Uncategorized

رواية عروس من باريس الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سارة علي

  رواية عروس من باريس الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سارة علي

رواية عروس من باريس الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سارة علي

رواية عروس من باريس الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سارة علي

فرنسا / باريس 
دلفت ليديا الى منزلها اخيرا بعد رحلة طويلة .. اغلقت الباب خلفها بعدما ادخلت حقيبتها لتتأكد منزلها الصغير للغاية بإرتياح شديد ..
اغمضت عينيها وهي تقف في منتصف صالة الجلوس تستنشق رائحة منزلها العذبة والتي تذكرها برائحة والدتها الراحلة ..
فتحت عينيها وهي تبتسم بهدوء رغم دموع الألم التي أغشت عينيها ..
اتجهت نحو النافذة وفتحت الستارة لتسطع الشمس عاليا .. فتحت النافذة فيمر نسيم الهواء من خلالها الى داخل الشقة ..
اخذت تستنشق الهواء براحة ثم ما لبثت ان قررت ان تبدأ بترتيب اغراضها في خزانتها وتنظيف البيت الذي تركته لايام عديدة لكنها لم تنس قبل ذلك ارسال رساله الى كريستين صديقتها تخبرها بأمر وصولها الى فرنسا ..
وبالفعل ارسلت الرسالة ثم باشرت بترتيب اغراضها ..
رتبت اغراضها القليلة بسرعة ثم نظفت المنزل الصغير .. حيث مسحت الاثاث واراضي المنزل ثم اعدت حسائها المفضل ووضعته على الطباخ كي يستوي جيدا بينما ذهبت هي لتأخذ حماما سريعا يزيل اثار تعبها ..
خرجت من الحمام وهي تلف منشفتها حول جسدها لتسمع صوت جرس الباب يرن ..
اتجهت بسرعة الى الباب وهي متأكده من هوية الطارق والتي بالتأكيد لن تكون سواها .. كريستين ..
وبالفعل ما ان فتحت الباب حتى وجدتها امامها .. اندفعت كريستين الى الداخل وهي تصيح بغضب :
” تعودين بهذه السرعة دون ان تخبريني وكأنني لست صديقتك واختك ..”
” كريستين اهدئي ..”
التفتت كريستين نحوها ترمقها بنظرات مغتاظة أشعلها برود ليديا القاتل لتهمهم بغيظ :
” يالبرودك المغيظ .. لقد ورثتي برود الاجانب بحق ..”
ضحكت ليديا بعذوبة وقالت :
” ألست أجنبيه ايضا ..؟!”
 زمت كريستين شفتيها بعبوس قبل ان تقول :
” كيف تفعلين شيء كهذا ..؟! لا تخبريني بأمر عودتك الا بعدما وصلتي الى هنا ..”
اجابتها ليديا بصدق :
” كل شيء حدث بسرعة .. لمَ اجد الوقت المناسب لإخبارك .. حيث كنت اجهز كل شيء بسرعة ..”
قالت كريستين :
” ولما كل هذا ..؟! انا لا افهم ..”
صمتت قليلا وهي تلاحظ عبوس ملامح ليديا لتغمغم وهي تشم رائحة طبيخ انتشرت فالمكان :
” ما هذه الرائحة ..؟! هل تطبخين شيئا ..؟!”
ضربت ليديا بيدها على رأسها قبل ان تنطلق نحو المطبخ مردده :
” يا لغبائي .. لقد نسيت الحساء..”
ركضت كريستين خلفها وهي تصيح بسعادة :
” اعددت حسائي المفضل .. لقد اشتقت اليه حقا ..”
وجدتها كريتسين تقلب في الوعاء بعدما اغلقت نار الموقد لتقول ليديا اخيرا بعدما انتهت من تقليب الحساء :
” الحساء ما زال جيدا ولم يحترق ..”
اتجهت كريستين نحو الوعاء وهي تحمل ملعقة صغيرة تتذوق من خلالها الحساء ..
نظرت الى الحساء لتهمس بضيق :
” ليس حسائي المفضل والذي احبه للغاية .. انه حساء اخر ..”
اجابتها ليديا بأسف وهي تخرج الصحون التي سوف تصب بهما الحساء :
” الحساء الاخر يحتاج الى كثير من الجهد لاعداده .. وانا متعبة للغاية فأعددت هذا الحساء ..اسفة ولكن اعدك سوف اعده لك غدا ..”
اتجهت كريستين نحوها مرددة بإبتسامة :
” لا بأس حبيبتي ..”
ثم اردفت وهي تحتضنها :
” اسفة لاني لم ارحب بك بسبب ضيقي من تصرفك .. اشتقت اليك للغاية ..”
ابتسمت ليديا وهي تربت على ظهرها قبل ان تبتعد عنها بعد لحظات وهي تهمس :
” لم اتضايق منك ابدا فأنا اعرف جيدا سبب غضبك ..”
قالت كريستين بجدية :
” اذهبي الان وارتدي ملابسك بينما اجهز انا الطعام ..”
أومأت ليديا برأسها وهي تتجه الى غرفتها كي ترتدي ملابسها تاركة كريستين تصب الحساء في الصحون ..
……………………………………………………….
اتجه مراد مسرعا نحو والديه واخيه اللذين يجلسون يتناولون طعام الافطار بهدوء وهو يقول :
” ليديا مش موجوده .. “
انتفض كمال من مكانه قائلا :
” يعني ايه مش موجوده ..؟! خرجت يعني ..؟!”
اجابه مراد بحيرة : 
” معرفش .. انا رحت اصحيها عشان تفطر معانا زي ما ماما طلبت مني ملقتهاش ..”
” هي قالتلك انها هتخرج يا نورا ..؟!”
سأل كمال زوجته لتجيبه بتلعثم :
” لا .. مقالتش حاجة ..”
” طب اتصل بيهه يا بابا بسرعة .. ممكن تكون خرجت ونسيت تبلغنا ..”
قالها يوسف بجدية ليخرج كمال هاتفه ويتصل بها فيجد هاتفها مغلقا ..
” مقفول ..”
قالها كمال بقلق ليقول يوسف بعدم تصديق :
” معقول تكون سافرت ..”
ردت نورا بذهول :
” معقول .. “
ابتلع كمال ريقه بقلق بينما هتف مراد بدهشة :
” تسافر ليه ..؟! هو فيه حاجة حصلت ..؟!”
نظرت نورا الى كمال بتردد وهي تتذكر حديثه الاخير مع ليديا والذي سرده كمال على مسامعها لتجد يوسف يقاطع افكارها وهو يقول :
” مدام تليفونها مغلق .. ومن الصبح مش موجوده تبقى اكيد سافرت .. ممكن تشوفوا اوضتها وتتأكدوا ..”
اتجه مراد مسرعا عائدا مرة اخرى الى الغرفة يتبعه والديه ويوسف ..
دلف مراد الى الغرفة وفتح الباب ليجد ملابسها مرصوصة ليتجه نحو طاولة التجميل خاصتها ويفتح ادراجها ..
كان يبحث عن اشياء تخصها لكنه لم يجد شيئا تقريبا فيبدو انها حزمت اغراضها المهمة ..
” هدومها القديمة مش موجوده .. مفيش غير هدومها اللي اشترتها من هنا ..”
توقف مراد عما يفعله وهو يستمع لحديث والدته ليجد والده يسألها بصدمة :
” يعني ايه ..؟! سافرت ..؟!”
التفتت نورا تنظر الى زوجها بحزن بينما صاح يوسف بغضب :
” ازاي تعمل كده ..؟! ازاي تسافر من غير ما تقول لحد ..؟. تجي وقت ما تحب وتسافر على كيفها ..”
صاحت به نورا محذرة :
” مينفعش تتكلم عنها كده .. متنساش انها اختك الكبيره .. وانت اصلا مش عارف حصل ايه خلاها تعمل كده ..؟!”
” تقصدي ايه ..؟! انا من حقي اعرف حصل ايه ..؟!”
قالها يوسف بحدة ليؤيده مراد :
” ايوه فعلا احنه لازم نعرف ..”
نظرت نورا الى كمال الذي شحب وجهه وسيطر الضعف على كيانه لتقترب منه وتهمس بمواساة :
” اهدى يا كمال .. هي سافرت اه بس احنه هنلاقيها ونرجعها ..”
” انا السبب .. من ساعة ما جت هنا وانا مقربتش منها .. محاولتش اتكلم معاها واسمعها .. مراعتش انها عاشت طول حياتها من غيري ولا راعيت تربيتها والبيئة اللي نشأت فيها .. عاملتها باسلوب غلط واتصرفت بطريقة غلط فغلط وحملتها ذنب ملهاش علاقة بيه  .. كل اللي كنت بفكر فيه ازاي اخليها تفضل هنا .. كان لازم افهم انها هتسافر بسهولة .. مفيش حاجة هتربطها هنا .. مفيش حاجة تستاهل انها تفضل عشانها هنا ..”
نظر مراد الى والده بحزن بينما هتف يوسف بجدية وهو يقترب منه :
” متقلقش يا بابا .. اوعدك اني هلاقيها وارجعها هنا كمان ..”
ثم خرج بسرعة من الغرفة عازما على ايجاد اخته واعادتها اليهم ..
…………………………………………………………..
رن هاتف ادهم فجأة والذي كان يجلس مع ايهاب يتحدثان سويا بينما نور اخته تعد طعام الغداء في الداخل ..
اجاب على هاتفه ليأتيه صوت احد موظفيه واقربهم اليه في مجال العمل قائلا :
” الحقنا يا ادهم بيه .. فيه مصيبة حصلت ..؟!”
انتفض ادهم من مكانه متسائلا بغضب جعل ايهاب ينهض هو الاخر بقلق :
” فيه ايه ..؟! “
جاءه رد الموظف :
” تعال ارجوك .. “
اغلق ادهم الهاتف وقال لايهاب وهو يتجه بسرعة خارج الفيلا :
” انا لازم اروح حالا ..”
ثم تركه مسرعا دون ان يستمع اليه ..
وصل بعد لحظات الى مقر الشركة ليجد حرس الشركة مجتمعين ومعهم ثلاثة من موظفينه ليتجه اليهم وهو يهتف :
” ايه اللي بيحصل هنا ..؟!”
اتجه الموظف الذي اتصل به نحوه مسرعا :
” مصيبة يا ادهم بيه .. ورق الصفقة اتسرق .. ومش عارفين نعمل ايه ..؟!”
انتفض ادهم من مكانه بشدة مرددا بغضب حارق :
” اتسرق ازاي ..؟! انت اتجننت يا احمد ..؟!”
اجابه احمد بجدية :
” انا جيت من شويه عشان اخد الورق من الخزنة زي ما اتفقت مع حضرتك .. فتحت الخزنة ملقتش الورق .. الورق اللي جهزنا فيه كل حاجة تخص الصفقة مش موجود .. اتصلت بيك فورا وجمعت الحرس افهم منهم لو فيه حد دخل او خرج من غير ما نعرف ..”
” ده جنان .. الورق لحد امبارح كان موجود فالخزنة وانا إتأكدت بنفسي .. ازاي يتسرق ..؟!”
قالها ادهم بعدم تصديق قبل ان يصيح بهم :
” فين رئيس الحرس ..؟! فين هشام ..؟!”
جاء هشام راكضا قاطعا حديثه في الهاتف وهو يقول بذعر :
” انا هنا يا ادهم بيه ..”
” ازاي ورق الصفقة يتسرق يا هشام ..؟! ازاي حاجة زي كده تحصل وانت موجود ..؟!”
اجابه هشام بتلعثم :
” والله يا ادهم بيه الكل كان قايم بواجبه كالعادة .. محدش دخل ولا خرج النهاردة اصلا .. “
” خلينا نشوف كاميرات المراقبة يا مستر ادهم ..”
قالها احمد بجدية ليومأ ادهم برأسه ضاغطا على اعصابه بقوة ..
……………………………………………………
كان سليم يجلس بغضب على الكنبة واعصابه ثارت بشده بسبب غياب ادهم الغير مبرر عن غداء اليوم ..
لقد جاء مع عائلته منذ ثلاث ساعات ليتفاجئوا بغياب ادهم والذي برره ايهاب بإتصال مفاجئ اضطره للرحيل دون ان يخبرهم عن تفاصيل الاتصال وغضب ادهم الغير مفهوم .. 
فهو اتفق مع نور ان ينتظران ادهم كي يخبرهم بما ينوي قوله ..
” الساعة بقت اربعه والبيه مش موجود ..”
قالها سليم بعصبيه لتهتف نور بجدية :
” هو قال انوا جاي يا بابًا .. الغايب عذره معاه ..”
” الكلام ده من اكتر من ساعة .. ايه هو جاي من بره البلد ..؟!”
قالها سليم بحدة لتهتف فريال بهدوء وقلق يضج بكل كيانها :
” كفايه يا سليم .. اكيد فيه حاجة حصلت .. اهدى ارجوك …”
ابتسم سليم بتهكم وقال :
” ابنك مش عايز يشوفنا يا هانم .. مش طايق يبص فوشنا .. انا مش فاهم مين اللي اذى التاني .. ؟! “
قاطع حديثه دخول ادهم الواجم الى المكان لتستقبله والدته ونور حيث سألته الاخيره بقلق :
” كنت فين يا ادهم ..؟! قلقتنا عليك ..”
رمق ادهم والده الذي كان ينظر له بنظرات حارقة بجمود قبل ان يهتف :
” ورق الصفقة اتسرق .. “
نهض سليم من مكانه متسائلا بصدمة متجاهلا شهقات البقية :
” صفقة ايه ..؟!”
اجابه ادهم بنفس الجمود :
” صفقة العربيات الاخيرة “
قال سليم بعدم تصديق :
” الصفقة اللي رهنا فيها نص فلوسنا .. واللي المفروض بمكسبها هترتفع اسهمنا بنسبة خمسين فالميه ..”
اومأ ادهم برأسه ليصيح والده :
” يعني ايه ..؟! انت واعي للي بتقوله ..؟! دي مصيبة .. ازاي تحصل حاجة زي كده وانت كنت فين ..؟!”
رد ادهم :
” كنت موجود كالعادة .. كنت بشتغل زي ما تعودت .. اتسرقت ازاي معرفش ..؟!”
صاح سليم :
” متعرفش .. طبعا مش هتعرف طالما حضرتك مشغول فمشاكلك العاطفية وسايب الشركة تولع .. ادي اخرة اللي عملته فبنت عمك ..”
صاح ادهم وقد طفح به الكيل :
” انا عمري ما انشغلت عن شغلي والكل عارف ده وانت اولهم .. وبنت عمي اللي حضرتك بتدافع عنها هتطلع هي السبب فكل ده .. هي او واحد من اخوانها الصيع او ممكن اخوك .. كل شيء محتمل .. ما هما عيله مشبوهة ..”
كاد سليم ان ينقض عليه لولا تدخل ايهاب بينما اخذ يصيح :
” اياك تفكر تتكلم عن عمك بالشكل ده مرة تانيه .. انا فاهم ..؟!”
ابتسم هازئا وقال :
” لا هتكلم .. وهتكلم كتير .. بس كل شيء بأوانه ..”
صاح والده به :
” بدل مانت فالح بالكلام عن عمك وعيلته .. شوف حل للمصيبة اللي حصلت يا بيه واللي انت هتكون المسؤول الوحيد عنها ..”
” سليم كفايه ارجوك ..”
قالتها فريال بترجي ليرمق ادهم والده بنظرات متحدية قبل ان يهتف بقوة :
” هحلها .. ولو محلتهاش هتحمل انا كل الخساير .. بس خليك متأكد انوا اول ما الموضوع يتحل هعرفكم كلكم بحاجات مهمة .. حاجات هتحرق العيلة كلها .. المرة دي مش هحط اعتبار لحد .. مش هحط لاي حد من اصغر واحد لأكبر واحد .. ابقى بلغ عمي الكلام ده عشان يجهز نفسه كويس للصدمة ..”
…………………………………………………………
دلف يوسف الى منزله بعد منتصف الليل ليجد الجميع جالسا في انتظاره ..
نهضت والدته من مكانه متسائلة بقلق :
” عملت ايه يا يوسف …؟! “
اجابها يوسف بجدية :
” اتأكدت انها سافرت امبارح الساعة وحدة لفرنسا .. حاولت الاقي عنوانها معرفتش .. الموضوع صعب ولا نعرف حد هناك يقدر يساعدنا .. طبعا رحت اتكلمت مع المحامي بس للاسف هو مش عارف عنوانها ولا رقم تليفونها هناك ..”
قال كمال بعدم تصديق :
” يعني ايه مفيش امل الاقيها ..؟!”
قال يوسف بجدية :
” لا طبعا يا بابا .. اكيد هنلاقيها ..متقلقش .. احنه لازم حد هناك يعرف ازاي يجيب عنوانها .،”
” هنلاقيها يا كمال .. خليك واثق من ده ..”
قالتها نورا بجدية لينظر كمال اليها بحزن فتهتف بدورها :
” قوم ارتاح فوق عشان تفوق بكره الصبح ونشوف هندور عليها فين وازاي ..”
” ايوه يا بابا لازم ترتاح ..”
قالها مراد بهدوء لينهض كمال من مكانه وهو يشعر بضيق شديد يملأ صدره ، تحرك بجانب زوجته متجها الى الطابق العلوي ليقف مكانه فجأة وهو يشعر بدوار شديد سيطر عليه وألم قوي اقتحم صدره جعله يفقد وعيه في الحال ..
…………………………………..:………………..
اغلق ادهم هاتفه وهو يشعر بنيران ضارمة تسيطر عليه .. لا يصدق كيف حدث هذا بل كيف تجرأ احدهم على العبث معه ..
اغمض عينيه وهو يفكر انه سوف يفعل المستحيل كي يجد الفاعل بدليل قاطع على فعلته ولن يتوانى لحظة واحدة عن رميه في السجن ..
لكن عليه اولا ان يجهز اوراق جديدة للصفقة عله ينجح في تعويض القديم بالرغم من كونه يدرك انه لن يستطيع ان يربح صفقة اخذ ايام طويلة بالتجهيز لها في ظرف يومين ..
جلس على الكنبة واضعا رأسه بين كفيه ليشعر بأحدهم يقترب منه فيجد والده يسأله :
” تقصد ايه بكلامك ده .. حاجات ايه اللي هتحرق العيلة ..؟!”
منحه ادهم ابتسامة باردة وقال :
” كنت عارف انوا كلامي ده هيشغل بالك ويطير النوم من عينيك .. “
قال سليم بحدة :
” انا مش ناقص .. اتكلم وقول تقصد ايه ..؟! كفاية خسارة الصفقة اللي هترجعنا سنين لورا ..”
ابتسم ادهم بهدوء وقال :
” قصدي فده هتعرفه فالوقت المناسب .. الصفقة فانا هعرف ازاي اعوض كل حاجة وخلال فترة قصيرة .. بس خليك متأكد اني بعدها هسيب الشركة باللي فيها .. وابقى خلي خالد او كريم يديروها ويحققوا ربع اللي حققته .. انا مش هكبر وهشتغل فشركة مش ليا لوحدي .. شركة وقت الغلط يهجموا عليا بس وقت النجاح والمكسب تطلعوا كلكم شركاء ليا ..”
هم والده بالرد عليه لكن رنين هاتفه منعه ليجيب على يوسف ابن اخيه والذي اخبره بإصابة والده بجلطة قلبية دخل العناية المركزة على اثره ..
” حصل امتى الكلام ده وليه ..؟!”
جاءه جواب يوسف المختصر والذي اخبره عن سفر ليديا وحزن والده ..
اغلق سليم الهاتف وهو يشعر بالاختناق ليهتف بأدهم :
” لازم نروح المستشفى حالا .. عمك كمال مش كويس ..”
” ماله عمي كمال ..؟!”
سأله ادهم بقلق ليجيبه سليم :
” جاتلة جلطة ..”
” ليه ..؟! حصل ايه ..؟! وهو كويس دلوقتي ..؟؟”
اجابه سليم بحزن :
” ليديا سافرت يا ادهم .. تقريبا هربت وهو وقع بسببها ..”
اتسعت عينا ادهم بصدمة وقد شعر بكلمات والده تنزل عليه كصفعة قوية وكلمة واحدة تتردد داخل اذنه …
هربت .. رحلت ..
رحلت الفتاة التي تخلى عن كل شيء لأجلها .. تركته ببساطة لتؤكد له حقيقة أنه كان يجري وراء وهم .. وهم لا امل فيه ..
يتبع ….
لقراءة الفصل الثالث والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية توأمان وقلب واحد للكاتبة إيمان المهدي

اترك رد

error: Content is protected !!