدخل الاوضة وبعدين فيها ايه ياختي انتو هتتجوزو قريبا ولازم تتعودو على بعض هههههه.

اغتاظت يارا وارادت اخبارها ان هذا الزواج لن يكون حقيقيا لكنها لاذت بالصمت ، نهضت و نزلت للأسفل بعدما ارتدت حجابها و جلست مع حنان في المطبخ.

حنان بابتسامة :

– انتي لازم تنامي بدري النهارده عشان بكره خطوبتك ووشك لازم يبقى منور.

ردت عليها ببرود :

– على فكرة انكم تتعاملو بطريقة طبيعية ده مش هيغير حقيقة جوازنا انا وادم انا مش فاهمة ليه مصممين تعملو كل المظاهر ديه.

استدارت اليها وتحدثت بنبرة جادة :

– مش مظاهر يا يارا ده اللي المفروض يحصل من حقك تتعملك خطوبة وفرح والكل يعرف انك خلاص هتتجوزي واصلا يمكن الجواز المؤقت يتحول لجواز حقيقي محدش عارف متستعجليش.

صمتت يارا فتابعت الاخرى :

– على فكرة ابني ادم شخص كويس اوي ومستحيل يأذيكي او يظلمك معاه.

تذكرت عندما صفعها فابتسمت بتهكم :

– سوري على كلامي بس حضرتك امه اكيد هتمدحيه يعني هو يمكن يكون كويس معاكي ومع باباه واخته و الناس انما معايا بيتعامل بطريقة همجية جدا ، عمتا ده مش بيهمني وياريت تفضل العلاقة بيننا كده عشان انا عايزة نرجع زي الاول في اسرع وقت.

______________________

في الظهيرة. 

عاد ادم من الشركة و دخل الى الفيلا ومنه الى غرفته ، فتح الدولاب ليخرج ملابسه لكنه لمح الشال الذي اخذه من يارا منذ يومين. 

ابتسم ولفه على يده يشمه بعمق :

– ريحتك موجودة فيه كأنك لسه حاطاه عليكي ولا انا اللي مش عارف انسى ريحتك الحلوة وبقيت اتخيلها في كل حاجة.

طرق باب غرفته فأخفى الشال سريعا دخلت والدته وابتسمت :

– حبيبي انت رجعت مجيتليش ليه زي عوايدك.

حمحم بخشونة :

– انا قلت يمكن يارا تكون معاكي في الاوضة فمفيش داعي ابقى موجود في نفس المكان يعني.

مطت شفتها بتذمر واقتربت منه :

– وبعدين معاك يا ادم هي مش عايزة تقعد معاك في نفس المكان وانت كمان نفسي افهم هتتجوزو وتعيشو مع بعض ازاي.

شد على قبضة يده وبدأ الغضب يحتل قسمات وجهه :

– ماما حضرتك عارفة القصة مفيش داعي اقولك كل مرة اني…..

قاطعته حنان بهدوء :

– انت بتقنعني انا ولا بتقنع نفسك بالكلام ده هو انت فاكرني مش ملاحظة عليك بتبصلها ازاي من اول ما يارا عرفت انكو متجوزين وانت بقيت تتقرب منها ، بص ده مش غلط بس عايزة افهم مشاعرك ليها ايه بالضبط ؟

التزم الصمت لثوان يتذكر كلام عمه ثم اجابها :

– ببصلها كبنت عادية يارا مش اكتر من بنت غريبة عني اعتبرتها مسؤولة مني ومجرد ما اخلص منها هحررها ماما انا وهي مبننفعش لبعض انا اكبر منها و عقلياتنا مختلفة وشخصياتنا وتصرفاتنا ونظرتنا للحياة كلهم مختلفين وكمان انا مجبور عليها زي ماهي مجبورة مني.

في هذه اللحظة كانت يارا تبحث عن حنان حتى سمعت صوتها ينبعث من غرفة ابنها كادت تذهب لكنها التقطت اسمها في وسط الكلام لذلك اقتربت ووضعت رأسها على الباب وانصدمت من كلام ادم عنها لهذه الدرجة يعتبرها مختلفة عنه لهذه الدرجة هي عالة عليه يريد التخلص منها في اقرب وقت ؟!!!

