Uncategorized

رواية عشق بين نيران الزهار الفصل الأول 1 بقلم سعاد محمد سلامة

 رواية عشق بين نيران الزهار الفصل الأول 1 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية عشق بين نيران الزهار الفصل الأول 1 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية عشق بين نيران الزهار الفصل الأول 1 بقلم سعاد محمد سلامة

الشُعله الأولى ????”،خطوه أولى نحو القدر “
ـــــــــــــــــ
بالقاهره،بشقه بمنطقه شبه راقيه.
كانت زينب تجلس برفقة أخيها، أرضاً 
يلعبان أحد الالعاب الأليكترونيه على شاشه أمامهم،
تذمر أخيها وترك ذراع التحكم باللعبه قائلاً:إنتى بتغشى يا زوزى،مش لاعب معاكى.
ضحكت زينب قائله: مجد، قولتلك بطل زوزى اللى بتقولها لى دى،وبغشك أيه يا فاشل،هو إنت كده لما تلاقى نفسك هتخسر تعملى الغاغه دى،طلع الفلوس يا ناصح أنا خلاص كسبت الجيم.
رد مجد:فلوس أيه يا حلوه إحنا بنلعب تسالى،مش بنلعب على فلوس كده يبقى قُمار والقُمار حرام،رجسُ من عمل الشيطان.
نظرت له قائله:رجسُ من عمل أيه؟ بقولك هات فلوس أحسنلك،يا فاشل،إنت اللى قولت من الاول الجيم بخمسه وعشرين جنيه وأهو ده رابع جيم أكسبك فيه هات الميت جنيه أحسنلك،بدل ما أشيرلك فيديو عالفيس والانستجرام،وأنت بتشتم رؤسائك فى شركة البترول وأتسبب فى فصلك من الشركه اللى بتقبضك بالدولار،
وخلتك إتنفخت عليا  أنا اختك الكبيره والغلبانه.
نظر لها قائلاً:فيديو أيه ده،وصورتيه إمتى مش فاكر مره إن شتمت حد من رؤسائى قبل كده قدامك.
ردت زينب:ما أنت صحيح مشتمتهمش،بس انا جمعت ڤيديو،فوتو مونتاج،وبصوتك،يا بشمهندز.
تعجب قائلاً:يرضيكى تشهرى بأخوكى وتتسببى فى فصله من الشركه علشان ميت جنيه.
ردت قائله:يرضينى جداً كمان،طالما هو بيبخل عليا،وبعدين انا مالى إنت اللى خسرت،يا حمار.
رد مجد:خسرت أيه والله إنتى بتغشى فى اللعب.
مسكت زينب مقدمة ملابس أخيها وجذبته منها بقوه قائله:ولاا بقولك أيه خلص هات الميت جنيه وكمان خمسه وعشرين جنيه فوقهم.
تبسم قائلاً:والخمسه وعشرين جنيه دول كمان بتوع أيه ولا هو نظام تقليب والسلام.
ردت زينب:هو كده أنا عاوزه ميه خمسه وعشرين جنيه تمن تذكرة القطر من القاهره للشرقيه.
نظر لها مبتسماً يقول:وهو قيمة تذكرة القطر من القاهره الشرقيه ميه خمسه وعشرين جنيه ليه؟
ردت عليه:مش هركب درجه مُكيفه يا حيوان عاوزنى أنا الدكتوره زينب السمراوى،أركب فى القشاش.
تبسم بسخريه قائلاً:يرضينى جداً،وأنا مالى هو أنا اللى كنت نقلتك،ما هى طولة لسانك هى السبب،من يوم ما إتخرجتى من كلية الطب مقضياها عقوبات،من مستشفيات الصعيد للقاهره ويوم ما ربنا كرمك وجيتى لهنا فى القاهرة وقولنا خلاص ربنا هيرضى عنك طولتى لسانك على إبن أخوا وزير الصحه،وأحمدى،ربنا إنها جت على قد نقل للشرقيه،يا ريته كان فصلك أو نقلك لحلايب وشلاتين.   
،خدى الفلوس أهى،يارب القطر يولع.
تبسمت قائله:لأ قُطرات الصعيد بس هى اللى بتولع إنما الشرقيه لأ.
أخرج أخيها بعض النقود وبدأ يعد فيها،
تركت زينب مقدمة ملابسه وخطفت منه المال قائله:بلاش تعد لا تقل بركته،يلا هقوم أنا أنام بقى علشان هصحى بدرى.
قال مجد بذهول:بت هاتى الفلوس بتاعتى،معييش غيرها هصرف منين،بقية الشهر.
نهضت زينب قائله:روح أسحب غيرهم من أى مكنة سحب فلوس،هتغلب يعنى،إعتبرهم صدقه عن أموالك.
تبسم ساخراً:صدقة أموالى،يا عانس  هتفضلى عانس طول ما انتى بتستقوى عليا وتلهفى فلوسى،يا عانس آل السمراوى.
تبسمت له قائله:آل السمراوى مين دول،دول مفيهمش راجل غير،بابا وبالباقى… ولا بلاش علشان خاطر،بابا.
تبسم والداها الذى دخل:كتر خيرك يا بنتى ربنا يسترك.
قبلت وجنة والداها قائله:تصبح على خير يا بابا،ماما فين.
رد صفوت:ماما نامت بعد العشا،حتى أنا اللى شطبت المواعين.
تبسمت زينب قائله:قولتلك قدامك حلين لغسيل المواعين،يا تشترى غسالة أطباق،يا تطلق ماما أو تتجوز عليها واحده وهى تغسل بدالك المواعين،بس المره دى إتجوز واحده بتشتغل فى بنك إستثمارى،مش شركة تأمينات،وخليها تشوفلى أخوها،إنشاله باباها أتجوزه،علشان مبقاش عانس آل السمراوى.
ضحك أخيها كذالك والداها قائلاً:مين اللى عانس آل السمراوى،دى زوزا أجمل بنت فى العيله كلها.
قبلت زينب رأس والداها قائله:تسلمليلى ويطولى بعمرك أنت الوحيد اللى رافع معنوياتى فى البيت ده.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالشرقيه،قريه الزهار
بمنزل صغير مكون من دور واحد،بسيط الأثاث.
نادت تلك الأم(فاديه) على بناتها،كى يأتين لها.
بالفعل لبوا ندائها ودخلن خلف بعضهن
تبسمت لهن بحنان قائله:يلا يا بنات أنا حطيت العشا خلونا نتعشى مع بعض.
ردت أصغر البنات(هبه) قائله:مش هنستنى بابا لما يرجع،لو جه بعد ما أكلنا من غيره هيعمل مشكله زى عادته.
تلبكت فاديه قائله:العشاء آذنت من وقت وصلوها فى الجامع كمان وطلعوا،وهو مرجعش،وإنتى وراكى الصبح مدرسه وأختك جامعتها وأختك الكبيره عندها شغل فى المدرسه،يعنى لازم تناموا بدرى،علشان تصحوا فايقين.
جلست الابنه الوسطى(ليلى) أرضاً وأمامها طاولة الطعام قائله:أنا عندى محاضره بكره الصبح الساعه تمانيه،هقعد أكل كده كده،بابا هيجى يزعق  بسبب وبدون سبب،فا مش هتفرق معايا.
تبسمن لها أختيها وجلسن هن كمان،كانت آخر من جلست هى أمُهن،
جلسن يتناولون طعام بسيط لكن بالنسبه لهن هى نِعمه
تبسمت لهن فاديه وهى تجلس  جوارهن ،تتناول معهن الطعام،وهن يتسايرن معاً يمزحون ويمدحون،بطعام والداتهن،
لكن إنقلب هذا حين دخل عليهن 
صفوان قائلاً:
قاعدين تاكلوا وتتسمموا،وتضحكوا مع بعض،ولا على دماغكم راجل البيت الشقيان،طول اليوم تحت رجلين الخيل علشان فى الآخر يجى،حتى اللقمه ميلقيهاش،أنا لو كنت خلفت ولد كان زمانه شال الحِمل عنى،لكن هقول أيه،ربنا إبتلانى،بتلات بلوات.
صمتن جميعاً عدا،ليلى التى قالت:
مين اللى قال علينا بلوات،إحنا أحسن من الرجاله،عندك بنت مُدرسه،والتانيه هتبقى دكتوره بيطريه،والتالته،فى آخر سنه فى الثانويه العامه،وناويه تبقى مهندسه،لو كنا تلات صبيان زى ما كنت حضرتك عاوز،يمكن كان زمانا صيع،وجايبين لك مشاكل مع اللى يسوى واللى ميسواش،ده غير تقريباً مش حضرتك اللى بتصرف علينا،اللى بتصرف علينا هى ماما،بتربى طيور تكبرها وتبيعها غير إننا كمان بناكل منها،أنا مش عارفه المرتب اللى بتقبضه كل شهر من شغلك فى مزرعة الخيل بتاع ولاد الزهار بيروح فين،طبعاً بيروح على شلة السو اللى بتسهر معاهم،وتعمل نفسك كريم قدامهم،يا ترى يا بابا لو فى يوم إحتاجت وطلبت منهم هيعطوك،هقولك،لأ لأنهم مش من دمك،ومش هيطمر فيهم.
تعصب صفوان قائلاً:
هقول أيه تربية مره أنا معرفتش اربيك واقطع لسانك ده.
قال صفوان هذا وجذب ليلى من شعرها،لتقف أمامهُ،كاد أن يصفعها،لولا أن وقفت مروه أمام يدهُ،لتأخذ هى الصفعه بدل عن ليلى.
وضعت مروه يدها على وجهها قائله بدموع:
كلام ليلى صحيح يا بابا،حضرتك عمرك ما صرفت علينا،غير الطفيف،كل فلوسك مضيعها،حتى قليل لما بقيت بتشتغل،وده كان سبب طرد هاشم الزهار لك من مزرعته،لأنك شخص متواكل مش بيحب يشتغل،وإنت عارف كويس ليه ولاد الزهار مستحملينك،بس هقولك يا بابا مستحيل أتجوز من إبن الزهار المشوه.
نظر صفوان لها بغيظ قائلاً:إبن الزهار المشوه اللى بتقولى عليه ده،لو عاوز أحلى منك هيترموا تحت رجليه،بس إنتى فقريه غاويه فقر زى أمك،اللى مطوعاكى على كده.
قال صفوان هذا وترك المكان بغضب ساحق،بينما 
وقفت فاديه،وهبه وكذالك ليلى،وأقتربن من مروه التى ضمتها فاديه بحنان قائله:حقك عليا يا بنتى،معليشى.
ردت هبه الصغيره قائله:يارب ما يرجع تانى إحنا من غيرهُ مرتاحين.
تحدثت فاديه بعتب قائله:عيب كده يا هبه،ده باباكى،ومهما عمل إدعى له بالهدايه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل ضخم وفاره
منزل هاشم الزهار
بغرفة السفره.
تجلس تلك التى إسم على مُسمى 
مُهره،وهى مُهره حقاً
تجلس برفقة إبن أختها الراحله 
(وسيم الشامى)
وضعت الخادمه الطعام وإنصرفت من الغرفه.
تبسمت مُهره قائله:من زمان مكنتش بتعشى،بس طالما،رجعت خلاص نهائى من البعثه،بعد ست سنين،قليل لما كنت بتنزل،أنا اللى كنت بجيلك لندن، خلاص بعد كده،هنفطر ونتغدى ونتعشى سوا.
تبسم وسيم قائلاً: ليه فين خالى هاشم صحيح،حتى الغدا،برضوا أنا وانتى إتغدينا لوحدنا،وطول اليوم مشوفتوش.
ردت مُهره بغصه:أبداً مشغول،طول الوقت،كل شغل مزرعة الخيل عليه لوحده.
تحدث وسيم:لأ خلاص أنا رجعت،ومتخافيش،هساعده فى إدارة المزرعه واخليه يفضى،للمُهره  الصبيه الجميله،اللى قدامى.
تبسمت مُهره قائله:خلاص الصبا والجمال،راح وقتهم.
نظر لها وسيم قائلاً بتعجب:مين اللى قال كده،ليه مش بتصى فى المرايا،إنتى مُهره هانم الزهار جميلة الجميلات،اللى وقع فى عشقها الفرسان،بس كان نصيبها،مع…..؟
ردت مُهره:كل شئ نصيب.
رد وسيم:فعلاً نصيب على رأى ماما الله يرحمها،ساعة القدر،يعمى البصر،بابا اللى كان من أقوى مروضى الخيول،يموت بعد ما وقع من على الفرسه،يوقع على دماغه،ويموت،كمان ماما بعدهُ بكم شهر ماتت بسكته قلبيه مفاجأه بدون أى مقدمات،وده كله وأنا كنت طفل مكملتش إتناشر سنه،بس ربنا كان بيحبنى،والمُهره الجميله هى اللى كملت تربيتى،وحافظت عليا،والله لو قولت مَعزتك فى قلبى،زى ماما وأكتر أبقى مش بكدب.
تبسمت مهره قائله:إنت أبنى،ياض،أتولدت على أيدى،أنا اللى إستلقيتك أول ما نزلت من بطن أمك،أنا اللى ولدتها،بصراحه لما شوفتك حسيت إن انا اللى ولدتك من احشائى،حتى كنت هنسى أقطع الحبل السرى،وقتها،أمك كانت طول عمرها مستعجله،زى ما تكون كانت حاسه إن عمرها قصير،كانت دايماً،تقولى وسيم إبنك،يا مُهره،أنا صحيح اللى حملت فيه ببطنى،بس من يوم ما أتولد بقيتى أنتى مامته،يلا ربنا يرحمها،ويعوضنى فيك.
قبل وسيم يدها قائلاً:ربنا يخليكى ليا،يارب،وتفتخرى بيا.
تبسمت مُهره قائله:أنا بفتخر،بأبنى 
الدكتور وسيم الشامى،اللى أخد الدكتوراه من جامعة كمبريدج فى الطب البيطرى،وراجع تدرس فى كليه الطب البيطرى،ربنا يوفقك،خايفه عليك من البنات فى الجامعه،لما يشوفوك،هينسوا بتدرس لهم أيه،إنت إسم على مُسمى،يا وسيم.
ضحك وسيم 
لكن قبل أن يتحدث دخل عليهم هاشم قائلاً:
بتضحكوا على أيه ضحكونى معاكم.
نظرت له مُهره بسخط قائله:عادى كنا بنتكلم،بس غريبه من زمان مكنتش بترجع للبيت بدرى كده.
رد هاشم:مش غريبه ولا حاجه،ناسيه إن وسيم،يبقى إبن بنت عمى المرحومه،وكمان أبوه كان من أمهر الخيالين اللى إشتغلوا عندنا فى مزرعتنا،وقدر يوصل إنه يتجوز واحده من بنات الزهار،وكان معروف بنات الزهار مش بيتجوزا،غير أصحاب المقام العالى.
رد وسيم:وبابا كان من اصحاب المقام العالى،يا خالى.
قال وسيم هذا ونهض من على طاولة السفره قائلاً:شبعت وكمان لازم بكره أروح الجامعه،من بدرى فى أوراق لازم أخلصها،علشان أستلم مهامى كدكتور،بالجامعه،تصبحوا على خير.
غادر وسيم الغرفه،نظرت مهره،لهاشم بضيق قائله:معناه أيه كلامك ده،انا عارفه من زمان إنت مش بتحب وسيم،بس متنساش انه إبن أختى وبنت عمك،وله نصيب أمه فى المزرعه،وباباه مكنش سايس،باباه كان خيال.
تبسم نصف بسمه وقال بسخريه:كان خيال،ومات بعد ما وقع من على فرسه كان بيحاول يروضها.
نهضت مهره قائله:الخيل ملهاش كبير،يا هاشم،واللى يفكر نفسه بقى خيال مفيش خيل تقدر عليه يبقى غلطان،تصبح على خير،عندى صداع هطلع أنام.
نظر هاشم لخروجها هامساً بسخريه:صغرتى سنين بمجرد ما رجع لك إبن أختك،الواد ده،شكله كده وارث القوه عن أبوه المرحوم،بس على مين،يا إبن الشامى،مش على هاشم الزهار.
بعد دقائق،دخل هاشم الى غرفة النوم التى تجمعه مع مُهره،وجدها،تخرج من الحمام،ترتدى،إحدى منامتها الناعمه،لم تكن عاريه،لكن هو عاشق لتلك المُهره منذ الصغر،وظفر بعشقها،وإن كان لديها نقطة ضعف فهى عشقها له.
إقترب منها،وحضنها،وإشتم عطرها،هامساً،بنبره تستطيع إذابتها وإمتثالها له:عطرك يسحر،يا مهره.
لم ترد عليه،رفع رأسه ونظر لعيناه الخضراء الساحره كأوراق شجر الربيع
دون مقدمات إنقض على شفاها بقبولات قويه للغايه،حتى كادت شفتاه تُدمى،وإنقض على جسدها،ينهش فيه كالذئب الجائع،الى إن شعر بالنشوه،وهو ينظر الى تلك  الخربشات التى تركتها أضافرهُ حول عُنقها،وصدرها،ويديها.
بينما مهره رغم ألم جسدها،نظرت له بأشمئزار،وأدارت ظهرها،له،وحاولت النوم،لوقت،لكن جفاها النوم،فنهضت من جواره،وذهبت الى داخل الحمام،وأتت بحبة منوم،وتناولتها ثم إرتشفت قطرات الماء.
تحدث هاشم بسخريه قائلاً: برضوا هتاخدى منوم علشان تعرفى تنامى،واضح إنك أدمنتى النوم بمنوم.
نظرت له پأشمئزاز،دون رد.
سخر هاشم قائلاً:ليه مش بتردى عليا،ولا يمكن بتاخدى المنوم ده كمسكن،كبرتى خلاص ومبقتيش الشابه اللى كانت عفيه.
فهمت مهره معنى قوله وقالت:إنت اللى مش هتبطل المنشطات اللى بقيت بتتعطاها دى،وبتخليك زى التور،حاذر منها إن كانت بتحسسك بالقوه،فأضرارها على المدى البعيد قويه.
ضحك هاشم عاليا يقول:منشطات،منشطات أيه،أنا هاشم الزهار،ديب مش فرس ،هفضل بصحتى وقوتى،مش زى المهره لما تعجز.
نظرت له مهره،بسخريه،وشعرت ببداية مفعول المنوم،فتوجهت للفراش ونامت بصمت.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا فخمه ذات طابع عتيق،تتوسط مجموعه من الأفدنه الزراعيه المزروعه،ببعض أشجار الفواكه المختلفه،وأيضاً بعض أشجار الصفصاف على جوانبها مزروعه كمصدات هواء،ويوجد بالمزرعه إستطبل خيل كبير جداً،ومضمار كبير لترويض،وتريض تلك الخيول العربيه،بمختلف فصائلها.
بغرفه نوم وثيره.
كان نائماً يحلُم بذالك الحلم الملازم له منذ سنوات بعيده،دائما ما يتكرر،لكن فى الفتره الأخيره أختلف الحلم عن ما حدث بالواقع،أو بالأصح بنيران الماضى.
كان يحلم،بنيران تشتعل بالمكان،يرى هرجلة الخيول،وهى تحاول الفرار من بين النيران،
لكن النيران تحصُد كل ما يقف أمامها،تلتهمه،أنها نار بُعثت من جهنم،بيوم صيفى حار حارق،النيران تُخفى أثر كل شئ،،هو يقف أمام النيران يشاهدها كأنها عرضاً على شاشة تلفاز 
لكن فجأه من بين النيران،خرجت فتاه بيدها دلو،تقترب منه تكسر الحاجز،بينهُ وبين النار
الى أن أصبحت أمامه،وجهها كان مخفى الملامح بسبب دخان النيران الذى يمنع رؤيته تفاصيل وجهها،رأها تقترب منه،
فقال: إنتى مين
لم تجيب عليه وفجأه،رفعت يدها  قامت بألقاء محتوى الدلو الذى كان بيدها فى وجههُ.
أستيقظ فزعاً يتصبب عرقاً،كأنها بالفعل ألقت عليه محتوى الدلو،شعر بأشتعال غريب بقلبه،ليست نيران إنتقام،لا يفهم سبب لذالك الشعور الذى بقلبه،من تلگ الفتاه التى تخرج من النيران،لما تحمل معها دلوً،ما محتوى هذا الدلو،هل مياه،إم ماده تُزيد إشتعال النيران 
عقله يشت منه ،لما يُشعل عقله هذا الحلم،هو عايشه بالحقيقه منذ سنوات،رأى حريق ضخم ونيران تلتهم كل ما يقف أمامها،لكن الفتاه،هى الجديد ظهورها بهذا بحلم تحقق بالماضى،
نهض من على فراشه،وتوجه الى الحمام،وقف قليلاً أسفل المياه المُنهمره على جسده،كأنها ترطب جلدهُ،خرج بعد قليل،وإرتدى ملابسهُ وغادر الغرفه،وتوجه الى إستطبل الخيل.
بينما بأستطبل الخيل.
كان هناك شاب يافع فارع الجسد،
يقف خلف مضمار ترويض الخيول،يتابع جرى تلك الفرسه العنيده،بالمضمار،يفكر فى تلك الرقيقه،التى سَلبت قلبهِ منذ أن عاد مره أخرى الى القريه،يتمنى أن ينولها،لكن هى،كتلك الفرسه التى تجرى بالمضمار،آبيه،وعنيده،حاول معها لكن هى صدته،حتى أنه يتحمل من أجلها،والداها،عاله عليه ،ذالك السائس،الذى لا يعمل تقريباً،فمن أجل أن ينال عطر الزهره عليه أن يتحمل أشواكها،التى تُدمى قلبه،المسلوب،بحب الجميله.
عاد من سرحانه،بتلك الفرسه،حين شعر بيد أخيه على كتفه،لف له قائلاً:كنت عارف إنك مش هتقدر تنام يا رفعت،بسبب تفكيرك فى الصفقه اللى هتم النهارده.
تبسم رفعت يقول:وإنت أيه اللى مسهرك هنا يا رامى جنب إستطبل الخيل،وكمان واقف قدام المضمار،وسايب الفرسه مفكوكه،وبدون سرج.
تبسم رامى قائلاً:نفس اللى مقدرتش تنام بسببهُ بفكر فى الصفقه دى،لو قدرنا نبيع   الفرسه  دى، بالسعر  اللى يناسبها، يبقى ضمنا ربح كبير من  سلالة الخيل دى.
تبسم رفعت بثقه:واثق إن الفرسه دى هتجيب سعر  أغلى وأعلى من كل الفرسات اللى سبق وأتباعت قبلها.
تبسم رامى قائلاً: وانا كمان واثق،كان مين يصدق،رجوع ولاد رضوان الزهار مره تانيه لسوق الخيل،والسبب كان فرسه،هى اللى نجيت من الحريق.  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى اليوم التالى.
صباحاً
أمام كلية الطب البيطرى،بالشرقيه.
..
كانت تسير ليلى مع زميلاتها بالدفعه،غير منتبه للطريق،
حتى لم تشعر،بتلك السياره الأتيه المُسرعه،والتى كادت أن تدهسها،لولا أن جذبتها إحدى صديقاتها،
وقفت ليلى غير مستوعبه ما حدث،من ثوانى كادت أن تدهسها تلك السياره الفارهه،حتى ان سائق السياره لم ينزل من السياره أو حتى  يعتذر.
نظرت لها زميلتها قائله:ليلى مالك واقفه مذهوله كده ليه،الحمدلله أنتى بخير،شكله واد صايع،وهرب بالعربيه.
ردت ليلى،مين اللى هرب،ده رقم العربيه إتسجل هنا،خلينا نروح نحضر المحاضره وبعدها،ربنا يحلها.
دخلت ليلى الى قاعة المحاضرات وجلست هى وصديقتها،يتهامسن،الى أن سمعن صوت إغلاق باب قاعة المحاضرات وسمعن صوت 
إنتبهن 
وسمعن:
أنا الدكتور وسيم الشامى،دكتور جديد هنا فى الكليه مش جديد قوى انا متخرج من الجامعه دى أصلاً،بس كنت فى بعثه لجامعة كمبريدج،وخلاص حصلت عالدكتوراه،ورجعت تانى،للمكان اللى كان فيه بدايتى،هكمل معاكم بقية السنه،بتمنى نكون أصدقاء،واللى مش فاهم او عنده مشكله فى نقطة مش فاهمه،يقدر يسألنى عليها،وأنا هعيد شرحها من تانى،فى سكشن العملى.
تبسمت ليلى بتوهان قائله بهمس:يا حلاوتك،يا جمالك،ده دكتور فى كلية طب بيطرى،يا بخت الغزلان بيك.
نغرتها زميلتها قائله:بتقولى أيه يا هبله ركزى،للدكتور،ياخد باله من هبلك ده.
تبسمت ليلى قائله:طب ياريته ياخد باله منى،بقولك أيه،متعرفيش الدكتور ده مرتبط أو لأ.
ردت زميلتها:أول مره أشوفه،وأعقلى كده شويه،هو صحيح دكتور طلقه،بس إمسكى نفسك شويه،مش قدام زمايلك يقولوا أيه.
ردت ليلى:يقولوا اللى يقولوه وحتى لو مرتبط مش مشكله أتجوزه على ضره.
ردت زميلتها:عقلك خلاص ضرب ركزى فى المحاضره.
صمتت ليلى لكن لم تكن تركز فى المحاضره،لا تعرف سبب لتلك التوهه،التى تشعر بها بعقلها للمره الاولى.
إنتهت المحاضره.
حاصر التلاميد وسيم ووقفوا،يتحدثوا معه،حتى ليلى هى الاخرى،كانت من ضمنهم،لكن لم يركز وسيم،بأى أحد منهم كان يرد فقط على أسئلتهم الخاصه،بالمنهج،الى أن أستأذن منهم وتركهم،
كانت ليلى تسير خلفهُ الى أن وصل الى سيارته،رأته يركب سيارته  ثم غادر،صدفه وقع بصرها على رقم السياره.
قالت:دى العربيه اللى كانت هتدهسنى،ياريتك دهستنى،كانت هتبقى أحلى دهسه.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهراً
أمام أحد المدارس الأجنبيه الخاصه،بالشرقيه.
كان يقف رامى بسيارته 
بينما مروه تمشى بجوار أحد زملائها الشباب المدرسين،بالمدرسه،يتحدثان بزماله،الى أن خرجا من بوابة المدرسه،وتوجهوا،الى ذالك الباص الخاص،بالمدرسه،ركبت مروه بمقعد جوار زميلها،وظلوا يتحدثوا،سوياً،
كان رامى يراقب ذالك الموقف منذ بدايته،تنهشه الغيره،وأزدادت حين توقف الباص،بمكان قريب من منزل مروه 
نزلت مروه من الباص،كادت تتعثر،لولا زميلها مسك يدها،الى أن نزلت من الباص.
رأى رامى هذا الموقف،كم ود تحطيم رأس زميلها هذا،لكن..
سارت مروه بضع خطوات،قبل أن تشعر بيد تسحبها الى شارع جانبى وضيق  بالقرب من منزلها.
إنخضت فى البدايه،ثم نفضت يدهُ قائله:فى أيه،يا رامى،إبعد عنى.
ضرب رامى الحائط خلف مروه قائلاً:مين اللى كنتى ماشيه معاه وانتى طالعه من المدرسه ده.
ردت مروه:وانت مالك،وسبق وقولت لك إبعد عن طريقى،مش هتشترينى،زى ما سبق وإشتريت بابا،وفر على نفسك مراقبتك ليا.
إقترب رامى أكثر من مروه المسافه بينهم تكاد تكون معدومه،شعرت بأنفاسه القويه المتلاحقه جوار أذنها،وأخترق همسهُ أذنها حين قال:أنا لغاية دلوقتي بتعامل معاكى بأخلاق الفرسان،بس صدقينى،إنتى من نصيب رامى الزهار،وزميلك ده،إياك تانى بس ألمحه جنبك،تبقى بتكتبى نهايته.
قال رامى هذا ثم إبتعد عنها وتركها وذهب،بينما مروه شعرت ببعثره ومقت من ذالك المشوه كما سمعت عنه من أهل القريه،رغم أن وجهه ليس به أى تشوهات،لكن،رأت بعض أثار الحريق،بمعصم يديه،وأهل القريه تقول عنه أنه نجى من النيران لكن إحترق جسده وقتها.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهرا.
بالقطار
وقفت زينب،تستعد للنزول من القطار بأقرب محطه لتلك القريه التى تقصدها.
حين نزلت من القطار 
حملت حقيبتة ملابسها الصغيره على كتفها 
وسارت تسأل أحد الماره عن مقصدها 
أجابها أنه ليس من تلك المنطقه ولا يعرفها 
سارت تسأل أخر نفس الجواب 
حدثت نفسها هو أنا أتنقلت لمنفى ولا أيه محدش يعرف أسم القريه دى 
أما أفتح الموبيل أشوف البلد دى كده عالخريطه ولا لأ 
قبل أن تفتحه وجدت أتصالاً عليها 
نظرت للشاشه وتبسمت 
وردت على من يتصل عليها 
تبسمت حين سمعت من تقول لها 
ها دكتورتى أم لسان زالف وصلت الشرقيه ولا لسه 
ردت ببسمه: أنا وصلت للشرقيه بس القريه الى فيها المستشفى لسه واضح كده أنها مش عالخريطه يظهر نقلونى المره دى المنفى 
سمعت ضحكة والداتها قائله:علشان تتربى وتتأدبى وتمسكى لسانك بعد كده حد كان قالك سبى 
دكتور زميلك وتقولى له يا فاشل أهو الفاشل أبن أخو وزير الصحة 
أحمدى ربنا أنها جت على قد نقل بس 
ضحكت قائله:تعرفى الوزير ده غبى أنه نقلنى أصله نقلنى صحيح لقريه بس الغبى نقلنى كمديره لمستشفى وانا لسه مكملتش التلاتين عارفه ده معناه أن أى مستشفى هتنقل لها تانى هبقى فى نفس الدرجه يعنى ممكن على السنه ما تخلص تكون الوزاره أتغيرت ويخلع هو و ارجع تانى للمستشفى اللى كنت فيها وأبقى مديره على أبن أخوه ووقتها هعرفه مقامه 
يعنى الغبى نفعنى مش ضرنى وبعدين كمان هو أول مره أشتغل فى مستشفيات بعيده عن القاهره انا أخدت تكليف سنتين فى الصعيد 
فاكره 
ردت عليها:فاكره المشاكل الى كنتى بتعمليها دا لو مش خافوا عليكى يقتولك مكنوش نقلوكى من الصعيد أنتى مالك بمشاكل الناس بس الشرقيه مش زى الصعيد هاديه وبيقولوا عليهم أهل كرم رغم انى سمعت أنهم يعتبروا صعايده فى عادتهم 
سيبينا من كده أما توصلى السكن أتصلى علينا علشان نطمن عليكى 
ردت عليها:تمام يا ماما خلى بالك من بابا وبلاش تتحرشى بالراجل فى غيابى وتقولى مدرس أول علوم أه مش عاوزه أرجع ألاقكى منفوخه وتقولى لى كانت غلطه دوبت من نظرة عيونه،كفايه عندك واد وبنت على وش جواز بدل ما تجوزيهم و تشيلى ولادهم عاوزاهم هما الى يشيلوا عيالك 
ضحكت والداتها قائله:قبيحه ياريتنى ما دخلتك طب،فى أمان الله ربنا يسترك.
…..
أغلقت الهاتف ونظرت أمامها وجدت توكتوك أشارت له قائله 
لو سمحت يا أخ هو قريه الزهار دى أروحها منين 
رد سائق التوكتوك: أنا من هناك وراجع تانى أركبى أوصلك لها 
ركبت التوكتوك…وتحدثت قائله:هى القريه دى مش عالخريطه ولا أيه كل مسأل حد عليها يقولى معرفش 
رد السائق:
لا يا أبله دى البلد بتاعتنا بالذات مشهوره على مستوى المركز كله 
ردت بسخريه: أبله وماله مش مهم 
بس قولى أيه سر شهرتها بقى 
رد السائق: الزهار..دى عيله كبيره هنا دول كانوا أقطاعيين ومحدش كان بيقدر يتوقف قدامهم 
بس بقوا منقسمين من يوم 
ما رفعت بيه الزهار بقى رجع هنا وبقى له كلمه على كل الى فى البلد الكبير قبل الصغير خلاف ولاد العم بس عارفه يا أبله 
رفعت بيه ده جبار 
بس أنتى مقولتليش أنتى جايه لمين عندنا 
ردت عليه: أنا أبقى مديرة المستشفى الجديده 
دار السائق وجهه ونظر لها قائلا بتعجب: 
أيه حضرتك مديرة المستشفى 
ردت بتأكيد أيوا أنا أيه الغريب فى كده منفعش وبعدين أنتبه للطريق 
نظر السائق أمامه قائلاً: مش قصدى بس حضرتك شكلك سنك صغير قوى على مديرة مستشفى 
تبسمت قائله: لأ مش سنى صغير ولا حاجه 
وصلنى للمستشفى بقى ويبقى كتر خيرك 
تبسم السائق: امرك يا دكتوره نورتى بلدنا 
بعد دقائق 
توقف السائق قائلاً:وصلنا المستشفى أهى يا دكتوره 
نزلت من التوكتوك مبتسمه تقول شكراً لك حسابك قد أيه 
رد السائق: خليها عليا يا دكتوره 
تبسمت له قائله لأ متشكره كتر خيرك ها بقى قول قد أيه وبلاش لؤم الفلاحين ده 
ضحك السائق:لها وقال الى تجبيه منك مقبول 
وضعت حقيبة ملابسها على الأرض وأخرجت حقيبه صغيره منها وأخرجت بعض المال وأعطته للسائق الذى شكرها وذهب 
أنحنت تأخذ الحقيبه من على الأرض وأتجهت الى باب دخول المشفى 
وتفادت تلك الحُفره الضحله أمام المشفى 
لكن أتت سياره فخمه مُسرعه وداست على الحُفره 
لتلطخ مياه الحُفره على وجهها وملابسها بالكامل 
مما ضايقها لتقول بصوت عالى يا حقير يا حمار 
لم ينتبه لها سائق السياره 
لكن أقترب منها حارس المشفى قائلاً بحده:
مش تعرفى بتشتمى مين قبل ما تقفى تسبيه 
أنتى مين يا ست 
ردت بأستهزاء قائله: ويا ترى بيكون مين بقى 
رد الحارس:ده رفعت بيه الزهار 
أكبر تاجر خيول فى مصر كلها 
ردت بحده: تاجر خيول تاجر حمير مش فارقه كلهم من ذاوت الأربع زى الحقير الى سايق ده 
وأنا أبقى بقى الدكتوره 
زينب السمراوى 
مديرة المستشفى دى 
نظر لها الحارس مندهش غير مستوعب 
تبسمت بسخريه هو فى أيه كل ما أقول أنا مديرة المستشفى الى قدامى يستغرب 
واضح أن وقعت فى بلد غريبه 
ولكن لم تدرك أنها وقعت فى 
عشق بين نيران الزهار 
يتبع ……
لقراءة الفصل الثانى : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد