روايات

رواية أترصد عشقك الفصل الأربعون 40 بقلم ميار عبدالله

رواية أترصد عشقك الفصل الأربعون 40 بقلم ميار عبدالله
رواية أترصد عشقك البارت الأربعون
رواية أترصد عشقك الجزء الأربعون

رواية أترصد عشقك الحلقة الأربعون

الأمنيات والرغبات هي ما تدفع للإنسان البقاء على قيد الحياة
السعي والمثابرة هي ما تجعل الأمور المستحيلة ممكنة
التشبث بالرغبة يزيد من شكيمتك
وماذا بعد؟
وماذا سيحدث بعد أن حصلت عليها؟
يتبقى فقط أمر واحد
وهو أن تحافظ على ما كنت تصبو إليه
وتقديم بعض النزالات في الحياة، مع بعض النكهات اللاذعة لتجعلها في عينيك مرغوبة!!
ان اخبره احد انه سيتزوج أميرة أحلامه في نهاية المساء لما كان ليصدق
ان اخبره احد أن الفتاة التي غزت أحلامه وجعلته يخر راكعا عند باب قلعتها متوسلا لها لفتح أبواب قلعتها المنيعة، فتحت أبوابه وتنتظره بابتسامة راغبة
وعينين تحثه على الاقتراب
ما كان ليصدق ابدا
ان اخبره احد انه سيضع يده في يد جدها، مرددا الكلمات خلف الشيخ وعينيه عليها وهى تكاد تنزوي من فرط خجلها ليغمض عينيه برهة واحدة فقط
وهو ينطق صك الملكية
كلمتين و أصبحت بعدها الأميرة زوجته.
تفرك وجد يديها بتوتر ووجيب أنفاسها يدق بعنف، كأصوات طبول الحرب
يجعلها متحفزة، متوترة، والأكثر من هذا
الاثارة!!
شعور لم تكن متأكدة انه سيكون من بين مشاعرها المضطربة، ترى بعينيها الغرفة التي تحولت لقاعة أفراح، تري وسيم الذي اتى على وجه السرعة ولؤي الذى كان يبتسم بتحفظ
ثم أسماء التي لم تكف عن إطلاق الزغاريد بكثرة ولولا الممرضة التي أتت لتحول المشفى لحالة من الهرج والمرج!!
ارتعشت يداها وهي تنظر تجاه الورقة..  عضت على باطن خدها وهى تمسك القلم بقوة لتزيل اسمها وتركت القلم يسقط ارضا من فرط توترها
أغمضت جفنيها والفراشات تداعب بطنها، تترك ذلك الشعور الذى يستحوذ على تفكيرها
تتشرب كلمة زوجة والوضع الذى أصبحت عليه
دمعة فارة هربت من جفنيها ازالتها فورا لتفتح جفنيها وتصطدم بخضرة عينيه شديدة السواد
يثبتها بنظراته
يمارس سطوته على جسدها
يتحكم في مقاليد مشاعرها
لتقع أسيرة لعينيه
وأغلال حبه اما تكون نعمة أو نقمة في حياتها
ارتعد جسدها حينما لاحظت ملامح وجهه المكفهرة ولم تستطع حتى سماع عبارات التهنئة ولا بعناق جدها ولا حتي بكلمات وسيم الماكرة ولؤي اكتفي بتربيته على ظهرها وقبلة على جبينها جعل اتون في عيني عاصي تشتعل بجنون…
نيران شعواء هبت في عينيه وامتدت حتى اشعلت صدره، اجفلت حينما رأته يهب من مقعده وهو يخرج من الغرفة دون أن ينبس ببنت شفة
خروجه السريع جعلها هي الأخرى تلاحقه غير متذكرة ما كانت تتمتم به، اطلقت ساقيها لتسابق الريح وهي تلاحق شبح جسده الذي اختفي من آخر الرواق
كعب حذائها يطرق على أرضية المشفى المصقولة، لتنادي اسمه بحشرجة
-عاصي
نظرت يمينا ويسارا حينما وصلت لنهاية الرواق ولا تعلم أي طريق تتخذه اليسار أم اليمين
اتبعت حدسها وهى تتخذ الجانب الأهدأ والاضاءة في ذلك المدخل شحيح الضوء جعلها تزدرد ريقها بتوتر وهي تنادي اسمه بهمس مناجي
-عاصي
شعرت بنسيم الهواء البارد يضرب جسدها دون هوداة، ليقشعر جسدها أثر حركة خفيفة اتيه من نهاية الرواق، اقتربت بحذر وتروي لترى جسده الضخم مديرا ظهرها نحوها سامحا للهواء من النافذة تقتحم صدره
من كثرة الاحلام والامنيات التي حلمت بها وهي بالقرب من هذا الرجل، لم تتخيل يوما حينما يصبح زوجها أنه ينعزل عنها
هل ندم؟
طعنة قوية ودامية اخترقت قلبها بوحشية، لتفقد بعض من توازنها وهى تعود عدة خطوات للخلف بتوازن مختل
مسدت موضع قلبها بيدها، والدموع لا تعلم متى أخذت طريقها وهي ترى جسده المتشنج لم يحاول حتي الالتفات لها ولو للحظة
همست بصوت متحشرج ويعلم الله انها حاولت كبح دموعها و شهقاتها
-انت ندمان طيب اننا اتجوزنا
شهقة خافتة خرجت من حلقها وهى تري تخشب جسده لثواني قبل ان يلتفت اليها قائلا بصوت خافت
– انتى بتقولى ايه؟!!
