Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل الخامس عشر 15 بقلم فاطمة أحمد

   رواية ملك للقاسي الفصل الخامس عشر 15 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الخامس عشر 15 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الخامس عشر 15 بقلم فاطمة أحمد

صدمة…..
ان نسكب كل مشاعرنا دفعة واحدة…
ثم نكتشف ان الكأس الذي حواها مثقوب !!!
ألم…..قهر…..حزن….غضب…….هذه الكلمات لاتصف حتى ولو جزء صغير مما تشعر به يارا الان….
شعرت بخناجر تطعن قلبها بعنف و تمزقه لعدة اشلاء شعرت كأن احدا قد صفعها لعدة مرات كي تستفيق من حلم جميل مؤقت…..رفعت نظرها للمحامي وطالعته ببلاهة وضياع وهي متأكدة من ان جميع من في المشفى يستمع لصوت دقات قلبها المتسارعة.
حركت شفتيها محاولة التحدث لكن لسانها خانها لتسقط العبرات من عينيها معبرة عن انكسارها و عذابها لكنها اخذت نفسا عميقا و اخذت الاوراق معها و خرجت من المستشفى بأكملها وعادت للمنزل بدون ان يعلم احد.
_______________________
في الشركة.
دلف مازن وهو عابس الوجه يتذكر كلامه مع زياد ومناقشته في امور زفافه من رهف ، زفر بقوة وكان سيدلف لمكتبه لكن رتاج اوقفته بابتسامة : 
– صباح الخير !
ابتسم مازن بهدوء :
– صباح النور.
– البشمهندس ادم عامل ايه دلوقتي ؟
تمتم بإيجاز :
– الحمد لله اتحسن وبقى كويس عن اذنك عندي شغل. 
استدار ليذهب لكنها نادته :
– ثواني يا مازن اقولك !!
توقف مازن ونظر لها بضيق :
– يا ايه ؟!
رتاج ببراءة :
– انا قلت حاجة غلط.
هز راسه بيأس وتعجب من هذه الفتاة التي تتصرف معه بأريحية تامة واردف بجدية : 
– البشمهندس مازن يا انسة مسمعش اسمي من غير القاب !
اجابته بحرج : 
– ااا….اسفة بجد مكنتش اقصد طلعت معايا كده حاضر أمرك.  
زفر مازن واستدار للمرة الألف ليذهب لكن صوتها اوقفه : 
– اطلبلك معايا قهوة يا مازن ؟
ابتسم مازن ثم هز رأسه بمعنى لا فائدة و قال وهو يدلف لمكتبه :
– لا شكرا. 
ابتسمت رتاج و قالت بصوت عالي : 
-عم محمود ممكن قهوة مضبوطة لو سمحت.
جلست لتنهي عملها وعلى وجهها ابتسامة مشرقة للغاية رفعت رأسها لتسأل عن القهوة لكنها صدمت عندما وجدت تلك الفتاة المدعوة بسمر تمشي بخطوات متمايلة وتتجه لمكتبه وفي يدها صينية قهوة ثم دلفت. 
قبضت على يدها بقوة ونهضت مسرعة ودون ان تفكر فتحت باب المكتب بعنف دون طرق. 
انتفض مازن من اقتحامها فصاح بغضب : 
– انسة رتاج ايه اللي عملتيه ده انتي مجنونة !!
سمر بضيق : 
– انت مبتعرفيش ان عيب تدخلي كده على شاب وبنت لوحدهم. 
ابتسمت رتاج بسخرية مرددة :
– اووه sorry على المقاطعة بس مش قلت انك مش عايز تشرب قهوة حضرتك قاعد بتشرب معاها ليه دلوقتي. 
جز على اسنانه بغضب اشد : 
– رتاج اطلعي من هنا حالا !!
تجاهلته رتاج كأنها لم تسمعه واقتربت منهما بسرعة البرق قائلة بعناد :
– القهوة ديه بتاعتي انا اللي طلبتها الاول. 
فتح مازن فمه بدهشة وقبل ان يتكلم اخذت القهوة وخرجت : محدش ياخد حاجة بتاعتي انا يا سي مازن.
ظل الاخر يتطلع لفراغها بصدمة من اي خليط شكلت تلك الفتاة الجنون هو اقل كلمة يمكنه وصفها بها.
سمر :
– بشمهندس مازن ده تصرف مش محترم ابدا من سكرتيرة لمديرها في الشغل حضرتك متساهل معاها جدا. 
جلس مازن بهدوء : 
– اطلعي انتي كمان….وبدون نقاش.
زفرت سمر واخذت الملفات وخرجت وتركته.
اما رتاج فعندما خرجت استندت على الباب تستمع لكلامهم وابتسمت بسعادة عندما سمعته يأمرها بالانصراف لكن فجأة فتح الباب بقوة لتظهر سمر.
رمقتها باستحقار : 
– انتي كنتي بتتسمعي علينا ولا ايه ؟
رتاج بارتباك : 
– ها…لا انا كنت بشوف…هو انتي مالك اوووف.
كادت تذهب لكن سمر امسكت ذراعها وقالت بتحذير : 
– بصي بقى ياللي مابتتسمي قلة احترام مش عايزه خالص كلامي واضح ولو عايزة تلفتي نظر مازن و تتقربي منه بنصحك بلاش انا حطيت عيني عليه قبلك. 
ابتسمت رتاج بتهكم ثم كتفت ذراعيها امام صدرها :
– لا واضح انك حاطة عليك عينك قبلي انا اصلا شايفاكي وانتي بتتقربي من كل الموظفين الرجالة اللي هنا و بتلفي عليهم واحد واحد… حاجة تانية يا انسة عقربة ؟
شهقت سمر ورفعت يدها ثم صفعتها بقوة وضعت رتاج يدها على وجنتها بصدمة فاردفت الاخرى بغضب :
– اوعى تاني مرة تقللي ادبك معايا المستر مازن مش هيرحمك واضح فعلا امك معرفتش تربيكي يا قليلة الادب. 
نظرت لها الاخيرة للحظات ثم وبدون انذار كبت القهوة الساخنة على ملابسها فصرخت سمر بقوة ادت لاجتماع الموظفين.
خرج مازن من مكتبه مسرعا :
– في ايه ايه اللي بيحصل هنا سمر مالك.
اجابته ببكاء مبالغ فيه :
– مستر مازن بص هي عملت فيا ايه لقيتها واقفة قدام الباب بتتسمع على كلامنا ولما سألتها هي بتعمل ايه كبت القهوة عليا و حرقتني. 
مازن بحدة : 
– رتاج انتي اللي عملتي كده.
رتاج بدفاع :
– بس هي اللي ضرب….
قاطعها بصرخة : 
– انتي اللي عملتي كده ردي عليا. 
اومأت بقوة :
– ايوة انا ومش ندمانة ابدا.
اندفع اليها صارخا بشراسة حتى ظن الجميع انه سيضربها :
– فاكره ده مكان للعب عملتي كده ليه انتي مجنونة و كمان سايبة شغلك و جاية تتعاملي بوقاحة معايا و تتسمعي علينا فاكرة عشان بعاملك ب احترام هتسوقي فيها انتي في شركة مش ف بيتكم !
انصدمت من عنفه فهمست بصوت اقرب للبكاء :
– مازن انا…
قاطعها مازن بصراخ و فضاضة : 
– لآخر مرة بسمعك تقولي مازن ومن النهارده بتلتزمي بأدبك ووقاحتك سيبيها لأمثالك وملكيش دعوة بيا انتي هنا عشان الشغل بس ولا اقولك مفيش شغل…..اشار بيده متابعا :
– انتي مرفودة اطلعي من الشركة.
كل هذا ورتاج تطالعه بصمت وصدمة نظرت بطرف عينها للموظفين وجدت بعضهم يكتمون ضحكاتهم والاخر يتعجب من غضبه الغير مبرر والبعض ينظرون لها بتشفي اما سمر فابتسمت ابتسامة استفزاز واشارت بيدها خفية للخارج.
مسحت دموعها واتجهت لمكتبها حملت حقيبتها وخرجت من الشركة مسرعة بينما صاح مازن : 
– كل واحد على شغله !!
سمر بألم مزيف : 
– مستر مازن الهدوم بتاعي باظت اعمل ايه.
رد عليها بنفاذ صبر : 
– اديهوملي اغسلهملك ليه انا ليا شغل غيركم يخربيت كده اتفضلي.
اومأت بحنق وذهبت كاد مازن يعود بمكتبه لكن موظفة اوقفته بكلامها : 
– على فكره سمر هي اللي غلطت يا فندم. 
نظر لها بحدة :
– نعم انتي بتكلميني ؟
بلعت الاخرى ريقها : 
– سمر قالت للانسة رتاج انه امها معرفتش تربيها انا لو كنت مكاتها كنت هعمل اكتر من كده وحتى انها ضربتها بالقلم.
مازن بصدمة :
– ضربتها !!
هزت رأسها فنادى على سمر و دخل الى غرفة مكتبه وعندما حضرت سألها :
–  انتي ضربتي رتاج ؟
حمحمت بارتباك :
– هاا…..اه..بس هي اللي…
قاطعها مازن بنظرة نارية :
–  ديه اخر مرة تعملي فيها كده والله لو شوفتك جمبها تاني او عملتي اي مشكلة هتترفدي اصلا كده كده طلبتك من نص ساعة عشان انبهك على شغلك اللي بقيتي تهمليه ف اي تصرف تاني هرفدك. 
كادت سمر تعترض لكن ملامح وجهه التي لم يعهدها احد منه اخافتها حقا فأومأت و خرجت بسرعة.
زفر مازن وتذكر كيف اهانها وتسبب في دموعها وطردها امام الجميع فخرج هو ايضا من مكتبه بل من الشركة ليبحث عنها نعم هذا تصرف غبي فعلا لكنه كان غاضبا ووجدها فرصة ل اخراج ما يعتريه. 
_____________________
في المستشفى. 
نهض ادم متحدثا بغضب :
– يعني انا يا رهف بقولك افضلي جمبها تقومبي تسيبيها ترجع البيت لوحدها ومن غير ما تقول كلمة. 
ردت عليه بتوتر :
– والله يا ابيه انا جيت متأخرة و شوفتها وهي خارجة بسرعة و ملحقتهاش يعني مش غلطتي. 
ابراهيم بهدوء :
– انتو مكبرين الموضوع ليه اكيد في سبب وكمان مش شرط عشان مردتش على اتصالك تعمل مشكلة يمكن بتكون مشغولة و بعدين انت متأكد انك معملتلهاش حاجة ماهو غريبة يعني انها تتقلب فجأة كده. 
زفر ادم بضيق :
– معملتلهاش حاجة يا بابا ، خلاص انا كده كده راجع البيت النهارده مازن فين كمان ؟
اجابته بحنان :
– كان واقف بيكلم زياد و بعدين هو كمان وشه اتقلب و مشي. 
ابتسم ابراهيم و وضع يده على كتفه :
– متشغلش بالك احنا هنمشي دلوقتي وانا اللي هسوق. 
– طيب. 
*****
اما يارا بمجرد وصولها دخلت الى غرفتها سريعا.
جلست على سريرها وهي منصدمة كليا حسنا هي كانت تعلم ان هذه اللحظة ستأتي عاجلا ام آجلا لكن لم تتوقع انها بهذه السرعة اعتقدت انه بعد وفاة والدها لن يتركها اليس هو من وعدها في تلك الليلة انه لن يتخلى عنها بل سيبقى بجانبها الم يحتضنها بقوة ومسح دموعها وقال انها لايجب ان تبكي مادام هو معها اين تلك الوعود ام انه ماكاد يصدق وفاة ابيها حتى اراد الانفصال عنها ومازادها الما رؤية توقيعه والاوراق التي تعطيها حقها من النفقة و ميراث والدها هل لهذه الدرجة يعتبرها رخيصة يعتقد انه ان اعطاها المال فستعيش مرتاحة ستقبل باهانتها من يظن نفسه احمق تافه قطع بصيص الامل الذي خلقه قلبها بأنه لن يتركها مجددا لكنه قاسي كتلة برود متحركة اللعنة على هذا القلب اللعنة.
مسحت دموعها هامسة :
– بعد ما اهتميت بيه و عملت كل حاجة عشان يرضى و بابا مات و بقيت لوحدي قلبه محنش ليا لا قرر يطلقني فعلا الراجل مبيحبش اللي بتتمسك بيه و تكرس حياتها ليه انا كنت غلطانة في تفكيري. 
تنهدت بألم و دخلت للحمام استحمت و عندما خرجت تفاجأت به يقف امامها. 
شهقت يارا هاتفة :
– ادم انت جت امتى !
اجابها ببرود وهو يقترب منها :
– انا كنت مستنيكي ترجعي بس لما طلعتي كنت فاكرك رايحة حمام المشفى مش قاصدة الحمام بتاعك. 
– افندم مش فاهمة ؟
تنهد ادم متسائلا بصوت قاتم :
– ليه اختفيتي فجأة ومكنتيش بتردي على اتصالاتي. 
ابتسمت يارا بسخرية :
– وده يهمك ايه خفت عليا ؟
اجابها بصوت قاتم :
– يهمني طبعا ماهو مش معقول مراتي تروح ل مكان من غير اذني انا مش بقبل بالتصرفات الطفولية ديه يا يارا فاهمة و ديه اخر مرة تعملي كده. 
اشاحت وجهها باستنكار على تفكيرها فهي اعتقدت انه قلق عليها لكن اتضح العكس. 
تنفست بعمق ثم اجابت :
– تمام ماشي عايز تقول حاجة تانية لو معندكش اتفضل. 
امسكها ادم من ذراعها بحدة :
– متنسيش نفسك انتي واقفة قدام مين اتكلمي معايا كويس !!
وضعت يديها على رأسها و صاحت :
– ادم امشي من هنا انا مش قادرة اسمع اي كلمة دلوقتي سيبني فحالي بقى !!
فقد اعصابه فصرخ ايضا :
– فهميني في ايه مالك قلبتي فجأة مش فاهم !
يارا بحدة وصوت عالي : 
-وده يهمك ف ايه مش انت هتسيبني ملكش دعوة بيا خلااااص اخرج من اوضتي انا مش عايزة اشوفك !!
تطلع ادم لدموعها و كم تألم وهو يرى انهيارها ، تمالك نفسه بشدة كي لا يحتضنها ويطمئنها بأنه لن يتركها ابدا لكن بدلا من ذلك ابتعد و غادر الغرفة. 
اما يارا فسقطت على الارض وضمت ركبتيها لصدرها تبكي بقوة لماذا كل هذا التحجر استكثر عليها حضنا بسيطا كم كانت تود لو ضمها لصدره الدافئ وطمأنها لكنه دائما مايخالف توقعاتها.
تنهدت بتعب ثم تذكرت انه خرج لتوه من المستشفى و يجب عليها ان تعتني به لذلك نزلت الى المطبخ و اعدت له الطعام و صعدت الى غرفته. 
طرقت يارا الباب و دخلت وجدته يحاول نزع قميصه لكن لم يستطع بسبب يده المصابة. 
تحدث ادم بثبات :
– جاية ليه ؟
حمحمت مجيبة :
– عملتلك اكل.
– مش عايز. 
وضعت الصينية جانبا و اقتربت منه كادت تفتح ازرار قميصه لكنه ابعد ردها بفضاضة :
– مش محتاج لمساعدتك انا بعرف اعمل كل حاجة لوحدي. 
يارا بعبوس :
– انك تقبل مساعدة من حد ده مش ضعف يا ادم. 
تابعت عملها و عندما ظهر صدره العاري اشاحت وجهها و البسته تيشرت خفيف قليلا ، كادت تبتعد لكن ادم ابتسم بخبث :
– و عايز اقلع بنطلوني كمان. 
– نعم !!
– مش قولتي لازم اتقبل المساعدة اهو انا محتاج اقلع بنطلوني. 
شهقت بصدمة و خجل ولم تدري ما تفعله فتابع :
– خلاص مفيش داعي انا اصلا لسه لابسه. 
نظرت له يارا وجدته يرتدي بنطال رياضي غير الذي كان يرتديه صباحا فتنهدت بحنق فهو كان يريد احراجها قصدا. 
ادم بهدوء :
– خلاص تقدري تروحي مش عايز ادايقك و تضطري تشوفي وشي و تسمعي صوتي. 
بللت شفتيها ثم اردفت :
– دلوقتي صحتك اهم لازم تاخد بالك من نفسك كويس عشان تتحسن انا محضرتك الاكل اللي بتحبه لازم تخلصه كله. 
اشاح وجهه عنها ببرود :
– انا مش جعان معلش. 
مطت شفتها بضيق ثم اجلسته و احضرت الصينية ، جلست بجانبه و بدأت تطعمه اجبارا عنه فنهرها ادم :
– يارا انا مبحبش التصرفات ديه قولتلك مش عايز انتي مبتفهميش. 
اجابته ببرود مماثل :
– معلش. 
تابعت اطعامه حتى استسلم ادم و ظل يطالعها وهو يأكل و يفكر مالذي حدث لها لكي تنهار و تنفر منه لكن حتى وهي هكذا لم تتوانى عن الاعتناء به !!
اما يارا فكانت تطعمه محدثة نفسها :
– عامل نفسه مش عارف وهو اللي بعت المحامي يكلمني عشان افهم انه مش عايزني بس بطريقة غير مباشرة ماشي يا ادم هحققلك امنيتك بس بعد ما تخف تماما لاني مش قليلة اصل عشان اسيبك وانت محتاجلي. 
_______________________ 
في نفس الوقت. 
كانت جالسة على المقعد امام بوابة الشركة تبكي بقوة بسبب اهانته لها لم يتركها تفسر ماحدث بل اكتفى بطردها امام الجميع…..رن هاتفها ففتحت الخط وقالت بصوت مبحوح : 
– ايوة يا تقي.
جاءها صوتها متسائلة بقلق :
– رتاج حبيبتي مالك انتي بتعيطي ليه ؟
انهارت رتاج وحكت لها ماحدث فتنهدت تقي بحزن على شقيقتها : 
– وانتي هتفضلي تحبيه لحد امتى يا رتاج بقالك زمان بتحاولي توصليله قد ايه انتي بتحبيه وهو مبصلكيش اصلا.
ردت عليها مسرعة : 
– لا اكيد بصلي اصله دايما بيضحك معايا يمكن يكون هو برضو ب…..
قاطعتها تقي :
–  رتاج بس كفايه لو كان بيحبك او حتى فكر فيكي كان عرفك انتي مين بتكوني لما حدفتي نفسك قدام عربيته قصدا هو حتى مش فاكر اسمك الكامل فوقي لنفسك قبل مايفوت الاوان و يلا ياست المطرودة تعالي اطفحي الاكل هيبرد.
رتاج : 
– مش عايزة اكل انا بس عايزة اقعد لوحدي شويا باي. 
اغلقت الخط و همهمت بصوت غاضب : 
– بقى انا يعاملني كده واحد غبي !!
……. :
– ههههه انا عارف.
شهقت رتاج ونظرت له كان مازن يقف امامها فنهضت بسرعة :
– اسفة لاني قعدت هنا معلش حضرتك اصلي لسه متعودتش.
مازن بدهشة : 
– حضرتك !! مش كان من شويا مازن انتي اتعلمتي الاحترام و الجد من امتى ؟
زفرت بفاذ صبر : 
– ايوة عايز ايه مش انت هنتني قدام العقربة بنت العقربة ومسألتش حتى ليه انا عملت كده ؟؟
هز رأسه وضحك بخفة :
– عقربة بنت العقربة انتي بتجيبي الالفاظ ديه منين وبعدين مهما كان ميصحش تحدفي عليها القهوة افرضي كانت اتأذت. 
مطت شفتها بسخرية :
– لا متخفش عليا الناس اللي زيها مبيتأذوش…. انا همشي دلوقتي سلام. 
استدارت لتذهب لكنه قال بهدوء : 
– انا اسف عرفت اللي هي عملته و حذرتها تتعرضلك تاني و عايزك ترجعي على شغلك.
– لأ. 
– ميبقاش قلبك اسود انا اعتذرت. 
ضحكت اخيرا بسعادة :
– بس بس انا هرجع بس بكره مش دلوقتي.
رفع مازن احدى حاجبيه :
– انتي كأنك بتتأمري عليا و بتتشرطي ؟
اومأت مبتسمة :
– ايوة اااقصد لأ يووووه قلنا بكره يا مازن الله.
اغمض عيناه يتحكم بأعصابه ثم اردف :
– طيب بكره بكره مفيش مشكلة. 
حمحمت رتاج بعفوية :
– طيب انا عندي اللي بيعتذر مش ببلاش وعايزه ايس كريم كعربون عشان اقلل اعتذارك. 
عقد حاجبيه بشدة ثم هز كتفيه :
– ماشي امري لله تعالي معايا اجبلك اللي تحبيه وربنا يصبرني.
ابتسمت رتاج وذهبت معه وهي تنظر له من حين لاخر بطرف عينها وتحدث نفسها : 
– انا بحبك جدا بس انت اللي مش شايف حبي.
______________________
استلقى في سريره ينظر للسقف بشرود هو وعد نفسه انه سيصلح علاقتهما لكن لايعلم في كل مرة تحدث مشكلة لا يتحكم في نفسه و يثور دون ان يفهم سبب المشكلة حسنا يجب عليه ان يتغير قليلا. 
زفر بقوة بسبب رنين هاتفه المزعج ففتح الخط. 
ادم بجدية : 
– ايوة يا صلاح ليه بتتصل بيا مليون مرة. 
اجابه الاخر :
– احم بشمهندس ادم حمد لله على السلامة انا جيت الصبح للمشفى و جبتلك معايا الورق اللي طلبته. 
تذكر ادم الاوراق التي تخص بناء احدى العمارات و قد طلب منه احضارها في الحال فقال :
– ايوة صح بس انت مجتش انا موصلتنيش حاجة. 
– احم الصراحة يا بشمهندس انا كنت فاكر حضرتك بتطلب ورق تاني ولما وصلت مساعدي اتصل و قالي انك عايز عقد البناء بس بعد ما التقيت بزوجتك و اديتها الورق الغلط اا…
قاطعه ادم بحدة وهو ينتفض واقفا : 
– نعم قابلت مين و اديتها ايه ؟!!
تنحنح بارتباك :
– اديتها ورق الطلاق يابشمهندس….!!
يتبع…
لقراءة الفصل السادس عشر : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!