Uncategorized

رواية جنية وقعت في الغرام الفصل الثاني 2 بقلم آية حسن

 رواية جنية وقعت في الغرام الفصل الثاني 2 بقلم آية حسن

رواية جنية وقعت في الغرام الفصل الثاني 2 بقلم آية حسن

رواية جنية وقعت في الغرام الفصل الثاني 2 بقلم آية حسن

نائم على الفراش يقلب رأسه يمينًا ويسارًا وهو مغمض العينين، ثم قام مفزوعًا وهو يجاهد أنفاسه المتسارعة 
_ اسم الله عليك يا حبيبي، مالك
حبيبة تقف ع رأسه ووالدته بجانبه تطمأنه وتسأله ف حنو:
_ ايه اللي حصل كنت بتحلم ولا ايه؟
نظر لها في غرابة وتشتت ثم أردف بشرود:
_  أه، كنت بحلم، أكيد كنت بحلم
قالت حبيبة:
_ دة كابوس مش حلم! 
_ قوم كدة استعيذ بالله من الشيطان وخدلك دش ساقع يفوقك
قالت زينب ثم أومأ، وقام ليستحم .. دلف للمرحاض وبدأ بخلع ملابسه، لكن أوقفه انعكاس صورته ف المرآة
_ ايه اللي تحت عينيا دة! فين وسامتي وجمالي اااااه
قعص ملامح وجهه ببكاء ثم تمتم لنفسه بعد أن رفع أحد حاجبيه: 
_ لازم أعمل شوية ماسكات ارجع نضارة بشرتي من تاني، كدة المعجبات هيطيروا مني
_ لا وانت حليوة أوي!
سمع ذلك الصوت الساخر يأتي من وراءه ، حدق مسرعًا للمرآة، ثم التفت وراءه بخوف فلم يجد شيئًا، صدره يعلُ ويهبط بنفس متسارع.. 
ظل لبعض الثواني ثابت مكانه متوترًا ثم همهم متجاهلاً ما سمعه:
_ لالا، أكيد بيتهيألي.. أو دة صوت ضميري مثلاً!!
سمع فجأة صوت بحبحة من وراءه ظلت قدميه يرتجفان خوفًا، لكن تغلب ع ذلك الشعور والتفت للمرآة التي كانت تعكس صورة مرعبة لشئ ذا قرنين طويلين ليس لديه أنف، عيون واسعه يخرج منها سائل غريب اللون ع ثغره ابتسامة شيطانية..
ابتلع لعابه وهو يحدق له بعيون متسعة من هول وأثر الصدمة، انحبس صوته داخل حلقه ولا يقوى ع الصراخ للإستنجاد بأحد .. وعند سماعه لصوت الضحكات الشريرة من هذا الشيطان المنعكسة صورته ف المرآة، حرك المقبض بيده المرتعشة ليخرج هرعًا من المرحاض.
_ لالالا أكيد اللي بيحصل دة مش طبيعي! وأكيد اللي شوفته دة مش حقيقي
غمغم لنفسه وهو يحرك رأسه مستنكرًا لما رأى، ثم التقط هاتفه بسرعة وضغط بعض الأرقام وهو يتمتم ببعض السباب لصديقه أمير.
_ أيوة يا زفت، انت فين! تعالالي بسرعة.
جذبه من مقدمة ثيابه بحنق، ثم دفشه للوراء ممسكًا إياه حتى التصق ظهره بالحائط.
أمير بتعجب لفعلته:
_ ف ايه يا عم، ماسكني كدة ليه!
 صك فكيه بحنق:
_ بقا انت يا واطي تعمل فيا أنا المقالب السخيفة دي!!
سأل مستغربًا:
_مقالب ايه دي؟ 
أزال يده عنه بضيق، ثم استدار بظهره وأردف بزمجرة:
_ التهيؤات اللي بتحصلي دي؛ أكيد بسببك عشان تثبت نظريتك الغبية، وتطلعني انا غبي ما بفهمش حاجة!
عقد حاجبيه بعدم فهم ثم اقترب منه وأداره إليه وسأله باهتمام:
_ تهيؤات ايه! ونظرية ايه.. يا ريت تفهمني واحدة واحدة لأن الموضوع شكله مش بسيط 
حكى قيس عما رآه وحدث له من الليلة الماضية إلى صباح اليوم، وعندما انتهى من حديثه وسع أمير عينيه بدهشة عما رواه ثم ابتلع لعابه وسأله:
_ انـ.. انت متأكد؟ 
_ زي ما بقولك كدة، ف الأول فكرت نفسي بحلم؛ بس لما اتكرر الموقف مرة تانية عرفت إن دة بجد وعشان كدة طلبتك أعرف منك عملت المقلب دة ليه؟
قال باستهجان:
_ مقلب ايه بس يا قيس! دة انت اتلبست 
نظر له بسرعة ودهشة ثم استطرد أمير مؤكدًا:
_ أيوة، كل اللي حكيته بيقول ان دي أفعال الجان…
حرك عينيه يمينًا ويسارًا برعب:
_ يجعل كلامنا خفيف عليهم.
أشاح قيس بيده وأردف وهو يتحرك نحو السور:
_ يا عم بطل بقا، انا مباخدش منك غير سخافات وكلام فارغ.
تقدم إليه وأمسك بمعصمه ليجعله يعي ما يقول:
_ يا عم افهم، بجد انت لازم تروح لشيخ يكشف عنك. 
أبعد يده وعوج فمه بسخرية ثم نظر أمامه كناية عن عدم اقتناعه ثم قال أمير:
_ عنادك دة مش هيجيب نتيجة، حاول تستوعب اللي انت فيه!
سأل باستنكار بعد أن أسند كوعه ع حافة السور:
_ وإيه بقا اللي انا فيه!، حضرتك بتحاول تشوفني هخاف ولا لأ مش كدة! عشان تصورني يا واطي وانا عند الدجال اللي انت متفق معاه وتثبت ف برنامجك التافه اني بآمن بالأعمال السفلية وان البحث بتاعي مجرد كدبة عشان أشد الناس يتابعوني.. وطبعًا الفكرة دي بتاعة أنس العوضي أهطل مذيع عرفه الإعلام.
أردف ساخرًا:
_ دة ايه السيناريو العظيم دة! حقيقي انت المفروض تبقى مؤلف مش بس مذيع!.
زم قيس شفتيه:
_ أمير!
_ نعم؟
صفعه قيس ع عنقه فاتسعت عينيّ أمير بصدمة
_ انت بتمد إيدك عليا ياض يا فاشل يابتاع البنات!!
أشار إليه ببلاهة:
_ شوفت بقا انك عاوز توقعني!!
صك فكيه بحنق، ثم رفع يديه للسماء بتمني:
_ طب يا رب يا شيخ أشوفك محبوس تحت الأرض وبتصرخ من اللي بيعملوه فيك؛ عشان تكدب كلامنا كويس!.
_ مالكش فيه، خليك ف حالك.
دفشه بغيظ وتذمر ثم تركه وذهب بضيق .. أشاح قيس بلا مبالاة لكن سمع نفس الصوت المرعب فتحرك مسرعًا وراءه وهو يناديه:
_ ولا يا أمير ماتسبنيش لوحدي.
عاد قيس للمنزل وجلس بأحد الأرائِك الموضوعه ف غرفة المعيشة، يظهر ع ملامحه الأرق والإرهاق.. كان خالد يهبط من الدرج ولمحه ينظر للأعلى بشرود واتجه نحوه ثم لكمه بقوة فجأة..
فزع قيس ثم وضع يده بسرعة مكان اللكمة وأردف قائلاً:
_ ف ايه يا بابا! بتضربني ليه؟
_ بقا بتشرب سجاير من ورايا يابن الكلب 
قالها خالدًا رافعًا يده بعقب سيجار مدخَّن، ثم قام قيس متذمرًا:
_ سجاير ايه دي، انا معرفش دي جات منين أصلاً
أجاب ساخرًا:
_ من عند العفاريت اللي واهمنا بيهم يا كلب! 
رمى بالعقل ثم اقترب منه، وقيس رفع يده أمام وجهه خوفًا ثم أردف:
_ يا حاج انت فاهم غلط، وبعدين انتوا اللي قولتوا العفاريت اللي ولعت ف الأوضة مش أنا
_ اخرس يا كلب، بقا بتشرب سجاير وكمان بتسيبها تولع جوة أوضتك!! 
قالها بحدة مزيفة ثم وقف قيس بهدوء:
_ محصلش، أنا ف اليوم دة لما نزلت من أوضتي ما كنتش بشرب، يمكن دة عقب قديم 
لطمه ع وجهه فجأة بدون سبق انذار:
_ وكمان بتعترف؛ طب اختشي ع دمك واعرف انك بتكلم أبوك يا ضفدع المجاري 
قيس صك أسنانه محاولاً كبح جماح غضبه، ثم اقتض عليه بصفعة أخرى:
_ كمان بتزغرلي بعينك، دة انت ماعدش عندك احترام بقا 
وصل بقيس إلى آخر ذروة هدوء أعصابه:
_ يا حاج انت راجل كبير مش عاوز أزعلك.
_ ايه يالا عايز تضربني ولا ايه! ما تيجي تاخدلك قلمين! يلاّ مستني ايه؟
اقترب خالد أكثر وهو يهز عنقه بثقة، ثم تمتم قيس من بين أسنانه بخفوت:
_ ياه لو انت مش أبويا!
_ بتبرطم بتقول ايه ياض!!
قالها بحدة ثم أجاب قيس وهو يزفر:
_ ولا حاجة، بدعي ع نفسي
_ طب غور من وشي وإياك أشوفك بتدخن تاني.
تحرك قيس ثم التفت إلى أبيه فجأة بعدما أحس بصفعة ع خلفية عنقه، حدق بخالد عاقدًا حاجبيه
_ مالك ياض متنح كدة ليه؟
صك فكيه بقوة وأردف:
_ يا بابا متهزرش معايا بالشكل دة
قال مستنكرًا:
_ أهزر ايه انت أهبل! امشي على أوضتك
سحب شهيقًا ثم نفخه بقوة وصعد الدرج حتى وصل لغرفته، ثم دلف إليها وأغلق الباب بقوة بخلفية قدمه وهو يزفر بحنق مما فعله والده، وكأنه طفلاً صغيرًا يعلمه الأدب بسبب التدخين بدون علمه..
خلع قميصه وألقاه ع الفراش بلا اهتمام ثم ولج للمرحاض ليأخذ حمامًا يُخرج به كم الغضب الذي امتصه منذ وصوله.
بعد دقائق تقريبًا خرج وهو يجفف وجهه بمنشفة.. تحرك نحو المرآة وهو يطلق صفيرًا بتناغم، وضع المنشفة فوق كتفيه وبدأ يمسد شعره بكريم مرطب ثم قام بتمشيطه جيدًا .. وبعد أن انتهى ذهب نحو الخزانة ليخرج بعض الملابس ويرتديها …
وما أن فتح الخزانة وسع عينيه لآخرها ثم أغلقها بسرعة وكأنه رأى شبحًا، أسند ظهره ع بابها وصدره يعلُ ويهبط بنفس متسارع ثم أردف بنبرة مرتعشة:
_ يا نهار مدوحس يا ولاد، ايه اللي انا شوفته دة!!
دفع قيس من ظهره للأمام بقوة وارتطم ع الأرض بفعل باب الخزانة الذي فتح ع مصرعيه.. خرجت فتاة جميلة ذات شعر أسود طويل بشرة بيضاء عيون واسعه بلون رمادي يكسوه الخضار، ترتدي فستانًا أبيض وطويل.
أمسك قيس رأسه وتأوه بألم بسبب وقوعه ع الأرض 
_ يا لهوي عليا…
رفع وجهه ببطء ثم رآها تنظر له باستهجان، انتفض جسده بشده، وابتلع ريقه ثم قال بنبرة مهزوزة:
_ انـ.. انتي مين؟
أخذت تدور حول نفسها بفستانها الواسع الذي يرفرف معها، ثم ارتفعت بقدمها عن الأرض ووضعت كفيها بجانبي خصرها.
_ أنا اللي انت بتشتم فيها ف برنامجك، واللي حرقتلك أوضتك، واللي طلعتلك ف المراية واللي هتجننك كمان شويتين تلاتة كدة!
تطلع إليها بعينيه ، ثم حاول ضبط نفسه قليلاً، وهو يردد ف ذهنه كلمات حماسية «هذا حلم؛ لا يمكن أن يكون حقيقة» حتى يتمكن من الاستيقاظ من هذا الكابوس الذي يعيشه.
وقف ع رجليه اللتان كانتا غير قادرتين ع حمله من شدة ذعره، وأردف بصوت مرتعش:
_ انا مش فاهم انتي مين وعايزه ايه؟
رفعت حاجبيها ثم أجابت:
_ بعد كل دة ولسة مش عارف أنا مين؟ انسيّ غبي!
قالتها باستحقار ثم استطردت:
_ أنا هي منسا بنت الجان.
قال مستنكرًا:
_ برضو مش فاهم!!
اقتربت نحوه بسرعه ووقفت أمامه مباشرةً، وأخذت تحدق به ثم همست له بتقرير:
_ مش فاهم ولا مش عايز تفهم! 
زمجر بحنق:
_ ع فكرة بقا انا متأكد انك مقلب من الزفت أمير، ف الأحسن ليكي يا حلوة تمشي من هنا.
تعالت ضحكاتها ع استنكاره شخصيتها الحقيقية، ثم ابتعدت عنه وأعطته ظهرها لتردف قائلة:
_ لن أذهب يا عزيزي، لأنك من جلبتني!
ثم التفتت له وهو عقد حاجبيه بقوة:
_ انا ما جبتش حد، واتفضلي من هنا أحسن أبويا يشوفك ويقوللي بتجيب بنات البيت ويسكعني قلمين وانا مش ناقص.
اشتعل الغضب بعينيها وبلحظة كانت أمامه وأردفت بنبرة هادية مميته:
_ قلت مش همشي، ولو حاولت تقول أي كلمة تانية ملعونة، سأقتلع لسانك مفهوم!! .. افتح الباب لأختك عشان هتناديك للغدا!
قالتها بابتسامة وقيس نظر لها بلا اهتمام وبعد لحظات طرق الباب ثم توجه مسرعًا نحوه ليفتحه وكانت بالفعل حبيبة
_ يلا يا قيس عشان تاكل!
شهق بصدمة عندما رآها وقالت جملتها، نظر خلفه بذعر ولم يجدها، ابتلع لعابه ثم هرع للخارج وهو يصرخ ويقول:
_ الحقووووني .. عفريت عفريت
تحركت حبيبة وراءه محاولةً إيقافه:
_ استنى بس يا قيس.
نزل بسرعة ع الدرج والذي قابله خالد بصفعه قوية ع حين غفلة ليردف قائلاً:
_ وكمان نازل بالبوكسر يابن الكلب………
يتبع…..
لقراءة الفصل الثالث : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد