Uncategorized

رواية توليب الفصل الخامس عشر 15 بقلم سلمى سعيد

  رواية توليب الفصل الخامس عشر 15 بقلم سلمى سعيد

رواية توليب الفصل الخامس عشر 15 بقلم سلمى سعيد

رواية توليب الفصل الخامس عشر 15 بقلم سلمى سعيد

بسرعة الريح كان أسر داخل غرفة توليب ليطمئن عليها بعدما سمح له ماهر 
ركض اتجاها بالهفة عندما وجدها مستلقية كما هي ولكن وجهها باللون الأحمر وعيناها الخضراء تزرف الدموع بصمت 
جلس على حافة الفراش والتقط يدها متحدثا بلهفة :
_ توليب انتي كويسه ، مالك بتعيطي ليه.
رفع أنامله ليزيل دموعها ولكن أدارت هي راسها للجهة الآخرة وجزبت يدها الممسك بها بهدوء 
شعر بالحزن الشديد من فعلتها ولكن هو يعطيها كل الحق لهذا
تحدثت الطبيبة بعمليه :
_ انسه توليب حضرتك كويسه ، ماهر بيه قال انك اتكلمتى 
نظرت توليب للطبيبه وابتسمت ببهوت وتحدثت بثقل وتلعثم:
_ انا..ك..كويسه 
نهض أسر من جوارها ابتسم باتساع عندما استمع لصوتها العذب الرقيق ، ولكن شعر بالقلق اتبعتها الثقيلة وتعلثمها في الحديث 
اقتربت الطبيبة النفسية من توليب وتحدثت بابتسامة :
_ انسه توليب، حمد الله علي السلامة
اومات لها توليب بابتسامة باهته ، لتتحدث الطبيبه برقة قائلا :
_ انا محتاجة اقعد معاكي لوحدنا نتكلم شويا عشان نطمن اكثر عليكي ، بعد ازن ماهر بيه طبعا 
ماهر بجديه : طبعا يا دكتورة ، خدي وقتك انا اهم حاجة عندي توليب وصحتها 
تحدث اسر ببرود قائلا : انا هفضل معاكم 
الطبيبه بعمليه : مينفعش يا أستاذ لازم اقعد مع المريضة لوحدنا  
كاد  يتحدث ولكن قاطعة صوت ماهر الحازم : 
_ تعالا معايا برا يا اسر ، وسيب الدكتورة تشوف شغلها
اقترب ماهر من توليب وقبل رأسها أمام أسر الذي ضغط علي أسنانه بغيظ وغيرة ، وما أشعل غيرته اكثر هو اعطاء توليب ابتسامه اكثر من رائعة لماهر ، رغم مرضها ولكن ابتسامتها مازلت خلابه 
خرج ماهر وخلفه أسر الذي ظل ينظر لتوليب حتى اغُلق الباب 
جلس ماهر على احد المقعد بغرفة الضيوف الموجودة بالجناح ، وضع قدم فوق الآخرة وبصرامه تحدث :
_ تعالى يا آسر اقعد 
جلس أسر علي الاريكة بجانبه وهو يهز قدمه بضيق وقلق 
تحدث أسر بضيق :
_ انت خلتني أخرج ليه 
ماهر بتهكم : عشان الدكتورة تحاول تصلح الي انت هيبته مثلا
صمت أسر ولم يرد علي حديث والده ، قليلا وتحدث بتساؤل مردفا : هي توليب اتكلمت ازاي ، وكمان كانت بتعيط ليه ، هو انت قولتلها ايه بالظبط 
ماهر ببرود : ملكش دعوه ، ومن النهاردة اي حاجة تخص توليب انت ملكش دعوه بيها..فاهم 
هم أسر بالحديث ولكن قاطعة صوت هاتفة معلن عن اتصال ، اخرحة من جيب بنطاله وكاد يغلق ظننا منه انه احد من الصحافة او احد من رجال الأعمال الذي لم يتوقف هاتفه من امس يصدح باتصلات منهم ليهئوة علي الزواج ، واكن كان المتصل باسم 
نهض وخطأ للخارج الجناح وهو يزفر بضيق ، فتح الهاتف وتحدث بضيق :
_ ايوا ي باسم 
باسم  : انت فين يا أسىر وايه اللي انا قريته في الاخبار دا…انت اتجوزت توليب فعلا ؟؟
أسر: ايوا اتجوزنا..امبارح كتابنا الكتاب
باسم بحيرة : ازاي يعنى ، فجأة كدا قررت تتجوزها 
بداء أسر بسرد كل شئ علي باسم بدآ من الحفلة التي أقامها ماهر و خبر زواجة من توليب الذي كان مفجاة لهم هما الاثنين ، حتا حديثه بمكتب والده ، واخيرا وجود توليب بالمشفى 
باسم بغضب : أسر انت حيوان وزباله والله
اسربحدة : باسم احترم نفسك 
باسم : لا مش هحترم نفسي ، انت عارف انت قولت ايه و وصلت البنت الغلبانه لفين ، انت بجد ازاي قولت الكلام ده عليها 
أسر بندم كبير : انا مكنتش اقصد ، انا كنت بس متعصب وانت عارف لما بتعصب مبشوفش قدامي 
زفر باسم ليهداء وستطيع مساندة صديقة 
باسم بهدوء : طب ايه اتكلمت معاها ولا لسه 
تحدث اسر وهو يراقب باب الجناح : 
_  لسه الدكتورة مخرجتش من عندها 
باسم برزانه : أسر ولاخر مرة بقولهالك، كفايا عناد وحاول تصلح اللي انت عملته..ويكون في علمك اللي انت عملته دا مش هيتنسي بالساهل ، دا محتاج وقت ومجهود لازم تخلي توليب تسمحك 
باسم بحسم : اما اول لما نروح هقعد معاها واعتبرها علي كل اللي انا قولته…
صمت قليلا ثم تحدث بابتسامه متأمله:
_ وهعترفلها بمشاعري نحيتها، مهما كانت النتيجة 
اغلق أسر المكالمه بعدما انها حديثة مع باسم ، ثم دلف للجناح بنفس الوقت الذي خرجت به الدكتورة من غرفة توليب
استقام ماهر واقفا متحدثا باهتمام وقلق: خير يا دكتورة ، توليب كويسه 
الطبيبه بابتسامة : الحمد الله بالنسبه للتقارير والحاله اول لما جت هي دلوقتي احسن بكثير 
أسر بالهفة : يعني هي كدا كويسه ومفيهاش حاجة.
الطبيبه بعمليه : جسديا لا الحمد الله هو بس عندها تقل في الكلام ودا طبيعي جدا في حالتها وخصوصا انها بنسبه كبيرة كان ممكن تفقد النطق بس الحمد الله ربنا ستر ، والفضل لربنا ثما ماهر بيه طبعا 
نظر أسر لولده بتساؤل عما قاله لتوليب لتتحسن هكذا سريعا ولكن لم يبدي ماهر اس اهميه لنظراته بالتحدث باهتمام للطبيبه :
_ يعني هي كدا ممكن تخرج ، اصلها مش بتحبها المستشفيات خالص 
الطبيبه : طبعا ينفع تخرج ومن دلوقتي كمان، بس لازم تمشي علي الادويه الي انا كتبتهلها عشان نفسيتها وكمان النطق يتحسن بشكل أسرع 
اسر بجديه : متخفيش انا هشوف علي ادويتها بنفسي.
نظر ماهر بطرف عينه علي أسر ثم لوا زاويه فمة بسخريه لاحظها أسر ولكن لم يعلق
ليحذبهم حديث الطبيبه التي تحدثت مرة اخرة بتأكيد:
_ انا قولتلكم انها جسديا كويسه بس محتاجة الادويه ، بس نفسيا بقا عي لجد حلتها وحشه ومحتاجة اهتمام كويس عشان متتعبش تاني ودا طبعا هيبقا معتمد علي الناس اللي حوليها..حاولو تسعدوها وتقرب منها اكثر وحسسوها انكم محتوينها، ويارت تبعدوها عن اي ضغط نفسي لأنها مش هتستحمل خالص .
تحدث ماهر وهو يطالع اسر بجانب عينه من أعلاه لاسفله: ان شاء الله يا دكتورة ، انا مش هخلي حد يضايقها خالص مهما كان مين. 
ذهبت الطبيبه بعدما ألقت بعد الإرشادات علي علاج توليب وطريقة التعامل معها هذة الفترة لتكون بصحة افضل
دلف ماهر وخلفة أسر الذي ما أن دلف حتا اخذ يناظر لتوليب بتلك الابتسامة الحنونة التي لا تظهر لا لها ولكن تحولت تلك الابتسامة للغضب عندما وجد توليب محتضنة ماهر بشدة مخبأ راسها بصدرة وهو يمشط يده علي خصلاتها متحدثا بحنان :
_  الممرضة جايه حالا عشان تشلك الكانولا من ايدك يا تولي، وكمان انا بعت الحرس جابولك لبس من البيت عشان تجهزي ونخرج يا روحي انا عارف انتي مبتحبيش المستشفيات خالص 
خرجت توليب من حضن ماهر عائدة بظهرها تستند علي الوسائد وهي تبتسم له ببهوت ، لترا اسر يقف عند الباب ويطالعها باسف رغم غضبه من احتضانها لماهر ، لتقابل هي نظرته باعين متألمة كان هو السبب الأساس في الامها
أشاحت بنظرها للجهة الآخرة حتى لا تراه او تجعله يرا ما توصلت اليه من حاله مثيرة للشفقة فماذلت كلماته تدوي باذنها ولا تفارقها
بينما أسر كم المه هذا حقا وجعله يختنق من الضيق والحزن من فعلتها تلك وابعاد عيناها الخضراء الجميله بعيدا عنه .
طرق الباب ثما صاحبه دلوف الممرضة للداخل وهي مبتسمة باحترام ، تقدمت من توليب
الممرضة باحترام: يالا يا انسه توليب عشان هنشيل الكانولا 
اومات توليب بهدوء ، لتبداء الممرضة باذله الكانولا من يد توليب بحرص 
شهقت توليب بألم للتمسك بيد ماهر بقوة وعيناها التالت بالدموع التي ما إن رائها أسر حتا صاح بعنف بالممارضة :
_ انتي بتعملي ايه…ما تخلي بالك
ارتبكت الممرضة من هدر أسر بها ، لتنظر توليب للممرضة بابتسامة و بخفوت وتعلثم تحدثت :
_ ك..كملي..انا..انا كويسه 
ابتسمت الممرضة لتوليب ولدائت في تعقيم يدها بمكان الكنولا ووضع لاصق طبي يمنع الدماء 
بينما نظر ماهر لابنه بنظرة غاضبه ، ليزفر أسر بضيق وغضب للمرة التي لا يعلم عددها
انتهت الممرضة لتنظر لتوليب وتحدثت بابتسامة:
_ خضرتك تحبي اسعدك انك تلبس 
نهض ماهر من جانب توليب وتحدث بهدوء :
_ يا ريت لو سمحتي 
ثم نظر لوتليب وتحدث بابتسامة حنونه :
_ خليها تسعدك يا تولي عشان مش هتعرفي لوحدك ، وانتي لسه تعبانه كدا 
اومات توليب له ، ليخطي ماهر للخارج جازبا أسر من معصمة بغضب.
بعد وقت…
كان اسر يجلس بجانب السائق وعيناه علي المرآة تراقب توليب المستندا علي كتف ماهر ومحتضنه زراعه بيديها 
عيناها الخضراء شاردة وحزينه ومتالمه للغايه وملامحها الجميله باهته ، لعن نفسه للمرة المليون وهو يرا ما جعلها توصل له من حديثة السام لها
حسنا أسر ما ان تعود للمنزل بجب عليك التحدث معها ، والاعتذار..نعم الاعتذار يجب أن تتخلا عن ذلك الغرور وتعتذر لها بل وتتوسل ايضا حتى تعفو عنك ايها البارد
كان هذا صوت قلبه يتحدث وينهرة بشدة.
وصلو اخير للقصر ، ايعبط أسرسريعا من السيارة ليجد والده قد فتح باب السيارة ويساند توليب بالهبوط ، اقترب منها أسر ليحملها فهي ماذلت مريضة ولكن ما ان رأته توليب يقترب منها حتا رفعت يدها بخوف تمنعة من الاقتراب ، بينما هي تقربت من ماهر اكثر متمسكة بزراعة بقوة وقد اشاحت نظرها عنه 
صار بها ماهر يساندها للدخل تاركين أسر يقف محله 
صدمة..هذا ما تلبس أسر، فقط صدمه..هل ما رائة هذا حقيقة هل توليب نظارته بخوف بل وتمسكت بماهر تحتمي به 
هل هذا حقيقة ام انه خياله اللعين ، انتفض قلبه يصرخ بشدةمعارضا لما حدث ، هل حقا توليب أصبحت تخافه وتبتعد عنه هل تلك نفس الفتاة التي كانت تتعلق بذراعيه لتشعر بالأمان، تتمسك الأبيض ماهر خوفا منه…اللعنه عليك أسر الي اي حاله اوصلت تلك التوليب 
دلف ماهر لغرفة توليب وهو يساندها ويسر ببطء مع خطواتها 
تحدث ماهر بحنان وهو يسير بها للفراش :
_  نورتي اوضتك يا تولي هانم
ابتسمت له توليب بملامح مبهمة ، توقفت مكانها بصدمة وهي ترا صورة والدها ملقاش أرضا بجانب الفراش واطارها محطم..لتحاول ان تخطي سريعا لاخذها ولكن ماهر منعها سريعا متحدثا بلهفة:
_ بتعملي يا تولي ، متتحركيش بسرعة كدا انتي لسه تعبانه 
أشارت توليب علي الصورة الملقاة أرضا وقد امتلأت عيناها بالدموع لتتحدث بثقل وتعلثم :
_ ال..الصورة بتاعة بابا…و..وقعة في الأرض..و مكسورة
نظر ماهر لما تشير ليجد بالفعل الاطار ، اجلسها توليب علي الفراش بحزر بعيدا حطام  الإطار وتحدث للخدمة التي تقف خلفة 
_ تعالي نظفي الإزالة دا ، وحطي الصورة في برواز تاني بسرعة وهاتيه
اومات الخادمة باحترام وشرعت بازلت الزجاج بينما توليب تنظر للمطار بحزن 
تحدث ماهر بحنان وهو يمسد علي خصلاتها : 
_ متزعليش يا روحي خمس دقايق وتبقى الصورة في برواز احلا 
ابتسمت له توليب ليكمل حديثة قائلا :
_ ممكن ترتاحي شويا بقي لحد ما  يجهزو العشا ، انتي محتاجة تاكلي كويس وكمان تحدي الادويه في معادها 
خضعت توليب لحديث ماهر واستلقت علي الفراش تنام قليلا بعدما ساعدتها الخادمة بتبديل ملابسها
هبط ماهر الدرج ليجد أسر يجلس علي احد المقاعد بالبهو وشارد ، ليتقدم منه وهو يتحدث بسخريه : سرحان في ايه يا آسر باشا
نظرىاسر لولده بضيق ولك يتحدث بل ظل ينظر له بضيق..وماهر يبادله النظرة باخرة ساخرة..كانت حرب النظرات قائلا بينهم ليقطعها صوت احد الحرس الذي دلف للتو ، متحدثا بعمليه واحترام : ماهر باشا في واحدة عايزة تقابل حضرتك 
ماهر باستغراب : مين دي.
الحارس : واحدة اسمها جيلان بتقول انها ولدة الانسه توليب
نهض أسر بعنف وهو ينظر لماهر بتساؤل وريبه ، ليحد ماهر يقف بثبات 
تحدث ماهر بجمود : خليها تدخل 
وقف أسر بجانب والده ليتحدث ماهر بجديه وهو ينظر لعيون اسربنظرة فهمها أسر جيدا :
_ انا مخلف راجل مش كدا
تحدث أسر لتأكيد وجديه :
_ ومش اي راجل ، انا ابن ماهر البارون
نظرو للباب الداخلي منتظرين دلوف تلك المرأة الملقبه بوالدت توليب.. وخصوصا أسر الذي دب القلق قلبه دون سبب 
وجد امرأة تبدو باواخر الاربعنيات تسير باتجاه ماهر بخطوات غاضبه ، ترتدي بدله نسائيه سوداء لو عيناها  وتضع الكثير من مستحضرات التجميل ورائحة عطرها النفازة تسبقها 
تحدث ماهر بجمود وهو يراها تقف أمامه: اهلا يا جيلان 
تحدثت بغضب عارم : فين بنتي يا ماهر ، فين توليب
ماهر بحدة : صوتك ميعلاش يا جيلان ، متنسيش نفسك 
جيلان بغضب : فين بنتي يا ماهر ، فين بنتي الي ضحكت عليها وجوزتها ابنك 
هنا تحدث أسر بحدة قائلا : ايه الي بتقوليه دا ، ضحك عليها ايه وبتاع ايه..انتي سمعة انتي بتقولي ايه يا ست انتي
نظرت جيلان لماهر باعين تطلق شرار قابلها هو ببرود وهو يضع يديه بجيب بنطاله
تحدثت جيلان بابتسامه ساخرة وهي تطالع ماهر : 
_ انا عرفة بقول ايه كويس اوي ، بس بجد يا ماهر خطتك دي تحفة عمرها ما جت علي بالي تصدق ، لا استاذ..استاذ ولازم اسقفلك علي خطتك العبقرية دي 
ماهر ببرود : خطة ايه وهبل ايه ، ايه الجنان اللي بتقوليه ده يا جيلان
جيلان بتهكم : الخطة اللي عملتها عشان تسرق فلوس توليب اللي فريد كاتبها باسمها يا…يا ماهر بيه
ثم أكملت بغضب : بعد ما عرفت انك الوَصي علي أملاك وفلوس توليب جيت بسرعة ، وطلبت انها تعيش معاك متحجج بجوازب و انك مش عايز توليب تعيش مع جوز ام وكمان عشان هي من ريحة المرحوم صاحبك ، وانا زي الهبلا صدقتك واديتك البنت…اتاريك عامل كل دا عشان تجوزها لابنك لما يرجع وتكوش على فلوسها…بس خلاص انا جايه أنقذ بنتي منك ومن الاعيبك 
ماهر بتهكم : حلو السيناريو ده يا جيلان يا ترى مين الي الفه ، اكيد جوزك عادل بيه المحترم
جيلان : ملكش دعوا بجوزى يا ماهر
أسر بترقب : طب بعد كل دا حضرتك جاية عايزة ايه معلش؟؟
جيلان بثبات: انا جايه اخد بنتي ، جايه اخد توليب
ماهر بصرامه : توليب مش صغيرة عشان تيجي وتخديها يا جيلان توليب دلوقتي بقت علي زمة راجل..أسر ابني 
جيلان بترقب : يعني ايه ، انا عايزة بنتي يا ماهر 
بثبات عكس تلك النيران بقلبه الخائف تحدث أسر بنبرة متوحشه حادة : توليب مين دي اللي انتي عايزة تخديها ، توليب مراتي مش هتخرج من البيت دا ابدا 
كان حديثه ناهي 
رفع ماهر رأسه بفخر وابتسامة واثقة ، كان واثقا من قول السر لهذا الحديث 
تحولت جيلان بنظرها الكارهة بين ماهر وأسر الذين يقفون مثل الملوك .بثقة وثبات 
رفعت هي سبابتها أمام وجه ماهر وتحدثت بغل : انا مش هسكت يا ماهر ، توليب و هاخدها منك انت وابنك غصبن عنكم ومش هخليكم تتهنى علي فلوسها يا ماهر 
انهت حديثها ثم صارت للخارج بخطوات غاضبه مثلما دلفت ، متوعدة ل ماهر وابنه 
التفت اسر لولدة وتحدث بحدة : انا مش فاهم حاجة ممكن تفهمني 
جلس ماهر علي احد المقاعد واضعا قدم فوق الآخرة وبثبات تحدث : انا كنت عارف ان جيلان هتيجي بعد ما هتشوف الخبر في المجلات والسوشيال ميديا ، و اكيد عادل هو اللي قلها علي الكلام الفارغ دا وطلب منها تيجي تعمل كل دا عشان تاخد توليب في صفها
تحدث أسر بثقة ليطمئن قلبه: توليب مستحيل تقف في صف الست دي ومستحيل تسيب القصر 
تحدث ماهر بمكر يقصدها جيدا: وانت واثق كدا ليه يا اسر مش ممكن بعد اللي انت عملته توليب تكرهنا وتسيب البيت وترجع عند امها
نجح وبمهارة بدب هذا الخوف بقلب أسر، هل من الممكن أن تذهب توليب حقا وتتركه…لا لا مستحيل لن يحدث هذا 
ترك أسر والده وصعد بخطوات غاضبه سريعة لغرفته ، ليبتسم ماهر بثقة ها هو استطاع ببراعة وبكلمات صغيرة بأن يخلق فجوا من الخوف بقلب ابنه العنيد..
بينما توليب كان القدر بصفها ولم تسمع صوت جيلان لأنها كانت بغرفة الملابس الخاصه بها ومغلقة الباب بإحكام 
كانت تقف أمام المرآة تتأمل نفسها بحزن علي ما وصلت اليه من حاله … لتقرر بداخلها ان تمحي كل ما يؤذيها حتي وان كانت روحها معلقة بهذا الشيئ
_____________________________
وقف أسر أسفل المرش ، والحياة تتساقط فوقه بسلاسة ليريح جسده ، بينما يفكر عقله.. هل جيلان تستطيع أن تأخذ توليب..و ترى ماذا ستفعل توليب إذا علمت بعودة والدتها و مطالبتها بها..
أفكار كثيرة متضاربة بعقله ، بينما قلبه مازال ينبض بعنف منذ نظراتها الخائفة له 
خرج من المرحاض مرتدي ملابس منزليه مريحة وخصلاته الكثيفة تتساقط منها قطرات الماء ، كاد يرتمي علي الفراش بتعب
طرقات خافته علي باب غرفته جذبت انتباهه ليتحدث بصوت اجش : نعم 
اتاه صوت توليب الرقيق : مم..ممكن..ادخل 
وبسرعة البرق كان اسر يفتح باب غرفته ، ليجد توليب تقف أمامه وهي تبتسم ابتسامة مرتبكة ، كانت ترتدي منامة طويلة باللون الأزرق ، وبين يديها تحمل حاسوبها وفوقة صندوق متوسط الحجم باللون الابيض
تحدث بلهفة قائلا : خير يا توليب انتي كويسه 
توليب بارتباك : ممكن…اتكلم معاك لو سمحت 
أومأ بتأكيد لها ثم وقف جانبا لتدلف هي للداخل بخطوات مرتعشة وقلبها الصغير يخبرها بأن تعود إدراجها ولا تفعل هذا بينما عقلها ينهرها بشدة على خوفها هذا..وقفت بمنتصف الغرفة  وهي تنظر حولها تتأمل غرفته الذي يكتسحها لونها الأسود المميز 
اغلق اسر الباب ثم سار حتى وقف خلفها تماما و باشتياق لقربها مال علي رأسها يستنشق رائحته الخلابه ، لتبتعد توليب سريعا عندما شعرت به…التفتت له تناظره بخوف ليبادلها النظرة باخرة متألمة..اسفة..عاشقه حد الهلاك
نظرت هي بالأرض وتحدثت هي بارتباك: انا كنت ….عايزة اديك… حاجة 
اقترب أسر منها وتحدث باهتمام : طب اقعدي يا تولي ، انتي لسه تعبانه وهاتي الحاجة اللي في ايدك دي
عادت هي خطوة للوراء..ونظرت له متحدثه بجديه: لا انا كويسه…
مدت يدها بلابتوب والصندوق له لينظر لها باستفهام ، لتتحدث هي بجدية رقيقة : الحاجات دي تخصك 
أخذهم من يدها وهو قاطب حاجبيه باستغرت 
أسر باستغراب : ايه دول ؟؟
أخذت توليب نفس عميق تشجع نفسها علي الحديث لتبدأ بالتحدث بهدوء وهي تنظر بعين أسر: 
_ دول ست سنين…ست سنين حب ، ست سنين أمل وانتظار…ست سنين طوال اوى… كل حاجة تخص.. الست سنين دول في الصندوق دا وفي اللابتوب كمان
صمتت لتأخذ نفسا آخر محاولا قدر الإمكان عدم التلعثم بحديثها ، بينما أسر دب الرعب بقلبها من حديثها هذا وقد شعر بشئ سيئ قادم بالحديث 
أكملت توليب حديثها وقد بدأت الدموع التجمع بعيناها الخضراء
_ انا بقالي ست سنين متابعة كل حاجة تخصك ، سفرك..شغلك..كل حاجة ، انا من ساعة ما دخلت البيت دا يا اسر وانا مبسمعش غير اسمك بيتقال في كل حاجة..أسر نجح في الجامعة.. أسر عمل شركة…وكان بابا على طول يكلمني عنك..وعن شخصيتك القوية و العنيدة ، كان بيفرجني علي صورك ويقعد يتكلم عنك…بس انا مكنتش بسمع الكلام اللي وهو كان  بيقوله…عارف ليه ، عشان في الوقت اللي كان بيتكلم فيه عنك انا كنت بقع في حبك
رفعت راسها وهي تتنفس بقوة محاولا ان تهداء تلك الغصة المملوءة بالبكاء ، نظرت له لتجدة متجمد و ملامحه الوسيمة مصدومة ، لتكمل حديثها وهي تشهق ببكاء :
_ ايوا انا بحبك، انا قعدت ست سنين بحبك ، انا كنت حابسه نفسي بين اربع حيطان..بس كنت بحس وانت بتعمل كل مغامرة مجنونه ان انا اللي بعملها مش انت ، لما كنت بتنط من الطيارات ، وتعوم بين سمك القرش ، وتسوق بشكل مجنون وخطير…انا كنت عايشه معاك كل دا..كنت بحس ان انا اللي عملت كدا وكنت ببقى مبسوطه اوي…كل ده بس من حبي فيك يا اسر…ولما رجعت كانت كل امنياتي بس انك تحس بحبي ليك ولماانت بقيت مهتم بيا فجأة  قلت خلاص أسر بدا يحبني زي ما بحبه ، ولما سافرنا سوا ولما بوستني ولما قولتلي انك عمرك ما هتسبنى وهنفضل جنبي على طول..كل دا كان بيخليني احبك اكتر وكان بيخلق جوايا امل انك بتحبني…ولما رجعنا من السفر وجه وقت الحفله و اتفاجأت بكلام بابا ماهر عن جوازنا.. قلبي الساذج قال انك عارف واكيد عملهالي مفاجأة وبعدها هتعترفلي بحبك..
 بضعف وبكاء  أكملت 
_ بس للاسف كل دا كان شفقة ، وكل حاجة كانت كدب ، وكل الأحلام الي انا بنيتها كانت سراب ملوش وجود ، انت قولت كلام وحش اوي اوي في حقي يا اسر…كلام مهما كنت بحبك عمري ما هقدر اسامحك عليه …انا كنت بحبك جدا لدرجة ان ممكن اموت عشانك..بس للاسف انت متستحقش كل الحب دا مني..عشان كدا انا خدت قرار مهم اوى …من النهارده انا مش هحبك تاني ولا حتي هكرهك انا هعملك زي ما بعامل اي حد غريب عني
اقتربت منه وهي تنتفض من شدة البكاء وتحدثت بابتسامه مهزوزة: انا من النهاردة مش هحبك تاني يا اسر ودا قرار انا خته ، والصندوق دا فيه كل مذكراتي اللي منت بكتبها عنك في الست سنين ، واللابتوب دا فيه كل صورك وفيديوهاتك…خدهم انا مش محتاجة الحاجات دي تاني..عشان خلاص مبقتش تلزمنى
بقلب يخفق بجنون كان أسر يستمع لتوليب بعدم تصديق…ماذا هل توليب تحبه..حسنا لقد قال ماهر هذا له لكنه لم يصدق ، مع حديثها كان جسده وعروقه تتشنج بقوة…بينما مشاعره كانت متخبطة..بين الفرح بحبها له والغضب من نفسه على ما قاله…وأخيرا الخوف الذي تملكه مع حديثها انها ستنسى ذلك الحب لأنه لا يستحق 
همت هي بالخروج بعدما انتهت من حديثها، وهي لا تريد حتى ان تستمع لرد علي حديثها ، همت بفتح الباب لكن
شهقت بزوعر عندما جذبها أسر من معصمها بشدة ، صادما جسدها خلف الباب.. مغلقة بعنف 
كانت عيناه تطلق شرارا ويتنفس بقوة ، ضغط على معصمها بعنف لتائن هي  بألم ، كانت نظراته متوحشه جعلت قلبها ينتفض بخوف شديد 
أسند جبهته على جبهتها لتغلق توليب عيناها بقوة حتى لا تضعف أمامه خصوصا وانفاسه الحاره تلفح بشرتها 
تحدث أسر بأنفاس مضطربة وهو مغلق الأعين ايضا :
_ توليب ، ارجوكي اسمعيني..انتي قولتي كل اللي عندك بس مسمعتيش الكلام اللي انا عايز اقوله يا توليب
ألصق جسده بجسدها اللين ليرتجف جسدها توليب 
تحدث هو بهمس متوسل : انتي متعرفيش مشاعري من ناحيتك عامله ازاي، ارجوكي اسمعيني وبعدين احكمي عليا ، ارجوكي
مال علي شفتيها يقبلهم بقوة وعنف ، لينصهر قلي تلك العاشقة توليب، احتضن اسر خصرها بقوة واصبح يقبلها بشغف وجنون حتى يهداء قلبه المرتعد خوفا من بعدها عنه 
كانت توليب مستلمه لتلك القبلة التي استحوذت على وجدانها ، وجسدها يرتجف بين يديه..ولكن ضرب جرس الإنذار باذنها سريعا 
لتبعده عنها بعنف وغضب ، ابتعد أسر قليلا عنها ونظر لها وهو يلهث بقوة..
نظرت له بغضب شديد ونفور مصطنع ، لتفتح الباب وتركض للخارج سريعا هاربة منه 
بينما أسر كان ينظر لأثرها وهو يشعر بالذنب والندم ينهشون قلبه الذي ينتفض خوفا من ابتعاد توليب عنه…
_______________________________
العاشرة صباحا باسوان..
كانت صبا تجلس بفصلها وتنظر للمعلم الذي يتحدث ويشرح درس الكمياء بتركيذ ليقاطع تركيزها 
اهتزاز هاتفها الموضوع بدرج المكتب معلنا عن رساله ، لتخرجه ببطء لترا الرساله..لتجده باسم فتحت الرساله وهي تناظر المدرس تارة والفاتف تارة 
قرائت الرساله لتجدها تحتوي علي كليمات غزل وعشق جعلتها تبتسم و وجنتيها تتورد خجلا 
شهقت بفزع عندما وجدت المدرس قد جزب الهاتف من يدها بعنف 
تحدث بغضب :  يلا علي المديرة 
تحدثت صبا بخوف : انا اسفة يا مستر بس 
تحدث بغضب هذا وهو ينظر لتلك الرساله التي بعثها باسم  : مفيش بس انا بشرح والهانم قعدة بتحب في التليفون
حركت صبا راسها سريعا بالرفض ، تحدثت احد صديقتها مدافعة عنها:
_ يا مستر دا جوزها ، وبعدين انت متعرفش هو ممكن يعمل ايه لو عرف انك بتعمل كدا 
التفت لها وتحدث بغضب :
_  قومي انتي كمان يا ست شهد المحاميه ، هتروحي مع صحبتك عند المديرة وهناك هنعرف يبقا مين البيه 
اخذ المعلم صبا وصديقتها أمام مكتب المديرة ليدلف هو واتركهم بالخارج 
 كانت صبا ترتجف بخوف من القادم بينما أمسكت صديقتها يدها وتحدثت بتشجيع :
_ متخافيش يا بت ، انتي مكنتيش بتعملي حاجة غلط 
صبا بهمس : انا خايفة اوي الموضوع يوصل لبابا يا شهد 
شهد بثقة : مش هيوصلو 
صبا : ازاي بس ، اكيد المديرة هتقولي اتصلي بولي امرك يجي
أخرجت شهد من جيبها هاتف صغير لتضعة بيد صبا وهي تقول 
_ خدي 
صبا بعدم فهم : ايه..اعمل ايه
شهد ببساطة : اتصلي بولي امرك 
تحدثت صبا بغضب وهمس : انتي هبلا يا بت  شوفي انا بقولك ايه وانتي بتقولي ايه ، عيزاني اكلم بابا بنفسي
تحدثت شهد بتوضيح : انا مش قصدي ابوكي ، انا اقد ولي أمرك الحالي جوزك…باسم 
صبا بذهول : وهو باسم يبقا ولي أمري
شهد بضيق : مش جوزك يا بت اكيد يبقى ولي أمرك، يخرب بيت غبائك
صبا بارتباك: طب هتصل اقوله ايه ، لا لا انا اتكسف اكلمه 
ضربت شهد مؤخرة رأس صبا وتحدثت بغضب هامس :
_ انتي معاقة في دماغك يا بت دا جوزك ، وبعدين لو مكلمتهوش يلحقك ، المديرة هتخليكي تكلمي ابوكي وساعتها هتشوفي يوم اسود.واحتمال يمنعك تيجي المدرسه تاني 
خافت صبا من حديث صديقتها، وفكرت قليلا اذا علم عوني سيمنعها من المدرسه ، هو بالاساس ينتظر خطاء صغير منها حتى لا يجعلها تكمل تعليمها 
تحدثت بتردد قائلا : طب داري عليا عشان الكاميرات و السكرتيرة 
وقفت شهد وصبا تختباء وراء ظهرها ، وضعت الهاتف علي ازنها تنظر رد ، حمدت الله كثيرا بداخلها انها حفظت رقم باسم والا كانت الان في مأزق كبير 
كان باسم يجلس بأحد المجالس الحيويه الخاصه بهم و معه مجموعة من السياح يتحدث معهم بمرح ، ليصدح هاتفه معلنا عن اتصال ، اخرحة من جيبه ليجده رقم غريب..لكن فتح الهاتف  وتحدث بصوته القوي:
_ الو
اتاها صوته لتتحدث هي بالهفة : باسم ، انا صبا 
ابعد باسم الهاتف عن ازنه ونظر للرقم باستغراب  ولكن الصوت صوت صبا  ليعد الهاتف مرة اخرة وتحدث باستغراب وقلق : صبا ، انتي بتتكلمي منين وفين تليفونك..انتي كويسه 
صبا بهمس وخوف: باسم الحقني 
تحدث باسم بقلق وهو يهب من جلسته : صبا في ايه انتي كويسه 
دلفت صبا وشهد للمديرة ليتحدث المعلم بغضب شديد وهو يشير علي الفتاتين 
_ الهانم كانت بتحب في التليفون وانا بشرح ، والهانم التانيه بتدافع عنها ولا اكنها المحامي بتاعها 
تحدثت شهد بثقة : انا بدافع عنها عشان هي مش غلطانه يا مستر 
المديرة بحدة : متردين علي الاستاذ يا قليله الأدب والا هفصلك من المدرسه كلها انتي فهمة 
خافت صبا من تهور صديقتها لتتحظث بهدوء : احنا اسفين ، حضرتك هي متقصدش ترد علي حضرتك ابدا 
المدرس بسخريه : الي يشوفك وانتي بتتكلمي يا صبا هانم باحترام كدا ، مشفش قله ادبك وانتي قعدة بتحبي في الحصة 
مع نهايه حديثة كان باب الغرفة يفتح بعنف ويطل منه باسم وعيناه لا تبشر بالخير 
تحدثت المديرة بحدة : انت مين وازي تدخل كدا من غير استاذان 
لم يعيرها باسم اهتمام بل ذهب واحتضن صبا التي كانت عيناها ممتالاءة بالدموع 
تحدث بحدة وهو يطالع المديرة : انا ابقي باسم المهران وجوز الطالبه الي الاستاذ قليل الادب دا تطاول عليها
تحدث المدرس بغضب: هو انت بقى الاستاذ اللي كونت بتبعت رسايل حب للهانم ومخليها مطتنشة الحصة 
ابتعدت صبا عن حضن باسم وتحدثت بصوت متحشرج بالبكاء :
_ والله انا شوفت الرساله بس حتى مردتش ، وكنت هقفل التليفون خالص.. بس المستر خده مني 
تحدثت المديرة بهدوء بعدما علمت هويه باسم : 
_ اهدي يا صبا ، دا سوء تفاهم بسيط خالص هيتحل حالا ، ولو علي التليفون ف التليفون اهو 
مدت يدها بالهاتف لباسم لياخذة من يدها بعنف بينما عيناه لا تفارق ذلك الرجل الواقف أمامه ، تحدث المدرس بغضب 
_ حضرتك ازاي تصلها التليفون ، البنت دي لازم يتعملها استدعاء ولي أمر و والدها يجي يشوف قله ادابها 
لهنا وانتها الصبر الذي حاول باسم جاهدا السيطرة عليه حتا لا يفعل ما يغضب صبا لاحقا ولكن لحديث ذلك ال جل الوقح وانتهي كل شئ ، ليبعد صبا عنه بهدوء..ثم ذهب باتجاه ذلك الرجل الوقح بنظرات شيطانيه جعلت الخوف يدب قلب ذلك المدرس
امسك باسم بعنف من ياقه قميصه وتحدث بهمس مخيف :
_ انت قولت ايه…انت عارف ان انا ممكن اقتلك دلوقتي حالا ومش هاخد فيك يوم سجن ، انا طول عمري بحترم المحترم بس باردو ببقا قليل الادب مع النوعيه اللي زيك كدا…عارف لو كنت راجل محترم وبتتكلم باحترام كان الوضع اختلف بس للاسف انت ضيغدعضت الاحترام بقله ادبك في الكلام كدا وانا بقا بحب اربي قللات الادب 
انها حديثة ثم لكن المدرس بقوة هشمت عظام وجهه جعلته ينزف دماء ، لم يصمت ليعيد الكرة اكثر من مرة أمام أعين صبا وصديقتها  المنزهلين  والخائفين ايضا 
بينما طلبت المديرية الأمن الذي حضرو سريعا ينجدون ذلك الرجل من أسفل يد باسم 
ابتعد باسم عن المدرس وهويلهث بعدما أعطاه درسا عنيفا 
تحدث باسم بغضب وهو يشر له : اعمل حسابك انك هتتفصل من وزارة التربيه والتعليم كلها هقولك من المدرسة ، الأشكال قليله الأدب الي ذيك دي مينفعش تدرس ولاد ناس متربين ابدا 
التقط يد صبا المزعورة وصار بها للخارج دون التفوه بتس كلمه اخرة ، توقف عندما استمع لصوت فتاة تنادي صبا 
وقفت شهد أمام صبا ومدة يدها بحقيبتها متحدثه بخوف وهي تناظر باسم : نسيتي شنطتك يا صبا 
اخذ باسم الحقيبه منها دون أن يتحدث او حتى صبا ، ليكمل طريقة للسيارة ليجعل صلا تدلف لها ثم صعد هو وهي يضع حقيبتها بالمقعد الخلفي باهمال 
نظر لها ليجدها تنظر له بفزع وعيناها تلتمع بالخوف 
تنفس بعمق محاولا العودة لهدوئة ، التفت لها وهو يبتسم بحنان قائلا : مالك يا صبا ، اهدي محصلش حاجة لكل دا ، د راجل قليل الادب وانا ربيته 
تحدثت هي بارتباك وخوف : وانت بتربي الناس بأنك تضربهم 
باسم بهدوء : لا..بس ده حاله خاصة 
صبا بترقب : وعزيز باردو حاله خاصة ، انت عملت معاه كدا باردو 
اشتعل غضبا عندما نطقت باسم ذلك الحقير عزيز ، ليختفي هدوئة فجأة وحل محلها الغيرة العمياء 
قبض علي معصمها بقوة جعلها تأن بألم..وقربها منه للغايه حتا اختلطت انفاسهم معا ليذيد زعرها بينما هو تحدث بصوت خافت مرعب :
_ لو خايفة علي نفسك ، اياكي تنطقي اسم الحيوان دا تاني فهمة 
كانت تتنفس بسرعة وخوف منه ، ليذيد غضبه من صمتها ليتحدث بحدة وهو يهزها بعنف :
_ فهماااااا
اومات براسها سريعا بخوف ، ليترك يدها بعنف وبداء في القيادة وملامحة متهجمة
بينما هي فركت معصمها وهي تبكي في صمت 
بعد وقت توقف باسم أمام أحد الأماكن الخاصة به ، لاستقبال السياح 
نظر لصبا ليجد عيناه حمراء اللون وانفها ايضا وتبكي بصمت ، انتفض قلبه علي بكائها…من فرط غضبه لم ينظر لها طوال الطريق او يرى ما اوصلها اليه من حاله
التقط يهدأ وتحدث بلهفة : صبا..انتي كويسه
نظرت هي له بعتاب وتحدثت بشهقات قائلا :
_ لو سمحت روحني 
تحدث باسم بأسف شديد مردفا:
_ صبا ، انا بجد اسف انا بس…انا بس كنت متعصب وانتي عارفة وانا متعصب مبشوفش قدامي..
تحدثت هي بعتاب : انا معملتش حاجه عشان تتعصب عليا علي فكرا
باسم : انا عارف ..خلاص حقك عليا..بس بلاش عياط ونبي انا اسف 
هدأت صبا قليلا ، ليتحدث هو بترقب وحذر: 
_ تحبي اروحك ولا تنزلي معايا تشوفي المكان 
تحدثت هي بهدوء وهي تنظر للجهة الآخرة: 
_ لا روحني مش عايزة اقعد معاك 
كلمة واحدة التقطها تلك الصغيرة ، المت قلبه بشدة ، بل جعلته يحترق المآ 
لا تريد البقاء معه كلمة صغيرة ولكن بقلب ذلك العاشق سطو نزل على قلبه بحدة 
_______________________________
يومان قد مرو…
وتوليب لا تخرج من غرفتها سواء للذهاب للمشتل فقط  تعتني بأزهارها ، لا تحضر معهم الطعام بل تأكل بمفردها بالغرفة متحججة بأنها مازالت مريضة ، ولمن بالحقيقة هي تتهرب من أسر..تحاول بشتي الطرق ان تنساه ولا تفكر به ولو لثواني فقط ولكن هذا مستحيل فقلبها ينبض باسمه ولا يجعلها تنساه ابدا ولو حتى بأحلامها 
بينما أسر يذهب بالصباح الباكر ويعود بمنتصف الليل ، لسبب لا يعلمه أحد حتى ماهر 
كانت توليب جالسه بفراشها تقرأ أحد الكتب.. لتشعر بالخمول فجأة والنعاس يخيم عليها
أغلقت الكتاب و وضعتها بجانب الفراش..وتلتقط مكانه احد علب الأدوية التي وصفتها لها الطبيبه لتساعدها بنوم مريح اكثر…لم تجد ماء لتزفر بضيق وهي تهبط من فوق الفراش قاصدة الأسفل وبيدها علبة الدواء
دلفت للمطبخ  المضئ  ثم أخذت كوب الماء التي تريد ، تناولت دوائها وهي تستند بيدها على الطاولة أمامها وظهرها لباب المطبخ
بنفس الوقت كان أسر يدلف للبهو وعيناه ناعسه بشدة فهو لم ينم منذ يومين 
كا. يصعد الدرج ولكن سمع صوت ضوضاء من المطبخ ، لينظر بتعجب لساعته ليجد الوقت تجاوز الثانية فجرا 
سار باتجاه المطبخ يرى من بالداخل ، تصنم مكانه عندما وجد توليب تقف وتعطيه ظهرها
يا الله لم يراها منذ بومين ، كلما سأل عنها الخدم يقولون انها نائمة ، لقد اشتاق لها كثيرا بل اشتاق لها بجنون حقا لا يعلم كيف استطاع أن يبتعد عنها ليومين كاملين 
كانت توليب واقفه تتناول الماء ، وكانت ترتدي منامه بيضاء وعليها رسومات لفواكهة..كانت عبارة عن هوت شورت و تيشرت ذات حملات قصيرة وفتحت صدر واسعة 
كان يتأمل جسدها بعشق ، كما أنها تلك التوليب مثيرة وجميلة حد الهلاك 
دلف أسر للداخل بخطوات هادئة حتى وقف خلفها مباشرة  لتلتفت توليب بفزع وهي تشهق ل يسقط من يدها كوب الماء على الأرض  يتهشم أسفل قدمها العارية
 كادت تسقط هي الآخرة ولمن احتضن أسر خصرها سريعا ، لتتمسك هي بقميصه بشدة وهي تتنفس بعنف
مسد هو على خصلاتها وبدوء تحدث : متخافيش يا تولي دا انا …أسر 
رفعت عيونها الخضراء  تنظر وهي تحاول أن تتنفس بهدوء ، تحدث هو بابتسامة جنونه:
_ اهدي يا روحي واتنفسي كويس ، انا جنبك 
هدأت توليب وأسر ينظر لعيناها بعشق وحنان بحاول تهدئتها وبالفعل نجح في هذا 
حاولت توليب الابتعاد عنه وعن حصاره لجسدها..لتشهق بعنف عندما حملها من خصرها يجلسها على الطاولة 
متحدث بلهفة : حسبي الأرض كلها ازاز وانتي حافيه 
كانت توليب جالسه على الطاوله وأسر يقف بين قدميها ، شعرت بدوار شديد يجتاحها..بالطبع من تأثير الدواء الذي هو شبيه بالمنوم يجعل جسدها يرتجي بشدة 
نظرت لاسر بعيون ناعسه للغاية ومالت بجسدها عليه ليحتضنها هو بحنان متحدثا  باستغراب وقلق : 
_ توليب انتي كويسه
اومأت له توليب ثم رفعت زراعيها محتضنه عنقه وراسها علي صدره العريض 
وتحدثت بنعاس شديد : انا عايزة انام
أنهت حديثها وهي تتنهد بنعاس شديد وبالفعل بثواني كانت ساقطة بالنوم  
رفع  أسر يد يمشط على خصلاتها بحنان وقد علم أنها تناولت الدواء ، فهو من احضر لها الادويه بنفسه…يعلم إن الطبيبة تعطيها أدوية للنوم مضادات اكتئاب 
اغمض عيناه بعنف وهو يشعر بانفاسها الدافئة تلفح مقدمة صدرة المكشوف بسبب فتحة لاول ازرار القميص
يشعر بقلبه يرتجف بقوة وتلك التوليب مستندا براسها عليه ، لف ذراعيه حول خصرها بقوة..وجعل قدميها تحتضن خصره
ليحملها كما هي هكذا ويصعد بها لغرفتها ، وهي متعلقة بعنقه ومستندا على رأسه نائمة براحة  ، بينما هو يقبل رأسها مرار وتكرارا بعشق يشعر بالسعادة  بذلك القرب الشديد بينهم 
_______________________________
بينما باسوان 
كانت صبا جالسه بالساهل مع حصانها تتحدث معه كعادتها 
كانت تفكر ب باسم الذي يحدثها طوال الوقت ويرسل لها الكثير من رسائل الحب ، بالاضافة إلى الكثير والكثير من رسائل الاعتذار عن ما حدث بالسيارة والمدرسة  ولم يتوقف حتى أخبرته أنها تسامحة وكم اسعدك هذا…بل جعله يحلق بالسماء
كانت جالسه وشاردة ليجذب حواسها صوت باب الاسطبل يفتح 
تهب واقفة تنظر من الذي دلف ، تصنمت بمحلها وهرب الدماء من جسدها فجأة وهي ترى أمامها ابشع كوابيسها ..عزيز!!
كان عزيز يقف بثقة نظر لها ابتسامه خبيثه قائلا : ازيك يا بنت عمي 
لم تجيب صبا بل ظلت علي صدمتها علي وحدوده هنا  ، ليتحدث مرة بابتسامة ماكرة : واخيرا وقعتي تحت ايدي يا صبا 
يتبع….
لقراءة الفصل السادس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!