Uncategorized

رواية عشق بين نيران الزهار الفصل التاسع عشر 19 بقلم سعاد محمد سلامة

 رواية عشق بين نيران الزهار الفصل التاسع عشر 19 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية عشق بين نيران الزهار الفصل التاسع عشر 19 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية عشق بين نيران الزهار الفصل التاسع عشر 19 بقلم سعاد محمد سلامة

بدأت الخيوط الاولى لآشعة الشمس 
نظر رفعت لتلك النائمه الى جواره تنام براحه كما أنه هو الآخر شعر براحه  فى نومه جوارها لم تزوره تلك الكوابيس المعتاد عليها والتى تؤرق نومه كثيراً،  ازال عن جبينها بعض الخُصل المتمرده من شعرها وتمعن النظر لها تبسم وهو يتذكر فرحتها الكبيره بذالك السلسال القليل  فى الثمن لكن كبير فى القيمه بالنسبه لم يفكر أنه قد يُعطيه لأحدً فى يوم من الأيام هو كان تذكار من والداته أعطته له حين أتم عامهُ العشرون قبل أشهر قليله من الحريق،هادى غيرها سابقاً بهدايا  ماسيه ثمنها باهظ يفوق ثمن ذالك السلسال بكثير،كان يرى بعيونهن الطمع وإردة المزيد،لكن تلك شعر من فرحتها أنه أعطاها كنزًا،بالفعل السلسال كنز لكن بالنسبه،تبسم وهو يتذكر أيضاً تركها له ينام جوارها دون إعتراض أو بالاصح دون إنتباه منها هى كانت تحت سطوة فرحتها بذالك السلسال نعست وهى تقبض عليه بيدها،إقترب بجسدهُ منها وضمها بين يديه هامساً لنفسهُ: مع الوقت بتأكد 
أنى مكنش لازم أدخلك لحياتى يا زينب،معملتش حاجه كويسه علشان تكونى مكافأة ليا.
شعرت زينب بيديه اللتان تضمها،فتحت عيناها،للحظات تبسمت بتلقائيه ثم أغمضت عيناها مره أخرى، لكن مازالت البسمه على شفاها. 
هو الآخر تبسم وهو يتخيل أنها ربما مازالت تحت تأثير سطوة النوم وربما تحلُم.
إنتهز فرصة سكونها وإقترب من شفاها يُقبلها قُبلات هادئه.
شعرت زينب بأنفاس رفعت وبدأت تسعيد وعيها وتفيق من نومها،وفتحت عيناها 
وقامت برفع يديها وكادت تصفع  رفعت
لكن أمسك يديها وإبتعد عن شفاها، ينظر لها ببسمه قائلاً: ببرود صباح الخير يازوزى. 
حاولت زينب أن تُملص يديها من يدهُ وقالت: صباحك زى وشك أيه اللى نيمك هنا فى أوضتى، ياهمجى. 
ضحك رفعت يقول: يظهر قاعدتك كتير مع جدتى عدتك من الزهايمر اللى بيقى يجى لها، أنا نايم هنا من أول الليل ولا نسيتى اللى حصل بينا كمان، 
قال رفعت هذا وإنحنى وهمس جوار أذنها: أيه رأيك نعيده دلوقتي تانى يمكن تفتكرى. 
سحبت زينب يديها  من بين يدى رفعت ودفعته عنها قائله: إطلع بره يا همجى، مش قولت إنى مكيفتكش؟ 
ضحك رفعت يقول بوقاحه: يمكن مع التكرار أتعود.
نهضت زينب وحاولت لكمه،لكن بسهوله تلقى اللكمه ونهض هو الآخر بسهوله وتعامل معها،حاولت زينب أكثر من مره لكمهُ لكن رفعت كان يتمكن من صد اللكمه،بل ويضحك كثيراً.
توقفت زينب عن لكمه تلهث قائله:بتضحك على أيه،قدامك آرجوز.
رد رفعت:لأ أرجوزه عريانه.
إنتبهت زينب لنفسها وسريعاً سحبت غطاء الفراش وقبل أن تتحدث،
تحدث رفعت:خلاص شوفت كل شئ قبل كده قولتلك مليكان بلاستيك.
نظرت له زينب بغيظ قائله:بره يا رفعت وممنوع تدخل الأوضه دى تانى،وإنشاء الله فى أقرب فرصه هخلعك،والسبب وقاحتك دى.
تبسم رفعت يغيظ زينب قائلاً:وهتخلعينى إزاى بقى هتقولى مبيعرفش؟
ردت زينب بسخريه:لأ هقول حلوف ووقح وعنده قوه مفرطه،وأخاف الأ أقيم حدود الله.
ضحك رفعت بتهجم يقول:متقيه قوى يا زوزى،عالعموم،هروح الحمام أغير هدومى علشان عندى سفر للقاهره،هوصل چيرين للمطار.
ردت زينب:تروح ما ترجع إنشاله،وأخلع منك بدون قضيه ولا مأذون. 
تبسم رفعت دون رد وذهب الى حمام الغرفه.
بعد قليل خرج من الحمام يلف خصرهُ،وجدها إرتدت تلك المنامه التى كانت تريدها بأول الليل تبسم وتوجه الى ذالك الدولاب وأخرج من أحد الضُلف التى لا تستعملها زينب طقم ملابس كامل له.
تعجبت زينب وقالت:أيه اللى جايب هدومك هنا فى دولاب أوضتى. 
رد رفعت ببساطه: تعرفى إن الأوضه دى فى الأصل كانت  بتاعتى وأوقات كتير كنت باجى أنام فيها قبل ما نتجوز،شوفتى يا زوزى أهو أنتى اللى أختارتى الأوضه من الأول طمعتى فى أوضتى . 
نظرت له قائله بتهكم:طمعت فى أوضتك لو بأيديا مش عاوزه أعيش هنا من أصلهُ أنا حاسه إنى عايشه فى حِصن عسكرى مش بيت تعيش فيه ناس طبيعيه خايف من أيه. 
أزال رفعت عن خصره تلك المنشفه وأعطاها ظهره وبدأ بأرتداء ملابسهُ قائلاً بنبره ناهيه: مش خايف من حاجه، ومتدخليش فى حاجه  متخصكيش. 
ردت زينب عليه بحزم:فعلاً  مفيش حاجه من ناحيتك تخصنى، هدخل آخد شاور أطلع تكون غورت من الأوضه. 
قالت زينب هذا ودخلت الى الحمام تصفع خلفها الباب  بقوه، 
أدار رفعت  وجهه ناحية باب الحمام وشعر بالغضب، بماذا كان يرد عليها  أيقول لها أنه هو من شيد تلك الجُدران العاليه وأحكمها حول المكان،بالفعل هو يريدهُ حِصن منيع صعب الأختراق،لا يريد للماضى أن يتكرر،حين كان مكان تلك الأسوار العاليه فقط أسلاك شائكه،سهل إختراقها،وبالفعل إختُرقت من خائن وأشعل نيران حرقت كل شئ لم تترك سوا جُدران تلك السرايا خاويه،هو من أعاد ترميمها وبناء تلك الجدران العاليه.
بالفعل أنهى رفعت إرتداء ملابسهُ وترك الغرفه قبل خروج زينب من الحمام 
والتى خرجت بعد قليل،لم تجد رفعت بالغرفه،تنهدت تلوم نفسها قائله:
غبيه يا زينب،ليه الهمجى ده له تأثير كبير عليكى، وبشوية لمسات منه بتحنى له وتسلمى،وبعدها بيهن أنوثتك قدامهُ،لازم لده من نهاية،الجواز ده لازم ينتهى فى أقرب وقت،
أثناء لوم زينب لنفسها،سمعت طرقًا على باب الغرفه،تأكدت أنه ليس رفعت فهو همجى يدخل دون إذن،سمحت لمن يطرُق بالدخول.
دخلت محاسن مبتسمه.تقول:
معليشى يا دكتوره عارفه إن الوقت لسه بدرى،ويمكن صحيتك من النوم،غصب عنى والله،الست إنعام قالتلى هاتيلى الدكتوره هنا دلوقتي،حاولت معاها وقولتها الوقت بدرى وإنك لسه نايمه، بس إنتى عارفه عقلها،
وووو
قاطعتها زينب مبتسمه تقول: لأ مفيش مشكله أنا متعوده عالصحيان بدرى هغير هدومى وأروح لها. 
تبسمت محاسن لها قائله: 
والله الست إنعام عندها حق تحبك من قبل ما تشوفك،وهى اللى قالتلى أقول لرفعت بيه  انها عيانه وعاوزه دكتوره مخصوص علشان تشوفك وتتعرف عليكى،بعد ما سمعت عنك،هى أوقات صحيح بتغيب بس يمكن من رحمة ربنا عليها،دى خسرت إبنها الصغير وهو إبن عشر سنين،وبنتها كمان خسرتها شابه وهى حفيدتها،وبتقولى أنك بتفكريها بحفيدتها،بس حفيدتها كانت طيبه عنك. 
تبسمت  زينب باستغراب، هو رفعت كان عنده أخت، طب أيه سبب موتها هى ومامته 
وباباه. 
ردت محاسن بألم: ربنا يرحمهم، كان قام فى السرايا والمزرعه كلها حريق من حوالى خمستاشر سنه ومنجيش من الحريق غير رفعت بيه وأخوه رامى بيه. 
ردت زينب: وأيه كان سبب الحريق ده. 
ردت محاسن باختصار: القدر، هسبقك على أوضة الست إنعام، وأنتى غيرى هدومك براحتك… 
بعد قليل 
بغرفة إنعام 
تبسمت زينب وهى تدخل الى الغرفه قائله بمرح:  صباح  العسل على تيتا الحلوه العسوله. 
تبسمت إنعام  الجالسه على الفراش وفتحت لها يدها قائله بعتب:  زعلانه منك بقالك يومين مش بتجى لاوضتى، ونسيتينى كده انا قولت مهره مشيت وخلاص مش هيبقى فى غيرى هنا قدامك. 
تبسمت  زينب وذهبت لها وأرتمت بحضنها قائله: مقدرش أنساكى، يا تيتا يا عسوله، بس أيه اللى فى إيدك ده، ده ألبوم صور، ياترى بتفرى فى صور مين بقى، يا تيتا يا شقيه. 
تدمعت عين إنعام، قائله: دول كلهم من الماضى، تعالى أعرفك عليهم، وكمان فى صور للواد. رفعت وهو صغير مكنش صغير قوى كان بتاع خمس سنين كده، وكان ملط من غير هدوم. 
همست زينب قائله: مشاء الله طول عمره وقح من صغرهُ. 
تبسمت إنعام التى سمعتها قائله: هو طول عمره وقح بس يتحب، ولا أيه رأيك، يعنى هتكدبى على تيتا وتقولى إنه مش معشش فى قلبك بس بتكابرى، يابت دا أنا شيفاه ليلة إمبارح داخل أوضتك،وكنت لسه هخبط عالأوضه بس وقولت بلاش أبقى عازول. 
تبسمت  زينب قائله: هو حفيدك ده فيه حاجه  تتحب يا تيتا ده همجى و أنا مستحملاه بس علشان خاطرك بس، وبفكر أخلعه قريب. 
تبسمت إنعام قائله: لأ متخلعهوش خليه يعترف أنه بيحبك، وشعوطيه كده، زى ما أنا عملت مع المرحوم زمان، تعالى أما أفرجك على صورى أنا والمرحوم 
تبسمت زينب لها وبدأت إنعام تفر بين صفحات الالبوم، تحكى لها حكايه كل صوره، كآن ذاكراتها عادت من جديد، لكن أثناء تقليب إنعام،  بصفحات الألبوم، إندهشت زينب من تلك الصوره، 
رفعت يبدوا أصغر فى بداية العشرينات من عمرهُ ويرتدى (زى ملكى)
ولسوء الحظ لم تُعقب إنعام على تلك الصوره وقلبت الصفحه بأخرى،لكن فضول زينب،جعلها تسأل إنعام،وتعيد نفس الصفحه على الصوره وقالت بسؤال:
الصوره دى محكتيش حكايتها زى الباقين ليه يا تيتا.
تمعنت إنعام من الصوره وعادت مره أخرى،تُغيب عقلها:
معرفش حكاية الصوره دى أيه وبعدين مين اللى طلع الألبوم ده من مكانه أكيد محاسن عايزه تحرقه،
لم تقول هذا فقط،بل أغلقت صفحات الألبوم وضمته لصدرها تلف يداها حوله بقوه قائله:
ده اللى باقى لى من ذكريات  اللى راحوا واللى إتحرقوا. 
شعرت زينب بالأشفاق على إنعام ولم تجادلها، بل أحتضنتها  بود. 
تبسمت إنعام ولفت يديها حول زينب وأحتضنتها هى الأخرى قائله: 
نفس الشامه اللى كانت فى إيد رحمه فى إيدك يا زينب، أنا متأكده إنى شوفتك قبل كده فين مش فاكره. 
تبسمت زينب، لكن عقلها شارد بتلك الصوره، رفعت يرتدى (زى ملكى) قادها فضولها لجواب واحد،ربما كان بفترة قضاء خدمتهُ العسكريه. 
… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.فى عصر نفس  اليوم 
دخل رفعت الى الأستطبل 
تبسم وهو يقترب من مكان وقوف أخيه 
تحدث أخيه يقول:وصلت جيرين للمطار؟
رد عليه: أيوا وصلتها 
قال هذا وشد تلك الكوفيه الذى كان يلفها حول عنقه. 
وقع نظر أخيه صدفه على رقابته، ورأى تلك العلامه البارزه بجانب رقابته 
تحدث  بلهفه : أيه العلامه الى فى رقابتك دى يا رفعت ثم أكمل بخبث: لتكون علامة الدكتوره 
زينب السمراوى 
رد رفعت وهو يضع يده على العلامه يشعر بألم بسيط: متقولش دكتوره  زينب قول 
حفيدة دراكولا. 
تبسم رامى يقول بتوريه: بس غريبه أنا قولت هتوصل چيرين المطار وتفضل فى مصر كام يوم تريح أعصابك، بس يظهر اللى هنا وحشوك. 
رد رفعت: مين اللى هنا هيوحشنى إنت مثلاً. 
تبسّم  رامى: لأ طبعاً  لو الود ودى مكنتش هترجع فى نفس اليوم كده، بس فى حفيدة دراكولا، يمكن علشانها، أصلى قريت إن اللى بيعضه دراكولا دايما بيشتاق لعضهُ. 
نظر رفعت لرامى بسخط وقال: أنا بقول تخلص تدريب الفرسه اللى معاك بدل ما أخليك تحضر فرحك فى الجبس. 
تبسم رامى: على أيه يا سيادة القائد، قلبك أبيض، هبقى أنا والعروسه متجبسين، طب خلى واحد فينا يسند التانى. 
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل غروب الشمس بحوالى ساعه 
عند ذالك المجرى المائى بالبلده 
كان يسير نُعمان تجُول عيناه بالمكان الذى تغير جذرياً عن وقت ما تركهُ، إختفت المساحات الخضراء أصبح مكانها كُتل خراسانيه سدت الهواء النظيف الذى كان يأتى بهذا الوقت مُحمل برائحة زهور الربيع المُنعشه، إنعدم الهواء،مجرد نسمات عابره حتى المجرى المائى ضاق وأصبح أقل عُمق، تذكر كيف رطبت مياه هذا المجرى جسده من حرارة الصيف تزيل عنهُ عرق جسدهُ الذى كان يحترق من  تعامُدحرارة الشمس عليه وهو يعمل بالحقل بأيام الصيف الحاره، تذكر  حتى تلك الأشجار التى كانت مزروعه على ضفتي المجرى لم تعُد موجوده بنفس الكثافه القديمه مجرد شُجيرات صغيره،بالماضى كان على ضفتى المجرى  أشجار متنوعه، أشجار التوت المُثمره التى مازال مذاقها بفمهُ لم ينساه، حين كان يفتطفه ويذهب به لوالداته وأختهُ وتفرحان به كأنه أتى لهن بكنز ثمين، وأشجار زينه تظل مياه  المجرى، شجر الصفصاف، أثناء سيره توقف أمام نفس المكان القديم هنا كانت بداية نهايه قصة حب المهره والبستانى البسيط،هنا إرتسم طريق الفراق،
كل شئ تغير عن قبل ثلاثون عامً،عُمر آخر عاشهُ بعيداً عن هنا،ترك كل شئ خلفه،ترك والداته وأخته دون سند لهن،أعتقد أن المال الذى كان يُرسلهُ لهن هو السند،تزوجت أخته لم يُسلم يدها لزوجها ويقول له أن خلفها رجُل عليه أن يهابه ويعاملها بالحُسنى،وفارقت والداتهُ الحياه لم يُكن واقفاً يأخذ عزائها،ليت الزمن يعود ما كان تركهن خلفهُ وما إستسلم لطاغوت هاشم،لكن كان الأختيار وقتها صعباً عليه ما كان يقدر على المجازفه بهن الثلاث،والداتهُ وأختهُ وعشق قلبهُ والذى إن كان قلبه مازال ينبض فهو ينبض من أجل تلك المُهره.
أثناء وقوفه سمع صوت صهيل يقترب منه بسرعه حتى أنه كاد أن يدهسه لولا تنحى جانباً كاد يقع بمياه المجرى المائى،لكن تمسُكهُ بلجام الجواد بشجاعه حال بينه وبين السقوط فى مياه الترعه وليس هذا فقط بل أجبر الجواد على الوقوف،مما إستفز الآخر الذى كان يمتطى الجواد.
نظر نُعمان له وسُرعان ما أخفض وجههُ
تبسم الآخر بزهو يقول:فعلاً أحسن حاجه تعملها أنك متقدرش ترفع وشك لفوق قدامى.
رفع نُعمان وجهه وقال بأستهجان:لسه عندك نفس الغطرسه يا هاشم،بلاش تتغر أنا اللى خلانى نزلت وشى حاجتين،
الأول الشمس زغللت عينى
التانى إنى قرفان أبص فى وش حقير زيك.
إغتاظ هاشم قائلاً:يظهر لسه غباوة زمان فى دماغك لما فكرت تقف قصادى وتتحدانى فاكر حصل أيه؟
سخر نُعمان قائلاً:زمان كنت ضعيف كان عندى شئ وخوفت أخسره، النهارده أنا قوى،وللأسف معنديش أى حاجه  أخسرها. 
كل اللى خوفت عليهم زمان خسرتهم خلاص،بس على يقين  إنى هرجع أكسبهم تانى وقريباً . 
إغتاظ هاشم يقول: يظهر راجع من بلاد بره وعندك طموح ومفكر بشوية الفلوس اللى جمعتهم من الغربه هتقدر توقف قدامى وتتحدانى يا نُعمان، فوق لنفسك، شايف أبو قردان اللى واقف قدامك ده آخرك زيه تلقط أكلك من عالأرض. 
تبسم نُعمان  ينظر لذالك الطائر  وقال: تعرف يا ياريتنى كنت زى أبو قردان  ده أكتر طائر مفيد فاكر كنا بناخد فى المدرسه أنه صديق الفلاح، بينقى الدود والحشرات الضاره من الأرض، وينضفها وبعدها البذره بتطلع جيده وتخضر وترعى والخير يزيد،لكن فى زرع هالوك له شوك كل مهمته فى الحياه يأذى بأى شكل ناسى إن آخره للنار تحرقهُ،أنا راجع تانى يا هاشم وهسترد كل اللى خسرته فى الماضى،وأولهم مراتى اللى غصبتنى أطلقها لم حطيت سلاحك على راس أمى،بوعدك السلاح ده إنت بنفسك هتحطه فى رأسك وقريباً جداً،ولاد رضوان نسخه أقوى منه،ومعاهم التالت اللى أتربى فى بيتك وقدام عنيك بس معرفتش تاخده لصفك،ويبقى زيك أنا شوفت بنفسى وحيد الشامى الفارس الحقانى اللى شهد بالحق ومتأكد بل على يقين إنك السبب فى موتهُ بطريقه غير مباشره بسبب طمعك وحقدك القديم، أنا كنت بتمشى  علشان أشوف قرص الشمس الدهبى وهى بتغيب علشان أعرف إنها راجعه تانى بكره بنور جديد أقوى، بس للأسف  لونها الدهبى النهارده مُختفى خلف الغيوم، بكره الطقس يتعدل وتستطع أقوى تبدل العتمه بالنور. 
ضرب هاشم الجواد بسوطه بقوه مما جعل الجواد ينتفض ويتحرك بقوه، وفلت اللجام من يد نُعمان، أو بالأصح هو تركهُ برضاه، 
سار هاشم بالجواد سريعاً   
رغم وجع قلب نُعمان لكن تبسم وهو ينظر الى قرص الشمس الذى يتوارى خلف الغيوم، وقال: 
شمسك هتغُرب يا هاشم، وهتستطع شمس جديده بنور أقوى وزاهى. 
… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً بسرايا الزهار. 
تسحب رفعت ودخل الى غرفة زينب 
وجدها نائمه  بهدوء، تبسم وهو يراها نائمه مُطمئنه تُشبه الأطفال، كان الغطاء مُنزاح من عليها، جذبه وقام بدثرها به جيداً، تعجب كيف تذهب للنوم سريعاً، أيقن أن سبب ذالك هو خلو بالها وصفاء ضميرها ونيتها الطيبه، هى تحب مساعدة الآخرون دون هدف، لكن قال عقلهُ ربما عليها الحذر قليلاً فالجميع ليس بطيبة نواياها، أراد أن يقترب منها ويُطفئ ذالك الشوق الذى يشعر بيه حين تكون قريبه منه، هو يكذب ويدعى أنها لا تملئ عيناه هو معها فقط يشعر بالحياه وأحتياج المزيد منها لكن يقاوم ذالك الشعور، بأدعاء عدم الشعور بالكمال وهى معه، كاذب هو يشعر بأكتفاء فقط من مجرد تقبيل شفتاها، تعامل مع الكثير من النساء لم يشتهيهن، كانت مجرد رغبات، يُعطى ما يريده فقط، تلك ليست رغبه ولا شهوه، تلك تُزلزل كيانه حين يقترب منها، تُضعفه على إستعداد من أجلها إشعال الكون
، لكن…. 
أخرجه من تأمُلهُ ل زينب،  إهتزاز ذالك الهاتف بجيبهُ من الجيد أنه وضعه على الوضع الصامت لكان صوت رنينهُ الآن فضحه، وأيقظ زينب وما سلمَ من لسانها . 
تسحب مثلما دخل وخرج من الغرفه، سار قليلاً الى أن وصل الى غرفته، ونظر للهاتف وأغلقهُ دون رد، لكن آتت له رساله، فتحها فضول منه لا أكثر، وإبتسم بعدها بسخريه، وهو يعلم أن الهاتف سيرن مره أخرى، وها هو بالفعل رن. 
فتح الخط 
سمع من تقول بأنتصار: كنت عارفه إنك مش هترد عليا، غير بعد ما تشوف الصوره دى. 
رد بهدوء: عاوزه أيه يا (ريما) قصتنا القديمه خلاص إنتهت، وإنتى اللى نهيتها بنفسك. 
شعرت ريما بالندم وقالت له: 
مكنتش عارفه أنى لسه بحبك. 
سَخِر رفعت يقول: وفابيو يعرف الكلام ده؟ 
إرتبكت ريما قائله: شوفت الفلاشه؟ 
رد رفعت بكذب: للأسف لأ لانها ضاعت منى. 
غضبت ريما قائله: رفعت أنا لسه بحبك و….
قاطعها. رفعت  قائلاً: 
فات الوقت يا ريما قصتنا خلصت أنا دلوقتي  متجوز وبحب مراتى وأتمنالك السعاده مع فابيو انتى اللى أختارتى وسافرتى اليونان زمان ورميتى نفسك فى حضنهُ،تصبحى على خير. 
قال رفعت هذا واغلق الهاتف، يُزفر أنفاسهُ وقال: قمة الوقاحه يا ريما إزاى فى يوم دخل عليا خداعك وكذبك  وصدقت بأنى أول راجل والوحيد فى حياتك، فتح ذالك الملف على هاتفه وتبسم بسخريه يقول: 
ممثله فاشله يا ريما، وتستحقى اللى فابيو هيعملوا فيكى لو فكرتى تخونيه. 
قال هذا وآتت لخيالهُ تلك الشرسه عديمة الخبره التى تقع فى براثنه من مجرد قُبلات، يخترق بها مشاعرها البريئه. 
… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد
منتصف الليل
بمكان شبه مظلم كانت تقف سياره فخمه، تتوارى عن العيون. 
صعد لداخلها  
هاشم الزهار بيتسم لذالك الرجُل،الذى رد عليه نفس البسمه 
نزل السائق وتركهم سوياً
تبسم هاشم قائلاً: غريبه ليه جاى بالسواق معاك مش خايف منه، يكون جاسوس عليك فى مجالنا المثل بيقول حرس ولا تخون. 
تحدث الآخر: قصدك خون حتى ولادك، مفكر أن دخل عليا إن موت القبطان كان بسبب حرق اليخت بتاعه، أنا عرفت  إن جاكلين كانت هنا. 
تعجب هاشم: إزاى عرفت إن جاكلين  كانت هنا.
رد الآخر:من أصدقائى فى المطارات والموانى،بس عاوزك تعرف حاجه واحده إبنى مش زى إبن القبطان اللى  أبوه دخله فى شُغلهُ الديرتى وحب يكبر على حساب أبوه ،أنا فى نظر إبنى قديس،عالعموم مش ده المهم عندي،زى ما طلبت منك قبل كده نسبتى هتزيد،أنا اللى بسهل بعلاقاتى فى إستخراج تصاريح دخول الأدويه اللى بتدخل لمصر على إنها مقويات وعلاجات حيوانيه 
لتسمين الطيور أو الحيونات،وكمان أنها بتستعمل فى علاج الخيل،مش ترمادول وأدويه محظوره. 
رد هاشم: بس كده نسبتك تعتبر مساويه لنسبتى خلينا  المره دى زى ما كنا قبل كده  التلت والتلتين والعمليه الجايه تبقى مناصفه. 
فكر الآخر قائلاً: تمام، بس المره الجايه  مناصفه،متنساش إنى كمان أنا اللى بستخرج بسبورتات وهاويات للبنات اللى بتبعتهم لبره مصر فى حاويات السُفن ومتنساش لو مش وقوفى جنبك وتهديد المحامى اللى من طرفى لأبو البنت اللى ماتت دى وكمان سكتت الحكومه،كان بسهوله يوصلولك بسبب تقرير الطبيب الشرعى،اللى أثبت أن البنت دى كان بداخلها نِطاف رجل بعد علاقه حميميه،لو أبوها كان وصل له التقرير ده وعرف بيه كان ممكن يدعى الشرف ويقِر على أسمك بسهوله،بس أنا اللى أخفيت التقرير ده،ليه قتلت البنت. 
ردهاشم:علشان كانت خاينه،واللى يخون هاشم الزهار أقل جزاء له الموت. 
تعجب  الآخر وقال:إزاى قدرت تخونك وهى حته عيله صغيره،كان بلاش تقتلها وكنت بعتها للناس اللى بره،زى اللى سبقوها،عالعموم سيبك من الكلام عن الشغل والبنات،و قولى أيه أخبار رفعت إبن رضوان الزهار،وجود رفعت فى الزهار خطر،مش عارف أيه اللى رجعه هنا تانى،وإزاى ساب منصب زى اللى كان فيه وقِبل يرجع يبقى تاجر خيول. 
رد هاشم بسخريه: راجع ياخد مكان أبوه، ويعمل فيها شيخ عرب،زى المرحوم أبوه. 
ضحك الآخر قائلا:  ومأخدش عظه من اللى حصل لابوه لما طمعهُ زاد عن حدهُ،بس لازم نعترف هو أذكى من رضوان،هو عارف إن منصبه زايل ومهما عِلي وإترقى، كان هيبقى أيه فى النهايه،وزير، رئيس وزراء بالكتير،لكن لما يبقى من أشهر تُجار الخيول مش بس فى مصر فى المنطقه العربيه ويسمع إسمهُ فى أوربا وإسمه يكبر،وقتها مش هيبقى له سُلطه بس فى مصر،لأ كمان مع رجال أعمال عرب وأجانب يتمنوا يخدموه،زى ما بيقولوا
“الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة”. 
سَخِر هاشم يقول: لأ رفعت فى دماغهُ هدف تانى غير أنه يكون أكبر تاجر خيل مفكر أنه هيقدر يعمل اللى أبوه فشل فيه زمان ويجمع الكل حواليه فرحان بأخوه والتانى إبن وحيد الشامى. 
رد الآخر : لو ده تفكيرهُ يبقى نفس غباوة أبوه فيه ناسى إن الناس 
المزمار  يجمعها والعصا تفرقها. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومين. 
تزينت الوحده الصحيه ليس  الوحده الصحيه فقط من تزينت بل البلده بأكملها مُزينه بلافتات ترحيب بكل مكان ترحب  بأستقبال الوزير ورُفقائه من كبار رجال المحافظه وبعض نواب الدوائر بالمحافظة  لافتتاح المبنى الجديد  للوحده الصحيه، الذى تم تجهيزه بمده قياسيه وبجوده عاليه. 
على الطريق كان بعض الرجال والنساء مصفوفون يهللون ترحيب بذالك الوزير، الذى تكرم ونزل لتلك البلده الصغيره، وما كان هذا منهم الأ رياء مدفوع الثمن مُسبقاً من أجل عدسات كاميرات بعض القنوات الفضائيه المصحوبه مع زيارة الوزير. 
