Uncategorized

رواية عشق بين نيران الزهار الفصل الرابع عشر 14 بقلم سعاد محمد سلامة

 رواية عشق بين نيران الزهار الفصل الرابع عشر 14 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية عشق بين نيران الزهار الفصل الرابع عشر 14 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية عشق بين نيران الزهار الفصل الرابع عشر 14 بقلم سعاد محمد سلامة

.بعد مرور ثلاث أيام 
بمنزل صفوان المنسى
دخلت فاديه الى غرفة بناتها وقامت بفتح شباك الغرفه،ليدخل النور والشمس الى الغرفه،هبت نسمة هواء قويه رغم ان الطقس بمنتصف الربيع لكن أحياناً، يتقلب الطقس ويعود للشتاء وبالفعل الطقس ليس فقط بارد لكن هناك صوت لهطول بعض الامطار. 
أغمضت مروه عيناها بسبب دخول الهواء، لكن آتى طائف الى خيالها، سُرعان ما ذهب عنها، تعجبت من ذالك الطيف، رأت نفسها كانت تقف على سور المنزل،ووالدها يُحدثها، سألت نفسها، هل بالفعل حاولت الإنتحار كما يقولون؟
، لكن هى ليست بهذا الضعف أن تقتُل نفسها
وتزيد من ذنوبها،يكفى ذالك الذنب التى تتحمله،عن أبيها،وهو الذنب الذى يقف بينها وبين حبها،بل عشقها لرامى، الذى حاولت كثيراً  أن تُبعدهُ عن حياتها، مازالت تتذكر ذالك  اليوم التى علمت أنه عاد مره أخرى للبلده، هو لا يعلم أنها ذهبت ذات مره من أجله الى الاسكندريه خلثه من خلف أبويها وقت أن كانت تدرس بالثانويه، إنتهزت تلك الرحله وذهبت من أجل أن تراه، هى كان تعلم عنوان منزل جدتهُ بالأسكندريه صدفه أخبرتها به رحمه أخته وكتبته لها بورقه إحتفظت بها وقتها،كانت حين تسمع منهم عن جمال بحر الأسكندريه،كانت تود الذهاب معهم،فهم كانوا سيذهبوا الى الاسكندريه لقضاء عُطلة الصيف،لكن ذالك الحريق أنهى تلك الرحله للبعض والبعض الآخر،ذهب ليعيش مؤقتاً بالاسكندريه مع جدتهم،بعد الحريق
،إدخرت ثمن الرحله من مصروفها الخاص،وذهبت مع زمُلائها،الى عروس البحر الأبيض التى كانت تسمع عنها من رامى ورحمه 
فلاشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ… باك 
إسكندريه قبل تسع سنوات،كانت مروه بعمر السابعه عشر وقتها كانت بالصف الثالث الثانوى،رحله قامت بها مع بعض زميلاتها بالمدرسه حين وصلوا بالقطار  الى محطة الاسكندريه، توهت من زُملائها، وخرجت من محطة القطار، أشارت لأحد سيارات الآجره، توقف لها فصعدت به ومدت يدها بورقه قائله للسائق: ممكن توصلنى للعنوان ده يا اسطى لو سمحت.
أخذ السائق منها الورقه وقرأها،وقال لها،تمام.
بعد وقت كانت تقف أسفل أحدى البنايات الفاخره الضخمه، نظرت بذهول الى ذالك المبنى السكنى الراقى، إقتربت من مكان دخول العماره، لكن اوقفها البواب قائلًا: 
إنتى جايه لمين هنا يا بنتى؟ 
ردت مروه: أنا جايه ل رامى الزهار، هو مش ساكن هنا مع جدته. 
نظر البواب لها نظره شُموليه، وقال باستغراب: فعلاً  رامى بيه ساكن هنا مع مدام إنعام جدته، عاوزه رامى بيه فى أيه؟
ردت مروه:هو ساكن فى الدور الكام. 
رد البواب: بقولك عاوزاه ليه، الست إنعام مانعه اى بنت تطلع للشقه، عاوزه رامى  بيه تقدرى تقابليه فى الجامعه، مش إنتى زميلته برضوا. 
تلبكت مروه قائله: أه، لا مش زميلته، أنا قريبتهُ، طب ممكن تقولى هو فى جامعة أيه. 
نظر البواب  لها بأزدراء قائلاً: رامى بيه خرج من شويه هتلاقيه فى كلية العلوم. 
إنسحبت مروه من أمام البواب، وأشارت، لسيارة آجره آخرى وركبتها وذهبت الى كلية العلوم بالأسكندريه،وليتها ما ذهبت.
وسط تدافع للدخول الطلاب من بوابة الجامعه،دخلت معهم،دون ان يوقفها آمن الجامعه،تجولت باروقة الجامعه،تسير،بأستغراب وهى ترى البنات والشباب بينهم أُلفه فى الحديث مع يعضهم،مجتمع لاول مره تراه بالواقع،رأت جزء منه بالتلفاز ببعض الافلام والمسلسلات الدراميه،كان هناك أيضاً اشياء تثير دهشتها،بعض البنات يجلسن جوار الشباب،دون فاصل بينهم بمواقف شاذه لكن ذالك كان قليل،الجامعه كبيره أين تبحث عن رامى،فى كل هذا الكم من الطلاب،
لكن ربما ليزداد سوء الحظ،لمحت ذالك الفتى البرونزى،او الأسمر،يسير جوار فتاه جميله يتحدثان بتألف وإنسجام،هى الشاب به ملامح رامى التى نضجت،أصبح شاباً يافعاً،سارت خلفه،كادت تنادى عليه،لكن رأته يدخل لمنعطف بعيد بالجامعه،ذهبت خلفه،راته يجلس مع تلك الفتاه،بأحد الأماكن بالجامعه كانا يجلسان متلاحمان،يتحدثان بانسجام،من يراهما يعتقد أنهم عاشقين،لا زملاء،لكن سمعت من خلفها ما ذبح قلبها الصغير
شابان يتحدثان معاً بسخريه:شايف رامى الزهار،دنچوان الجامعه مش بيضيع وقت،يسيب دى يمسك فى غيرها معرفش فيه ايه يغرى البنات يخليها توقع فيه،وهو ولا على باله أى واحده،صحيح محظوظ.
تحدث الآخر قائلاً:فعلاً محظوظ،وخلاص دى آخر سنه له هنا فى الجامعه فواخد،راحته عالآخر،لأ والغريب أى بنت بتتعلق بيه عارفه إن آخرها زى غيرها،كم خروجه حلوه،وكلمتين حلوين،وفى الآخر هتاخد رقم فى ليستتهُ،ويبص لغيرها.
رد الآخر:مش عارف سبب تهافت البنات عليه إيه،سمعت إنه كان إبن تاجر خيول كبير وساب له ثروه كبيره هو وأخوه،وأخوه له مركز وواصل،أكيد الفلوس لها إغراء كبير تخلى القرد غزال،هو مش قرد،شايف بُنيته الجسديه،جيم بقى وحركات،الفلوس بتخلى الجامده تفُك،يلا ياعم ورانا محاضره خلينا نحضرها،اللى زينا،مالوش غير شهادته،هى اللى تعمله قيمه شويه.
تبسم له زميله وسار.
تدمعت عين مروه وهى ترى تلك الفتاه ترسم الدلال،ترمى شباكها على رامى،وهو مُرحب بذالك.
صاحبتها خيبة الأمل من ظنت أنه كان صديق الطفوله،تغيرت أخلاقه،للضد،عليها الآن العوده ونسيان ذالك الطفل الذى كانت تعتقد أنه رفيق طفولتها لم تنساه رغم مرور السنوات،كبرت بداخلها،مشاعر تفوق الصداقه،عليها الآن وئدها،و بالفعل،بدأت طريق العوده مره أخرى للشرقيه،تاركه الاسكندريه،بتلك الخيبه التى تلاقتها صبيه صغيره،تأخرت فى العوده للمنزل،بيوم شتوى،مساءً مازالت بالطريق للمنزل أمطرت السماء وهى تنزل من آخر موصله ركبتها تقلها الى البلده،نزلت من السياره،ومازالت الأمطار تهطُل بل كانها إزدادت،سارت لا تعرف أكانت السماء تمطر أم عيناها من تمطر بخيبه،دخلت الى منعطف منزل والداها،وجدت والداتها تقف يبدوا انها كانت ستخرج للبحث عنها،لكن منعتها أختها ليلى،تلهفت فاديه حين راتها تدخل وملابسها تعتصر من الماء،قالت لها:مروه كنتى فين لدبوقتى،خرجتى من بعد الفجر ولسه راجعه العشا ادنت بقالها اكتر من ساعه.
ردت مروه وهى تشعر ببدايه توعك:كنت بذاكر عند واحده زميلتى والدنيا كانت بتمطر وكل ما أقوم علشان أجى لهنا كانت المطره بتزيد كنت بقعد تانى بس قولت شكل الجو مش هيروق،وفى الآخر جيت وأخدت الشتى على دماغى،ماما انا بردانه.
ردت فاديه:ادخلى اقلعى هدومك دى بسرعه وهعملك شوربه تدفيكى،كويس إن صفوان مش هنا مكنتيش هتسلمى من بطشهُ.  
دخلت مروه وبدات يخلع ملابسها المبوله، ثم إرتدت أخرى وتمددت على الفراش، تشعر بآلم بكل جسدها، أقسمت بعد تلك الليله أن تنسى ذالك الفتى الصغير صديق طفولتها، كأنه لم يخرج من الحريق ذالك اليوم، لكن لم تكن تعلم أن للقدر خبايا، وأن ذالك الشاب الأسمر سيعود بعد عام ويطاردها حتى فى أحلامها. 
عادت مروه من شرودها على صوت والداتها: 
مروه روحتى فين بكلمك  مش بتردى  عليا، الحمدلله  لله أخيراً طلعنا إمبارح من الوحده، هنا هناخد راحتنا، من قعدة الوحده، كانت صعبه، ربنا ما يرجع الايام دى تانى، الدكتور قال بلاش تمشى على رجلك المكسوره، وبعد شهر هيفكلك الجبس اللى عليها هى وايدك الشمال الحمد لله ربنا لطف بيا، وكمان رامى  كتر خيره إتفق مع الدكتور يبقى يجى لهنا يعاينك من فتره للتانيه، علشان راحتك، يلا ربنا يتمملكم بخير مش عارفه كان فين عقلك، بس ربنا لطف بيكى، علشان قلبى، هسيبك الفطور، جنبك عالسرير اهو  وهروح أشوف شغل البيت وإن عوزتى اى حاجه  نادى عليا. 
تبسمت مروه بغصه، من إعجاب والداتها بكرم، رامى لا تعلم انها بالنسبه به زهوه هو قالها لها صريحه، شعرت بيأس من ذالك العشق المر كالعلقم كما قال لها رامى منذ أيام بالوحده الصحيه. 
…. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بسرايا الزهار.
بعد تلك الليله التى سلمت بها زينب نفسها ل رفعت أصبحت تتجنب القرب منه،حتى أنها أصبحت لا تذهب الى البوابه وتطلب  من الحرس فتح البوابه،كانها إستسلمت للامر الواقع،وهذا يسبب دهشه،ل رفعت،لقد أصبحت تتجنب حتى مشاغبته لها،وتقضى الوقت بين الجلوس بصُحبة جدته ومحاسن،وبعض العاملات بالسرايا،صُدف تجمعهم أحياناً وقت الطعام،ويكون رامى بصُحبتهم،فلا يُشاغبها أمامهُ حتى لا تلذعهُ بشراستها،الذى يفتقدها.
تحدث رفعت لأحدى الخادمات قائلاً:الدكتوره فين.
