Uncategorized

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل السابع والعشرون 27 بقلم أية أحمد

  رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل السابع والعشرون 27 بقلم أية أحمد

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل السابع والعشرون 27 بقلم أية أحمد

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل السابع والعشرون 27 بقلم أية أحمد

ظلت تعافر لكي تفك وثاقها ولكن لم ياتي ذلك باي نتيجه سوي نزيف يديها وقدمها،  اطلقت انيناً باكي وهي تحاول الصراخ لكن قطعة القماش التي كانت تكمم فمها منعتها من ذلك،  الرعب الذي تملكها وقتها جعل عقلها يرسم سيناريوهات كثيرة هي ليس لها اي اعداء اذا لما هي هنا،  انتفض كامل جسدها وهي ترى باب الغرفة يفتح ويطل منها جسد رجل لم تستطع أن تحدد هويته بسبب الظلام ولكن ما ان دخل الى الغرفة وأغلق خلفه الباب حتى انتفضت بذعر وصدمة ما ان  رأت امامها رجل بعين واحدة والعين الاخرى تخترقها ندبه تصل إلى أسفل وجنته وهو ينظر لها بسخريه وخبث…. 
ــــ يا هلا يا هلا عجبتك ضيافتي يا دكتوره….  نظرت له خلود بذعر وبكاء بينما لم يهتم الاخر كل ما كان يهمه هو ان يستمتع معها قبل أن ينفذ ما أمره به زعيمة،  اقترب منها الي ان اصبح امامها ومد يده باتجاه وجهها تنتفض الأخرى مبتعدة عنه سريعا،  ومع ذلك لم يثنه ذلك فامسك وجهها بكلتا يديه وقربها منه بينما كانت الاخرى تنازع لكي تبعده عنها… 
ــــ  عارفه يا دكتورة انتي خساره في اللي بيحصل فيكى،  حرام الجمال ده يدفن تحت التراب كده من غير ما نديله حقه ولا ايه رايك … 
ــــ مم ممم ممم….  هذا كان كل ما يخرج منها وهي تحاول التحدث لكن قطعه القماش تمنعها من ذلك،  ابعدها لتظهر شفتيها التي احمرت من حركتها المستمره… 
ــــ انت مين عاوز مني ايه انا معرفكش ارجوك سيبني امشي،  والله مش هقول لحد ….  
ــــ مم يا خسارة مش هينفع اصل انا عبد المأمور لازم انفذ اللي تؤمر بيه بس،وانتي هنا عشان حبيب القلب الي اتفق مع الزعيم ورجع بعد كده فى كلامه، فلازم قرصه ودن كده عشان يعرف مين هما ديابه الجبل…..  بكت بصوت عالي وهي تتحرك بعشوائية ولكن لم يجدي هذا نفعاً عندما ألقي بها على الارض بقوه و جيسي عليها بجسده الضخم،  ما ان قرب وجهه منها حتى فقدت الاخرى وعيها من شدة الخوف،  نظر لها بفرحه فقد سهلت عليه مهمته،  دنا عليها أكثر ولكنه توقف عندما استمع الى صوت سيارة تقف أمام الغرفة.. … 
ــــ مين ابن المركوب اللي جه دلوقتي اكيد اسماعيل….  فتح باب الغرفه وقبل ان يتحدث صدم عندما رأى أمامه كمال الذي سحبه من ملابسه وألقاه أرضا وانهال عليه باللكمات في انحاء جسده بقوة شديدة جعلت الآخر يفقد وعيه من اول ضربه،  تدخل الغفير الذي كان قد راى ما حدث مع خلود واختطاف ذلك الرجل لها ليتبعه في هدوء حتى وصل الى المكان وقام بإبلاغ كمال الذي سارع إليها حتى لو كان يكرهها لن يسمح لاحد غيره بمس شعره منها… 
امسك به الغفير ورجع به الى الخلف وقال 
ــــ  خلاص يا بيه متضيعش نفسك عشان كلب زي ده ولا يسوي احنا هنروقه كويس…  التفت هو سريعا ودخل الى الغرفه ليراها بذلك الوضع،  نزع قميصه الأبيض واتجه لها بعد أن رأى ملابسها الممزقه،  فق وثاق يديها وقدميها… 
ــــ  خلود،  خلود انتي سمعاني فوقي خلود…  طبطب علي وجنتها برفق لعلها تستيقظ ويطمئن عليها،  دق قلبه بقوه عندما وقعت عينه على جزء من مفاتنها الذي ظهر  من أسفل قميصه بعد أن تمزق من الامام،  ابعد عينه لكن جذبته شفتيها المحمره لها،  رفع يده ومررها على أطراف شفتيها برقة  اقترب منها لكنه أفاق على صوت انين خرج منها،  نظر لها ليجدها تجاهد لفتح عينيها ولكن لم تستطع فعل ذلك لتعود وتغلقها مرة أخرى،  بدأت أفكاره شيطانيه في اللعب في عقله،  فا لو  قام الان بلاستمتاع معها قليلا  لن يعلم أحد أنه فعلها وسوف ينسبها الى قاطع الطريق ذلك،  حملها بعد ان احكم اغلاق القميص عليها .. 
ـــــ  يا سعادة البيه،  يا سعادة البيه واخد الدكتوره علي فين…. 
ــــ  وانت مال اهلك،  خد الكلب التاني ودية المخزن وعاوزك تروقه وتعرف منه مين اللي بعته يلا…  وضعها على المقعد الخلفي في السيارة وتوجه الى المزرعه،  نظر الى ساعة يده ليجدها قد تجاوزت الثانية عشر بعد منتصف الليل،  ابتسم فقد أيقن أنه لا يوجد أحد الآن في المزرعة.
فتح باب السياره ونظر لها قليلا لكن لم يدم هذا كثيرا فقد سحبها برفق وتوجه إلى الداخل، وضعها على الفراش بأحد الغرف في الطابق الثاني والذي كان قد بني احتسابا إن اضطر أحد العمال للمبيت في المزرعه،  نظر لها مطولا يرجع ما ينوي أن يفعله الان، اقترب ودني منها ليصبح فوقها تماماً،  دفن راسه في جوف عنقها ويده التي تسللت الي مفاتنها لكنه انتفض مبتعد عنها فجأة لا يعلم ما السبب وكان جسده اصاب بشلل،  ابتعد عنها ثم خرج من الغرفه… اسند ظهره الى الحائط وهناك عاصفة بداخله ما بين أن ينفذ تلك الفكره الشيطانيه التي تلمع في راسه وبين ان يتصل بوالده لكي يأتي ويأخذها من هنا فهو يعلم ان خالها صديق والده المقرب،  اغلق عينه وصوت انفاسه المتسارعه تحيط به.. 
ــــ الو ايه يا بابا، الدكتورة خلود في المزرعه تعالي مع خالها عشان تاخدها…
ــــ بتعمل ايه خلود معاك يا كمال اوعي تكون عملتلها حاجة….
ــــ لما توصل هفهمك، تعالي انت بس بسرعه…. اغلق الهاتف مع والده ثم عاد إلى الغرفة، نظر لها ولم تترك له شفتها التفكير كثيرا بشكلها المغري،أخذ منها قبله طويله ولاول مره يشعر بقلبه يخفق بقوة جنونية….
ــــ هو في ايه مالي كده انا المفروض كنت خلصت عليها واستريحت ليه مش قادر اعمل حاجه ليها… تراجع خارج الغرفه عندما سمع صوت سيارة والده ليجد خالد ووالده يتوجهون نحوه , ما ان راى خالها حاله كمال الذي كان يرتدي فقط تيشيرت بحملات عريض أبيض اللون..
ــــ  هيا جوا في الاوضه…  نظر له بذعر ودخل ليكتم صرخة موجعة كادت تخرج منه عندما راى حال ابنه شقيقته المتوفاة بذلك الشكل عاد وهجم علي كمال بقوه وصاح في وجهه دون أن يستمع له… 
ــــ  انت عملت ايه في بنتي يا كلب… 
ــــ  اهدي يا عمي انا معملتش حاجه….  سرد له كل ما حدث ليسقط خالها علي الفراش ويضع رأسه بين يديه… 
ــــ  متقلقش هيا كويسه محدش قرب منها انا جبتها هنا عشان مكنتش عاوز حد من الجيران يشوفها…. 
ــــ  شكرا يا ابني شكرا علي الي عملته،  اسف لو رفعت صوتي عليك بس دي الي فضالى … 
ــــ  ولا  يهمك يا عمي بعد اذنك انا همشي دلوقتي…  
غادر الغرفة بينما نظر فتحي إلى ابنه باستغراب من ما فعله فليس  من عادته أن يقوم باعمال خير ابدا وخصوصا انه يعلم كرهه الشديد لخلود شك للحظة أنه ربما يكون هو من فعل بها ذلك لكن هو على يقين  أن ابنه لن يخاف من احد ولو قام بذلك لوقف بكل تبجح 
……….. 
في المشفى… 
كانت ورده تراجع بعض ملفات المرضى فهي اليوم لديها دوام ليلي،  تثائبت بنعاس واسندت يدها علي المكتب ووضعت راسها عليه لتذهب في سبات عميق،  بينما فتح باب الغرفة  ببطء وهناك من يمرر عينيه في انحاء الغرفه يدخل ويغلق الباب خلفه،  نظر لها كيف تنام على الفراش واقترب منها وعلى وجهه ابتسامه خبيثة مملوءة الشهوه  والرغبه،  مرر يده علي عنقها الذي ظهر واضحا بعد ان انحصر حجابها منها للخلف،  انزعجت وهي تشعر بلمسة رقيقه لتفتح عينها متجمده في مكانها عندما شعرت باحد ما خجلت ظننا منها انه ادهم كلعاده سوف يوبخها بسبب ظهور عنقها ورقبتها من اسفل الحجاب،  التفتت ببطء ولكن  سرعان ما تحولت نظرتها الخجولة التي اخرى مذعورة وهي ترى  احد الاطباء يقف خلفها،  انتفضت بسرعة مبتعدة عنه… 
ــــ  انت مين وازاى تدخل وتقرب مني كده اخرج، بره، بدل ما، اجبلك الامن، يا حيوان انت… 
ــــ  اهدى بس يا جميل براحه بعدين انا معملتش حاجه ده كل الموضوع اني كنت عاوز غطي رقبتك الي زي القشطه دي بس ؤ…. 
ــــ  والله العظيم لو ما خرجتش لأقول أدهم، وهو، هيعرف شغلك…  وقبل أن يقترب منها باغتته بالقائها عليه جهاز قياس الضغط وهربت من الغرفة… 
كانت ترقد بين الممرات الي ان وصلت الى مكتب ادهم للتدخل سريعا فهو الان كل امانيها،  كان مستلقي على الأريكة وساعده علي عينيه،  اقتربت منه بجسد مرتجف وهزت كتفه بينما وجهها الذي كان غارق في الدموع… 
ــــ  ادهم،  ادهم….  انتفض الاخر بعد ان سمع صوتها نظر لها ليجدها بتلك الحاله المزريه،  انتفض بقوه وهو ينظر لها بقوة… 
ــ  مالك يا حبيبتي في ايه…  سمحت لنفسها أخيرا في البكاء بكل قوتها وهي تحاول التحدث لكن لم تستطع عندما فتح ذلك الطبيب الباب وهو ينظر لها بكره،  ما ان راته حتى هرعت نحو ادهم وتمسكت به بقوه،  نظر لها باستغراب ثم وجه نظره إلى الذي كان يقف على باب المكتب وقال بعصبية مفرطة …. 
ــــ في ايه مش فيه باب تخبط عليه يا بني ادم انت…. 
