روايات

رواية وهم افتراضي الفصل الثاني 2 بقلم محمد عبدالقوي

رواية وهم افتراضي الفصل الثاني 2 بقلم محمد عبدالقوي

رواية وهم افتراضي البارت الثاني

رواية وهم افتراضي الجزء الثاني

رواية وهم افتراضي كاملة (جميع فصول الرواية) بقلم محمد عبدالقوي
رواية وهم افتراضي كاملة (جميع فصول الرواية) بقلم محمد عبدالقوي

رواية وهم افتراضي الحلقة الثانية

– قبل ما نخبط في الشجرة و..
= تموت!
– تموتي!
قولناها في نفس البوق، طب ازاي! لقيتها بتقولي ” ايوه يا آدم أنت موت، وأنا عارفه إني كل ده وهم، وأكيد الكلام ده كله في دماغي بس؛ لإني حاسه بالذنب، كان لازم أصر إننا نروح مواصلات، أن السبب في موتك، مش عارفه ايه الي خلاني بعت الرسالة دي بس أنا متأكده إنك ميت “، أنا مش فاهم حاجة، انا أكيد بتجنن، ساعتها من غير تفكير اتصلت فيديو كول، قلبي كان بينبض بسرعة جداً، كان هيقف، بس ..بس ردت!

 

 

 

دي.. دي مي فعلاً، فضلنا بصين لبعض والرعب في عنينا، ازاي! حسيت إننا فضلنا ساكتين سنة، لحد ما اتكلمت، فضلنا نتكلم ساعات، بنفتكر كل ذكرياتنا مع بعض، بنضحك ونهزر، كانت بتعيط، لدرجة إننا نسينا إن.. إن في حاجة فعلاً غريبة.
ساعتها بدون تفكير قولتلها قابليني في مكان معين وحدتتلها المكان، وصلت، اتصلت بيها، كان غير متاح، نسيت الموضوع ده، كلمتها على الواتس، لقيتها بتقولي أنا واقفة، بصيت حواليا وبالتحديد في المكان الي قالتلي عليه بس.. ملقتهاش، جالي هاجس اتصلت بيها فيديو كول مرة تانية، قولتلها في محل بقالة هاتي الكاميرا عليه، جابت الكاميرا عليه فعلاً، اتصدمت، لإني كنت واقف قدام المحل بالظبط لكن عندها في الموبايل مكنتش ظاهر!
الي هيجنني، إن كل الأحداث الي ظاهره عندها في الكاميرا هى الي بتحصل حواليا، نفس الولد الي راكب عجلة، والست الي شايله حاجات، في اختلافات بسيطة جداً، صورتلها المكان الي كانت المفروض واقفه فيه، اتصدمت لما لقت نفسها عندي ع الكاميرا مش ظاهره! أنا مش فاهم حاجة، هو ايه الي بيحصل!

 

 

 

روحت، بعد ما فقدت الأمل، دماغي كانت هتتفرتك من التفكير، ازاي؟! كانت طريقة التواصل الوحيدة الي بينا الواتس، صورتلي شهادة وفاتي وانا صورتلها شهادة وفاتها، ايوه.. الموضوع طلع بجد. ازاي؟! معرفش.
بقينا نتكلم دايما، كل يوم، واحنا مش فاهمين ده بيحصل إزاي، كنت بخاف اقول لحد على الموضوع ليفتكرني مجنون. دماغي هتتفرتك من التفكير، طول ما أنا قاعد بفكر فيه. كنت قاعد مع أصحابي لقيت كريم بيقولي ” سرحان في ايه يا صاحبي ؟! ” قولته ” كريم.. هو ممكن يكون في شخص موجود وفي نفس الوقت مش موجود؟! مش عارف افهمك قصدي ” قالي ” مش موجود في عالمنا بس موجود في عالم تاني قصدك ؟! ” اتعدلت في قعدتي وأنا بقوله ”  ايوه حاجة زي كده، ازاي ؟! ” اخد نفس طويل قبل ما يقول ..
– بص يا كريم.. كلامك ده فكرني بنظرية للعالم” هيو ايفريت” اسمها ” الأكوان المتعددة ” ودي معناها إن في أكوان موازية للكون بتاعنا.
= أكوان موازية؟! يعني ايه ؟

 

 

 

– يعني مثلا ” زياد ” صاحبنا لقدر الله عمل حادثة، في احتمالين, أول احتمال إنه يعيش والتاني ..
= إنه يموت!
– بالظبط، وساعتها الكون بيتفرع، كون فيه زياد عايش والكون التاني زياد ميت بالفعل، وطبعاً في اثباتات ونظريات علمية على الموضوع ده محتاجة ساعات نتكلم فيها.
= طب في طريقة نقابل بيها زياد ؟!
– ايه ؟!
= قصدي الشخص الي مات لو موجود في عالم تاني فعلاً نقدر نقابله؟!
– كانت الناس كلها عملت كده يا آدم، مفيش أكيد.
كلام كريم وداني عالم تاني، مهو ده التفسير الوحيد للي بيحصل، بس ..بس أكيد في حل عشان نتقابل، أكيد في حل.
بقيت اتكلم أنا وهى ساعات وأيام وشهور، شرحتلها الموضوع،  استقبلت الكلام بدهشة، قولتلها ” أكيد في طريقه أقابلك فيها “. عاملنا محاولات كتير عشان نتقابل، قريت في النظرية كتير، كنا بنروح نقف في نفس المكان بالساعات، بس كل المحاولات كانت بتبوء بالفشل. فقدت الأمل.
بس بدأت الاحظ حاجة، ممكن اكون لاحظتها من فترة بس كنت بكدب نفسي، بصيت في المراية، لقيت وشي شاحب جداً، وزني قل بطريقة غريبة، صعوبة في التنفس، وهى كان بيحصلها نفس الموضوع، استنتجت إن كل ده بيحصل لإن كل ده غلط. لو الي بيحصل زي ما انا فاهم يبقى احنا بنحاول نخترق نظام طبيعي ممنوع نخترقه وأكيد لازم يبقى ليه عواقب عشان كده بطلت احاول أقابل مي وخدت القرار و قولتلها..
– مي، احنا لازم ننهي الموضوع ده.
= موضوع ايه؟!
– كلامنا.. الي بيحصل ده غلط.

 

 

 

= طب .. طب ليه ؟!
– أنتي شايفه الي بيحصلنا، احنا عاملين زي الشخص الي متعلق بسراب، احنا كل الي بيربطنا ومش عارف ازاي عالم افتراضي، وهمي، بمجرد ما النت يتقطع علاقتنا هتنتهي.
= بس أنا .. بحبك.
– كتير بنبقى بنحب حاجات ومتعلقين بيها على الرغم من إنها بتإذينا، وبتتعبنا نفسياً وجسديا، مش كل حاجة بنحبها لازم نفضل متمسكين بيها، في بعض الأوقات إننا نتخلى عن الحاجة دي بيبقى أفضل وبيريحنا.
= أكيد في حل، أكيد في طريقة نقدر نشوف بعض بيها.
– ولو في متهيألي ساعتها نظام الكون هيعترض، زي ما بيحصل دلوقتي، الكون بتاعنا منظم بشكل عشوائي، رغم العشوائية الي بتشوفيها في كل حاجة ولكن الكون منظم بطريقة مرعبة و ولا أنا ولا أنتي نقدر نغير حاجة فيه.
= بس، بس..
– ومكدبش عليكي أنا لحد دلوقتي مش مصدق، ساعات بحس إنك وهم، عقلي بيخيلي حاجات عشان مش متقبل صدمة إنك موتي، أو أنا أكون مجرد تهيؤات عقلك بيخيلهالك عشان تفضلي متمسكه بحياتك، قولتلك الكون معقد لأبعد حد.
= فعلاً، ساعات بحس إنك وهم، بس بحاول أكدب نفسي، طيب لو كل الي بيحصل ده حقيقي، تفتكر ايه السبب ف اني اكلمك مرة تانية؟!
ابتسمت وأنا بقولها ..

 

 

 

– يمكن عشان كل واحد فينا كان عنده شعور قاتل بالذنب، كان حاسس إنه السبب في موت التاني، مع إن ده قدر وملناش دخل فيه، فده حصل عشان نعرف إن الموضوع أكبر مننا بكتير.
= أو يمكن عشان مجتش فرصة أودعك ساعتها، فجت الفرصة عشان نقدر نعمل ده.
– ممكن و عشان برضو نعرف إن العمر أقصر من أي شيء في الكون ودايما نفضل متأهبين لليوم ده.
= تفتكر ممكن اشوفك ولو لمره واحده؟!
– الكون غريب وكل شيء فيه محتمل، بس أنا أتمنى.. جداً.
= عندك حق.. اتمنالك حياة أفضل.
– مع السلامة.
طلعت الخط وكسرته، هل كل ده حصل فعلاً ولا أنا كنت في حلم أو في وهم؟! في جميع الحالات انا سعيد إني قدرت اتخطى موضوع وفاة مي، شعور الذنب بدء يتلاشى يوم ورا التاني.
عدت سنتين على الموضوع وبدأت انساه، مكدبش عليكم كنت كل فترة اعدي على المكان الي كنت المفروض أقابل فيه مي من سنتين واقف كام دقيقة لسبب مش عارفه وامشي. في مره كنت راكب الاتوبيس، عدى من جنب المكان الي المفروض كنت أقابل فيه مي، حسيت للحظه إني شوفتها، قلبي انقبض، بصتلي بدهشة قبل ما تبتسم، ابتسمت قبل عربية ما تعدي من قدام المكان وابص مره تانية والاقيها اختفت.
تمت…..

اترك رد

error: Content is protected !!