رد الخادمه:الدكتوره من شويه كانت مع الحجه إنعام ونزلت للبيسين،تحب أحضر لحضرتك الفطور،رامى بيه خرج من شويه.
تبسم رفعت قائلاً: تمام حضريه وهاتيه عند البيسين، بس لفردين. 
إنصرفت الخادمه، وذهب رفعت الى مكان المغطس، تبسم وهو يرى زينب تجلس تضع قدمها، بالمياه، تحدث قائلاً: 
غريبه فكرت البيسين فاضى، متوقعتش تكونى هنا، وكمان الجو برد، وحاطه رِجلك فى الميه. 
ردت زينب بسخريه: بضيع وقتى، حتى بفكر أخدلى غطسين فى الميه،  الميه دافيه، بسبب نظام التسخين اللى فى المكان. 
إقترب رفعت وجلس لجوارها قائلاً: صباح الخير. 
نظرت له زينب بصمت. 
تبسم رفعت، وسَحب يدهُ حول خصرها ومال يُقبل وجنتها، 
قامت زينب بضربه على يده التى يضعها على خصرها قائله: لم نفسك شويه وإبعد عنى. 
تبسم رفعت قائلاً: ليه بتتجنبينى من بعد الليله إياها، مع إن المفروض بعد الليله دى خلاص كل شئ بينا إتكشف. 
نظرت له بأستهجان ووقفت وكادت تتركه وتغادر المكان،لكن تصادمت مع الخادمه التى جائت بالفطور وقالت بأحترام:
الفطور أهو زى ما حضرتك أمرت،تأمرنى بحاجه تانيه.
رد رفعت:لأ سبيه وروحى كملى شغلك.
تحدث رفعت من خلف زينب قائلاً: زينب خلينا نفطر سوا فى موضوع عاوز نتفق عليه. 
ردت زينب وهى تعطيه ظهرها:موضوع أيه ده،مفيش بينا حاجه نتفق عليها.
تبسم رفعت يقول:وموضوع رجوعك للشغل تانى بالوحده،خلاص شيلتيه من دماغك والله أحسن،ممكن تقعدى هنا فى السرايا تراعى جدتى،وتاخدى ضعف مرتب الحكومه.
إستدارت زينب وأقتربت من مكان وقوف رفعت وقالت له:قبل ما تفكر تقول كلامك البايخ ده شوف بتقوله لمين انا مش داده علشان أقعد وارعى جدتك قصاد كم ملطوش منك،انا دكتورة جراحه مش تمرجيه،ومتفكرش إنك هتحبسنى هنا كتير،سهل أطلب مساعدة وأخرج من هنا،بس أنا اللى مطنشه بمزاجى.
تبسم رفعت قائلاً:مطنشه بمزاجك،زى ما جيتى لاوضتى بمزاجك كده،زينب بلاش كِبر وتعالى نقعد نتفق.
ردت زينب:مش هعقد وقول اللى عاوزه وانا واقفه.
تنهد رفعت قائلاً:تمام،انا عطيت اوامر للحرس اللى على البوابه يفتحوا ليكى البوابه،ومش بس كده فى عربيه هتوصلك للوحده،و….
قاطعته زينب قائله:وفر عربيتك،السكه من هنا للوحده،يا دوب تلت ساعه مشى،حد قالك إنى مكسحه،وفر بنزين العربيه.
تبسم رفعت قائلاً:تمام بلاش العربيه،ندخل على المواعيد،،أنا عارف إنك قبل ما نتحوز كنتى بتفضلى أوقات كتير بالوحده لوقت متأخر،الكلام ده خلاص أتلغى و ممنوع قبل الساعه سبعه تكونى هنا فى السرايا.
نظرت له زينب ساخره،دون رد.
تبسم رفعت على سخريتها قائلاً:وكمان بلاش أسلوب الشحاته اللى بتمارسيه على أغنياء البلد الاسلوب ده ممنوع يحصل،تحت اى بند،مرات رفعت الزهار متطلبش فلوس من أى شخص أى نكان،او لأى سبب حتى لو كان إنسانى،كمان طريقة لبسك دى تتغير،فى إستاند كامل فى اوضتك فيه هدوم شيك وحشمه تليق بالدكتوره زينب مرات رفعت الزهار .
ردت زينب قائله:انا دى طريقتى فى اللبس من زمان،ماليش فى لبس الجونلات،ولا الكنزات التانيه دى كمان،وعاجبنى لبسى ده،وإن كان عالفلوس اللى كنت بطلبها من الاغنياء،دى مش شحاته،دى مساعده منهم للناس الغلابه اللى محتاجه،وتقريباً كده خلاص جهزت المبنى الجديد بالوحدة،وكلها تلات اسابيع ويجى المحروس الوزير يفتتح الوحده ويتفشخر كأنه هو اللى مجهز الوحده من جيب أبوه.
تبسم رفعت قائلاً:تمام دى شروطى،اللى لازم تتنفذ،لان لو الشروط دى متنفذتش وقتها هيكون فى عقاب قصاد كل شرط متنفذش.
نظرت له زينب بتهكم قائله:محسسنى زى ما يكون تلميذه قدامك وبتهددها يا تكتب الواجب،يا تعبُطها،هطلع أغير هدومى،وأروح للوحده أهو أخلص من الخنقه اللى هنا،وأولهم……
صمت وقالت بهمس لنفسها:هخلص من خلقتك،مفكر نفسك تقدر تتحكم فيا بس أنا أخرج من هنا،وبعدها يحلها ربنا،يا همجى.
تبسم رفعت وهو يعلم انها تسبهُ فى سرها. 
بعد دقائق نزلت زينب ترتدى بنطال جينز بنى اللون وفوقه كنزه صوفيه من اللون الاسود والبنى وفوقهم معطف آخر اسود.
نظر رفعت لها بتقييم،رغم ان زيها لحد كبير مُهندم لكن كان يود أن ترتدى من تلك الملابس الذى إشتراها لها،لكن لا مانع من السخريه من ملابسها،فتحدث:
ايه ده لابسه زى يونيفورم  العيال بتوع الابتدائيه. 
نظرت له قائله: المره الجايه هلبس بينك يونيفورم الحضانه.
تبسم رفعت قائلاً:اللون البينك ده للبنات أنما إنتى تلبسى السماووى بتاع الصبيان.
ردت زينب:طب تعرف أكتر لون بحبه هو اللون السماوى،حتى يشبه الفستان اللى جيبته ليا يوم ما غصبتنى اتجوزك،سلام مش فاضيه لمهاترات.
تبسم رفعت وهى تفر من أمامه،تنهد ببسمه لما يود أن لا تذهب للعمل وتغيب عن رؤياه نظره. 
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالوحده الصحيه. 
دخلت زينب الى مكتب المدير وجدت ذالك المدعو طارق يجلس عليه،بمجرد أن راها نهض واقفاً يقول:دكتوره زينب،أهلاً بحضرتك،فكرتك هتمدى فى أجازته،آسف نسيت اباركلك عالجواز،ألف مبروك،وبالرفاء والبنين.
ردت زينب بحسم:شكراً،بلاش تضيع وقت فى مُجاملات تافهه،إتفضل شوف شغلك وخلينا انا كمان أشوف المرضى وأعمل حسابك فى ربع ساعه وفى مرور عالوحده كلها هشوف سير العمل فى غيابى . 
إرتبك طارق قائلاً: الوحده كانت ماشيه بنفس طريقة  حضرتك قبل الاجازه، عن إذنك. 
صمتت زينب بينما غادر طارق سريعاً. 
تبسمت زينب، هى تعلم أن بالتاكيد كان هناك فوضى، لكن بعودتها ستنتهى تلك الفوضى 
تبسمت زينب وهى ترى صفاء تدخل عليها بكوب من النعناع قائله: النعناع بتاع الدكتوره زينب، والله نعناع طازه من جنينة الوحده،لاحلى عروسه فى مصر كلها،والله ما صدقت عينيا من بعيد لما شوفتك داخله الوحده من شويه قولت اكيد رفعت بيه مش هيسيبك كده بالساهل،بس لما شاورتيلى قولت تبقى الدكتوره زينب،رجعت من أجازة الجواز،عقبال ما ترجعى من أجازة الوضع إنشاء الله ويعوضك بالذريه الصالحه من رفعت بيه والله هو ما يتخير عنك وبيحب يساعد الناس المحتاجه من غير ما يتفشخر،زى ناس غيرهُ،ده أدى لاخويا فلوس،يرمم بها بيتنا وكمان هيساعده فى جوازه،ربنا يباركلك فى شبابه يارب.
تعجبت زينب لكن شعرت بداخله بانبساط،ربما هو له أفعال كلها معها  وقحه  لكن لديها احساس أن لغز لم تفُك شفراته بعد.
………
آتى المساء، بالعاشره 
بسرايا الزهار.
تحدث رامى،ل رفعت قائلاً:جالى خبر إن هاشم الزهار سافر لاسكندريه إمبارح.
تبسم رفعت قائلاً:عرفت بكده،يمكن رايح يتفسح ويروح عن نفسه.
تبسم رامى قائلاً:يمكن يروح ما يرجع والكل يرتاح منه،والله مش عارف عمتى مُهره مستحمله كلب زى ده إزاى،هقول ايه نصيب،أنا هطلع انام هلكان طول اليوم،الفرسه الجديده دى شرسه قوى،وهلكتنى على بس ما عرفت أحط عليها اللجام.
تبسم رفعت قائلاً:لأ شد حيلك خلاص،جيرين قدمت ميعاد نزولها لمصر وعاوزه تنبهر،بالفرسه دى،وكمان أنا فى قدامى كذا مكان كده ناوى أشترى منه خيول جديده،وأهجنها بالسلالات اللى عندنا،جالى عرض من مُربى خيول  فى سوهاج إسمه
(مُحسن الهلالى)وأحتمال كبير أسافر الفتره الجايه سوهاج.
تبسم رامى:لا أطمن قبل جرين ما تجى مصر هكون خليلتلك الفرسه دى رهوانه،زى إسمها،يلا تصبح على خير،بس فين مراتك مش باينه فى السرايا،من شويه كنت عند جدتك،وسألتنى عنها،إنها مشفتهاش طول اليوم.
تبسم رفعت:زينب رجعت للشغب فى الوحده من تانى،وطبعاً ما صدقت طلعت من السرايا،بس إطمن،أنا بنفسى هروح أجيبها.
تبسم رامى:شكلك وقعت فى عصى والديك،دى آخرة اللى يقضيها مع المطربات والرقصات،تجى الدكتوره تفرهده جرى وراها.
تبسم رفعت:لأ إطمن،أخوك مش سهل برضوا.
تبسم رامى:تصبح على خير.
رد رفعت:وإنت من أهله.
صعد رامى بينما زفر رفعت انفاسهُ بقلة حيلة فالطبيبه لم تلتزم بما قاله،لكن فى ذالك الأثناء آتى الى هاتفه إتصال،أخرح الهاتف ونظر للشاشه ثم رد بأختصار:
قولى أيه آخر الأخبار.
رد الآخر:زى ما سيادتك توقعت،هاشم والشخص ده إتقابلوا على يخت ،فى نفس المكان اللى متعودين عليه،وبعد وطلعوا  باليخت بره إسكندريه، ونزلوا فى مرسى مطروح،ودخلوا عند واحد من شيوخ القبايل هناك،،هبعتلك مجموعه من الصور له معاهم،وكمان بالنسبه،للى إسمه سميح اللى حضرتك طلبت مننا معلومات زياده عنه،موصلناش لجديد عن اللى سبق وقولته لسيادتك،هو شخص عادى وحياته عاديه جداً.
رد رفعت:تمام،عاوز كل تحركات هاشم خطوخ بخطوه،وحاذر هاشم مش سهل،يكتشف إن فى حد بيراقبه.
رد الآخر:لأ إطمن واخدين حذرنا،أول ما أوصل لمعلومات تانيه عن لقاؤه بشيخ القبيله،هعرف حضرتك فوراً.
رد رفعت:تمام.
وقف رفعت قليلاً ينظر لتلك الصور التى ترسل له على الهاتف،تحدث قائلاً:يا ترى بتخطط لأيه،ياهاشم إنت والخاين اللى معاك ده.
أغلق الهاتف،ووضعه بجيبه ودخل الى غرفة النوم الخاصه به،ومنها الى الحمام أخذ حماماً دافئاً وخرج بعد قليل،وارتدى ثياب رياضيه مُريحه، وخرج من غرفته،وذهب الى الغرفه التى تجلس بها زينب،وفتح باب الغرفه،ودخل ينظر بداخلها،زينب ليست موجوده،أيقن أنها لم تعود للآن وأخترقت إتفاقهم،تبسم بمكر،وذهب الى غرفته،أخذ مفتاح سيارته وذهب الى الوحده.
بينما زينب بعد يوم طويل بالعمل الشاق،بعد عودتها للوحده،شعرت بالأجهاد،هى لا تود العوده الى تلك السرايا الأشبه بالحِصن كما تقول،فكر عقلها قليلاً:
يا ترى ليه الأسوار العاليه دى اللى حوالين السرايا ومزرعة الخيول،خايفين من أيه؟
قطع تفكيرها  
فُتح باب مكتبها ووقوف ذالك الذى  يثنى إحدى  قدميه على إطار الباب، ونظر لساعة يده وتبسم قائلاً: الساعه حداشر وربع بالليل، حصل زى ما
كنت متوقع إنك مش هترجعى للسرايا فى الميعاد اللى إتفاقنا عليه، واضح كده من البدايه، إنك هتخلفى وعدك، يا مدام رفعت الزهار. 
تعصبت زينب من فتحه للباب كعادته دون إستئذان، وليس هذا فقط ما عصبها، نعتهُ لها بلقب مدام هو يُلمح أنها أصبحت زوجته قولاً وفعلاً، 
نظرت له قائله بأستهجان: 
يعنى هى كانت إتفاقيه سلام ولا ترسيم حدود، عادى كل الأتفاقيات والوعود، دايماً بتخُترق، هى معموله أساساً علشان تُخترق. 
تبسم قائلاً:طالما كده يبقى هنفذ عقاب إختراق الأتفاقيه اللى بينا وهنا فى الوحده. 
نظرت له زينب بتهكم. 
بينما هو نظر لها بتسليه وهو يدخل الى المكتب و يغلق الباب بالمفتاح من الداخل عليهم، ويقترب من مكان جلوسها خلف المكتب، بخطوات واثقه. 
بينما هى حين إقترب من مكان جلوسها نهضت تخلع معطفها الأبيض قائله: 
خلاص أنا خلصت شُغلى، فعلاً  الوقت إتأخر.  
لم يرد رفعت وجذبها من خصرها، ولف يديه حول يديها يُقيد حركاتها وقام بتقبيلها بقوه، ثم ترك شفاها يبتسم وهو يراها تتنفس بقوه، وقال بوقاحه: أيه رأيك نجرب سرير الحكومه نشوفه متين وهيستحمل ولا لأ. 
ردت عليه بلهاث قائله: مش سبق وقولت مكيفتكش. 
رد رفعت  بوقاحه: وماله نجرب تانى يمكن علشان كانت المره الأولى ليكى، يمكن المره التانيه تكون أفضل. 
نظرت له بغيظ قائله: اللى فى دماغك مش هيحصل، يا رفعت يا زهار، إنت متعرفش  أنا ممكن أعمل فيك أيه. 
تبسم رفعت ساخراً لكن فجأه شعر بألم أسفل خصرهّ، جعله يترك يديه الذى كان يلجم بها حركتها، ليس هذا فقط، بل جثى على ركبتيه أمامها يتألم بشده. 
أخفت بسمتها وهى تراه راكعاً أمامها، لكن هو من بدأ بالسخريه والتهكم، وفرض هيمنتهُ عليها، وهى ضاق بها الآمر من ذالك. 
نظرت لوجهه وخاولت إخفاء بسمتها وقالت بتشفى: قولتلك بلاش تتهاون معايا. 
رفع وجهه ينظر له للحظه خافت من تقاسيم وجهه الحانقه بشده، رأت إحمرار عروق جبهتهُ ليس هذا فقط،بل عيناه اللتان إختفى لونهما وأصبحا شُفيرات دمويه،وهو ينهض بصعوبه ،يتحدى الآلم الذى يشعر به. 
رأفت به قائله:خلينى أساعدك،وهات مفاتيح العربيه مش هتعرف تسوق بحالتك دى 
نظر رفعت  لها بتآلم كم يود سحقها الآن بين يديه،سحقها،بل قتلها أفضل، لكن ذالك  الآلم اللعين يمنعه، كز على أسنانه من الألم قائلاً: 
وإزاى عرفتى إنى جاى بالعربيه؟
ردت زينب ببساطه:توقعت كده،إنت بتخاف تمشى على رِجليك،يا بتمشى،راكب حصان،يا راكب عربيه،مشوفتكش مره ماشى على رِجلك زى بقية الناس،يمكن بتخاف الشوز بتاعك يتعفر.
رد بآلم لا يهدأ:توقعك غلط يا دكتوره،بس إنتى بتعرفى تسوقى عربيه.
تبسمت زينب وهى ترى الآلم بعين رفعت رغم أنها تعلم مدى آلمه وقالت:
عندى خبره قليله فى السواقه،وكمان العربيه بتاعتك تحكم إليكترونى مش يدوى،فسهل أسوقها.
رد رفعت:تمام خلينا نطلع من هنا،ولينا حساب تانى فى السرايا.
تبسمت زينب قائله:حساب أيه،الحساب يوم الحساب،يا رفعت يا زهار.
بعد قليل 
دخل رفعت برفقة زينب لداخل السرايا.
تبسمت زينب وهى تراه يمشى يعرج بوضوح،وقالت:
ميه بتلج.
نظر لها رفعت بفهم لكن إدعى عدم الفهم وقال لها:أيه ميه بتلج ده؟
حاولت زينب إخفاء بسمتها وقالت:
نزل الجزء اللى تحت من جسمك فى ميه بتلج ومع الوقت هتحس براحه. 
نظر لها بغيط،وقام بجذبها من ذراعها بقوه قائلاً:عارفه لو حد تانى غيرك عمل فيا نص اللى بتعمليه كان زمانهم بيقروا على روحه الفاتحه،بس بلاش تتغرى،يا زينب.
لم تستطيع زينب إخفاء بسمتها،قبل أن ترد عليه بلسانها،سمعت صوت محاسن تقول:
رفعت بيه الحجه إنعام كانت بتسألنى عن الدكتوره وقولت لها هنزل اشوفها وصلت ولا لسه كويس إنها رجعت.
ترك رفعت يد زينب قائلاً:وجدتى ايه اللى مصحيها لحد دلوقتي مش عادتها تسهر بعد الساعه عشره.
ردت محاسن هى كانت نامت،وصحيت تانى وسألتنى عن الدكتوره وقالت لى انها عاوزاها.
تبسمت زينب قائله:أنا هطلع لها جناحها،وأنتى هاتى لرفعت لوح تلج كبير.  
تعجبت محاسن قائله: ورفعت بيه عاوز لوح تلج كبير ليه.
تبسمت زينب وهى تسير قائله:أهو عندك أسأليه عاوز لوح التلج ليه.
صعدت زينب تبتسم، بينما عين رفعت جمرات ملتهبه،ليس فقط عيناه،لكن الصبر عليه التخلص من ذالك الآلم  أولاً.
نظرت محاسن له وهو يسير يعرج فقالت له:بتعرج ليه يا رفعت بيه سلامتك. 
رد رفعت: مفيش بس وقعت على رجلى هاتيلى تلج لأوضتى، بسرعه. 
ردت محاسن بحسن نيه: تلج ليه،  ما تدهنها  مرهم لوجع المفاصل. 
رد رفعت  بضيق وحسم:قولتلك هاتى لوح تلج لأوضتى.
ردت محاسن:حاضر براحتك،بس المرهم بيريح أسرع. 
صعد السلم بخطوات متعثره من الآلم ودخل الى غرفته، جلس على الفراش، يزفر نفسه تلك الحمقاء، بحركه منها جعلته يجثو على ركبتيه أمامها، كيف حدث هذا بلحظة غفله منه، أم أن تلك الطبيبه لديها من الشراسه ما تدافع به عن نفسها، أصبح حائر كيف يتعامل معها، بسهوله يستطيع منعها الخروج مره أخرى من السرايا، لكن ليس هذا حلاً، عليه الوصول لطريقه لأخضاعها له.
فى أثناء تفكيره دخلت محاسن تحمل بيدها صندوقاً متوسط الحجم به مكعبات ثلج متوسطة الحجم وقالت:ملقتش عندنا الواح تلج كبيره بس لقيت كمية التلج ده فى الفريزر جمعتها فى صندوق وجبتها لحضرتك.
رد رفعت تمام،إدخلى إملى البانيو  بميه  بارده،وحطى فيها المكعبات دى،كفايه.
دخلت محاسن فعلت ما قاله وخرجت بعد قليل،قائله:عملت زى حضرتك ما طلبت،لسه محتاج منى حاجه؟
رد رفعت:زينب لسه فى اوضة جدتى.
ردت محاسن:لأ شوفتها طالعه من الاوضه وقالت طلعت لقتها نايمه.
رد رفعت:تمام روحى أنتى تصبحى على خير.
نهض رفعت وتوجه للحمام بخطوات متأنيه،وخلع عنه ملابسه،ونزل الى حوض الإستحمام،شعر بألم حين إصتطدم جسدهُ بالمياه المثلجه،التى تزداد بروده مع ذوبان الثلج،لكن بعد قليل شعر بانتهاء الالم رويداً رويداً،وتكيف جسدهُ مع برودة المياة.
آتى لتفكيره تلك الشرسه،تبسم بخبث ولما لا.
رأى هاتفه الذى كان يجيب قميصه ووضعه على أحد الارفف،جذبه وقام بارسال رساله لهاتفها يطلب منها الذهاب الى غرفته.
بينما زينب بعد أن وجدت إنعام نائمه،ذهبت لغرفتها،وقامت بخلع حجاب رأسها وأسدلت شعرها،فكرت فى آخذ حمامً دافئاً ثم تتناول طعام خفيف،وتنام فهى هالكه،لكن سمعت رنين هاتفها نظرت للشاشه وتبسمت،وقامت بقراءة :
 رسالة  رفعت “ممكن تجيلى أوضتى،لخمس دقايق.” 
تبسمت قائله:غريبه ليكون التلج مأثرش عليه،مُصيبه.
ذهبت الى غرفته،طرقت الباب،لم تسمع صوته،ظنت أنه ربما بحمام الغرفه ولا يسمعها،فتحت باب الغرفه،وبمجرد أن خطت لداخل الغرفه،باغتها يُغلق الباب ويجذبها بقوته،وقام بتقبيلها بقوه،يسحب جسدها للسير معه،الى أن إقترب من الفراش خلفها،فترك شفاها وفك يديه من حولها،وقام بدفعها،لتقع على الفراش أمامه،شعرها كان مُبعثر حول وجهها على الفراش،تنفست ولمت شعرها،لكن قبل أن تنهض،وجدت رفعت ينقض عليها بالقُبلات،الجارفه،تركها مسلوبة الأنفاس ونهض عنها ينظر لها بتشفى قائلاً:
ده كان ردى عن اللى عملتيه فى الوحده من شويه،شايف مفيش فرصه مره تانيه معاكى  مش هتفرق  برضو…..
صمت ثم هز رأسه بلا مبالاه.
بينما زينب سخرت منه قائله:عارف يا رفعت،لو فكرت كويس فى اللى قولته لك هترجع تتشهانى أهو حصل،بس أنا اللى كسبت المره دى،رغم آلمك كنت عاوزنى،بس عارف ليه سيبتك من غير ما أقاوم،لأنك مكنتش هتقدر تكمل لأن عندى عذر شرعى يمنعك ،تصبح على خير،يا رفوعه.
قالت زينب هذا ونهضت من على الفراش عدلت ملابسها وخرجت من الغرفه.
ودخلت الى غرفتها تتنهد بغضب، لا تنكر ذالك الوقح،أصبح له تأثير عليها لولا ذالك العذر  لكان من الممكن  أن تُسلم له مره أخرى،قالت كل ده بسبب العاده اللعينه،اللى عندى إمتى أيامها تنتهى.
بينما رفعت هو الآخر،يشعر بغضب لم تستطيع إمراه أن تسيطر عليه سابقاً كان لديه القدره فى التحكم بنفسه،لكن معها كان يود أن يذهب معها لموجة عشق،أنقذه منها شعوره فعلاً بذالك الآلم،فكر جيداً،زينب لم تحاول إبعادهُ عنها فهى تعرف أنه لن يقدر علي فعل ذالك ،فرك بيدهُ جبهتهُ يتنهد قائلاً بمواجهه: فوق يا  رفعت إنت مخطفتهاش من قدام هاشم الزهار علشان تحرق قلبهُ،  وتغرق إنت فيها.    
…. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى اليوم التالى ظهراً
بمجرد أن نزل مجد من تلك السياره على مشارف قريه الزهار، سار قليلاً ينظر حوله، يريد أن يسأل أحد الماره يستدل منه سواء على سرايا الزهار أو الوحده الصحيه، ليلتقى بزينب يفاجئها بمجيئهُ، كان من السهل عليه الإتصال عليها أو على رقم رفعت الذى أخذه من والده، لكن يود أن تفاجئ زينب به أمام عيناها. 
سار بضع خطوات، رأى فتاه تسير بالقرب منه،قال:أيه الموزه الصغيره الحلوه دى،هى دى البنات مش البت زينب اللى شبه صبى البواب، بس دى أكلمها إزاى، أنا أبسبس لها وأسألها، أختى إجرام وأكيد البلد كلها عرفتها غير رفعت الزهار مشهور هنا. 
تنحنح يقول: 
بس بس يا. 
فى البدايه أعتقدت أنه شاب وقح يحاول معاكستها، تجاهلته ولم ترد وزادت فى سرعة خطواتها، كذالك هو زاد بخطواته خلفها، الى أن قال: 
لو سمحتى يا آنسه،أنا مش بعاكس والله أنا مش من القريه، ممكن أسألك على مكان هنا فى القريه. 
توقفت هبه تنظر له هو شاب أنيق ويبدوا عليه الأحترام، وبالفعل لكنته وطريقة حديثه، يبدوا غريب. 
قالت له: إتفضل إسأل عن المكان. 
تبسّم مجد قائلاً: سرايا الزهار أو الوحده الصحيه. 
تعجبت قائله: أفندم إختار واحد منهم أدلك عليه. 
رد مجد ببساطه: أى مكان أبعد فيهم. 
قالت بتعجب: نعم، حضرتك، بتهزر. 
رد مجد: لأ والله أصل انا اقولك، أنا مجد السمراوى أخو الدكتوره زينب السمراوى، وهى بتشتغل فى الوحده الصحيه وكمان أتأهلت من كام يوم وكتبوا كتابها على رفعت الزهار، وعرفت انها سابت السكن وراحت تعيش فى سرايا الزهار، مع أنى كنت متوقع إنها تعنس، بس قدر ربنا بقى. 
تبسمت هبه قائله: حضرتك تبقى أخو الدكتوره زينب،، مديره الوحده. 
تبسم مجد قائلاً: آه والله أخوها، ومهندس بترول تحبى تشوفى بطاقتى الشخصيه ولا بلاش أصل صورتى فيها مش حلوه. 
تبسمت هبه قائله: الدكتوره انا مشوفتهاش غير مره واحده، بالوحده، بس واصح إنها شخصيه قويه. 
رد مجد وهو يلف يدهُ حول عنقهُ قائلاً: هى مش شخصيه قويه هى جبروت انا عكسها خالص، انا كيوت ولذيذ وبحب الضحك والهزار، إنما هى قفل بعيد عنك، أنا بستغرب إزاى إتجوزت أصلاً. 
تبسمت هبه قائله: حضرتك  مقولتليش عاوز أدلك على أى مكان، السرايا ولا الوحده الصحيه. 
رد مجد بدون تفكير: أى مكان فيهم أبعد عن هنا. 
تعجبت هبه قائله: حضرتك بتهزر، وبالطريقه دى هسيبك تسأل غيرى. 
رد مجد سريعاً:  لأ خلاص دلينى على السرايا،عاوز أشول رفعت الزهار ده.
ردت هبه قائله:تمام،السرايا قريبه من هنا.
همس مجد بندم:يا ريتنى قولت الوحده أهو كنت مشيت شويه جنب القمر الى بيطلع بالنهار،دى البنات الرقيقه الكيوته،مش المُسجله إجرام زينب أختى،ميجيش من وراها خير،يلا نصيبى.
ردت هبه:حضرتك بتقول حاجه؟
رد مجد:لا أبداً كنت هقول شكلك لسه صغيره وبتدرسى،يا ترى بتدرسى أيه؟
ردت هبه:أنا ثانويه عامه.
رد مجد ببلاهه:لأ دا انتى  مش صغيره قوى فرق بينا أكتر حاجه سبع تمن سنين.
تعجبت هبه قائله:أفندم،حضرتك تقصد ايه بفرق السن بينا وعالعموم خلاص إحنا وصلنا بوابة السرايا أهى،رن الجرس،والحرس هيفتحلك سلامُ عليكم. 
وقف مجد سارح لثوانى ثم أخرج هاتفه وقام بألتقاط صوره لها، كم تمنى أن تنظر برأسها للخلف، يرى وجهها مره أخرى لكن إختفت من أمام عيناه بالطريق. 
توجه الى جرس البوابه وقام بالضغط عليه، فتح له أحد الخرس بعد أن قال له إسمه، وقال انه أخو الدكتوره زينب. 
طلب منه احد الحراس إثبات هويته: 
أخرج مجد حافظته وأخرح منها حواز سفر له. 
تأكد الحرس من الأسم،ثم قام بأتصال هاتفى،ثم نظر لمجد قائلا: أتفضل حضرتك.
تعجب مجد قائلاً بسخريه:على فكره لسه مفتشتنيش أنا شايل متفجرات فى المحفظه.
تبسم الحارس له.
بينما دخل مجد متعجباً وهو يرى كل ذالك الحرس بالمكان،وقال:
تلاقى رفعت جايب الحرس دول علشان يضمن البت زوزى مش تهرب من فوق السور.   
لكن فوجئ بشاب يرتدى زى فارس، يقترب منه مرحباً بحفاوه يمد يدهُ يصافحه قائلا: ً لو كنت إتصلت عليا كنت بعتت عربيه مخصوص تجيبك من القاهره للشرقيه،أنا رفعت الزهار. 
تبسم مجد قائلاً: وانا مجد السمراوى للأسف نسيبك،و حبيت أعملها مفاجأه ل زوزى هى فين،أوعى تقولى إنها فى الوحده،تبقى فرصه راحت منى؟ 
تبسم رفعت:فعلاً فى الوحده،بس الوحده قريبه مسافة دقايق،إتفضل معايا لجوه السرايا وأنا هتصل عليها علشان تجى ومش هقولها إنك هنا.
تبسم مجد يهمس قائلاً:اول مره أسمع كلمة سرايا خارج مسلسل تاريخى،والمكان نفسه يحسس الواحد إنه وقع فى كتاب التاريخ،والعصر الرومانى.  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل هاشم الزهار. 
دخلت الخادمه الى غرفة  سيدة المنزل، 
إنفجعت وهى تراها، راقده بالفراش، العرق يغزو جسدها وتنتفض بشده، 
إقتربت منها، تقول: 
مدام مُهره. 
كانت مُهره بعالم آخر تهذى قائله: وسيم. 
أعتقدت  الخادمه أنها تريدها ان تتصل بوسيم، بالفعل مسكت هاتف مهره وقامت بالاتصال  على رقم وسيم لكن لا رد 
إرتجفت الخادمه قائله: 
الدكتور وسيم مش بيرد 
ردت مهره دون وعى منها: رفعت  الزهار. 
بحثت الخادمه بين الاسماء ووجدت إسم رفعت فقامت بالأتصال عليه. 
رد سريعاً يمزح لكن تفاجئ بقول الخادمه: 
مدام مُهره معرفش ايه جرالها، وبتصل على الدكتور وسيم مش بيرد، وهاشم بيه مسافر. 
رد رفعت قائلاّ: أنا جاى مسافة السكه. 
وبالفعل ما هى الا دقائق كان يدخل رفعت بسيارته الى ذالك المنزل، وسار سريعاً  جوار تلك الخادمه ودخل لغرفة مُهره، للحظه شعر بغثيان، لكن تحمل ذالك البُغض، وإتجه الى الفراش وحاول إفاقة مهره لكن هى تهزى، بعالم آخر، وضع رفعت ذالك الوشاح يُغطى شعرها به، وقام بحملها والنزول بها سريعاً  الى مكان سيارته، لكن كانت تهزى قائله: 
وسيم، أختى، نعمان، وما أثار دهشته، رضوان، رفعت رجع من تانى. 
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بكلية الطب البيطرى 
أنهى وسيم محاضرته وذهب الى مكتبه وضع هاتفه الصامت أمامه على المكتب، ونسى أن يشغل الصوت مره أخرى، فتح حاسوبه وبدأ بقراءة بعض الابحاث 
.سمع  طرق على  الباب، ثم دخلت فتاه، رائحة عطرها الفواح سبقتها الى أنفهُ، رفع وجهه عن حاسوبه ونظر أمامه ثم وقف  قائلاً بذهول:لمى (ألما) 
تبسمت ألما وهى تسير، بدلال أنثى فاتنه، بزيها الضيق والقصير الذى بالكاد يصل لمنتصف ركبتيها، كانت ترتدى نظارة شمس سوداء خلعتها وهى تقترب منه بدلال، قائله: 
سومو،، وحشتنى كتير. 
بلحظه كانت تلف يديها حول عُنقهُ تقبل خدهُ، وتركت أثر قُبلتها على وجنته. 
إندهش وسيم من فعلتها الجريئه، لكن قبل أن يبعدها عنه كانت ليلى كعادتها تفتح باب المكتب وتدخل دون إستئذان  لتنصدم مما رأت، وسيم يحضن إمرأه صارخة الأنوثه كما أن هناك أثار حمرة شفاه على وجنته. 
رغم شعور ليلى بالخجل لكن قالت:
على فكره هنا جامعه محترمه،مش عارفه إزاى سمحوا بدخول العاهره دى.
نظرت لها ألما قائله:أى عاهره إنتى مين بتكوني علشان تكلمينى،بالطريقه دى.
ردت ليلى:أنا طالبه هنا فى الجامعه،بس أول مره أشوف دكتور وسيم فى منظر مخجل،يا خساره يا دكتور،سقطت من نظرى كتير.
يتبع ……
لقراءة الفصل الخامس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!