ادمعت عيناها وركضت بعيدا اما حنان فقالت :

– الفروق ديه طبيعية بين اي اتنين ومش حاجة خطيرة على فكرة انا مش عارفة انت ليه مقتنع بفكرة ان السن والعقليات هتبقى حاجز بينكو طيب ماهو باباك اكبر مني ب 15 سنة وبنحب بعض وملقيناش مشاكل في جوازنا خالص !!

هز رأسه بتوضيح :

– حضرتك وبابا جوازكم مبني على الحب والتفاهم والاحترام وده خلاكو ترتبطو ببعض وده مستحيل في حالتي.

ابتسمت حنان :

– يعني انت مستحيل تحب يارا او اي بنت تانية ؟

اشاح وجهه عنها :

– انا مبآمنش بحاجة اسمها حب يا ماما الحب ده حاجة تافهة اخترعوه عشان يبررو التصرفات الهبلة اللي بيعملوها وانا مليش فيه. 

_____________________

ذهبت يارا الى غرفة رهف ومنه الى الحمام ، نظرت للمرآة تتذكر كلامه وانه من المستحيل ان يحبها تنهدت بعمق وهمست :

– انتي زعلانة ليه طبيعي تبقى ديه مشاعره اتجاهك انا مش زعلانة عشانه هو ، انا زعلانة لاني طول حياتي بتمنى اتجوز راجل حنين بيحبني وبيفهمني ويحترمني راجل يبيع الكل ويشتريني راجل انا اللي اختاره وابقى مطمنة من اختياري ليه بس كل حاجة ادمرت لما حطوني تحت الامر الواقع هههههه واللي اسمه حوزي مستحيل يحبني ولا انا احبه خالص.

اخذت نفسا عميقا واخرجته بحرقة ثم غسلت وجهها وغادرت الغرفة لتذهب الى منزلها ، عندما كانت ستنزل الدرج التقت به وقف ادم ينظر اليها وهي كذلك ثم اشاح كا منهما وجهه ومضى !!

_____________________

بعد مرور يومين. 

اقيمت حفلة الخطوبة وكانت كبيرة وتمت دعوة الكثيرين ليعرفوا ان رجل الاعمال ارتبط رسميا مع ابنة عمه.

حضر اقارب يارا من الأم وكانوا متذمرين من تزويجها وهي في هذا السن لكن لم يتكلم احد. 

ارتدت يارا فستان طويل باللون الزهري الفاتح و طرحة بنفس اللون حددت عينيها بالكحل لتبرز عسليتاها واحمر شفاه خفيف فكانت حقا جميلة. 

اما ادم ارتدى بدلة سوداء وصفف شعره الغزير للخلف وهندم لحيته فكان وسيما ايضا.

تمت الخطوبة و قام ادم بتلبيس يارا الخاتم وهي ايضا وبمجرد ان لمست يده شعرت بقشعريرة تسري في جسدها كله ، حمحم ادم وهمس :

– مفيش داعي للتوتر ده كله كأن الجواز ده حقيقي انتي عارفة اللي فيها.

تنهدت واجابته :

– ايوة عارفة ومش متوترة خالص انا كويسة.

ادخلت الدبلة في بنصره وتعالت التصفيقات من الجميع ابتسمت يارا بتصنع فذهبت رهف تقف بجانبها وتردد بمرح :

– يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا.

ضحك الجميع ونظر اليها مازن بحب و تمنى ان تكون معه ويربطها ب اسمه قريبا تنهد بعمق محدثا نفسه :

– انا بحبك اوي نفسي املك الشجاعة اللي تخليني اعترفلك بحبي واتقدملك.

حمحم احمد :

– ادم ابني لو عايز تتكلم مع بنتي شويا روحو البلكونة بس سيبو الباب مفتوح.

كاد ادم يعترض لكن حنان سبقته :

– يلا ياحبيبي خد خطيبتك وروح اقعد معاها… تقدمت منه وهمست :

– وبلاش وش الخشب اللي مركبه ده على الاقل قدام الناس.

هز رأسه موافقا بمضض وذهب معها ، دلفا للشرفة فقالت بتوتر :

– هو احنا لازم نقعد لوحدنا يعني.

نظر لها باستنكار :

– ليه خايفة اعملك حاجة وحشة ؟

حمحمت وهي تشيح وجهها عنه :

– لا طبعا بس اعتقد…

قاطعها ببرود :

– اعتقد ان علاقتنا مزيفة وهتفضل مزيفة لحد ما نطلق وكل واحد يروح في طريقه بلاش يعني تعملي نفسك مكسوفة وكده.

شعرت بالحزن من كلامه ف اخفضت رأسها ولاذت بالصمت ، لاحظ ادم هذا عليها فزفر :

– انا عارف انك كنتي بتتمني تتجوزي غير كده تتجوزي راجل انتي اللي تختاريه ويحبك وتحبيه بس العادات اللي لسه المجتمع عايش عليها بيمنعك من انك تختاري الطريقة اللي تعيشي بيها والاشخاص اللي تعيشي معاهم بصي يا يارا انا قد ما كنت قاسي وعندب عيوب كتيرة مش هبقى اسوء من عمر اللي متجوز ومطلق اكتر من مرة وجاهل واقصى ايمانه بدينه تشجيعه التعدد و الزوجة المطيعة اللي عيب تتعلم وتعيش زي ماهي عايزة.

نظرت له يارا وكادت تتكلم لكنه قاطعها :

– عارف بردو ان فرق السن بيننا كبير وده مخليكي مضايقة بس حتى انا مش عاجبني اتجوز بنت 19 سنة واضطر اعيش معاها تحت سقف واحد لفترة كويسة.

يارا بحزن :

– انت مضطر كل ده هو للدرجة ديه انا مش مناسبة ليك ؟

صمت قليلا يطالعها ثم تنحنح بخشونة :

– انا رافض الفكرة من اساسها مش عشان انتب اللي موجودة فيها حاليا.

اغمضت عيناها بألم وتابعت :

– يعني بعد ما نطلق واتجوز راجل تاني هبقى مناسبة ؟

لا يدري لم لكنه شعر بسوط يجلده بقسوة و شرايين قلبه تنقبض عندما خيل له انه من الممكن ان تكون لغيره ، اظلمت عيناه بشكل مخيف وجذبها اليه :

– بقولك ايه اياكي اسمع كلمة راجل تاني ديه على لسانك تمام جوازنا مزيف اه بس انا مش كيس جوافة عشان اسمع من مراتي الكلام الغبي ده و اسكت فاهماني !!

خافت من منظره لكنها قالت بتحدي :

– تصدق بالله هتصدق ان شاء الله لو فاكر انك بتخوفني بنظرتك ديه ف انت غلطان انا بقول اللي بحبه ومحدش بيقدر يتحكم فيا اوك واه ياريت تفضل فاكر اننا عن قريب هنطلق انت عارفني مضطرة اتجوزك.

توقعت انفجاره بها لكنه ابتسم :

– اها قوليلي انتي بترديهالي يعني ، انحنى عليها وهمس بجانب اذنها :

– هو كلامي وجعك ولا ايه اوعى تكوني حبيتيني وعايزة تفضلي معايا للأبد.

تسارعت نبضات قلبها و ازدادت وتيرة تنفسها عندما شعورها بأنفاسه الساخنة تلفح بشرتها دحرجت عينيها في المكان وابتعدت عنه :

– مممم متقربش مني كده تاني.

رفع حاجبه بخبث :

– ليه خايفة تضعفي وتبوسيني.

اشاحت يارا وجهها عنه بضيق :

– انت قليل ادب ومش متربي ومش محترم كمان وانا هقول لبابا عليك.

اقترب ادم منها :

– تقوليله ايه ياقمر كنت بحكي لجوزي عن راجل تاني وهو قرب مني وكلمني بقلة ادب وقالي ممطن اضعف و ابوسه ؟!

زفرت بخنق ووجهها يحمر مجددا بسبب كلامه الوقح كادت تذهب لكنه امسك يدها و سحبها اليه.

غمغم ادم بتحذير :

– لون الروج ده مش عايز اشوفه عليكي تاني كلامي واضح.

استغربت منه ووضعت يدها على شفتيها :

– ليه مش حلو عليا ؟

ابتسم بغمزة :

– ماهو عشان حلو وشفايفك مغرية فيه انا بمنعك تحطيه الا لو عايزاني اشيلهولك بنفسي ديه بقى فيها كلام تاني.

شهقت بدهشة من جرأته ودفعته خرجت من الشرفة وهو خلفها يطالع الجميع ببرود. 

اقترب منه مازن وغمزه :

– البنت وشها احمر انت عملتلها ايه يلا. 

ادم برفعة حاجب :

– خد بالك انك بتتكلم على مراتي هاا وملكش دعوة وشها عامل ازاي ولا انا عملت ايه يلا. 

ضحك مازن و احتضنه بخفة اما يارا فأخذتها رهف الى صديقاتها. 

فتاة ما : الف مبروك يا يارا عقبال الفرح يارب. 

يارا بابتسامة بسيطة :

– ميرسي ياحبيبتي عقبالك.

صديقة اخرى وتدعى فرح :

– مبروك عليكي يا يارا صمتي وفطرتي على راجل ماشاء الله عليه طبعا ما انتي بقالك سنين واخدة دور الملاك اللي مبيغلطش اكيد هيجيلك عريس كامل. 

تجهمت ملامحها وقالت :

– واخدة دور الملاك انتي قصدك ايه ؟

تنهدت واجابتها :

– يعني انا مستغربة ازاي كانت علاقتك مع ابن عمك وانتو عايشين مع بعض وكمان كنتي بتقولي الراجل حرام يلمس ست مش حلاله الا لو متجوزين او كان محرم ليها بس انا شايفاكي سبتيه يلبسك الدبلة وكمان قعدتو في البلكونة لوحدكو مش كنتي بتقولي كمان الخلوة بين الراجل و الست في مكان مقفول حرام.

صمتت ولم تدري ما تقوله وفضلت الانسحاب لكن فجأة شعرت بيد تجذبها من خصرها ويده تمسك يدها يقبلها ببطئ. 

ادم بابتسامة :

– كلامها صح وهي مطبقاه يارا مش واخدة اي دور عشان هي فعلا بتعرف حدودها ولعلمك يا انسة انا وحبيبتي مكتوب كتابنا اصلا. 

اندهشت فرح وحمحمت :

– احم انا كنت بهزر مقصديش حاجة طبعا عارفة شخصية يارا كويس وهي مبتعملش الغلط. 

ادم بجمود :

– كويس انك عارفة ، يلا ياحبيبتي تعالي معايا عايزك في حاجة مهمة. 

اومأت يارا وهي خجلة من تصرفه وكلامه ذهبت معه اما رهف فنظرت للفتيات بمكر :

– يارا و ابيه ادم فعلا لايقين على بعض. 

صديقتها :

– ايوة صح بس الفرح هيتعمل في البلد وانا كده مش هعرف احضر. 

اجابتها بدون مبالاة :

– عادي هبقى اجبلك حصتك من الجاتوه ، نظرت لفرح شزرا واكملت :

– وانتي مش معزومة. 

مطت شفتها بضجر واشاحت وجهها عنها…

_____________________

في يوم اخر. 

كانت يارا نائمة في غرفتها عندما رن هاتفها ب اسم رهف اجابتها و اخبرتها بأن تذهب الى الجامعة بمفردها فهي لا تريد الذهاب اليوم. 

اغلقت الخط وكادت تنهض لكنها لمحت الخاتم في يدها ، تحسسته بابتسامة وهمست :

– الناس بتتخطب وبعدين تتجوز بس انا حصل معايا العكس ههه مش مصدقة اني ارتبطت ب اكتر راجل كنت اكرهه و اخاف منه. 

اتسعت ابتسامتها ووقفت تطالع المرآة :

– ادم مش وحش للدرجة ديه يعني هو قاسي شويا و حازم وبارد ومستفز بس بحسه جنتل مان كده. 

