Uncategorized

رواية خاطفي الفصل الخمسون 50 بقلم شهد حسوب

    رواية خاطفي الفصل الخمسون 50 بقلم شهد حسوب

رواية خاطفي الفصل الخمسون 50 بقلم شهد حسوب

 رواية خاطفي الفصل الخمسون 50 بقلم شهد حسوب

“لازلت صغيرة علي المواجهه”
أغلق الخط ومازالت ملامحه متهجمة ، أردفت أروي بقلق 
– خير يا ياسين في اي ! 
نظر إليها ياسين بجمود هاتفاً 
– ماما جاية وعايزة تتكلم معاكي شوية قبل الفرح ! 
بان الخوف والقلق علي ملامحها هاتفة 
– هو انتا قولت لمامتك حاجة ؟
رد عليها ببرود دون أن ينظر إليها 
– لا 
– طب هي شاكة في حاجة !
فرد عليها بنفس بروده
– اة 
ابتلعت غصة مريرة قبل أن تهتف بصوت متحشرج 
– ياسين انتا عارف اني مظلومة صح ! 
فرد عليها ياسين بهدوء دون أن ينظر إليها 
– عارف 
التمعت عينيها بالدموع وهي تتحدث بصوت خافت 
– مش هتسيبني صح !
امسك ياسين يدها المرتعشة مقبلاً إياها بهدوء تحت تساقط دموعها بألم وخوف مما هو قادم 
– مش هسيبك أن شاء الله 
سحبت أروي يدها ببطئ هاتفة 
– ياسين هو ممكن اسألك سؤال ! 
– اكيد طبعا اتفضلي 
نظرت إليه بأعين دامعة مستنكرة 
– اي اللي خلاك توافق انك تتجوز واحدة زيي .. طلعت من بيتي بفضيحة ومامتي مختفية ويا عالم   راحت فين .. اي اللي خلاك وثقت فيا ووافقت عليا بالسهولة دي ؟
رد عليها ياسين ببرود وهو ينظر إلي الطريق أمامه 
– استخرت 
– وشفت اي ! 
– مطر 
اردفت أروي بعصبية وبكاء في الوقت ذاته 
– ياااااسين بكلمككككك ردددددد … وافقت عليا ازاي وأهل الحارة كلهم شهدوا قدامك وقدام محمد بيه أنه في رجاله خارجين من بيتنا في الفجر 
فصرخ بها ياسين دون أن يشعر بنفسه 
– الرجاله دي تبقي تبعي أنا و بالبشمهندس محمد هو اللي باعتهم 
صدمت ، تجمدت أطرافها ، جحظت عينيها ، تحجرت دموعها ، لم تقدر علي الحراك أو التفوه بأي كلمة ، لم يستمعوا سوا أنين تلك الصغيرة التي تكتم بكائها من الخلف ، استغفر ياسين ربه عسي أن يهدئ ، ثم تحدث وقد عاد إلي بروده مرة أخري 
– أروي .. ما تفهمينيش غلط .. في حاجات كتيرة انتي مش عارفاها 
هتفت أروي بصدمة وصوت خافت وقد بدأت دموعها في الهطول علي وجنتيها ببطئ 
– يعني اية ! 
ثم بدأت في بكاء عنيف وهي تتحدث بحرقة وتضربه علي كتفه بألم مما تحمله في صدرها من آلام 
– يعني ايييييييييه .. انا كنت لعبة في ايديكم .. لا وكمان بتمثلوا عليا كويس اوي .. وعاملين نفسكم أصحاب فضل عليا وأنا اللي مطاطية راسي … 
أخذت تضربه بعنف وهي تهتف بهستريا 
– يعني ايييييييه .. بتلعبوا في شرفي علي حسااااب اي  .. مين اللي ادالكم الحق لكداااااا …  هاااااا … ميييييييين 
كانت من فرط غضبها وهستريتها وضربها لياسين كاد أن يستضدم في حادث سير شنيع تفاداه بصعوبة بالغة لدرجة احتكاك إطار السيارة بقوة علي الاسفلت مما تسبب في صوت بواق حاد أرغب الجميع .
توقف ياسين علي جانب الطريق بعدما سيطر علي السيارة بصعوبة وبدأ في أخذ أنفاسه التي كادت أن تتوقف من فرط الخوف .
حل الصمت لبضع لحظات حتي قاطعته أروي ببكائها الهستيري الذي تحول إلي صراخ فجأة ، حاول ياسين من تهدئتها ولكنه فشل ، فأردف ياسين بغضب وعصبية فأعصابه لم تعد تتحمل أكثر من ذلك 
– اهدي بقاااااااا .. لو كان علي الحق اللي بتتكلم عليه … فأمك هي اللي ادتنا الحق دا 
صمتت الاخيرة بصدمة وقد جحظت عينيها هاتفة بقهر وعدم استعاب 
–  أمي ! 
فرد عليها ياسين بغضب 
– ايوا امك
– مستحيييييييييييييييل 
فصرخ بها ياسين بقوة 
– لا مش مستحيل .. امك دي قاتلة مأجورة وهي اللي قتلت أحمد باشا الكبير .. انا بعت الرجالة دي بإذن من محمد باشا عشان خاطر نضغط بيهم علي امك وتعترف هي عملت كدا لصالح مين 
صمتت .. صمتت لم تقوي علي الحديث ، نظرت أمامها في شرود ، صدمة ، ألم ، تعب ، قهر ، فكم تحملت من مأساها في الفترة الأخيرة ، وبسبب من ؟ 
تلك من تدعو والدتها ! 
هه والدتي .. اللعنة ، أصبحت قاتلة ، قاتلة مأجورة ! 
اللهم وقلبي لم يعد يتحمل ، صرخاته أصبحت مسموعة ، كاد أن يتوقف ، عقلي لم يقوي علي استعاب تلك الصدمات ، اتكشفت أنني أحيا وسط كذبة كبيرة صنعها ممثلون محترفون ، عيني لم تقوي علي النظر ، فقد حلت عليها غمامة سواء ، جسدي لم يعد يقاوم ، استسلم الأخير لتلك الغمامة ، أتمني أن تسيطر عليّ إلي الأبد ، فالعالم أصبح مخيف للغاية ، وأنا لازلت صغيرة لا أقوِي علي المواجهه .
______________★ “لا حول ولا قوة الا بالله”
بعدما أعطته رغدة وعدها بدأ الادهم في الحديث وهو يتذكر ذكريات الماضي التي كانت سبباً في تلك العداوة اللامباشرة بينه وبين شقيقه الأصغر 
– أسر اما كان في الثانوية كان بيحب بنت معاه في المدرسة .. وطبعا هي كانت عيلة صغيرة ما بتعرفش حاجة فضحك عليها وساقهم الشيطان وارتكبوا الفاحشة والعياذ بالله ..
هتفت رغدة بصدمة من حديثه 
– يالهوي يا أدهم .. استغفر الله 
فأكمل الأهم استرساله 
– بعدها بشهر البنت تعبت جامد وهي طبعا ما بتعرفش حاجة فقالت لأمها وأبوها أنها تعبانة وكدا عشان تكسب اهتمامهم بما انها وحيدتهم يعني .. وياخدوها علي المستشفي ويهتموا بيها وبعلاجها وكدا 
فردت رغدة بصدمة 
– كماااان ؟
اكمل أدهم استرساله في الحديث 
– أخدوها علي المشفي وهناك بقي عرفوا أنه البنت حامل !
– يالهوي .. اكيد موتوها من الضرب 
– بالضبط حد اما اعترفت علي أسر واللي حصل ما بينهم 
– وبعدين عمل اي ! 
– ابوها راجل غلبان ومش عاوز فضيحة جيه وكلم بابا وطلب منه أنه يخلي أسر يكتب عليها ويلم الليلة 
– باباك اكيد اتصدم وقتها .. بس أسر عمل اي وواجهه ازاي .. اكيد أنكر صح ! 
– بالعكس بابا شايف أنه أسر كبر وبقي راجل والكل بيغلط عادي .. اما البنت هي السبب أنها سابت نفسها ليه
فردت رغدة بتشفي 
– مجتمع ذكوري حقير .. الاتنين يستاهلوا الرجم 
– دا المفروض .. وقتها بابا عشان يداري فضيحة ابنه .. طرد الراجل من البيت وهدده أنه يفضح بنته لو جاله تاني .. واتخانق مع أسر وشد معاه جامد 
– وبعدين !
– الراجل كان مقهور اوي .. قعد يضرب في بنته جامد حد اما سقطت الجنين 
هتفت رغدة بحزن 
– حراااااام 
– الراجل خاف من الفضيحة اكتر .. وقتها جالي انا علي الشركة .. كانت دي اول سنه ليا اتدرب فيها في الشركة بعد اما خلصت جامعة عشان اشيلها من بعد بابا زي ما كان بيقولي ! 
اردفت رغدة بحزن بان في صوتها 
– اوعي تكون رديته يا أدهم .. المجتمع مش بيرحم 
– سمعت منه واتصدمت .. لانه أسر وبابا كانوا مخبيين عني الموضوع دا .. أو بالأصح كانوا خايفين مني 
– طب انتا عملت اي ! 
– طلبت من الراجل يجيب بنته علي الفيلا .. وخلصت الشغل اللي كان في أيدي بسرعة واتصلت بالمأذون وروحت .. وقتها أسر كان نايم .. وانا كان الغضب عاميني اتخانقت معاه وضربته واجبرته أنه يتجوزها علي ورق 
– وبعدين 
– تاني يوم بالضبط طلقها .. وامها وأبوها اخدوها ومشيوا من البلد بعد ما اخدوا ورقة طلاقها .. و من وقتها ما سمعتش عنهم حاجة 
– طب وأسر !
ابتسم الادهم بحزن غاضب ، مؤلم ، مشاعر مخبطة بعضها ببعض 
– من وقتها بقي يا ستي وأسر شايل مني .. وشايل اوي كمان .. خصيصاً لما شاف بابا واقف ساكت وما اتكلمش .. وقعدنا سنتين بالضبط متخاصمين احنا الاتنين 
– سنتين يا أدهم ! 
– اة 
– طب باباك ما حاولش يصالح بينكم ؟ 
ضحك الادهم بسخرية 
– بابا ربنا يسهلنا ويسهله الحال .. كان بيوقع ما بينا اكتر من غير ما ياخد باله 
فردت عليه رغدة بحزن 
– ازاي !
– بعد الموقف دا ومواقف كتييييير طبعاً بابا عرف أنه أسر مش بتاع مسؤلية .. لا وكمان عايش دور المظلوم .. فبابا قرر أنه يمسكني انا إدارة الشركة كلها 
– طب وأسر عمل اي !
– جيه الشركة واتخانق معايا وشدينا جامد .. وقالي كلام كتير اوي بيدل قد اي هو بيكرهني وعمره ما هيصفالي ولا بيصفي اتجاهي 
– قالك اي ! 
تنهد الادهم بحزن واخفض رأسه 
– مش حابب افتكر 
– طب وبعدين راضيتوه ازاي ؟
– كبرت الشركة ومن خبرتي عملت التانية .. بس التانية تعبت فيها وكبرتها بنفسي وبدأت فيها من الصفر .. كنت حاسس بالذنب اتجاهه وهو شايف أنه اخوه الكبير واخد كل حاجة وهو الأمر الناهي 
– عملتله اي ! 
– اجتمعت مع بابا وقولتله أنه الشركة بتاعتي محتاجة مني اهتمام اكتر من كدا لأنها كانت لسا صغيرة وبتكبر وكنت عاملها بمالي الخاص بعيد تماماً عن مال والدي 
ابتسمت رغدة بفخر بينما هو أكمل حديثه 
– وقتها اتنازلت عن للإدارة لأسر بحكم أنه خلاص كبر والمفروض بقي حمل مسؤلية 
فرح ووافق بس بابا كان زعلان .. سبت الشركة بتاعت بابا لبابا وأسر وبدأت أهتم بشركتي واكبرها وماازلت بكبر فيها حتي الآن .. من بعد الخطوة دي و حسيت براحة نفسية رهيبة 
نظرت إليه رغدة بفخر هاتفة 
– يعني الشركة اللي انتا بتشتغل فيها ناو بتاعتك انتا ملكك 
ابتسم الاخير بحنان هو يداعب ارنبة أنفها 
– ايوا ..
– أنا فخورة بيك اوي يا ادهم 
– انا اللي فخور انك مراتي ..
ثم نظر أمامه بحزن مكملاً حديثه
– بعد ما سبت الشركة بسنة بدأت تقع 
تبدلت ملامحها بحزن هاتفة
– ليه كدا بس 
– وقتها انا اتفرغت تماماً للشركة بتاعتي .. وبابا فكر أنه أسر خلاص كبر وعِقل وبقي حمل مسؤلية .. فساب ليه الادارة كاملة .. لكن للاسف كانت خطيئة مننا ثقتنا فيه 
– طب هو عمل اي بالضبط ؟
– اهمل فيها جامد .. طرد موظفين كويسين .. ووثق في محتالين نصبوا عليه .. الشركة بدأت تتحرك من المكانة اللي كانت مكتسحاها في السوق .. حد اما ظهر رجل أعمال جديد في السوق أخد مكانا 
هتفت رغدة بتساؤل 
– مين دا ؟ 
نظر الادهم إلي عينيها مباشرةً مترقباً ردة فعلها 
– أحمد الطوخي
شهقت رغدة بصدمة وقد أدمعت عينيها 
– بابا !
نظر الادهم أمامه بهدوء مكملاً استرسال حديثه 
– أحمد الطوخي نزل السوق مرة واحدة واكتسح المجال .. اللي حرق أسر وثار غضبة أنه الطوخي كان موظف عندنا في الشركة .. و حصلت اكتر من خناقة بينه وبين أسر فطرده 
قطبت ما بين حاجبيها بحزن تكتم بدموعها بألم ، هاتفة بتساؤل 
– طب اي سبب خناقاتهم يا أدهم ؟
تنهد الادهم مكملاً حديثه
– الطوخي متمكن من المهنة وعارف السوق كويس بحكم أنه بيشتغل معانا في الشركة بقاله عشر سنين 
شهقت رغدة بصدمة 
– يااااااه .. عشر سنين 
– اة .. لما أسر مسك الادارة احمد الطوخي طلب أنه يقعد معايا ويكلمني .. وحذرني وقتها جامد .. وقالي أسر ما ينفعش يمسك مكانك .. الشركة هتضيع 
أردفت رغدة بحزن وقد سقطت دمعة اشتياق ، حب ،  فخر من عينيها  
– حبيبي يا بابا .. طول عمرك بتحب الخير للناس ..
تنهد الادهم بحزن 
– عندك حق 
نظرت إليه رغدة بألم وتشفي 
– طالما انتا شايف كل حاجة وعارف الصح من الغلط والكويس من الوحش عملت معانا كدا لييييييه 
نظر إليها الادهم نظرة غامضة لم تستطع تفسيرها 
– عملت اي ! 
تلقي الادهم ضربة مؤلمة من رغدة علي موضع قلبه هاتفة بألم ودموعها تتساقط 
– كل دااااا وعملت ايييييه .. 
فنظر إليها بغضب جامح صارخاً بها بقوة فهو مثلها أو أكثر يحمل من الألم ما يملأ قلبه و يفيض 
– ايوا عملت اي .. دي جزائي اني اتدخلت في الموضوع عشان ابقي عارف كل حاجة ماشية ازاي وبيخططوا لاي ..
جزائي اني كنت بنقذ ابوكي من ثغرات كتيرة اوي كان هيوقعه فيها أسر من غير ما ياخد باله .. 
ثم صرخ فيها بقوة أكثر من كثرة ما يكبته بداخل صدره 
– جزائي اني اضطريت اوقع أسر في مشكلة تلهيه شهر كامل عن ابوكي حد اما هرب اخوكي برا مصر .. من دون ما يحس بمساعدتي ليه ..
جزائي اني لما لقيتهم مايأسوش برضو و حطوكي انتي في دماغهم وكانوا ناويليك علي جحيييييييييم .. جحيييييييييم يخليكي ماتشوفيش النور تاني .. انقذتك منهم بجوازي منك .. 
كل دا و عملت اي .. ايوا فعلا انا عملت اي .. ما هو الناس كدا .. مابتعرفش الخير غير لما صاحبة يلفت الكل ليه وللعمله .. وفي الاخر بيبان أنه بيمن عليهم بيه 
نهض من علي المقعد بغضب وتقدم بخطوتين بعيداً عنها ، مولياً لها ظهره ، واضعاً يديه في جيب بنطالة ، يأخذ أنفاسه بسرعة وغضب .
بينما رغدة جحظت عينيها من تلك الصدمة والحقيقة ، نعم حتي وإن كانت لا تثق به فجميع ما حدث يدل علي صدق حديثه ، تتذكر حينما كان آباها يحمد ربه علي انشغال الأعداء عنه وقدرته علي تهريب ابنه رغم الاعاقات والصعوبات ،
تتذكر حينما كانت تسمع والدها يناقش والدتها في أمور عمله وكيف ربه أنقذه من فخ كاد أن يمحي اسمه من الساحة دون رجعه ، 
تذكرت حينما عارض الادهم أبيه أمامها في ذلك المخزن المشؤوم ونظرات ، كلمات أخيه ووالده له التي تحمل كم كبير من الغضب منه ومن قراراته وطلبهم منه بأن يصعدوا إلي المكتب للحديث ،
تذكرت غضبهم ورفضهم لفكرة زواجه منها ،
تذكرت حينما انقذ والدها وأرسله إلي بيته بسلام دون أن يستغل ضعفهم وكونهم بداخل منزله ، وقبضته أيضاً .
صمتت ، نظرت أمامها في شرود وألم ، تتذكر جميع لحظة مرت بها مع ترابط الأحداث ، وضعت يدها علي فهمها تكتم شهقاتها بألم ، شهقات حارقة ، دموع غارقة ، ألم في صدرها تشعر كأنه يضيق علي قلبها يكاد أن يعتصره بين اضلعه ، أخذت شهقاتها تعلو وتعلو لتتحول إلي صراخ حاد مؤلم خارج من قلب مجروح متألم ، صرخت بصوت عالي شريخ متألم 
– الرحمة يااااااااااارب .. يا باباااااااااااااااااا
نظر إليها الادهم من بين غضبه فاشفق عليها ، ما تحمله في جوفها ليس بهين ، كما أن فقدان الأب ليس بهين أيضاً ، أقترب منها بحزن عليها وضمها إلي صدره بحنان ، فأجهجت في البكاء أكثر متحدثة بألم ظهر في كلماتها المتقطعة 
– أنا تعبانة اوي يا أدهم .. كل اما بفتكر بابا بتقهررررر اووووي 
فضمها الادهم إليه أكثر متحدثاً بصوت هادئ مواسياً لها 
– انا اسف .. انا اسف علي اي مرة اذيتك فيها بلا مبرر .. حقيقي اسف علي اي مرة اذيتك فيها عشان أفرغ من ضغوطي النفسية والألم اللي أنا عايش فيه 
لم ترد عليه بل كانت تبكي أكثر مع كل كلمة تذكرها بما مضي ، تغرس وجهها في صدره أكثر وكأنها تود الهروب من ذلك الواقع المرير ، واقع يحمل الكثير من الآلام .
تركها تبكي ، وتبكي ، كان فقط يواسيها ببعض الكلمات لعلها تهدأ قليلاً ، لكنها لم تهدأ ، فبدأ في تلاوة بعض آيات القرآن الخاشعة بصوته الدافئ المستكين مما جعلها تهدأ علي سماعها 
– ( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) ) 
                                      “التوبة(40)”
هدأت ، استكانت بين ذراعية تستمع إلي تلاوته التي لامست قلبها من الداخل فأثلجته ، هدأت من روعه ، توقفت دموعها ، استكانت نبضات قلبها حتي أصبحت طبيعية ، أنفاسها صارت منتظمة ، حينما توقف هتفت بصوت خافت حزين بعض الشئ 
– كررها تاني يا أدهم 
تبسم الادهم علي استجابتها له ، فعاود تلاوة الآيات علي مسامعها مرة أخري ، كان يتوقف علي (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ ) ثم يعيدها مرة أخري ، كانت تغمض عينيها بسكينة تخشع علي تلك التلاوة الجميلة ، حتي انتهي مرة أخري ، ثم قبل رأسها بحنان هاتفاً بصوت خافت 
– اسف .. اتمني لو انك تسامحني علي اي غلطة غلطتها في حقك  
أسبلت رغدة جفنيها بحزن دون التفوه بأي كلمة ، فرفع ذقنها بسبابته والوسطي مقبلاً إياها علي كلتا جفنيها هاتفاً بحنان وتفهم 
– انا عارف أنه مش من السهل انك تسامحيني ولكن اتمني أنه قلبك يقدر 
أردفت رغدة بخفوت حزين 
– اوعدك اني لما اقدر هسامحك علي طول
– هنتظرك .. هنتظرك لاني بحبك بجد يا رغدة 
صمتت وصمت الاخير ، مر القليل من الوقت علي صمتهم هذا حتي نظر الادهم إلي ساعة يده هاتفاً 
– هروح الشركة اخلص كام حاجة وارجع بسرعة
– مش هتفطر + انك ما نمتش 
ابتسم الاخير بحزن 
– مين اللي ليه نفس للنوم ولا الاكل يا رغدة 
حزنت رغدة عليه كثيراً فهتفت مواسية له 
– ما ضاقت إلا وفرجت يا أدهم .. ثق في الله 
قبلها الادهم علي جبينها بحنان هاتفاً 
– خلي بالك من ابني 
وضعت رغدة يدها عليه بابتسامة صغيرة  
– انا هاكل الاكل اللي في البيت كله حد اما اتيجي 
قهقه عليها الادهم هاتفاً بمرح 
– لا اهدي يا وحش .. انا بقولك خلي بالك من ابني مش تفترسي البيت باللي فيه 
ضحكت عليه رغدة هاتفة بحزن مصتنع 
– حقيقي انا جعانه اوي يا أدهم .. حاسة نفسي اكل ديك رومي كبييييييييييير 
وهي تفتح ذراعيها بمرح ، فرد عليها الادهم بضحكة جميلة 
– واحلي ديك رومي لاحلي رغدة ويزن هيكون علي الغدا النهاردة 
احتضنته رغدة بفرحة فقبل الادهم رأسها بحنان ثم ودعها وذهب .
______★ “لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم”
دلفت رغدة إلي الداخل فصادفها خروج ريهام إلي جامعتها وهي تبتسم مع نفسها كالبهلاء ، أردفت رغدة باستنكار من وضعها
– اي يا ست الهبلة .. بتضحكي لوحدك علي الصبح كدا ليه .. دا احنا حتي لسا طالعين من مصيبة 
ارتبكت ريهام قليلاً فهتفت مبررة الموضوع 
– هاه .. لا مافيش .. بس صحبتي كانت منزله حالة واتس مضحكة كل اما بفتكرها بضحك 
– اها .. رايحة فين .. واوعي تقوليلي الجامعة .. انا ماعرفش ازاي انتي واخوكي كدا عندكم طاقة وانتوا مطبقين 
قهقهت عليها ريهام هاتفة 
– اصلي احنا عيلة بتحب النشاط جداااا 
ثم قلبتها من وجنتها بمرح وفرت سريعاً إلي الخارج ، ضربت رغدة كف بكف وهي تبتسم من حالها ثم دلف إلي الداخل .
_____★ “الا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم”
عبرت ريهام بوابة الفيلا فرأت سيارة محمد تنتظرها علي بعد مسافة قليلة من البوابة 
أسرعت إليه ريهام بقلق موبخة له 
– يخرب بيتك .. الادهم لسا طااالع 
فرد عليها الاخير ببرود 
– واي يعني .. شفته علي فكرة 
لطمت ريهام علي وجنتيها بذعر 
– يالهوي .. يالهوي .. يالهوي .. اوعي يكون شافك
قهقه عليها الاخير هاتفاً
– لا ماتخافيش .. دا سلم عليا واخدني بالحضن 
جحظت عينيها هاتفة بصدمة 
– انتا بتتكلم جددددد؟
ضحك الاخير بسخرية 
– اركبي يا ريهام بلاش هطل علي الصبح 
قطبت ريهام بين حاجبيها بغضب هاتفة
– بقي انا هطلة ؟ 
ابتسم الاخير بساذاجة هاتفاً
– لا انتي بطلة 
أحمر وجهها بغضب ممذوج بالخجل 
– انتا حيوان وقليل الادب 
ثم تركته وتحركت سريعاً عازمة علي السير في طريقها ، تقدم منها محمد بالسيارة متحدثاً ببرود 
– اركبي يا ريهام وبلاش جنان علي الصبح 
أردفت ريهام بعند وهي تكمل سيرها 
– لا ولو سمحت امشي وسيبني في حالي 
– اركبي يا ريهام وبطلي عبط 
نظرت إليه بغضب صارخة 
– عبطططططط .. ااااااااة .. صبرني يا رب  
ترجل محمد من السيارة ثم وقف أمامها هاتفاً بتحدي وعينين تملأها الثقة 
– هعد خمسة علي صوابعي لو ما ركبتيش العربية هشيلك غصب عنك واركبك 
نظرت إليه بصدمة فبدأ محمد العد وعلي ثغره ابتسامة ثقة 
– واحد…
لم يكمل الثاني ووجدها تضرب الأرض بقدميها وهي تسير اتجاه السيارة وتصعد إليها ، ابتسم الاخير بثقة ثم ركب السيارة وانطلق بها حيث الجهة المقصودة .
يتبع…..
لقراءة الفصل الحادي والخمسون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية صغيرتي أنا للكاتبة سهيلة السيد

تعليق واحد

اترك رد

error: Content is protected !!