روايات

رواية أحببتها ولكن 6 الفصل الخامس 5 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 6 الفصل الخامس 5 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 6 البارت الخامس

رواية أحببتها ولكن 6 الجزء الخامس

رواية أحببتها ولكن 6 الحلقة الخامسة

خرج عبد الرحمن وهو يمسح حبات العرق من جبينه وزفر بقوه وشعر بألم كتفه فوضع يده عليه وانكمشت معالم وجهه قليلًا، خرج باسم وخلفه ليل وروز وحُذيفة وكارما التي أطمئنت عليه وأغلقت الباب خلفها وأقتربوا من عبد الرحمن الذي نظر لهم
وقفت كارما أمام عبد الرحمن وقالت:ليل فيه ايه يا عبد الرحمن … أبني ماله
نظر لها عبد الرحمن وقال:ليل مش كويس خالص يا كارما خليكي جنبه
تحدثت كارما بدموع وصوتٍ مهزوز وقالت:اللي انا شوفته دا بجد … أبني مأذي وانا معرفش حاجه
عبد الرحمن:مش ليل لوحده اللي مأذي يا كارما … روزي مأذيه بسببه بس الحمد لله أذى خفيف مش هيأثر بحاجه لكن المشكلة الأكبر عند ليل .. ليل اللي أذيه وحش أوي يا كارما لازم نلحقه قبل ما الموضوع يتطور أكتر من كدا
باسم:والحل … هتتصرف أزاي
عبد الرحمن:انا هشتغل معاه واحده واحده مش عايزكوا تقلقوا بس هستني عليه شويه
كارما:مين اللي أذي أبني يا عبد الرحمن
عبد الرحمن:صُحابه يا كارما .. صُحابه هما اللي عملوا فيه كدا
كارما بصدمه:ايه … يعني ايه … عملوا ايه في ابني
عبد الرحمن:عملوا اللي شوفتيه جوه دا … إبنك مأذي جامد يا كارما وعلاجه صعب خصوصًا وهو في الحالة دي … كلكوا زعلانين منه لأفعال وكلام هو بيقوله في وقت هو مش دريان فيه بنفسه وكُلنا عليه ودا في حد ذاته كارثه
ليل:يعني كل اللي بيعمله دا مش بإرادته

 

عبد الرحمن:أيوه يا عمي … ليل معملوا عمل والكارثه إنه سُفلي
وضعت كارما يديها على وجهها وهي تقول بصدمه:يا نهار أسود ومنيل … يا نهار أسود
عبد الرحمن:ليل لابسه جان صعب يسيبه بالسهوله اللي كُلنا مُتخيلنها … الأتنين أذوه أذى وحش أوي ودا للأسف هيعطله عن حياته الدراسية أكتر واضح إن في غيرة منه عشان هو متفوق في دراسته وعشان كدا قرروا يبوظوا حياته
كارما بغضب:يقوموا يعملوله أعمال ويتلبس دا مُبرر
عبد الرحمن:انا كَ عبد الرحمن شايفه مُبرر لأن أي حد لو عايز يأذي حد دلوقتي بيلجأ للحاجات دي
حزن الجميع كثيرًا من أجله وسمعته كارما وهو يئن بالداخل وجعًا وألمها قلبها كثيرًا عليه وسقطت دموعها حزنًا وهي تقول:كان عليك بأيه دا كله بس يا ابني
في الحديقة
كان حُذيفة واقفًا وهو ينظر أمامه بهدوء ويتذكر صرخات ليل وألمه عندما كان عبد الرحمن يقرأ عليه، تذكره عندما كان يتحرك بعنف ولا يُريد الإستماع للقرآن ولأول مرة يشعر بالندم تجاه صديقه وأخيه المُقرب، يشعر بأنه تسرع بالحُكم عليه دون أن يُحاول معه لمعرفة الحقيقة منه، شعر بالغضب من نفسه ونظر للسماء وهو لا يعلم ماذا عليه أن يفعل من أجله فلا يستطيع رؤيته هكذا دون أن يفعل لهُ شيئًا، أقترب يزيد منه بهدوء ووقف خلفه وهو ينظر لهُ ويقول:اللي سمعته دا صح
ألتفت إليه حُذيفة وقال بعدما نظر لهُ:سمعت ايه
يزيد:إن ليل ملبوس ومعموله عمل سُفلي

 

نظر لهُ حُذيفة قليلًا ثم حرك رأسه برفق وهو يقول بهدوء:أيوه
أقترب يزيد منه وقال:وبعدين … هنسيبه كدا دا في كارثة وخطر على نفسه وعلينا
حُذيفة:أكيد لا … هنتصرف بس مش دلوقتي
يزيد:انا بصراحه كنت شايل من ناحيته … بس بعد ما عرفت اللي حصل … سامحته وألتمستله العُذر لأن انا عارف إنه مكانش كدا
تحدث حُذيفة وهو ينظر أمامه بهدوء وقال:وانا … انا أكتر واحد عارف ليل ايه … وأكتر واحد أتحملته وصبرت عليه … بس هو اللي بعدني عنه بدون أسباب ولا حتى مُبررات … انا مضايق أوي أوي يا يزيد
وضع يزيد يده على كتف أخيه وربت عليه وهو يقول:كلنا معذورين يا حُذيفة وهو كمان معذور … المهم ننسى كُل دا ونقف جنب أبن عمتنا وأخونا .. هو محتاجنا جنبه يا حُذيفة وانتَ أكتر واحد هو محتاجله دلوقتي خليك جنبه ومتسيبهوش لوحده
نظر لهُ حُذيفة بينما كان هو ينظر لهُ وهو مُبتسم فأستدار بكامل جسده وعانقه بينما بادله يزيد عناقه وربت على ظهره بحنان أخوي وشرد حُذيفة في حديث أخيه
في اليوم التالي
كان أحمد جالسًا برفقه علي وهو يتحدث معه بهدوء
أحمد:مكدبش عليك يا علي … ليل صعبان عليا
نظر لهُ علي للحظات ثم قال:مكانش فارق معايا … بس دلوقتي حسيت بيه وباللي هو فيه … ومش هكدب عليك انا كمان ألتمستله العُذر … كُل حاجه كان بيعملها معايا كان بيعملها وهو مش واعي

 

أردف بكلماته وهو ينظر أمامه بهدوء ويتذكر المرات التي كان ليل يقوم بمضايقته بها، تحدث علي وهو يتذكر باقي ما حدث وهو يقول:كانت نظرته مش طبيعيه … مش نظره بني آدم .. مش أفعال واحد عاقل … عمره ما كان كدا دا أكتر واحد فينا عاقل … دا احنا بنقول عليه النسخة التانيه من جدو … أزاي يتحول للشخص دا في لحظة ويبقى بالجحود والتكبر والغباوة دي … بس بعد ما عرفت اللي فيها انا سامحته وأتصافيت من ناحيته ومبقاش في أي حاجه في قلبي من ناحيته … وقررت أقف جنبه واتحمله لحد ما يخرج من اللي هو فيه دا مهما كان التمن
أحمد بتوعد:وانا كمان … وصحابه دول انا مش هحلهم إن ما مَربيتهم
علي:نشوف ليل الأول … وبعدها نفكر في صحابه
أقترب منهما حُذيفة وخلفه الشباب وهو يقول:صباح الخير
نظرا لهُ وقالًا:صباح النور
حُذيفة:قاعدين كدا ليه
علي:كنا بنتكلم في موضوع ليل
أحمد:انا وعلي متصافين من ناحيه ليل ومسامحينه على أي حاجه هو عملها معانا وقررنا نكون جنبه
زفر حُذيفة بهدوء وقال:والشباب كلهم يُعتبر أتصافوا من ناحيته يعني مفيش حد مننا شايل منه والكل قرر يسانده
نظر أحمد لهم وقال:عظيم … على ما أعتقد دا هيكون ليه تأثير كبير عليه
حُذيفة:مش للدرجة اللي مُتخيلها دي يا أحمد … الموضوع كبير ولازم نخرجه من كل اللي هو فيه دا بس صعب إمبارح انا شوفته بعنيا كان بيحارب عمي عشان ميكملش
شريف:على حسب معلوماتي دا كدا مش مُسلم
أحمد:خمسين خمسين
زين:بس دا أحتمال قوي
نظر لهُ حُذيفة وقال:بيتهيقلك … جايز يبقى مُسلم
فاروق:اللي هيعرف دا فعلًا هو عمي عبد الرحمن
حُذيفة:عرفت إن روزي مأذيه هي كمان بسببه معرفش عرفتوا حاجه زي دي ولا لا
أحمد بهدوء:لا منعرفش الحوار دا

 

حُذيفة:ليل أذى روزي من غير ما يحس بس عمي عبد الرحمن قال إنها مش مأذيه أوي يعني خفيف
طه:بقولكوا ايه … ليل كان متخانق مع سعيد قبل كدا وانا شايف إن سعيد لازم يعرف عشان يصفى من ناحيته ويقدر يساعدنا
ضرب أحمد بكفيه عده مرات ثم مسح على خصلاته للخلف وهو يقول:حتى سعيد
حرك علي رأسه بقله حيله وهو ينظر أمامه بهدوء ولم يتحدث
في الأعلى
دلفت كارما غرفة ليل بهدوء وهي تنظر لهُ ورأته نائم، أغلقت الباب خلفها بهدوء شديد واقتربت منه ثم جلست على طرف الفراش ونظرت لهُ ومن ثم مدّت يدها ومسدت على خصلاته بحنان وهي تتذكر أحداث أمس، صرخاته، معاناته، ألامه، وكأنها تسمع صرخاته الآن، نظرت لهُ وزفرت بهدوء وقالت بهدوء:استغفر الله العظيم … منهم لله اللي كانوا السبب
شردت كارما بينما كان هو نائمًا حتى فتح عيناه فجأه ونهض سريعًا ونظر لها بنظراته الحاده وقال بعدما تغيرت نبرة صوته وهو ينظر لها بأبتسامه:مش هيقدر عليا
أستفاقت كارما وانتفض جسدها بصدمه ونظرت لليل الذي كان نائمًا وزفرت بقوه وهي تضع يدها على صدرها وتُحاول تنظيم أنفاسها الهاربة وشعرت بألم في جسدها، نهضت وقررت أن تتركه وتخرج وهذا ما حدث بالفعل
في غرفة روزي

 

عدة طرقات على الباب سمحت روزي للطارق بالدلوف، دلفت مِسك ومعها رهف التي أغلقت الباب خلفها واقتربت منها وجلست مِسك أمامها على الفراش ورهف على المقعد الموضوع بجانب الفراش، تحدثت مِسك وهي تنظر لها وقالت:انا عرفت اللي حصلك النهاردة من بابا وقولت أجي أتطمن عليكي واقعد معاكي شويه انا ورهف
رهف:انا بصراحه أتصدمت أول ما عرفت وقولت أجيلك على طول
تحدثت روزي بهدوء وهي تستند برأسها على ظهر الفراش خلفها وهي تقول:كتر خيركوا
مِسك:روزي انا عارفه إن اللي انتِ فيه دا صعب بس صدقيني هيعدي وكل حاجه هترجع أحسن من الأول
نظرت لها روزي وقالت:صعب أوي يا مِسك … صعب تبقى قاعدة مع واحد في نفس المكان وانتِ خايفه ومرعوبه منه … وصعب تشوفيه وهو جاي يأذيكي
مِسك:أيوه بس بابا قال إنه مبيبقاش في وعيه أصلًا مُغيب عن أي حاجه وهو مأذاكيش حقيقي يعني دا كان حلم
رهف:ما هو معنى الحلم وحش برضوا
نظرت لها مِسك وقالت:روزي انا عارفه إنك بتحبي ليل من أيام ما كنا أطفال بس عايزه أسألك سؤال وتجاوبيني بصراحة ومن غير ما تكدبي … انتِ لسه بتحبيه ولا لا

 

نظرت لها روزي وقالت بحيرة:مش عارفه يا مِسك … مبقتش عارفه حاجه … وخايفه أوي من العلاقة دي
رهف بتساؤل:ليه ؟
روزي:كل أفعاله وتصرفاته بتقول إنه مش شايفني
رهف:يا بنتي ما مِسك قالتلك على اللي فيها مُصممة تكابري ليه
روزي:مش بكابر يا رهف انا بقول اللي حاسه بيه وشيفاه
مِسك:وأفرضي كل دا طلع غلط في الآخر وإن اللي هو فيه دا بسببه وإن بعد ما كل دا يخلص هو يتحسن وكل دا يرجع زي الأول وأحسن
حركت روزي رأسها نافية وهي تقول:لا … هو أصلًا مش شايفني … انا اللي كنت بوهم نفسي بحاجات مش موجوده
زفرت مِسك ونظرت لرهف التي نظرت لروزي وقالت:طب بقولك ايه أستني لحد ما ربنا يكرم ويخف من اللي هو فيه دا وبعدين نشوف الموضوع دا
روزي:لا خلاص بقت معروفة يا رهف وانا مش هرهق نفسي في علاقة منتهية من أولها
نظرت رهف لمِسك بقلة حيلة والتي نظرت لروزي وهي لا تعلم ماذا عليها أن تفعل، تحدثت رهف وهي تنظر لروزي وتقول:طب بقولك ايه قومي اغسلي وشك كدا وفوقي والبسي هدومك وتعالي ننزل نقعد تحت شويه متحبسيش نفسك كدا
حركت روزي رأسها برفض وهي تقول:مش عايزه أروح في حته
نظرت لها مِسك ورفعت حاجبها الأيمن ونظرت لها بحده وقالت بصرامه:لا هتقومي وهتنزلي ورجلك فوق رقبتك وهتفطري قومي يلا
نظرت لها روزي وقالت:مش هروح في حته
مِسك بحده وصرامه:وانا قولت هتقومي يلا عشان مبعدش كلامي مرتين
نظرت لها روزي وقالت مِسك:أخر مره هقولك يلا
زفرت روزي ونهضت وذهبت للمرحاض بضيق تحت نظرات مِسك ورهف اللتان تنظران لها، أغلقت الباب خلفها بعنف فأبتسمت مِسك ونظرت لرهف التي نظرت لها وضحكتا بخفه
في الحديقة
علي:معلش يا سعيد سامحه هو دلوقتي محتاجنا حواليه وأحنا بصراحه كلنا كنا ضده بس لما حصل اللي حصل دا وقعدنا فكرنا تاني مع نفسنا لقينا إننا لازم نكون معاه في فترة زي دي هو مش حاسس باللي بيعمله ولما بيفوق مبيبقاش فاكر أي حاجه من اللي عملها مُغيب يعني فلما طه قالنا إنك زعلان منه انتَ كمان قولنا لازم تعرف عشان تكون معانا ونقدر نقف جنبه في المحنة دي … هو مكانش كدا وأكيد انتَ لاحظت تغيُر عليه في الفترة اللي فاتت فسامح انا عارف إنك طيب مش زينا
أردف بكلماته الأخيرة بمرح فأبتسم سعيد وأخذ نفسًا عميقًا ثم زفره وحرك رأسه برفق وهو ينظر لهُ قائلًا:ماشي … وانا سامحته

 

أبتسم علي وربت على كتفه وهو ينظر لهُ وقال:كنت واثق إنك هتسامحه
سعيد بأبتسامه:ليه عُذر برضوا ويلا … المسامح كريم
علي:كنت حابب أكلمك في حاجه تانيه
سعيد:خير
علي:انتَ مش غريب عننا جدك يبقى صاحب جدو جامد يعني بقالهم سنين مع بعض وانتَ متربي معانا فمتشوفش نفسك غريب عننا يعني لما تلاقينا متجمعين وقاعدين هنا تعالى أقعد يا عم معانا مش هنقولك لا يعني ودا مش رأيي لوحدي يعني دا رأي الشباب كلها فبلاش سكة الخجل دي
سعيد:معلش مهما كانت برضوا إخراج ليا عشان
قاطعه علي وهو يقول:لا أحنا مبنشوفهاش كدا يا سعيد انتَ واخد عننا فكرة غلط وانا مش هعديهالك لا انا ولا الرجالة دي
ألتفت ينظر خلفه وهو يقول:يا رجالة تعالوا عشان في كلام كبير أوي هنا بيتقال
نظر لسعيد وقال:انتَ بقى أتصرف معاهم يا معلم
أقترب الشباب جميعهم وهم يتسألون عما يحدث فنظر لهم علي وقال:سعيد يا رجالة شايف أنه لما ييجي يقعد معانا من غير ما نقوله إحراج
حُذيفة:لا يا معلم دا كلام كبير أوي
أحمد:وأحنا مبنعديش الكلام الكبير أوي دا بالساهل
أقترب منه أحمد ولف ذراعه حول كتفيه من الخلف وهو يقول:طبعًا يا رجاله عارفين هنعمل ايه
عز بسعادة:الله حفلة

 

حاوطه الشباب وبدأوا يمزحون معه وهم يتحدثون معه حتى يستطيعون كسر الحاجز الذي بينهم وبينه ولكي يشعر بأنه ليس غريبًا عنهم
بعد مرور الوقت
عده طرقات على باب غرفته يليها دلوف حُذيفة الذي دلف ونظر لهُ، نظر لهُ بهدوء دون أن يتحدث بينما أغلق حُذيفة الباب خلفه واقترب منه وجلس أمامه وهو ينظر لهُ بهدوء، لحظات من الصمت بينهما قطعها حُذيفة وهو يقول:عامل ايه يا ليل
ظل ليل ينظر لهُ دون أن يتحدث بينما تعجب حُذيفة وقال:مالك يا ليل انتَ مبتردش عليا ليه
لحظات من الصمت قطعها ليل وهو ينظر لهُ قائلًا بهدوء:مستغربك
حُذيفة بتساؤل:ليه ؟
ليل:عشان انا مبقتش فاهمك ولا فاهم حد حواليا .. مش فاهم حد فيكوا ولا عارف أنتوا بتعملوا معايا كدا ليه
حُذيفة:ليل انتَ مش فاهم حاجه
قاطعه ليل وهو يقول بحده:لا فاهم .. فاهم وعارف كل حاجه … عارف إن انا ملبوس ومعمولي عمل عشان حياتي تدمر بالكامل اللي قاعد عمال أبني فيها … انا بعمل حاجات انا مش دريان بيها
حُذيفة:بس دا كله خارج إرادتك انتَ مش دريان بنفسك يا ليل

 

ليل بتوهان:ودي الكارثة … انا مش دريان بنفسي ولا عارف انا بعمل ايه … خايف على نفسي وخايف على كل اللي حواليا خايف أأذي حد وانا مش دريان بنفسي … كل اللي بيحصلي انا بنساه مسافة ما بفوق … بحاول أحارب بس بخسر وأول مرة أحس بالضُعف دا انا تعبان ومحتاج حد جنبي … بدور على أهلي وناسي وحبايبي اللي هيقفوا جنبي ويسندوني … ألاقي فجأه أهلي كلهم ضدي وبيلوموني على حاجات مليش ذنب فيها وانتَ أولهم … كنت فاكرك هتتحملني وهتقدر موقفي وتفهم أن انا غصب عني … لقيتك أول واحد خاذلني
حُذيفة:انتَ فاهم كويس أن انا غصب عني زي ما هو غصب عنك بالظبط … لما ألاقي صاحب عمري بيعاملني المعامله دي مره واتنين وتلاته وأربعه يبقى لازم أبعد .. حاولت أعرف منك مره واتنين وتلاته السبب بس مكنتش باخد منك غير البرود والتجاهل والتكبر والغرور … انا عارف إنك مكنتش كدا ولا انا كنت كدا … انا حتى زعلان من نفسي عشان موقفتش جنبك وفهمت المحنة اللي انتَ بتمُر بيها … لو حد فينا لازم يعتذر يا ليل فهو انا .. حابب أعتذرلك على عدم وجودي معاك في وقت انتَ كنت محتاجني فيه وملقتنيش … حقك عليا
أدمعت عينان ليل لأول مره أمامه ليضع يديه على عينيه ويبكي، ألمه حُذيفة قلبه ولذلك نهض وجلس بجانبه وضمه لأحضانه وهو يُربت على ظهره بحنان ورفق قائلًا:حقك عليا يا ليل متزعلش من أخوك انا عارف إني قصرت جامد
تحدث ليل وهو يبكي بأحضانه قائلًا:انا صعبان عليا نفسي أوي يا حُذيفة
ربت حُذيفة على ظهره بحنان وقال:متزعلش إحنا كُلنا جنبك والله صدقني … قوم أنزل أقعد معايا شويه عشان قاعد لوحدي ومش لاقي اللي أقعد معاه قوم يلا صدعني بمشاكلك وحشني حكاويك يلا
نهض حُذيفة وأنهضه معه ثم مال بجزعه وأخذ منديلًا ثم أعطاه لهُ ونظر لهُ لثوانِ ثم قال:لا أستنى أخد الباكو كله عشان انتَ هتقعد تتشحتف خليه معاك عشان تتشحتف براحتك

 

أردف كلماته تلك بمرح وهو ينظر لهُ فأبتسم ليل وربت حُذيفة على كتفه بمواساه وقال وهما يخرجان من الغرفة:أيوه كدا وحشتني أبتسامتك دي حمدلله على السلامة يا راجل
خرجا إلى الحديقة وتوجها إلى الشباب الذين كانوا بجلسون ويتحدثون سويًا، أقتربا منهم بينما كان ليل مترددًا للغاية ولكن شجعه حُذيفة وأكمل معه، أقتربا منهم وقال حُذيفة:الباشا حضر
نظروا لهُ وقال علي بأبتسامه:يا هلا والله بالحبايب
أحمد:كنا خايفين متنزلش والله فبعتنالك اللي يقنعك ويجيبك
نظر ليل لحُذيفة الذي أبتسم لهُ ثم عاد ونظر لهم للحظات قبل أن يقول بهدوء:انتَ مش كنت متخانق معايا وهترّدلي اللي عملته فيك في الجامعة
نهض علي واقترب منه وتحدث وهو يقف أمامه قائلًا:بصراحه كدا اه … بس لما أتحكالنا كلنا اللي حصل إمبارح من عمو عبد الرحمن قعدنا كلنا نفكر وبصراحه كنا مصدومين برضوا يعني مكانش في دماغنا الموضوع دا كانت بعيده وانا لما فكرت مع نفسي قولت لا انا مش هعمل حاجه وهسامحه عشان انا عارف إنك مكنتش دريان بنفسك ولا عارف انتَ بتعمل ايه وقررت أسامحك انا والرجالة دي حتى عيد سامحك
نظر لهُ سعيد وقال:سعيد يسطا صباح الخير هو حرف السين جوز أمك شيلته
نظر لهُ علي وقال:يادي النيلة مش عارف ليه جايه معايا عيد
سعيد:سعيد بعد إذنك عشان منقلبهاش خناقه
ضحك ليل بخفه بينما قال علي بأستفزاز:عيد

 

نظر لهُ سعيد بضيق وقال:قسمًا بالله انتَ عيل فجلة
ضحكوا جميعهم ومن ضمنهم ليل الذي رأهما بدأ يتشاجران سويًا، أقترب ليل منهما ووقف بينهما وهو يقول بأبتسامه:خلاص يا جماعه أهدوا محصلش حاجه
علي:دا بيقولي يا فجلة
سعيد:ما انتَ بتقولي عيد وانا سعيد
نظر لهُ أحمد بأبتسامه وقال بخبث:عيد سعيد رمضان
ألتفت إليه سعيد بضيق بينما ضحك أحمد وركض عندما رآه يقترب منه بينما ركض سعيد خلفه وهو يقول بتوعد:والله ما هسيبك يا قلقاسة انتَ
نظر علي لهما وقال:هو ايه حكايته مع الخضار قلقاس وفجل انتَ جعان ياض ولا ايه
ضحك ليل بخفه بينما حرك علي رأسه بقله حيله ثم نظر لليل مره أخرى وقال بعدما وضع يده على كتفه:خلاص يا معلم إحنا كلنا متصافين ومرضيين على الآخر وجنبك يعني مش هنسيبك ومتقوليش بتعملوا كدا شفقه عشان انا بقالي يومين عايز أتخانق

 

نظر لهُ ليل بأبتسامه وربت على كتفه وقال:لا مش هتكلم متقلقش
فرد علي ذراعيه في الهواء وهو يقول بأبتسامه:بالأحضان يا فوزي
أقترب منه ليل وعانقه بينما بادله علي عناقه وهو يقول بأبتسامه:حبيبي يا رجوله
لحظات وأبتعد ليل وقال طه:كدا الدنيا فُل وعسل ومرضيين
نظر لهُ ليل للحظات ثم أقترب منه بهدوء تحت نظرات الجميع حتى وقف أمامه تحت نظرات طه الذي كان يُتابعه بهدوء، لحظات من تبادل النظرات قطعها ليل الذي أقترب منه وعانقه دون أن يتحدث بينما فهم طه بأنه يعتذر منه عما بدر منه فهذه هي طريقه تصالحهما عندما يتشاجران، أبتسم طه وبادله عناقه وشدد منه وهو يُربت على ظهره برفق وهو يقول:وحشتني يا ليل ووحشني حُضنك
شدد ليل من عناقه لهُ وقال:حقك عليا
قاطعه طه قبل أن يُكمل حديثه وقال:يا راجل متقولش كدا إحنا أخوات .. انتَ أخويا في الأول والآخر مفيش بينا الكلام دا انا منكرش إني كنت زعلان شويه بس عمرها ما توصل بيا للمرحلة دي يا ليل مهما حصل
أبتسم ليل وقال:ربنا يخليك ليا يا طه وميحرمنيش منك
عاد سعيد مره أخرى وقال بتأثر:تراني تأثرت دمعتي قريبة
أبتعد ليل عن طه وألتفت ناظرًا إليه هو وطه بينما جاء أحمد من خلفه وأمسكه من ياقه قميصه من الخلف قائلًا:تعلالي دا انا هوريك سواد دلوقتي بقى انا بعد دا كله قلقاسة
سعيد:قلقاسة حلو أسمع مني دا مُفيد ومسمسم زيك كدا
أحمد:ياض متقوليش قلقاسة بدل ما افرمك زي اللحمة ونتعشى كُلنا بيك
سعيد:لحمي ماسخ

 

أحمد:طب كويس أنك عارف أن لحمك ماسخ يا ماسخ
تركه أحمد واعتدل سعيد بوقفته وهندم قميصه قائلًا:تسلم يا رجولة
أقترب منهم ليل بينما كانوا يتحدثون سويًا، أقترب من ليل حفيده وهو يقول:بتتخانقوا ليه يا رجالة
نظروا لهُ ومن ضمنهم ليل الذي كان ينظر لهُ بهدوء بينما قال أحمد:مفيش بنهزر مع بعض
نظر لليل حفيده وقال:عامل ايه دلوقتي يا ليل
تحدث ليل بهدوء وهو ينظر لهُ قائلًا:كويس الحمد لله
ليل:حاسس بأيه
حرك ليل حفيده رأسه برفق وهو يقول بهدوء:مش حاسس بأي حاجه
زفر ليل بهدوء واقترب منه بهدوء وحاوط كتفه بذراعه وقال:تعالى عايز أتكلم معاك شويه
أخذه ليل وذهبا تحت نظرات الشباب الذين كانوا يُتابعونهما بهدوء
على الجهة الأخرى
جلس ليل ومعه حفيده الذي لم يتحدث بحرفٍ واحد ونظر لهُ قليلًا ثم قال:ايه يا ليل … شوفتني وشك أتغير يعني مش عايز تقعد معايا ولا ايه
نظر ليل بعيدًا وقال:الحكاية مش كدا
لاحظ ليل بحركات يده وجسده الغير عادية فعلِم ليل السبب ولكنه قال:طب فهمني انتَ
أغمض ليل حفيده عيناه وهو يُحاول السيطرة على أفعاله وقال مُحذرًا إياه:إبعد عني يا جدو
نظر لهُ وقال:إبعد عني أحسن ليك … انا مش عايز أأذيك … اللي معايا هيحاول يأذيك إبعد
ليل:وابعد ليه .. وانا في أيدي أساعدك
حرك ليل حفيده رأسه نافيًا بعنف وهو يُحاول السيطرة على نفسه أكثر قائلًا:مش هتعرف ومش هتقدر … اللي معايا أقوى مما تتخيل مش زي ما انتَ فاكر … أي حد هيقرب ويأذيه هيأذيه … وانتَ فاهم كويس انا أقصد ايه
ليل:وانتَ حاسس بأيه دلوقتي
ليل حفيده:بحاربُه … لازم أحاربه بس مش قادر … أقوى مني
ليل:بالعكس .. انتَ اللي أقوى منه مش العكس … دا أضعف منك بكتير بس بيتظاهر بالقوة عشان يوهمك إنه أقوى منك بس الحقيقة الإنسان هو اللي أقوى من الجان … مهما دامت الحرب دي وخدت وقت كبير فالنتيجة معروفة … إنه هيخسر في نهاية المطاف .. حاول يا ليل … متسيبش نفسك ليه يا ابني
صق ليل على أسنانه بقوه وأغمض عيناه بقوه وهو يقول:مش قادر يا جدو
طلب ليل عبد الرحمن سريعًا وهو ينظر للشباب قائلًا بصوتٍ عالِ:حد ينادي على عبد الرحمن بسرعة
ركض زين للداخل كي يُخبره بينما أقترب حُذيفة ومعه علي وأحمد والشباب منهما وقال أحمد:هو رجع تاني
نظر ليل لحفيده وهو يقول:بيحاول … بس ليل رافض يسلمله نفسه المره دي
تغيرت نيرة صوته ومعها عينيه وهو يقول:بس انا خدته في الآخر

 

نظروا جميعهم لبعضهم البعض بقلق وتوتر وبعض الخوف ظهر على معالم وجوههم وهم يرونه بهذه الهيئة المرعبة لأول مرة، خرج عبد الرحمن واقترب منهم سريعًا وخلفه الجميع بعدما أخبرهم زين بما حدث، شعر حُذيفة بشئٍ ما بداخله يدفعه للتحرك وإنقاذه ولذلك أوقف عبد الرحمن وهو يقول:أستنى يا عمي
توقف عبد الرحمن ونظر لهُ بينما أقترب حُذيفة من ليل تحت أعينهم جميعًا ووقف أمامه وهو ينظر لهُ، تحدثت نوران وهي تقول:ملكش دعوه يا حُذيفة إبعد وخلي عبد الرحمن يتصرف
تحدث عبد الرحمن وهو ينظر لحُذيفة قائلًا:أستني يا نوران
مدّ حُذيفة يده تجاه ليل ولكن أسرع ليل وأبعدها عنه بعنف وهو ينظر لهُ بتحدي بينما كانت روزي تُتابع ما يحدث ولا تُصدق ما تراه ومعها مِسك ورهف، نظر حُذيفة أرضًا وهو يزفر بهدوء ثم عاد ونظر لليل مره أخرى والذي كان ينظر لهُ وهو يبتسم بسخريه، نظر حُذيفة لعبد الرحمن الذي كان ينظر لهُ ثم عاد ونظر لليل من جديد بتحدي ودفعه على المقعد من جديد ووضع عبد الرحمن يده على رأسه من جديد وهو يقول:أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
أمسك ليل يده وهو يُحاول إبعاده وهو يُزمجر بغضب بينما عانده عبد الرحمن وهو ينظر لهُ بتحدي وأكمل ولم يهتم لأي شئ يصدر منه فهو يعلم بأنها ليست أفعال ليل، بدء يتلوا بعض الآيات القرآنية بصوتٍ عالِ، كُلما أرتفع صراخه أرتفع معه صوت عبد الرحمن كي يصل إلى أذانه، نظرت مِسك لروزي التي كانت تُتابع ما يحدث وهي لا تُصدق بالفعل تشعر وكأنها بكابوس وستستيقظ منه، أنهى عبد الرحمن تلاوته وهو ينظر لهُ وبدأت حركته تقل وتهدء وهو ينظر لهُ، أستفاق ليل أخيرًا ونظر لهم جميعًا وقال وهو ينظر لعبد الرحمن مره أخرى:في ايه … واقفين كدا ليه وبتبصولي
نظر لهُ عبد الرحمن وربت على كتفه برفق وهو يقول بهدوء:مفيش حاجه يا ليل
نظر لحُذيفة الذي نظر لهُ وفهم نظرته وقال:مكُنتش في وعيك
زفر ليل ومسح على خصلاته للخلف وهو ينظر للأسفل بينما ربت عبد الرحمن على ظهره بمواساه ونظر لكارما التي أقتربت منه وجلست بجانبه وضمته لأحضانها وهي تقول بمواساه:دي حاجه خارجه عن إرادتك يا حبيبي انتَ ملكش ذنب فيها

 

أقترب باسم وجلس على الجهة الأخرى وربت على ظهره وهو ينظر لهُ ويقول:والله العظيم حاجه خارجه عن إرادتك انتَ ضحية في الموضوع دا كله صدقني
نظرت لهُ كارما وهي لا تعلم ماذا تفعل أو ماذا تقول فهي تشعر بالعجز فمازالت تحت تأثير الصدمة، نهض ليل وتركهم جميعًا وذهب بينما نظرت لهُ كارما وقالت بصوتٍ عالِ:رايح فين يا ليل
ذهب إلى سيارته التي أدارها ثم خرج من القصر ولم يتحدث بحرفٍ واحد، نظرت كارما لحُذيفة وقالت:أمشي وراه يا حُذيفة متسيبهوش لوحده عشان خاطري
نظر لها حُذيفة وقال:متقلقيش يا عمتو
طمئنها حُذيفة وذهب هو الآخر تجاه سيارته التي أدارها وتحرك خلفه تحت عينان كارما التي أستغفرت ربها وهي تضع يديها على رأسها وهي تشعر بأنها ستنفجر بالتأكيد بسبب ما يحدث معهم
في مكان آخر
_حضرتك مريض كانسر
أردف بصدمه وهو ينظر لهُ قائلًا:ايه .. انتَ … انتَ متأكد
الطبيب:اه طبعًا التحاليل بتقول كدا … انا عارف إن الصدمة وحشه بس لازم تبدء في جلسات الكيماوي … مينفعش نستنى لحظة واحده
نظر هو للفراغ بشرود وهو في حالة من الصدمة والحزن، أدمعت عيناه ونظر للأسفل وهو يضع يده على جبينه وهو يقول بحزن شديد:اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللُطف فيه
بعد مرور الوقت

 

في المقابر
دلف ليل وهو يُلقي تحية السلام ولم يتجه لقبر صفية هذه المرة ولكن أتجه لقبر سالم مباشرًا، عندما وصل للقبر ووقف أمامه أدمعت عيناه وهو يرى القبر وكأنه بالصحراء، تحدث وهو ينظر لهُ قائلًا:كان عندك حق يا روز … القبر عامل زي اللي كأنه في الصحرا
مسح دموعه وقرأ الفاتحة لهُ ثم نظر حوله وذهب، ثم عاد بعد القليل من الوقت وبدء يُلقي قطرات المياه حول قبره وكذلك أمامه كي ترتوي الأرض ثم قرر بزرع القليل من الورود لهُ مثلما فعل مع صفية وأثناء ما كان يزرع الورود أشتم رائحة طيبة نابعة من قبره تعجب كثيرًا وتوقف فجأه وهو ينظر للقبر المكتوب عليه أسمه وتاريخ وفاته، ظن ليل بأن الرائحة منبعثه من مكان آخر بالقرب منه لذلك لم يهتم وعاد يُكمل ما يفعله ولكن عندما أقترب من القبر أكثر أشتدت الرائحة أكثر فترك ما بيده واقترب من باب القبر وعلِم بأن الرائحة تخصه لا يعلم لما شعر بالسعادة تغمُره فجأه وأبتسامه رضا تُزين ثغره، نظر لأسمه وقال بأبتسامه:حلوه أوي ريحة المِسك دي يا سالم … فرحت أوي على فكرة لما عرفت أنها ليك
عاد يُكمل زرع الورود حتى أنتهى وألقى القليل من الماء مره أخرى حول القبر ووقف عندما أنتهى وهو يقول بأبتسامه:شهر بالكتير أوي وتبقى مزينة قبرك .. زي ما هي مزينة قبر صفية
خرج لوقتٍ قليل ثم عاد بعدما أعاد كل شئ كما كان ونظف يديه وجلس أمام قبره واستند بظهره على جدار القبر المتواجد خلفه ونظر لأسمه قليلًا ثم قال:مكنتش مُتخيل إني هزورك يا سالم مش كدا … كانت بعيدة … مهما نشد مع بعض ومهما نتخانق ومهما نزعل انتَ ابويا في الآخر وانا أبنك اه علاقتنا مكانتش قد كدا بس انا مسامح … العمر مبقاش فيه عشان أفضل شايل من حد … وعشان كدا انا النهاردة وبعد السنين دي كلها جاي أقولك إني مسامحك .. انا عارف إنها متأخرة بس دا وقتها … مسامحك على كل حاجه عملتها معايا … وزي ما فاكرلك الوحش فاكرلك الحلو برضوا ومنكرش حاجه زي دي … أتمنى بس تكون مبسوط بمجيتي ليك انا عارف إن محدش بيزورك وانتَ زعلان بس انا بيهم كلهم .. زي ما أسمك كان مسمع وانتَ عايش في كل مكان .. هو لسه مسمع حتى وانتَ ميت .. أسمك مسمع في أمريكا دلوقتي وعامل شغل عالمي … أتمنى تكون مبسوط ومرتاح وانا حاسس بدا دلوقتي .. زمان ضحكتك مش مفارقه وشك من الفرحة ولو أعرف أنك هتفرح أوي كدا كنت عملت كدا من بدري بس كل حاجه بمعادها … أتمنى تكون راضي عني دي أهم حاجه عندي غير كدا لا … وانا بوعدك إني هفضل ازورك على طول زي ما بزور صفية … ربنا يرحمك يا حبيبي
على الجهة الأخرى
صف حُذيفة سيارته بجانب سيارة ليل وترجل منها بهدوء وهو ينظر لليل الجالس أمام البحر وينظر لهُ بهدوء، أغلق باب سيارته وأقترب منه بهدوء دون أن يشعر بهِ الآخر الذي كان ينظر للفراغ بهدوء ويسمع صوت أرتطام أمواج البحر بالصخر بعنف، جلس حُذيفة بجانبه ونظر أمامه بهدوء ولم يتحدث ولكن سمع ليل يقول دون النظر إليه:جاي ورايا ليه يا حُذيفة … هما اللي قالولك روح وراه عشان دا مجنون وهيموت نفسه

 

حُذيفة:لا طبعًا … مامتك اللي بعتتني أمشي وراك .. عشان خايفه عليك … قلبها واجعها عليك يا صاحبي ومن حقها … أم تشوف أبنها في حالة زي دي وتكون عاجزه عن أنها تعمله حاجه صعب
ليل:وانا مختارتش الطريق اللي انا فيه دلوقتي دا
حُذيفة:عارف .. انا ياما حذرتك يا صاحبي منهم قولتلك انا مش مرتاحلهم وبدليل لما شدوك معاهم وشدوني معاك انا حسيت أن فيه حاجه مش مظبوطة عشان كدا بعدت بسرعه وقولتلك إبعد يا ليل .. بس شكلها كدا جت متأخر
ليل:هو انا أذيت روزي فعلًا
صمت حُذيفة ولم يتحدث ونظر للجهة الأخرى بينما حرك ليل رأسه برفق وهو يقول بهدوء:يبقى كلامهم صح
حُذيفة:أفهم أنه غصب عنك يا ليل
ليل:كلكوا شايفين كدا … بس هي مش هتشوف كدا
حُذيفة:لا هي عارفه وشافتك وانتَ في الحالة دي لحد ما وعيت للي بيحصل … هي بس مصدومة شويه ومش مصدقة
ليل:انا خايف أخسرها يا حُذيفة .. حُذيفة انا بحبها وانتَ اكتر واحد عارف كدا كويس … لما بعاملها كدا مببقاش دريان بنفسي … انا مش عايزها تبعد عني انا بحبها أوي ومن زمان بس مبحبش أبين حُبي ليها عشان مشغلهاش وأعطلها عن حياتها
حُذيفة:روزي لسه تسعتاشر سنة ولسه قدامها أربع سنين وانتَ لسه هتتخرج بعد كام شهر وبعدين جيش وبعدين نشوف الحوار اللي انا وانتَ بنفكر فيه من زمان .. لسه يا ليل
ليل:عارف يا حُذيفة بس انا مش عارف
حُذيفة:سيبها من هنا لحد ما ربنا يكرمها يا صاحبي وتخلصوا من اللي أنتوا فيه دا وخصوصًا انتَ
نظر ليل بعيدًا وربت حُذيفة على كتفه برفق وهو يقول:سيبها على ربنا يا صاحبي وخير أن شاء الله
زفر ليل ونظر للسماء وقال:يارب
في القصر

 

لارين بهدوء:انا مش مصدقه بجد
مِسك:المهم دلوقتي طالما كُلنا شوفنا بعنينا نصدق … هو غصب عنه يا جماعه
نظرت رهف لروزي وقالت:ايه يا روزي … ساكته من ساعة اللي حصل مبتتكلميش ليه
زفرت روزي ولم تتحدث فقالت أيسل:وهتفضلي ساكته كدا لحد أمتى يا روزي
تحدثت روزي بهدوء وهي تنظر أمامها قائلة:سيبوني دلوقتي لوحدي
نظرت الفتايات لبعضهن البعض بهدوء ثم نهضن وخرجن بهدوء وأغلقت أيسل الباب خلفها بهدوء، استند برأسها على يديها قليلًا قبل أن ترفع رأسها مره أخرى وتنظر لليل الذي كان واقفًا أمامها وينظر لها، نظرت لهُ روزي قليلًا قبل أن تنهض وتقترب منه بهدوء وتقف أمامه على بُعد سنتيمترات وهي تنظر لهُ بينما كان هو ينظر لها دون أن يتحدث واحدٍا منهما، نظر لها ليل نظره ذات معنى بعدما تبدلت عيناه وأبتسم بجانبيه وهو يقول:موحشتكيش ولا ايه

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 6)

اترك رد

error: Content is protected !!