روايات

رواية لن أحررك الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك البارت الرابع والثلاثون

رواية لن أحررك الجزء الرابع والثلاثون

لن أحررك
لن أحررك

رواية لن أحررك الحلقة الرابعة والثلاثون

 

لن احرركِ🦋
🦋الفصل الرابع والثلاثون 🦋

دلفت غرفة الصالون برفقة (اليكسا) التي نظرت للجميع مُلفته انظارهم بطريقة فاتره….
“ها.. مسيو دورة المياة التي في منزلك تلك لا تخلو من الأناقة ورقي….فعلا انتَ مُنفرد في كل شيء”

 

احتقن وجه بسمة بضيق…..

 

رفع (كارلو) عينيه الشهونية على بسمة ليجدها بتلك الهيئة أصبحت مُغرية أكثر حينما فتحت تلك السحابة قليلاً ليرى أكثر معالم مفاتن صدرها الذي يروق لعينيه ومخيلته بشدة!….

 

ظن( كارلو) أنها فعلت هذا لأجل ان تلفت انظاره عليها فتلك الحركة إذا خرجت الآن منها فهي لا تدل
الا على عبثها وعهرها الذي تطالب بهم معه، حدج بها
اكثر وبدون ان تلاحظ هي ذلك….

 

رفع جواد عيناه على بسمة بهدوء، مُلاحظ تلك اللعنة التي فعلتها !، نعم للعنه فهي ريثما تنتظر رد فعله على تلك الترهات ستذهب بيداه القاسية تلك الى الجحيم لا مُحال بعدما اندلعت النيران الى وجدانه بعد مظهرها المُزري هذا !…

 

بدل انظاره المُحترق سريعاً على (كارلو) ليجده مُحدق بها بشهونية وبروز عنقه غير ثابت يتحرك هبوطاً وصعوداً من فرط تلك الهيئه وكأنه لم يرى نساء يوماً، مع ان تلك الأشياء تكن اقل من المُعتاد
في مجتمعه!….

 

إبتسمت اليكسا بمكر وهي تتابع نظرات (كارلو) المحدقٍ بتلك الساذجة ، واشتعال عين جواد الذي لاحظ هيئة زوجته منذ أقل من ثواني….
“لنرى هذا العرض الشيق !….” تمتمت داخلها بخبث…..

 

قبض على يداه الإثنين ليجد نفسه يفقد ماتبقى من اعصابه وتهب عاصفة غليانة، لتهيج ثورة رجولته
ويكن اول الضحايا (كارلو) الذي أخذ لكمة قوية من جواد تحت عينه اليمنى ليجد نفسه طاح على الاريكة الذي كان يجلس عليها بوقار، الان مُستلقي عليها وهو يتآوه من شدة الألم فهو يشعر ان عينيه
اليمنى قد اختفت من مكانه من قوة تلك الكمة المُباغتة من هذا الثور الهائج…….

 

شهقت بسمة بصدمة، وكذلك فعلت اليكسا لكن بتصنع فهي تعلم ان الخطة ستأتي بضرر على هذا
المرافق لها !…

 

نهض باعين حمراء من شدة الغضب وبضراوة حادة
حدج بها وهي يتقدم منها…

 

بلعت ريقها بصعوبة فتلك النظرة كفيلة بأن تتمنى الموت الان، وبدون هوادة منه كانت عينيه تحرقها في نيران الخوف ، عفواً الرعب وما بعد الرعب بمراحل تشعر به الان !…..

 

وقف أمامها ومد يده بقوة ليغلق تلك السحابة لأخر عنقها بطريقة حاد لا تخلو من العنف الخاص به…

 

“اطلعي على فوق….”هسهس بصوت أوصل رجفت الخوف لسائر جسدها وبرغم هذا تحدثت بصعوبة بعدما لاحظت فعلتها تلك، والتي لم تلاحظ ان تلك السحابة انحدرت للأسفل بهذا الشكل….
“جواد..انا مخدتش بالي صدقني أنا..”

 

“ششش….مش عايز اسمع نفس… اطلعي فوق….”كان اصرار أمره المُخيف يجعلها تخشى تلك المواجهة بينهم فلطالما كانت دوماً الخاسرة في نقاش معه، لكن الان هل سيكون النقاش بالسان ام ان الوضع سيصل لحالة اسواء !….

 

 

استدارت لترحل باقدام ظنت انها اصابها الشلل من قوة اضطرابها لكنها سارت متماثلة لأمره على كل
حال…

هي على يقين انه مُحق في غضبه وهي أخطأت لكن هي تقسم داخلها انها لم تلاحظ تلك الكارثة هي لم تلاحظ وهذا الاسوء بنسبه لها وله ومثلما يُقال
« عُذر أقبح من ذنب»….

” هل انتَ بخير كارلو…. “قالتها اليكسا وهي تتفحص كارلو بخضروتان خبيثتان…..

وضع يده على مكان تلك الكمة ليهتف بغضب…
” اللعنة عليه وعلى تلك الزيارة المُهينة لرجولتي، انا اشعر انني اكاد افقد عيني اللعنة اليكسا اللعنة عليكم جميعاً…. ”

“أهدأ كارلو انهو يغار عليها ليس الا….”

“يغار!.. هذا انسان غير مُتحضر ما تلك السخافات…”

برمت شفتيها بملل وهي تقول ….
“ليست سخافات فقد راقني ما فعله….كنت اظن ان تلك الخطة ستنجح بخلق خلاف حاد بينهم لكن هذا الخوف والغيرة على تلك البأسة جعلتني أعيد بعض الحسابات…..”

تشدق كارلو وهو يتألم…
“انا لا افهم شيءٍ اي خطة….”

عادت من شرودها وهي تهز رأسها بفتور…
“سأخبرك بعد خروجنا من هنا…هيا حتى لا تهدر العين الآخره هباءاً…”

نهض وهو يضع يده على عينه قائلاً بضجر….
“هباءاً؟…وهل فقدت الأول عن طيب خاطر….”

“لا فقدته بسبب سوء اخلاقك تلك….”اشارت على عينيه بمضض….

قال بمصدقية سريعة…
“وما ذنبي ان كانت مُهلكة للعيون…..”

هتفت بخفوت وحقد …
“اخفض صوتك ستموت اليوم على يداه ان أردت ذلك….”

دلف جواد الى الغرفة بعدما تأكد من صعود بسمة لغرفتهم….

رمق الإثنين ببرود وهو يقول بحدة….
“ان كنت تريد ان تفقد عينيك الثانية فظل في هذا المكان لمدة دقيقتين آخرين…..”

ارتعد جسد كارلو و ازدارد مابحلقه وهو ينظر الى اليكسا كالجبان …
“انا سأرحل هل ستأتي معي…”

إبتسمت باستهزء لتُجيبه بسخط….
“حسناً…. انتظرني بالخارج….”

طأطأ برأسه بخيبة وهو يمر بجوار جواد الذي هتف بعنف وغيرة….
“تلك لم تكن لكمة غضب تلك مجرد تحذير لشخص
مزال لا يعرف من هو الرجل الشرقي….. اذن انك فهمت قصدي هذا جيداً….”

أومأ له على مضض…

نظر للأمام وهو يقول بتهديد صريح….
“جيد أجعل عينيك فالارض بعد الان… اذا كنت تريد ان تعود لبلدك كاملاً…..”

خرج كارلو بضيق من هذا المنزل الذي يشعر به مؤخراً بالاختناق…..

“تغار مسيو وتلك الغيرة تجعلني أراك غايةً أود لمسها و أرى نهايتها ومدى قوتها….” قالتها اليكسا وهي تقترب منه بدلال….

 

 

مد يده ببرود قبل ان تقترب قائلاً ببرود….
“انا لست بحالة جيدة للتحدث بتلك الترهات…. ارحلي الان فأنا مُتعب واود ان استريح….”

احتقن وجهها من تلك الصلابة فهي دوماً أمام الرجال كنز يود الجميع الحصول عليه وتأتي الى هنا ويرفضها رجل مثل الباقية تلك إهانة لا تفضلها أبداً منه….

“لماذا تفعل هذا انا اريد ان اخفف عنك ما اقترفته زوجتك….” وقفت مقابلة له ووضعت يداها على
كتفه بتناغم واحد….
“أريد ان اريح عقلك من تلك الهوجاء….”

نظر لعينيها وهو يعلم مغزى حديثها…
“وكيف ستريحي عقلي….”

إبتسمت بخبث….
“بالهو بأشياء آخرى ذاتها قيمة….. الا تشتاق لتجربة جسد آخر….”

تقوس فمه بابتسامة سخيفة….
“هل تعرضين جسدك علي بكل هذا العهر….”

“ولمَ لا انا اعشق النوعيات الجديدة وأنت رجل مُبتكر في كل شيء، واظن انك في تلك الـ…”

قاطعها ببرود…
“عذراً…. لكن انا متزوج….”

“وهل للمتزوجين شيءٍ يسمى بالوفاء في العلاقات اظن ان زوجتك تلهو مع رجل آخر في غيابك و…”

صفعها على وجنتها بقوة ارتدت اثارها للخلف…

اقترب منها جواد وبكل عصبية مسك شعرها الاشقر بين يداه وهو يقول بغضب….
“لن أسمح لكِ بتجاوز مره آخرى فى الحديث…. هي لا تشبه العاهرات أمثالك بشيء…..”

“أترك شعري وإلا ستندم على هذا الشيء….” تملصت من بين يداه بقوة…

“انا لا أخشى شيء افعلي ما بوسعك…..” تركها بقوة وهو يقول بغضب….
“وجهك يسبب لي حالة من الاشمئزاز…. اغربي عن وجهي حتى لا اسبب لكِ الاسوء….”

رمقته بحنق وهي تقول بهوس….
“أعلم ان اليكسا اذا أرادت شيء لن تتخلى عنه ببساطه….”
سارت للخارج بخطوات سريعة وهي تلعن رغباتها التي اوصلتها لذلك الأحمق بارد الرغبات صاحب صيغة الوفاء في العلاقات !…
______________________________________
على الشاطئ….

يجلس على الرمال الصفراء يمسك هذا الجيتار الخاص به هواية العزف آلمـحبه له منذ صغره..
كانت تجلس بجواره تتابع تلاطم الأمواج الزرقاء ببعضها بصخب عالٍ فهذا فصل الشتاء ودوماً البحر
يعبر عن مدى صخبه بعيداً عن اشاعة الشمس والجو
الذي يلائمه !….

بدأت موسيقة الجيتار تتناغم مع هذا الجو بطرب أبهج المكان من حولهم كانت الرياح تعبر على طيات
المشاعر لتبرد أشواق تلتهب بقرب ملموس،و رذاذ الأمواج المنبعثة على وجوههم تزيد عاطفية غير خاضعة للعقل !…..

وضعت رأسها على كتفه مُغمضة عينيها مستمتعه بتلك المشاعر التي لم تتذوقها إلا بجواره…

كان هو في عالم خاص قربها يزيد خفقات قلبه وعشقها مع كل لحظه يزيد و يشعر انه غير !..ناضج
لدرجة تجعلك تنظر للبعيد باعين ثاقبة، تجعلك تخبئ
عشقك بين ضلوعك وتضع ملكيتك الخاصة عليه

 

 

ان تلك المرأة وقلبها ملكاً لك ولا منازع لذلك !..

ليس كلام بل ان الفعل شيءٍ يتلامس لا يسمع!…

تنهدت أسيل بعدما إنتهى هذا ألحن المُشبع بالمشاعر بدون كلام اوصلت الموسيقى كل شيء…

زاد الصمت بينهم وكلاً منهم يشبك يده بالآخر والاجساد تلصق بعناق مُتناغم ، والاعين مُثبته على تلك البقعة الزرقاء المتمردة على هذا الجو البارد مثلما يتمرد المرء على حياته واقداره دوماً !…

“مش مصدقه إنك وفقت على جناني وجبتني لحد هنا…..” قالتها اسيل وهي تسند رأسها على صدره فقد حاوطها سيف في احضانه من الخلف لتكن راسها على صدره وعينيها نحو المنظر الخلاب ويكن هو محاوط خصرها بكلتا يداه بإمتلاك وكأنه يخشى بعدها عنه ! ثبت رأسه على كتفها وقربها منه اكثر ليزيد مشاعرها اضطراب حينما قرب انفاسه من عنقها واذنيها قائلاً ببحة خاصة…
“واي يعني انتي مش مبسوطه إنك معايا…”

همهمت بنعومة وهي تغمض عينيها بضعف..
“مبسوطة طبعاً …..بس انت تعبت من السوقه وكمان
فضلت كتير سايق ولسه لم نرجع…”

قبل عنقها وهو يقول بصوت رخيم…
” كل يهون عشان خاطرك عيونك….. ”

إبتسمت بنعومة وهي تفتح عينيها لتاخذ كف يده بين يداها و تقبله ببطء…..

تنهد سيف بصعوبة وهو يقول بنفاذ صبر….
“بقولك إيه متيجي نتجوز دلوقت….”

ضحكت اسيل بمرح وهي تقول بذهول…
“يخربيت جنانك….. نتجوز فين دلوقت هو إحنا ملناش أهل ولا إيه…..”

“لا لينا بس بعد عميلك دي أصبر إزاي….”

شبكت يدها مره آخرى في يده وهي تقول وسط ضحكتها…
“خلاص هسكت….. هسكت…..”

تنهد وهو يعود ليدفن وجهه في عنقها مره آخره وبدون ان يفعل شيء اغمض عينيه وظل صامتاً…

“سيف…” نادته بخفوت، همهمات هادئة كانت الرد… اكملت بحنان…
“شكلك عايز تنام….”

هز رأسه وهو يعدل وضعيته لينام على فخذيها الينة
وهو يقول بنفي
“لا بس ممكن اريح شوية على رجلك….”

زين ثغرها إبتسامة ناعمة وهي تلعب بشعره البني الناعم باصابعها الرقيقه …..

بعد صمت هتف سيف بنبرة مُتيقنة…
“عايزه تسأليني على حاجه….”

لم تخلو شفتيها من تلك البسمة الحالمة لكنها قالت بهدوء مُتردد قليلاً …
“حبى أعرف عنك يعني…… عن سيف الغمري….”

ابتسم بحزن وهو مغمض العين…
“لو بتسألي على سيف الغمري إللي الناس كلها عرفاه يبقى انتي تعرفي أكتر منهم…. لكن لو بتسألي على أبن خالك فـ….”

قاطعته وهي تحافظ على نبرتها الحانية…
“انا مش بسأل على راجل الأعمال ولا بسأل على ابن خالي…. انا عايز اعرف اكتر عن حبيبي عن شخص إللي هشيل إسمه في يوم من الأيام….”

 

 

طال الصمت ولم يرد عليها… نظرت الى قسمات وجهه الذي تعاني من شيءً ما وتلك الجفون الذي تخفي عن عينيها بُنيتان يذرفان الآلام !…

“لدرجادي سؤالي صعب انا كُنت فكره ان شيء عادي…”

اعتصر عينيه بقوة وفتحهم ببطء لتظهر لمعة الدموع بهم وهو يقول ببحة غامت بالحزن…
“ممكن يكون شيء عادي لأي حد لكن بنسبه لشخص حياته كلها كانت عباره عن كوابيس بيبقى صعب تحكي عن كابوس واحد منهم….”

مررت يدها على خصلات شعره وهي تتاسف بـ..
“انا آسفه….. انا مكنش ينفع اسأل سؤال زي ده… وخلاص يعني خلينا نتكلم في اي حآجه تانيه…”

قست تعبيره مُعلنه عن مدى القسى الذي يراه وكان شريط الحياة يمر أمام عينيه بصمت…. تحدث بدون
سابق إنذار ببحة تُعارك الحروف بضراوة…
“من عشرين سنه كان معايا كل حاجه يحلم بيها اي طفل…. الأب اللي اي ابن يفخر بيه، الأم اللي حنانها يكفي العالم كله، الأخت اللي النظره من عينيها كانت بتهون عليا تعب الدنيا بما فيها اللي كان اهتمامها بياكد لي إني معنديش ام واحده انا عندي إتنين!… الاخ الكبير اللي كان ضهر وسند بعد أبوي اللي كان دايماً بيدافع عني حتى لو غلطان إللي كان ممكن يحرم نفسه من المصروف لفتره عشان يشتريلي
اللي انا نفسي فيه…”

نزلت دموعه وهو يغمض عينيه ليحارب عبارات انحدرت بصرخة تشتاق للماضي وما محى معه…

ترقرقت العبرات من مُقلتياها وهي تجده يتابع بأسى..

“يوم عادي زي اي يوم خرجت مع جواد ورجعت لقيت كل ده اتحول لرماد، عيط وصرخت بس كان في صوت بيصرخ وبيعيط أكتر مني كان في شخص حاسس وقتها أكتر مني باليتم يمكن لانه واعي أكتر مني في الوقت ده ويمكن لانه عاش اكتر مني في حضنهم فجواه حاجات ملحتقش تتخلق جوايا….” ابتلع عبارته المُرة كالعلقم، واكمل بملامح بائسه…
“عشت من غيرهم…. عشت وانا على أمل ان جواد هيعوضني عنهم…. اكتشفت ان هو كمان بيعاني وبيحارب الحياة وبيتمنى الموت لدرجة ان سمعت انُ حاول ينتحر لكن الدكاتره لحقوه اتعرض لصدمة عصبية وفضل يتعالج منها لسنين وقتها اتعلج
نفسين وعرفت ان الدكتور اللي علجه مقدرش يعمل حاجه معاه غير ان يجددله الأمل ويرجع يكمل تعليمه عشان يحقق حلم بابا وأسماء……” أبتسم بتهكم وهو يضيف….
“وبعد مافرحت ان رجع أخيراً وهنفضل مع بعض اتفجات ان اتاخد ظلم في قضية معملهاش وقبل
مايعترف اللي عمل كده خد جواد خمس سنين سجن ورجعت تاني لوحدي وفخلال الخمس سنين دول حصلت حدثت أمل وماتت هي كمان وبعدت…..اتعرضت لصدمة ودخلت المستشفى كام شهر وقتها بس حسيت بجواد ، لان الضربة لم بتيجي وانت غير مدرك بتكون ارحم من إنك تحس بيها وبوجعها … واكتشفت بعدها ان الأفضل اكون لوحدي أقفل على كل حاجه جوايا يمكن ده أفضل…”

فتح عينيه وهو يتخلى قليلاً عن تلك الغصة الحزينة وهو يقول…
“بس لم حبيتك حسيت انها بداية للعوض اللي ربنا كتبه ليه… وكمان انا متأكد ان بسمة عوض ربنا لجواد
متاكد لأني واثق ان ربنا كريم… مش كده يأسيل…”
سألها بدموع تتجحر ببُنيتاه….

 

 

نزلت دموعها بكثرة وهي تلتقط انفاسها لرئتيها بصعوبة…. لتهز رأسها بحزن….
“كدا ياحبيبي…. ان شاء الله الجاي هيكون احسن من اللي فات….”

نهض وهو يعض على شفتيه لانه السبب بتلك الدموع هل تبكي لانه ذكر (امل) ام تبكي حزناً عليه
شفقه، لا يكره تلك الشفقة من أعين البشر حتى ان كانت منها هي…..

جفف عيونها باصابعه وهو يقول بتبرير…
“كفايه عياط…. انا آسف بس سيرتها جت و….”

“انا مش بعيط عشان كده….” قالتها وهي تنزل دموعها بكثرة…. تغيرت ملامحه باستفهام..
“أمال بتعيطي عشان إيه….”

“عشان أنا عديمة الاحساس…. محستش بيك وكنت برتاح وانا برفضك وببعدك عني…. ازاي كنت بالقسوة دي كان لازم أفضل معاك كان لازم مكنش بالغباء وبالقسوة دي عليك…” دلفت في نوبة من البكاء لتضع كلتا يداها على وجهها لتخفي دموعها وتكتم تلك الشهقات….

اخذها بين احضانه وهو يقول بحنان…
“متحمليش نفسك الذنب…. وبعدين ياحبيبتي خلاص إحنا بقينا مع بعض ومستحيل اسيبك تاني تبعدي عني….”

اغمضت عينيها وهي تدفن وجهها في معطفه أكثر
“اوعى تسبني ياسيف انا بحبك أوي…. بجد بحبك ….” استنشقت عطره وهي تتمتم بتلك الكلمات…

قبلها من قمة رأسها وهو يقول ببحة صوتٍ خاصة…
“وانا كمان بحبك… ومقدرش اسيبك لانك روحي يأسيل ومفيش حد يقدر يستغنى عن روحه….”

صمتت قليلاً وطال الصمت لتهدى الأجواء المشحونة
بالحزن وذكريات الماضي ليهتف سيف بهدوء مُقترح ..
“اي رأيك لو نتكب الكتاب بعد أسبوعين وبعد أسبوعين كمان نتجوز ونسافر بعيد عن هنا…”

خرجت من احضانه بصدمة واعين دامعة
وتشدقت بعدها بعدم تصديق…
“نسافر؟… نسافر ونبعد عن جواد وبسمة وماما أنعام وخالو إزاي بس ياسيف انتَ بتقول إيه….”

قال بشجن…
“واي المشكله يأسيل مانتي كُنتي عايزه تسافري وتبعدي عن الكل……”

“كُنت بس دلوقتي الوضع يختلف إحنا خلاص بقينا مع بعض….”

تنهد سيف بحزن قائلاً ما يدور في خلده بمصدقية..
“بس انا….. عايز ابعد عن كل حاجه بتوجعني هنا…”

“طب وجواد هتتخلى عنه بسهول دي….” قالتها بعدم تصديق…

“لم يجي وقتها هقوله وساعتها هو هيفهم السبب وهيقدر…. متقلقيش….” جذبها لاحضانه مره آخرى وهو يقول بهدوء حزين…
“انا عايز أبعد يأسيل بس وانتي جمبي ومعايا… تعالي نبني حياة جديده انا وانتي في مكان جديد حياة تليق بينا وبالعيلة اللي هانبنيها….. انا تعبت من اني افضل في ضل زهران الغمري وزهقت من فكرة
اخو جواد الغمري انا حابب أبدا في مكان جديد أكون فيه نفسي ومتشبهش بحد……بس وانتي معايا ”
شدّة أكثر نفسها في عناقهم وقالت بحزن…
“انا هفضل دايماً معاك ياسيف ايان كان اللي هتختاره….”اغمضت عينيها بحزن فهي فهمت سريعاً ما يعنيه؟…

 

 

الم الماضي بطيات قاتمة!…

معناته عن إخفاء وجهته وشخصيته خلف ظل عمه وشقيقه خلف اسم (الغمري) !..

يريد ان ينسى ويبدأ من جديد !..

لكن هل سيتخلى بكل تلك السهولة عن عائلته الوحيده(جواد) وهل سيسمح له هو بضلال
طريقة وهوايته بعيداً عنه ؟…

تظن اسيل ان (جواد) لن يتهوان في هذا البعد ويظن
سيف ان شقيقه سيرأف بحالة وسيسمح له بالمغادرة للأبد…

ولاثنين لا يعلمون ان العواصف القادمة عليهم ستطيح بكل شيء عرض الحائط تلك العواصف
لن تُصيب شيءٍ غير اسم(الغمري) الذي يود هو الهروب منه بجسارة قلباً لم يدرك بعد ان هناك
علاقات سأمة تُحيط بالجميع هنا !…

وكم كانت «لن احرركِ»مُسمى قاسي للهروب من الماضي، للفرار من الاحزان ،لتخلي عن المشاعر،
كم كانت الجسارة التي يمتلكها البعض في مواجهات الحرب تكن أقل من مُسمى الأقدار التي تهتف بعنوان مُتعارف عليه ان التحرر من براثن قسوة الحياة يكن الاصعب على البعض ومنهم من يتخطى بجدارة،
لكن يبقى في ذكرى عنوان لن يمحى !….
____________________________________
“يعني إيه مش عيشين في الفيلا…يابهايم رقبه جواد هيوصلكم لطرقها….”استمع رامي لطرف الآخر من رجاله والذي يلقي بعض الأعذار و بعض التبرير
لتاخر بما أمرهم به….هتف( رامي) بحدة غير متهاون…
“لا بقولك إيه انا مبحبش اصل وفصل انتوا واخدين فلوس ومديني مُهله…..البت اللي في صوره اللي معاك دي في خلال يومين تبقى عندي….”استمع لاعتراض الرجل الآخر….ليصيح مُهلل بغضب…
“يعني إيه هتضرب الودع نفذ يزفت لو مش قد الشغل بتمد ايدك بكل بجاحه ليه وبتاخد الفلوس….بقولك إيه انا مش هتهاون معاك تاني
اللي عندي قولته…”أغلق الهاتف في وجه المُتصل بوجهاً جم بعد اعتراض الآخر واخبره ان تلك العملية تحتاج لترتيبات أخرى، وان الوضع يأخذ مضمون الصبر وتمهل حتى لا ينكشف أمرهم جميعاً…

رمق بازدراء تلك التي تجلس بجواره على الاريكة لا يستر جسدها العاري إلا شرشفة فراش…..

” واضح كده ان اللي عايزين هياخد وقت لحد منوصلُه…. ”

لم ترد عليه بل إبتسمت باستخفاف مُريب لملامحها الذي قاربت على التشابه بالاموات….
“طول الوقت بتقولي كده مش مفاجأه يعني بنسبالي…”

سكب الخمر في الكأس الخاص به وتجرع منه دفعة واحده ، مسح فمه بظهر يده وهو يقول بسخط…
“وانتي أصلاً بقيتي حسى بدنيا عشان تتفاجيء باللي بيحصل حوليكي… فوقي يأنجي انتي بتقتلي نفسك بالبطيء… وياريت عشان حد يستاهل…” مط شفتيه باستخفاف لتلك الحالة التي وضعت نفسها بها ولا تود الخروج منها مهم تحدث إليها….

إبتسمت وهي تخرج دخان سجارتها ببطء
وقالت بصوت حزين ثمل من شدة تجرعها للخمر….
“لا متقولش كده يارامي… جواد دا حبيبي ويستاهل حد احسن مني…. لا…هـ…. هو يستاهلني انا عشان انا بحبه وهو بـ… بيموت فيه بس الزفته دي هــ… هي إللي بوظت علاقتنا ببعض بس إحنا هنرجع عشان
هو ميقدرش يستغنى عـ…. عني….” نزلت دموعها عنوة عنها وهي تقول بضعف….
“أو انا اللي مقدرش استغنى عنُه…. انا كل مبسلم نفسي ليك بتخيله بس بصحى على كابوس لم بفتح عيني وبلقيك انتَ مش هو …… جواد مفيش حد زيه مفيش…” نزلت دموعها بكثرة على وجنتيها….

 

 

نظر لها (رامي) بسخط مردداً بصدمة…
“بتتخيلي جواد معايا ؟…. تعرفي انا لو كُنت فايق لجنانك ده كُنت شرحت من جسمك اللي فرحانه
بيه دا…”

لوحت بيدها باستخفاف لحديثه وقالت وهي ثملة الصوت….
“ياعم بقه…. انتَ بؤق متقدرش تعمل معايا حاجه…”

ضحك على حديثها وبدأت الخمرة تعطي مفعولها بجسده….
“تصدقي صح انا بؤق….” أطلق الضحكات وهو يضع يده في سترته ليخرج ورقة مطوية بيضاء…
“الواحد محتاج يعمل دماغ بعد كلامك الزفت ده يمكن أنسى….” بدأ بافراغ محتوى أبيض اللون على تلك المنضدة الزجاجية أمامها استنشق القليل من المحتوى وترك الباقي عليها !….

رفع رأسه باستمتاع وهو يقول…
“ياااه لو كل الحياة بطعم ده عمر ما لواحد هيشيل هم حآجه….”

نظرت له انجي باعين تكاد تفتح بصعوبة وهي تسأله…
“هو البتاع ده بيريح اوي كده….”

“احلى رآحه تجربي…” قالها بفتور اعتدلت هي في جلستها ببطء وهي تقول بضياع….
“هات يعني هي جت على ده….” مالت قليلاً واستنشقت تلك الجرعة الأول لها….

“كفاية يأنجي الصنف ده عالي ومش بيتاخد مره واحده كده…”

رفعت رأسها وابتسمت بثمل لتعود للاستنشاق مرة آخره… رمقها بسأم وهو ينهض مُتجه للمرحاض…
“انتي حُره….”

بعدما إنتهت من تجرعها لتلك المخدرات الجديدة عليها كلياًّ إرجعت جسدها للخلف على ظهر تلك الاريكة لتشعر بسخونة جسدها وشلل في حركتها
تماماً وضيق تنفس بات مُلازم لها لحين ان فارقة
تلك الحياة !…

خرج رامي من المرحاض وهو يدندن باستمتاع وكان يضع المنشفة على وجهه ليرفع عينيه على تلك المُستلقية على الاريكة بطريقة غير مريحة….

“ياخربيتك انتي نمتي تاني….” أقترب منها وعدل وضعيتها ليجد انفها تغطى بهذا المحتوى الأبيض ولا يوجد بها نفساً واحد يبشر بأنها مجرد اغماءه ليس إلا….
“دي ماتت….”قالها وهو يرتعد للخلف…
ليرتدي ملابسه سريعاً، وهم في اقل من دقائق بالخروج من تلك الشقة دون ان يلتفت لتلك الجثة التي حتماً ستاخذ وقت ليعلم عن موتها الجميع….

ومن أختار الظلام بمعاصية….سيموت يوماً بجوار واحداً منهم !…..
______________________________________
قبل ذلك….
دلف الى غرفة النوم الماكثة بها ليجدها تنتظره على حافة الفراش لكن حينما ظهر بهيئةً غير مُبشرة بالخير علمت أنها من الأفضل التراجع بقدميها المُرتجفة عدة خطوات وهي ترمقه بتحفز، وتهيأت للأمر القادم عليها برُمته…..

كان دخوله يشبه الثور الهائج الذي يود الانقضاض على من عبث معه !…. عينيه كانت تشتعل بحمم بركانيّة تهدد بأن تندلع محتواها على المكان بأكمله،
وجهه قست ملامحه مُعلن عن غضبه وحنقه منها….
تشنج جسده المُنتصب ملاحظ انه يعاني من عصبية مُفرطة بسبب فعلتها اللعينة تلك …

 

 

أغلق الباب بقوة على اثارها انتفض جسدها خوفاً، استدار لها ورمقها بقوة وضجر….
“اي القرف اللي كُنتي عملاه تحت ده….”حدثها بنبرة خافته لا تخلو من الشر ، شمر أكمام قميصة ببطء ليرفع عن ساعديه أكثر ويظهرهم رفع وجهه مره
آخرى عليها ينتظر أجابه مُقنعه ….

بلعت مابحلقها وهي تجيبه بتردد…
“انا معملتش حاجه وبعدين انا مخدتش بالي ان السوسته اتفتح و…..”

قاطعها بسخرية…
“مخدتيش بالك ليه مش حسى بهوا مثلاً….”رمقها بوقاحة تعني الكثير….

قالت بعناد ومصدقية …
“لا مكنتش حسى….”

“وانتي من إمتى كنتي بتحسي…” تقوس فمه ببرود

صاحت بحنق من تلك الإهانة ….
“نعم…….. قصدك إيه…..”

“قصدي إنك عملتي دا كله عشان اليكسا موجود تحت زي معملتي حركه شبه كده وأحنا فى الحفله……أكيد فكره…. وفكره نيفين كمان مش كده…..”

“انا مستحيل انزل للمستوى ده عشان بس اضايقك..”

هتف باستخفاف وحنق…
“وانتي لسه هتنزلي للمستوى ده…. مانتي نزلتي خلاص ”

اقتربت منه وقد تخلت عن خوفها وهي تقول بحدة….
” بلاش تستفزني يابن الغمري… انا مش شبه الزباله اللي جبتاها لحد هنا بس عشان تغظني….. ”

رفع حاجبه ببرود…
“اغيظك….. ليه شيفاني عيل قدامك عشان اعمل الحركات دي…. وبعدين انتي تتغاظي ليه دي مجرد زيارة لسه التقيل جاي قدام….”

اقتربت أكثر واصبحت أمامه وجهاً لوجه وهي
تهتف بعصبية وعدم تصديق….
“يعني إيه التقيل جاي قدام…”

“يعني….” بتر كلماته عمداً وهو يرمقها ببرود…
“يعني افهمي انتي بقه واحده زيها جت لحد هنا عايز إيه ونفسها في إيه……” صمت قليلاً باستفزاز ليطعن في انوثتها أكثر مُضيف…..
“بس تصدقي جت فى وقتها الواحد بقاله كتير ملمسش واحده ست…. والاحلى انها مش اي ست
دي واحده خبره وهتفهم طلباتي من غير ماقول….”

توسعت عينيها من وقاحة لسانه ولم تقدر السيطرة على نفسها أكثر فرفعت يدها محاولة صفعة كي يتوقف عن ايذاء مشاعرها وحبها إليه …

كان (جواد) الاسرع في مسك يدها الذي لوى إياها خلف ظهرها وهو يهسهس بنبرة غاضبة …
“إياكي تفكري تعمليها…… إياكي….” هز ذراعها المثني خلفها بقوة وهو يكمل بغضب….
“إيه وجعك كلامي اوي مش كده…. وجعك ده ميجيش نقطة من بحر من اللي حسيته لم لقيت ابن الـ***بيبحلق في صدرك المفتوح اللي عملاه عرض ليهم…..”

تألمت من ذراعها وهي تقول بتآوه وتبرير…
“سيب أيدي آآه…. حرام عليك قولتلك مخدتش
بالي ان الزفته مفتوحه سيب ايدي بقه…..”

“ومخدتش بالي بتاعتك دي هتخليني اصدقك….”

“اايوه لان دي الحقيقة سيب أيدي بقه ياجواد حرام عليك….” هتفت من بين أسنانها بصعوبة….

 

 

“مش قبل متمتع بجسمك اللي فرحانه بيه قدام كل راجل شويه….” قالها بهمجية وهي يفتح سحابة سترتها البيضاء ليخلعها عنوةً عنها لتقف أمامه بكنزة
بيضاء ذات حمالات رفيعة مُلتصقة بها تبرز مفاتنها بتناغم يحبس الانفاس….

ابتعدت عنه بقوة بعدما أرخى قبضته عنها ليلقي
تلك السترة ارضاً…..

صاحت بقوة….
“أقسم بالله لو قربتلي هصوت ولم عليك الناس…”

تقوس فمه بابتسامة جانبية وقال بسخط …
“صوتي كده كدا مفيش حد فالبيت غيرنا…. وبعدين أحلى حاجه الصويت في الأوقات اللي زي دي…” اوصلها بكلامه لذروة غضبها لتتوهج بالعصبية المُفرطة وهي تقذف عليه وسائد الفراش الذي بجوارها وهتفت بمُقت مجنون….
“اقسم بالله لو ما بعدت عني هموتك…..”

ضحك ضحكة خاليه من المرح….
“هتموتيني بالمخدات… لا انتي كده ناوي تموتيني من الضحك….”

كانت تتراجع للخلف وهو يتقدم منها بخطوات ثابته متوعداً لها بضراوة رجلاً قد عبثت بحبال صبره عدت مرات لتبتر معظمها بسبب نيران الغيرة التي تلتهم وجدانه…

وجدته يقترب منها غير مبالي بما تفعله لتاخذ هي أيضاً عدة خطوات للخلف لترفع سبابتها أمامه وقالت بتهديد….
“بقولك أبعد عني هصوت….”

“طب ما تصوتي هو انا مسكك….”

التصق جسدها بالحائط من فرط توترها ومن عدم تركزها…..

رمقها ببرود و وجوههم متقابله ببعضها بقوة…
“حلو زنقة الحيطه دي الكلام فيها بيحلى….”
مد يده ببرود وانزل بعبث أحد حمالاتها الرفيعة
من على كتفها العاري….

بلعت ريقها وهي تقول بتوتر إبله….
“جواد انتَ مش هتغتصبني صح…..”

“اغتصبك؟…بذمتك دا سؤال يتسأل دلوقت داناا حتى لو بفكر اعملها مش هتبقى مفاجأه بنسبالك…”
قالها باستخفاف لفكرة تسيطر عليها دوماً ….

“لو فكرت تعمل كده انا….”

“من غير متكملي انا مش مُضطر أعمل كده لأنك كدا كده هتسلميلي نفسك……”أنهى الحديث بنظرة تعالِ

“مش هيحصل….”قالتها بعناد، قرب انفاسها أكثر منها وهو يقول بخبث….
“وان حصل……هتعملي إيه… ”

بلعت ريقها بتوتر فقربه يوصل الرجفة والضعف
لسائر جسدها …
“جواد أبعد مينفعش كده…..”

هتف بعتاب…
“وينفع انك توصليني لكده…ينفع واحد زباله زي ده يشوفك بالمنظر ده….”

“مكنتش أقصد…..”قالته بخفوت فانفاسه كانت
كالأوتار تضرب على وجنتيها الساخنة….

“مكنتيش تقصدي إزاي….”قالها وهو ينزل الحمالة الاخره بيده العابثة….

“جواد ابعد لو سمحت انا…..”أحاط بكلتا يداه وجهها ليرمي بكل ما ينوي فعله عرض الحائط تحكم به قلبه
واشواقه لها وقد قادته رغباته إليها ليهمس أمام شفتيها الوردية المُمتلئة امتلاءً خُلق لتقبيل….
“وحشتيني….”رفعت عسليتاها الهائمة به وظلت صامته فقط نظرتها تحكي الكثير…. قربها أكثر منه
بتلك اليدين القويتين وهو يهمس ببحة خاصة..
“وحشتك؟….”أغمضت عينيها من آثار مايفعله بها حقاً لا تشعر بشيء إلا بانفاسه ولمساته باستثناء طبول قلبها التي لم تتوقف سرعتها او تمل منذ ان دلف الى الغرفة عليها..وبرغم ان الخفقات الان تختلف إلا ان قلبها لا يعرف أهمية وجوده الا بقربه منها…..
“ردي عليا يافرولتي……انا وحشتك ولا…”بتلك
البحة قتلها وبتلك الانفاس اوقعها خاضعة مسالمة إليه لتنسى مابينهم من خلفات لتنسى تناقض علاقتهم وحتى حديثه الفظ عن أمراه غيرها انسته بارادتها فقط لتستمتع بتلك اللحظات بينهم….

 

 

رفعت عينيها ببطء ولمعة العشق والشوق ترقص في مُقلتيها لتهتف بصعوبة من بين شفتيها…
“آآه… وحشتني ….”قالتها بضعف…لتجده ينزل على عنقها ليلثم منهُ ويرتوي وكانه يضع وشم برسمة خاصة عليه…

قبلها من وجنتيها مُكتشف ملامحها من خلال عدة قُبلات متمهلة مُلتهبة ، حينما كان يقبل وجنتها اليمنى همس بجانب اذنيها بصوتٍ عذب….
“بحبك يافرولتي….”اغمضت عينيها باستمتاع لتعانق بيداها الإثنين عنقه لتجده يرفعها من على الأرض
محاوط خصرها لين الملمس بكلتا يداه القوية
وسار بها وهم يتبدلنا العناق الشغوف بينما
اجسادهم التصقت بتناغم ….

وضعها على الفراش وهو يطل عليها بهيئته الرجولية
فتحت عينيها ببطء لتجده يحدج بها بتمعن وهو يمرر يده بحنان على شعرها الأسود ليصل بيده الى ربطة شعرها المطاطة المُعلقة به جذبها منه ببطء مُلقيها ارضاً وهو يقول بخفوت….
“شعرك كده بيبقى احلى….”إبتسمت بخجل واكتفت بهمهمات خجولة…

“مش نسيه تقوليلي حاجه…..”قالها وهو يحدج بعسليتيها بترجي عاشق يريد ان يسمع الجنة من شفتيها…..

“لا مش ناسيه….”عبثت معه بمكر انثوي لتجده يمرر أنفه على خاصتها بخبرة وبدأ بالتقاط شفتيها في قبله عنيفة لكنها راقتها بشدة فهي لا تخلو من الشغف وإرسال اشتياقه إليها من خلالها….

ابتعد عنها ونظر لعينيها أكثر….
” متأكده انك مش نسيه حآجه….. ”

اغمضت عينيها وهي تهتف بضعف….
“بحبك ….” قالتها بتنهيدة حارة تحمل آثار
مايفعله بهآ…..

اخذها الى هذا المكان الذي لم يمتلكه سواهم غمرها بلمساته وقبلاته الجامحة وهمساته الرجولية الخافته
التي تحكي عن مدى شوقه وعشقه لها….

لم تعلم ان نهاية هذا الشجار يحمل معه مشاعر جياشة تحكي بسرعتها عن مدى الإشتياق الذي يحمله كل قلب للآخر كم كانت لحظات لم تنسى
فهي كلما خرجت من هذا العالم جذبها إليه مره آخره
وكانه لا يستكفي منها ومن رحيق الحياة التي يتذوقه باحضانها !، وهي كذلك كانت تشعر بانسجام جسدها داخل دفئ احضانه !….
____________________________________
في اليوم التالي….

داعبت الشمس مُقلتيها لتضع يدها على عينيها بضيق
لتنزلها بكسل ، لتشعر ان يدها تستند على جسد عاري
فتحت عينيها ببطء لتجد جسدها بداخل احضانه وراسها تتوسد صدره العاري….

إبتسمت بخجل وهي تتذكر ليلة أمس وملحمة الحب تلك !….

عدلت وضعيت رأسها واشربت إليه أكثر لتحدج بملامحه الرجولية، وسيم هذا الحبيب ، قسمات وجهه حاجبيه الحادين شفتيه الغليظة قليلاً، لحيته النابتة شعره الاسود الناعم والذي دوماً لديه فوضى خاصة به لا تخلو من تزايد وسامته !…ام عن جسده فهو يمتلك من الجاذبية الجسدية عدة أشياء تجعلها من لمسة واحده تسلم له الرايا البيضاء…خبير..عابث
.. وقح…. رجل بكل معنى الكلمة في غضبه…. وعشقه وغيرته….. وحنانه….. عدة جوانب يكن بها الرجل الذي لم تتخيله يوماً بتلك الصورة التي تحبس الانفاس وتجعلها تخشى من زيادة عشقها وادمانها له!…

مررت يدها بحنان على شعره لترجعه الى الخلف أكثر
لتميل عليه مُقبله جبهته وهي تهم بالنهوض لكن عرقل اقل حركه كانت على وشك ان تُصدر منها يداه التي تشبكت بيدها بامتلاك، فتح عينيه ببطء وهو يسألها بصوت لا يخلو من آثار النوم….
“رآحه فين…..”

توهج وجهها بحمرة الحرج وهي تقول….
“هدخل اخد دش……الوقت اتأخر و….”

بتر حديثها وهو يسحبها الى احضانه مرة آخره محاوطها بكلتا يداه بنعاس وعاد مُغلق العين وهو يقول..”لا خليكي شوية…..”

إبتسمت بحب وهي تتوسد برأسها صدره….
“جواد الوقت اتأخر….”

مرر يده على جسدها تحت الغطاء بخبث…
“واي يعني إحنا ورانا إيه….”

“جواد لِم إيدك…..”

همهما بخفوت ولم يتوقف عن وقاحته….

صاحت بخجل….
“جواد كفايه انا جعانه….”

“انا كمان جعان تعالي ناكل….”رفع الغطاء على وجوههم لتنزله بسمة سريعاً وهي تطلق ضحكة أنثوية يعشق صداها منها وما خلفها …..
“بس بقه انا بتكلم بجد….انا جعانه أوي….”عدلت وضعيتها وهي تستند على مرفقها لتحدج به بعسليتاها واصبح وجهها مقابل له…
“هناكل ولا….”تساءلت بنعومة…

حك في لحيته مُدعي التفكير وهو بداخله يرمقها أكثر بتلك الهيئة المُغريه والمفاتن البارزة أمامه بسخاء …
“هناكل بس لم اكل انا الأول….”قالها وهو يسحبها إليها مُكمل عدة أشياء دارت داخل ذهنه الذكوري
منذ ثواني فقط…..

بعد ساعتين….

كانت تقف في المطبخ تحضر بعض الوجبات الخفيفة فهم لم يتناولون شيءٍ منذ البارحة كانت تقلب الطعام أمام موقد الغاز الكهربائي…. كانت ترتدي قميص قصير ذو حمالات رفيعة من اللون القُرمزي…تتمايل بنعومة وهي تسمع صوت فيروز الصادر باغنية….
(انا لي حبيبي وحبيبي الي….)

كانت تدندن معها بصوت عذب جعلت من يراقبها امام أطار باب (المطبخ) باعين ثاقبة ينبهر من نعومة صوتها العذب الذي يتناغم مع الموسيقة بأحتراف….

كان يستند بكتفه الأيمن على جدار الحائط بجواره يقف عاري الصدر لا يرتدي إلا بنطال بيتي مُريح….قطم قطعة من التفاحة التي بين يده وهو يفترس بعينيه جسدها بهذا القرمُزي الذي لم يعطي فرصة لمخيلته الخبيثة !….

….. يتبع

 

اترك رد

error: Content is protected !!