روايات

 رواية تناديه سيدي الفصل التاسع 9 بقلم شيماء الجريدي

 رواية تناديه سيدي الفصل التاسع 9 بقلم شيماء الجريدي

رواية تناديه سيدي البارت التاسع

رواية تناديه سيدي الجزء التاسع

تناديه سيدي
تناديه سيدي

رواية تناديه سيدي الحلقة التاسعة

فوجئ زيدان بغادة تقف أمامه بملابس مثيرة تكشف أكثر مما تستر امتعض وجهه وهو يقول في ضيق:
– غادة ! بتعملي إيه هنا.
– اخص عليك بقى هي دي حمدلله ع السلامة ده بدل ما تقولي اتفضلي.
حاولت الدخول ولكن امتدت ذراعه لتقطع عليها الطريق وهو يقول في عصبية:
– عايزة إيه ياغادة جاية ورايا ليه.
– أنا جاية اتفسح ولا عندك مانع.
– جاية أوضتي في وقت زي ده ليه ياغادة.
– جيت أسلم عليك وأعرفك إني موجودة.
– كان ممكن تعرفيني بالتليفون.
– حبيت أعملهالك مفاجأة.
– أوك ياغادة عن اذنك بقى عشان عايز أنام.
قالها وقد أغلق الباب في وجهها بغتة مما ألجم لسانها وجحظت عيناها من فرط المفاجأة فهي لم تكن تتخيل أبدا أن يعاملها بتلك الطريقة فقد استعرضت كل أسلحتها الأنثوية أمامه ولكن لا فائدة قالت والحقد يقطر من كلماتها :
– حسابك معايا عمال بيتقل يازيدان ما ابقاش غادة رشوان إن ما دفعتك التمن.
في تلك الأثناء كان زيدان قد أجرى عدة مكالمات سريعة خاصة بالعمل وقد زفر في ضيق حتى كاد صدره يحترق من فرط الإنفعال والغضب
( حجرة غادة )
جلست والدة غادة على الفراش وهي تحاول كتم ضحكتها قدر المستطاع فقد عادت ابنتها كالعادة بخفي حنين ، نظرت لها ووجهها ينضح بغضب العالم وقالت في ضيق :
– ممكن أفهم بتضحكي على إيه؟
– هه أبدا ياحبيبتي مش بضحك ولا حاجة بس انا حذرتك ان زيدان مش سهل توقعيه و إنتِ مش راضية تسمعي الكلام.
– زيدان بتاعي يامامي انتِ فاهمة، بقولك إيه كلمي أنكل يوسف دلوقتي وقوليله اللي اتفقنا عليه.
– إنتِ اتجننتي أولا الوقت متأخر ثانيا عايزاني اكلمه فجأة كدة وأقوله لازم نجوز زيدان لغادة.
– معرفش اتصرفي بقى المهم لازم تزرعي في دماغه إن من مصلحة الولاد ان زيدان يتجوزني.
– حاضر ياغادة أما أشوف أخرتها معاكي.
– ماشي يا زيدان صبرك عليا بس لما تبقى في إيدي هردلك كل إهاناتك ليا وأدفعك تمنها غالي، أوي مش غادة رشوان اللي يتقفل في وشها الباب.
قالتها وهي تبتسم وعيناها تنطقان بكل معاني الشر…
في الصباح الباكر كان زيدان قد أخذ طفليه للاستمتاع بمياه البحر الصافية وقد تعمد أن يذهبو في هذا الوقت المبكر قبل أن يستيقظ باقي النزلاء فيكون لديهم القليل من الخصوصية والاستمتاع بالسباحة في مياه البحر المنعشة. هذه المرة جلست شمس مع زياد على الشاطئ بينما اصطحب زيدان زينة للسباحة نزولا على رغبتها بعدما كادت أن توقظ القرية بصوت اعتراضها وصراخها ، هم زياد بملئ دلوه من ماء البحر ليجد أسوأ كوابيسه قد تجسد أمامه فهتف في حنق:
– غادة…
– حبيب قلبي وحشتني يادودي.
– اسمي زياد أنا مش بنوتة عشان تقوليلي دودي.
ظلت تسب وتلعن في سرها ذلك الطفل المتعجرف ولكنها سريعا ما اظهرت عكس ماتخفي وهي تقول بود مصطنع
– كدة بردو يا زياد ده بدل ما تقولي وحشتيني ياغادة مش أنا أخت مامتك بردو.
– وماكنتيش بتشوفينا ليه ومامي عايشة اشمعنى بعد ما ماتت.
بهتت غادة فهذا لا يمكن أن يكون طفلا أبدا ولكن عليها أن تكسب وده والا ستفشل خطتها تماما.
– حقك عليا حبيبي أنا عارفة إني كنت مقصرة معاكم بس معلش أديني أهو بصلح غلطتي ومش هسيبكم تاني أبدا.
نظر لها زياد بإشمئزاز وقال:
– وإحنا مش عايزينك.
كادت تنفجر من الغيظ وكبحت جماح رغبة عارمة في قتل هذا الطفل المتعجرف والذي دوما ما يتعمد إهانتها تماما مثل والده .
في تلك اللحظة خرج زيدان من البحر وهو يحمل زينة وهما يضحكان وزينة ترجوه للعودة من جديد وقبل أن يجيبها لمح تلك الحية الرقطاء تقف على مقربة من زياد وشمس كان يشعر بإشمئزاز كلما نظر إليها بملابسها الفاضحة والتي لا تستر شيئا أبدا من جسدها فتبدو كأي غانية رخيصة تعرض بضاعتها للعامة فرغم أنه ينتمي لتلك الطبقة الراقية والتي من المعتاد فيها أن يتحرر النساء من ملابسهن إلا أنه لديه أفكاره الخاصة ومعتقداته فهو لا يلتفت أبدا لإمرأة عارية لا تثيره أبدا ولا يشعر نحوها بأي إنجذاب.
في هذه اللحظة ظهرت شمس في الصورة فقد نهضت وهي تحمل منشفة لتستقبل زينة والتي ركضت في إتجاه شمس لتحكي لها عن مغامرتها داخل البحر لا يدري لما عقد تلك المقارنة بين شمس وغادة فشتان بين هذه وتلك، انتبه من شروده على يد زياد تهزه قائلا بسأم
بي أنا عايز أرجع الأوضة أنا زهقان والجو حر.
– والله معاك حق يابني الجو فعلا يخنق، شمس هاتي زينة ويلا بينا.
كانت غادة في هذه اللحظة على وشك أن ترتكب جريمة فقد تحملت عددا لا نهائيا من الإهانات اليوم ولكن فليهون كل هذا في سبيل تنفيذ مخططها السام.
(حجرة زيدان)
جلس زيدان أمام حاسوبه يباشر بعض الأعمال الضرورية وأثناء انهكامه في العمل دق جرس هاتفه ليجد أن المتصل هو صديقه وشريكه حسام أجاب الإتصال وقبل أن ينطق بأي كلمه باغته حسام قائلا بمرح :
– زيدان باشا أخبار الموزز إيه ع حسك يا كبير.
-موزز في عينك يابني إعقل واكبر بقى.
– يادي النيلة يابني حرام عليك اتلحلح شوية بقى بذمتك مفيش موزة كدة ولا خواجاية كدة دا أنت في أرض الموزز يافقر.
– بطل هلس وقولي أخبار الشغل إيه؟
– الله يسد نفسك يابعيد أقولك موزز تقولي شغل، كويس ياسيدي كله تمام، قال يعني مش عارف الأخبار ما أنت مدور كل حاجة من عندك ولا كأنك في أجازة ولا زفت على دماغك ، بس أنت مالك صوتك مش مظبوط كدة حصل حاجة ولا ايه.
– غادة هنا…
– أعوذ بالله، مش قولتلك الحية دي حاطة عينها عليك.
– أنا لا عايزها ولا عايز غيرها ولا عمري هتجوز تاني خلاص.
– ليه كدة يابومة عموما مش وقته أنا بس كنت عايز أبلغك إني سافرت خلصت حوار أرض العلمين وبقت من نصيبنا.
– الحمد لله اخيرا خبر عدل، طيب لما أرجع ان شاء الله نبقى نعمل إجتماع مع المهندسين ونشوف هنعمل بيها إيه.
– تمام خلي بالك من الحية لا تلدعك.
– ربنا يكفينا شرها.
انهى زيدان المكالمة مع صديقه وشعر أنه بحاجة لهواء نقي نهض ليقف في الشرفة ليملأ صدره المتخم بالهموم ببعض من هواء المساء المنعش ، نظر أمامه ليطالعه البحر وقد غلفته عتمة الليل بمنظر مهيب وقد أعاد له هذا المنظر ذكرى كئيية انقبض لها قلبه
Flash back
استيقظ زيدان على صوت بكاء طفله الذي لم يتجاوز الأربع سنوات قام فزعا من نومه ليضمه بين ذراعيه ويهدهده ليبثه بعضا من الطمأنينة، بعد أن هدأ الطفل أخيرا وعاد للنوم فهو على الأرجح قد هاجمه كابوس مرعب.
اعاده إلى الفراش وانتبه فجأة أن زوجته غير موجودة في الحجرة انتباهه نوبة غضب ونهض في سرعة ليرتدي ملابسه هبط سريعا ليسأل موظف الإستقبال عن زوجته وقد شعر بحرج كبير فكيف يسأل موظف الإستقبال عن زوجته في هذه الساعة المتأخرة، خرج من الفندق وهو يحمل كل غضب العالم داخل صدره فقد أخبره الموظف أن هناك حفل مقام بجانب البحر وأغلب النزلاء حاضرون اندفع وهو يكاد لا يرى أمامه وصل مكان الحفل ليجد عددا كبيرا من الشباب والفتيات المستهترين يعيشون حياة المجون والانحلال اندس بينهم يبحث في لهفة عن زوجته هو شبه متأكد أنها استغلت نومه لتتسلل ذاهبة إلى هذا الحفل الماجن.
ظل ينظر في وجوه الجميع يفتش بينهم عنها وقد اشمئز مما رآه فهذا شاب يراقص فتاة بطريقة مثيرة وهناك اثنان يتبادلان القبل دون خجل أو حياء دار بيعينيه وسط الوجوه التي أرهقها السكر والانغماس في الملذات حتى رآها تراقص شابا بطريقة فجة وترتدي ثوبا ضيقا قصيرا لا يستر من جسدها شيئا كاد أن يفقد عقله عندما رأى ذلك الماجن يضع يده على خصر زوجته…
اندفع وهو يكاد يحرق الحفل بمرتاديه بالنيران التي تعتمل في صدره ولم يشعر بنفسه وهو ينقض عليها يكيل لها الصفعات وعندما حاول ذلك الرقيع أن يتصدى له لكمه في وجهه بشدة وكاد أن يفتك به لولا أن حضر بعض أفراد الأمن وحالوا بينهما التفت سريعا ليجد زوجته تحاول الهرب وهي تترنح من أثر الخمر الذي لعب برأسها وجعلها غير مسيطرة على أطرافها انقض عليها كالوحش عندما ينقض على فريسته جرجرها من شعرها حتى حجرتهما وهو يكيل لها السباب والصفعات وهي تصرخ في وجهه قائلة:
– أنا بكرهك بكرهك طلقني طلقني أنا مش عايزاك.
– ولا أنا طايقك ولا عايزك أنا اديتك فرص كتير عشان خاطر زياد لكن واضح أن مفيش منك فايدة.
أنتِ انسانة رخيصة قذرة خسارة فيكي تشيلي اسم زيدان السيوفي انتِ طالق.
عادوا في نفس الليلة إلى القاهرة وقد علم والده ووالدتها بما حدث وحاولا كثيرا إصلاح الموقف بينهما ولكن لا فائدة قد صمم زيدان على الإنفصال النهائي وأخيرا سيتخلص من ذلك الكابوس ولكنه صدم بخبر حملها وقد شعر بأن طوق تلك العلاقة السامة قد التف حول رقبته من جديد فهو يخشى لو طلقها أن تزهق روح ذلك الجنين المسكين فهي امرأة عابثة بلا قلب وتصرفاتها غير مضمونة على الإطلاق، اضطر زيدان آسفا أن يتراجع عن الطلاق.
أفاق من شروده لينفض عنه تلك الذكرى الأليمة تنهد في مرارة ونظر خلفه حيث ينام زياد ليجده نائما في استكانة اتجه نحو الفراش وقد سحب زياد إلى أحضانه وهو يلثم جبينه في حنان أبوي وكأنه يستمد قوته من ذلك الصغير استسلم زيدان أخيرا للنوم وهو لا يدري ماذا يخبئ له الغد .
#تناديه_سيدي
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية تناديه سيدي)

اترك رد

error: Content is protected !!