روايات

رواية تمرد عاشق 2 الفصل التاسع عشر 19 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 الفصل التاسع عشر 19 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 البارت التاسع عشر

رواية تمرد عاشق 2 الجزء التاسع عشر

رواية تمرد عاشق 2 الحلقة التاسعة عشر

كيف لي أن أتخلص من ذلك الحنين_والأنين، الذي أرهق تلك القطعة، التي تسكن خلف أضلعي..!!
‏أقتنعت برحيلك ، ولكنني لا أعلم لماذا انتظرك حتى الآن
أسرع صهيب للداخل وتكاد ساقيه تحملناه بسبب شعور بالألم… دلف سريعا لغرفة غنى.. وجد جواد كالمغشي عليه.. وجه شاحب بشدة.. وجاسر يقوم بدلك صدره بقوة ودموع عيناه لم تتوقف وهو يحادثه.. ولكنه غائب العقل والقلب كل مايتذكره كلماتها القاسية في تلك الورقة التي حطمته وجعلته أشلاء متناثرة
كور قبضته على تلك الورقة كأنه يستمد قوته منها… ركع صهيب أمامه وهو ينظر بذهول لحالة أخيه
ضرب بخفة على وجهه عله يتجه بنظره… أو يعطي إشارت…
– جواد حبيبي.. سامعني.. جواد رد عليا
نظر لجاسر وصرخ به..
“ايه اللي حصل وصله لكدا”… لم يكن جاسر بحالة للرد على عمه.. فك زر جاكتيه ودقات صاخبة يشعر بها من حالة والده
– اتصل بالأسعاف ياعمو لو سمحت.. بابا هيروح مننا.. قاطعهم دخول غزل التي دلفت وهي تنظر بكافة الإتجاهات بحثا عن ابنتها ظنا منها إنها المتعبة… ولكن تسمرت بمكانها عندما وجدت زوجها مغمض العينين وشاحب الوجهين كفاقد الحياه..
جواد… شهقة خافضة انفلتت من فم غزل….” جواد “صرخت بها غزل مرة أخرى.. وهي تتجه إليه تدفع صهيب وجاسر بعيدا.. ثم قامت بفتح زر قميصه..عندما وجدت تنفسه الضعيف وعرق جسده….جود حبيبي سامعني..جواد أسحب نفس حبيبي..ظلت ترددها غزل وهي تضغط على صدره عدة ضغطات متتالية بهدوء… وعمل إسعافات أولية لأزمة قلبية هذا ماتوصلت إليه بسبب حالته
انتظم التنفس قليلا ولكن تنمل جسده كما هو.. فتح عيناه ينظر بتوهان إليهم.. كان صهيب يجلس خلفه يضمه لصدره لأعتداله كي يساعد غزل في تنشيط ضربات قلبه
هدأت قليلا ولكن جسدها ينتفض ذعرا مما رأته على حبيب روحها.. مسحت على وجهه وحاولت التحدث رغم فقدانها القدرة على الكلام… جلست أمامه وحاولت الحديث ولكنها لم تقو.. حاول أن يرفع يديه ليطمئنها عندنا رأى ذعرها ولكنه غير قادرا.. جلست تأخذ شهيقا وتزفره بهدوء علها تشعر تستطيع التنفس
هدأ كلا من صهيب وجاسر الذي أرتعب من حالة والده.. جلسوا حوله
أمسك صهيب يديه وتحدث بهدوء رغم حزنه الكامن داخله
– جواد عامل ايه ياحبيبي.. حاسس بإيه
وإيه االلي وصلك للحالة دي.. انت كنت طالع تنزل بغنى إيه اللي حصل
هنا أفاقت غزل تبحث بعينيها عنها ونظرت لجاسر وتسائلت
– هي غنى فين صحيح
انتفض قلبه مرة أخرى وجعا ولا يعلم بماذا سيخبرهم أيقول إنها تركتهم ولكن. هذه المرة بيديها
تذكر تلك الورقة التي يضغط عليها التي أودت به للأنهيار
اتجهت غزل لزوجها عندما وجدت صمت جاسر وتسائلت
– حبيبي هي غنى فين… قالتها وهي تمسد على خصلاته
أغمض عيناه عندما انزلقت دمعة خائرة من طرف عيناه… كور صهيب قبضته عندما علم ماتسبب في حالة اخيه هذه
كررت غزل سؤالها مرة أخرى
– جود البنت فين… الناس مستنين تحت… قاطعهم دخول بيجاد وهو يمسك برسغها
آسف ياجماعة اتأخرت عليكم.. أعمل إيه حبيت أعمل مفاجأة لمراتي… فنزلتها من غير ماأعرفكم… أسرعت غزل تضمها بحنان
– حبيبتي كدا تخضيني عليكي.. لكمت بيجاد بصدره وأردفت
– وانت هتفضل كدا… كل شوية تجنني… لم يكن بحالة للمزاح انما توجه بنظره لجواد المستلقي على المقعد وأثار الألم والحزن البادي على وجهه.. قبض على رسغها بقوة عندما نزف قلبه من حالة جواد… نعم لقد علم مافعلته ابنته… وهذا ماأوصله لتلك الحالة
اتجه ببطئ لجواد… الذي أغمض عيناه عندما شعر بثقل تنفسه مرة أخرى وهي تنظر إليه… نظرات كارهة
جلس بيجاد أمامه وتسائل
– عمو جواد حضرتك تعبان… وقفت غزل بجوار جواد وهي تمسد على خصلاته
– عدت الحمدلله على خير.. هو بقاله فترة مرهق والنهاردة طبعا من الصبح وهو واقف ماارتحش خالص.. فحصل هبوط في الدورة الدموية… قالتها وهي تنظر لصهيب الذي ينظر للأسفل بحزن ووجع
اتجهت غنى بنظرها إليه واذ بصاعقة تضرب قلبها بسبب مظهره المؤلم.. وجمود عيناه الذي كان ينظر بها بإتجاه بعيدا عن مرمى بصرها
نهرها قلبها كثيرا على ماأوصلته لتلك الحالة… ولكن كان لعقلها. رأي آخر عندما خيل لها إنه ضحى بها بسبب عمله… تذكرت حديث طارق تراجعت للخلف بعدما كانت متجه إليه
ضمها بيجاد بقسوة من خصرها ونظر لجواد… يارب تكون كويس ياعمو.. علشان نبدأ الحفل… بابا كلمني وبيسأل على حضرتك بيقول المأذون جه تحت
ضيقت غزل عيناها وتسائلت
– هو انتو مش كاتبين كتابكم ياحبيبي… ليه مأذون
أجابه بيجاد ببعض الكلمات
– عمو جواد طلب نكتب الكتاب باسمها الجديد.. رافض كتب الكتاب القديم
❈-❈-❈
بعد فترة
استطاع أن يعتدل جواد… اتجه بنظره لغزل
– زوزو ساعدني… ثم رفع نظره لجاسر وصهيب
نزل غنى لبيجاد إنت وصهيب
ذهلت غزل من حديثه
– إيه اللي بتقوله دا ياجواد عايز بنتك عمها يسلمها وإنت موجود
؛ تعبان ياغزل ومش قادر… قالها جواد دون النظر إليها
اتجه جاسر لوالدته
– إيه ياماما… بابا من عمه مش، هتفرق… انتِ مش شايفة حالته
كانت تنظر له بصمت… تحاول أن تستنبط بما يخفيه عليها… بينما جواد كان يهرب بنظراته منها
في ركنا هادئا بالغرفة
كان يقف يحاول أن يضغط على أعصابه حتى تمر هذه الليلة دون جراح لأحدهما… فكفى ماصار… نزل لمستوى جسدها ونظر إليها بنظرات غاضبة
– هننزل قدام الناس مفيش أي حاجة حصلت وإياكي ياغنى تعملي أي حركة غباء … اتجه بنظره وأشار بعينيه اتجاه جواد واقترب من أذنيها
– بصي شوفي آخرة غباءك إيه أبوكي كان هيموت… نفسي أعرف كنتي هتعملي ايه لو رجعتي ولقتيه ميت من افعالك
أخرص.. قالتها سريعا… وغمامة من الدموع بعيناها.. أبت أن تضعف أمامه.. ولكن روح الأنثى المطعونة بداخلها أردفت
– مش عايزة اسمع صوتك.. وبلاش تحسسني إنك خايف عليه أكتر مني
ابتسم بسخرية.. وتحدث
– خايفة عليه… دا لو حد كان بيفكر يقتله مستحيل يفكر يعمل اللي عملتيه.. رفع يديها على صدره ووضعها محل قلبه مردفا
– موتيه زي ما موتي قلبي… لكن وحياة نبض قلبي اللي بكتيه النهاردة لأعلمك إزاي تفكري مليون مرة قبل ماتأذي حد بتفاهتك وغباءك… استدار ليتحرك
– اجهزي عشر دقايق والاقيكي تحت… ولكن تجمد جسدها عندما استمعت لحديث جواد
– خد بنت أخوك ياصهيب إنت وجاسر سلمها لعريسها… وأنا شوية وهنزل.. نهض بصعوبة بمساعدة صهيب… شعرت حينها بإنهيار عالمها ولم تعلم لماذا… لماذا هي حزينة عليه… لماذا تتمنى حضنه في الحال… لماذا تتمنى أن يربت على نيران آلامها حتى تهدأ… لماذا هي مشتتة بين عقلها وقلبها… لماذا تشعر بالوحدة في هذا الوقت رغم وجودهم حولها
عصرت عيناها عندما شعرت بآلام تنخر جدران قلبها بالكامل وتشوش ذاتها… اتجهت بنظرها إليه علها تجد بهما نظرة رأفة بحالها… ولكن لم تجد سوى جمود بعيناه فقط… حقا هل فقدته اليوم… ماذا أفعل أبي بلاك
بهدوء ظاهري ونبرة عميقة وعيناه تبحر فوق ملامحه عله ينظر إليها أردفت
– مش المفروض الأب اللي يسلم بنته لجوزها ولا إيه ياحضرة اللوا
لم تكد تنتهي جملتها حتى تفاجأت به ينهض متجها للخارج دون حديث… مردفا
– نزل أختك لعريسها ياجاسر… قالها ولم ينظر إليها… فكفى ماشعر به من الضغط على أعصابه أكثر من ذلك
أشتعل غضبها بصورة كبيرة من تجهاله بالكامل لها فأحتدت نظراتها للذي يقف بجوارها وهو يهمس
– تستهالي ولسة ياما تشوفي ياغنى هانم
قالها وتحرك وهو ينظر لجاسر
– ياله ياجاسر الناس تحت وبدأت تقلق مفكرين العروس هربت
كانت تقف بجوار زوجها ولا تعلم بما أصابه ليتغير بهذا الشكل… اتجهت بنظرها لصهيب الذي نظر للاسفل هروبا منها بعدما أتقن بمحاولة هروب ابنته لولا تدخل بيجاد
خرج صهيب ينتظر بالخارج
– جهزي بنتك ياغزل وأنا برة
“صهيب” قالتها غزل بعيون مترجية… قاطعهما رنين هاتفه
رفع نظره إليها وتحدث
– ريان قلق.. أتأخرنا… اتجه لغنى الشاردة
– ياله يابنتي اجهزي…الناس بدأت تزهق تحت
بالأسفل
كان يقف بجوار أوس وجواد وفارس أخيه يراقبها وهي تتحرك كالفراشة بين أصدقائها إلى أن وصلت لباسم ووقفت بجاوره
– عمو باسم ازيك
قبّل باسم جبينها
– عمو باسم محظوظ بابنته الجميلة اللي تخطف العقل والقلب دي
إيه يابت الحلاوة دي… خايفة عليكي من عيون الناس دي
ابتمست بخجل متجهة بنظرها لحياة
– نورتينا ياحياة… عاملة إيه
أومأت برأسها وتحدثت
– كويسة… عقبالك يارُبى … اتجهت بنظرها سريعا للذي لم يكن سواه بالحفل
تقابلت النظرات بينهما للحظات… جذبها باسم عندما وجد نظراتهما
– خفوا يابنتي الكل عرف انكم بتحبوا بعض
نظرت للأسفل بخجل
– مش فاهمة حضرتك ياعمو
رفع حاجبه متزامنا مع شفته العلوية مستنكرا حديثها
– شوف إزاي… وأنا الأهبل اللي عيوني الوقحة دي خيلت لي حاجات… استغفر الله العظيم يارب… هتستعبطي يابنت جواد
جحظت عيناها من حديثه… قاطعهما وصول عز إليهم
– عمو باسم خاطف قلوب الصبايا.. كيف حالك ياشاب… اشتقنالك والله
اقترب وهمس بجانب اذنه
– هو اللي بيتجوز بيحلو ويصغر كدا… وبعدين الواحد يدخل بواحدة وانت ماشاء الله دخل بالجوز… طب خف ياعمو قيس
دا حتى العين وحشة وانت داخل ببنات الحور
قهقه باسم بصوت مرتفع مما ظهرت جاذبيته للتي تقف تنظر له بغضب عندما كان يتحدث مع ربى
رفع حاجبه بسخرية ينظر لعز
– هتموت وغيران يابن صهيب.. بس بعينك.. انت اخرك واحدة زي الهبلة اللي جنبك دي
ضيقت رُبى عيناها تستنبط حديثهما… ذُهلت عندما جذبها عز من خصرها وجذبها إليه متوجها بالحديث لباسم
– ودي عندي ببنات الكون ياعم الحبيب… ماهو مش كل الحلوين يبقوا حلوين يابسوم
صفق باسم بيديه الاتنين واخفض رأسه تحية له
– انحنيت اعجابا بقلبك يلآ… فعلا ابن صهيب الألفي
اقترب عز وهمس له
– نسيت تقول وتربية جواد يابسوم
نظر حوله وتصنع الخوف
– طيب ليه الاسم اللي يعكر المزاج العالي دا..
جذب ربى وتركه وهو يردف
– اللي يعكر المزاج دا هو اللي رافع مزاجك دلوقتي يابسوم
ابتسم باسم بحب لهذه العائلة التي أصبحت جزء من حياته
– مين دول يقربوا لجاسر… قالتها حياة
اتجه باسم يدقق النظر لملامحها
– آه دي اخته وخطيبها ابن عمو صهيب
وبعدين اسمه حضرة الضابط جاسر… هو اخوكي علشان تقولي جاسر كدا
استندت على المائدة التي تقف أمامها واقتربت منه
– اصله صغير مش مستاهل القاب… دا تقريبا ادي
حاول إدعاء الثبات أمامها.. عندما أصطدمت بوجهه القريب جدا ونظراتها ناهيك عن انفاسها التي خدرته بالكامل
تنحنح ثم تحدث بصوتا حاول أن يكون هادئا
– من الإحترام ياهانم تحترمي جوزك قدام الغرب.. مش كدا ولا إيه… ولا أبوكي الواطي معلمكيش ازاي تكوني محترمة
خرجت كلماته كالسهم نفذ لصدرها ليحترق جدران قلبها… نظرت للأسفل حتى تمنع دموعها التي تشكلت بجفنيها واردفت
– اعتبرني كنت يتيمة ياحضرة العقيد وملقتش اللي يربيني… ثم رفعت نظرها واتجهت إليه واكملت ماشق قلبه لنصفين
“بس حضرتك اعدت تربيتي من أول وجديد.. أو بمعنى أصح مكنتش أعرف يعني ايه حياة إلا لما قابلتك… تخيل ياآخي حتى اسمي مسلوب مني”
أغمض عيناه عندما شعر بأنين روحه عندما شعر بآلامها… وسب حاله
بمكانا هادئا كانت تقف بجوار يوسف ابن عمها واختها همس اللذان اتوا من سفرهما لحضور زواج بيجاد
– يعني البنت مريضة يانغم وازاي توافقي ابنك يرتبط بيها.. وانتِ عارفة نهاية السرطان دا موت… تحدثت بها همس
زفرت نغم بضيق من حديث أختها
– إيه اللي بتقوليها دا ياهمس.. هي الحاجات دي بإيدينا… وبعدين البنت ان شاء الله هتعمل العملية وتخف.. وياما ناس بيتجوزوا وبيمرضوا بعد جوازهم… وغير دا كله متنسيش ان بيجاد بيحبها يعني مهما رفضت هو كان متمسك بيها
ضيق يوسف عيناه متسائلا
– مش دي البنت اللي كان ابوها بيدور عليها… وعرفنا نوصل للخطفها.. هما لقيوها إمتى
وضعت نغم يديها على وجهها وتحدثت
– موضوع كبير أوي يايوسف بعدين نتكلم فيه.. مرام جاية علينا ومتنساش موضوع ماسة مخلي الوضع بينا متوتر
❈-❈-❈
كانت تقف بجواره وهو يتفصح هاتفه… زفرت بضيق وتحدثت
– أوس هنفضل واقفين كدا… تعالى نروح عند عز وربى حتى.. وقفين لوحدهم اهو… حضرتك هتفضل تبص لفونك كدا وانا اكل في صوابعي
رفع عيونه ينظر إلي عيناها التي أصبحت ترانيم مقدسة لقلبه.. ابتسم لها وتحدث
– دول زمايلي بياركولي… علشان غنى برد عليهم ياقلبي… إنما موضوع عز وربى مينفعش تروحي توقفي معاهم.. مهما كان دول سابوا الكل وعايزين يتكلموا مع بعض على إنفراد… اكمل مستطردا
عايزانا نروح نتطفل إزاي.. وبعدين انا مش عايزك توقفي غير معايا أنا وبس… ولا حد يشوف الجمال دا غيري
كان لحديثه بلسما على نيرانها المشتعلة.. رفعت نظرها وغرقت بعيناه الرمادية التي تشبه والدته وتحدث
– أوس الغيرة عندك بقت صعبة أوي ياأوس، مش معقول تغير من اخواتك عليا
يعني مينفعش كدا بقيت اتخنق والله
ابتلع غصة وخزت جوفه وشعر بطعنة في قلبه
– عارف ياياسمينا اني خنقك بس والله ياحبيبي حاولت اتلاشى مقدرتش.. نظر لمقلتيها وأردف بصوت مبحوح بكثرة مشاعره إليها
– أعمل إيه بحبك بجنون.. لو عندك علاج اقلل من حبي وغيرتي انا من ايدك دي لأيدك دي… وصل ريان إليهما محاوطهما
– دا ايه الجو الرومانسي ياعشاق الكناري انتوا
ابتسم اوس ابتسامة لم توصل لعيناه ونظر لريان.. هروح أشوف بابا اتأخر ليه هو جاسر بعد إذنك
استغرب ريان ظهور الألم على وجهه… اتجه لأبنته وتسائل
– ماله أوس حبيبتي… وأيه الدموع اللي في عيونه دي
رغم الغصة المتحكمة بقلبها بسبب غيرته العمياء.. ابتسمت لوالدها وأردفت
– زعلان على غنى يابابا
دقق ريان النظر لعيناها التي تهرب منه.. ربت على يديها وتحدث
– عارفة ايه أكتر حاجة عجبتني في اوس ايه ياياسو… استمعت لوالدها بإهتمام
“الولد بيحبك اوي… اينعم غيور حبتين بس دا من حبه… إن شاء الله النهارده هتلبسوا دبل.. وبعد مايخلص جامعته هنتمم جوازكم.. أما لو عندك رأي آخر ياحبيبتي… يبقى إنسي كل اللي قولته
اقتربت من والدها تطوق خصره وتحضنه
– ربنا يخليك ليا ياحبيبي ومتحرمش منك أبدا
رفع رأسها مقبلا جبينها مبتسما
– أفهم من كدا إنك موافقة على أوس، ونكمل الخطوبة رسمي
نظرت للأسفل عندما شعرت بالخجل من والدها
قهقه ريان عليها وهو يرفع ذقنها
– ماكنا من شوية قاعدين نحب فيه دلوقتي مكسوفة من بابي… ياختي اتكسفي، منه مش مني
وضعت رأسها في حضنه
– اللي حضرتك تشوفه يابابا اعمله… وصدقني هوافق على أي حاجة تقولها
رفع حاجبه بتهكم وتحدث
– خلاص بلاها دا غيور، وممكن يدوشنا
ذُهلت من حديث والدها ورفعت نظرها إليه وطبقة من الدموع ظهرت بعيناها
ضحك ريان عليها… جاذبا رأسها مقبلا جبينها وتحدث قائلا
– خلاص صعبتي عليا… جهزي نفسك بعد كتب كتاب بيجاد هنعلن خطوبتكم هو كان عايز يعملك مفاجأة… لكن واجبي كأب ياحبيبتي لازم اسمع ردك
عند عز وربى
– ممكن كاسة عصير ياروبي…
ضيقت عيناها واستغربت طلبه
– عصير ياعز دلوقتي واحنا بنستنى العروسة
ارتسم تعبير مندهش على وجهه ممزوج بالحزن
– مستخصرة فيا كاسة عصير ياحبيبي
أغمضت عيناها وسحبت نفسا بهدوء
عندما اقترب يهمس
– حبيبك ريقه ناشف وعايز حاجة ترطبه.. زي ماقلبي عنده جفاف لكن أوعدك ياحبيبة عز النهاردة لاعوضه جفاف السنين اللي عدت دي كلها
تحركت سريعا من أمامه عندما شعرت بتوقف خفقان قلبها وشعرت بإنسحاب أنفاسها الذي سلبها دون رحمة… اصطدمت بها سنا وهي تنظر إليها بغضب
– مش تفتحي ياروبي وتبصي قدامك كويس، لا عز باشا خاطف عقلك
فقدت قدرتها على السيطرة على نفسها
– سنا ماسمحلكيش تدخلي في حاجة متخصكيش
رفعت سنا يديها لحجابها وهي تردف بسخرية
– طيب مش المفروض تحترمي الحجاب اللي لابساه
تصاعد غضب رُبى من حديثها للحد الذي جعلها تقول بنبرة تتنافى تماما نيران قلبها وعقلها معا
– انا محترمة بحجابي وإن كنت بعمل حاجة بعملها في النور قدام ماما وبابا واخواتي… وغير نسيت أقولك أن عز قبل مايكون ابن عمي فهو خطيبي يعني عادي تشوفينا مع بعض
قالتها ربى ثأر لكرامتها التي أهدرتها ابنة عمها بغبائها بصعوبة استدارت متحركة من أمامها وتحركت بخطوات مبعثرة عندما نسبت نفسها إليه دون رابط… لم تستطع كبت دمعة خرت من عيناها وهي تشعر بالانهيار
وصلت بعد قليل بكوب العصير وجسدها يرتجف… وضعته أمامه دون النظر إليه
– هروح أشوف بابا أتأخر بنزول غنى ليه
جذبها من رسغها ورفع ذقنها ينظر لعيناها التي يوجد بها آثار للدموع
رفع إصبعه يمسح خديها
– إيه اللي حصل… ليه الدموع دي
انزلت يديه بهدوء وهي تنظر لسنا التي تقف بمقابلتها على نفس المائدة تبتسم بخبث
– لا أبدا هروح عند أوس وياسمينا..أوس هيعمل مفاجأة النهاردةويخطب ياسمينا
أمسك كاسة العصير مقربها لفمها
– طيب اشربي دي الأول وإن شاءلله يموت اللي يزعل روبيا …هزت رأسها برفض
تحدث قائلا
– إلهي تعدمي عز لو مشربتيش منه…جذبته
اتت لتمسك الكوب انزلق من يديه بالكامل على فستانها
تصنع الذهول ورفع نظره إليها
– أوبس آسف يارُبى مكنش قصدي
هزت رأسها بذهول من خراب فستانها بالكامل… ترقرت عيناها بالدموع
– ليه كدا ياعز ماتاخدش بالك
جذبها من رسغها متجها للداخل
– تعالي خمس دقايق وهجبلك فستان حالا
هزت رأسها برفض
– لا خلاص.. أنا هتصرف
اوشكت على الألتفات فوجدت قبضته القوية التي اوقفتها بمكانها وهو يتحدث بهدوء
– روبي أنا قولت خمس دقايق… الفستان هيكون عندك.. اطلعي على اوضتك هتلاقي جنى جايبة لك فستان
تحركت دون حديث متجهة لداخل الفيلا محاولة الهدوء… وحدثت حالها
– ايه ياعني فستان.. أنا عندي كتير هشوف غيره وخلاص مش مستاهلة الخنقة دي
بغرفة جواد
دلف للداخل يحاول تمالك أعصابه ومازال مكورا قبضته على تلك الورقة والتي كلما تذكر مابها يتصاعد وجعه
-“انا همشي من حياتك واختفي ياريت ماتحاولش تدور عليا.. لو فعلا زي مابتقول اهم حاجه سعادتي… فسعادتي الوحيدة انك تختفي من حياتي للأبد… عارف ليه لاني مكرهتش في حياتي غير، اتنين
جواد الألفي وبيجاد المنشاوي
سمعتني ياحضرة اللوا… اللي مستحيل في يوم من الأيام اقولك يابابا… هتفضل حضرة اللوا اللي دمر حياتي… مبروك عليك حياتك مع ولادك وانساني زي ماكنت نسيني… وبلاش تخليني أكرهك أكتر من كدا… كفاية كل ماافتكر انك ابويا او انتمي لراجل زيك اكره نفسي اكتر واكتر
سلام ياحضرة اللوا ”
أفاق من آلام صدره التي تنخره بشدة مماجعله يدلك صدره بيديه عندما دلفت غزل تنظر إليه بغموض
ابتعد بنظره عنها وتحدث
ساعديني اظبط نفسي ياغزل… اتأخرت على الناس تحت ومتنسيش فيه ناس مهمة من الداخلية
❈-❈-❈
اقتربت منه تدير وجهه وتنظر لمقلتيه
– مخبي عليا إيه ياجواد… وبتهرب مني،
اقترب يطبع قبله مطولة على جبينها يستمد قوته منها ثم رفع ذقنها ملمسا خديها
– يمكن طمعان في ليلة حلوة لجوزك حبيبك
توسعت عيناها من حديثه ثم ضحكت بخفوت
– أكيد بتهزر ياحبيبي مش كدا… حاول الخروج من حالته… أو يتناسي مابه
جذبها من خصرها فجأة يداعب أنفه بأنفها
– كتير على جوزك حبيبك ياروحي، يعيش ليلة من بتوع زمان
قهقهت غزل بصوتها الناعم وهي تعدل رابطة عنقه وهي تتحدث
– عيوني لحبيبي يخلص بس الفرح.. وهيعشك ليلة من ليالي الساحل
وضع يديه على صدره وتصنع
– اه ياقلبي… لا كدا كتير على قلب جوزك وممكن يموت بين أيدك
وضعت يديها على شفتيه ووضعت رأسها بأحضانه
– بعد الشر عليك ياحبيبي متقولش كدا.. ربنا يجعل يومي قبل يومك ولا أحس بعذاب فراقك ياجود
جذبها بأحضانه بقوة كأنها يدخلها داخل صدره
– هموت ياغزل لو بعدتي عني ساعة.. قوتي باخدها منك ياقلبي في عز ضعفي
أوعي تقولي كدا تاني سمعاني
ربت على ظهره واردفت
– احنا مالنا قلبناها غم كدا… دا حتى النهاردة فرح بنتنا النهاردة
أومأ برأسه وأستدار للخروج
– طيب ياله حبيبي.. توقف ونظر إليها
– عز هيكتب كتابه النهاردة على رُبى..
ابتسمت له وتحدثت
– أيوة عز وصهيب قالولي
ضمها وخرج أثناء هبوط جاسر وهو يطوق ذراع أخته متجها للأسفل
تقابلت نظراتها بوالدها الذي استدار بالجهة الأخرى… وكأن التي أمامه ليست أبنته
حاول تهدئة نفسه من نظراتها الملامة التي أشعرته وكأن احدهم يقبض على صدره بقوة
اوقفتها غزل وهي تقبّلها بدموع الفرحة
– تعرفي أنا أسعد أم النهاردة.. بنتي الحلوة هتتجوز وتكون أسرة… رغم كان نفسي تقعدي معانا فترة أكبر لكن اللي مصبرني إنك هتقعدي معانا
رفعت نظرها لجواد ورغم حزنها وتخبط مشاعرها إلا أنها تمنت أن يرفع نظره إليها… ولكن خاب ظنها عندما ترك يدي غزل واتجه للأسفل
حاول جاسر التخفيف فأردف
– مامي حبيبتي… هنتأخر وبعدين ماهي قاعدة معانا كلها أسبوع وترجع تخنقني تاني
ظلت غزل تنظر الى صمتها وبدأ الخوف يدق قلبها كناقوس خطر بعدما أحست أن هناك مايخفيه زوجها وأبنتها من صمتهم وبعدهم عن بعضهم البعض ورغم ذلك مسحت دموعها وهي تربت على ظهرها وتنظر لدرجات السُلم
ياله ياقلبي علشان منتأخرش أكتر من كدا
بالأسفل كان ينتظرها وكأن هناك صراع عنيف يؤذي قلبه وعقله
أيتركها ويحرقها… أم يستمع لنيران قلبه التي تشتعل من فكرة ابتعاده عنها… أخيرا ظهرت بفستان زفافها الذي جعلها كملكة الكون مثلما أصبحت ملكة قلبه
اتجهت إليه وكأن كل خطوة تخطيها على جراح دامية لقلبها بعدما تذكرت حديثه القاسي لها ومعاملته التي تغيرت وأصبح جلادها دون رحمة
تحركت إلى أن توقف جاسر هنا دقت الطبول وصدحت الموسيقى على انغام ملكية للعروسين… فكانت طلتهم رائعة وفاتنة
صفق جميع الحاضرين وارتفعت الموسيقى
رفعت نظرها لبيجاد وكأنها اصبحت مسلوبة الحديث أو التعبير.. كان يقف منتظر عروسه الفاتنة الجمال والسارقة لقلبه… ورغم عشقه البادي عليه إلا أنها طعنته بخنجر بارد اليوم… ولولا تدخله في الوقت المناسب لأصبح هذا العرس مقبرة أحزان لجميع الأسرة
❈-❈-❈
بسط يديه إليها… تمنى لو يضمها ويخفيها عن العالم بأكمله
انحبست أنفاسها انبهارا لتلك اللحظة التي لم تكن تعلم إنها ستكون بكم هذا الضجيج
رفعت نظرها إليه وتبسمت بسخرية
– هبل مفكرينا هنموت على بعض…
ضغط على رسغها وأردف
– أي غلطة منك الليلة ياغنى صدقيني هتشوفي وش عمرك ماتمنيتي تقابليه… ولو كان عندك ذرة إحترام للعيلة دي مكنتيش تفكري تدبحيهم بغبائك..
نظر لمقلتيها وتحدث مستطردا
– لولا حبي للراجل اللي كان هيموت بسبب واحدة غبية ذيك وحياة قلبي لكنت دوست عليه ومبصتش ورايا… بس تقولي إيه ياست غنى… راجل جاي للحياة دي بس علشان يتعذب وبس حتى من الناس اللي كان مستعد يضحي بعمره علشانهم
– هتقول ايه ماهو إنت واحد كداب ومخادع زيه
حك ذقنه وهما يتحركان وينظر مبتسما للحضور
– انا مخادع.. بعد الحب دا كله..
شبك أصابعه بيديها
ماإن لامست يديه يداها حتى ارتجف جسدها كليا.. ولم يكفيه ذاك عندما نظر إليها وتحدث بصدق العيون
– الحب اختصرته فيكي ياغنى وبغبائك كرهت الحب… ملعون ابو الحب اللي يذل الأنسان ويجعله ضعيف كدا
ضغطت على أصابعه ولا تعلم لماذا آلامها قلبها من حديثه رفعت نظرها وتحدثت
– وليه ماتقولش أنا كرهت الحب بسبب خيانتك ليا
توقف فجأة… ونظر إليها بذهول مردد
– “خونتك ” خيانة مرة واحدة ياغنى… أنا أخونك وأنا مش شايف غيرك
– كذاب يابيجاد ومتقنعنيش
هز رأسه وهو يتحرك بسرعة مردفا
– خلاص بتكلمي ليه بدل ماانتِ مقتنعة… الكلام مالوش لازمة… كفاية غباءك اللي خلاكي تمشي ورا واحد حقير… بس وحياتك عندي قبل اليوم دا.. لأخليه يتمنى الموت
اتجه للطاولة التي تعد بالحديقة المزينة والمعدة لكتب الكتاب
تراجعت خطوة وتوقفت تناظره باستفهام
– هو مش انت قولت اننا متجوزين… ايه فايدته المأذون دا
ارتفع حاجبه وهو ينظر إليها
– أنا متجوز غنى طارق.. اه نسيت أقولك الاتنين شخص واحد بس المأذون هيوثق الإسم الجديد وجاي علشان عز وربى كمان فبلاش تخيلاتك المريضة تخيلك إننا مش متجوزين وتعملي فيها قاسم امين
اخرجت زفرة حادة من جوفها علها تهدأ من ذاك الضجيج بداخلها… تنظر حولها تبحث عنه بعيناه ولكن خُيب ظنها عندما اتجه ريان إليهما يضمهما بحب
– مبروك ياحبيبي.. عقبال لما أشوف عيالكم
اتجه لغنى وأردف
– مبروك ياغنى نورتي عيلة المنشاوي وزادها جمالا ياحبيبتي
هزت رأسهادون حديث متجهة لمكانهما المخصص لهما
توقفت الموسيقى عندما بدأ المسؤل باعادة عقد قرانهما مرة آخرى على سمع جميع الحاضرين
وقف بيجاد ممسكا بيديها عندما أنتهى بمراسم عقد القِران واتجه لوالده الذي قام بضمه
-مبروك ياحبيبي.. بالرفاء والبنين إن شاء الله
قبّل بيجاد جبين والده مبتسما له
– ربنا يباركلي في عمرك ياحبيبي
جذب غنى واتجه لوالدته مقبلا رأسها
وقفت نغم تضم غنى وهي تشعر بألما ينخر قلبها عندما وجدت دموع غنى على خديها.. لا تعلم بما أصابها… أزالت دموعها
– فيه عروسة بتعيط يوم فرحها حتى دا فال مش كويس.. كانت نظراتها له وحده عندما توقف وخرج متجها لباسم حتى لا يتعانقا معا
ضمها بيجاد متجها لغزل وصهيب بعدما وجد ابتعاد جواد… هنا أيقن معرفة جواد بما صار منها
اتجهت غزل تضمها ببكاء وهي تضمها لأحضانها… أخرجتها وهي تمسك وجهها بين راحتيها
– ربنا يسعدك ياحبيبتي… دايما السعادة لقلبك وروحك… أذرفت غنى الكثير من عبراتها
ابتسمت غزل وهي تنظر إليها
– طيب ينفع كدا نعيط ونخرب مكياجنا.. وصلت ربى التي ضمتها بحب
– الف مبروك ياحبي… يارب السعادة لحياتك دايما
كان يقف بجوار صهيب وسيف… خطى بهدوء وعيناه على ملامح جوهها بالكامل
أقترب حتى أصبح بمقابلتها وفجأة حملها ودار بها
– الف مبروووووك ياحبيبة أخوكي وعقبال لم أخد ولادك في حضني… هنا أنهارت وخارت قوها بالكامل وبدأت تبكي بنشيج بأحضانه وهي تتمتم
– أنا بحبكم أوي.. لكن… لكن قالتها بشهقات مرتفعة.. أنا تعبانة أوي ياجاسر
ضيق عيناه عندما لم يصل لمعنى ماقالته
جذبها أوس وهو يضمها
– وسع يلآ لازم أحضن اختي وأشبع منها… أما ياسين الذي أمسك يديها متجها إلى مكان ما ورفع يديها حتى انطلقت الألعاب النارية بسماء القاهرة باللون الأحمر ويكتب عليها.. “غنى الحب والحرب”
“غنى جواد الألفي”
ثم أخيرا قلبا أحمر كبيرا وحوله نيران وبأسهم تحاوط هذا القلب ويكتب عليه بجميع الألوان عدة مرات
“غنى بيجاد، غنى الحب والحياة”
همس لها ياسين دي هديتي المتواضعة حبيبتي بأشراف حضرة اللوا طبعا
استدارت سريعا تبحث عنه ولكنه لم يكن موجودا
خفق قلبها بشدة حزنا لما فعلته بحقه… تذكرت ذاك الحديث عندما رجعت مع بيجاد
قبل ساعتين
خرجت سريعا متجه لسيارة والدها واستقلتها حتى لا يسألها أحدا إلى أين تتجه… تذكرت حديث طارق إليها
– هجوزك ياغنى ونسافر ونرجع تركيا تاني
ضيقت عيناه ورددت
– نتجوز إزاي… حضرتك ناسي أنك بابا ولا إيه أكيد بتهزر
هز رأسه رافضا حديثها
– حبيبتي ينفع اتجوزك عادي بدالك مش بنتي ولا أنا جوز مامتك
رفعت يديها أمامه
– اسكت لو سمحت مش عايزاك تكمل.. أنا مستحيل اعمل حاجة زي كدا… أنا لو سافرت هسافر علشان أبعد وبس
اقترب يمسك يديها
– خلاص تعالي نسافر وهعالجك برة… متخافيش هتخفي
نظرت إليه بتيه وتحدثت
-هو فيه أمل إني أعيش ولا… قاطعها عندما وضع يديه على فمها مردفا
– والله هتخفي إن شاء الله حبيبتي..
نظرت بشرود
– صور بيجاد دي حقيقي فعلا ولا فوتو شوب…
هز رأسه برفض
– والله العظيم حقيقية ولو مش مصدقة خديها لحد وهو يأكدلك
هزت رأسها بالموافقة
أنا هخرج معاك دلوقتي بحجة نتمشى شوية وهروح لحد متخصص وصدقني لو الصورة مركبة مش هسامحك ابدا… تمام اجهزي بسرعة وأنا هخرج مستني تحت
توقفت للحظات ثم توجهت اليه
– لا بلاش روح إنت وهقابلك في المطار إنت وماما.. شوف طيارة خاصة خلال ساعتين مش عايزة أكون في مصر
ابتسم بحبور مردفا
– تمام.. متنسيش باسبورك بتاعك اللي باسمي بلاش الجديد بتاع جواد
هزت رأسها بالموافقة.. بعدها تحرك
اتجهت سريعا لأوس بغرفته
– أوس حبيبي محتاجة منك خدمة بس ممنوع حد يعرف
ضيق عيناه واردف متسائلا
– قولي حبيبتي وأنا عنيا ليكي
وضعت صورة بيجاد وماسة أمامه وطلبت
– عايزة أعرف الصورة دي حقيقية ولا لا
نظر للصورة وجحظت عيناه ثم رفع نظره لها
– ايه دا… بيجاد وماسة.. حاول التقليل من حدة غضبه.. أخذ نفسا متجها إليها
– حبيبتي دي ماسة بنت عمته و… قاطعته
عايزة أعرف الصورة حقيقي ولا لا لو سمحت
نهض ينظر إليها بغموض
– أوعي تعملي اللي بفكر فيه ياغنى.. دي صورة اكيد اتخدت… قاطعتها بصراخ
شوف الصورة حقيقة ولا لا أوس
اتجه للصورة ووضع على جهازه للحظات ثم رفع نظره إليها وتحدث
– الصورة حقيقي ياغنى.. بس لازم تسمعي منه الأول قبل أي موقف… غنى فرحك بعد كام ساعة اوعي شيطانك يرسملك تخيلات مريضة… كلنا عارفين عشق بيجاد.. زي ماكلنا عارفين هوس ماسة بيه
ضيقت عيناها وتسائلت
– هوس ماسة.. يعني هي بتحبه
هز رأسه واكمل
– المهم هو بيحب مين ولو تلاحظي انفعالات وشه بتدل ان الصورة اتخدت فجأة.. وكمان هو مش منفعل على بوستها ولا حاجة يارب تكوني حكيمة قبل ماتخربي حياتك
ورغم ماقاله أخيها إلا أنها خرجت مغادرة حي الألفي بالكامل متجه للمطار…ترجلت من السيارة كان طارق ينتظرها بصالة إنتظار الركاب…أسرع إليها
– قلقت وقولت إنك مش جاية
بحثت حولها عن تهاني
– فين ماما تهاني هي ماجاتش.
نظر إليها بخبث وتحدث
– ماما تهاني سافرت هي وخالتو أحلام هيستنونا في تركيا… ياله قبل مانتأخر.. هاتي باسبورك
أمسك باسبورها المقيد بغنى طارق واتجه للعاملة بمكتب الختامات..
وقفت للحظات تنظر لغنى التي كانها تنظر بضياع تبحث عن أحدهما… رفعت هاتفها وحدثت احدهما… وصل احدهم اليها ونظر لغنى… ثم نظر لهاتفه وهز رأسه بالرفض
ظل طارق ينظر بساعاته حتى مرت قرابة نصف ساعة اتجه إليها
– إنت قولتي في مشكلة في الأختام ودلوقتي عدى اكتر من نص ساعة ممكن… أنا اتاخر ورايا مواعيد مهمة ولا علشان طيارة خاصة
اومأت برأسها عندما اتجهت غنى إليه
– فيه حاجة يابابا ولا إيه
زفر بغضب ناظر لتلك المسؤلة وهو يتحدث بصياح
– أيوة عايز المسؤل ازاي حتة ختم على جواز سفر يقعد الوقت دا كله… خرج أحد المسؤلين عندما استمع لصياح احدهما
وتسائل.. بعد فترة قرابة الربع ساعة خمسة عشر دقيقة.. حلت المشكلة
وضع الجواز أمام العاملة حتى تختمها فجأة وجدت الذي يضع يديه تحت الختم ناظرا بعيون جحيمة لطارق ثم اتجه بنظره لتلك التي تصنم جسدها عندنا رأته
– ايه ياآنسة غنى متعرفيش مينفعش تسيبي البلد دون اذن من جوزك ولا إيه
– “جوزها “رددها طارق بخفوت… اتجه لطارق وهو يهمس بصوتا كفحيح
– اه جوزها ومن أكتر من أربع شهور… ينعي يوم ماانضربت بالنار كانت مراتي.. ويوم مارحت خطبتها من حيوان زيك كانت مراتي… تخيل روحت اخطب مراتي من واحد حقير كنت مفكره بني آدم عنده اخلاق بما إنه دكتور وتقدير احترام من الكل.. لكن نعمل ايه ياطاروقة فيه رجالة ناقصة وعايزين نولع فيهم
❈-❈-❈
اتجهت اليه بخطوات مبعثرة وتحدثت بصوت مهزوز
– انا مسمحلكش تغلط في بابي كدا
قبض على خصلاتها مما جعلها تصرخ
– وحياة بابي دا لأندمك ياغنى على كنتي ناوية تعمليه… أنا يتعمل فيا كدا.. عايزة تهربي يوم فرحنا وتفضحينا.. مفكرتيش في الراجل الغلبان اللي ممكن يموت فيها
مفكرتيش في اخواتك.. رفع طارق يديه بسخرية وتحدث
– لا هي عايزة تهرب من واحد حقير ونجس زيك.. كل ليلة في حضن واحدة
اخرص قالها بيجاد عندما ثارت نيران باوردته واشتعل صدره بلهيب جحيمي فعندما اتصل به اوس وحكى ماصار وهو يعلم ان طارق خلف ذاك… ولكن كيف وصل لتلك الصورة
انتفض جسدها عندما وجدت تحول بيجاد فأصبحت عيناه باللون الأحمر وظهرت عروق عنقه… اتجه لطارق يقبض على عنقه مردفا
– أنت تلعب بمراتي كنت كلب حلوف بتلف وراها… اوعى تفكر نظراتك الحقيرة دي عدت عليا… لا فوق انا عارف اشكالك الو.. سخة دي وعارف ان فيه رجالة حقيرة كتير أوي من عينتك… اقترب وهمس له وعارف فضايحك انت وأحلام خانو… فبلاش انشر غسيلك الو… سخ هنا ياحقير
نظر للامن
– خدوها انا مش فاضيله… ودوه عند باقي الشلة.. لما نشوف أخرته الزفرة ايه…
توقف يشير بسبابته وتحدث
– وحياة غلاوتك ياطاروق لأندمك وأخليك تندم انك في يوم تبص لحاجة مش ملكك
قالها ثم جذب غنى التي تقف مذهولة مما استمعت إليه ولسان حالها يردد
– بابا طارق اخلاقه… توقف لسانها عندما وقف امامها فجأة حتى اصطدمت به
– انا لو قتلتك دلوقتي مش هاخد فيكي ساعة عارفة ليه… لأنك واحدة غبية.. الحساب مش دلوقتي… لازم نرجع الفرح ياهانم والليلة تعدي وبعد كدا كله هياخد حقه
دفعته بقوة وبدات تصرخ
– انا بكرهك يابيجاد بكرهك عارف ليه… علشان أكتر واحد أذى قلبي… أكتر واحد جرحني… انت وحضرة اللوا… اكتر اتنين بكرهم… لم تكمل حديثها عندما أنقض على شفاها مقبلا إياها بقوة حتى تصمت للابد
فصل قبلته عندما شعر بأختناقها نظر إليها بغضب مردفا
– اقسم بالله لو اتكلمتي تاني لأخدك حالا ونسافر ومخلكيش تشوفي حد… سمعتيني ولا لا… ارتجف جسدها من صراخه… قاطعهما أحد المضيفات التي تدلف للمطار
– جاد ازيك من زمان ماتقبلناش
وقف أمامها محاولا السيطرة على غضبه
– أهلا شهندة… عاملة ايه.. معلش انا آسف مستعجل بعدين اكلمك انتظري مني تليفون… قالها وهو يجذب التي تنظر لتلك بغضب تكاد تنقض على تلك البيضاء، الشقراء
عودة للوقت الحالي
رفعت نظرها وجدت جواد متجها يجلس بجوار صهيب وسيف

كان صهيب ينظر لأخيه الذي يحاول أن يرسم ابتسامة أمام الحضور…اتجه لسيف وهمس له ببعض الكلمات
اتجه سيف وأمسك المايك بعد الانتهاء من كلمة المأذون
“بارك الله لكما وجمع بينكما في الخير”
حبيت أهني ملكة عيلة الألفي وبقولها
– مبروك ياحبيبة عمو وعقبال لما تكوني مامي حلوة وجميلة…السعادة لقلبك ياغنون ودلوقتي ميعادنا مع كتكوتة العيلة وأميرتها دكتورتنا الجميلة
رُبى الألفي … كانت تقف بجوار والدتها بعدما ارتدت ذاك الفستان الأبيض الذي كان مزخرفا ببعض الورود بنفس لونه وحجابها الذي يزين بشرتها الحليبية باللون الفيروزي
ضيقت عيناها ونظرت لوالدها الذي يجلس بجوار ريان وصهيب
اومأت غزل برأسها لرُبى ودفعتها بهدوء
– روحي لعمك حبيبتي.. شوفي بابي عايزك ليه… اتجهت لذاك المكان المخصص للعروسين.. قطع خطواتها عز عندما بسط يديه إليها لتتمسك بيديه
رفعت نظرها لوالدها ثم اتجهت لجاسر الذي أومأ بنظره إليها بالموافقة
تشابكت اليدين وتحركا متجهين حيث جلوس والدها واختها العروس… وقفت بجوار غنى تنظر إليها باستفهام
قبّلتها غنى وضمتها وهي تهمس لها
– مبروك ياحبيبتي… عز هيكتب كتابه عليكي… حب يعملك مفاجأة… صدقيني لسة بيجاد قايلي حالا
رفعت نظرها سريعا وخط من الدموع في عيناها تنظر لعز الذي نظر إليها بعشق… ثم
ردد بشفتيه لم يراه غيرها
“بحبك” تمركزت عيناها على شفاه وهو يرددها ارتجف جسدها وخفق قلبها بشدة.. حاولت السيطرة على نفسها.. ابعدت نظرها عنه بصعوبة ونظرت لوالدها… الذي وقف يرفع يديه ليضمها لأحضانه وهو يربت على ظهرها
– فداكي أبوكي ياروح قلب بابا…افديكي بعمري لأجل الابتسامة اللي بشوفها على وشك دي
هنا فقدت غنى توازنها بالكامل مماجعلها تتشبس بيدي بيجاد…
ثار قلبه على عقله ورفع يديه يطوق خصرها متناسيا مافعلته…فعشقها كمرضها الذي يتشعب بجسده
ضمها لحضنه عندما فهم ماأصابها
– مالك حبيبتي…تيجي نروح نقعد مكانا
هزت رأسهابرفض وتحدثت وهي تنظر لجواد وغمامة من الدموع تحاوطها
– لا عايزة اشارك أختي فرحتها
رفع حاجبه بسخرية ثم أردف
– وكانت فين اختك دي وانتِ كنتي ناوية تدبحيهم
اظلمت عيناها وتحول لونها للداكن وهي تحدثه بعنف
– لسة متحسبناش بيجاد باشا
كان جواد يراقب حركة شفتاها.. عصر عيناه عندما علم بما أصابه من حديثها
تحرك عز وجلس بجوار عمه ليتم عقد قرانه على أميرة قلبه
توقف ريان متجها لأوس وهو يحادثه
– أوس أجل موضوع الخطوبة النهاردة… نعدي كام أسبوع ونتمم الخطبة يابني
التمعت عيناه بالرفض وقال مزمجرا ولا لحظة ياعمو
رفع ريان نظره لوالده
-“بص لأبوك وانت تعرف يابني… باباك التعب ظاهر على وجهه وبعدين الصراحة خايف عليكم كلكم كدا وانتوا بتتجوزوا مرة واحدة
رفع حاجبه بسخرية
– فين الجواز دا… مفيش غير بيجاد، أما لو قصدك على رُبى وأنا فدا مجرد أعلان بس
هز رأسه رافضا
خطوبة بنتي خليها في بيتي هناك…احتراما ليا لو سمحت.. ومتحاولش حبيبي لو بتحبني بجد
أومأ أوس برأسه
– حاضر ياعمو ريان اللي تشوفه… حاضر
عند باسم وحياة
اقتربت تتحدث له
– هما الاتنين هيتجوزو النهارده ياباسم
رفع حاجبه بسخرية
– الجميل شايف ايه… مثلا واحدة بتجوز والتانية بتتفرج… إنت ماسمعتيش،
اما التي تقف بجوارهم ولكن نظراتها عليه فقط… وهو يسرق نظرات لها من الحين للأخر.. ابتسمت عندما نظر إليها ثم اتجه ينظر لأخواته
تحركت إلى أن وصلت ووقفت بجواره… لم يشعر بها إلا حينما أمسكت يديه وشبكتها أصابعها بأصابعه
انتفض جسده من لمستها وشعر بخفقة تضرب شقه الأيسر أغمض عيناه محاولا التنفس عندما شعر بإنسحاب الأكسجين من حوله
– مبروك ياجاسر
قالتها بصوتا انثوي رقيق.. جعل قلبه يهوى بين ضلوعه ويعترف بعشقه لها وحدها
استدار ليشبع روحه من نظرة عيناها الفيروزية التي جذبته كالمغنطيس.. ظلت نظرات العشق فقط دون حديث… تمنى أن تصبح ملكه ليعلمها فنون العشق
– “جاسر” اردف بها باسم ليخرجهما مما فيه عندما شعر بضعفهما
حمحم متجها إليه وتسائل
– فيه حاجة ياعمو
رفع حاجبه بسخرية وتحدث
– لا ياحبيب عمك.. مفيش غير ان الفرح كله شاف نظرات الحب والمعزوفة ام كلثومية دي
ضيق عيناه متسائلا
– مش فاهم قصدك..
ابتسم بسخرية
– استعبط يابن جواد.. ابوك جاي علينا أهو.. ياله اهرب
وصل جواد لباسم ينظر لحياة وفيروز… هو لم يعلم أي منهما زوجته… رحب بهما جواد وجذب باسم من رابطة عنقه
– مين دي يارميو باشا
قهقه باسم عليه وتحدث بانتشاء
– حلوة صح.. بنت قمرين ياجود تخلي الواحد يرجع عنده خمستاشر سنة
مط جواد شفتيه بسخرية
– لا وحياتك تخلي الواحد يقعد في المستشفى… ارتفعت ضحكات باسم حتى جذبت انظار بعض الحضور
وضع باسم يديه على فمه عندما نظر جواد اليه شرز
– مالك يلآ شايف شفافيك عايمة ماتلمها ياخويا.. هي مين مراتك ياحمار ولا انت اتجوزت تاني… هو انت بقيت برج الصغيرين
ظل يقهقه باسم على حديث جواد مما جعل جواد يضغط على قدميه
– هو انا رقاصة ياحمار ماتلم نفسك
أقترب باسم ينظر لمقلتيه
– ايه رأيك اشوفلك قطعة زيهم
– استغفر الله العظيم يارب.. يارب اعطني شوية كالم من عندك.. علشان مااكسرش سنانه اللي فرحان بيها دي
لكمه بكتفه ورفع حاجبه بشقاوة
– طيب احلف كدا انك مش عايز تجدد امجاد شهر عسلك مع قطعة صغيرة
هنا ذهب بعينيه لغزاله التي تقف بجوار نغم وريان ثم استدار لباسم
– ولا حور الدنيا كلها تعوضني عن ملكة قلبي… خليك انت عايش دور فطوطة ياخويا
❈-❈-❈
قولي مين البنت ام عيون زرقة دي
اقترب باسم وتحدث
– خد الصدمة ياكبير دي بنت اخو ناجي
ضيق عيناه وتسائل
– مين ناجي دا
دي اسمها فيروز عامر الهاشمي… الأسم دا مبيفكركش بحد ياحضرة الضابط
ظل للحظات يردد الاسم هنا نظر بذهول لباسم
– قصدك ناجي بتاع بثينة و…
أومأ برأسه وهو يؤكد حديثه
– دي بنت اخوه.. ابوها مات.. وامها اتجوزت اخوه اللي اصلا كانت مديراها معاها واخوه عايش.. فيه اللي بيقول مات موتة طبيعية وفيه اللي بيقول لا دا شافهم بوضع مخل وجاتلة ذبحة وفضل فترة في الانعاش ومات بعدها
حك جواد ذقنه وتسائل
– ودي اتلمت عليها فين ليكون قتلوا اخوك.. فحبيت تنتقم فاجوزتها هي كمان
لم يستطع باسم من فصل ضحكاته وهو يلكمه من كتفه
– لا ياعبيط اخواتك… دي مش تبعي، دي تبع حضرة الضابط ابن حضرتك
تصنم جسد جواد وهو ينظر باستفهام قصدك مين…. “جاسر”
– ايوة وحياة سيدي، أبو العباس هو بالضبط الحكاية كلها عنده… شوف بقى علشان تشبع تريقة ياحضرة اللوا
بمكان هادى
يجلس وتنذرف عبراته على خديه.. يقوم بإزالتها سريعا… وصل والده يضم أكتافه
– كنت عارف كل اللي بتعمله ماهو إلا كلام وبس
هز رأسه لوالده
– مش فاهم حضرتك يابابا… تقصد إيه
نظر لمقلتيه وتحدث بحزن
– لسة بتحبها مش كدا ياجواد… طيب لما بتحبها قولت ليه انك نسيتها وحاولت تقرب من بنت صهيب
كنت عايز مسكن يابابا… الألم كان شديد أوي
ضمه حازم لأحضانه يربت على ظهره
– عارف ياحبيبي ان ألمه شديد… لكن مينفعش ناخد ناس نجرحها في مقابل ندواي حالنا
انزلقت دموعها بضعف
– اللي قدامك دا خلاص يابابا بقى جسد بس… بقيت شرير، تخيل اتفقت على اني ابعدهم بحجة اني بقربهم من بعض
ذُهل حازم من حديث ابنه
– ايه اللي بتقوله دا ياجواد
مسح عيناه ونظر بالاتجاه الآخر وهو يردف
– الخدع في الحب والحرب يابابا
صاعقة نزلت على حازم مماأحس بتبعثر جسده لأشلاء من حديث ابنه
كان هناك من يقف بالقرب منهما واستمع لحديثهما… مما اشتعل نيران صدرها بالكامل وأقسمت لترد كرامتها وكبريائها الذي حطمه بكل برود
جلست نغم بجوار ريان بعدما اتجه العروسين لمكانهما
اقترب يهمس بجانب اذنيها
– نغوم حبيبي… النهاردة فرح ابننا التاني
ضيقت عيناها ونظرت باستفهام
ابتسم لها وهو يملس على خديها
– حجزت سويت في الفندق… علشان نقضي نعيد امجاد شهر عسلنا حبيبي
وضعت يديها على فاهها وهي تنظر لأولادها الذين يجلسون على نفس الطاولة
ولكنهم كانوا غير منتبهين
– اتجننت ياريان… شهر عسل ايه ياحبيبي دا بعد كام شهر هتبقى جد
جذب خصرها ليقربها لأحضانه
– لا متجننتش يابنت الأسيوطي وهعمل اللي في بالي… اجهزي ياعروسة الليلة ليلتك
وضعت يديها على فمه حتى لا يسمعه اولاده..
– بااااس وحياة ربنا إنت مش طبيعي
نظر لمقلتيها وتحدث
– مش طبيعي علشان قلبي لسة بينبض بحبك يانغمي
ابتسمت بحب له وتحدثت
– يعني أنا بكرهك ياريان ماأنت عارف.. انت بالنسبالي ايه
ضيق عيناه وتسائل
– عايز اشوف النهاردة أنا بالنسبالك ايه ياحبيبة ريان
على مائدة اخرى
– عجبك اللي بنتك بتعمله دا ياميرنا… قولتلك علمي البنت أخلاق المصريين..أهو شوفي بقت عاملة زي الأتراك بلبسها وكل شوية تروح تحضن دا ودا…لا وكمان حركاتها مع عز اللي كل شوية يصدها ويقولها عيب مفيش فايدة معاها
زفرت ميرنا بحزنا فهي تعلم أن زوجها محق ولكن ماذا عليها أن تفعل
بمكان العروسين
وقف المسؤل عن تنظيم الحفل يستدعي العروسين للأفتتاح الحفل برقصتهما
بعد إنتهاء الرقصة
اتجه الجميع للمباركة للعروسين..
وقفت ماسة أمامهما وبسطت يديها لبيحاد
– مبروك يابيجو… ربنا يسعدك ياحبيبي.. ثم اقتربت لتحضنه ولكنه تراجع بخطوة للخلف
– شكرا ياماسة عقبالك… كان ريان يراقب ماسة اتجه لنغم
– روحي هاتي ماسة شكلها مش ناوية على خير.. خلي الليلة تعدي
نهضت نغم متجه إليها
حضنت ماسة غنى وهي تهمس لها
– مبروك عليكي ياعروسة… بس متفرحيش اوي أنا كنت فرحته الأولى..
رجعت للخلف تنظر لغنى بشماتة ثم تحركت عندما وجدت نغم تقف بجوارها وتتسائل
– فيه ايه… مش هترقصوا تاني.. وضعت يد بيجاد بيدي غنى
– انزلوا ارقصوا علشان اللي عايز يرقص معاكم…
❈-❈-❈
بعدها اتجهوا مرة أخرى للرقص
حاوط خصرها يضمها لأحضانه ويتمايلا على انغام الموسيقى… وجدها لم تبادله أحضانه… فحديث ماسة يصم أذنيها
أرقصي حبيبتي الناس بتبص علينا
نزل ايدك.. ماسك حرامي…
حرك حاجبه بسخرية:
– حرامي… ياريت
نظر حوله يبتسم للضيوف وكان أكثرهم من الطبقة المخملية
اقترب من وجهها… وهمس لها
– لا مش ماسك حرامي… دا حتى الحرامي لما بيتمسك بيقول هتوب… إنما إنتِ ماشاء الله.. بجحة بجاحة ذكي رستم في رصيف نمرة خمسة
ضغطت على قدميه بكعبها العالي…. مماجعله يتأوه
جذبها من خصرها بقوة ضامهها لصدره… ورغم نزيف قلبه الذي أدمته بعنفوان إلا أن ضرباته تتقاذف بين ضلوعه من مجرد اقترابها منه
أنفاسه بالقرب منها أشعرتها بحجم حبها له… نعم أحبتها بل عشقته فكيف له أن يغدر بها
على الجانب الآخر
كان عز يضمها لصدره ليتراقصا على تناغم قلبيهما… وضعت رأسها على صدره ليطوق خصرها بيديه الأثنين
رفعت نظرها وغرقت بعيناه
– يعني دلقت العصير عليا علشان أغير الفستان لكدا
ابتسم بحب وأردف
– كان لازم مناسبة زي دي تخصني في كل حاجة…
– مبروك عليا إنت ياحبيبة عز… والعمر دايما مع بعض..
اقترب من شفتيها هو يتحدث بعشق خرج من عينيه قبل شفتيه
– هو أنا قولتلك قبل كدا إني بحبك
نزلت بنظرها للأسفل عندما تورد خديها من الخجل… هنا توقفت الموسيقى…
– مستعدة… قالها وهو ينظر لها نظرات ذات مغذى
ضيقت عيناها وتسائلت
مستعدة لأيه… لم تكمل حديثها وقام
بحملها ودار بها وهو يصيح
بحبككككك
طوقت عنقه وهو يدور بها على الاستيج والجميع يصفق بحرارة لذاك العشق
مما جعل بيجاد يستشيط منه… وظل يسّبه وهو يواعده المعاقبة بعد انتهاء الحفل
– الحيوان خطف مني الليلة
لكمته غنى وهي تنظر لفرحتهما
– على الأقل خلي الليلة دي لحد يستاهل مننا
شعر بختراق صدره عندما تحدثت بهذه الكلمات…
ضمها لصدرها وهمس لها
– والله بحبك يامجنونة ومفيش حد حرك مشاعري غيرك… بلاش شيطانك يصورلك حاجات مش موجودة
نظرت له بصمت ولم تعلق على حديثه
بعد فترة انتهى الحفل
اتجه عز لجواد وهو يقبل رأسه ويديه مردفا
– بابا جواد حبيبي والله حبيبي
رفع جواد حاجبه بتهكم
– قول ياابن صهيب ماهي بابا جواد دي وراها حاجة
جذب يد رُبى وتحدث
– هخرج انا وربى نحتفل احتفال خاص بينا
نهض جواد عندما وجد نظرات غزل بالموافقة
– تمام يازيزو روح اسهر مع خطيبتك.. دي خطيبتك يلآ.. خلي بالك من خطيبتك دي اه
تحرك وهو يجذب رُبى
– لا مسمعتش.. دي حبيبتي وبس لو عايز اضيف حاجة هتكون مراتي
– “عز “صرخ بها جواد… رفع سبابته
-” اياك تتمادى ياعز المرادي هدبحك”
قهقه عز وجذب ربى وخرج
وصل بيجاد وغنى لجناحهما الخاص بمنزل جواد بعدما اتفق تكون بالقرب من والدتها حتى يتم شفاها
وصلت وقام بخلع طرحة زفافها وألقتها بغضب على الأرض واتجهت تمسك بصورة تضعها أمامه
– دي حقيقة ولا لا
رفع نظره للصورة وذهل من وصولها إليها
شعر وكأن الأرض تدور بيه.. واصبح قاب قوسين أو ادنى ان يفقد وعيه
هز رأسه وحاول الحديث
اتجهت إليه تلكمه بصدره
– ليه… قول ليه علشان أنا مريضة… طيب روحلها..
هزة عنيفة اصابته عندما علم إنها عرفت بمرضها… قاطعهما طرقات على باب الجناح اتجه بيجاد ليقوم بفتحه
دلفت غزل متوجهة لأبنتها
– عاملة ايه حبيبتي
هزت رأسها دون حديث
نظرت لمقلتيها وأردفت
– غنى إنت بتعيطي
هزت رأسها وأردفت
– لا أبدا ياماما مرهقة بس… وضعت غزل بعض الأدوية بيديها
– متنسيش تاخدي من دا دلوقتي… قبل اي حاجة.. قالتها وهي تنظر لبيجاد ليفهم ماتريده
ضحكت بسخرية وأردفت
– خايفة لأحمل ياماما… وطبعا إزاي وانا باخد جلسات كيماوي.
صاعقة صفعت كلا منهما وجعلهما كالمشلولين ولم يستطعا الحديث
تراجعت بخطواتها للخلف وهي تبكي
– ليه بيحصل معايا كدا… ليه ياماما.. اكره ابويا فيا… هزت رأسها وهي تصرخ
– ايوة كرهني لحد ماهنش عليه يباركلي… ويوم مااحب واحد بجد اعرف انه بيخوني
وفوق دا كله مريضة بمرض لعين
قولي ياماما ليه
ضمتها غزل لأحضانها
– حبيبتي المرض دا هتخفي منه ان شاء الله.. متقلقيش.. اما بابا مش زعلان منك هو بس تعبان… رفعت نظرها لبيجاد وتحدثت
– بيجاد مستحيل يخونك حبيبتي صدقيني
أومأت برأسها عندما وجدت طاقتها نفذت من الحديث وأردفت
– خلاص ياماما.. ممكن تكون أعصابي تعبانة لما اتفاجأت بموضوع مرضي… حاضر هاخد من الحبوب دي… وهواظب على العلاج
– دلوقتي انا تعبانة وعايزة ارتاح بجد
هزت رأسها واتجهت لبيجاد
– خد بالك منها ومتغصبهاش على حاجة
ربت على ظهرها واردف
– متخافيش في قلبي قبل عينيا
خرجت وهي تزيل عبراتها حتى لا يراها زوجها
اتجه بيجاد ووقف أمامها
❈-❈-❈
بغض النظر على الصورة وصلتك إزاي بس دي كانت مراتي.. يعني اللي بعتهالك واحد غبي مفكرش إن لعبته هتتكشف.. بس الغباء الأكبر منك ياهانم
انكمشت ملامح وجهها بإمتعاض ورددت بلسان ثقيل
– متجوز.. إنت كنت متجوز
رفع نظره بسخرية وأكد حديثه
– أومال إيه… هي البرنسس ادتني فرصة أتكلم
انزلقت دموعها بغزارة وكأنها بكابوس.. حتما سيؤدي بها للجحيم
إستدارت بظهرها وتحدثت
– أطلع برة مش عايزة أشوف وشك
لم يجادلها كثيرا فقد كان كالذي فقد روحه بذاك الوقت
خرج كالثور لا يرى أمامه سوى إنكسار روحه التي هدرتها بكل غباء
بعد فترة
اتجهت للشرفة لعلها تستطيع التنفس بعدما صدمها ذاك المنحل كما ادعته
سكنت برهة تمسح عبرة نارية احترقت جدار جفنيها وتأوهت باكية بمرارة.. كلما تذكرت حالته… أيعقل انها ظلمته
نظرت من شرفتها للأسفل وجدته متسطح على العشب ويضع رأسه على ساقيها… كانت تملس على خصلاته بحب
– جواد إنت كويس.. حاسس بحاجة دلوقتي
أومأ برأسه وهو مغمض العينين
– كويس ياغزل… الحمد لله، متحسننيش إني مريض.. شوية ضغط وراحو لحالهم
ملست على وجهه وتحدثت بعينان عاشقة مهما مرت عليها السنوات لم تفقد رونقها من العشق
– لو مخفتش عليك ياحبيبي اخاف على مين.. معرفش حاسة إنك مخبي عليا حاجة.. ومش مصدقة كلامك
أعتدل ينظر إليها.. ثم جذب رأسها مقبلا جبينها
– حبيبتي أنا كويس وكله يهون لأجل الضحكة اللي بتنور حياتي دي
شبكت أصابع يديها بيديه ونزلت بجبينها على جبينه وأردفت بصوتا مبحوح
– قولي ياجود هفضل أحبك لحد أمتى حبيبي.. جذبها ملتقطا شفتيها
– لحد ماأموت… وضعت يديها على فمه
رجعنا تاني للسيرة دي ياحبيبي
– بعد الشر عليك ياحبيب عمري.. يارب أموت قبلك ياجواد علشان قلبي مايتحرقش عليك
اعتدل سريعا يجذبها لأحضانه رغم نيران قلبه مما فعلته أبنته اليوم… رفع يديها يقبلها ثم نظر إلى رماديتها
– أنا قادر أستحمل وأعدي ياغزل بسبب وجودك جنبي.. لسة من شوية قايلك كدا.. أوعي تدعي الدعوة دي تاني.. أنا مقدرش أعيش حتى ساعة في دنيا مفهاش غزل.. من يوم ماجيتي للدنيا دي وحسيت بسعادة الدنيا كلها.. ويوم مااتجوزتك وبقيتي ملكي شرعا وقانونا.. قولت خلاص اكتفيت من الدنيا.. إنت عندي بالكون ومافيه
رفع نظره يملس على خديها وونزل بجبينه
– ويوم جبتيلي غنى وجاسر… دا كان كافي أن كرم ربنا كتير عليا اوي… ومسح على قلبي من وجع سنين بيهم.. رفع ذقنها ونظر لمقلتيها مردفا بصوتا هادي وحنون
– نعم ربنا بقت تزيد عليا من صبيان وبنات وزوجة كجوهرة مصونة أغلى من حياتي نفسها.. هجي اعترض على حاجة بسيطة يازوزو… دا ابقى بني آدم جاحد لفضله
دلفت لداخل الغرفة وهي تبكي بقهر على حياتها التي تحولت لجحيم بعدما علمت ماصار إليها… بعد قليل استمعت لأشعار رسالة
إذ بها تجحظ عيناها مما رأته مما جعلها تصرخ بهستريا مما جعل جواد وغزل ينتفض بجلستهما مسرعين إليها
دلف جواد سريعا واذ به ينصدم مما رأى

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تمرد عاشق 2)

اترك رد

error: Content is protected !!