روايات

رواية القاتل الراقي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سارة بركات

رواية القاتل الراقي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سارة بركات

رواية القاتل الراقي البارت الثالث والعشرون

رواية القاتل الراقي الجزء الثالث والعشرون

رواية القاتل الراقي الحلقة الثالثة والعشرون

“سأظل أحبكِ للأبد”
ينظر إليها بدهشة مما قالته الآن .. هي بريئة؟؟ أقتل إنسانة بريئة؟؟؟!! … ثم من أين أتت بقولها أن سارة كانت تحمل طفله!! … إنتبه لها عندما سألته…
مريم بإستفسار:”ساكت ليه؟؟ رد .. قول ليه عملت كده؟؟ عملت في أختي كده ليه؟”
ياسين بإستفسار:”جيبتي منين الكلام ده؟”
مسحت مريم عبراتها وتحدثت بقوة ..
مريم:”جبته من طارق .. طارق إللي عاش مخلص ليها السنين دي كلها وفي نفس الوقت هو جاني زيك بالظبط إنتوا الإتنين السبب في موتها مش إنت بس……………….”
منذ عدة أشهر:
كانت تقف أمام قبر أختها تنظر لطارق الذي يتحدث عن أختها كأنه يعرفها جيدًا .. وخاصة عندما أخبرها أن ذلك هو المكان الوحيد الذي يأتي إليه دائما …
مريم بصراخ وبكاء:”إنت تعرف أختي منين؟؟”
طارق بإستفسار:”هي محكتلكيش عني؟ إللي أعرفه إنكم كنتم بتتقابلوا كتير من سنين.”
نظرت مريم له بإستفسار ولكن بعدها تحولت ملامحها للإستيعاب..
مريم بإستيعاب:”طارق؟!!”
طارق بإبتسامة حزينة:”أيوه طارق.”
كانت تشعر بالذهول وهي تراه أمامها .. لا تُصدق .. كل ذلك الوقت كان رئيسها بالعمل هو صديق أختها المُقرب أو بمعنى آخر الشخص الوحيد الذي كان بجانبها في تلك السنوات الأخيرة …
مريم بصوت مهزوز:”إزاي إنت تطلع طارق إللي أختي تعرفه؟؟؟ معنى كده إنك تعرف أنا مين من البداية … معنى كده إنك…..”
طارق بهدوء مقاطعا لها:”أيوه كنت أعرف إنتي مين .. كل يوم كنت بشوفك فيه بشوفها هي مش إنتي .. الشبه كبير بينكم.”
نظرت مريم لقبر سارة ثم عادت ونظرت إليه ببكاء ..
مريم:”ماما قالت إن أختي إتقتلت وأنا معرفش جثتها فين .. معرفش أي حاجة غير إن براء إللي كانت بتحبه قتلها.”
لمعت الدموع في مقلتيه وتحدث بصوت مهزوز ..
طارق:”مع الأسف مش هتعرفي توصلي لجثتها.”
مريم ببكاء:”وإنت عرفت منين إني مش هعرف اوصل لجثتها؟؟؟ وبعدين براء إللي كانت بتحبه ده راح فين؟؟ أرجوك قولي أي حاجة إنت تعرفها، أنا محتاجة أعرف أي حاجة عن أختي حبيبتي إللي راحت مني.”
صمتت قليلًا ثم تحدثت بتفاؤل ..
مريم ببكاء وإبتسامة في ذات الوقت:”طب هي ممكن تكون عايشه طيب؟؟ ماتعرفش مكانها فين؟”
هز طارق رأسه بحزن وتذكر عندما كان عنقها منحورًا عندما كانت بين يديه ..
مريم :”سكت ليه؟ سارة عايشة صح؟؟ هي فين طيب؟”
طارق:”هي مش عايشة، لإنها كانت مدبوحة لما لاقيتها.”
شَحُبَ وجهها عندما سمعت تلك الجملة … وكادت أن تقع ولكنه أمسكها من ذراعيها لتستند عليه .. نظرت له بأعين تائهة ومصدومة بذات الوقت …
مريم بذهول:”إنت .. إنت كنت هناك!!!! طب براء ده مكانه فين؟؟ إنت شوفته؟؟ أكيد تعرفه صح؟؟”
كانت ملامحه حزينة .. خائف على مشاعرها .. خائف أن تُصدم صدمة عمرها .. كيف يخبرها أن زوجها هو قاتل أختها؟؟ …
مريم:”أرجوك رد عليا، أنا تعبت كتير في حياتي السنين إللي فاتت دي، تعبت بسبب موت ماما وأختي .. إتبهدلت من بعدهم ومكنش ليا حد يا طارق .. أنا كنت عايشه في الشارع.”
إنهمرت الدموع وهي تنظر في عينيه برجاء …
طارق:”أنا آسف على إللي هقولهولك ده .. إللي قتل أختك اه إسمه براء بس هو ليه إسم تاني.”
مريم بلهفة وإبتسامة:”إسمه إيه؟”
طارق بحزن وهو ينظر في عينيها:”ياسين المغربي.”
إختفت إبتسامتها لثوانٍ ولكن بعدها تحدثت ..
مريم بعدم إستيعاب:”ياسين جوزي؟!”
طارق:”أيوه جوزك، هو نفسه براء إللي سارة كانت عايشه معاه.”
هزت مريم رأسها بهيستيريا ..
مريم:”لا إنت كذاب .. ياسين مايعملش فيا كده.”
كانت ملامح طارق كما هي .. ملامح جادة وصادقة وأيضًا حزينة …
مريم بتأكيد وهيستيريا:”ياسين عمره مايعمل فيا كده .. ياسين مش هيأذيني يا طارق .. ياسين بيحبني .. ياسين عمره ما يدمرني …*إنهارت من البكاء* … جوزي مستحيل يقتل أختي … إنت فاهم؟”
هز طارق رأسه بنفي وأصرّ على حديثه وأمسكها من أكتافها بقوة ليثبتها أمامه ..
طارق بجدية:”فوقي يا مريم .. إنتي عارفة كويس إن ياسين قاتل .. وطالما هو قاتل يبقى مايفرقش معاه حد .. سواء شخص يعرفه أو شخص مايعرفهوش.”
مريم:”لا .. إنت كذاب .. إزاي ياسين يبقى عايش مع أختي أنا وبعدها يتجوزني؟؟؟ إنت بتقول كلام مش مفهوم .. ياسين مستحيل يقتل أختي .. ومستحيل يتجوزني لو هو بيحب أختي .. ومستحيل يعمل فيا كل ده، وأكيد مش هتضيق بيا الدنيا وفي الآخر أروح أشتغل صدفة في المستشفى بتاعة عدوي وأتجوزه في الآخر .. إنت بتكذب عليا … أكيد إنت بتحاول توقع مابينا … أكيد إ…”
طارق مقاطعًا لها:”أنا مش بوقع بينكم .. دي الحقيقة يا مريم .. الحقيقة إللي إنتي رافضة تصدقيها … جوزك قتل أختك … وهدفي من البداية كان إنه يشوفك إنتي.”
تحولت ملامحها للإستفسار ..
طارق بتوضيح:”أنا إللي جبتك المستشفى عشان إنتي شبهها؛ عشان لما ياسين هيشوفك هيفكرك هي، وهو مش هينتبه ليكي غير بكده.”
تذكرت مريم أول لقاءٍ بينهما في المشفى بعد أن أنهت عملية ذاك الطفل المصاب بطلقٍ ناري .. عندما رآها ياسين وكأنه رأى شخصًا يعرفه ولكنه تركها كأن شيئًا لم يكن .. إذا كانت لا تعلم طباع ياسين جيدًا كانت ستقول أنه كان ينظر لها .. ولكن ياسين البارد الذي لا يعير أي أحد إنتباه نظر لها لعدة ثوانٍ كأنه يتأكد من شئٍ ما .. ولكنه بعد ذلك تركها ورحل كأن شيئًا لم يكن .. شعرت أن قدميها لم تعد تحملانها .. جلست أرضًا مبتعدة عن طارق تتذكر كل أيامها السابقة مع ياسين … حاولت أن تنفي مرة أخرى كل الإتهامات الموجهة نحو زوجها …
مريم:”بس لو ياسين كان ليه إسم تاني كان قالهولي.”
طارق:”ممكن مكنش حابب إنه يقولك لإن وارد جدا تعرفيه .. وبعدين في الأيام إللي قعدتي فيها في القصر أكيد سمعتي إسم براء على الأقل حتى لو لمرة واحدة.”
تذكرت عندما كانت تجلس مع عماد منذ ساعتين وهما يتسايران ويتحدثان عن ياسين .. تتذكر تلك الجملة التي قالها لها عماد جيدا ..
منذ ساعتين:
عماد بتلقائية وضحك:”بس براء ميخوفش للدرجادي.”
تخشبت عندما ذلك الإسم ونظرت لعماد بإستفهام …
مريم:”مين براء؟”
كاد أن يتحدث ولكنها أعادت إستفسارها بنبرة غريبة بالنسبة إليه ..
مريم بإصرار:”براء مين؟”
عماد بتوتر:”أنا إتلغبطت يا مريم، أنا أقصد ياسين.”
……………
أغمضت عينيها بحسرة وهي تتذكر ذلك الأمر جيدًا .. إذا زوجها هو الشخص الذي قتل أختها ووالدتها ودمر حياتها .. لقد قَلَبَ حياتها رأسًا على عقب ..
طارق:”أنا مقدر إن الصدمة قوية عليكي .. بس دي الحقيقة.”
نظرت أرضًا وهي تحاول التحكم بشهقاتها …
مريم:”ليه؟”
تحولت ملامحه للإستفسار .. رفعت رأسها لتنظر إليه ..
مريم بإستفسار:”قتلها ليه؟ كان إيه السبب؟”
تذكر طارق محور حديثهم وهو أنها قامت بخيانته .. أغمض عينيه وبدأ بالتحدث ..
طارق:”سارة قبل ماتموت .. في ناس من أعداء ياسين قدروا يوصلولها ولسوء حظها في الفترة دي مكنش معاها حرس عشان كان ياسين بدأ يثق فيها وسمع كلامها لما طلبت منه إنه مايخليهاش تمشي من غيرهم ….”
منذ عدة سنوات:
كانت مُتأخرة على موعدها مع مريم وتهرول محاولة الوصول لها ولكنها تفاجأت بمجموعة من السيارات تُحيط بها .. وتم إختطافها .. بعد عدة دقائق قاموا بإزالة الوشاح من على عينيها ووجدت أنها مُكبلة .. نظرت حولها لتجد مجموعة من الرجال يحاوطونها وينظرون إليها بجدية …
سارة بخوف:”إنتم عايزين مني إيه؟؟ أرجوكم ماتعملوش فيا حاجة.”
؟؟:”إهدي، ماحدش هيأذيكي .. إحنا بس طالبين منك طلب بسيط.”
نظرت إليه بإستفسار …
؟؟ مستأنفًا حديثه وببساطة:”عايزينك تقتلي ياسين المغربي، وإلا تتشاهدي على روحك.”
وجه أحد الحرس الموجودين بالغرفة سلاحة نحو رأسها جاهزًا لتفريغه بها … حاولت أن تستوعب ما سمعته ومايحدث حولها .. معقول؟؟؟ إنهم يطلبون منها قتل حبيبها، كأنهم يطلبون منها شيئًا عاديًا!! وإذا لم تفعل ستكون هي الضحية بدلًا منه ..
؟؟:”كل إللي هتعمليه إنك هتساعدينا في إننا نخلص منه وهتاخدي المبلغ إللي إنتي عايزاه، وطلباتك كلها هتكون مُجابه.”
نظرت لهؤلاء الرجال والذين يبدو عليهم الخطر تنظر لحرسهم الذين يحيطونهم ويحملون أسلحتهم النارية .. لو رفضت الآن سيقتلونها … إذا ماذا ستفعل؟؟؟ .. طلت تفكر كثيرًا تبحث عن مهرب ولكنها في الوقت الحالي لم تجد أي مهرب .. إنتبهت عندما تحدث أحدٌ آخر..
**:”إدينا ردك دلوقتي.”
شعرت بالحارس يضغط بالسلاح على رأسها بقوة .. أغمضت عينيها بألم يعتصر قلبها .. ولكن جاءتها فكرة لتحاول الهرب منهم الآن … ستُظهر لهم أنها موافقة على قتله وتعاونها معهم ..
سارة:”أنا موافقة.”
إبتسم الواقفون أمامها وتحدث أحدهم ..
##:”هتقتليه إزاي؟”
سارة بإبتسامة مصطنعة:”ماتقلقوش هقتله بطريقتي .. هو المفروض هيجيلي النهاردة وأنا هتصرف، أنا أكتر حد بيثق فيه.”
؟؟:”ولو ماقتلتيهوش؟”
سارة بحزنٍ خافي:”إقتلوني أنا.”
نظر الرجال لبعضهم ثم أشار أحدهم للحارس الذي يصوب السلاح نحوها بإبعاده عنها ويبدأ بإطلاق صراحها …
؟؟ بتهديد:”قدامك 24 ساعة .. لو مماتش هتموتي إنتي.”
أطلقوا سراحها وخرجت من المكان التي كانت محبوسة به … ظلت تنظر أمامها بشرود تائهة لعدة دقائق .. ماذا تفعل؟؟؟ … إنتهبت على صوت هاتفها .. نظرت لرقم أختها والتي تهاتفها للمرة المائة تقريبًا .. حاولت أن تهدأ وقامت بمسح عبراتها ثم قامت بإجابتها …
سارة:”أيوه يابنتي.”
مريم بتأفف:”كل ده تأخير يا سارة؟؟ يابنتي إنجزي مش عايزة ماما تحس بحاجة .. إنتي فين؟”
سارة:”نص ساعة وهكون عندك.”
مريم:”طب إنجزي.”
أغلقت الهاتف مع أختها وأخذت نفسًا عميقًا لعلها تهدأ ..
……………………………..
مريم بحزن وهي تنظر لطارق:”أنا فاكرة اليوم ده كويس .. اليوم إللي عمره مايتمسح من الذاكرة .. دي كانت آخر مرة أشوف أختي فيها .. كانت آخر مرة أحضنها.”
حاولت أن تقوم بمسح دموعها ولكنها زادت أكثر …..
مريم بصوت مهزوز:”تمام .. إتقابلنا بعدها أنا وهي بس هي مقالتليش حاجة .. حتى مابينتليش أي حاجة وإتعاملت معايا عادي وإتفقنا إنها هتكلم ماما وإن أنا هحاول أقنعها .. إنت عرفت منين كل ده بقا؟؟ هي كده ملحقتش تقولك حاجة.”
هز طارق رأسه بنفي …
طارق:”أنا عرفت منها كل حاجة قبل ما تموت .. عرفت نيتها كانت إيه وعرفت كمان … *دمعت عيناه* … إنها كانت حامل من ياسين.”
الصدمات تتوالى ولا زالت تعصف بمريم التي شعرت أنها قد فقدت قدرتها على التحدث … تنهد طارق بحزن وبدأ بالتوضيح ..
طارق:”بعد ماهي سابتك ومشيت………………….”
منذ عدة سنوات:
بعد أن رحلت وتركت مريم قررت أن تسير قليلًا تفكر بتلك الورطة التي وقعت بها .. لا تستطيع فعل ذلك .. لا تستطيع أن تقتل الشخص الذي تعشقه .. لقد آواها وقام برعايتها .. لقد ساعدها … ماذا ستفعل الآن؟؟؟ … ظلت هكذا تسير متخبطة لا تعلم ماذا تفعل؟؟ … شعرت بالدوار وأنها غير متزنة ولكنها بررت ذلك بأنه من كثرة التفكير .. ولكن ذلك الدوار يلازمها منذ شهرين تقريبًا … إتجه تفكيرها نحو عادتها الشهرية التي لم تأتيها منذ شهرين ولكنها بررت غيابها أيضًا بأن حالتها النفسية سيئة كثيرًا .. وأثناء سيرها إنتبهت لسيدة تسير بجانبها بطنها منتفخ .. إبتسمت سارة لمظهرها الرائع وتتمنى بداخلها أن تُصبح مثلها هكذا .. تريد أن تُنجب طفلًا لطيفًا يظل معها، يقوم بتعويضها عن ما عاشته بحياتها، ولكن ذلك صعب فحياتها ليست بالحياة التي يتمناها المرء على الإطلاق .. تنهدت بعمق وقررت أن تستفيق من ماهي فيه، ” لا يمكن أن أكون حامل .. بالطبع لا” .. نفت تمامًا تلك الفكرة وأكملت سيرها وإذ بها بعد خطوات تتوقف أمام مبنى ضخم به معمل تحاليل كبير .. إبتلعت ريقها بتوتر تنظر للمبنى … وتتسائل .. “هل يمكن أن أكون حامل؟” ظلت لثوانٍ هكذا ولكنها قررت أن ترحل .. تحركت خطوتين ثم عادت مرة أخرى لذلك المبنى وصعدت إليه بعقل غائب تريد أن تطمئن فقط أن شكوكها تلك ليست في محلها … بعد عدة دقائق .. كانت تجلس تنتظر تحليل الدم الذي قامت به وتشعر بالتوتر والقلق … جزء منها سعيد ويتمنى أن تحظى بطفل .. وجزء آخر خائف من المجهول … إنتبهت عندما قاموا بمناداتها وإستلمت نتائجها ..
؟؟ بإبتسامة:”ألف مبروك يا مدام .. إنتي حامل في الشهر التاني.”
عندما سمعت سارة تلك الجُملة غمرتها السعادة المُطلقة ونسيت تمامًا كل صعب عاشته بحياتها .. حتى نسيت أنها كانت مخطوفة منذ عدة دقائق …
سارة بإستفسار وعدم إستيعاب:”إنتي متأكدة؟”
؟؟:”أيوه طبعا .. التحليل أهوه قدامك ونتيجة الحمل إيجابي.”
هبطت الدموع من مقلتيها وإبتسمت وهي تنظر للفتاة التي تقف أمامها ..
سارة:”شكرا ليكي .. شكرا بجد.”
حملت النتيجة بيدها وقررت العودة إلى شقتها .. وعند وصولها للمبنى التي تسكن به توقفت عندما سمعت صوته …
طارق:”سارة.”
إلتفتت وإبتسمت له عندما رأته ..
سارة:”إزيك يا طارق؟ أخبارك إيه؟”
طارق:”انا كويس الحمدلله، إنتي عاملة إيه؟”
سارة بإبتسامة:”أنا كويسه الحمدلله.”
طارق:”فاضية نتكلم شويه؟”
تنهدت سارة بإرهاق فهي بالخارج منذ الصباح وتريد أن تُريح قدميها قليلًا ..
سارة:”أيوه فاضية.”
طارق:”طب تعالي أخرجك ونتكلم شويه.”
سارة:”طب ممكن تطلع نقعد فوق أحسن .. أنا تعبانة شويه ومحتاجة أرتاح؛ فمش قادرة أروح في حته.”
طارق بلهفة:”أكيد.”
إبتسمت له بهدوء وصعدت وهو تبعها، صعدا بالمصعد وهي تحمل بيدها ملف التحاليل تضعط عليه بقوة والسعادة تغمر في عينيها … وطارق بجانبها ينظر لها بهيام عاشق ثم إنتبه لذلك الملف الذي تحمله وتمسك به بقوة .. إستفاق عندما وصلا للطابق الذي توجد به الشقة … خرجا من المصعد ودلفت لشقتها ودلف طارق خلفها ..
سارة بإنشغال:”إتفضل عندك يا طارق، أنا شويه ورجعالك.”
توقف طارق بمكانه ينظر حوله .. يشعر بالضيق الشديد لوجودة بشقة تخص ياسين الذي قام بأخذ حبيبته منه .. إنتبه عندما سمعها ..
سارة:”طارق، إنت سامعني.”
طارق:”أيوه.”
سارة:”إنت مقعدتش ليه؟”
طارق:”كنت مستنيكي.”
إبتسمت له بهدوء وأشارت له بالجلوس على كرسي بالصالون … جلس وهي جلست مقابلة إياه … وبدأ طارق بالتحدث …
طارق بإستفسار:”إنتي كويسه؟ أنا حاسس تعبانة شويه.”
إبتسمت له بإرهاق ..
سارة:”أكتر حاجة بتعجبني فيك هي إنك بتقرأني.”
طارق بإبتسامة:”ماهو أنا مابقاش بحبك بجد لو مابفهمكيش أو أعرفك من نظرة عينيكي، مالك يا سارة فيكي إيه؟”
نظرت أرضًا ولا تدري بماذا تُخبره؟؟ ..
طارق:”مالك؟ قلقتيني.”
تنهدت بصعوبة وبدأت بالتحدث ..
سارة:”في ناس خطفوني عشان………………..”
بدأت بسرد كل ماحدث لها في الصباح وعن ماذا أراد مختطفوها منها .. وبعد أن إنتهت ..
طارق:”إنتي إزاي تفضلي ساكته كل ده وماتقوليش؟؟ إنتي إتجننتي ياسارة؟؟ يلا قومي لازم تهربي من هنا.”
هزت رأسها بنفي ..
طارق بإصرار وهو يستقيم من مقعده:”هتقومي وتيجي معايا، ماينفعش تفضلي هنا، إنتي بتهزري .. بيقولوا يا تقتليه يا هيقتلوكي .. أنا مش مستعد أخسرك.”
سارة بنفي وإصرار:”لا مش ههرب .. انا هفضل هنا.”
طارق برجاء وهو ينظر في عمق عينيها:”أرجوكي .. أنا ماقدرش أعيش من غيرك .. إنتي كده بترمي نفسك للموت طالما مش ناوية تقتليه .. أومال ناوية تعملي إيه؟”
سارة:”هفكر في حل .. هتكلم مع ياسين هو هيفهم وهيساعدني .. ياسين مش هيأذيني.”
عقد طارق حاجبيه بغضب ..
طارق:”ياسلام؟؟؟ وإنتي واثقة منه أوي كده ليه؟”
ظلت صامتة ولا تُجيبه ..
طارق بغضب:”ماتردي عليا .. إيه إللي خلاكي واثقة منه أوي كده؟؟”
سارة ببكاء:”عشان أنا حامل.”
صُدم طارق مما سمعه .. لا .. لا .. لقد سمع جملة خاطئة أكيد .. لا … شعر أنه فقد قدرته على الحديث أما هي فقد إستأنفت حديثها ..
سارة:”ياسين هيجيلي بعد ساعة .. ههيأ الأمور هنا إني هقوله على حملي وبعدها هفتح معاه الموضوع ده.”
طارق بعدم إستيعاب:”وبعدين؟؟ هتعيشوا في تبات ونبات؟”
نظرت له بإستفسار …
طارق:”إنتي مقتنعة بإللي إنتي بتقوليه ده؟؟ إنتي عشيقته وإللي إنتي عايشه فيه ده حرام.”
كانت الدموع تهبط من مقلتيها وهو يتحدث …
طارق:”ردي عليا.”
سارة ببكاء:”أنا عارفة إن حياتي كلها غلط .. بس أنا مش عارفة أخرج من إللي أنا فيه ده إزاي، بتمنى إن ربنا يسامحني .. أنا حبيت ياسين .. حبيته عشان حاجات كتير وأولهم إني حسيت إنه محتاج حد يساعده.”
طارق بنفي:”إنتي بتكذبي على نفسك ياسين مش محتاج مساعدة .. كفاية إنه قاتل.”
سارة:”إنت ماتعرفش ياسين .. ماتعرفش أي حاجة عنه.”
طارق بغضب:”مش من مجرد قصة هبله قالهالك في لحظة ضعف يبقى تحكمي عليه من خلالها.”
حاول أن يهدأ عندما وجد بكائها يزداد وتورك أرضًا أمامها ينظر في عمق في عينيها ..
طارق:”سارة .. إنتي عارفة إني بحبك جدا ومستعد أعمل المستحيل عشانك .. تعالي إهربي معايا وصدقيني هتبقي مبسوطه وأنا هربي إبنك بنفسي هيكون إبني بالظبط وأوعدك إنه هيفضل مبسوط طول حياته معايا وهحبه زي هشام إبن أختي .. *هبطت الدموع من مقلتيه ونفى برأسه* .. لا هحبه أكتر من هشام نفسه .. كفايه إنه منك إنتي .. هيتربى معايا أنا وإنتي وهيبقى كويس ومحترم وأخلاقه عاليه .. إديني بس فرصة وأنا أوعدك إني مش هفكر في إللي فات أنا كل حلمي يا سارة هو إنك تكوني معايا ومراتي.. أرجوكي ماترفضنيش .. أرجوكي ماتجرحيش قلبي.”
كانت تبكي وهو يبكي أيضًا أمامها ولكن مع الأسف هي لا تريد أن تلوث حياته .. كُسِرَ قلبها لأنها ستكسر قلبه لكي يبتعد عنها وينساها …
سارة:”أنا آسفة .. بس إنت عارف إني بعتبرك أخ و صديق ودايما كنت بقولك كده .. ياسين مالهوش غيري أنا … إنت عندك أختك وإبنها بيحبوك وأكيد هتقابل بنت الحلال إللي تستحقها ..أنا وإبني مكانّا مع ياسين وهحاول أصلح كل ده .. أنا آسفة يا طارق.”
كسرت قلبه وهي تنظر في عينيه .. لقد بكى أمامها يترجاها كالطفل ..قام بمسح عبراته بقوة وإستقام من مكانه وخرج من شقتها دون أي حديث إضافي وجلس على أحد الأدراج أمام شقتها يحاول أن يستفيق مما سمعه منها … أما بالنسبة لسارة فقررت أن تقوم بالتجهيز للوليمة والتي ستخبر ياسين من خلالها أنها تحمل طفله وتخبره بما حدث لها ليساعدها ويحميها ..
………………………………
“رواية/ القاتل الراقي .. بقلم/ سارة بركات”
كانت مريم تبكي وهي تستمع لحديثه …
طارق:”وبعدها ياسين جه الشقة بعد فترة بسيطة ………………”
سرد لها ماسمعه من خلف الباب أثناء قتل ياسين لها وبعد أن إنتهى .. كانت مريم منهارة بسبب ما علمته “لقد قتلها” .. قتلها وهي تحمل طفله … قتلها دون رحمة منه .. لقد ركضت إليه تطلب الحماية وهو قتلها في المقابل … أشفق طارق على حالها وإقترب ليربت على كتفها ولكن مريم أبعدت يده عنها ..
مريم بغضب وصراخ وهيستيريا:”إبعد عني … إبعد عني .. إنت ليه سيبتها تموت؟؟؟ ليه ما خليتهاش تهرب غصب عنها؟؟ إنت السبب في إللي حصلها .. إنت ساعدت في قتلها .. كان ممكن تجبرها تهرب معاك .. كان ممكن تخطفها تعمل أي حاجة .. لكن إنت عملت إيه؟؟ إنت وقفت تسمع خناقتهم وعملت نفسك الشاهد .. لكن لا … إنت شريك في جريمة القتل دي … ياسين مش الوحيد إللي قتلها إنت كمان قتلتها بسكوتك .. إنت جبان.”
صرخت بتلك الكلمة الأخيرة في وجهه .. وشعر طارق بالتيه عندما تحدثت بتلك الكلمة ..
مريم بصراخ عالي وإنهيار:”إمشي من قدامي .. مش عايزه أشوف وشك … أنا بكرهكم إنتوا الإتنين.”
خرج طارق بسرعة من المقابر … أما مريم ظلت أمام قبر أختها تبكي بقهر ولا تعلم كم مر من الوقت وإستفاقت من حالتها تلك عندما سمعت صوته ..
ياسين:”مريم.”
إلتفتت إليه وهي محمرة العينين تبكي بقهر … رأت ذلك القاتل يجلس أمامها .. زوجها وحبيبها الذي قتل أختها وطفله بيده ينظر إليها بعطف ويشعر بالحزن لأجلها … يؤلمها قلبها كثيرًا فهي تريد الهرب منه ولم تجد أي مهربٍ منه سوى أحضانه … ألقت نفسها بأحضانه تبكي بقهر وفي داخلها تقرر الإنتقام لموت أختها ووالدتها.
……………………………….
في الوقت الحالي:
لأول مرة ترى شعور الندم بأعين ياسين والذي بدأ الإعياء يختفي من ملامحه ….. تنهدت بصعوبة وإستأنفت حديثها …
مريم:”رجعت معاك القصر وأنا ناوية إني أقتلك زي ماقتلت أختي لكن مع الأسف رجعت في قراري لما لقيت إني حامل في إبنك .. مش معقولة لما الطفل ييجي الدنيا ويسألني بابا مات إزاي؟ أقوم أرد عليه وأقوله إني أنا إللي قتلته .. قررت إني أبعد عنك نهائي وأعيش حياتي بعيد عنك وأربي إبني لوحدي، لإن إبني مايستحقش ده، إبني يستحق حياة أحسن.”
قامت بمسح عبراتها وأبعدت عينيها عنه .. أما ياسين؛ فقد إختفى الألم من جسده ولم يعد يشعر بالمرض ونظر لها بدهشه بسبب مايشعر ..
ياسين بإستفسار:”مش إنتي حطتيلي سم في الأكل؟”
مريم ببرود وهي لا تنظر إليه:”لا ماحطتش سم .. ده الترياق بتاع السم نفسه هو كان قوي شويه على جسمك عشان مافيش سم في جسمك من الأساس بس إداني الوقت إللي انا كنت عايزاه.”
ياسين بإستفسار:”ليه ماقتلتنيش؟”
مريم وهي تنظر في عينيه:”عشان أنا مش مجرمة زيك، ونهايتك مش على إيدي أكيد، بس كان لازم أخليك تعيش إحساس إنك تتقتل من الشخص الوحيد إللي إنت بتحبه، .. *تحدثت ببكاء* .. كان لازم أعيشك إحساس سارة لما إتقتلت على إيد الإنسان إللي هي بتحبه.”
كاد أن يتحدث .. ولكنها إستقامت من مقعدها وتحدثت بجمود أثناء بكائها ..
مريم:”تقدر تتفضل .. نهايتنا مكتوبة من قبل ما نتقابل.”
ياسين:”مش حابه تديني فرصة تسمعيني؟”
مريم:”إنت مادتلهاش فرصة تسمعها .. كان ممكن الوضع يكون مختلف .. كان ممكن أكون مبسوطة أكتر من كده .. إنت كان عندك حق .. أنا عمري ماهكون مبسوطة معاك.”
إقترب منها عدة خطوات ولكنها إبتعدت عنه أكثر ..
مريم:”إبعد ماتقربش .. إنت خسرت حقك في إنك تكون معايا … أنا مش هحاسبك على أي حاجة .. روح الله يسامحك .. منك لربنا أنا ماليش دعوة بيك نهائي.”
ياسين وهو يقترب أكثر:”مريم.”
مريم بصراخ:”إمشي من هنا.”
أمسكها من كتفيها ولكنها حاولت أن تبتعد عنه ..
ياسين بقوة:”إسمعيني.”
مريم ببكاء وهي تنظر في عينيه:”مش حابه أسمعك .. مالكش الحق إني أسمعك.”
ياسين بحزن وهو ينظر في عينيها:”أنا آسف، أنا ماكنتش أعرف إنها بريئة، انا غلطت يا مريم .. أنا مستعد أصلح غلطي.”
ضحكت مريم بهيستيريا ..
مريم:”غلطك؟؟؟؟ … نعم؟؟ .. إنت قتلت واحدة بريئة وقتلت إبنك معاها .. دي مش غلطة .. دي جريمة.”
ياسين:”قوليلي أعمل إيه وأنا مستعد أنفذه، بس إبني يتربى معانا.”
نظرت له لعدة ثوانٍ ….
مريم:”عايزاك تمشي من قدامي وعايزاك تختفي من حياتي نهائي … مش عايزة أشوفك أبدًا.”
ياسين:”ليه؟”
مريم بقهر:”لإني مع الأسف بحبك.”
ياسين بحزن:”طب بطلي تحبيني وخليكي برده معايا.”
مريم:”مش عارفة أبطل أحبك؛ فده الحل الوحيد إللي انا شايفاه أحسن ليا وليك والأسلم لإبننا.”
ياسين بإبتسامة هادئة:”طب ممكن أطلب طلب أخير قبل ما أمشي؟ طالما مش حابه تسمعيني.”
صمتت ولم تُجبه وإعتبر تلك موافقة على تحدثه ..
ياسين:”ممكن أفضل هنا معاكي وأسافر بكرة.”
مريم بسخرية:”لا .. مش موافقة.”
لأول مرة ياسين يتحدث برجاء …
ياسين وهو ينظر في عمق عينيها:”إعتبريها المرة الأخيرة إللي هتشوفيني فيها في حياتك؛ فوافقي على طلبي ده.”
توترت للحظات وإبتعدت عنه وتحدثت بجفاء ..
مريم:”مضمنش إنك ممكن تقتلني وأنا نايمة.”
إبتسم ياسين على جملتها تلك ونظرت إليه وهو يبتسم ثم تنهدت ..
مريم:”ماشي بس هتنام على الكنبة.”
هز ياسين رأسه أما هي تركته ودلفت لغرفتها وأغلقت الباب خلفها .. لا تصدق .. كم أرادت أن تقتله وبشده منذ أن علمت الحقيقة وفي تلك الأشهر السابقة التي مرت كانت تحاول أن تنسى فكرة الإنتقام منه وتبدأ حياة جديدة ولطيفة مع إبنها ولكن عندما رأته إنهدمت جدرانها وأرادت أن تختبئ بأحضانه ولكن لا يصح ذلك أبدا فهو قاتل أختها! … تنهدت وإستلقت بفراشها تغطي جسدها بالغطاء وظلت تفكر بأحداث اليوم وسألت نفسها سؤالٌ واحد؟ كانت تتمنى لو تسأله إياه .. هل كانت تستحق أن تُقتل؟؟؟ … ولكن لا .. تريد أن تظهر ضعيفة أمامه فيكفي أنه إقتنع أنه قاتل .. وهناك أمر جاء على بالها الآن … هل حقًا تزوجها لأنها تُشبه أختها فقط؟؟ لم يُحبها قط؟؟؟ هل أحب سارة؟؟؟ .. ظلت هكذا في تساؤلات كثيرة تتمنى أن تسأله عنها ولكن لا .. إنه لا يستحق أن تستمع إليه ولا أن تسأله حتى .. لقد أنهت كل ما بينهما وغدا سيرحل … ظل ياسين جالسا بالخارج على الأريكة يُفكر بما حدث .. لقد خالفت توقعاته … إذا كان جمال قد قتل والديه أمامه وأصر هو على قتله إنتقامًا لهم؛ فقتله .. إذا لماذا هو قتل أختها وهي لم تنتقم منه؟؟ أهي تنتقم منه هكذا؟؟ مع الأسف أصابت وإنتقمت منه بطريقتها … وهي أنها تركته حيًا وذلك أصعب إنتقام ممكن أن يتلقاه .. تنهد ياسين وهو ينظر أمامه بهدوء وإنتبه لذلك الإطار المعلق على الحائط أمامه .. إبتسم عندما وجدها صورة لمريم وهي تمسك ببطنها الممتلئ وتبتسم بسعادة .. إستقام من مقعده ووقف أمام ذلك الإطار يتأمل جمالها .. لقد قتلته تلك الملاك اليوم، قتلته بأخلاقها وغفرانها وعفوها .. قتلته عندما تركته حيًا، قتله كان أهون من أن تتركه لضميره الذي يؤنبه بشدة .. أثبتت الملاك اليوم أن مَن قتَل يُقتَل ولكن بالطريقة؛ فلكل قاتل عقاب من عند الله، وأيضًا مَن قَتَل يُقتل ولو بعد حين .. إبتسم ياسين مُرحِبًا بنهايته الحتمية القريبة جدا وهو ينظر لصورتها …
……………………………………………………..
في صباح اليوم التالي:
تململت مريم في فراشها وإستيقظت .. إستقامت من فراشها متذكرةً أن ياسين موجود بالخارج .. قامت بفتح الباب وذهبت نحو الصالون ولكنها وجدته فارغًا، نظرت حولها تبحث عنه بالشقة ولكنه كان قد رحل!! .. تنهدت بهدوء وأثناء عودتها لغرفتها تفاجأت بوجود ورقة مطوية موجودة على طاولة الطعام … إلتقطتها وبدأت بقرائتها ..
“زوجتي العزيزة … كم كنتُ أتمنى لو أُخبركِ بمدى حبي لكِ ولكنكِ لم تسمحي لي بالتحدث .. ولكن ها أنا سأقولها لكِ أنا أحبكِ وسأظل أحبكِ إلى الأبد .. أريدكِ أن تعلمي فقط أنني نادم كثيرًا على مافعلتُ سابقًا .. أنا نادم منذ أول يوم رأيتكِ به بالمشفى .. نادمٌ لأنني السبب بما حدث لكِ منذ زمن .. حاولت أن أقوم بتعويضكِ ولكنني أحببتكِ أكثر مما ينبغي .. حاولت أن أقوم بإبعادُكِ عني ولكني فشلت .. رفضتُ حبكِ مرارًا وتكرارًا وأخبرتكِ السبب وهو أنكِ لن تكوني سعيدةً معي أبدًا ولكن ذلك كان تحذيرًا لي قبل ان يكون لكِ .. فأنتِ لا تستحقين أن تكوني مع أحدٍ مثلي أنتِ تستحقين الأفضل يا زوجتي .. أنا أعتذر مرة أخرى .. أتمنى من كلِ قلبي أن تُسامحينني .. لقد تعلمتُ درسي في هذه الدُنيا منكِ، وسأظل أنتظر عودتكِ إليّ حتى آخرِ يوم بحياتي .. أُحبكِ.”
كانت تقرأ الورقة والدموع تهطل من عينيها ضمت الورقة إلى صدرها بقوة كأنها تضمه هو .. لكن لا هو خسرها نهائيًا … تحتاج للإبتعاد حتى وإن لم يَقُم بتطليقها … يكفي أنها بعيدة عنه…
مرت الأيام وحاولت مريم أن تُكمل حياتها بعد ماحدث في تلك الليلة ولكن هناك شئٌ بداخلها قد تحرك نحوه .. مشاعرها له .. لقد رأت في ذلك اليوم ياسين آخر وليس ياسين المغربي الذي تعرفه .. ياسين البارد ذلك لم يَعُد موجودًا أبدًا .. حاولت أن تتوقف عن التفكير به ولكنها لم تستطع .. وفي يومٍ ما .. كانت تتحدث بالهاتف مع عماد ..
عماد برجاء:”إرجعي بقا يا مريم، نفسي أشوفك أوي.”
مريم:”أنا واخدة قراري .. أنا مش راجعة تاني.”
عماد بحزن ورجاء:”طب تعالي يومين طيب عشان خاطري، يومين بس وإمشي علطول .. أنا تعبان شويه الفترة دي ومحتاجك جنبي .. محتاج بنتي جنبي.”
تنهدت وصمتت لحديثه الحزين ذلك .. إنتبهت عندما تحدث عن ياسين ..
عماد مستأنفًا لحديثه:”ومن جهة ياسين ماتقلقيش هو مُنعزل ومختفي في أوضته ليل نهار، حتى الأكل بيروحله الأوضة، ماحدش بيشوفه ولا يعرف عنه حاجه، وأهي فرصة كويسه تقدري تكوني فيها معايا ومتخافيش منه، مش هيعمل حاجة.”
مريم بإستفسار وإنتباه:”ليه ماله؟”
عماد:”لا مش عارف، أنا بخبط عليه مابيردش بس هو عايش وكويس أكيد.”
إستفاقت مريم عندما وجدت نفسها تضعف وتفكر به مرة أخرى ..
مريم بجمود مصطنع:”وأنا مالي بيه، هو حر.”
عماد بإستفسار:”طب مش هتيجي؟”
مريم:”لا، أنا آسفة بس محتاجة أقفل ورايا شغل.”
عماد:”ماشي يا حبيبتي، ربنا معاكي.”
أغلقت المكالمة الهاتفية معه ولكن تفكيرها كله مركز نحو ما قاله عماد .. ما به ياسين؟؟ هل هناك شئٌ ما؟؟؟ .. لا تدري لماذا تشعر بإنقباضة في قلبها الآن؟؟، هل حدث له شئ؟؟؟ .. حاولت أن تتجاهل ما سمعته من عماد ولكن ظل القلق عليه يتآكلها حتى سئمت من قلبها الغبي .. إستقامت من مقعدها بالمشفى الذي تعمل به ثم خرجت من المكتب وفي نية منها الذهاب والعودة إلى القاهرة مرة أخرى … بمكان آخر … كان طارق يقف في مخزن كبير ملئٌ بالصناديق ويقف مع بعض الرجال ..
طارق:”زي ما إتفقنا بعد ساعات هنتحرك.”
أماء الرجال له أما طارق نظر لتلك الصنادق فكم ظل شهورًا يخطط لإنتقامه ذلك حتى أنه قام بإلغاء سفره لكي يبدأ بالتنفيذ ..
طارق:”أخيرًا هنتقم منك يا ياسين.”
في منتصف الليل بالقاهرة:
كانت مريم تقف أما باب القصر الخارجي بيدها حقيبة صغيرة .. هرول الرجال لفتح الباب لها بعد أن قاموا بإرسال سيارة تقوم بإيصالها لباب القصر الداخلي .. شكرتهم جميعًا على حُسن سلوكهم وصعدت للسيارة حتى وصلت لباب القصر .. هبطت من السيارة بعد أن فتح لها أحد الرجال الباب وشكرته بإمتنان ودلفت للقصر إستقبلها الخدم جميعهم بترحاب وإبتسامة مشرقة أما هي لم تبتسم بل كانت تبحث بعينيها عن شخص معين …
سألت إحدي الخادمات:”عماد فين؟”
؟؟:”عماد بيه نايم.”
أماءت لها ..
مريم:”طيب شكرا، تقدروا تروحوا تناموا.”
إمتثلن لأوامرها وعادوا لغرفهن أما هي ؛فقد صعدت الدرج ببطئ وصعوبة نظرًا لأنها في الأشهر الأخيرة من الحمل وهنا تذكرت ذلك اليوم .. عندما كان ياسين يساعدها في الصعود وهي ترتدي ثوب الزفاف الذي كان سببًا في صعوبه صعودها وحركتها .. إبتسمت بحزن على ذكراها تلك؛ فكم كانت تتمنى أن لا تعلم من قتل أختها .. كانت تتمنى أن تظل هكذا جاهلة لا تعلم الحقيقة لكن مع الأسف هذه هي الحقيقة .. وأخيرًا وصلت للطابق المقصود وسارت في الممر الموجود به غرفة ياسين وعماد … كان يجب أن تتوقف أمام غرفة عماد ولكنها ظلت تتحرك نحو غرفته .. غرفتهما! .. تنهدت بهدوء وفتحت باب الغرفة، بحثت عنه بعينيها ولكنها لم تجده .. أغلقت الباب خلفها بعدما دخلت وسارت نحو المكتب ورأت أن هناك إضاءة خافته به .. وضعت يدها على موضع قلبها الذي تشعر بإنقباضاته القوية ولا تدري ما السبب … إنتبهت لباب المكتب الذي يُفتح من الداخل وهنا فقط رأته أمامها .. هادئ الملامح كعادته، وسيم جدا .. لقد تأكدت حقًا أنها تشتاق إليه كثيرًا … كان ياسين ينظر إليها بهدوء يشعر بأنه يحلم أنها هنا .. إنتبه لدموعها التي بدأت بالإنهمار .. وبحركة تلقائية منه رفع يده ليقوم بمسح تلك الدموع وإستوعب أنها أمامه عندما لمس وجهها …
مريم:”إنت كويس؟”
إبتسم عندما سمع ذاك السؤال منها ..
مريم بإستفسار:”بتضحك على إيه؟”
ياسين:”عشان جيتي لحد هنا وده لو يدل على شئ فهو بسبب إنك سامحتيني.”
مريم:”ماتطلبش السماح مني يا ياسين، إطلبه من ربنا.”
ياسين بإبتسامة حزينة:”طلبته وأتمنى إنه يسامحني.”
إبتسمت له وهو قام بإحتضانها بقوة يستنشق رائحتها التي إشتاق إليها كثيرًا …
مريم:”وحشتني يا ياسين.”
إبتعد عنها قليلًا ينظر في عمق عينيها ..
ياسين:”وأنا مهما أقول مش هعرف أعبر عن إشتياقي ليكي.”
إقترب بوجهه منها وقبلها بإشتياق وشغف أما هي إستسلمت لمشاعرها وبعد دقائق قليلة إستفاق الإثنان من لحظات العشق التي كانا يعيشان بها عندما إنتبهوا لضوء يظهر في مرمى بصرهما … نظر الإثنان نحو مصدر الضوء وهما يقفان بالغرفة، فزعت مريم عندما رأت حريقًا كبيرًا يحدث في القاعة الموجودة في حديقة القصر .. إقترب ياسين نحو الحائط الزجاجي بالغرفة أكثر ليري ويتأكد مما يحدث، الحريق كان هائل وكان جميع الرجال يهرولون نحوه يحاولون إطفاءه، ثم إلتفت نحو مريم وحاول أن يتحدث بهدوء ..
ياسين:”خليكي هنا، ماتتحركيش.”
مريم بقلق:”في إيه؟؟ إيه إللي بيحصل؟”
ياسين:”هشوف خليكي هنا.”
خرج ياسين مُسرعًا من الغرفة متجهًا نحو القاعة بالحديقة ولم ينتبه لطارق الذي دخل القصر متخفيًا ومعه بعض الرجال التابعين له يقومون بمساعدته بإفراغ حاويات الوقود بالقصر …. كان ياسين يساعد رجاله في إطفاء النيران وكانت مريم تراقبه من خلال الحائط الزجاجي ولا تدري ما السبب خلف إنقباضة قلبها المستمرة تلك … بعد أن إنتهى طارق ورجاله من إفراغ حاويات الوقود بأرضيات القصر .. أشعل طارق عود ثقاب ورماه أرضًا وإنتشرت النيران بسرعة في القصر، إبتسم طارق بشر وصعد للطابق الأول في إنتظار ياسين ستكون تلك النهاية .. كان ياسين منشغلًا كثيرًا مع رجاله في محاولة إطفاء الحريق ولكنه توقف فجأة عندما شعر بشئ غريب .. يوجد شئٌ خاطئ … إلتفت للخلف بسرعة وتفاجأ بالنيران المنتشرة بالقصر ونظر لمريم التي تنظر له من خلف الزجاج ولا تشعر بشئ … ركض ياسين مُسرعًا وإنتبه رجاله لما يحدث عندما تركهم وذُهلوا من تلك النيران الضخمة، هرولوا خلف رئيسهم في العمل ليقوموا بمساعدته وإنقاذ من يُمكن إنقاذه .. وبعضهم الآخر يحاول الوصول للإطفاء، تعجبت مريم من ركض ياسين نحو القصر ولكنها شعرت بشئٍ غريب .. هناك رائحة غريبة بالقصر .. حريق!! … توجهت مريم نحو باب الغرفة وعندما قامت بفتحه وجدت أمامها طريقًا مليئًا بالنيران التي تأكل كل المفروشات الأرضية وأيضًا الستائر … أغلقت الباب بسرعة قبل أن تستنشق أكثر من ذلك ونظرت حولها بخوف تحاول الهروب ولا تعلم كيف .. نظرت للحائط الزجاجي ذلك تفكر في القفز ولكن كيف؟؟؟؟ هكذا ستموت .. وفي ذات الوقت تفكر بالآخرين النائمين بالقصر والذي يكون عماد من بينهم .. تتمنى أن يتم إنقاذهم بسرعة .. أما هي ستتحمل قليلًا حتى تجد طريقة للخروج من هنا … وضعت وشاحًا على فمها كي لا تستنشق رائحة دخان الحريق ووضعت يدها على بطنها كأنها تُخبر طفلها أن كل شئ سيكون بخير … كان عماد نائمًا ولكنه يشعر بشئٍ غريبٍ أثناء نومه لا يستطيع التنفس … سَعُل بشدة وإستيقظ بسبب ذلك ونظر نحو باب الغرفة وجد نيرانٌ تأكل باب الغرفة الخشبي .. فزع عماد بخوف من ذلك المشهد وحينما حاول الهرب وقع من فراشه أرضًا وآلمه ظهره كثيرًا .. نظر نحو النيران التي تقترب منه وقام بمناداة ياسين بخوف …
عماد:”ياسين.”
كان الرجال يُخرجون الخادمات من القصر أما ياسين كان يحاول الصعود للطابق الأعلى ولكن لسوء حظه كان هو الطابق الذي إنتشرت به النيران سريعًا نظرا للأقمشة التي كان يتزين بها هذا الطابق والتي تآكلت بسرعة في ذلك الحريق .. ركض نحو إحدى الأسرة الخاصة بالخادمات وأخذ ملاءة سرير وقام بمحاوطة نفسه بها ودخل بتلك النيران … ركض نحو الممر الخاص بهم وهنا توقف عندما رأي النيران إنتشرت بغرفة عماد، نظر لغرفته التي توجد بها مريم وكانت النيران بدأت تتآكل باب الغرفة .. عقد ياسين حاجبيه ودلف لغرفة عماد أولًا ووجده مُلقى أرضًا وكادت النيران تقترب منه .. بكى عماد عندما رأى ياسين أمامه .. حمله ياسين بين يديه ونظر للحائط الزجاجي بغرفته وإتجه نحوه وجد رجاله بالأسفل .. وضع عماد جانبًا في مساحة آمنة وقام بكسر زجاج الغرفة وهنا إنتبه رجاله لصوت الكسر وحملوا مرتبة إسفنجية ووضعوها أرضا على مكان كسر الزجاج لأن تلك المسافة المناسبة لما سيحدث الآن … حمل ياسين عماد الذي يبكي ويخاف مرة أخرى ونظر له بهدوء …
ياسين:”عماد .. كل حاجة هتكون كويسه، ماتقلقش.”
نظر له عماد ببكاء …
ياسين بإبتسامة:”خليك دايمًا فاكر كلامنا النهاردة.”
نظر له عماد بإستفسار ولكنه تفاجأ بياسين يُلقي به خارج النافذة حتى إستقر بتلك المرتبة الإسفنجية .. حاوط ياسين نفسه بالملاءة مرة أخرى وركض مُسرعًا نحو غرفته والتي بدأت النيران في الإنتشار بها .. دلف ياسين للغرفة ووجدها هناك .. مُستندة بجسدها على حائط بعيدٌ عن تلك النيران تبكي وتسعُل بشدة وتضع يدها على بطنها .. ركض ياسين مُسرعًا نحوها وقام بمحاوطتها بالملاءة وحملها بين يديه .. إختبئت مريم به وتشبثت به أكثر ذهب نحو النافذة الزجاجية ليٌلقيها بالخارج، ولكنه تذكر أمرًا مهمًا .. نظر لبطنها المُمتلئ .. لن يُعيد الكرة مرة أخرى .. لن يقتل إبنه بيده .. نظر نحو خارج الغرفة والذي إمتلأ بالنيران الملتهبة .. قرر أن يخرج من خلالها ..
ياسين:”مريم.”
نظرت له وهي تسعل …
ياسين بإبتسامة:”مش عايزك تبصي حواليكي، أنا موجود، هخرجك من هنا أوعدك.”
هزت رأسها بسرعة وأغمضت عينيها وتشبثت به أكثر .. نظر ياسين نحو النيران الملتهبة يتذكر ذلك اليوم الذي عاش به تلك اللحظات البشعة .. لحظة إحتراق والدته ووالده أمامه وقبلها قتلهم، لن يسمح بذلك أن يتكرر مرة أخرى .. سينقذ زوجته وطفله .. سيفعل مالم يستطع والده أن يفعله بشكل أو بآخر .. أعطي ظهره للنيران وتحرك بظهره حماية لمريم التي يحملها بين يديه .. كان يحاول أقصى ما في وسعه أن لا يمسها شئ … ظل يسير هكذا يحاول تخطئ النيران حتى خرج من الممر ووقف وأمامه خط كبير وضخم من النيران أمام الدرج .. إستغل هدوء النيران في جهة أخرى نحو أدراج القصر وهبط نحوها وبدأ بالنزول على الدرج وعندما وصل للطابق الأول الخاص بالخادمات إنتبه لمن يناديه ..
طارق بسعال:”ياسين.”
نظر ياسين نحو طارق الذي يناديه ثم نظر لمريم التي بين يديه وتركه وأكمل نزوله على الدرجات محاولا تخطي النيران بأية طريقة .. حتى أصبح في الطابق الأرضي إنتبه ياسين لبعض من رجاله يحاولون الدخول للقصر لمساعدته وبالفعل إستطاع رجلان الدخول .. وقام بإنزال مريم …
ياسين:”خرجوها بسرعة.”
ساعدها الإثنان لكي تستطيع أن تخرج ولكنها نظرت نحو ياسين الذي ينظر لها يتابعها بهدوء ليتأكد من خروجها .. تعجبت لماذا لم يأتي ..
مريم بهمس وإرهاق من الدخان الذي إستنشقته:”ياسين.”
إستطاع الرجال إخراجها وهنا مريم شعرت أنها كانت تفقد أنفاسها لو ظلت هناك دقيقة واحدة إضافية، عادت تنظر للداخل مرة أخرى ووجدت ياسين يبتسم لها بإطمئنان ثم إلتفت وصعد للأعلى ..
مريم بصراخ:”ياسين!!”
حاولت أن تدخل له ولكن الرجاله قاموا بمنعها … صرخت مريم بقوة وقهر عندما منعوها من الدخول وبدأت بالبكاء ..
مريم ببكاء:”أرجوكم، ساعدوه .. ياسين هيموت.”
لم يستطع الرجال فعل شئٍ لأن بالفعل النيران قامت بإلتهام القصر كله … كان ياسين بالداخل يسعل بشدة ويبحث عن طارق ..
ياسين بصوت مسموع:”طارق.”
ظل يبحث عنه حتى وجده ملقى أرضًا في إحدى الغرف .. يسعُل بشدة .. إقترب ياسين نحوه ولكمه بقوة أوقعه أرضًا .. ثم رفعه له مرة أخرى ينظر بغضب في عينيه ..
ياسين:”كان في قدامك طرق تانية تنتقم مني من خلالها، بس ماكنتش أتوقع إنك غبي أوي كده.”
طارق بسعال:”بس أنا خطتي نجحت.”
نظر ياسين له بإستفسار وأمسك طارق بيده الاخرى شئٍ حديدي وقام بضرب ياسين في رأسه به وعلى إثرها فقد توازنه ونزف بشدة في رأسه ولكن عندما إستعاده إعتدل بمكانه وقام بلكم طارق في معدته ثم لكمه بقوة في وجهه …
ياسين بسعال:”إنت هتقتل نفسك وكل ده عشان تنتقم مني.”
طارق بسعال وبكاء:”أنا مُت من يوم ماهي ماتت .. ودلوقتي جه وقت موتك.”
إستقام طارق وقام بدفع ياسين للنيران التي كانت خلفة والتي مع الأسف أمسكت بملابسه، كاد طارق أن يتحرك ولكنه تفاجئ بعمود خشبي ملئٌ بالنيران يقع عليه وهنا فقد طارق حياته .. قام ياسين بخلع قميصه بسرعة عندما إقتربت النيران من لمس جلده وإستقام وحاول الخروج من القصر على الرغم من أنه إستنشق الكثير من سموم دخان الحريق توجه نحو أدراج القصر وهنا رأى مريم تبكي وتصرخ بالخارج ولكنها إبتسمت بأمل عندما رأته .. إبتسم ياسين لها بحب ونظرة تخبرها كم أنه عاش أجمل أيام حياته معها، وكم أنه يحبها كثيرًا وسيظل يحبها للأبد .. إختنق ياسين من الدخان وهبطت الدموع من مقلتيه وهو ينظر في عين زوجته، فقد أنفاسه ووقع أرضًا وإلتهمته النيران أمام أعين زوجته …صرخت مريم بهيستيريا وبكاء.
مريم بقهر وصراخ:”لا .. ياسين!!!!!!!!!!!!!”

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية القاتل الراقي)

اترك رد

error: Content is protected !!