ــــ  اعذرني يا دكتور ادهم بس انا كنت جاي عشان اعرفك الي حصل قبل ما تيجي هي وتكذب عليك بس من الواضح انها وصلت قبلي… 
ــــ  بتتكلم عن ايه يا بني ادم ما تتكلم بوضوح… 
ــــ  انا كنت بلف في الدور ولاقيت الانسة وردة فى اوضة الكشف ومش بتهتم بالمرضى   دا غير انها اتكلمت معايا باسلوب مش حلو وانها صحبه المستشفى ولما طلبت منها تروح تتابع المرضي زعقت وقالت انها هتوريني ومشت……. 
ــــ  كذب والله يا ادهم.. والله هو الي لقيته دخل الاوضه اللى انا فيها ا. انا. كنت لسه ماره على المرضى  كلهم ورح. حت..  قاطعها ادهم محيط بوجهها برقه.. 
ــــ  بس بس براحه اهدي يا حبيبتي انا اساسا مسألتنيش عشان تبرر لي…. 
ــــ  والله هو الي دخل الاوضه وانا نايمه وكان بيحاول يقرب مني ولما زعقت فيه قالي انه هيقولك اني انا الي طلبت منه يعمل كده فضربته بجهاز الضغط حتي ب. بص..  اشارت ال جبينه الذى كان به جرح سطحي  … توسعت عين ادهم وقال بغضب حاول ان يخفيه عنها.. 
ــــ  قرب منك ازاي عملك ايه…  التفتت إلي ذلك الذي تجمد مكانه وسحبه من ملابسه وقام بضربه بقوه في وجهه.. 
ــــ  يا كلب وكمان جي تشتكيلي فكرني مش عارف بنت عمي يا وسخ دي انضف منك ومن الي خلفوك يا عرة الرجال انت،  والله لانهى  مستقبلك الطبي… القاه على الارض ثم التفت الي ورده التي كانت ترتجف بزعر وقال بصياح،… 
ــــ  وانتي اعمل فيكي ايه كل يوم مشكله شكل اى الرجاله عامله زي النحل حواليكي ليه،  ده اخر يوم ليكي هنا هترجعي الزفت البلد بالمستشفى دى مش تعتبرها فاهمه انا جبت اخري مش هستني لما حد يعملك حاجه او تروحي مني… 
دخل حسام الذي استمع الى صوت ادهم ومعه بعض الممرضات،  نظر إلى شقيقته المنكمشة بذعر ووجهها الشاحب  بينما أدهم الذي كان كالثور الهائج والطبيب الملقي علي الارض… 
ــــ  في ايه يا ادهم مالك بتزعق ليه.. ورررده….  رقص باتجاهها عندما رأها تهوي على الأرض،  كان ادهم اسرع منه وقد اخذها في حضنه بقوه وبدأ في محاولة أن يفيقها…. 
ــــ  تحركي بسرعه هاتيلي جهاز السكر…  اقتربت منه احدى الممرضات واعطته الجهاز، ليبدأ في إجراء التحليل لها سريعا..
ــــ السكر 70 واطي اوي، ذهره روحي هاتي سكر او شكولاته بسرعه… كان حسام متجمد وهو يرى ابن عمه الذي لم يعير وجوده اي اهتمام وهو يحتضن شقيقته بتلك الطريقة امامه…
عادت الممرضة لتعطيه لوح شوكولاته كوب به ماء بسكر، اقترب حسام منه وساعد شقيقته في تناول قطعة من الشوكولاتة، بدأت في التحرك لتفتح عينيها ببطئ وتعب..
ــــ ورده انتي كويسه حاسه بحاجه، انا انا اسف يا حبيبتي حقك عليا والله مكنش قصدي ازعق فيك…قال كلامه دفعة واحدة لم يشعر إلا بحسام الذي دفعه بقوه واخذ شقيقته إلى حضنه…
ــــ اياك تقرب منها كده تاني، انا ليه كلام تاني معاك بس لما نرجع البلد… حمل شقيقته وخرج من المشفى بينما تنهد ادهم بتعب وهو يسند راسه على يده…
ــــ دكتور ادهم حضرتك محتاج حاجه…
ــــ  لا روحي انتي يا زهرة…. 
