Uncategorized

رواية أسيرة الشيطان 2 الفصل السابع عشر 17 بقلم دينا جمال

  رواية أسيرة الشيطان 2 الفصل السابع عشر 17 بقلم دينا جمال

رواية أسيرة الشيطان 2 الفصل السابع عشر 17 بقلم دينا جمال

رواية أسيرة الشيطان 2 الفصل السابع عشر 17 بقلم دينا جمال

 وقفت كمن أصابها إعصار جمد أطرافها تنظر لعصام بصدمة شلت لسانها تنتقل بانظارها بين عاصم الذي يطالعها ببرود وتلك الفتاة لتجدها تشد غطاء الفراش جيدا تخفي به جسدها العاري !! اشتعلت الدماء في أوردتها غيظا وحقدا ليست غيرة أبدا فتلك الفتاة في نظرها اخذت آخر بنك تأخذ منه النقود كلما أرادت …. القت حقيبتها بعنف همت بالاقتراب من تلك الفتاة تسبها بأبشع الألفاظ …. امسكت شعرها تجذبه بعنف تصرخ فيها : يا سافلة يا خطافة الرجالة بتلفي علي جوزي يا ….
 لتشعر فجاءة بيد تعتصر مرفق يدها جذبها للخلف بعنف الي أن وقفت أمامه تنظر له بصدمة ، عاصم ينظر لها ببرود !! كأن أمرها لا يهمه اطلاقا ، اتسعت عينيها حتي كادت تخرج من مكانها حينما سمعته يهتف بحدة : اوعي تكوني فكرة إني هسيبك تقربي منها ولا تمسي شعرها فيها حلم مراتي زيها زيك 
مررررراتك…. صرخت بها بغيظ ملامحها تصرخ من الغضب لتكمل بغضب: أنت اتجوزت عليا يا عاصم إنت اكيد اتجننت ازاي تعمل كدة ازاي تسمح لنفسك تعمل كدة 
قبض علي مرفقها يهز جسدها بعنف قطب جبينه بغضب يصيح بحدة حان الوقت الآن ليخرج لها كل ما يجيش في صدره من أفعالها : انتي السبببب انتي السبب ، أنا اتجوزتك عشان كنت فاكر بحبك ، أنا حتي لو يوم حبيتك انتي قتلتي الحب دا عمرك ما حسيتي بيا دايما بتطعني فيا وفي كرامتك وانتي بتشبهيني بجاسر وتقارني بيني وبينه …. مهما عملت ما بيعجبكيش بشتغل ليل ونهار عشان ما احرمكيش من حاجة لكن انتي طماعة ما بيلامش عينيك حاجة … شايفة نفسك احق بجاسر وفلوسه من رؤي صح …. حقدك وغلك وانانيك هي اللي وصلتنا لهنا ، اهمالك ليا وكلامك اللي زي السم ليل ونهار هو اللي كرهني فيكي …. أنا لو بندم كل يوم ميت مرة علي حاجة فأنا بندم علي اليوم اللي اتجوزتك فيه علي قلبي اللي سلمتهولك عشان تكسريه بجشعك وانانيتك …. انتي طالق يا تهاني !!
كل كلمة كان يلقيها عليها كان تنزل عليها كالصاعقة …. هي من فعلت ذلك هي من جعلته يتخلي عن حبه لها لتلك الفتاة حينما نطق الكلمة الأخيرة اشتعلت عينيها حقدا ….حقد اشغل نيران الانتقام والغل في أوردتها ، نزعت يدها من يده بعنف تبتسم باتساع ابتسامة سوداء حاقدة مجنونة لتصيح بهستريا : طلقتني ، أنا طالق …. خلاص كل حاجة راحت …. بعد كل اللي عملته كل حاجة ضاعت من بين ايديا بالسهولة دي … لالا مش هخسر كل حاجة جاسر وفلوسه والمنصب والمكان اللي كنت هبقي فيه ، أنا عملت كل حاجة عشان ابعد رؤي عن طريقي وفي الآخر رجعلته ، فلوس صبري الخمسة مليون الشيك من غير رصيد….. تهاني هانم راحت …. وقفت تضحك بهستريا تنظر لعاصم الذي يطالعها بذهول ، لتبدأ في تلك الهستريا التي أصابتها تحكي كل شئ وهي تضحك بجنون دون ان تخبره بأنها تحمل بطفله وأنها كانت ذاهبة لجاسر لتنفذ تلك الخطة الشيطانية ، اشتعلت عيني عاصم غضبا حينما علم ما فعلته بأخته ليلطمها بعنف سقطت ارضا تنزف الدماء من جانب فمها المشقوق تنظر له بتلك النظرات المختلة … ومجيدة تصيح خلفه بفزع ؛ منك لله يا شيخة حسبي الله ونعم الوكيل فيكي بنتي أنا كان قلبي مقبوض بس كنت بحاول اكدب نفسي ، رؤي يا عاصم 
ضحكت تهاني بهستريا تهتف بحقد : رؤي بنتك المصون حبيبة قلب جاسر مهران قلب الدنيا لحد ما رجعها لحضنه … لتكمل بتهكم : وتهاني هي اللي خسرت ، جاسر ضاع والفلوس ضاعت وصبري مات وسامر اتحبس … نظرت لعاصم تضحك بجنون ؛ حتي عاصم المنفذ الوحيد اللي كان فاضلي راح …. اتسعت ابتسامتها المختلة تبرق عينيها ببريق توعد وغل ابتسمت بشماتة تهتف : بس لاء ، مش هبقي الخسرانة مش أنا لوحدي اللي هخسر زي ما حرقت قلبي يا عاصم وطلقتني أنا هحرق قلبك علي أكتر حاجة كنت بتتمناها 
 بعنف شديد كورت قبضة يدها وبدأت تضرب علي معدتها بعنف تضحك بجنون : أنا حامل يا عاصم …اااااه
 صرخت بها بألم حينما جثي بجانبها يصفعها بقوة لتتوقف عما تفعل ولكن قد سبق السيف العزل بدأت الدماء تسيل بغزارة علي قدميها لتفقد الوعي بين ذراعيه 
_____________
 طوال الطريق لم تنطق بحرف … حصل علي موافقة الطبيب بأن يخرجها من المستشفي ولكن يجب أن تخطي براحة تامة حتي يلتئم جرح رأسها … حينما عاد اليها وجدها ترتكز بنظرها في نقطة في الفراغ دموعها تنساب بصمت لتنساب دموعه هو الآخر سقط علي ركبتيه جوار فراشها شعرت به لتلتفت برأسها ناحيته … مد يده يمسح دموعها بأصابع مرتجفة يهمس بحرقة : جبروت جاسر مهران بينهار قصاد دمعة من عينيكي ، أنا حاسس اني ضايع يا رؤي حاسس إني رجعت طفل صغير ما فيش في أيده حاجة غير أنه يبكي حاسس إني ضعيف وأنا عمري ما كنت كدة أول مرة ابقي مش عارف اعمل ايه 
 رآها تمد كف يدها تحاول الوصول لوجهه لتسمح دموعه بحنان ، ارتسمت علي شفتيها ابتسامة صغيرة شاحبة علي شفتيها ….. بعد قليل كان يحملها بين ذراعيه متجها بها الي سيارته وهي ساكنة تماما تغمض عينيها كأنها نائمة ، اسرع احد حراسه يفتح له الباب ليضعها برفق علي الكرسي بجانبه احكم حزام الامان حولها ليجلس علي كرسي القيادة ، دقائق صمت يقود بهدوء يتنهد بحزن بين الحين والآخر يختطف النظرات اليها ليجدها تغمض عينيها بهدوء ، حمحم يكسر حاجز الصمت يهمس بخفوت : هو انتي نمتي يا رؤي 
 هزت رأسها نفيا بهدوء ، ليتنهد بألم يهمس بحزن : طب فتحي عينيكي بصيلي 
فتحت عينيها الممتئلة بالدموع لترتسم ابتسامة مريرة علي شفتيها : ما بقتش فارقة مفتحة عينيا مغمضة عينيا في الحالتين أنا مش شايفة … انسابت دموعها ما أن انهت كلامها لتعاود إغلاق عينيها مرة اخري وقفت السيارة أمام باب الفيلا الداخلي التفت لها ليجدها تحاول بعصبية فك حزام الامان ، مد يده يريد مساعدتها ليجدها تهتف بحدة : سيبه أنا هعرف اعمله لوحدي ، تركها ونزل من السيارة التف حولها الي أن وصل الي بابها فتحه ، ليدخل بجذعه العلوي حملها بين ذراعيه متجها بها ناحية المنزل لتهتف بحنق : أنا مش عاجزة أنا بعرف اتحرك لوحدي 
اخذ نفسا عميقا يزفره علي مهل ظل يسير وهو يحملها الي ان وصل الي الفراش وضعها عليه ليجلس بجانبها مال برأسه يقبل جبينها بحنو امسك كف يدها يشد عليه يهمس بحنو: انتي مش عاجزة ولا عمرك هتكوني حتي لو كنتي كفيفة من الاول عمرك بردوا ما كنتي هتبقي عاجزة ، ربنا اللي أنعم علينا بنعمة البصر واتاخدت من ناس كتير الناس دول ابدا مش عجزة يا رؤي بالعكس في منهم ربات بيوت وطالبة وموظفين وبيعملوا شغلهم احسن من ميت مبصر ، اللي انتي فيه دا مش عجز يا رؤي دا امتحان ، زي ما أنا كنت في يوم امتحان ليكي وعدتيه وانقذتي نفسك وانقذتيني ، اوعي تيأسي او تفقدي ايمانك بربنا 
 طب علي الأقل اللي انتي فيه دا حدث عارض كلها كام يوم وهترجعي تشوفي بإذن الله انما بقي اللي اتولدوا اصلا كدة الطفل اللي اتولد كفيف اللي ما شافش نور الدنيا ولو ثانية واحدة يعمل ايه يا رؤي زمان قبل ما الشيطان جاسر مهران سمعت جملة عمرها ما فارقت بالي كان راجل كبير في السن عايش عندنا في الحارة مرة سمعته بيقول لو سجدنا شكر لربنا قصاد كل نعمة انعمها علينا هنفضل طول عمرنا ساجدين …. ربط علي رأسها برفق أنا هقوم دقايق اخليهم يطلعولك الأكل عشان تاخدي الدوا وترتاحي شوية 
 قبل جبينها مرة اخري ليتحرك بهدوء نظر لها بحزن ليخرج من الغرفة لتبقي هي لا تعرف أن كانت تغلق عينيها ام تفتحهما … كلمات جاسر تدوي في قلبها قبل عقلها واذنيها … هي حزينة تكاد تموت حزنا مما جري لها ولا لوم عليها ولكن جاسر محق في كل كلمة قالها أين هو العجز … أفقدان بصرها هو العجز لاء والله تلك الافكار العقيمة التي يحاول الشيطان أن يزرعها في رأسها هي العجز بذاته 
 شعرت بحركة جوارها لتحرك رأسها لمصدر الصوت كانت نعمة تلك المربية الحنون شعرت بها تمسد علي حجابها برفق تهمس بحنان : قومي معايا يا بنتي تغيري هدومك ، ربنا بإذنه هيشفيكي ويعافيكي 
أنا عايزة اتوضي…. همست بها بضعف تلمع الدموع في عينيها
لتسمعها تلك السيدة تهتف بحنان : حاضر يا حبيبتي حاضر
________________
 يقف امام غرفة العمليات المشهد يتكرر للمرة الثانية في المرة الأولي كانت حلم والآن تهاني …. تهاني التي سعت بكل الطرق لتدمير حياة اخته … تهاني التي حاولت قتل طفله قبل أن يولد … دقائق وخرج الطبيب تقدم عاصم منه سريعا يود الاطمئنان علي طفله ليهتف الطبيب باسف: أنا آسف حالة الجنين في الرحم ما كنتش مستقرة واللي حصل دا تسبب في موته ، ربنا يعوض عليك 
كور قبضته بغضب يشد عليها يتنفس بعنف وغضب هتف من بين اسنانه بحدة : طب وهي حالتها ايه
الطبيب : الحقيقة حالتها دلوقتي مستقرة الاجهاض كان في خطر كبير علي حياتها بس للأسف الرحم تضرر بشكل كبير بعد الاجهاض عشان كدة هيبقي من الصعب أن ما كنش مستحيل أنها تخلف تاني 
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه مرة اخري هل تعتقد أنها ستحزن هي من قتلت طفلها المرة الأولي أخبره الطبيب برقم غرفتها ليتجه ناحيتها … دمائه تشتعل غضبا منها ومن نفسه لانه سمح لتلك الحربائة أن تصبح فردا من عائلته كم كره نفسه لانه احبها في يوم … وصل الي الغرفة فتح الباب ودخل ليجدها ممدة علي الفراش تفتح عينيها بخمول … وقعت عينيها عليه وهو يقف أمام الفراش يعقد ساعديه ينظر لها بغضب يكاد أن يحرقها … امتعضت ملامحه باشمئزاز يهتف بقرف : انتي مش عارف انتي ملتك إيه ….. بني أدمه ولا شيطانه ايه الغل والحقد اللي جواكي وصل بيكي الحقد انك تأذي اختي بالطريقة دي عشان خاطر إيه أنا حرمتك من إيه … ايه الطمع اللي انتي فيه دا … انتي عارفة أنا لولا اني يوم حبيتك في يوم دخلتك بيتي كتبت اسمك علي اسمي كنت بلغت عنك مش عايز اشوف خلقتك تاني … وورقة طلاقك هتصولك في اقرب وقت أنا بجد قرفان من نفسي اوي اني في يوم حبيت واحدة زيك …. التفت ليرحل تقدم ناحية باب الغرفة قبل أن يفتحه التفت لها يهمس بمرارة: آه علي فكرة الجنين مات ما بقاش فيه حاجة تربطني بيكي ودا احسن تخيلي أنا بحمد ربنا اني ابني مات عشان ما يتولدش من واحدة زيك 
خرج من الغرفة صافعا الباب خلفه … لترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتيها انتهي كل شئ وخسرت كل شئ … اختفت ابتسامتها حينما رأت ذلك الرجل يقف امامها ينظر له ببرود 
__________________
 يوم اثنين ثلاثة لم يعد يحسب الأيام منذ رحيلها وعاد لوحدته الموحشة انتقل الي غرفتها لا يغادرها ابدااا يتذكر بابتسامة حزينة المدة القصيرة التي قضتها معه ، اشتاق لها حد الموت حتي معدته اشتاقت لذلك البيض المحترق لم يذهب لعمله منذ أن طلقها كل ما فعله أنه طلب من احد اصدقائه ان يقدم له طلب إجازة مرضية ووافق المدير عليها ، تنهد بحزن وهو يخرج من غرفته …وقف ينظر لتلك الطاولة الخشبية ويتذكرها حينما كانت جالسة تذاكر تتمتم بسخط تشكو من صعوبة المواد خرج سريعا من الشقة ومن المكان بأكمله متجها الي عمله ، سيعود كما كان سيرهق نفسه بالعمل ليلا حتي ينام النهار بطوله عله يتوقف ولو قليلا عن التفكير فيها وصل الي عمله تلقي ترحيبا من زملائه يسألون عنه وعن صحته وعما كان يفعل طوال مدة غيابه ، ليعلم بعد قليل أن المدير سيعقد إجتماع لجميع الموظفين بعد قليل دخل الي مكتبه ينهي بعض الاوراق قبل الاجتماع ومن كثره العمل المتراكم نسي الاجتماع … نظر لساعته ليهتف بضيق : يا نهار ابيض دا أنا نسيت الاجتماع خالص … قام سريعا متجها الي غرفة الاجتماعات دق الباب…. دخل سريعا فتح فمه ليتحدث يود الاعتذار ليختفي الكلام من علي شفتيه حينما رآها نعم هي تجلس جوار والدها علي احد المقاعد ترتدي فستان لبني اللون واسع يعلوه ستره بيضاء أنيقة ذات أكمام طويله أمامها بعض الاوراق … رفعت عينيها تنظر للطارق لتتعلق عينيها بعينيه تنظر له باشتياق امتزج بدموع عتاب مسحتها سريعا … لاحظ صلاح نظراتهم المعلقة ليتنهد بحزن علي تلك الحال التي وصلت إليها ، صحيح أنها لم تعد تذهب لتلك السهرات اللعينة اهتمت كثيرا بدروسها … اصبحت تقضي معظم الوقت في البيت وهو أصبح يقضي بالقرب منها حتي أنه اهمل عمله ، لم تخبره ما حدث كل ما قالته أنها انفصلت هي وعمرو ولا تريد تنفيذ ذلك الشرط ولا تريد النقود ولكنه يشعر بحزنها الدائم التي تحاول أن تخفيه دائما ، اليوم فجائته أنها تريد أن تعمل في شركته كأي موظفة صغيرة بالطبع لم يكن ليرفض ذلك الطلب وافق علي الفور لتأتي معه وها هي تجلس بجانبه تنظر لزوجها السابق باشتياق استطاع قرائته جيدا من عينيها حمحم بحدة ليلفت أنظارهم … نظرت روان للأسفل سريعا بينما هتف عمرو بحرج : أنا آسف يا افندم علي التأخير 
هز صلاح رأسه إيجابا دون كلام اتجه ليجلس علي الكرسي المقابل لروان لحظه الجيد كان فارغا ، بدأ صلاح يحدثهم عن العمل وأهمية التزامهم به وخطته الجديدة لتطوير سير العمل … الجميع منتبه له الا اثنين هو وهي … هو يحاول بين الحين والآخر اختلاس النظرات إليها دون أن يراه والدها ، أما هي فكل ما تشعر به هو الاختناق فمنذ أن جلس أمامها اخترقت انفها رائحة عطره اشعرتها بالاختناق ، كأن بركانا علي وشك الانفجار في معدتها تجاهلت الأمر تحاول التركيز مع كلام والدها … لينهي صلاح كلامه وهو يشير لروان يهتف بهدوء؛ دي روان بنتي هتشتعل معاكوا هنا من النهاردة … روان هيبقي زيها زي اي موظف او موظفة هنا مش عشان بنتي هتتعامل معاملة خاصة ، عمرو
التفت عمرو له يهتف سريعا : خير يا افندم
 ابتسم صلاح بهدوء ابتسامة صغيرة خبيثة في نفس الوقت ؛ روان هتكون في عهدتك لحد ما تتعلم كل اساسيات الشغل 
نظرت لوالدها بضيق بينما هز عمرو رأسه إيجابا دون تردد .. انتهي الاجتماع وبدأ الجميع بالرحيل وقف ينظر لها بهدوء عكس دقاته المضطربه : اتفضلي معايا 
 نفخت بضجر قامت تسير جواره لتمعتض ملامحها باشمئزاز حينما اصبحت بالقرب منه لتهتف بضيق: طب ابعد كدة شوية ريحتك تخنق دي كولونيا خمس خمسات دي
 قالتها لتتجاوزه تمشي بعجرفة ، قرب جزء من قميصه لانفه يشم رائحته ليهتف بتعجب : مالها ريحتي … عقدت حاجبيه باستفهام ليبتسم بيأس ظنا منه أنها احدي مقالبها خرج خلفها سريعا بينما جلس صلاح يراقب ما يحدث يبتسم بخبث 
___________________
 أنت …. نطقتها تهاني بدهشة ليبتسم الواقف باصفرار يهتف بتهكم : آه أنا اعتقد لسه فكراني اصل أنا ما اتنسيش ، تعرفي أنا كنت رايح لعاصم وجاسر اقولهم عن تاريخك المشرف وعن مصايبك السودا بس اهي جت منك واعترفي علي نفسك بنفس ذات نفسك وانتي بقي حرة في نفسك ، تعرفي انتي لو مراتي كنت خليتك تتمني الموت من اللي هعمله فيكي 
 دا كفاية أنك كنتي رايحة لجاسر عشان اقولك عشان ايه ولا بلاش ربنا حليم ستار 
اتسعت عينيها بصدمة تهتف بذهول : أنت عرفت منين 
 جلس علي الكرسي المجاور لها واضعا قدما فوق اخري يبتسم بثقة: أنا خالد السويسي يا حلوة … من اول ما شوفتك عند جاسر وأنا عارف إن وراكي مصيبة بس عمري ما كنت أتخيل أنك بالقذارة دي ، تعرفي أنا عملت تحريات عنك وعن عاصم وبجد يعني عاصم خسارة فيكي واحد تاني كان قتلك بس هو عمل حساب للعيش والملح اللي كان بينكوا في يوم ، انتي كنتي عايزة تكسبي كل حاجة وايه اللي حصل خسرتي كل حاجة … سلام يا تهاني 
تركها وغادر هو الآخر تركها الجميع وغادر وتبقت هي وحيدة جشع وانانية وحقد مغلق عليها باب غرفة صغيرة في مستشفي لا تجد حتي من يعطها كوب من الماء وحيدة نبذها الجميع برغبتها هي !!
________________
 صعد الي اعلي بعدما انهي محادثة طويلة مع والديها عمل علي اقناعهما أنها بخير وعلي خير ما يرام ولكن قلب والدتها لم يقتنع بما قال لو تأخر الوقت لكانت ذهبت اليهم الآن … اتجه الي غرفته فتح بابها بهدوء ليجدها تنام بهدوء 
 ارتسمت ابتسامة بدل ملابسه ليتمدد جوارها ضمها بين ذراعيه برفق حتي لا يزعجها وهي نائمة ليجدها تختبئ بين ذراعيه ليسألها بخفوت : انتي صاحية
 همست بخوف : مش عارفة أنا صاحية ولا نايمة أنا خايفة اوي يا جاسر خايفة اوي الدنيا ضلمة أوي أنا مش متوعدة علي الضلمة دي 
شدد علي احتضانها يهمس بحنو : ومش هتتعودي كلها كام يوم وهترجعي زي ما كنتي 
بس انتي قولي يا رب
همست بارتجاف : ياااارب
يتبع….
لقراءة الفصل الثامن عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية بريئة حطمت غروره للكاتبة ميرا أبو الخير

اترك رد