Uncategorized

رواية عروس من باريس الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سارة علي

  رواية عروس من باريس الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سارة علي

رواية عروس من باريس الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سارة علي

رواية عروس من باريس الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سارة علي

فرنسا / باريس
بعد مرور ثلاث سنوات ..
تسير بخطوات راكضة تسرق الدقائق بسرعة علها تصب في الوقت المحدد ..
طوال مدة عملها والتي تجاوزت العامين ونصف لم تتأخر مرة واحدة بل إنها أثارت دهشة جميع من حولها بمدى التزامها واهتمامها بمهنتها ..
نظرت الى ساعتها قبل ان تعبر الى الجانب الاخر من الطريق فوجدت انه تبقى خمسة دقائق على موعد العمل لتركض بسرعة وعجلة الى مقر الفندق الذي تعمل به ..
دلفت اخيرا الى داخل الفندق بعد مرور ثلاثة دقائق على الموعد الاصلي لتتجه مسرعة الى غرفة تبديل الملابس حيث خلعت فستانها البسيط وارتدت الزي الرسمي الخاص بها فهي تعمل في الإستعلامات الخاصة في الفندق كما انها تقوم بالعديد من المهام الاخرى التي يوكلها اليها الرئيس المسؤول عنها لثقته الشديدة بها ..
خرجت من الغرفة وهي تنهدم ملابسها لتجد زميليتيها روزا وايلينا تمارسان عملهما المعتاد من استقبال الزبائن وحجز الغرفة او الجناح الذي يطلبونه ..
وقفت في مكانها بعدما القت التحية عليهما وبدأت في مباشرة عملها ..
ظلت تعمل بجد كما اعتادت ان تفعل حينما تقدمت منها سكرتيرة الرئيس المسؤول عنها تخبرها عن طلب المدير ان يراها ..
تحركت مسرعة نحو غرفة المدير والذي تعرفت عليه منذ بدء عملها هنا وكونت معه علاقة صداقة متينة فهو رجل لطيف في بداية الاربعينات من عمره وسيم للغاية بشعر بني لامع وعينين خضراوين اكتسبها من والدته ذات الاصول الانكليزية ..
شخصيته الجادة وقت العمل والمرحة وقت الاجازة جعلت علاقة صداقة لطيفة تتكون بينهما وازدادت عمقا حينما عرفها جوزيف على حبيبته جينا والتي تقدن لخطبتها منذ ستة شهور ..
طرقت على الباب بخفة قبل ان تدلف الى داخل المكتب ليرفع جوزيف رأسه عن الملف الذي امامه مبتسما ومرحبا بها :
” عزيزتي ليدي .. اهلا بك ..”
اجابته ليديا وهي تجلس على الكرسي المقابل له :
” اهلا جوزيف .. اخبرتني دوللي أنك طلبتني ..”
اومأ جوزيف برأسه وهو يجيبها :
” نعم ، هناك حفلة مهمة سوف تقام في هذا الفندق لرجل اعمال معروف جدا مقيم في فرنسا منذ عدة اعوام وهو قرر ان يقيم الحفلة هنا لدينا .. في الحقيقة لقد أعجبني تنسيق الحفلة الماضية والتفاصيل المميزة التي أضفتها للحفلة لذا قررت أن أوكل إليك مهمة اعداد هذه الحفلة ايضا ..فهل يوجد لديك مانع..؟!”
قالت ليديا بعدما انتهى جوزيف من حواره :
” بالطبع لا .. لا يوجد اي مانع عزيزي .. انا موافقة و سوف اتبع نفس النظام الذي اتبعته المرة الماضية حيث سوف أقسم وقتي بين عملي هنا وتجهيز الحفلة بشكل يجعلني لا أقصر في أيًا منهما ..”
ابتسم جوزيف وقال بثقة :
” انا واثق من ذلك .. ولكن اذا شعرتِ بعدم قدرتك على الموازنة بين العملين ، اخبريني فورا وسوف أجد بديلا لكِ هذه الفترة ..”
ردت ليديا بصدق :
” سوف أستطيع التوفيق بينهما .. كن متأكدا من ذلك ..”
نهضت بعدها وهي تتسائل بجدية :
” من صاحب الحفلة ..؟! يجب أن أتحدث معه كي نتفاهم في جميع الامور قبل البدأ في تنظيم الحفلة ..”
أجابها جوزيف بنبرة جادة :
” اسمه إياد الجنزوري .. كما أخبرتك هو مقيم هنا منذ عدة اعوام .. سوف تحدد موعد معه اليوم كي يلتقي بك ..”
هزت رأسها متفهمة كي تستأذن منه وتخرج من مكتبه وهي تفكر في الافكار التي سوف تقترحها على ذلك المدعو إياد ..
…………………………………………………………..
عادت ليديا مساءا الى منزلها .. دلفت الى الداخل وخلعت حذائها المسطح على الفور رامية اياه ارضا قبل ان تتجه بسرعة نحو غرفة نومها لتخرج منشفة زهرية عريضة و معها اخرى صغيرة من نفس اللون ..
اتجهت نحو الحمام واخذت حماما طويلا كما اعتادت ان تفعل مساء كل يوم بعد عودتها من العمل ..
خرجت بعد مدة طويلة وهي تلف جسدها بالمنشفة الكبيره بينما الصغيرة تحتضن شعرها بالكامل ..
فتحت المنشفة الصغيرة واخذت تجفف شعرها ثم حملت المشط وبدأت تسرحه بنعومة ..
انتهت من تسريح شعرها ثم ما لبثت ان رفعته على هيئة كعكة ضخمة قبل ان تخرج بيجامتها الزرقاء المكونة من بنطال برمودا وتيشرت ذو حمالات رفيعه ..
ارتدت بيجامتها ووضعت عطرها المفضل ثم خرجت من غرفتها وهي تقلب في هاتفها لتجد اتصالات عديدة من حبيبها ويليام و كريستين وثلاثة اخرين ..
دلفت الى المطبخ حيث فتحت الثلاجة واخرجت منها شرائح جبنها المفضل .. وضعت شرائح الجبن داخل الخبر ثم صبت لها كأسا من عصير البرتقال الطبيعي لتأخذ وجبتها الخفيفة الى صالة الجلوس حيث شغلت التلفاز وبدأت تتناول  سندويش الجبن خاصتها بينما تركيزها منصب على الهاتف الذي بحوزتها ..
انتهت من تناول طعامها لتقرر الاتصال بويليام حيث بحثت عن اسمه وكادت ان تتصل به لولا رنين جرس الباب المستمر الذي منعها من ذلك ..
نظرت الى الساعة والتي تجاوزت التاسعة مساءا بتعجب قبل ان تنهض من مكانها وتتجه نحو الباب لفتحه ظنا منها ان جارتها ماريا هي القادمة الا إنها فوجئت بعاصفة شديدة تقتحم المكان وهي تصرخ بإسمها ..
” ليديا .. وأخيرا فتحتِ الباب ..”
تطلعت ليديا الى الفتاة امامها بصدمة والتي لم تكن سوى جاكلين ابنة خالتها التي تكبرها بعام واحد الفاتنة ذات السيط الذائع في مجال عروض الازياء ..
” جاكلين .. اهلا بك ..”
قالتها ليديا محاولة السيطرة اخيرا على صدمتها لتبتسم جاكلين وهي تجذبها نحو بضمة خفيفة وتهتف :
” اهلا بك ليدي .. سعيدة لرؤيتك بعد كل هذه المدة ..”
ابتسمت ليديا وهي تبتعد عنها وتتأملها بنفس الذهول حيث قدها النحيل المليء بالإنوثة وطولها الفارع الذي يجعلها بالكاد تصل الى رقبتها .. بشرتها البرونزية والتي تتسابق الشابات لنيلها .. شعرها الذهبي الطويل وعينيها اللتان تشكلان خليط ما بين اللونين العسلي والاخضر ..
انفها الدقيق وشفتيها العريضتين والمنتفختين بشكل يجعلها تتخذ وضع التقبيل دائما ..
افاقت من افكارها على صوت جاكلين وهي تدور امامها مستعرضة جسدها المثير والذي يغطيه هوت شورت لا يكاد يظهر وتيشرت ضيق للغاية بلا أكمام يبرز خصرها النحيل وصدرها المثير بسهولة .،
كانت جاكلين تظهر بشكل بالغ الاثارة وهي في ابسط اوضعها حتى حينما ترتدي بيجامتها المنزلية ..
” ما رأيك بي ..؟!”
ابتسمت ليديا وهي ترى جاكلين تتوقف عن دورانها اخيرا لتهتف بصدق وإبتسامة محببة :
” تبدين رائعة كالعادة عزيزتي جاكي ..”
ضحكت جاكلين بعذوبة وقالت وهي تجذب ليديا من كف يدها نحو الكنبه :
” وانتِ ازددت جمالا ونعومة يا ليدي .. “
ثم اردفت وهي تمط شفتيها بضيق :
” كما انك ما زلت محتفظة بجسدك الطفولي النحيل .. أشعر إنك ازددت قصرا ونحافة .. ألم أخبرك عن نوع الرياضة التي يجب ان تقومين بها كي تزدادين طولا ووزنا .. صدقيني هناك انواع معينة من الرياضة مخصصة لتكبير مناطق الانوثة في جسدك ..”
ضحكت ليديا بقوة وهي تهتف من بين ضحكاتها :
” يا الهي .. انتِ لم تتغيرِ ابدا يا جاكلين .. انتِ رهيبة حقا ..”
شمخت جاكلين برأسها وهي تردد بثقة :
” ولماذا سأتغير ..؟! انا رائعة هكذا عزيزتي ..”
ثم اكملت وهي تغمز لها  بعبث :
” دعكِ من كل هذا .. أخبريني فورا عن حبيبك الوسيم .. لم أصدق نفسي حينما علمت بأمر ارتباطك .. كيف حدث هذا ..؟! هيا اخبريني ..”
ابتسمت ليديا بهدوء قبل ان تجيب :
” سوف اخبرك بكل شيء .. لكن ليس الان فغدا لدي عمل في الصبح الباكر ويجب أن اذهب الى الفراش مبكرا ..”
ابتسمت جاكلين وهي ترد متفهمة :
” معك حق .. انا ايضا اريد النوم .. دعينا ننام الان ونترك امر احاديثنا للغد ..”
نهضت ليديا من مكانها لتجهز الغرفة الاخرى  لجاكلين بينما جلست جاكلين تعبث بهاتفها ..
…………………………………………………………..
مصر / القاهرة 
صباحا ..
كان الجميع يجلس على طاولة الطعام .. سليم يترأس المائدة كالمعتاد وعلى يمينه زوجته فريال اما على اليسار والدته جميلة .. يجلس بجانب فريال كلا من ادهم ومصطفى بينما يجلس بجانب جميلة كلا من حسام وزوجته نورهان وابنهما ياسين ذو العامين واشهر قليلة حيث انضموا الى العائلة منذ حوالي ثلاثة اعوام بعدما انهى سليم الخلاف بينه وبين ولده واضطر الى ان يطلب منه العودة مع زوجته الى قصر العائلة خاصة حينما علم بحمل زوجته .. 
كانت عودة العائلة الى اصلها سببا في راحة فريال وسعادتها والتي ادركت ان وجود اولادها بجانبها وسعادتهم اهم من اي شيء اخر ..
سليم كان مضطرا الى ذلك فقد قبل بزوجة حسام اخيرا واقتنع بإنهاء خطبة عليا بأدهم على مضض بسبب ما حدث بعد سرقة ملفات الصفقة في ذلك اليوم المشؤوم ..
ذلك اليوم الذي كان بداية لحقائق عديدة جعلته يضطر على الرضوخ وفعل اشياء لم يتقبلها يوما ..
كان ادهم وحسام اول الناهضين حيث استأذنا الجميع للذهاب الى عملهما بعدما أنهيا فطورهما ..
تبعهما مصطفى الذي ذهب بدوره الى جامعته ..
دلف ادهم وحسام سويا الى الشركة حيث اتجه كلا منهما الى مكتبه ..
دلف ادهم الى مكتبه تتبعه سكرتيرته التي كانت تخبره عن مواعيده اليوم ..
انتهت السكرتيرة من القاء جميع المواعيد امامه ليطلب منها ان تطلب له فنجانا من القهوة السادة التي اعتاد ان يشربها بشكل يومي بينما يقلب في ملفات العمل الجديدة على مهل ..
اخذ ادهم يقرأ الملفات بتركيز شديد حينما دخلت السكرتيرة بعد فتره تخبره عن قدوم شاهندة الرافعي ليخبرها ان تسمح لها بالدخول حالا ..
دلفت شاهندة بعد لحظات بطلتها الجذابة حيث كانت ترتدي فستان قصير ذو ماركة عالمية يتجاوز سعره العشرين الف دولار ذو لون فضي ينحني فوق جسدها بنعومة مبرزا قدها الرشيق الجذاب  ..
نهض ادهم من مكانه مستقبلا اياها بإبتسامته الجذابة لتقبله من وجنتيه وهي تهتف بصدق :
” وحشتني اوي ..”
ابتسم وهو يجيبها بهدوء :
” انتي اكتر ..”
ثم اردف وهو يعود للجلوس على كرسيه بينما جلست هي على الكرسي المقابل له :
” تشربي ايه ..؟!”
اجابته بجدية :
” قهوة سادة زيك ..”
طلب لها على الفور قهوتها السادة ثم سألها بهدوء :
” رجعتي من دبي امتى ..؟!”
اجابته بجدية :
” امبارح بالليل .. وجتلك النهاردة على طول ..”
” واخبار الشغل معاكِ ايه ..؟!” 
اجابته وهي تضع قدما فوق الاخرى ليرتفع فستانها كثيرا فيكشف عن معظم فخذيها :
” كله تمام .. كل حاجة ماشية مضبوط .. انت عارف الصفقة دي مهمة قد ايه بالنسبالي .. لو خدتها بابي هيسيبلي ادارة الفرع الرئيسي للشركة واللي هو الفرع الاساسي المسيطر على باقي الفروع ..”
” متقلقيش يا شاهي .. هتكسبي الصفقة دي .. انا واثق من ده ..”
منحته ابتسامة خلابة وهي تهتف بإمتنان :
” الفضل كله ليك يا ادهم .. انت السبب فكل ده .. انت اللي ساعدتني ونظمت  ليا كل حاجة تخص الصفقة ..”
رد ادهم بجدية :
” متقوليش كده .. انتي شاطره وانا مجرد حطيتلك الخطوط الاساسية .. ثانيا اظن احنا تخطينا مرحلة الشكر دي ولا ايه ..؟!”
اجابته بصوت عذب وإبتسامة مغرية للغاية :
” احنه تخطينا اغلب المراحل اصلا ، مفاضلش غير مرحلة واحدة .. ولا رأيك ايه ..؟!”
تنهد وهو يجيبها :
” قريب .. قريب اوي يا شاهي .. كل حاجة هتمشي زي ما اتفقنا ..”
” انا واثقة من ده ..”
قالتها بحب قبل ان تتراجع الى الخلف حينما فتحت الباب ودلفت السكرتيره الى الداخل تحمل فنجان قهوتها ..
يتبع ….
لقراءة الفصل الرابع والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية توأمان وقلب واحد للكاتبة إيمان المهدي

اترك رد