في نفس الوقت كان حسام برفقة شقيقتها بأحد الغرف الفارغة،  ووضعها علي الفراش وقبل راسها ثم قبل راسها واغلق خلفه باب الغرفه وتوجه الى غرفة معشوقته،  قبل جبينها بعد أن جلس قليلا قبل ان يعود الى شقيقته التي فاقت  بعد أن وضعها على الفراش.. 
ــــ  هتفضلي كده كتير يا تقي انا محتاجك اوى محتاجك بحبك لدرجه اني مش قادر اكمل حياتي من غيرك،  مش قادر اركز فى اى شغل ولا اعمل حاجه،  فوقي بقي عارف انك بتزعقيلي لما تعرفي اللي حصل لوالدك ووالدتك بس انا. هفضل جنبك  مش هسيبك بس انتي فتحي عينك عاوز احس انك معايا….  امسك كفها وطبع عليه قبله لينتفض  بعد ان شعر بحركة يدها تنظر لها بصدمة عندما رآها ترمش بعينها ببطئ … 
ــ  حبيبتي تقي انتي صحيتي يا عمري…  فتحت عينها بتشوش وهي تنظر حولها بعد أن رأت سقف الغرفه الابيض،  رأته وهو ينظر لها بسعاده كبيره واشتياق واضح… 
ــــ  مستر حسام انا فين…  
ــــ  انتي معايا،  انا بروح انادي  الدكتور…  توجه سريعا إلى الخارج بينما نظرت الي مكانه بشرود، تحاول تذكر آخر ما حدث وسرعان ما توسعت عينها الغاز منزلها والديها،  ابعدت ابره المحلول  عن يدها وهي تنزل من على الفراش وتحاول الخروج وكل ما تفكر به هو البحث عن والدها…… 
نظرت الي حسام الذي عاد ومعه الطبيب،  تراجعت وهي تنظر حولها بضياع ودموعها تستمر في الهطول مغرقه وجهها… 
ــــ  حسام،  بابا وماما فين،  الغاز هما اكيد جرالهم حاجه صح رد عليا هما فين…  دمعت عينه من حالتها واقترب منها ببطء.. 
ــــ  بس اهدي عشان خاطري كله هيكون تمام انا معاكي اهو مش هسيبك،  تعالي خلي الدكتور يشوفك الاول ارجوكي… 
ــــ  متقربش انا عاوزة اعرف هما فين انا لازم اشوفهم والنبي يا حسام وديني اشوفهم ارجوك….. 
ــــ  حاضر هعملك كل الي انتي عاوزاه بس اهدي الاول وخلي الدكتور بشوفك …  اسرع  لها وامسك بها قبل  أن تسقط علي الارض بعد ان فقدت الوعي.. 
ــــ  تقي…. 
ـــــ  دخلها اوضه الكشف يا فندم بسرعه…  بعد مرور ساعه كان يقف امام باب غرفتها بتعب ثم توجه إلى  شقيقته لكي يطمئن عليها… 
………. 
في صباح اليوم التالي.. 
قام  بالاتصال بوالدته لكي تاتي له في القاهرة من اجل ان يريها ما فعله بهمس،  سعدت الاخرى وهي متوجهه الي ابنها بفرحه كبيره لا مثيل لها،  توقفت أمام شقة ابنها،  فتح لها جواد وملامح وجهه لا تفسر، نظرت له بسعادة ودخلت.. 
ــــ  ها يا حبيبي عملت ايه هي هنا ولا ايه… 
ــــ  لا احنا الي هنا يا سمية..  .  تجمدت مكانها عندما سمعت صوت سليم الهوارى لتجد عمر واحمد وسليم ومجدي الذي توجه لها فور أن رآها وصفعها بكل ما أوتي من قوة  لتسقط على الأرض أمام والدها ووالدتها … 
ــــ  يا شيطانه انتي شيطان يستحيل تكوني بني ادمه،  بسببك خسرت بنتي بسبب كرهك وحقدك الي مالي قلبك بنتي ضاعت مني،  فكراني هبصلك انا معايا ست  ضفرها انضف منك ومن عينتك الوسخه الست اللي فضلتها عليكى الست اللي بقت مراتي وام بنتي اللي حبيتها واللى عملت اللي انتي مقدرتيش تعمليه يا سميه وحتى لو ما كنتش اتجوزتها وقتها مستحيل كنت ابص لواحده زيك عارفه ليه لاني بقرف منك..  
كانت تستمع إلى كلماته المهينة وهي تكاد تموت من الغيظ والحقد الشديد،  نهضت من مكانها ونظرت الي والدها وعمر وجواد.. 
ــــ  ايه هتسيبه يعمل الي هو عاوزه وانتو واقفين… 
ــــ انا كان عندي بنت وماتت مبقاش ليكي مكان وسطينا بعد الي عملتيه انا استحملت عمايلك كتير بس كفايه لغايه هنا كفايه اوي،  انتي هتطلعي علي نجع حمادي و هتقعدي في بيت هناك وانسي ان كان ليكي عيله،  والله  لولا الدم اللي يمشي في عروقك كنت رميتك في الشارع بس مش هينفع انتي عرضي وعرض ولادك الي ملهمش ذنب فى انك امهم… 
ــــ  سامع يا جواد بيقولو ايه سامع عاوزين يعملوا في امك ايه…. نظر لها ببرود وقال ما جعلها تتهاوى على الأرض… 
ــــ  انا امي ماتت خلاص مبقاش عندي ام،  انا اتيتمت من اليوم الي عرفت فيه كدبك وحقدك  ولعلمك انا معملتش حاجه في همس وهي دلوقتي بقت مراتي،  و كتبتلها الشركه والشقق شفتي بقي اخر حقدك وصلك لفين،  انا هطلع من هنا على المطار مش هتشوفي وشي تاني… 
ـــ  ليه كده يا امي ليه تعملي في نفسك وفينا كده ليه كل الكرهه ده جواكي عملولك ايه الناس الي حواليكي دا احنا عيله… صاحت بجنون وكره… 
ــــ  بلا عائلة بلا زفت انا مليش عيله انا كل اللي كنت عاوزاه هو انه يحبني بس هو فضل واحده تانيه عني وجوزوني لواحد انا مش بطيقه حلفت لدفعكم تمن كسره قلبي غالي اوي واولهم انت يا مجدي، فاكر هيخيل عليا كلام ابني العبيط ده ده كلام بس انا عارفه هو عمل ايه في بنتك كويس،  اما بالنسبه لتهديدهم  فانا مش محتاج حاجه منكم عارفين ليه لان أملاك جوزي كلها باسمي انا هههه حتي الشركه الي انت كتبتها لهمس ليا  فيها… 
ــــ  انا مش مصدق انك امي انا حاسس اني واقف قدام تِعبانه انتي ايه انتي ازاي كده ازاي كده مش فاهم انا مكسوف ان في حاجه تربطني بيك…  قالها عمر بضعف وهو يهوي مكانه على الكرسي،  بينما ضحك جواد بصوت عالي وقال بخبث.. 
ــــ  تو تو بجد زعلان عليكي يا سميه،  ايه فكراني مش واخد احتياطي انتي مضيت لي على تنازلك بكل املاكك وعقود بيع وشراء،  فاكره الاوراق الي خليتك تمضي عليها،  انتي مشيتي علي كل اللي معاكي حتي حساب البنك سحبت كل الي فيه بعد ما خليتك تعملي توكيل عام امضتك،  ههههه شفتي تربيتك بقي ايه  رايك  يعني يوم ما تخرجي من هنا مش هتلاقي مكان تروحي فيه،  واديني رديت جزء من الي عملتيه في همس وفيا كل الفلوس الي قعدتي تلمي فيها طول عمرك اخدتها منك في لحظة… 
ــــ  انت كذاب مستحيل انا مبعتش حاجه ولا عطيتك حاجه انا ادفعك الثمن غالى اوى يا ابن دياب…  
ــــ  ده شرف ليا انى اكون ابنه الحاجه الوحيده الي ممكن اتكسف منها انك امي…  دخل ثلاثة من رجال أقوياء البنية وسحبوها معهم تحت صياحها علي جواد الذي نظر لها ببرود ثم اخذ ملف وأعطاه عمر وقال… 
ــــ  الملف ده في كل الاملاك انا كتبتها باسمك خد بالك من نفسك، هتوحشني اوي،  سامحني على  الي عملته  انا اسف… أنهى كلامه ونظر إلى  جدة واحتضنه هو الاخر… انا اسف يا جدي…  
ــــ  اللي حصل حصل يا ولدي …. نظر له جواد بدموع قد اغرقت وجهه ثم  نظر إلى مجدي الذي لم يدع له الفرصة للحديث لينهض مغادراً المكان،  امسك حقيبته واتجه إلى الخارج،  بينما لحق به أحمد وعمر.. 
امام مطار القاهره الدولي،  خرج كل من أحمد الذي كان يضع يده على كتف عمر بعد أن ودعوا جواد… 
ــــ  بقيت لوحدي خلاص ده كان صديقي واخويا  وابني يا احمد،  مش قادر اصدق انه سافر وسابني.. 
ــــ  معلش يا عمر ده احسن لية وللكل ان شاء الله هيرجع  بعد ما الامور تهدى وكل حاجه هتتحل… 
ــــ  إن شاء الله يا احمد,  بعد اذنك انا همشي بقي عشان سايب فرح لوحديها…  
……. 
في فيلا رحيم كانت تجلس وأمامها حازم الذي كان بدى عليه التعب الشديد بجواره يجلس الشيخ طه يتلو آيات الله لعل الله يبعد عنه ذلك الاذى   كانت تنظر له بدموع وهي لا تستطيع ان تفعل له أي شي،  اقسمت ان تظل معه حتى لو لم يرغب هو بها ستظل بجواره…. 
ــــ  يشيخ طه هو هيفضل كده كتير… 
ــــ  بصي يا بنتي انا مش هكدب عليكي الحل الوحيد الي قدامكم انكم تلاقو العمل ده في اسرع وقت ممكن و تجبهولي افكه لكن غير كده الموضوع هيطول وممكن يفضل لاخر العمر كدة ….  
ــــ  انا عاوز انام سبوني لوحدي…  قالها حازم وهو ينهض مبعداً سراب عنه بعنف،  اقترب منها رحيم واسندها قبل أن تسقط… 
ــــ  حازم اهدي شوية …  قالتها سراب وهي تقترب منه لكنه دفعها بقوه عنه وقال بصياح وصوت عالي.. 
ــــ  ملكيش دعوه بيه سبوني في حالي عاوزين ايه،  انا بكرهك روحي شوفي حد تاني تلزقي فيه غيري…  قالها وهو يلهث وينظر لها بينما الاخرى تجمدت مكانها من هول ما سمعت…. 
ــــ  حاااازم انت اتجننت…  قالها أحمد الذي أتى بعد  ما اتصلت به عائشه وطلبت منه المجيء…. 
ـــ  اه اتجننت مش عاوز حد منكم قريب مني ابعدوا عني ايه مش بتفهموا سبوني في حالي انا مش مجنون ولا ملبوس ده كلام فاضي ….  اقترب احمد من شقيقه بعد أن رأى حالته تلك،  حاول ان يحتضنه ولكنه دفعه بقوه وظل يصرخ بهم ان يبتعدوا عنه،  بكت سراب وهي تراه على ذلك الوضع بينما عائشة التي اخفاها رحيم بين يديه….. 
ــــ  في ايه يا حازم مالك،  اهدي ارجوك،  خلاص هعملك كل الي انت عاوزه … 
ــــ  عاوزكم تبعدو سبوني لوحدي مش عايز اسيب حد… قال جملته الاخيره قبل أن يستند علي أحمد الذي أحاط كتفه وأسنده…. 
ــــ حازم… 
يتبع ……
لقراءة الفصل الثامن والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد