Uncategorized

رواية غرام المغرور الفصل التاسع والأربعون 49 والأخير بقلم نسمة مالك

  رواية غرام المغرور الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل التاسع والأربعون 49 والأخير بقلم نسمة مالك

الخاتمة..
غرام المغرور..
✍️نسمه مالك✍️..
قبل ما تقروا الحلقة حابة اقولكم شكراً من كل قلبي لكل لايك أو كومنت ولكل دعوة حلوة طالعة من القلب دعتولي بيها ربنا يجعلكم نصيب من دعواتكم الجميله دي، واتمني الخاتمة تعجبكم بإذن الله هستني رايكم وتقوليلي اكتر حته عجبتكم فيها، وكمان استنوني يوم الخميس الجاي ان شاء الله الساعة 8 مساءً مع نوفيلا جديدة خالص واثقة انها هتخطف قلبكم  ودقاته♥️..
اسيبكم مع الخاتمة..
خيم الليل بستائره السوداء .. 
لتتوهج إضاءة القصر البراقة، مع صوت الأنغام الهادئة التي شقت سكون المكان .. 
الجميع داخل جناح العروس يقفون بجوارها على أبهى إستعداد،إسراء وصغيرتها، إلهام، إيمان، عهد، و حتي مارفيل.. 
“خديجة” إنتهت للتو من وضع لمسات لا تذكر من المكياج، وقفت أمام المرآه تتأمل طلتها البسطة للغاية بفستانها الأبيض الرقيق ذات حمالات عريضه، جمعت شعرها للخلف تاركة بعد الخصلات متمرده على وجنتيها.. 
“ماشاء الله تبارك الله.. زي القمر يا ديجا”.. قالتها “إسراء” و هي تقترب منها حاملة بيدها حجاب من الطل الأبيض، و تابعت.. 
“بس اسمعي كلامنا، و البسي طرحة الفستان”.. 
حركت “خديجة” رأسها بالنفي، و تحدثت بخجل قائله.. “لا يا إسراء.. كفاية خلتوني ألبس فستان فرح في سني دا”.. 
صمتت لبرههٍ، وأكملت بأحراج.. 
“بلاش تكسفوني أكتر من كده.. أنا مش عيلة صغيرة للفستان والطرحة”.. 
القلق، و الخوف جعلوا ملامحها شاحبه، منطفئه، 
حديثها ونبرة صوتها الحزينة لم تروق ل”إلهام” التي عقدت حاجبيها، و اقتربت منها بكرسيها المتحرك، رمقتها بنظرة عابسة مردفة بعتاب.. 
“خديجة يا أختي أنتي زي ما تكوني خايفة تفرحي!!..انهارده ليلتك، و أنتي عروسة و من حقك تبقي مبسوطة و فرحانة “.. 
“أفرح و فارس زعلان يا إلهام ؟!”.. همست بها “خديجة” بصوت أختنق بالبكاء، و أطلقت زفرة نزقه، وتابعت وهي تنظر من نافذة الجناح عبر الزجاج العاتم.. 
“هاشم وأهله كلهم وصلوا تحت مع محمد و غفران، و فارس لسه مخرجش من أوضته”..
” فارس انا سيباه بيجهز يا خديجة.. هروح اشوفه لو محتاج حاجة و أرجعلك على طول”.. قالتها” إسراء ” بلهفة، و هي تهرول لخارج الجناح.. 
لكنها توقفت محلها ثانيةً حين وجدت الباب يُفتح، وظهر زوجها بهيبته، و وقاره حاملاً بيده علبة مخملية كبيرة، ويقول بصوت أجش..
” أنا هنا يا خديجة”.. 
علقت أنفاس “خديجة” بصدرها، و انسحبت الدماء من عروقها، و أسرعت بخفض رأسها هروباً من مواجهته.. 
بينما” إسراء” تأملت مظهره بابتسامة بلهاء، وقد اقرت بداخلها انه شديد الجاذبية، والوسامة رغم تعبير وجهه الغضوب، و عروقه البارزة بخطورة.. 
رفرف قلبها بشدة بين ضلوعها حين رأته مقبلًا عليها ببطء هكذا و نظراته تشملها بتفحصٍ لا يخلو من الإعجاب..كانت ترتدي فستان بلون الأحمر صمم خصيصًا ليناسب ظروف حملها فأخفي بطنها الصغيرة ببراعة جعلها بغاية الرقة بحجابها الجميل الذي أضفى عليها براءة و وقارًا في آن واحد..
شعرت بذبذبات حارة منبعثة من جسده الآخذ بالاقتراب منها، و عينيه دارت بالمكان بحثًا عن “خديجة” حتي لمحها تقف بإحدى الزوايا خافضة رأسها، و تفرك أصابعها ببعضهم بتوتر ملحوظ.. 
توقف أمام زوجته مباشرةً، رفع كفه وضعه على مؤخرة رأسها.. يقربها منه بتمهلٍ طابعًا قبلة رقيقة مطوّلة فوق جبينها، و عينيه لم تبتعد عن “خديجة”.. 
كان الموقف مهيب للجميع، الصمت سيد المكان، لم يستطيع أحد قطعه سوي الصغيرة “إسراء” التي ركضت نحو “فارس” توقفت أمامه تدور حول نفسها بفستانها الأبيض الرائع وهي تقول بفرحة غامرة.. 
“بابي شوفت فستان اسلاء حلو إزاي”.. 
هنا أنتبه “فارس” لها، فبتعد بعينيه عن “خديجة” و نظر للصغيرة بابتسامة منبهرة بجمالها الذي يشبه جمال والدتها بالمثل، و مال بجزعه عليها قليلاً حملها بين يديه، مقبلًا وجنتيها بحب أبوي صادق مغمغمًا…
“الفستان حلو علشان أنتي اللي لابساه يا عيون بابي”.. 
” يله يا فارس يا ابني هات خديجة ، و حصلنا على تحت”.. غمغمت بها “إلهام”،وهي تسير لخارج الجناح بعدما تنقلت بعينيها بين الواقفين حتي يتابعونها، و يتركوا لهما بعض الخصوصية.. 
توجهوا جميعًا للخارج حتي زوجته التي أخذت صغيرتها منه، و ظل “فارس” و” خديجة” بمفردهما.. توترها و أنتفاض جسدها أخفي غضبه تمامًا، و بدأ يتطلع لها بابتسامة حانية، و أعين التمعت بها  العبرات.. 
” ملبستيش طرحة الفستان ليه يا ديجا؟ “.. 
أردف بها و هو يحمل الطرحة الطل، و يسير نحوها حتي توقف أمامها، و وضعها على شعرها، وفتح العلبه التي برفقته ليظهر بها طقم كامل من الماس الحر وضعه على مقعد بجوارها، و بدأ يتناوله قطعة تلو الأخرى.. 
عقد حول عنقها، سوار حول معصمها، خاتم بأصابعها، مال على يدها قبلها بحب مدمدمًا.. 
“مبروك يا أحلى عروسة في الدنيا”.. 
رفع وجهها جعلها تنظر له، و لكنها رمشت بأهدابها كمحاوله منها لكبح عبراتها، و تعمدت عدم النظر لعينيه وهي تقول بصوت متحشرج بالبكاء.. 
“عروسة عجوزة،و قريب هتبقي جده”.. 
أمسك يدها، وسحبها خلفه و أوقفها أمام المرآه، وتحدث بأمر قائلاً.. 
“بصي لنفسك في المراية يا ديجا”.. 
رفعت عينيها ببطء ونظرت لهيئتها، لتتفاجئ بطلتها التي زادت جمالاً بطرحتها الطل، فبتسمت بخجل و قد عادت الدماء تغزو وجنتيها من جديد.. 
“عرفتي أنك زي القمر”.. 
صدع صوت الزغاريط عاليًا معلنة عن وصول المأذون، تنهد “فارس” براحة حين لمح الفرحة ظهرت بعينيها، فأحتضن يدها بين كفه وسار معاها للخارج وهو يقول بمزاح.. 
“يله ننزل علشان عريسك طلعلي 8 مرات قبل ما أجيلك، و زمانه واقف مش على بعضه تحت”.. 
…………………………………. سبحان الله ????…… 
بحديقة القصر.. 
يقف “محمد” برفقة “هاشم، غفران”بأنتظار “فارس” و العروسة، يظهر على وجههم القلق بسبب تأخريهما عليهم.. 
” أهدي يا هاشم واطمن.. فارس هيجب خديجة و نازل حالاً “.. قالها” محمد ” و هو يربت على كتفه لعله يهدأ قليلاً من توتره.. 
مسح “هاشم” على شعره بعنف و بأسف قال.. 
“أنا قلقان من خديجة نفسها.. أكتر من فارس؟، “..
قطع حديثه، و تهللت أساريره حين لمح عروسته تخرج من باب القصر برفقة” فارس “.. 
لم يطيق الإنتظار أكثر فهرول نحوهما، و عينيه تلتهم خديجة، و هم بخطفها كالخطاف داخل صدره إلا أن “فارس ” أسرع بالوقف أمامه، و تحدث بغضب مصطنع.. 
” أنت داخل زي القطر كده رايح فين يا هاشموله؟!”.. 
وضع ذراعه على كتفه، وسحبه معه نحو الطاولة التي يجلس عليها المأذون مكملاً.. 
“أحنا لسه هنكتب الكتاب يا عريس”.. 
نظر له “هاشم” بغيظ، واصطك على أسنانه وهو يقول..”أنت و عمتك سيبتو ركب هاشموله بتأخركم،  فكرتكم رجعتوا في كلامكم؟!”.. 
تعالت صوت الزغاريط أكثر حين تجمع الرجال حول المأذون و بدأو بمراسم إشهار الزواج.. 
“مين وكيل العروسة”.. قالها” المأذون ” مستفسراً.. 
“فارس هو وكيلها”.. قالها “محمد” والده بابتسامة و هو ينظر لوحيده بفخر.. 
أخذ” فارس ” نفس عميق، و مد يده وضعها بيد”هاشم”.. 
أردف المأذون بعمليه قائلاً.. 
“قول ورايا.. زوجتك موكلتي البكر الرشيد على كتاب الله، و سنة رسول الله”.. 
هنا نظر” فارس” نحو “خديجة” بملامح بدت جامدة، لم تستطيع تفسيرها، صمت للحظات ثم قال بصوتٍ هادئ يحمل بين طياته ألم شديد.. 
“زوجتك موكلتي، 
قمري في عتمة الليالي، ونور شمسي في صباحاتي، أماني واطمئناني، شفاء جروحي وبلسم عمري وظلِّي الظليل”.. 
صمت لوهله حين تحشرج صوته بالبكاء، بينما تعالت شهقات جميع الحضور بعدما وصل لهم أحساسه الصادق، و خاصةً زوجته التي انهمرت عبراتها على وجنتيها بغزارة، أما” خديجة ” فقد فقدت السيطرة على صوت شهقاتها التي أصبحت تشبه الصراخ حين تابع” فارس ” قائلاً بابتسامة رغم تلك الدمعة الحارقة التي خانته وهبطت من عينيه.. 
“زوجتك خديجة أُمي، أُمتي، مَأمني، أماني، أغلى ما أملُك”.. 
ظل جالسًا بمكانه حتي أستمع لصوت المأذون يقول بتهليل..” بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”.. 
بلمح البصر كان ركض” فارس” نحو “خديجة” التي تهرول نحوه هي الأخرى بخطي متعثرة، و أخذها بعناق قوي، و يده تربت على ظهرها بحنان بالغ مردداً..” مبروك.. ألف مبروك يا.. أمي”.. 
طال عناقهما، و خديجة متمسكة به بكلتا يديها وتبكي بنحيب، و تهمس له بصعوبة من بين شهقاتها الحادة.. 
“عمري مارحش هدر يا ابني.. عنري مارحش هدر، و لو رجع بيا الزمن هختارك أنت يا ابن عمري و قلبي”.. 
طال عناقهما، و كلاً منهما متمسك بالأخر، مثلما كانوا دائمًا طيلة حياتهما، وقف “هاشم” بجوارهما ينتظر زوجته بكل ترحاب ظنًا منه أن “فارس” سيتركها له من تلقاء نفسه.. 
“فارس سيب خديجة لهاشم متخفش عليها.. دا بقي جوزها يا ابني”..أردفت بها” إلهام ” التي تفهمت جيداً ما يدور بعقل زوج ابنتها، و من ثم نظرت ل “إسراء” الباكية، وأشارت لها أن تقترب من زوجها ليتمكن “هاشم” من أخذ زوجته.. 
أقتربت “إسراء” منه على الفور، وهمست من خلفه بخفوت.. 
” فارس.. حبيبي بصلي”..
التفت برأسه نحوها دون أن يبتعد عن “خديجة”.. 
رباه!!!.. يجاهد لكبح عبراته مما جعل عينيه شديدة الأحمرار،نظرته لها مزقت قلبها،فندست بين ضلوعه برفقة “خديجة” التي سحبها “هاشم” برفق، و حرص حتي أخيراً تركها “فارس” على مضض بعدما رمقه بنظرة شرسة محذرة، وقد عجز لسانه عن النطق بحرف واحد من شدة انفعاله.. 
بادله “هاشم” النظرة بأخرى مطمئنه، و تحدث بابتسامة وهو يضم “خديجة” لصدره بلهفة مغمغمًا.. 
“اطمن خديجة جوه قلبي وعيني يا فارس”.. 
حرك “فارس” رأسه له بالايجاب، و قد نجحت ساحرته في جذب كل حواسه لها، كانت ملتفه بكلتا يديها حول خصره أسفل معطفه،غرسة أصابعها بظهره بقوه محببه، دافنه وجهها داخل صدره تقبل موضع قلبه بعشق.. 
حاوطها هو بذراعيه، و ضمها له أكثر وبدأ يتمايل بها على أنغام أغنيه هادئة شعر أنها قد كتبت لهما خصيصًا، توصف حالته معاها، وغرامه بها الذي تخطي حتي حدود العشق.. 
كلام في سرك الحياة وأنتِ معايا، كل ما بيعدي وقت بتحلى عن البداية، 
صعب الكلام اللي أعرفه يوصف هوايا، في حاجات كدا بنحسها وما تتحكيش. 
انضم لهما كلاً من “هاشم” و زوجته، و “غفران” وزوجته، و “تامر” و زوجته، “محمد” و زوجته التي كانت تجاهد لكبح عبراتها بصعوبة، وعينيها لم ترفعها عن وحيدها،حتي “مالك” سحب الصغيرة “إسراء” وبدأ يشاركها الرقص وهو يغمر وجنتيها بسيل قبلاته البريئة يعبر بها عن شدة إعجابه بجمالها.. 
من حسن حظي إني قابلتك دي الحقيقة
أنتِ يا عمري يا كل أحلامي البريئة، بحسب حياتي بالثواني وبالدقيقة
وإن غيبت ثانية عن عيوني مش بعيش. 
رغم أنه كان بعالم أخر بفضل لمسات ساحرته التي تبعثر مشاعره، وتزلزل كيانه إلا انه انتبه لنظرات “مارفيل” الحزينة، فتحرك ب زوجته حتي اقترب منها، وبلحظة كان سحبها من حضن والده، وحاوطها بإحدى ذراعيه.. 
فعلته هذه جعلت “مارفيل” تنفجر بالبكاء رغم أنها تمتلك قوه تجعلها تتحكم بمشاعرها حتي لا تبكي بسهوله على الإطلاق ، و لكن كانت تحتاج ان تلقي نفسها داخل حضن ابنها الوحيد.. 
“هششش كفي عن البكاء امي رجاءً”.. قالها “فارس” لها، وربت على ظهرها بكف يده وبدأ يرقص برفقة زوجته  و والدته.. 
من حسن حظي إني قابلتك دي الحقيقة
أنتِ يا عمري يا كل أحلامي البريئة، 
بحسب حياتي بالثواني وبالدقيقة
وإن غيبت ثانية عن عيوني مش بعيش. 
وصلت قلبي لمرحلة ما وصلش ليها، يا حبيبي قبلي حد ولا فكرت فيها
ويا نعمة بحمد ربنا دايما عليها
يا حبيبي ده إنت حكاية نفسي ما تنتهيش. 
صك “محمد” على أسنانه بغيظ مصطنع، ووقف عاقد يديه أمام صدره، وانتظر “فارس” يمسك يد والدته ويجعلها تدور بفستانها الأسود حول نفسها، وبلمح البصر كان خطفها داخل صدره، وضحك بانتصار.. 
من حسن حظي إني قابلتك دي الحقيقة
إنت يا عمري يا كل أحلامي البريئة
بحسب حياتي بالثواني وبالدقيقة
وإن غيبت ثانية عن عيوني مش بعيش. 
كانت “إسراء” مستنده بظهرها على صدر زوجها الذي طوقها بذراعيه، ومال عليها برأسه واضعاً وجنته الخشنه على وجنتها الناعمه، اسبلت جفنيها بخجل حين أستمعت لصوت تأوهًا حارًا من بين شفتيه، و همس لها بحميمية.. 
“هتجنن عليكي”.. 
رفعت عينيها ونظرت له، فأدارها هو جعل وجهها مقابل وجهه، وصوب نظره نحو شفتيها، و ابتلع لعابه بصعوبة، وهو يسترجع طعم مذاقهما. 
لا يتمني غير شيئًا واحدًا ، يريد تقبيلها الآن أكثر من أي وقت مضى، ارتجفت شفتي “إسراء” حين أدركت ما يدور بخاطره،  شعرت بنفسها تتهاوى بين يديه،  الا أن سقوطها لا يتوقف , بينما جسدها ثابت مكانه داخل صدره.. 
من حسن حظي إني قابلتك دي الحقيقة
إنت يا عمري يا كل أحلامي البريئة
بحسب حياتي بالثواني وبالدقيقة
وإن غيبت ثانية عن عيوني مش بعيش.. 
كانت الموسيقي هادئة، ناعمة للغاية، جعلت حالة من الشجن تحتل المكان.. 
بشفاه مرفوعة تنظر “إلهام” للفرقة الموسيقية التي  تعزف أرقى الموسيقى الهادئة، و التي لم تروق ل “إلهام” على الإطلاق، بل كادت أن تسقط من فوق كرسيها المتحرك عندما غلبها النعاس، فنتفضت فجأة، وشهقت بصوت خفيض محدثة نفسها بنفاذ صبر.. 
“لا بقي دي مش أغاني كتب كتاب خالص..أنا هنام على نفسي”.. 
أشارت لإحدى العازفين أن يقترب منها، فهرول بالسير نحوها بعدما نظر له “فارس ” أن يلبي نداها.. 
“هات يا أسمك أيه طبلتك الحلوة دي لو سمحت، و روح قول لأسم الله حرسهم زميلك يوقفوا الموسيقى بتاعت قبل النوم دي، ويستعدو هعلمكم أنا أغاني كتب الكتاب بتكون إزاي”.. 
التف الجميع حول “إلهام” على الفور حين بدأت تعزف على الإله الموسيقية بمهارة عالية، و صدي صوتها العذب بإحدى الأغاني الشعبية التي تجعل القلوب تتراقص فرحاً رغماً عنها حين قالت.. 
” طبلوله , هيصوله , زغرطوله أبو جلابية مزّهرة .
كتبه كتابه الليلادي , وعروسته حلوة بتنادي , افرح وكيد الأعادي ليلتنا حلوة منورة , 
طبلوله … أبو جلابية مزّهرة .
كتبو كتابه يوم الخميس , ده انت الليلادي أحلي عريس , يلا بقي نفرح ونهيص , يا عروسة حلوة وسكرة .
كتبو كتاب الحلوة الليلة , لموا الأهل كمان والعيلة , أجمل صحبة ورد جميلة ف ليلة حلوة معطّرة .
كتبوا كتابه هلا هالله , بالكردان والمشاألله ,
والفرحة ف عينهم طالله , والتورتة حلوة مدورة .. 
وهنا صدع صوت “إسراء، إيمان، عهد” بالزغاريط عاليًا، وتحول الهدوء إلى أغاني صاخبة وتصفيق حار، وملئت الفرحة الغامرة قلوب جميع الحضور لساعات طويلة كانت لابد أن تنتهي بذهاب “خديجة” برفقة زوجها لقضاء شهر العسل بجزر المالديف الشهيرة، و سفر “إلهام” و “إيمان” و زوجها وصغيرهما “محمود” إلى البيت الحرام.. 
……………………………..لا حول ولا قوة الا بالله ????… 
بعد مرور اكثر من أربعة أشهر.. 
داخل جناح “إسراء”.. 
تقف “خديجة” بوجهه يبدو عليه الذعر، و الهلع أمام “إسراء” التي تدور في غرفتها ممسكة بظهرها، غير قادرة حتى على الجلوس أو الإستلقاء، 
التقلصات تتزايد فجأة ثم تنقطع، و تتقطع معها روحها اربًا.. 
“أنا عايزه امي يا خديجة.. اتصلي بفارس خليه يجي ويجيبلي امي.. أنا مش هولد غير وهي معايا”.. 
دارت “خديجة” حول نفسها تبحث عن هاتفها، وامسكته و طلبت رقم “فارس” وهي تقول بعتاب.. “يا حبيبتي أنا معاكي أهو.. مش أنتي بتعتبريني زي ماما يا إسراء، وهكلم فارس اخليه يجي حالاً.. هو أصلاً كان حاسس بتعبك اللي بتحاولي تداريه عنه من إمبارح، ومكنتش عايز ينزل ويسيبك لولا مكالمة غفران اللي قاله عايز يقابله ضروري..”..
بكت” إسراء” بنحيب، و أردفت بتقطع قائله.. 
” أنا حاسة ان ماما مش في الحرم كل دا زي ما فارس بيقولي.. معقول تفضل في العمره أكتر من أربع شهور يا!!! “.. 
قبل أن تتم كلامها شعرت فجأة بتقلصاتٍ حادة في بطنها و ألمٍ كالسكين في ظهرها فانحنت و هي تمسك بظهرها متأوهة بصوتٍ عالٍ ..
“اااه يا فارس.. تعالي و هاتلي امي معاك بالله عليك “.. 
جملتها هذه وصلت لسمع زوجها الذي فتح الخط للتو، فجاء صوته صارخًا بلهفة، وقد سقط قلبه أرضًا من شدة خوفه عليها.. 
“إسرااااااء أنتي بتولدي؟!!”.. 
“أيوه يا فارس.. أنت فين يا حبيبي.. تعالي حالاً إسراء بتولد”..غمغمت بها” خديجة” بنبره مرتجفه، وهي تتابع” إسراء” التي تستند على الحائط، وتأن بوجع شديد.. 
“أنا في الطريق.. داخل على القصر أهو يا خديجة.. أقل من دقيقه وأبقى عندكم”.. هتف بها” فارس” بحنق وهو يلكم مقعد السيارة الذي أمامه بكل قوته.. 
لحظات مرت كانت كالسنين بالنسبة ل” إسراء” التي لم تتوقف عن البكاء، وهي تدعوا من صميم قلبها بتوسل مردده.. 
“يارب تكون ماما جاية مع فارس.. يارب وحياة حبيبك محمد تجبلي امي.. أنا محتاجة لها أوي وواحشتني اووي اوي”.. 
“إسراء”.. كان هذا صوت “فارس” الذي اقتحم الجناح بخطي راكضه،خلفه فريق طبي كامل، وبسرعة البرق كان لقطها داخل حضنه، ألقت “إسراء” بثقل جسدها عليه، ونظرت إليه بعينين زائغتين، ثم قالت بصوتٍ منهك.. 
“قولي إنك كنت بتجيب ماما من المطار يا فارس”..
كان وجهها شاحب للغاية، ومتعرق بغزاره من شدة قسوة الألم الذي يجتاحها جعلته يطبق جفنيه بقوة لتهبط عبراته ببط على وجنتيه حين وجدها تطلق آهه صارخة، وهي تتمسك بقميصه بعنف حتي مزقت إحدي ازراه.. 
“اااه ياا فااارس هموت مش قادرة.. يااا ماماااا أنتي فين تعالي ونبي”.. 
“يا قلب ونن عين أمك يا إسراء”..
كان هذا صوت “إلهام” التي دلفت للتو داخل الجناح، شهقت “إسراء” شهقه عالية، وضحكت رغم شدة بكائها حين رأت والدتها تقف أمامها مستنده على عكاز، و فاتحه ذراعها لها.. 
رباه!!.. 
“إلهام” واقفه على قدميها؟! 
انهمرت عبرات” إسراء” بغزارة أكبر، و تمتمت بذهول، و عدم تصديق قائله.. 
” فارس هي ماما هنا ،واقفه على رجلها قدامي، ولا أنا بقيت اخرف من الوجع”.. 
نثر “فارس” قبلات متفرقة على وجهها، وهو يجيبها بلهفة.. “ايوه حبيبتي.. مامتك هنا يا روحي “.. 
حاولت “إسراء” التنفس بهدوء، ثم أستقامت ببطء، واتجهت نحو والدتها بخطوات غير ثابته، و ألقت نفسها داخل حضنها، فأسرعت” إلهام “بضمها هي الأخرى مردده بسعادة بالغة.. 
“واحشتيني يا ضنايا”..
كانت “إسراء” تبكي بصوتٍ عالٍ للغاية، وتردد بعتاب..” كده تتأخري عليا كل الوقت دا يا أم إسراء”.. 
ربتت “إلهام” على شعرها بحنو وبتنهيده قالت.. 
“حقك عليا يا حبيبتي، والله يا بنتي أنا كنت هتجنن واجيلك.. بس جوزك الله يباركلك فيه سفرني بلاد بره، وعملي العمليه، و الدكاترة اللي عملولي العملية قالولي بعد ما عملتها أني مينفعش أتحرك كتير قبل ما يعدي 3شهور، وشهر كمان بيعملولي علاج طبيعي”.. 
رفعت “إسراء” رأسها، و نظرت ل” فارس ” بصدمة، وهي تقول..” أنت سفرت ماما تعمل العملية من غير ما تعرفني يا فارس؟! “.. 
جذبها” فارس ” لحضنه ثانيةً، واجابها بإهتمام.. 
” مكنتش عايزك تقلقي أكتر ما كنتي قلقانة عليها يا إسراء، و الحمد لله العملية نجحت ومامتك رجعتلنا بخير يا حبيبتي”.. 
“إسراء يا حبيبتي”.. غمغمت بها “إيمان “التي تقف على باب الجناح تنتظر الأذن بالدخول، حجظت أعين “إسراء “و هي تطلع نحوها لتتفاجئ ببطنها المنتفخة أثر حملها فصرخت بفرحة غامرة .. 
” ايمااان أنتي حاامل؟!”.. 
حركت” إيمان ” رأسها لها بالايجاب وهي تمسد على بطنها بكف يدها وقد عجزت عن الرد عليها بسبب بكائها.. 
“بعد ما سافرنا وعملنا العمرة.. إيمان تعبت مننا جامد، ولما كشفنا عليها طلعت حامل في شهرين ومكنتش تعرف”.. قالتها “إلهام”، ونظرت تجاه
“إيمان ” وتابعت بامتنان.. 
“و رغم تعبها دا الا أنها مرضيتش تسيبني لحظة، و أول ما اتحسنت صممت تسافر معايا وفضلت جنبي لحد ما رجعنا سوا”.. 
أشارت لها تحسها على الاقتراب،فسارت” إيمان “نحوها، ضمتها” إلهام ” لحضنها مكمله..” دي بنتي زيك بالظبط يا إسراء”.. 
“ألف مبروك يا إيمان.. مبروك يا حبيبتي “.. 
غمغمت بها” إسراء ” وهي تضمها هي أيضًا، وتمسد على بطنها بحنان..” شكلك زي القمر في الحمل اللهم بارك.. يبقي هتجيبي بنوته بأمر الله “.. 
” أيوة بنوته..بأذن الله هسميها فاطمة زي ما خالتي إلهام دعتلي في الحرم قبل ما أعرف أني حامل.. لقيتها بتقولي بت يا إيمان بمشيئة الله ربنا هيرزقك بفاطمة”.. قالتها “إيمان ” وهي تضحك وتبكي بآن واحد.. 
استطاعت فرحة” إسراء ” ان تمحو ألمها لعدة دقائق، استعادة أنفاسها قليلاً بعدما ساعدها زوجها واجلسها علي طرف الفراش، تتابع السلام الحار بين” إلهام ” و” خديجة ” بابتسامة و راحة غزت قسمتها.. 
” إسراء حبيبتي.. ارتاحي علشان الدكتورة تطمني عليكي”.. أردف بها “فارس” و هو يعدل وضعها على الفراش، ويضع خلف ظهرها وسادة.. 
أمسكت “إسراء” يده و نظرت له نظرة ذات مغزي،  لعقت شفتيها  ثم قالت بصوتٍ مرتجف قليلاً.. 
“هليك معايا.. أنا لسه قدامي شويه مدام الوجع بيروح ويجي”.. 
“لا دا مدام لسه الطلق محميش يبقي بينا يا بت يا إيمان، و أنتي يا خديجة يا اختي على اوضتي.. إلا انتي واحشاني أوي، و بالمرة تطمنيني عليكي انتي واسم الله حارسه وصاينه هاشموله جوزك”.. 
قالتها “إلهام” وهي تسير لخارج الجناح، خلفها” إيمان، خديجة” التي أغلقت الباب خلفها.. 
جلس” فارس ” بجوار زوجته، وأمسك يدها بين كفيه مغمغمًا..” لسه حاسة بوجع؟! “.. 
لم تجيبه” إسراء ” بل ظلت تنظر له بأعين تفيض بالعشق، تتأمل ملامحه بابتسامة دافئة، وقد اختفي وجعها، و ألمها تمامًا حين احتواها بين ذراعيه.. 
بادلها هو الابتسامة، ومال عليها مستند بجبهته على جبهتها، لثم أرنبة أنفها بتمهلٍ وهو يقول.. 
“بتسحريني بنظرتك دي يا ساحرة.. للدرجة دي بتحبيني؟! “.. 
” بحبك بس؟!.. أنا بعشقك، و بموت فيك يا أبو البنات”.. قالتها “إسراء” وهي تحاوط عنقه بدلال.. 
“هتسمي البنات أيه يا فارس؟!”.. 
“اممم.. هنسميهم أيه.. هقولك يا عيون يا فارس”.. 
دمدم بها “فارس” و هو يعتدل بها، و حملها بمنتهي الخفه أجلسها على ركبتيه، و تابع هو يداعب بطنها بأنامله.. 
” احنا عندنا إسراء.. يبقي نسمي زهراء، و رواء”.. 
ضحكت “إسراء” بنعومة، و همست باعجاب.. 
” الله حلوين أوي.. إسراء ،زهراء، رواء”.. 
قبلت شفتيه قبله رقيقه تشنج جسده على أثارها، وتابعت بغنج.. 
“هتبقي أحلى أبو زهراء، رواء؟! “.. 
“أبو إسراء”.. هكذا قطعها “فارس”، و أعاد ما قاله ثانيةً مؤكداً..” أبو إسراء.. بنتي الكبيرة “.. 
تراقص قلب “إسراء” فرحًا، والتصقت به أكثر، وهمست أمام شفتيه بحميمية.. 
“طيب ممكن تساعدني علشان الولادة تبقي سهلة، و بناتنا ينورا الدنيا”.. 
” أنا معاكي، و جنبك، وفي ضهرك.. قوليلي أساعدك إزاي يا روحي؟؟”.. قالها “فارس” بلهفة، و هو يحتضن وجهها بين كفيه.. 
“كده!!”.. 
همست بها “إسراء” قبل أن تطبق على شفتيه بشفتيها، و أصابعها تحركت على صدره تفتح أزرار قميصه واحد تلو الأخر، و جذبته عليها من ياقة قميصه قبل أن تتخلص منه،معلنه عن بدأ إقلاع إحدي رحلتهما الخاصة التي يخطفها بها زوجها لفوق السحاب، ليثبت لها قولاً وفعلاً أنها وحدها ولا أحدًا غيرها التي أمتلكت قلبه و أصبحت
 “غرام المغرور”.. 
تمت بحمد الله.. 

لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية الساحر للكاتبة ياسمينا

اترك رد

error: Content is protected !!