ضحكت وصفعت جبينها بخفة و دلفت للحمام اغتسلت و ارتدت ملابسها و حملت حقيبتها و خرجت.

وقفت يارا تنتظر سيارة أجرة بملل وتنظر لساعة يدها حتى لمحت سيارة سوداء تقترب منها حمحمت بتوتر فتوقف امامها مغمغما بجدية :

– رايحة الكلية ؟

اومأت بنعم ف اشار لها برأسه :

– اركبي عشان اوصلك. 

يارا بارتباك :

– لالا مفيش داعي اا…

قاطعها بحدة :

– بقولك ايه انا مش فاضي اركبي وبلاش كلام كتير. 

مطت شفتها بتذمر من طريقته في التعامل و ركبت لتلفح انفها رائحته الرجولية الرائعة ، اغمضت عينيها بخجل و لاحظها ادم ليبتسم و يقود بعد فترة وصل للجامعة وقال :

– هتخلصي امتى ؟

ردت عليه ببساطة :

– الساعة 2 الظهر. 

هز رأسه وهتف ب :

– يلا انزلي واهتمي بدراستك بلاش جو زميلي و دكتوري وبلاش صوت ضحكتك تنتشر في المدرج. 

– ليه غيران عليا ؟

قالتها بخبث فأجابها ببرود :

– بخاف على الناس من صوتك …. انزلي يلا. 

تنهدت بغيظ منه ودخلت اما هو فظل يطالع فراغها حتى اختفت…

اغمض عيناه يتلمس الخاتم في اصبعه ثم انطلق بسيارته…

بعد ساعات انتهت محاضرات يارا خرجت بعد ان ودعت صديقاتها وكانت تنظر الى هاتفها حتى اصطدمت في احدهم.

همهمت باعتذار :

– اسفة اسفة مخدتش بالي. 

نظر لها بابتسامة :

– ولا يهمك ، انا محمد مجدي معاكي في الدفعة وانتي ؟

لم تجبه وذهبت اما هو فسأل احدى الفتيات عن اسمها و اخبرته.

في نفس اللحظة كان ادم قد جاء ليصطحبها الى المنزل رأته يارا و ابتسمت خاصة عندما خرج من السيارة ليفتح لها الباب الأمامي. 

يارا بنبرة رقيقة :

– ميرسي. 

همهم بهدوء :

– يلا اركبي.

كادت تركب لكن محمد ناداها من بعيد :

– ياارااا. 

استدارت اليه فغمزها وبعث لها قبلة في الهواء مرددا :

– اشوفك بكره. 

انتفضت بصدمة ونظرت ل ادم الذي احمر وجهه بشدة وتسارعت انفاسه من الغضب ، رمقها بحدة و ادخلها بعنف وركب بجانبها انطلق بسيارته بغضب شديد وهي تطالعه بخوف. 

يارا بتوتر :

– انت فاهم غلط انا مبعرفوش صدقني ولا عمري كلمته. 

لم يجبها وزاد في سرعته فأغمضت عيناها بفزع فهي تخاف من السرعة لأن والدتها توفيت في حادث سيارة….نزلت دموعها وضغطت على كتفه :

– ادم خفف السرعة.

لم يستجب اليها فصاحت ببكاء :

– ااادم ارجوك انا خايفة ارجوك !!

زفر وخفف السرعة وهو يغمغم من بين اسنانه :

– مبتعرفيهوش بس هو بيعرف اسمك و بيغمزلك كمان وبيقولك اشوفك بكره يا سبحان الله يعني.

رمقها بنظرة نارية وتابع :

– بس على فكرة هو مناسب ليكي وسيم و صغير مش اكبر منك بعشر سنين صح قوليلي انتي معجبة بيه. 

هزت رأسها بعدم تصديق لما تسمعه :

– لو كنت معجبة بيه مكنتش هوافق اربط اسمي مع اسمك يا ادم صدقني انا مبعرفوش والله العظيم. 

توقف بقوة ف ارتدت يارا للأمام جذبها ادم من ذراعها وجذبها اليه ، امسك فكها هامسا :

– انا هصدقك المرة ديه بس اقسم بربي يا يارا لو شوفته جمبك تاني والله العظيم هموتك واموته كلامي واضح !!

لم تتكلم فصرخ بعصبية :

– فااهماااني !!

هزت رأسها بسرعة :

– ايوة فاهمة. 

تنفس بعمق واردف :

– لما نطلق اعملي اللي تعوزيه بس وانتي على ذمتي خليكي محترماني زي مانا محترم وجودك وانا مش مجبور اصلا. 

اغمضت عيناها ثم ابعدت يده عن وجهها :

– وانا من غير مااكون على ذمة حد بعرف حدودي كويس ياريت تفهم الكلام ده وتبطل تفكرني كل دقيقة بحقيقة علاقتنا لاني عارفاها كويس. 

اشاحت وجهها عنه بغضب فتابع القيادة حتى وصل الى الفيلا وقبل ان تنزل تمتم :

– الولد ده اسمه ايه ؟

تذكرت كلامه عن نفسه فقالت :

– محمد مجدي ومعايا في الدفعة. 

رمقها باستنكار :

– عارفة اسمه الكامل ودفعته وبتقولي عمرك ما شوفتيه لا يا شيخة. 

تضايقت يارا من تلميحاته فقالت :

– لما وقفني قالي اسمه ايه وانا معنديش زهايمر طبيعي هفتكر كلامه يلا عن اذنك. 

خرجت وتركته اما هو فطلب احد الارقام وبعد ثوان غمغم بصوت قاتم :

– الطالب محمد مجدي اللي في الدفعة الاولى عندكو عايزه يتفصل من الكلية فورا. 

سمع كلام الطرف الاخر ثم اغلق الخط :

– محدش بيقرب من حاجة تخصني ابدا. 

شغل السيارة و اتجه الى الشركة بعدما اتصل به والده…

____________________

دخلت يارا الى الفيلا و استحمت ارتدت ملابس بيتية و لملمت شعرها ثم اعدت الغداء وجلست تأكل وهي تهمهم بغضب :

– البني ادم البارد ده هرتكب فيه جناية ازاي يكلمني كده كأنه كان بيتهمني هو ماله اصلا جوازنا مؤقت يعني ملوش دعوة بيا. 

صمتت قليلا ثم ابتسمت :

– لا بس انا فرحت يعني لما لقيته غيران هههه بس بس. 

انهت طعامها وصعدت الى غرفتها لتنام. 

بعد ساعات استيقظت وسمعت ضجة في الخارج ثم طرق الباب اذنت بالدخول فدلف احمد بابتسامة :

– حبيبة بابا صح النوم مش هتقومي بقى. 

تمطعت بيديها مهمهمة بنعاس :

– اهو صحيت يا بابا حضرتك جيت امتى. 

رد عليها وهو يمسح على شعرها بحنان :

– من شويا بس وجاي معايا ضيف انزلي شوفيه. 

عقدت حاجبيها بتعجب :

– ضيف مين لا انا مش هنزل اشوف حد. 

– بس يابنتي اا…

قاطعته برفض :

– بابا بليز انا عارفة مين اللي جاي اكيد حد من اللي عايزين يباركولي على الجواز وانا لازم اعمل نفسي مبسوطة وميرسي وعقبالكم لا مش عايزة. 

تفاجأ من عدائيتها واردف :

– بنتي انتي من امتى بتكلميني بالطريقة ديه وترفضي حاجة بقولها. 

اغمضت عيناها وتمتمت :

– انا اسفة مش قصدي ارفضلك حاجة بس مبقتش عايزة اعمل تصرف مجبورة عليه من اليوم اللي عرفت فيه بجوازي من ادم قررت اعيش بالطريقة اللي بحبها واعمل اللي ارتاح ليه خلاص تعبت من كوني….

قطعت كلامها عندما رأت ادم يقف امام الباب يطالعها بجمود والواضح انه سمع كل ما قالته…!!

يتبع…
لقراءة الفصل الثامن : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد