Uncategorized

رواية زوجي المصون الفصل الثاني 2 بقلم ريم السيد

 رواية زوجي المصون الفصل الثاني 2 بقلم ريم السيد

رواية زوجي المصون الفصل الثاني 2 بقلم ريم السيد

رواية زوجي المصون الفصل الثاني 2 بقلم ريم السيد

=اسمه سليم الألفي
انتفضت ياسمين من مكانها وصاحت 
=•بتقولي اسمه ايه 
-بتقول سليم صاحب جوزك يا ياسمين (قلتها وانا اغمز لها بعيني ففهمت )
=بجد صاحب جوز حضرتك 
=•اه .. وانتي رأيك فيه ايه بتحبو بعض وكدة (قالتها بعصبية ورجفة صوتها تكاد تخنقها)
=لا لا انا مش مرتاحة ليه أبدا وخصوصا موضوع عدم الخلفة ده معناه انه إنسان غير مسؤول 
=•هو جاي تاني عندكو امتى؟ 
=يوم الخميس 
=•تمام …تمام 
-طيب اشربو الشاي قبل مايبرد 
باتت اعين ياسمين تلتمع بشدة وهي تحبس دموعها وتحتسي الشاي وكأنها مغيبة صدمة هي وأي صدمة ان تكتشف ان الرجل الذي عاشت معه لسنوات وحرمها لذة الأطفال يريد الزواج او ربما هو متزوج بأخريات فقد بات شخصا غريبا لا تفقه تصرفاته أبدا ..
=انا لازم امشي عشان ماتأخرش 
-اتفضلي ياحبيبتي 
اوصلت اسماء الى الباب ثم عدت لياسمين التي لم تتمالك هذه المرة ان تحبس دموعها 
-بصي قبل مانقول اي حاجة اهدي خااالص عشان نعرف نفكر 
=نفكر في ايه يا ثريا نفكر في ايه 
كان صوتها مرتفعا بشدة لدرجة ان اسراء وخديجة انتبهتا وجاءتا مسرعتين وهما يسألاني ماذا حصل فطلبت منهم ان يدخلو الى غرفتهم ويصطحبوا معهم سعد الذي بدا حزينا هادئا لطوال اليوم بسبب معلمته التي تنمرت به امام زملائه … 
-اهدي بقى عشان العيال مايسمعوش حاجة 
=انا هموت ياثريا انتي متخيلة احساسي وانا جوزي رايح يتجوز معيشني ست سنين من غير خلفة وعايش حياته ودافني بالحيا ومستحملاه عشان قال ايه بحبه وبيحبني وهو واطي بيلعب بديله 
-يابنت الحلال اهدي بس عشان نعرف نفكر 
=نفكر في ايه لسة انا هطلق منه فورا 
-بسهولة كدا 
=اومال اعمل ايه 
-ربيه 
=هو ده وقت هزار 
-لا مبهزرش أبدا ربيه بجد اومال هو يلعب بيكي وانتي تسيبيه بسهولة 
=طيب ازاي (قالتها وهي تمسح دموعها ) 
-بصي احنا اصلا منعرفش التفاصيل احنا نستنى نشوف هو رايح امتى واقولك هنعمل ايه اما فكرة تطلقي دي غلط انتي ممكن تستغلي الموضوع 
=ازاي!
-هو اكيد وقتها هيحاول يستسمحك وانتي هتصممي ع الطلاق ساعتها تجبريه في موضوع الخلفة 
=بس مش هقدر أنسى انه بيخون لا لا انا مش طايقاه 
-لا غلط يا ياسمين اَي حد بيضعف وحاولي تسامحي معقول تسيبي حب حياتك كدة بسهولة 
=(تنهدت وهي تضع احدى يديها على الأخرى ) هحاول 
-قومي بقى اغسلي وشك عشان ننزل مع الناس ونعمل الواجب 
=طيب ..
نزلت انا وياسمين بعد ان أوصيت اسراء بالاهتمام بأخواتها فدائما ماادعم ثقتها بنفسها وأنها الكبرى التي يمكنني الاعتماد عليها في غيابي لذا هي تقوم بذلك بكل حب دون تذمر .. جلسنا لبعض الوقت حيث اتجهت ياسمين لتهدئة البنت الصغرى للأستاذ احمد فيما ذهبت انا للدكتورة سامية …
-البقاء لله يادكتورة 
=عظم الله أجرك الحمد لله 
-كلنا لها ربنا يصبرك
=كان نفسي يومي قبل يومه ده هو سندي وضهري وواخد بحسي سايبني في الدنيا لوحدي ليه 
-وحدي الله يادكتورة ربنا يخلي البنات وسيادة الظابط
=مايعوضوش حد أبدا كله في حياته ماحدش هيسأل (وبدأت في البكاء بشدة ) 
-انا اسفة والله مش قصدي اوجعك ربنا يصبرك يارب ربنا يصبرك 
=لا يابنتي انتي ماقولتيش الا اللي موجود 
في حين كانت الصغرى تنتحب على والدها الفقيد كانتا الكبرى والوسطى يتهامسن جانبا وكأنهما في جلسة سمر ! ياللقسوة الممتزجة بعدم الحياء ألم ترق قلوبهن لأمهم التي لم تذق طعم الاكل منذ الفجر ألم يشتقن لأبيهن الذي لم يحرم أيا منهن لذة اشتهينها ؟… وجدت اسراء قد نزلت الي مسرعة ..
=ماما ..ماما 
-ايوى يااسراء فيه حاجة ولا ايه ! 
=بابا قاعد يتصل وبيزعق
-بيزعق!؟ طيب تعالي يلا نطلع نشوف فيه ايه
استأذنت منهم وصعدت على الفور فيما بقيت ياسمين معهم ..كان زوجي لا زال يتصل مرة بعد مرة ..
-الو ايوى يااحمد فيه ايه 
=فيه انك قليلة الذوق و…
-ايه ده فيه ايه انت ايه اللي بتقوله ده 
=يعني ينفع اختي تكلمك تفتحي الخط وماترديش ولما تقولك تعالي اخر الاسبوع عشان ماما عايزة تشوف العيال تقومي قافلة في وشها 
-لا لا والله ماحصل انا ماكلمتش رانيا والله انا من ساعتها تحت في العزا ولسة طالعة لما اسراء قالتلي انك بتتصل 
=يا سلام .. اتصلي حالا واعتذري
-اعتذر على ايه الكلام ده ماحصلش وانت المفروض تعتذر عن شتيمتك ليا  رانيا ماتصلتش اصلا 
=•لا طنط رانيا اتصلت يا ماما 
-اتصلت! اتصلت امتى يااسراء 
=يلا علمي البت الكذب يلا …سلام ياست هانم
-الو ..الو ..  هي اتصلت امتى يااسراء 
=•وانتي تحت بس كان سعد بيلعب على تليفونك 
-وماقولتيش الكلام ده لابوكي ليه ( بدا صوتي مرتفعا حتى لاحظت رجفة اسراء خوفا هدأت قليلا) عشان هو كدة زعل مننا هو وعمتو وافتكر اننا قفلنا في وشها 
=•انا اسفة يا ماما والله طيب هاتي اكلمه اقوله 
-لا خلاص ياحبيبتي مافيش حاجة يلا عشان نحضر العشاء 
قمت حينها بالاتصال على رانيا لمرتين متتاليتين لكنها لم ترد ! اصطحبت اسراء معي الى المطبخ كاعتذارا مني لها على اخافتها حين بدا صوتي مرتفعا حتى حضرنا العشاء ونادت اخواتها وتناولنا عشائنا ثم قامت اسراء لحل واجباتها وتحضير جدولها المدرسي ريثما ارفع الطعام المتبقي واغسل الاواني ثم بدأت اذاكر لخديجة بعض الارقام والحروف وقمت بعدها بتحميم سعد حتى يخلد للنوم ..ما ان نامو جميعا قمت بالاتصال مرة اخرى برانيا فردت هذه المرة…
-السلام عليكم 
=….
-الو …رانيا سامعاني 
=اه بس بعمل زيك ومابردش 
-على فكرة في عزا في العمارة وكنت تحت لما الولاد فتحو عليكي وقفلو 
=اممم طيب عموما ماما عايزة تشوف العيال ابقي هاتيهم يوم الجمعة 
-ان شاء الله يا رانيا .. مش عاوزة حاجة احيبهالك من القاهرة وانا جاية 
=لا .. مع السلامة 
-الله يسلمك …
دائما ماتسبب لي رانيا المشاكل مع زوجي وتؤذيني بحديثها اللاذع لكن لابد ان اتحملها لاجل زوجي ..رغم اني مستاءة منه جدا بسبب اسلوبه وطريقته التي حادثني بها الا انني احاول دائما ان اتخطى ذلك بسبب غربته بعيدا عنا وكثرة متاعبه بها وحيدا فلن اكون انا ايضا سببا لمتاعب لا داعي لها … 
في صباح اليوم التالى قمت بتوصيل اسراء وخديجة ثم ذهبت مع سعد الى الروضة لكي اتحدث مع تلك المعلمة ..
-ازيك يا ميس آية 
=اهلا وسهلا 
-انا ام سعد 
=اهلا بحضرتك 
-بصراحة انا جاية النهاردة مخصوص لحضرتك 
=ليه بس ( قالتها وهي تأكل علكتها بدون مبالاة وتنظر في الاتجاه المجاور) 
-يعني ذنبه ايه ابني تقوليله مش هديك شيكولاته عشان انت تخين وتتريقي عليه وسط زمايله 
=بهزر معاه عادي يعني 
-بس انا ابني مريض غدة وتخنه ده غصب عنه يعني…
=طيب طيب انا دلوقتي عندي شغل 
تركتني وذهبت بكل عجرفة وكأن شيئا لم يكن اصابتني عصبية عارمة واتجهت فورا الى مديرة الروضة وسردت اليها كل ماقد حصل اعتذرت لي بشدة واستدعت المعلمة على الفور وطلبت منها الاعتذار لي في البداية تذمرت آيه ولم تستجب وهي تبرر انه ماكان الا مزاحا …
-بس نفسية الاطفال ماتتحملش كدة يا ميس 
=فعلا يامدام ثريا … آيه انتي غلطانة الاطفال هنا عشان يتعلمو الادب وازاي يحبو بعض ويراعو مشاعر بعض ماينفعش احنا نتريق عليهم ونبقى بنعمل عكس اللي بنعلمه ليهم .
=•حاضر يااستاذة ابتسام 
=اعتذري و…
-لا يااستاذة ابتسام انا مش عايزة اعتذار ولا حاجة بس ياريت الموقف مايتكررش وبس كدة 
=اكيد يامدام ثريا حقك علينا كلنا
كانت ياسمين تتصل حينها …
-طيب استأذن انا سلام عليكم …
عاودت الاتصال بياسمين ..
-الو يا ياسمين 
=ايه يابنتي فينك قاعدة اخبط مش بتفتحي
-انا بره جاية اهو 
=طيب هاتي معاكي كرواسون بقى زمانه لسة طازة دلوقتي في المخبز 
-هههه حاضر على طول دماغك في الاكل 
=ياستي اهو بطلع غلي فيه بدل مااموت الراجل 
-طيب جيالك اهو اعملي شاي على مااجي
=قشطة يلا ..
اشتريت بعض المخبوزات وعدت الى شقة ياسمين كان من الغريب جدا حين مررت امام شقة الاستاذ احمد رحمه الله كان الهدوء تاما جدا كأنما لا يوجد احد بالداخل .. ربما الجميع يغطون في نوم عميق بعد ليلة البارحة ..دخلت الى ياسمين وتناولنا الافطار سوية ..
=ثريا انا مانمتش من امبارح على فكرة 
-ليه 
=نعم ياختي ..جوزي رايح يقابل عروسته بكرة شفتي السكر اللي انا فيه
-هههههه يخرب عقلك يا ياسمين ضحكتيني والله طيب يابت هو متغير معاكي ولا 
=بالعكس كويس جدا بس انا مش طايقاه ده انا بالليل وهو نايم كان هاين عليا اخبطه اجيب اجله 
-هههههه ياساتر عليكي 
=انتي لو حاسة احساسي مش هتقولي كدة ..المهم ماقولتليش بردو هنعمل ايه!؟ 
-بصي ياستي .. انا لما اطلع هكلم اسماء اخد عنوانها واعرف جوزك رايح امتى وتكوني انتي هناك بس ماتعمليش اي حاجة عشان الحق يبقى معاكي 
=ازاي يعني 
-يعني هتكوني هناك قبله مع اسماء جوه ولما هو يروح ويدخل تدخلي عليه وتبصيله كدا وتسيبيه وتمشي طبعا هو هييجي يجري وراكي وساعتها هتروحي على مامتك وتتقلي بقى وتذلي فيه شوية وبعدين تملي شروطك عشان ترجعيله 
=ايه الفيلم الهندي ده ياثريا ده انا لو رحت ولقيته هناك هلم عليه الدنيا 
-يابت اعقلي وماتضيعيش حقك
=طيب طيب ربنا يستر 
بعد انا أمضيت وقتا لطيفا مع ياسمين عدت لشقتي لتجهيز الغداء والى الآن لم يتصل بي احمد !! كنت اطمئن عليه من خلال اخر ظهور له على مواقع التواصل الاجتماعي دون ان احادثه .. حين عادوا دخلت اسراء وهي تترنح مبتهجة … 
=طلعت الاولى في امتحانات الشهر ياماما 
-برافو عليكي .. سعد ياحبيبي عامل ايه النهاردة ( لاحظت ان خديجة تضايقت والتمعت عيناها تكاد تبكي ) ودوجا حبيبة ماما احلى بنوتة عملت ايه النهاردة 
بدأوا بسرد يومهم وهم يتسابقن بينهم من ادى أفضل اداء وانا احاول ان اصغي الى كل منهم حتى لا يتحسس الآخر من شيء فدائما خديجة تشعر اني أفضل أخواتها عنها لكن ليس هكذا أبدا إنما لان اسراء دائما تساعدني وهي الكبرى ولدينا احاديث كثيرة وسعد احاول دائما تعويضه بسبب مرضه ونفسيته المستاءة بسبب عدم اللعب مثل قرناء سنه واهتم أيضا بخديجة لكن هي حساسة للغاية … ساعدوني في وضع السفرة وتناولنا غداءنا ومن ثم رفعت الطعام وبدأت بغسيل الأواني حين عدت كانت اسراء تتحدث في هاتفي ..
-اسراء بتكلمي مين ! 
= ده بابا .
-طيب انا هعمل عصير 
=هو عايزك اصلا يا ماما 
شعرت بسعادة بداخلي وتناولت منها الهاتف ..
-الو ..
=ازيك ياثريا 
-الحمد لله 
=لسة زعلانة مني 
-ليه انت عملت حاجة 
=اسراء حكتلي من شوية انا اسف بجد ضغط الشغل وكدة ماانتي عارفة وبتتحمليني 
-ماشي يااحمد 
=اخباركم ايه 
-بخير الحمد لله 
أكملنا حديثنا عن ابنائنا وماذا يفعل وحديثنا المعتاد وقد صفت اليه نفسي كالعادة فلا أطيق ان يبقى بيننا عكرة من حزن او ماشابه بعد ان اغلقت معه اتصلت بأسماء لأستعلم منها عن عنوانها في الاول بدت على غرابة من سؤالي ثم أخبرتها نيتي بإهدائها باقة بسيطة لتلك المناسبة …لا يمكنني أخبارها بما نخطط له وإلا لغت كل شيء وما تمكنت ياسمين من الامساك بزوجها متلبسا???? … اشعر ان في الأمر بعض الانانية تجاه اسماء في ان نضعها في موقف كهذا استغلالا لها ..لكن هي فتاة طيبة وجميلة ويجب ان يتعاقب سليم على لعبته على زوجته وعلى اسماء وحتما أهل اسماء سيلقنوه درسا على فعلته تلك … هذا ماتريده ياسمين … أرسلت العنوان الى ياسمين وطلبت منها أخذ باقة من الزهور حجة لذهابها .. أكملت اليوم مع ابنائي وفي المساء اتفقت مع ياسمين انا نذهب الى الدكتورة سامية لنطمئن عليها .. كانت المسكينة في غاية الاعياء وليس عندها اَي من ابنائها أخذ ابنها العزاء ليوم واحد ورحل بسبب عمله وذهبت كل من بناتها الى بيتها وبقيت هي وحيدة ! ماهذا الجحود على الأقل كان بناتها بقين معها لثلاث أيام العزاء … تحدثنا معها لبعض الوقت وحاولنا دعوتها على العشاء مع احدانا لكنها ابت احضرت لها بعضا من الطعام وحاولت ان اضغط عليها لتأكل لكنها ابت أيضا تركت الطعام بجانبها ومن ثم صعدت كلا منا الى شقتها وبقلبنا تنهدات من الألم المخلوط بالحسرة على حالها الذي تبدل بين ليلة وضحاها … في الصباح ذهبن أطفالي الى دراستهم ونزلت انا وياسمين وقد قمنا بتحضير الإفطار وتناولناه مع الدكتورة سامية لنجعلها تندمج معنا ومر اليوم عاديا حين جاء ابنائي وبدأن بتحضير ملابسهن والعابهن لاصطحابها معهم حين نذهب الى جدتهم المقيمة بمحافظة اخري فسوف نبيت ليومين .. واستعدت ياسمين لتنفيذ خطتنا (الله يستر) … ذهبت ياسمين وراسلتني وهي متواجدة هناك وقد تحججت بالبقاء مع اسماء لمساعدتها اخبرتني لتوها ان اسماء أخبرتها ان العريس قد وصل في الصالون .. دق بابي فوضعت هاتفي جانبا وذهبت لأجد ان الطارق هو دكتور سليم ????……….
يتبع…..
لقراءة الفصل الثالث : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عنيد غير حياتي للكاتبة لبنى عبدالعزيز

اترك رد

error: Content is protected !!