Uncategorized

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم أية أحمد

  رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم أية أحمد

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم أية أحمد

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم أية أحمد

بعد مرور اسبوعين 
بعد ان غادر جواد البلاد،  بدأت همس في العودة للذهاب إلى مدرستها ولكن بعد ان تابعت مع طبيبه نفسيه. 
اما حازم الذي انفصل تماماً عن سراب التي قررت الابتعاد عنه بعد ان رات حالتة تسوء كل ما اقتربت منه وخصوصا بعد ان شرح لها الشيخ طه ان العمل للتفرقه بينهما ووجودها سوف يسبب مرضه أكثر وتنشيط السحر،كانت تسكن مع خديجه بعد ان اصرت عائشه علي ذلك لكي يكونوا مطمئنين عليها أكثر حتي يجدوا حلا لوضع حازم.. 
اما تقي التي كانت تعاني مراره الفراق بعد ان غادرها اقرب اثنين الي قلبها والشخصين الوحيديين في حياتها،  فبعد ان أتها خبر وفاتهم في اليوم التالي علي يد إحدى الممرضات التي كانت تثرثر كالعاده ولم تكن تعلم انها الي الان لم تعلم خبر وفاه والديها،  كان حسام برفقتها طول الوقت لم يتركها ولو للحظه واحده خصوصا بعد ان راء اكتئابها الحاد… 
بينما كان الوضع مختلف عند الثنائي العاشق فقد كان رحيم يغرقها في حبه اكثر واكثر،  بينما الاخرى كانت مرحبة للأمر،  مع انها كانت تشعر بالحزن علي حال شقيقها لان رحيم لم يدعها حتي اخرجها من حزنها سريعا.. 
في قنا علم كلا من فتحي وخالد ما حدث لجواد  ووالدته  في ما فعله بها فقد تم نفيها الي حدود قريه نجع حمادى وتم محاصرتها برجال لكي لا تهرب… 
كان كمال يتابع عمله متجاهل تلك الطبيه فبعد ان علم من ذلك الرجل الذي حاول خطفها أنه قد تم ارساله من زعيم ذئاب الجبل لكي يعاقبه علي التراجع في كلامه،  فبعد ان اتفق علي تاجير رجال لكي يقوموا بقتل احمد تراجع في اخر لحظه وهددهم انه لن يدفع لهم اي مال وفوق ذلك سوف يبلغ الشرطه بمكانهم،  فقرر الزعيم ان يتم تصفيه كمال عقبا له علي ذلك… 
لم تكن هي افضل حالا منه فبعد ان علمت ان كمال هو من انقذها من ذلك الرجل وهي تشعر بشعور غريب اتجاهه ربما لانها كانت علي وشك النهايه  وقد انجدها هو دون سواه… 
بدأت الدراسه وتوجهت رتاج الي جامعتها لتبدء سنتها الاولى فقد تم التقديم لها علي جامعتها،  كانت سعيده جدا رغم ان هناك ما يرهقها وهو تغير مزاجها وتعبها الدائم بلاضافه الي الالم الحاد في معدتها ظنت في البدايه ان الامر يتعلق بدورتها الشهريه لكنها تاخرت فلم تاتي لها منذ اكثر من شهرين… 
….. 
في قصر جلال العراب،  كانو متجمعين فكل جمعه من بدايه الاسبوع يعود الجميع الي القصر في قنا لكي يقضوا اليوم مع جدهم،  كان يجلس علي راس المائده يراقب بابتسامه  رحيم وهو يطعم زوجته ويمازحها بينما رقيه التي تتشاجر هي وورده كلعاده وادهم ذلك العاشق الذي كان يراقب معشوقته بحب وحسام الشارد لا يعلم ما به… 
ــــ  يا ورده ادهم كان طلب ايدك مني وانتي قولتي ها تفكرى  ايه قرارك يا حببتي…  اشتعل وجهها بخجل وهي تنظر حولها غير قادرة علي التفوه باي شي… 
ــــ  اختي مش هتتجوز حد وخاصا ده…. نظر الجميع الي حسام بصدمه من ما قاله فا هم يعلموا ان ادهم قريب جدا من حسام فكيف يرفض جواز ادهم بشقيقته… 
ــــ  انت بتقول ايه يا ولدي ليه كده هو في احسن من ادهم تأمن علي اختك معاه…. 
ــــ  والله ده الي عندي جواز مش هجوز اختي فاهمين…   نظرت له ورده بدموع تجمعت في عينها لا تعلم لما هذا الحزن الذي ملء قلبها بقوه بعد ان اعلن شقيقها عن رفض ادهم زوجا لها… 
ــــ  وانا بقي مش باخد رايك انا ها اتجوزها وغصب عنك وابقي وريني ها تمنعني ازاي ما هو مش ها اخلي واحد زيك يبعدني عن البنت الوحيده الي حبتها عشان مزاج اهله مش كويس…  قالها ادهم بصياح بعد ان نهض من مكانه،  توجه له حسام وامسكه من ملابسه ليتوجه لهم رحيم سريعا لكي يفصل بينهم…. 
ــــ مين دي الي ها تتجوزها غصب عني طب وريني كده هتعمل كده ازاي والله بسماه ادفنك مكانك،  انا مش هرمي اختي لواحد كل شوي يرفعلها السكر بزعيقو فيها ايه هسيبك تموتها…  ابتلع تلك الغصه التي تشكلت في حلقه ونظر الي ورده التي كانت تنظر له بحزن واضح من عينها الباكيه،  نفض يد حسام بقوه وغادر الغرفه سريعا بينما لحقت به رقيه سريعا… 
ــــ  انت ازاي تقول كده لادهم دا انت اكتر واحد عارفه كويس اى  الي حصلك يا حسام… 
ــــ  رحيم انت مش فاهم انا حسيت  باي لما شفت اختي واقعه علي الارض وكل مرة بيكون هو السبب فيها،  عاوزني اعمل ايه هاا…. 
ــــ  حسام كفايه ايه مش عامل  احترام ليا ولا لعمك ولا ابوك،  انت اكتر واحد عارف ابن عمك كويس، وخلي في علمك الجواز دا هايتم وغصب عنك كمان…  غادر جلال الغرفه ولحق به حسن اما امين الذي نظر الي ابنه وقال بعتاب.. 
ــــ ليه كده يا حسام تكسر بخاطر ابن عمك  قدامنا كلنا،  بعدين انا قولت لاختك وهي وافقت يبقي ها اعمل ايه دلوقتي ها هتكسر بخاطرها هي كمان….  نظر الي شقيقته التي كانت تبكي بصمت.. 
ــــ  الي بيقوله بابا ده صح انتي وافقتي علي ادهم…  اومئت بصمت ولم تستطع رفع راسها خجلا من الجميع،  تنهد الاخر بصمت وغادر هو الاخر …. 
ــــ  روحي يا حببتي اطلعي اوضتك ارتاحي…  
ــــ  معلش يا رحيم يا ابني ابقي  روح المزرعه شوف العمال النهارده هيجيبو مواشي جديده وعاوز حد يكون هناك.. 
ــــ  حاضر يا عمي روح انت ارتاح وانا هتصرف،  عائشة تعالي  نطلع…  توجهت معه الي الاعلي بينما هناك شعور غريب ينتابها،  نظر لها عندما وجدها تجلس علي الفراش وتضع يدها علي معدتها ووجهها مجعد بالم.. 
ــــ  حببتي مالك يا روحي في اية مالك…  
ــــ  مش عارفه يا رحيم مغص جامد اوي، اه…  احتضنت بطنها بالم بينما انتفض الاخر وحملها سريعا متجها الي الخارج… 
ــــ  رحيم في ايه..  
ــــ  مش عارف يا حسام مش عارف افتح العربيه بسرعه… وضعها في المقعد الخلفي وصعد بجوارها بينما توجه حسام الي المقعد السائق وتوجه بهم الي اقرب مشفي…
ــــ اتصل بأدهم خليه يكون هناك… اخرج هاتفه وقام بلاتصال به مرار وتكرار… 
ــــ  ايوه في حاجه عاوز تقولها تاني ولا خلصت تهذيق فيا… 
ــــ  مش وقته الحقنا علي المستشفي عائشه تعبت واحنا رايحين المستشفي دلوقتي …
ـــــ خلاص انا ها اسبقكم  علي هناك… 
……… 
كان يجوب ممر المشفي ذهابا وايابا بخوف شديد عليها.. 
ــــ  اهدي يا رحيم هتكون كويسه… 
ــــ  يارب يا رب….  في نفس الوقت توجه لهم احمد ورتاج وحازم بعد ان علموا الخبر من ورده… 
ــــ  مالها عائشة يا رحيم.. 
ــــ مش عارف كانت كويسه وفجاه قالت بطنها وجعها اوي وجبتها علي هنا… 
ــــ  متقلقش يا رحيم ان شاء الله  هتكون كويسه…  توجه الجميع الي ادهم الذي خرج ومعه الطبيبه… 
ــــ  ادهم في ايه عائشة كويسه ….  اللتفت له بابتسامه واسعه وقال بصوت فرح… 
ــــ  مبروك يا رحيم ولي العهد جي فى  الطريق…  نظر له الجميع بصدمه واولهم رحيم… 
ــــ  انت بتتكلم بجد يا ادهم يعني عائشة حامل،  وو ايه الوجع الي جلها ده… 
ــــ  بص حضرتك المدام حامل في الشهر الاول وده بيكون فيه بعض الاوجاع عشان الحمل لسه في الاول،  وكمان ياريت المدام تكتر في الاكل شوي ونهتم بتفاح والبدنجان لانه مفيد ليها انا هكتبلها شوية ڤيتامينات  كمان… 
ما ان انهى كلامه حتي اسرع الاخر للدخول للغرفه,  ضحك عليه ادهم وحسام… 
نظر لها بفرحه وقلق ثم توجه لها ليجدها مستلقيه علي ظهرها بتعب،  جلس بجوارها واخذ يدها وقبلها بحب.. 
ــــ  حببتي انتي كويسه حاسه بحاجه… 
ـــــ  انا كويسه يا رحيم متقلقش….  ادمعت عنيه وقال بفرحه.. 
ــــ  مش قادر اصدق انك حامل بجد انا حاسس اني ملكت الدنيا كلها….  
ــــ  بجد فرحان اوي كده يا رحيم….  ابتسم ومد يديه ليرفعها ووضعها فى  حضنه وضمها  بقوه.. 
ــــ  انا احساسي دلوقتي ما يتوصفش يا عائشه،  ربنا يخليكي ليا يا احلي حاجه في حياتي… 
ـــــ  ويخليك ليا،  هي الدكتوره قالت ايه عن الوجع ده.. 
ــــ قالت ده وجع عادي بس اهتم بل اكل كويس هتفضلي هنا شويه لحد ما المحلول يخلص…  دخل الجميع لكي يطمانوا علي عائشه بينما تراجع رحيم قليلا ليبدء الجمع فى تهناتها … 
ــــ  ادهم احنا هنمشي دلوقتي.. 
ـــــ  ايوه خلاص المحلول خلص تقدروا تمشوا… نهضت ببطئ ليتوجه لها سريعا ويساعدها علي الوقوف.. 
ــــ  قادره تمشي يا حببتي…  نظرت له بخجل من وجود الجميع حولها،  اومئت برأسها بصمت.. 
ـــــ  طيب يلا يا جماعه…  كان يسير معها ببطئ حتي وصلوا الي السياره… 
في القصر استقبل جلال الخبر بفرحه كبيره هو وحسن وامين فهو كان  اول حفيد للعائله من اكبر احفاد جلال العراب والذي سوف ياخذ مكان جده بعد موته.   
………. 
في شقه عمر،  عادت فرح من الجامعه بعد ان انتهت من محاضرتها،  توجهت سريعا الي غرفتهم وبدلت ملابسها الي منامه ورديه منزليه وبدات تعد الطعام قبل عودة  عمر من الخارج،  فهذه هو الحال منذ ان سافر جواد،  فبعد ان ينتهي عمر من عمله في الجامعه يتوجه الي الشركه التي تركها جواد لهمس وسافر ولكن كون همس في هذا السن  فلن  تستطيع ادارتها…  
مر الوقت لتنتهي من إعداد الطعام ثم توجهت الى الحمام لتستحم وتبعد رائحة الطعام عنها،  بدلت ملابسها الي منانه بلون الاسود من الستان تصل إلى أسفل ركبتيها بحملات رفيعة…. 
كانت تمشط شعرها عندما استمعت الى صوت باب الشقه توجهت الى الخارج سريعا،  ابتسمت عندما رأته يدخل  وينزع حذائه  ووضع حقيبته على الأرض وبجوارها حقيبة اخرى بيضاء اللون.. 
توجهت له سريعا واحتضنته فهي تفعل ذلك كل يوم لا تمل ولا تتعب ما أن يدخل الشقه حتى ترتمي في حضنه وتضمه بقوه وكأنها تمده بطاقه ما أن يدخل،  قبلت وجنته ثم نزعت جاكيت بدلته بحنان.. 
ــــ  يلا ياروحي ارتاح  شوي وغير هدومك لحد ما احط الاكل….  قبل الآخر جبينها ووجنتيها بقوه وقال بحب ممزوج بسعاده علي تلك الزوجه التي لا مثيل لها..  
ــــ  والله انتي احلي حاجه في حياتي يا فرح،  انتي فرحه حياتي الوحيده، بصي الشنطة دى  فيها شوكلاته  الى انتى بتحبيها جبتهالك حطيها في التلاجة لانها ممكن تكون ساحة انا جايبها من بدري… قبلت وجنته مرة أخرى وقالت 
ـــــ  حبيبي تعيش وتجيب انا هروح بسرعه اجهز الاكل اكيد انت جعان اوي…  توجهت الى المطبخ بعد ان اخذت الحقيبة… 
بعد قليل من الوقت كانت تضع الطعام على المائدة،  نظرت له لتجده قد خرج من الغرفه وهو يجفف شعره.. 
ــــ  يا عمر ادخل جوا ها تتعب كده التكييف شغال…  دفعته الى داخل الغرفه مره اخرى وبعد ان جفف رأسه جيدا وتاكدت انه لا يوجد بها أي ماء،  خرجت وهو يسير خلفها يشعر أحيانا انها امه وليست زوجته…. 
ــــ  عملت ايه النهاردة في الشغل…. قالتها بعد أن وضعت أمامه قطعة من اللحم وهي تبتسم امسك يدها وقبلها بحنان… 
ــــ  عادي قضيت المحاضرات ورجعت طلعت علي الشركه بس كده …. 
ــــ  ربنا يقويك يا حبيبي…  
ــــ  عارفه بحس براحه كبيره اوي لما بسمع منك كلمه حبيبي دي،  مش مصدق انك بتقوليها عادي كده…  خجلت بشدة بعد ان ادركت ان معظم الايام الفائتة وهي أصبحت تناديه بها كثيرا، أعادت خصله من شعرها خلف اذنها وقالت بصوت خافت.. 
ــــ  عشان انا بحبك،  بقيت بحبك اوي انت كل حياتي دلوقتي، عارف انا الاول كنت خايفة اوي لحسن تكون زي كمال وبابا بس انت غيرهم خالص….  نظرت له بعد ان لاحظت صمته التام،  راته كيف ينظر لها،  مسك يدها وسحبها له لتجلس في حضنه،  نظرت له باستغراب،  بينما ضمها الاخر بقوه كبيره لدرجه انها اخرجت تاوه متالم فلاحظ هو ذلك ليبتعد عنها سريعا  … 
ــــ  اسف لو وجعتك بس بجد   انتي عوضتينى عن حاجات كتير اوي يا فرح واولهم هي امي الي عمرها ما عملت نص اللي انتي بتعمليه دلوقتي معايا… 
ــــ  مش انت بس انا كمان يا عمر عوض كبير من ربنا  الحنان والحب الي بشوفه في عينك وفي تصرفاتك دي انا عمري ما حسيته مع حد غيرك حتى اخويا وابويا محدش منهم ابدا اهتم بيا في يوم من الايام….. 
ـــــ  طيب حيث كده بقى تعالي عاوز اقولك علي حاجه…  قالها بعبث وحملها بين يديه واتجه الى غرفة النوم،  دفنت وجهها في حضنه من الخجل بينما أطلق الآخر قهقهة باستمتاع…. “والله انتي عسل يا فرحتي… 
ــــ  بس بقي يا عمر… 
ــــ  حاضر يا روح وقلب عمر….. كادت ان تتحدث لكنه لم يسمح لها بذلك بعد أن اسكتها بقبله عميقه… 
…….. 
امام مزرعة الهواري،  كان في طريقه إلى المنزل بعد يوم عمل طويل،  فعلي الرغم من كونه يهتم بأحد فروع الشركة الرئيسية لعائلة الهواري إلى أنه يقضي نصف وقته في المزرعه ويهتم بها لا يعلم سبب ذلك لكنه يحبها ويحب كل شي،  يشعر أنه ينتمي لها،  توقف امام سيارته عندما سمع صوتها تهتف باسمه  كاد ان يلتفت لكن عينه وقفت على تلك الدراجة التي كان يمتطيها رجلان أحدهما يوجه له مسدس ويخفي وجهه خلف غطاء الرأس، لم يكن هناك اي فرصه له حتى يظهر أي رد فعل للأمر،  توقف الزمن بها عندما اخترق صوت تلك الرصاصات اذنها،  واحده،  والثانيه،  والثالثه…… 
طنين صراخ ودماء،  كل ذلك امام عيناها المثبته علي جسده الذي ارتمي علي الارض والدماء تغرق كل جزء في جسده كتفه الأيمن وبطنه وكتفه الأيسر… 
ــــ  ك. كمال. كماال…  كانت تردد امه بصوت عالي وهي تركض له بأقصى  ما لها بينما قدماها التي لم تكن تسعفها لفعل ذلك،  جلست بجواره بينما تعالي صوت صراخها ويهرع الآخرين لينقلوا الى المشفى… 
ها هو الوقت مر وها هي لا تزال تقف أمام باب غرفة الطوارئ ويداها مغطاة بدمائه،  كانت تود ان تشكر،  أن تخبره أنها تحبه   ان تقول الكثير والكثير من ما تشعر به اتجاهه،  كانت تبكي بصمت رهيب فقط دموعها التي كانت تظهر مدى حزنها وخوفها…. 
بينما فتحي الذي كان منهار علي الارض وفاطمه التي تبكي بانهيار وهي تقراء ايات الله لعل الله يأخذ بيده وينجيه… 
خرج الطبيب بعد مده ومعه الاطباء الذين شاركوه العمليه،  توجه له الكل فقد مضى أكثر من سبع ساعات منذ دخوله الى غرفة العمليات.. 
ــــ  ابني عامل ايه يا دكتور…  
ــــ  البقاء لله يا حج تعيش انت….  نظر له فتحي بعدم تصديق وهو ينظر لهم بعد استيعاب بينما فاطمة التي لم ترى او تسمع شي بعد تلك الجملة…. 
ــــ  ربنا يرحمه ابنك يا حج كان جي وفي رصاصة في بطنه ودي صابت جزء حساس جدا عمل نزيف داخلى  وفي رصاصة من الرصاصات نفدت من النحيه التانيه في كتفه،  حاولنا ننقذه لكن للاسف مقدرناش….. 
……. 
في صباح اليوم التالي،  تم الانتهاء من إجراءات الدفن بينما ظلت فاطمة في المشفى ومعها فرح التي أتت بعد أن أتاهم خبر موت شقيقها الأكبر،  في قصر الهواري كانوا  مجتمعين كبراء العائلة لمناقشة قتل كمال فتحي سليم الهواري… 
ــــ  عاوز العيال دي من تحت الارض،  فاهمين دم ابنى مش هيروح هدر… 
ــــ  اكيد هما اكيد عيله العراب…. 
ـــــ  اخرس،  انا لما اقول مش هما يبقي مش هما،  مش جلال العراب الي  يغدر لو كان عاوز كان احمد هو الي المفروض يموت مش كمال….. 
ــــ  الحج سليم معاه حق يا جماعه،  بس الاول لازم نلاقي الي هدر دم خيره الشباب علي الارض وناخد طارنا منه… 
ــــ  عزا  حفيدي مش هتاخد غير لما اخد طارة….  نهض سليم معلنا عن انتهاء المجلس.. 
في القصر عاد احمد بعد ان ارهقه التعب فهو منذ الصباح ولم يجلس بتاتا،  اغمض عينه يتذكر ابن عمه،  رغم كرهه الشديد له الا انه لم يتمنى  ابدا ان ينتهي به الأمر هكذا،  دخل الي جناحه وبحث عنها بعينه لكنه لم يجدها،  توجه إلى المرحاض عندما استمع الى صوت انين أتى منه.. 
ــــ  تاجي مالك يا حبيبتي…  جلس بجوارها على ارضيه الحمام الباردة,  ويمرر يده على طول ظهرها لعله يهدأ منها… 
ــــ  مش عارفه بطني وجعاني اوي  من الصبح،  شكلي اخذت برد… 
ــــ  طيب قومي اوديكي للدكتور يلا شكلك تعبانه اوى …. 
ــــ  لا ملوش لازمه  انا كويسه اشرب حاجه تدفى بطني وهكون كويسه….  ساعدها علي النهوض ثم توجهت لكي تغسل وجهها تحت نظراته المراقبة لها… 
ـــــ  احسن دلوقتي….  نظرت له بابتسامة واومات براسها بينما توجه هو لكي يبدل ملابسه…. 
ــــ  احمد….  
ــــ  نعم  يا  حببتي…  
ــــ  انت كويس…  قالتها وهي تقف خلفه،  وكانها أشعر بألمه،  التفت لها وضمها له،  مصدر قوته هى حقا اصبح لا يقدر على التخلي عنها،  رؤيتها فقط تجعل كل ما يمر به يهون.. 
ــــ  كويس،  كويس طول ما انتي معايا….  
ــــ  كنت عاوزة اقولك علي حاجه، عارفه ان ده مش الوقت المناسب اللي هقوله ده بس بس…  ابعدها برفق وقال بقلق بعد أن لاحظ ترددها.. 
ــ  مالك يا حبيبتي في ايه… 
ــــ  انا.. انا بحبك،  انت قلتلي هتستني لما اجي انا أقولك اني بحبك،  وانا دلوقتي بعترفلك بدا،  انت تستاهل اني اعشقك مش بس احبك،  انت احسن حاجه حصلتلي 
يتبع ……
لقراءة الفصل التاسع والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!