بالوحده، كانت زينب تجلس بمكتبها دون مبالاه فهى على درايه بذالك الموضوع، وليست أول مره يمُر عليها، دخلت صفاء التى ليست كعادتها ترتدى ثياب بسيطه، بل ترتدى عباءه سوداء سوريه بتطرير مُتقن، تبدوا بها ليست عامله، بل إمرأه ريفيه راقيه. 
تبسمت زينب حين رأتها. 
تحدثت صفاء قائله: 
هو رفعت بيه مش هيجى للوحده، يا دكتوره زى بقية كبارات البلد كده. 
ردت زينب: أكيد هيحضر طارق مسبش حد من كُبارات المحافظه كلها الا ودعاها يحضر الأفتتاح يرحب، بالوزير الغبي، بس قوليلى أيه العبايه الحلوه دى يا صفاء، دى بمبلغ وقدرهُ. 
تبسمت صفاء قائله: والله إشترتها بالقسط كل شهر هدى لصاحبة المحل حسبه كده، ماهو ميصحش أقابل الوزير بعبايه من عباياتى القديمه، وكمان أبقى أحضر بيها فرح رامى بيه خلاص كلها أيام. 
تبسمت زينب بسخريه قائله: كان أفضلك توفرى الفلوس اللى دفعتيها فى العبايه تنفعك، وتقابلى الوزير بهدومك العاديه، حتى يمكن كان يحس وقتها إن الناس مش مُرفهه، وشقيانه وهدمتها إتهرت زيها من الشقا وبهتت ألوانها، عالعموم تدوبيها فى الهنا. 
تبسمت صفاء  قائله: هطلع أتفرج على موكب الوزير، أول مره وزير يزور بلدنا،وأشوف موكب عالحقيقه مش فى التلفزيون وكمان بيقولوا فى قنوات فضائيه بتصور.
تبسمت لها زينب ببساطه،فلو يقُدر هؤلاء المسئولين إنبهار البسطاء بهم، لكانوا تمنوا لهم الأفضل،لكن ذالك الأنبهار يفُسر بعقولهم بطريقه عكسيه ويشعرهم أنهم الساده وعليهم التكبُر على هؤلاء البسطاء.
بعد قليل 
دخل الى مكتب زينب طارق الذى يرتدى حِله رسميه عكس ذالك الجلباب وفوقه عباءه عربيه الذى كان معظم الوقت يأتى بهم للعمل بالوحده،سَخِرت حين رأته،
لكن هو قال لها بلهفه،يلا يا دكتوره خلاص موكب الوزير بقى قدام الوحده لازم تكونى فى إستقباله مش مديرة الوحده.
سَخِرت زينب قائله:لأ إزاى ميصحش ده لازم أستقبله إستقبال حار،يليق بمقامه كفايه هو اللى نقلنى لهنا،يلا خلينا نستقبله سوا.
لم يلاحظ طارق سخرية زينب 
خرج الاثنان الى أمام باب الوحده الداخلى،بالفعل كان موكب من السيارات الفخمه سواء كانت سيارات الحراسه او كبار الشخصيات بالمحافظه التى آتت تُرحب
بالوزير 
همست زينب لنفسها:لو حرامى سيارات عنده ضمير يسرق العربيات دى ويتبرع بس بنص حقها للغلابه فى البلد مكنش حد فعلاً نام جعان،يارب تولع بهم وهما راجعين بعيد عن العمار.
نزل الوزير من السياره وجواره ذالك اللفيف من الكبار،ودخل الى مكان وقوف زينب.
مد يدهُ لها بمديح منه
نظرت زينب ليدهُ ساخره أليس هذا من قام بنقلها او بالأصح بأعتقاد منه بنفيها لهنا،عقاباً على سبها لأبن أخيه 
إبن أخيه ها هو خلف عمه يرافقه كظله.
قبل أن تمد زينب يدها لتصافح الوزير،كانت يد أخرى تفعل ذالك 
يد رفعت الذى وضعها بيد الوزير قائلاً:رفعت رضوان الزهار.
تبسم الوزير قائلاً:غنى عن التعريف يا سيد رفعت.
تبسم رفعت وأقترب من زينب ووضع يده بيدها قائلاً:وأبقى زوج الدكتوره زينب صفوت السمراوى.
تبسم الوزير بمديح لها أمامه قائلاً:
فعلاً الدكتوره فى فتره قصيره أنهت كل تجهيزات الوحده الجديده،يُحسب لها،بصراحه،وكمان يُحسب للحكومه وكبار رجال البلد  اللى مدتها بالمصروفات الازمه .
تبسم رفعت وزينب بداخلهم على قول هذا الأحمق،فعن أى مصروفات يتحدث،فهى من صَعَرت خدها وطلبت من البعض المال وأتمت التجهيزات الازمه ولولا ذالك لما تجهزت الوحده بهذا الوقت.  
دخل الوزير يتجول بين أركان الوحده بزهو أمام  عدسات الكاميرات التى تصور، مشفى بكل هذه الامكانيات ببلده ريفيه، ذالك من فضل توجيه الوزير، من البدايه، 
لم يترك رفعت يد زينب للحظه واحده طوال الجوله، كانت عين هاشم الذى كان من أول الحضور يشعر بنيران تنهش به من رفعت الذى ظهر أمام الجميع، أنه كبير تلك البلده الصغيره، والفضل عاد لتلك الطبيبه، التى يمسك بيدها طوال الجوله الذى قضاها الوزير، بالوحدة، 
بينما زينب لما شعرت بقوه إضافية  حين أمسك رفعت بيدها أمام ذالك الوزير، وإبن أخيه، التى لاحظت نظرات عيناه لها مازالت نفس النظره القديمه، نظرات إعجاب، شعر هو الآخر بالغيره من رفعت، كيف لها رفضت وصالهُ يوماً وأهانته وترضى بذالك الفلاح الذى كان يرتدى بدله رسميه فوقها عباءه من الطراز العربى 
بينما زينب بداخلها  شعور بالفخر ليس بأنجازها وتكملة تجهيز تلك الوحده بمده قصيره، بل بذالك المُحنك اللبق رفعت الزهار 
الذى لا يُشتت فقط عقلها بل قلبها أيضًا. 
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عدة أيام 
اليوم الذى كانت تنتظره البلده. 
اليوم زفاف ثانى أبناء رضوان الزهار، 
فبالأمس كانت وليمه كبيره جمعت بين سادة القوم والبُسطاء اللذين تغنوا بأبناء الزهار وسخائهم عليهم، ومعاملتهم بود وأحترام وكرم غير معهود من مثل هؤلاء الأغنياء فهم يعطون بالمقابل يأخذون منهم المقابل، أما أبناء (رضوان الزهار) يعطون دون مقابل، ليس لديهم شئ يريدونه من هؤلاء البُسطاء فمعظهم يعملون بمزرعة الخيول التابعه لهم 
أما الآخرون يطعمونهم مقابل قضاء مصلحتهم. 
……….. 
بسرايا رضوان الزهار 
دخل وسيم الى غرفة النوم الخاصه ب رامى 
وجدهُ مازال نائماً ظهرهُ عارى ،تبسم بمكر وأتى بتلك المياه وقام بسكبها على ظهرهُ كعادته القديمه معه.
إنخض رامى وأستيقظ فزعاً ينظر له قائلاً:هتفضل مؤذى طول عمرك.
تبسم وسيم يقول:ناموسيتك كُحلى يا عريس أيه الساعه قربت على عشره الصبح مش هتصحى علشان نجهزك للعروسه.
نظر له رامى بسخط هتجهزنى للعروسه ليه هتودينى للكوافير يعملى مانكير وبادكير،هو أحلق دقنى أو أهذبها شويه وخلاص،أيه اللى جابك بدرى كده معندكش محاضرات النهارده.
رد وسيم:كان عندى ولغيتها فرح أخويا وأسيبه فى يوم ميمون زى ده.
نظر له رامى قائلاً:بلاش تقُر فيها من أولها،خلى الليله تعدى.
تبسم وسيم:هتعدى وهتبقى أحلى عريس،وتدبح القطه كمان،بس أنا خايف لهى اللى تدبحلك القطه من أولها وتمشيك عالصراط المستقيم،مش شايف مرات رفعت عامله معاه أيه مطلعه عينهُ ماشيه معاه بالعكس.
ضحك رامى يقول: رفعت مكنش ينفع معاه واحده تقوله أأُمر فتطاع يا مولاى، هى الشرسه زى ما بيقول عليها، وبعدين 
إنت أيه آخر أخبارك بقى عاوز تقنعنى مفيش واحده كده دخلت دماغك حتى لو إعجاب، ومتقوليش لمى، دى بتلعب على كل الأحبال، زمان لما كنا فى إسكندريه حاولت معايا وأنا صدتها، أنا مش برتاح لا ليها ولا لأختها وأهو أنت شايف الصوره اللى شوفناها اللى كانت بعتاها لرفعت، شكله عاوزه تبتزهُ، معرفش ليه؟ 
تنهد وسيم وآتت لخياله 
ليلى، تذكر رؤيتهُ لها قبل ثلاث أيام 
تسير مع بعض زملائها بالجامعه يتحدثون بمرح بينهم، ورؤية ذالك الشاب زميلها يمرح معها وتتعامل معه برحابه حتى أنها ذهبت وجلست لجواره بأحد أروقة الجامعه وظلوا جالسون بمفردهم لوقت ليس بالقليل، لا يعلم إن كانت رأتهُ أو لأ لكن هو رأها من شباك غرفة مكتبه بالجامعه، لا يعلم وقتها لما شعر بالغيره وأراد الخروج من غرفته والذهاب إليها يوبخها على جلوسها مع زميل لها، حتى إن كان جلوسهم معاً برئ ليس مجرد أكتر من زماله، فيبدوا أن زميلها كان يشرح لها شيئاً، يتناقشان فيه، بعدها هى غادرت المكان بل الجامعه كلها، ودخل زميلها لمدرج المحاضره وكان هو المحاضر، كم أراد أن يقوم بطرده ومنعه هو الآخر من حضور محاضراته، فهو لا يطيق رؤياه امامهُ حتى أنه كاد أن يتلكك له ويقوم بطرده لكن أظهر الآخر إحترامهُ له.
آنب نفسه وقتها بأى ذنب تأخذهُ أنت من بدأت وتسرعت وحرمت ليلى من الحضور والآن تريد طرد آخر لمجرد أنه كان يجلس معها،لما هذا الشعور يختلج به،ماذا بليلى تفرق عن غيرها، بداخله يقاوم ذالك الشعور ليس وقتهُ الآن،لديه هدف آخر.
لاحظ رامى سرحان وسيم و طقطق  أصبعيه له أمام عيناها يقول :أيه روحت فين بكلمك مش بترد عليا، لتكون طبيت وبتدارى عليا،قولى هى مين وأنا أخطُبهالك  بنفسى.
تبسم وسيم يقول:لأ خليك فى نفسك الليله.
تبسم رامى:أيه آخر أخبارك مع لمى 
رد وسيم بزفره:والله وقاحه لا تنتهى،مقضى معظم وقتى بتهرب منها، من الجامعه لأستطبل الخيل لهنا، والله لو مش وجود ماما مهره هناك كنت سيبت البيت وروحت عيشت فى بيت أبويا وخدت ماما مهره معايا بس هى اللى مش موافقه وتقولى إننا لينا نص البيت ده ومستحيل تسيب البيت اللى إتربت فيه. 
رد رامى: عمتى مهره غلطانه، هاشم المفروض يعيش لوحده، بس لمى عملت أيه خلتك تطفش  بالقوى كده، أوعى يكون اللى فى بالى إتحرشت بيك . 
ضحك وسيم يقول: حشم الفاظك أيه إتحرشت بيا ده شايفنى بنت ولا عيل صغير، هتحسس على جسمى، لمى أشطر من كده، جاتلى أوضة نومى لابسه قميص نوم مفتوح عالبحرى ومعاها إزازة فودكا نوع نضيف وبتقولى نتسلى سوا، أصلها مش جايلها نوم متعوده عالسهر يا ولداه،
ضحك وسيم ثم أكمل بمزح: بس للأسف جاتلى فى الوقت الغلط، كنت خلاص فاصل شحن وقولت لها مش هنفعك أنا مش قادر أتحرك طول اليوم كنت بين الخيل وهلكان وبنام على نفسى، خلينا لبكره. 
ضحك  رامى يقول: وهى سابتك بسهوله كده. 
تبسم وسيم: لأ طبعاً حاولت تظهر كرامتها ،وقالتلى هعملك مساچ يريح جسمك وبدأت تحسس،  بس أخوك واعى لها، قولت لها تمام مفيش مانع آخد كاس معاكى يمكن أنتعش، صبت الكاسين، وشربتهم هما الاتنين ومعاهم حباية منوم غير الحبايه التانيه اللى كانت حطاها فى الكاس اللى إديتهولى، يلا مش خساره فيها شربتهم صحه وهنا على قلبها وراحت فى سابع نومه وهى بتتخيلنى معاها زى ما هى عاوزه. 
تبسم رامى قائلاً: قلبك جاحد يا سومى. 
تبسم وسيم، لكن فى ذالك الوقت دخل عليهم رفعت مبتسماً يقول: صباح الخير يا شباب، ها إزى عريسنا هترفع راسنا الليله. 
تبسم وسيم يقول: بلاش إنت كفايه علامات الدكتوره السابقه. 
تبسم رفعت ووضع يدهُ على عُنقه قائلاً: 
بلاش تحضر فرح أخوك متخرشم، ولمى تفرح فيك، كويس إنت هتكون مع رامى طول الوقت وأنا هسبق عالقاعه أستقبل بعض الشخصيات المُهمه. 
تبسم رامى  يقول: والدكتوره وأهلها اللى جاين يحضروا الفرح. 
تبسم رفعت يقول: حمايا وحماتى خلاص وصلوا للسرايا وإستقبلتهم، بس آخر النهار زينب وجدتى، ومعاهم أهل زينب هيجوا بعربيه خاصه عالقاعه، فى شخصيات مهمه هتبقى فى الزفاف، ودول لهم بيرستيچ خاص والقاعه لازم تكون متأمنه. 
تبسم وسيم  يقول: ومن ضمن الشخصيات المهمه دى طبعاً، رؤسائك القدام. 
تبسم رفعت يقول: يلا عندى كذا مشوار هعملهم وهروح بعدها عالقاعه، سلام يا شباب. 
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل 
هاشم الزهار. 
دخل ساخراً ينظر لمهره يقول: 
شايف فرحه فى عنيكى كأنك رايحه تحضرى زفاف الأمير تشارلز. 
ردت مهره: رامى عندى أحلى وأغلى من ميت أمير زى تشارلز، رامى فارس وانا بفتخر أنه أبن أختى، ناسى إنى كنت راضعه على أخو مامته الله يرحمها وكمان يبقى إبن المرحوم رضوان الزهار إبن عمى، واللى كان أكتر من أخ ليا أنا وأختى الله يرحمها. 
رد هاشم بأستهزاء: رضوان الله يرحمه، كان بيحب يوصل الرحم. 
شعرت مهره بنبرة إستهزاء هاشم 
نظرت  له وضحكت بسخريه قائله:هاشم الزهار لسه عنده نفس غِل الماضى،زمان كنت بتكره رضوان الزهار،وفرحت لما إتحرقت مزرعته،وهو جواها هو ومراته وبنته،بس القدر نجى ولاده الصبيان،اللى رجعوا من تانى أقوى،وغِلك رجع أقوى،بس زمان رضوان كان واحد 
إنما دلوقتى ولاد رضوان صحيح إتنين،بس إيد واحده،مش هتقدر تقف قدامهم وتتحداهم،لازم تعترف إن الخيل لما بتكبر،بتستنى الرحمه.
أعترف يا هاشم رفعت أقوى من رضوان ومش عود واحد وسهل كسره زى رضوان، أنا نازله لازم أحضر الزفه من أولها. 
قالت مُهره هذا وتركت هاشم بالغرفه  وحده يقول: 
تحضرى  الزفه من أولها ولا تلحقى تملى عيونك من حبيب الماضى، بس ده مش هيفضل كتير يا مهره إتمرعى شويه أنا عارف إزاى هقدر أرجعك تخضعى لى من تانى. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
… بعد قليل بمدخل تلك القاعه الفخمه
قد ترسم طريقاً لنفسك لكن القدر لا أحد يرسم له الطريق، من شدة الرفض ها هى تُسلم يدها ليدهُ تسير جواره بخطوات متهاديه بعض الشئ فهى فقط منذ أيام فكت جبيرة يدها وساقها الذى بها عرجه خفيفه لكن مُلاحظه للآخرين 
لكن بسبب الزحام، كانا يسيران خطوات ويقفان خطوه لالتقاط بعض الصور 
الى أن دخلوا الى غرفة ليست بصغيره، جوار قاعة العُرس، لتعلم أنها أستديو تصوير فوتغرافى، 
كان هنالك إثنان بالمكان رجُل وإمرأه 
إقتربت من المرأه قائله: 
مبروك ربنا يتمم بخير 
ممكن أخد العروسه لدقيقه واحده. 
تبسم رامى وترك يد مروه 
التى أصابتها رعشه حين ترك يدها لا تعرف لما السبب. 
أملت عليها المرأه بعض اللقطات واللمسات التى تفعلها من أجل إلتقاط صور فوتغرافيه 
لهم، كان منها بعض اللقطات الحميميه بينهم، سواء كانت قُبلات أو لمسات حميميه كانت تخجل من فعلها، لكن رامى كان يستهزأ بداخله  من خجلها، عليها أن توفر هذا الخجل لما بعد أن يُغلق عليهم باب واحد. 
يتبع ……
لقراءة الفصل العشرون : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!