روايات

رواية سراج الثريا الفصل الحادي عشر 11 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا الفصل الحادي عشر 11 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا البارت الحادي عشر

رواية سراج الثريا الجزء الحادي عشر

سراج الثريا
سراج الثريا

رواية سراج الثريا الحلقة الحادية عشر

حادت بنظرها عنه تحاول بث شجاعة فى قلبها، لن تُظهر ضعفها لكن أظهرت مقتها حين ترك معصمها وضمها لصدرة يحتويها بين يديه
حاولت الابتعاد عنه وتنحنحت قائلة ببرود وإستهزاء مُبطن:
وماله يعني هي أول مره، بس قولى هترجع الساعة كام بالظبط، أصلك من ليلة ما أتجوزنا وإنت بتخرج من بدري وترجع وأنا نايمة، كمان ليلة جوازنا وهدومك اللي كان عليها دم، أكيد كنت فى رحلة صيد وكنت بتصارع ديب فى الجبل.
صك أسنانه من برودها وضمها أقوي يُحاصر جسدها بقوة بعد أن كانت تحاول الابتعاد عنه إستكانت بقصد منها أنها إمتثلت لقوته أرخي يديه ونظر لها بتمعُن يحاول كبت غيظه من برودها المُتعمد،نظر نحو شفاها التى تذمها لمعت بعينيه نظرة خاصة وأحنى رأسه،بنفس اللحظة رفعت وجهها ونظرت إليه نظرة خاليه من أي شعور، حتى حين إختلطت أنفاسهم وكاد يُقبلها لم تُعطي أي رد فعل لا إنسجام أو نفور،بينما هو لا يعلم سبب لذاك الشعور،هل هو إشتهاء،أم شعور آخر مازال لا يعلمه،لكن قطع تلك اللحظة صوت دقات جواله الخلوي، فى البدايه أراد ان يتجاهل ذلك ويُقبلها ربما يعلم سبب ذاك الشعور حين تخمد القُبلة لحظة الإشتهاء،لكن رنين الهاتف المُستمر جعل ثريا تتفوه:
موبايلك بيرن يمكن يكون أمر أهم من…
توقفت عن بقية حديثها،شعر سراج لوهله ان تلك اللحظة هي مجرد إشتهاء منه،وهو ليس الشخص الذي يسير خلف تلك الشهوات،فك حصار يديه وإبتعد عنها ذهب نحو الهاتف صامتً،جذبه ونظر الى الشاشة زفر نفسه،ولم يقوم بالرد
بنفس الوقت لم تهتم ثريا كآن تلك اللحظة التى كانت قبل قليل مجرد هفوة عقل…
جذبت وشاح رأسها وقفت أمام المرآة تضعه حول رأسها،بينما شعر سراج بصراع فى عقله وغضب من برود ثريا تفوه بتلكيك:
شعرك اللى بتتحالي بيه وسيباه مفرود يتلم جوه الحجاب،مفيش شعره تظهر.
تهكمت ببرود وأزاحت الوشاح عن راسها وقامت بجمع خصلات شعرها وقامت ببرمها بكعكة مُحكمة ثم عاودت وضع وشاح رأسها…
مما سبب له شعور بالغيظ حاول كبته بينما هي تبتسم وهي تتلاعب معه
مره بالتمرد وأخري بالامتثال الواهي.
❈-❈-❈
بإستراحة صغيرة جوار محلج الكتان الخاص بـ مجدي وأخيه
جلس مجدي أولًا ثم أشار لـ آدم بالجلوس،جلس آدم للحظة ظل صامتً،هو يسمع مجدي يطلب من أحد العُمال ان يآتى له بآرجيلته وضيافة آدم…غادر العامل،بينما تنحنح آدم قائلًا:
أنا مش هلف وهدور هدخل فى الموضوع دوغري.
كآن العامل كان مُجهز ما طلبه مجدي انجز بلحظات وعاد بتلك الآرجيلة وضعها أمام ساقي مجدي، إضجع مجدي بظهره للخلف،من ثم جذب خرطوم الآرجيله وغادر العامل،تنفس دخانها ببرود قائلًا:
أنا كمان بحب الدوغري.
تمسك آدم بالجسارة فى قلبه ورسم بسمة ثقة على وجهه قائلًا:
الموضوع انا عارف أنه حساس،بس متأكد إن ذكاء حضرتك وسهل توافق عليه.
ضيق مجدي إحد عينيه مُستفسرًا بفضول… تبسم آدم بحِنكة قائلًا:
الموضوع اللى محتاجلك فيه
موضوع نسب بين عيلة
“العوامري والسعداوي”
توقف مجدي عن تنفيث الدخان ونظر له مشدوهًا لوهلة ثم سأل بإستفسار:
مش فاهم
جصدك إيه بالحديت اللى بتجوله ده.
إستجمع آدم شجاعته قائلًا بتفسير:
أنا بطلب منك إيد الآنسه حنان للجواز مني.
زادت ملامح مجدي إندهاشًا وتعلثم بمفاجأة قائلًا:
إنت بتجول إيه،إنت عارف إن كان فى تار جديم بين عيلة العوامري والسعداوي.
تفهم آدم ذلك،وبخبرته ككاتب يستطيع التلاعُب بحوار المشاعر والنفوس قائلًا:
جولت كان… يعني انتهى بالصُلح اللى حصل،وأعتقد العداوة كمان إنتهت،والنسب مش هيكون صعب،بالعكس ممكن يكون فرصة لتأكيد صفو النفوس.
عاود مجدي تنفيث دخان الآرجيلة يعقل حديث آدم العقلاني،لكن نظر بتمعُن لـ آدم،وبالأخص الى إحد ساقيه تذكر أمر إصابته القديمة التى مازال آثرها على ساقهُ فهو “الأعرج”
الاعرج…لكن مع إسم أحد شباب عائلة العوامري تختفي تلك الصفة التى لا تُقلل من شآنه،كذالك هو أحد الأقطاب الثلاثة لـ “عُمران العوامري”،ليس فقط كبير العائلة بل أكثرها ثراءًا سواء بتجارة الكتان وحتى تجارة الخيول والمعروف أن من يُمسك تلك التجارة هو آدم،أو” الأعرج”الذي تفاجئ بطلبه
فكر،وفكر،وقرر لا داعي لإعطاء قرار مُباشر الآن
لابد من أخذ وقت للتفكير جيدًا
فالرفض خطأ قد يندم عليه لاحقًا
والقبول مُجازفة غير محسوبة العواقب لاحقًا
تنحنح قائلًا:
تمام، إديني يومين أشاور فى الموضوع.
وقف آدم بثبات وأخرج بطاقة صغيرة من جيبه ومد يده بها له قائلًا:
تمام هنتظر يومين، وأكيد الرد هيكون لمصلحة العيلتين، وده الكارت الخاص بيا فيه أرقامي الخاصة، هنتظر قرارك آيًا كان.
أخذ مجدي تلك البطاقة وأومأ برأسه، وظل ينظر الى آدم وهو يُغادر ركز على سيرهُ كان يسير بطريقة شبة طبيعية، فقط عرج غير مُلاحظ.
❈-❈-❈
بعد الظهر بقليل
بمنزل مجدي السعداوي
كانت حنان مُنهمكة فى تحضير الطعام وحدها بعد أن خرجت والدتها لزيارة إحد الأقارب، فى ذاك الأثناء سمعت صوت دق جرس باب المنزل، تركت ما كانت تفعله وذهبت ترتدي ذاك الأيسدال فوق ثيابها المنزليه كذالك وضعت وشاحً على رأسها، مما سبب غيابها للحظات اكثر فعاود دق الجرس مره بل مرات… تفوهت بهدوء:
تمام وصلت أهو..
قطعت حديثها حين فتحت باب المنزل وتفاحئت بذاك الواقف أمامها يبتسم بنظرة عيناه التى تبغضها، تعلثمت قائله:
“حفظي”.
إبتسم لها عيناه تنظر لها بنظرة وقاحة… بينما هى عاودت السؤال:
حفظي، رجعت هنا أمتي؟.
إنفرجت بسمة شفتاه بتلك النظره الفجة قائلًا بإيحاء:
لسه واصل دلوك چيت من محطة الجطر (القطر)، على إهنه أشوف عمي أصله وحشني جوي جوي.
إبتلعت ريقها الذى جف قائله:
أبوي مش إهنه،إنت عارف إنه مش بيرجع للدار قبل المسا و…
قطعت حنان حديثها حين إشتمت رائحة إحتراق الطعام وأرادت أن تتهرب من نظرات ذاك المُتطفل…
تفوهت بتسرُع:
ماما مش هنا فى الدار والطبيخ عالبوتاجاز.
ذهبت مُسرعة على امل أن يُغادر لكن هو ليس فقط مُتطفل بل بلا أخلاق،دلف خلفها الى الداخل وترك الباب مفتوحًا،ذهب خلفها الى المطبخ
عيناه رغم زيها الفضفاض،لا يشعر بنخوة كاد يمد يديه يتحرش بها ويحتضنها يُطفئ هوس رغبته المُتأججة دائمًا حين يراها يود سحق جسدها غرامً… بينما هى تشعر ببُغض وغضب من دخوله خلفها وهو يعلم أنها وحدها بالمنزل، وهذا مُنافي للأخلاق والعادات، لكن هو لا يمتلك أي أخلاق وليست المره الاولى التى تشعر بعيناه تخترق جسدها تنهشها بنظراته الفجة، إستدارت وتحدثت له بإستهجان:. إيه اللى دخلك الدار يا حفظي وإنت عارف إن…
قاطعها وهو يقترب بعيون وقحة:
هو أنا غريب، أنا إبن عمك وقريبًا…
قطع حديثه حين سمع نحنحة قوية وصوت عمه يقول بسؤال:
سايبين باب الدار مفتوح ليه؟.
شعر بارتباك وتوتر وذهب مُسرعًا نحو صحن الدار، إذاردت حنان ريقها حين غادر ذاك المُتطفل الوقح وشعرت براحة نفس وأمان بعد أن كاد قلبها يرتجف من غلاظة نظرات حفظي وعدم إمتثاله للأخلاق وتبريراته الكريهة.
بينما توقف حفظي امام مجدي الذي إستغرب وجوده سائلًا:
حفظي رچعت ميتي؟.. وكيف دخلت للدار
إرتبك حفظي بتبرير:
لسه راجع يا عمي وكنت چاي أبشرك إنى حليت المُشكلة اللى كانت فى مصر.
شعر مجدي بغضب بسبب رجولته على اهل داره قائلًا:
إنت عارف إني فى الوجت ده ببجي فى المحلج مجتيش على هناك ليه؟.
توتر حفظي قائلًا بتبرير:
السواق نزلني إهنه و….
قاطعه مجدي بغضب قائلًا:
تمام،مع إن كان الابدي تروح لابوك المستشفي مباشر.
تلجلج حفظي وحاول إحادة فكر مجدي عن وجوده بغيابه قائلًا:
إنت صُح يا عمي،هروح الدار أغير هدومي وأروح أطمن عليه وأسأل الدكاتره فى تقدم فى حالته وإن لزم الأمر انا هسفره للعلاج بره مصر.
شعر مجدي بآسي قائلًا:
ياريت كان ينفع، ربنا يتولاه برحمته دلوك لازمن تكون جاره بإستمرار دايمًا.
اومأ حفظي قائلًا:
آمين، هستأذن انا يا عمي، إتوحشت أبوي هروح اغير وأروح له المستشفي، سلاموا عليكم.
غادر حفظي ليس خزيًا من تطفله بل خوفًا من أن يُثير غصب عمه فيفشل فى الوصول الى ما يريد، عليه تحمُل غلاظته حتى يصل الى ما يبغي، بينما خرجت حنان من المطبخ وتوجهت الى الردهه تشعر بأمان حين رأت والدها ومغادرة ذاك المُتطفل قائله:
أحضرلك الوكل يا أبوي.
إستهجن عليها بغضب قائلًا:
كيف بتسمحي لـ حفظي يدخل للدار وانا او أخوكِ مش إهنه وفين سناء.
إرتعشت قائله بتبرير:
أمي راحت عند خالتي عشان يزورا خالتهم عيانه، والله يا أبوي انا مجولتش له يدخل هو اللى…
قاطعها بغضب قائلًا:
تمام، روحي حضري الوكل على ما أستحمي.
هربت رغم إرتياح قلبها… بينما وقف مجدي قليلًا يفكر يشعر بتشتيت فى عقله بالمقارنة
مابين حفظي وآدم
هو على درايه بقسوة حفظي، لكن بالنهايه هنالك أمر واقع هو طلب حنان أولًا، كذالك هو إبن أخيه…
آدم… آدم ليس لديه فكرة عن أخلاقه، لكن ما يصل إليه أنه شابً ذو شآن وله مكانة قريبه من بعض البُسطاء…
حِيرة ولابد من إتخاذ قرار صائب خلال يومين فقط.
❈-❈-❈
بالمشفى
كان يُراقبها عن كثب الى أن جائت له فرصة
حين كانت تسير بالرواق بالإقتراب من غرفة الأطباء وكان وقت إنشغال بالمشفى، والغرفة فارغة، فزعت حين شعرت بيد تجذبها من معصم يدها وبلا شعور طاوعت ذلك ودخلا الى غرفة الأطباء وأغلق بابها، بصعوبة إلتقطت انفاسها الهاربة قبل أن ترفع عينيها وتنظر الى ذاك الذي يبتسم، لوهلة ظلت شاردة من المفاجأة لكن فاقت وتحولت نظرتها الى غضب ودفعته بيديها بغضب بعد ان سبته قائله:
يا حقير خضتني بسببك قلبي كان هيوقف مش هتبطل حركاتك الغبية دي، وبعدين.
إبتعد لخطوة وقاطعها ببرود:
سلامة قلبك، وبعدين
عيب لما تشتمي دكتور تشريح محترم زيي.
-محترم!.
قالتها بسخط، ضحك قائلًا بعتاب:
ليه مش بتردي على إتصالاتي ولا الرسايل.
نظرت له بغضب قائله:
سبق وقولتلك أنا مش للتسلية يا دكتور، كمان مش بفرض نفسي على حد مش عارف هو عاوز إيه من اللى قدامه، انا مش تجربة
مُعرضة للنجاح أو الفشل، أنا بحب الشخص صاحب القرار الحاسم مش اللى بيتسلي و…
قاطعها واضعًا يده على فمها قائلًا:
كل ده رد على سؤال بسيط، بعدين مين قالك إنى بتسلي و….
قبل أن يُكمل تبريره فُتح باب الغرفة ودلف أحد الاطباء… توترت قسمت وشعرت بالخزي، وكادت تُغادر حين نظر الطبيب نحوهم، بينما شعر إسماعيل هو الآخر بالضيق من ذاك الموقف وحاول تبرير وجودها هنا قائلًا:
تمام يا دكتورة هعرفلك الاعراض الجانبيه للعلاج اللى قولتى عليه وهكتبها فى تقرير مُفصل…
بينما تحدث بهمس لها:
هستناكِ بكره فى نفس الكافية وأرجوكِ بلاش تحرفي الأمر على هواكِ… هنتظرك الساعه أربعة العصر.
هزت رأسها بنفي وقالت بتوتر:
تمام متشكرة لخدمتك يا دكتور… هستني التقرير.
غادرت، بينما نظر إسماعيل للطبيب الآخر قائلًا:
منور يا دوك.
ضحك الطبيب قائلًا بمرح:
بنورك يا بروف.
إستهزأ إسماعيل قائلًا
دوك، وبروف… والطبيب المصري أشطر دكتور فى العالم، يلا هسيبك عندي جثة فى المعمل شغال عليها.
أومأ الطبيب ضاحكًا غير مباليا لما راه فهو لا يعنيه الآمر وكذالك لم يكونا بموقف مُخل.
❈-❈-❈
رغم درجة الحرارة القاسيه بوقت الظهيرة
بسهل من سهول الجبل، رغم أنه يعلم انه نجي بأعجوبة من تلك المُداهمة بعد أن لعب معه الحظ وغادر قبل المداهمة التى تمت قبل أيام وقامت بتصفية الكثير من هؤلاء المجرمين اللذين كانوا يتخذون من باطن الجبل مأوي لهم،لكن ما يشعر به من غضب يود ان يصرُخ ربما يخف من تلك النار المُشتعلة بقلبه يلوم نفسه غيابه لأسبوع بعيد عن البلدة والدار،حين عاد كانت صدمة أخري إخترقت قلبه،شبة أهلكته فى جُب يُغرقه يُصارع لا يستطيع التنفُس،
كانت تلك الذئبة جائعة لسوء حظها كانت تبحث عن جيفة لطير أو حيوان نافق طعام تقتات به هى وصغارها اللذين يحاوطنها
حين رأت ذاك الذي يتقدم قامت بالحربقة عليه تُرهبه كي يبتعد عن تلك الجيفة التى عثرت عليها، لكن هو كان متوحشًا أكثر منها
أخرج سلاحه من جيبه وبثواني كان يُمطرها هي وصغارها بالرصاص يصرخ مثل النساء من قسوة جمرة قلبه بسبب رؤيته لـ سراج وثريا تجلس جوارهُ صباحً.. غضبً يُسيطر على عقله خوض حربًا يحرق الباقي من تلك العائلة الذى ينتمي إليها وعقله يسأل سؤال واحد لما وافقت على الزواج ثانيًا من سراج، والجواب
هي مثل الفراشة تنجذب ناحية الضوء، سراج هو الآخر رسم عليها بالشهامة كما خدعها غيث بمعسول كلامه الزائف… لكن لا لن يستسلم لابد أن يقصي سراج مثلما فعل مع غيث حين سفك دمه، ليس طمعًا سوا بأن ينال ثريا لاحقًا، شاهد طرد ولاء وزوجة عمه لها قبل إنتهاء أيام العزاء هو من ساعدها تخرج من المنزل قبل ان يغتالونها بقسوة عذاب فقد غيث غدرًا، وصموها بـ”جلابة النحس”
لما وافقت على سراج وان تعود بين براثن إعصار قد يقتلع قلبها هذه المره…
سراج… سراج
دائمًا كان بينهم عدم وفاق وتآلف منذ صغرهم كان ذو شخصية قويه
كانوا يُشكلونه ليُصبح هو كبير العائلة، رغم ذلك شرد عنهم وإختار طريق آخر، حتى حين عاد نسوا أنه تخلى عن مكانته سابقًا بإرادته، أعطوا له حجمًا أكبر ورحبوا بعودته، وقت قليا وسيطر على عقول ليس فقط كبار العائله بل كبار البلدة والمحافظه، فعلته مع ثريا وأنقاذه لها، وبعدها زواجه من أرملة أحد أبناء العائله أظهرته ليس فقط بالشهامة،كذالك بالرجوله لم يتهم أنه شابً وكان من حقه فتاة لم يسبق لها الزواج،أثبت أن الشهامة مع الرجوله
لا تنقص منه إن تزوج بإمرأة كانت لغيره سابقًا
وهي كيف وافقت
هذا ما يُحير عقله حاول لفت آنتباهها أكثر من مره لكن كانت تُعطي رد فعل غير مُبالية، بل كان أحيانًا يشعر أنها قد تظن أنه مثل غيث لقُربه منه بحُكم انهما دائمًا كانا معًا
والحقيقة هل تفرق عنه
والجواب… لا بل أسوء منه أنت قتلت
من أجل إمرأة ومع ذلك لم تنالها… لكن لا شئ مستحيل وعلى إستعداد بسحق جديد.
❈-❈-❈
بـ دار عمران العوامري
بالمطبخ
كانت كُل من فهيمة وثريا تُساعدن الخدمات فى الإنتهاء من تجهير وجبة الغداء،
تبسمت عدلات لـ ثريا قائله:
إنتِ لساتك عروسة المفروض متجفيش معانا إهنه بالمطبخ والوكل يجي لحد عنديكِ بالأوضة بتاع سراج بيه.
تهكمت ثريا وقبل ان تتحدث كانت دخلت ولاء الى المطبخ وسمعت حديث الخادمة وإستهزأت وهي تنظر الى ثريا بدونية قائله بإستهزاء وتلميح صريح:
كانت بِت بنوت إياك واول جوازة لها مالوش لازمة الدلع المايع ده وشهيلوا شويه خلصوا الوكل، زمان الرچاله على وصول.
شعرت ثريا بالغضب من قولها وتوقفت عن ما كانت تفعله قائله:
صحيح مش أول جوازة ليا، بس ده ميمنعش إني عروسة برضك،والحمد لله بتجوز بشرع ربنا مش ماشية فى الحرام ولا عملت حاجه محدش عملها قبل إكده،وكمان مش انا اللى رميت نفسي على سراج وغصبته يتجوزني، هو عشجان (عشقان) والدليل العُرس اللى عمله سبع ليالى بحالهم ده الناس فى الكفر لساها بتتحدت عالعرس ده لحد دلوك.
سمع كل من بالمطبخ صوت صك أسنان ولاء التى شعرت بغضب وقالت بإستقلال وإستقواء:
بلاش تتغري يا بِت الحناوي، وإلزمي حدودك وإعرفي بتتحدتي ويا مين، بلاش تفكري إن ليكِ مكانه إهنه، إنتِ زيك زي أي شغالة إهنه، بالنهار تخدمي فى الدار وبالليل تبجي تحت مزاج سيدك سراج… يمكن تفلحي وتملي مزاجه يرضي عنك،قبل ما يفوق زهوة الشهامة، وزي ما حصل قبل سابق تلاقي نفسك مطرودة من جنة االعوامريه، بس المرة دي هتنطردي خالية.
شعرت ثريا بغيظ، ودت الرد على ثريا بما يناسبها، لكن غادرت ثريا بعد حديثها الفظ ووجهت أمرها للخادمات بانهاء عملهن، كذالك مسكت فهيمه يد ثريا وقالت لها بهدوء:
بلاش تردي عليها يا ثريا هى بتستفزك للغلط.
تعصبت ثريا قائله بغضب:
أغلط…
فى مين
هي دي مين اساسًا واحدة حِشرية وعاوزة تفرض سيطرتها إنها لها مكانة وكلمة حتى على رجالة العيلة…
مفكرة نفسها صاحبة شآن على عيلة كل رجالتها…..
وضعت فهيمه يدها على فم ثريا قبل أن تزيد وتُخطئ وجذبتها وخرجن من المطبخ بعد ان غمزت لـ عدلات التى نظرت الى بقية الخادمات بتعسُف قائله:
مالكم وقفتوا شُغل ليه، الست ثريا مهما إن كانت هي دلوك مرات سراج بيه، ولازمن تتعاملوا معاها على حساب إكده وإحنا ملناش صالح بأمورها مع الست ولاء، دول نسوان العيله وإحنا خدامين لقمة عيشنا، يلا هموا خلونا نخلص.
شعرن بالخزي وعُدن لعملهن، بينما بغرفة خزين جوار المطبخ توقفت فهيمة مع ثريا قائله بتنبيه:
ثريا بلاش تتحدتى جدام الخدمات إكده فى منهم بينقل الحديت لـ عمتي ولاء وكمان بلاش تنشطي جصادها هي إكده بتجرك للغلط ولما تردي عليها هي بتعصبك أكتر، الأحسن تبجي زيي وتفوتي لها.
نظرت ثريا لـ فهيمة:
سبق وعاشرت ولاء وأختها الإتنين كانوا أسوء من بعض، وسكتت وفى النهاية مخدتش من عيلة العوامري غير عذاب روحي، ومش ناويه أنخ ولا أحط واطي مرة تانيه لحد ومش خايفة إن حديتي يتنقل لها،أنا مش باقيه على حد.
غادرت ثريا تشعر بغضب،بينما فهيمه تنهدت بقلة حيلة قائله بأسي:
عارفة اللى حصلك منيهم قبل إكدة،ربنا ينتقم منهم.
صعدت ثريا الى تلك الغرفة وقفت تشعر بإختناق تستشعر غضبها،تود ان تصرخ لكن لا هي لن تنهزم مره أخري ولن تتخذ الصمت كما فعلت سابقًا،لن تظل مهزومة يكفي إنهزامًا هي تمتلك عُمرًا واحدًا فقط،ولن تقبل إهانة أو إمتثال لرغبة أحد غير نفسها.
بينما ولاء ذهبت الى غرفة الضيوف وجلست تضجع بظهرها تشعر بزهوًا وهدوء نفسي بعد أن أفضت غضبها بـ ثريا أمام الخادمات وعرفتها قيمتها أنها لا تفرق عنهن،بل هي الأسوء
هي هنا خادمة وجارية لرغبات سراج،التى لديها يقين انها لن تستمر كثيرًا فهي أخيب بل أضعف من ان تعلم أساليب جذب النساء لمُجاراة مُطلبات الرجال.
❈-❈-❈
مساءًا
أمام تلك البقالة
أثناء سير ممدوح سمع نداء فتحي عليه، ذهب نحوه تبسم قائلًا:
صباح الخير يا عم فتحي.
رد عليه:
صباح النور،تعالي يا ممدوح كويس إنى شوفتك قبل ما تروح القهوة..تعالى عاوزك فى امر مهم.
إبتسم ممدوح ودخل الى المحل،جلس جواره،تبسم فتحي قائلًا:
رغد شكرتلى فى انك لخصت لها جزء من المنهج مكنتش فهماه،أنا بالصدفة إمبارح كنت فى البندر بشتري بضاعة، والمصنع اللى كنت بشترى منه، بيورد وجبات غذائية لمدرسة خاصه، وسمعت منهم إن المدرسة محتاجة مدرسين جُداد، سالت عن إسم ومكان المدرسه، واهو كتبتهم فى الورجه دي، روح يا ولدي وقدم فيها، يمكن الحظ يساعدك إنت كنت من ألاوائل فى الجامعه، بلاها تدفن شهادتك وتشتغل قهوجي زي اللى ممعهوش شهادة.
غص قلب ممدوح هو يشعر هكذا حقًا لكن هل يعلم فتحي انه حاول سابقًا التقديم لأكثر من مدرسه للعمل وكان الرفض دون اسباب…لكن وافق فتحي فقط واخذ تلك الورقه ونهض قائلًا:
تسلم يا عم فتحي.
حرضه فتحي قائلًا:
قدم يا ولدي وتفائل خير وربنا هيرضيك.
أومأ له برأسه فقط دون حديث وغادر يشعر بآسي من حظه السيئ…لو كان ذو نفوذ او سطوة لكان له شآن آخر مُميز…
على سيرة النفوذ والسطوة،لما لا يُفكر في إستغلال نسب عائلة العوامري…
لا…سرعان ما ذم نفسه،هو ليس مثل ثريا أخته لن يخضع لا لـ سطوة ولا نفوذ حتى لو إضطر ان يبقى صاحب مقهي صغير يكفيه انه يستطيع تدبير شؤونه وإحتياجاته المادية دون الاعتماد على أحد.
❈-❈-❈
بـ دار العوامري
لم تتعود ثريا الجلوس بين العاملات بالدار تستمع أحاديثهن رغم ضجرها لكن برأسها انها مجرد فترة وستعود لعملها سواء بالقانون، أو مُراعاة قطعة الارض،قامت بصنع كوبً مت الشاي وتركتهن يُثرثن، وصعدت الى أعلى
دلفت الى الغرفه تحمل بيدها كوبً من الشاي، تُحدث نفسها تستهزأ:
قال عروسه مينفعش أطلع من الدار، مصدق الكدبه،ولا ولاء دي كمان عليها سخافة المفروض كانوا يسموها وباء
دى بتتنفس سِم وبتبُخ سِم أذيه ماشيه عالأرض، أما أحط كوباية الشاي على الطرابيزه وأقلع العبايه دي وأقعد براحتي كده سراج مش بيرجع للدار غير المسا،أهو أسمع المسلسل فى هدوء بعيد عن وباء
وضعت الكوب فوق منضدة بالغرفه ثم تحررت من وشاح رأسها ثم خلعت عنها تلك العباءة ظلت بمنامه قُطنية صيفيه بثُلث كُم كذالك بنطال قصير لنصف ساقيها،ضيقة تكشف جزء كبير من صدرها… حملت كوب الشاي مره تبحث بعينيها عن جهاز تحكم التلفاز قائله:
فين الريمود بتاع التلفزيون، أنا مش فاكره سيبته فين قبل ما أنزل، أدور عليه.
بدأت فى البحث عن جهاز تحكم التلفاز وهى تحمل كوب الشاي بيدها تُدندن بنشاز:
“فنجان شاي مع سيجارتين ما بين العصر والمغرب”.
تجولت بالغرفه تبحث عنه لم تجده زفرت نفسها قائله:
الريمود ده راح فين، تكونش وباء طمعت فيه ولطشته، لاء بلاش تبقى زيها يا ثريا وتوزعي تُهم بالباطل، يمكن وقع تحت السرير وأنا بنضف الأوضه ومأخدتش بالي.
إنحنت تجثو على ساقيها … ورفعت ملاءة الفراش كي تبحث أسفل الفراش، ومازالت تحنل بيدها كوب الشاي تُدندن، لم تجده زفرت نفسها قائله:
هو راح فين الريمود ده يعنى إختفى لو كان الموبايل كنت رنيت عليه وعرفت هو فين أنا بعد كده أحط في الريمود جهاز تتبُع، زمان المسلسل هيبتدي، يعنى أنا هربانه من وباء عشان أتفرج بمزاج على “رفيع بيه العزايزي” بعيد عن سخافتها… يقوم الريمود يختفي كده
مازالت جاثيه لكن صمتت للحظه ونظرت بتمعن قائله:
حلوه رجلين السرير دى لاء وشكلها صلبه وقويه.
قالت ذلك ووضعت يدها الخاليه عليها، لكن إنخضت حين تحركت أسفل يدها شهقت بهلع ونهضت واقفه لكن لسوء الحظ إنسكب معظم محتوي كوب الشاي على ذلك الذى ينظر لها بغيظ وتجهم وجهه حين إنسكب الشاي على تلك المنشفه الذى يضعها على خصره، بينما هى نظرت له للحظه حاولت كبت بسمتها حين رأته يمسك طرف من تلك المنشفه يستر به خصرهُ والطرف الآخر الذى إنسكب عليه الشاى يرفعه بعيد عن جسده لثواني، ثم تركه ومازال مُمسك بالمنشفه بيد وباليد الأخرى جذبها من مِعصمها وضغط عليه بقوة قائلًا بغيظ وغضب:
العما حط على عيونكِ مش شايفه ولا عارفه تفرقي بين رجليا ومُلة السرير، وكمان بتوقعى الشاي عليا إنتِ يومك مش هيعدي، ومين “وباء” اللى لسانك مش مبطل فى سيرتها، وكُنتِ بدوري على أيه تحت السرير.
مازالت تحاول كبت بسمتها وأجابته:
بدور على الريمود بتاع التلفزيون عشان أسمع المسلسل.
تهكم عليها بسخط قائلًا:
ريمود… إسمه ريموت، إنتِ مدخلتيش مدارس قبل كده.
ردت عليه بغباء:
لاء طبعًا دخلت مدارس امال إتخرجت من كلية “الشريعة الإسلامية ” إزاي، بس ده تعليم أزهري… مش بيهتموا باللغات الأجنبيه.
تضايق من ردها قائلًا:
لغات أجنبيه، واضح إن العما صابك الريموت هناك أهو محطوط جنب الشاشة.
نظرت نحو الشاشه وتبسمت قائله:
تصدق مكنتش شيفاه كويس إن لقيته أهو ألحق اسمع المسلسل.
نظر الى تلك المنامه التى ترتديها، لأول مره يراها هكذا بمنامة ليست فقط ضيقة تفسر جسدها بل تُعري جزءً منه، جذبها عليه بقوة، إصطدمت بصدره، قائلًا بوقاحه:
مسلسل إيه اللي هتسمعيه بعد ما حرقتي جسمي بالشاي، فى مسلسل تاني أنا اللى هسمعه ليكِ دلوقتي إجباري.
وقع كوب الشاي من يدها وتغابت بعدم فهم سائله:
مسلسل إيه ده، وبعدين إيه رجعك للدار دلوك وبعدين الشاي مكنش سخن عشان يحرقك ولا إنت جلد فخادك حساس …
جز على أسنانه غضبًا،لم تستطيع إخفاء بسمتها التى عصبته وتعصب أكثر بعد حديثها الفج:
فى أكيد فى الحمام دهان للتسلخات رغم إن الشاي مكنش سخن أوي بس…
قاطعها بغضب وهو يجذبها عليه بقوة،رفعت رأسها ونظرت له،بنفس اللحظة الذي كان غاضبًا، تبدل ذلك الى شعور آخر حين ضربت أنفاسها الباردة عُنقة توغل الى نفسه إشتهاءًا، مازال يضغط على كتفيها قربها منه وبلا تعقُل ترك لجام ما يشتهي وإقتنص قُبلة فى البدايه كانت بمثابة تعنيف، سُرعان ما تحولت لشغف ورغبة فى المزيد من القُبلات يُخبره عقله انها فقط مُجرد رغبة لحظات
بينما هي إرتبكت من المفاجأة، لم تُعطي أي رد فعل، تشعر فقط بشفتيها بين شفاه ينتهك عُذرية شفتيها، أجل رغم زواجها السابق لكن تلك كانت
أول قُبلة تشعر بها فوق شِفتيها
شعر الإثنان كآنهما ينجرفان بلحظة نحو
«متاهة مشاعر»

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سراج الثريا)

اترك رد

error: Content is protected !!