اصطكت اسنانها والهواء البارد ينخر عظامها، لتمرر يديها على ذراعيها تستجلب دفئ لها ولجسدها وهى تنكس رأسها هامسة بأسي
– حساك مضايق، لأ انت فعلا مضايق، حسيت نفسك إنك ادبست فيا
اتسعت عينا عاصي بدهشة وهو يقترب منها خطوة ليراها تعود بذعر عدة خطوات للخلف لترفع رأسها وتبين رؤية العبرات المنهمرة من عينيها ليهمس بصوت أجش
– وجد
مسحت الدموع الغبية من وجنتيها، وهى لا تصدق ما تجربه للمرة الثانية
لا بل الأولي!!
هل هذا هو شعور هجر الحبيب؟!!
التقطت أنفاسها بصعوبة وهي تكبح بصعوبة دموعها التي ستتوسد وسادتها لترفع رأسها بشموخ قائلة بجمود
– بجد قول الحقيقة، لأن فعلا والله لو طلعت مجبور هقول لجدو ويفسخ العقد
صاح عاصي بحدة وهو يقترب منها ممسكا بعضدها الا انها افلتت اسرها
– انتى مجنونة
اتسعت عيناه بذهول وهو يراها تنزوي بعيدة عنه
تهذي ببعض الكلمات الا ان بحة صوتها التمس فيه
شموخ امرأة لم تكسر هامتها حتى بعد سقوط عرشها
لمعت عيناه بشدة وهو يسمعها تمتم
-عاصي مفيش مشكلة بجد انا اتعودت على الخذلان قبل كدا
زمجر بوحشية جعله يسمح شهقة ناعمة افلتت من شفتيها المذمومين وكأنها تكبح شفتيها من الارتجاف أمامه كحال جسدها
قطع الفاصل الذى بينهما ليضع يده على شفتيها قائلا بحدة وخشونة
– اسكتي
انسلت دمعة حارة من عينيها، وهي تستشعر باطن يده الخشنة
خشنة جدا على ملمس جلدها، لترفع يدها تزيح يده وهى تهمس
– لو بتراعي مشاعري يا عاصي، بجد ملوش لازمة مفيش أي حساسية، اقدر امثل قدام توحة اننا مع بعض وهي مش هتعرف انك فسخت عقد الجواز وهتعيش حياتك وانا….
بتر عباراتها حينما قبض على مؤخرة عنقها وجذبها بقوة ليميل بجبهته على خاصتها يزفر بجنون وهو يهدر في وجهها
– انتي مش بتسكتي ابدا
ارتعدت اوصال جسدها حينما مرر أنامله الأخرى على ظهرها لتعض باطن خدها بقوة حابسة أنفاسها اثر مدخنة الحريق التي تلفح في وجهها
عينيها رغما عنها ارتفعت لتنظر الى سواد مقلتي عينيه، و عرقه النافر في عنقه ينبض بجنون، ربااااه
متي أصبحت قريبة منه لدرجة جعلها ترغب بدفن وجهها في صدره الذي يبعد مجرد انشات عنه، لكنه محرم .. محرم عليها لمسه !!
رفع عاصي رأسها لتنظر اليه وهو يتمتم بخشونة
– ايه اللي في عقلك ده يا وجد، انتى جبارة
مقدار الشغل الذي يبذله كي لا يتعدى الخطوط الحمراء هنا صعبة، صعبة جدا
المرأة أصبحت حلاله، ملكه … لكن شيء يردعه
يجعله يعلم انه ان اقترب فسيحرق في نعيمها، ويتعذب في بعدها
حاول تهدئة أنفاسه وأفكاره المتلاطمة، يحاول إعادة عقله للعمل… يفكر سبب قول تلك الترهات من شفتيها.. شفتيها التي سترديه قتيلا
صاح بخشونة وهو يسيطر على بعض دوافعه الغير مستقرة
– اسف
الدموع عادت مرة أخرى لتسقط على وجنتيها، اقترب بلهفة منها وهو يزيل دموعها بانامله الخشنة، وانامله تستشعر نعومة بشرتها
ورغما عنه يده ارتفعت ليلمس عنقها، اجفلت وجد وهي تستشعر يداه المستشكفتان ليتمتم
– انا اللي غبي والله بس متعيطيش
اصطبغ وجهها بالحمرة القانية، وهي ترى يديه تهبطان حتى تلفان خصرها ويقربها منه
خطوة واحدة وارتطمت بعضلات جسده الصلبة، لتكتم اهه خفيضة وهي تهمس بحدة
– مين قالك اني بعيط علشانك
ارتفعت يد لتلمس خصلات شعرها وهو يغمغم بنبرة فاقدة السيطرة
– اومال مين
– على نفسي
اجابته بغيظ شديد وبدأ الأمر يرتفع معها لمستوي الإثارة بسبب يديه، هل ستردعه؟!
هل قادرة على إيقافه؟
ماذا إن قبلها هنا؟
اتسعت مقلتي عينيها لتقابل خاصته التي تركزت على ارتشاف ملامحها عن قرب
لتهمس وجد
– عاصي، انت مش متخيل انت خلتنى اعيش ايه وانا معاك، حسستني اني حاجة كبيرة اووي، وعلى قد الحلم اللى انت خلتني اعيشه معاك انا هعذرك بجد، كفاية انك خلتني بطلة حكايتك
مال ليطبع قبلة مطولة على جبينها، لا يصدق أنه كالغبي اندفع راحلا دون أن يبارك لها
يعلم ان اميرته حساسة ومرهفة المشاعر، غمغم اسمها بصوت اجش
– وجد
نظر الى عينيها الحائرتين ليهمس
– ريحي عقلك، انا مش هسيبك
همسة مناجية لاسمه هي كل ما استطاعت فعله
– عاصي
شهقت بذهول حينما دفعها بهدوء لتستند على الحائط وهو يحاصرها بكلتا ذراعيه، وضعت يديها على ذراعيه بريبة لتسمعه يتمتم ببعض المكر
-عقلك فكر بالمشهد ده ولا متوقعتهوش
ارتجف جسدها لنبرته الحسية ومع اقتراب أنفاسه منها، التصقت بالحائط وساقيها لانت كسيقان المعكرونة لتهمس بأنفاس لاهثة
– عاصي، ابعد شوية
شهقت بصوت خفيض حينما مال
جسدها تحمس باثارة
وقلبها دق بهلع، سيقبلها
الا ان الرعشة التي اتتها حينما طبع شفتيه بالقرب من شفتيها
جعلتها دائخة، وزادت تشبثا بذراعيه
وانتظرت قبلة الأمير..
إلا أن قبلته طالت
فتحت  جفنيها لتراه يلهث بجنون، وكأنه يكبح مما يود فعله
عينيه التي تنهش ملامحها .. وجسده الذي يئن رغبة للتنعم بالحلال
لكنه  تراجع خطوة للخلف
خطوة واحدة
 قبل ان تجذبه وجد بجرأة وترفع جسدها لتقوم هي بتلك البادرة المتأخرة منه
تخشب جسده وتراخت يديه وجسده اللين يقع بين جنبات صدره
أنفاسها اللاهثة وشفتيها التي طبعت على شفتيه برقة
جعله يستجيب ملبيا لندائها
 عانقها بكل لهفة وشوق يفضح ملامحه
يبث بها تعبه وارقه وتفكيره وخوفه من المستقبل الضبابي
وهي تتلقى بصدر رحب دون شكوى أو تذمر، يديه مرت على منحنيات جسدها الانثوية بأثارة جعلها، تشهق بين شفتيه وتلك الشهقة كانت كافية لعودته لصوابه
تراجع بذهول مسلوب الأنفاس وهو يتركها تلتقط أنفاسها بصعوبة، مرر يده على خصلات شعره القصيرة، وحك مؤخرة رأسه مسقطا رأسه قليلا
يتركها تستوعب ما مرت به ليعود لها مرة أخرى يمد لها يده التي التقطتها بصدر رحب وتستقيم من مجلسها
اقترب منها وهو يحتضن جانبي وجهها قائلا بصوت أجش
– استحالة يا اميرة، بعد ما وقعتي الفارس في غرامك انه يبعد عن ثانية واحدة بعيدة عنه
في سكرة من نعيمه
دائخة من ما تبادلوه منذ ثوانٍ
لم تكن تتصور أن العواطف تستطيع أن تبث عن طريق الشفتين، بحياتها لم تتصور
رفعت عينيها الدائختين وهال له ما رأى من أثر عناقه على عينيها ليراها تهمس بهمس دائخ
– انا مش اميرة يا عاصي
اومأ مؤكدا لها قائلا
– بس اميرة حكاية أسطورية في خيالي، عمري ما توقعت ابدا اني هلاقيكي في الحقيقة، كنتي خيال بيزور احلامي، رغم أني عارف استحالة وقوع الموضوع ده بس شوفتك وانتي بتخرجي من القصر بتجري، افتكرت ان الخيال بقي يجيلي وانا صاحي يا وجد، مكنش عندي حل غير اني اقرب منك والمسك
اسدلت جفنيها بخجل شديد وهي تتذكر انها قبلته
ربااااه ماذا سيظن بها الآن ؟
لقد كانت جريئة لتخبره بيأس كم هي ترغب قربه
حاولت ان تشتت انتباهها وهي تقول بحرج
– كان شكلي مرعب اليوم ده وانا ببكي
ابتسم عاصي وهو الآخر يعلم ما فكرت به
رغم أن الأميرة فاجأته، الا انه بالنهاية بث ولو بالقليل من ما يعتمل بصدره
غمغم بهدوء وهو يمسك ذقنها ليري عينيها المتحاشيتين لعينيه
– انا مش مضايق انى اتجوزتك، انا بس خايف على توحة هو ده اللي بس اللي شاغلني
ترغب ان تدفن رأسها بالرمال، كيف لم تفكر انه قلق على جدته وانه رغب بالاختلاء بنفسه
هي توقعت انه ندم، أو شعر بالتسرع أو التورط، كيف نست توحة تكون هي عائلته الوحيدة
همست وهي تبثه بالاطمئنان
– هتكون كويسة يا عاصي متقلقش
هز رأسه بيأس ثم هتف بخشونة
– اعتقد كفاية كده، لازم ترجعي بيتك
اومأت برأسها ويبدو أن كلماته اللاذعة وخشونته في الحديث ستتعامل معها فى الايام المقبلة، لترفع رأسها وهي متشبثة فى مكانها دون التجرؤ على التحرك
– عاصي
عبس عاصي عينيه وهو يرى احمرار وجنتيها ليسمعها تهمس
– احضني
رغما عنه ابتسمت شفتيه وقال بمشاكسة
– انتي مش واخدة بالك انتي بتجري عليا كذا مرة وتحضنيني
فغرت شفتيها وهي تنكس رأسها بأسي، كيف نست انها عانقته فى غمرة بكائها وفرحها رغما عنه، ثم قبلته
ماذا سيقول عنها
فتاة منحرفة!!!
تراجعت خطوة وهي تمتم بأسف والحرج يكاد يبتلعها
– انا اسفه
امسك زندها ودفع جسدها يستقر بين جنبات صدره لتصدر وجد تنهيدة حارة جعلت عاصي يغمغم بمشاكسة
– بتتقمصي بسرعة زي الأطفال، يعني هتعامل معاكي ولا مع توحة
ووجد لم تكن معه، بل تتنعم بالدفء فى جسد رجلها
هل تستطيع أن تقول انه رجلها الآن
ازدادت تشبثا به واناملها تتلمس عضلات جذعه لتغمغم
–  دافي
صاح باستنكار وهو يرفع حاجبيه مندهشا
– ايه
اجابته وجد بنعومة شديدة وهى تدفن رأسها فى صدره ورائحة جسده تغمر انفها
– حضنك دافي يا عاصي
اتسعت عينا عاصي بتفاجئ من صراحتها، ليجلي حلقه وهو يشعر بانحراف تفكيره قليلا ليهمس باضطراب
– ابعدي يا بنت الناس عشان ما اتهورش
تشبثت به باناملها بقوة وهي تغمغم بتوسل اذاب اعصابه
– شوية بس ارجوك
وان لم تبتعد سيحدث حادثة اغتصاب فى الوقت الحالي
جسدها الانثوي الملتصق بجسده جعلت نيران تشب فى جسده، لم يختبر هذا الامر مطلقا امام النساء
لطالما كان أكثر رجل تعامل مع السيدات وكان بالقرب منهم، لكن لم تتجرأ امرأة
امرأة حتى هذا اليوم لتشب فى جسده نيران رغبة
استغفر محوقلا، محاولا تشتت تفكيره المنحرف وعدم مد يده الى اسفل ظهرها ليسمعها تهمس باختناق
– متمشيش يا عاصي
الكلمتين كانت أكبر مما على وضعهم الحالي، ليتحضنها باحتواء شديد وهو يقترب من اذنها هامسا
– ابعدي أي حاجة بتأذي عقلك يا وجد، انا جنبك دايما طول ما فيا نفس
دقيقة مرت وهي تضعه تحت طنجرة ضغط تكاد تنفجر، تنحنح بخشونة بالقرب من اذنيها
– كفاية كده، عشان ميجيش الأستاذ غالب ويفضحنا في المستشفى
انتبهت وجد على وضعهما لتنسلخ عنه مبتعدة عدة خطوات ووجنتيها تلونت من الخجل والاحراج، هزت رأسها دون أن تنبس بكلمة ليمسك يدها وهما يعودان بطريقهما الى غرفة تحية!!
اشرقت ملامح تحية حينما رأتهما يتشبثان بأيدي بعضهما،القت نظرة ماكرة نحو غالب لتقول بمشاكسة
– قولتلك يا غالب، البنت هترجع ووشها زي البدر المنور، امسكي الخشب يا أسماء
انفجرت اسماء ضاحكة من بين دموعها وقد تضرجت وجنتي وجد بالاحمرار من معنى كلمات تحية المواربة، لتمسك اسماء بعصا خشبية قائلة
– مسكته يا توحة
اغمضت تحية جفنيها براحة وهى تلتفت الى غالب قائلة بشكر
– مش عارفة اشكرك ازاي يا غالب
هز غالب رأسه قائلا براحة وهو يلاحظ التماع عيني حفيدته بحب جارف للرجل الذي يجاورها
– تشكريني علي ايه يا هانم، عاصي بقي ابن من عيالي
تنحنح بخشونة وهو يلاحظ نظرات حفيدته الهائمة، ضاربة بكل القواعد والأصول ليغمغم بهدوء
– هنعمل حفلة بسيطة نعلن الجواز في بيتنا آخر الأسبوع، تكوني يا هانم بقيتي احسن
اومأت تحية بهزة بسيطة من رأسها لتلتفت إلى عاصي قائلة بنبرة جامدة
– خلي وجد تشوف بيت الزمالك وتشوف تحب تعمل ديكور بيتها والعفش ايه
نظر لها بحذر إلا أنها تحاشت النظر إلى تحذيراته، ذلك الاحمق ذو العقل الغبي
سيعطيها موشح أنه لا يرغب بمنزلها ويرغب بالبحث عن منزل آخر، ومن سيرث أموالها من بعد موتها
هو!!!!
تنهد عاصي بصلابة شديدة قائلا
– انتي قومي بالسلامة يا توحة، وهعمل كل اللي انتِ عايزاه
لم تشعر تحية سوى أن تضيف بنبرة ساخرة
– خلي جميلة هانم تيجي تشوف الشقة، عشان متخفش على بنتها
احتقن وجنتي وجد حرجا وهي تتذكر عمتها التى طردتهما من المنزل، ليقول عاصي بتحذير
– توحة
تأففت تحية بضيق شديد لتضع يدها على ثغرها قائلة
– سكت
بعد صمت طويل من غالب الذى فهم اشارة تحية، قال وعينيه مسلطة على وجد
– مفيش مشاكل يا هانم، كدا كدا مش هنختلف على المكان
وحينما لم يجد بادرة من ترك وجد ليد من أصبح زوجها، تأفف حانقا وهو يستقيم من مجلسه لينظر تجاه ساعته وهو يعلم أن لؤي ينتظرهم بالاسفل، اما الاحمق الآخر فر هاربا بعد نهاية عقد القران ليقول ببرود
– نستأذن احنا ولا ايه ياوجد
شهقت وجد بخجل لتفلت يد عاصي الخشنة مرغمة وعينيها ترتفع لتقع أسيرة نظراته للحظات
لحظات كانت كافية لأنصهارها لتنهي وصلة تحديقهما وهي تقترب من جدها هامسة بخجل وطاعة
– حاضر يا جدو
أين تلك الطاعة منذ دقيقتين والفتاة بكل جراءة تتحرش به علنا، لولا أنه يثق فى الرجل الذى وضع يده فى يده الله اعلم ما سيحدث من خلف ظهره
اضطر ان يغمغم بكلمات هادئة وهو يلتفت مغادرا، ممسكا بساعد وجد التى القت نظرة مشتاقة تجاه عاصي حتى غابت عن انظاره
تنهدت تحية بحدة وهى تري ملامح عاصي الصلبة ولم يفت عليها التماع عينيه لتصيح بحنق
– والله يا جحش خسارة فيك البنت دي، رجالة الأيام دي يلفو حوالين البنات لحد لما يخلوا البنات يقعوا على بوزهم وميشفوش غير حبيب القلب، وهو بقي يتقل عليها بعد ما يدوخ السبع الدوخات، جيل مهبب على دماغكم
انفجرت اسماء ضاحكة بانطلاق، وهي تري تحية تستعيد لسانها السليط ليلتفت إليها عاصي قائلا بتعجب
– فيه ايه يا توحة
ويسألها؟!!!
تنحنحت اسماء بحرج وهي تلاحظ ان وجودها الآن لم يعد مرغوب، لتنسل بهدوء خارجة من الغرفة، وتحية تغمغم بسخط
-اتلحلح بقي يخربيتك عامل زي المرحوم الله يرحمه، انت عايز البنت هي اللي تعمل الخطوة الأولي يا راجل ولا ايه
ذكرى ملمس شفتيها المخملية عليه جعله يقترب من تحية بمشاكسة قائلا
– خطوة ايه
وضعت تحية يديها على رأسها تسأل الله الصبر وتطلب منه العون، والصحة من حفيدها الجليدي هذا لتغمغم بسخط
– امشي يا عاصي، عشان الضغط ميرفعش، امشي
استعاد عاصي جديته وهو يقترب من جدته بحزم، لتغمض تحية جفنيها بأسي
لقد عاد شخصية الطبيب ليمارس عليها عقوباته لتسمع يقول بحزم واضح
– عارفة لو ممشتيش على اللي قاله الدكتور، وبطلنا اكل العسلية دي
رفعت حاجبها بسخرية مغمغمة
– هتعمل ايه يا عاصي
فكر للحظات ماذا يمكن أن يفعله من تهديد مؤثر وقوي، لكن استعادة ذكرى قبلتهما الأولى وملمس جسدها بين ذراعيه شتته وصرفه عن حزمه وتفكيره
يديه تشددت لتمسك بجانبي ساقيه وهو يقول بحدة
– مش هتشوفي النور حتى من اوضتك
اتسعت عينا تحية بدهشة ثوان، قبل أن تنفجر ضاحكة وهي تقول بمكر
– انت كدا بتخوفني
صاح عاصي بخشونة ولثواني يلعن غبائه وينقاد لذكريات ما زال لها أثر على شفتيه
ماذا يحدث له هو؟
– مش هلمس مليم من فلوسك يا تحية
تجهمت ملامحها للضيق وقالت
– يا منيل ما كله ليك
زفر بشدة وهي تسمعه يقول
– ليا فلوسي وانا هقدر افتح بيت من خلاله
مرر يداه على وجهه بيأس شديد ليسمعها تقول بحدة
– يا واد عايزة اكسر بعين عمتها المبعقة دي، خليني اوريها تحية هانم تقدر تعمل ايه
نظر اليها بنظرة ذات مغزى وهو يصيح بجمود
– كفاية اللي عملتيه، بيت وطقم الألماس، ناقص نجيب موبليا مدهون بالدهب
ثم كرر جملته مرة اخرى
– كفاية كدا
صاحت تحية عيناها بحدة وهي تتمني أن تدفن كبريائه اللعين هذا بدون فائدة لتقول بحنق
– يا واد الفلوس هعمل بيها ايه
غمغم عاصي ببساطة شديدة وهو يضع يديه فى جيب بنطاله محاولا نحر رعدة جسده منذ التقاء شفتيها بخاصته
ذلك العناق، كان مبهرا!!
– اتبرعي بيها
وكأن عاصي يسكب عليها دلو بارد، لثواني ظنت أن عاصي يمزح بها ببرود شديد
لكن هو لا يمزح
تلك الجدية والبرودة التي اكتست ملامح جعلها تهدر في وجهه بحدة
– قسما بالله يا عاصي لو مت والفلوس دي اتبرعت بيها كلها هغضب عليك ليوم الدين
جلس على المقعد واقترب منها قائلا بنبرة جادة
– تحية
الأحمق يناديها اسمها مجردا هكذا دون لقب قبله!!
ماذا يظن نفسه؟، أنها إذا تساهلت ستتركه هكذا، ابدا..
-تحية فى عينك يا جحش
قالتها بغيظ جعلت ملامح عاصي الباردة تتشكل لابتسامة ماكرة وهي تتابع بهدوء قائلة
-انت بتفكر لوحدك يا غبي انت، انت هتفتح بيت خليها لمراتك وعيالك اللي جايين، حاجة للزمن كدا
هز رأسه بيأس شديد واجابها ببرود
– حاضر يا توحة
ابتسمت تحية بنعومة وأشرقت ملامحها لتقول
-يحضرلك الخير يا حبيبي
ثم استعادت بعض جديتها وهي تقول بحزم واضح
– ابقي في يوم وريها الشقة، ومش لوحدكم انا بقولك اهو، شغل الاستفراد بالبت بحجة انك كتبت كتابها هعقلك من رجلك في الحارة، اتقل لحد لما نعلن الجواز
ارتفع حاجبا عاصي بدهشة وهو يقرأ المعني من خلف السطور
ماذا ستفعل توحة أن علمت أن الرقيقة الخجولة تلك، مندفعة ومتهورة عاطفية به
تندفع لاحضانه بكل قوة ثم بتهور امراة قبلته حينما كاد أن يقبلها، لقد جذبته الى جنتها التى باتت ملكه
احتقنت أذنيه وهو يجيبها ببرود
– محسساني اني غبي يا توحة
لم يهدأ توحة قلبها وهي ترى الأثر الغريب الذى طرأ على ملامح عاصي، لتقول بحيرة
– القلب يا عين توحة هو اللي بيتصرف بغباوة، وانت يا واد مش مطمني ابدا
هم بالرد الا ان رنين هاتفه وانتفاضة جسده جعلها تعلم ان المكالمة تخص أميرته، استأذن مغادرا لتضرب تحية كفيها قائلة بحدة
– والله فعلا خافي من المحترم لما يتجوز ولا تخافي من صاحب الخبرة
*******
في قصر المالكي،،
الخبر نزل على اذني جميلة كالصاعقة
اهتزت أطراف يديها وهي تترك شوكتها وسكينتها وهي تسمع خبر الصباح الذى القه غالب ببرود وكأنه يخبرها بطقس اليوم!!
-اتجوزتي
غمغمت بها جميلة باستنكار بالغ وعينيها سقطت على ابنتها التي قامت بتربيتها، تضرجت وجنتي وجد بخجل وهي تلوم جدها الذي منعها أمس من اخبار عمتها
بللت طرف شفتيها وعينيها اللائمتين تقع على الجد الذي يقرأ جريدة الصباح ببرود مرتشفا قهوته، تاركا اياها اما الاعصار
– الموضوع جيه بسرعة يا عمتو… احنا هنعمل حفلة في آخر الأسبوع
رمت جميلة المحرمة على الطاولة بعنف وانتفضت قائمة وهي بهذا الأمر اخترقت وأساسيات الإتيكيت الذي تطبقه بحذافيره، لتقول بحدة
-للدرجة دي مش مهمة ومهمشة من حياتك
والصوت المرتفع على حاول الطعام يعد اختراق اخر، رفعت عينيها باستنجاء إلى جدها الذي كان يقلب صفحة جريدته ببطء مثير متعمد للفتك بأعصابها، لتبرر قائلة
– لأ، توحة كانت تعبانة و..
رفعت جميلة يدها بحدة موقفة حديث وجد التي ابتلعت لسانها، لقد تخلت عنها
بقدر ما جرمت، لم تتصور أن تفعل هذا بها هي
حتى يوم فرحها الذي حلمت به وهي طفلة صغيرة، قد هشمته بيديها
دمعة فارة سيطرت عليها وهي تقول بجمود
– ملهوش لزوم تبرري
انضم وسيم بمرحه وهو يحتضن عمتها من ظهرها ويميل طابعا قبلة على وجنتها وقال بمشاكسة لطيفة
– خلينا نبص من الجانب المشرق، أن الصغيرة اللي في العيلة اتجوزت، انا بقالي عشر سنين بحب على نفسي ومش عارف اتجوزها
هزت وجد رأسها بيأس وهي تقول باتهام
– انت الغلطان يا وسيم
حدجها وسيم بنظرة قاسية جعل وجد تهز رأسها بيأس، ثم اقترب من وجد وهو يعانقها بأخوية قائلا
– مش مصدق حقيقي ان حد خطفك مننا
التفت وسيم نحو جده الذي لم يتحرك ساكنا، وهو يعلم عقاب جده لعمته
فغالب كرامته محفوظة دائما وعمته فقدت سيطرتها وبدأت تهذي ببعض الكلمات جعلها تفقد مكانتها أمام عينيه، يعلم جده أنه يكاد يتحملهما فقط بسبب وجد وإلا لدفعها خارج منزله
همس بمناغشة لطيفة
– افرحي شوية، متكشريش، غالب بيبص من تحت الجورنال بتاعه
عضت وجد علي طرف شفتيها بألم وهي تهم بالاقتراب منها هامسة
– متزعليش يا عمتو، انا لحد دلوقتي مش مصدقة
غضت جميلة عينيها عن محاولة وجد لارضاءها
ارضاء ماذا ؟!!
هي تخشى أن تستيقظ صباح اليوم التالي وتخبرها انها طارت لعش الزوجية
أين هي من كل هذا؟!
أفاقت من شرودها على صوت آسيا التي صاحت بصوت مغناج شديد
– صباح الخير
تراجعت اسيا خطوة حينما كادت ان ترتطم بجسد جميلة، اشمئزت اسيا لا اراديا وهي تقول بسخرية
– لا مبقاش صباح الخير
زمت جميلة شفتيها بحنق وهي تغادر من طاولة الطعام دون أن تنبس ببنت شفة، زفرت آسيا بارتياح نسبيا كونها لن تتعرض لرؤية ملامح تلك الحية الرقطاء
غمغم غالب بنبرة امرة ومتسلطة جعل عينا اسيا تتسعان بدهشة
– اقعدي يا آسيا
هل اعتاد عليها؟ كونها تشارك مائدة طعامهم هل يجعله يفرض سيطرته عليها كالباقي؟!!
هل هو مخبول؟ أم جن هو؟!!
اقتربت منه باستفزاز شديد لتضرب بيدها على طاولة الطعام بحدة
– مش من حقك توجهلي كلام يا عجوز
تهدجت انفاس آسيا بفقدان سيطرة وملامحها تتقزز من رؤية ملامح وجهه التي تذكرها بوالدها لتسمع همس وجد المحذر
– آسيا
التفت اتجاه وجد بملامح إجرامية وهي ترى نظرات وجد المتعاطفة اتجاهها، غمغمت بسخط شديد وهي تدرك مدى تأثير تلك الفتاة عليها
تستفزها بعاطفة لا تعلم من أين مصدرها وتتحكم بها
– مش عجوز هو ولا شعره ابيض من الشباب
ظهرت ابتسامة وسيم المتلاعبة وهو يغمز لها بمكر جعلها تهز رأسها بيأس، اخر ما تريد رؤية هو وجه ذلك الأشقر صاحب الملامح الأوروبية لتسمع همس وجد المحذر
– متلعبيش بالنار
لما لا يرد العجوز؟!
التفتت إليه لتراه منكب فى القراءة لجريدته التي تكاد تقسم أنه يختارها فقط لكي يتحاشى الكلام مع أحد، وتجزم ان أذنيه مرهفة السمع حتى تكاد تسمع حركة من هم فى العالم السفلي!!!
تغيرت معالم وجهها مائة وثمانون درجها وهي تقول بابتسامة هادئة
– اتبسطت من الخبر، اتمني تكوني اختارتي صح
استقامت وجد من مجلسها واقتربت لتجلس بجوار آسيا التي تتناول طعامها ببرود ثم تحدج الرجلين بنظرات قاتلة قابلها عدم اهتمام من الأول، وتلاعب بالحاجبين من الثاني، لكزتها وجد بحدة لتميل مقتربة منها بهمس
– بطلي غباء ومتخسريهوش
هل اعتادت وجد عليها حتى تشتمها؟!!
هل حقا شتمتها؟ بالطبع شتمتها
لقد شتمت عقلها، إذا تشتمها هي
كشرت عن أنيابها وهي تسألها بنبرة شرسة
– دي شتيمة دي
قلبت وجد عينيها بملل، ان توقعت اسيا انها ستخاف من زمجرة وتغير مقلتي عينيها فهي واهمة، لكزتها مرة أخرى بحدة كادت اسيا ان تطلق. تأوه عالي
الا فى الثانية الاخيرة عضت آسيا على طرف شفتيها وهي تنظر اليها بتوعد لتسمعها تهمس
– وهل عندك حاجة يا اسيا تقدري تأذيني بيها بكلامك
لا
هذا ما هتف به عقل آسيا
تشعر أن تلك الفتاة تجعلها تخضع لتنويم مغناطيسي من عينيها، لتزفر بسخط
– اممممم، حاليا لأ
غمغمت وجد بثقة
– ومش هتلاقى
لوت آسيا شفتيها نازقة، حانقة، وكل ما ترغب بفعله في الوقت الحالي أن تمزق تلك الحية الرقطاء تمزيقا، انتبهت على نداء أجش
– آسيا
رفعت عينيها وعبست بعدم فهم، لم ظنته خرج ولبي نداء طبيعة حياته العملية التي تعتبرها من الان ضرتها الثانية، زفر لؤي بحدة
– ورانا مشوار
القت نظرة نحو الجميع المنشغل بالطعام، رغم أنها تكاد تقسم ان عيونهم مسلطة عليهما، استقامت من مجلسها تنفض تنورتها السوداء لتقترب منه وهو يتفحص ثيابها بعدم رضا كلي..
زم لؤي شفتيها بعدم رضا لرؤيته لساقيها العاريتين، من المفترض ان ذلك الشيء اعتاد عليه فى طبقته التي نشأ عليها
وبيئة الأخرى تعتبر متحررة، وتنورتها تلك التي تغطي ركبتيها تعتبر انها امرأة محتشمة فى ثيابها ولن ينكر هذا
لكن شئ خبيث، خبيث جدا فى داخله يرغب أن يجعلها مخفية عن عيون الرجال
ليس أحمق كي لا يعلم ما قد تثير اسيا بخطوة واحدة غرائز الرجال من حولها، والله وحده مقدار ضبط النفس الذي يلجأ إليه كي يتعامل مع انثى مغوية بعقل شيطان داهية!!
سبقها متوجها للمرآب الخاص بالمنزل لتلحقه اسيا بحدة و أصوات نقر كعب حذائها تفلت أعصابه المشدودة
سؤالها المندهش وهي تخطو خلفه كمراهقة حمقاء تستجدي اهتمام حبيبها بدلا من أن يأتي إليها زاحفا متوسلا راكعًا
لكن مبادرته تلك فى هذا الصباح موجها حديثًا، بل كونهم يخرجان معا لمكان ما بعد حبسه القصري فى منزل العائلة
– هنروح فين
رفع رأسه بخشونة وهو ينظر إليها مليا قبل ان ينزلق داخل سيارته الضخمة، فتحت الباب المجاور لها بعنف واغلقته بعنف أكبر مستجدية انتباهه، إلا أنه ببرودة أعصاب انطلق بسيارته خارج حدود القصر
خبطا بعنف على تابلوه السيارة، تقسم لو وجدته لم يرد عليها، ستأمره بالتوقف او ان يوصلها الى مؤسسة الأطفال التي تستطيع أن تقضي فيه يومها
– ممكن ترد علي فكرا
رفع لؤي عينيه وهو ينظر إلى احتقان وجهها من الغضب، مما جلب بسمة خفية لشفتيه وهو يخبرها بنبرة رخيمة
– عارفة نفسي اعمل فيكي ايه دلوقتي
ضيقت عينيها بعبوس شديد وهي تسأله بتردد
– تقتلني
تلك المرة لم يستطيع منع ابتسامته وهو يقود سيارته بسلاسة تجاه وجهته المحددة ليلتفت اليها قائلا بنبرة ماكرة
-لأ، حاجات منحرفة
شهقة خفيضة خرجت من شفتي آسيا، التي اتسعت عيناها بجحوظ، ثم ما لبثت ان حاولت ان تسيطر على دهشتها وزرقة عينيها تلمع بشقاوة لتقترب منه بمكر
– عايزاني اقلع هدومي يعني
قبض بعنف على المقود ونظر إليها بحزم شديد ليقول بنبرة محذرة
– آسيا
خلعت آسيا رباط الأمان لتميل بجسدها مقتربة منه، تكاد تلتصق به وهي تضع راحة يدها على فخذه ويدها الأخرى تلتف بنعومة حول عنقه لتهمس له بنبرة خطرة
– انت قولت حاجات منحرفة
نظرة محذرة ألقاها لها وهو يتابع قيادته التي ستتحول لحادثة قريبا ان استمرت اللعب بأعصاب باردة معه هكذا غمغم بخشونة
– فهمتي غلط، اقصد حاجات بعيدة عن تفكيرك المحصورة عن حاجة واحدة
انفجرت ضاحكة بتسلية، هل زوجها خجول من نطق علاقة جسدية!!
هي لا تخجل على الاطلاق، دفنت وجهها فى عنقه وهمهمت بنبرة حسية
– تقدري تقول SEX بطل انك تبقي خجول من الكلمة دي، انا بدأت اشك انك بتاخد حبوب منشطة
اتسعت عيناه بجحوظ ليس من كلماتها الجريئة، هو معتاد عليها بل من اناملها الخبيثة التي تصل الى المحظورات
هل تريد فضحه وتزجه داخل السجون نتيجة تحرشها به فى الطرقات، زمجر بحدة وهو يزيح يدها ليصيح بصرامة
– آسيا
ابتسمت بشقاوة وهي تميل لتطبع قبلة عن فكه الذي اختلج لتتنهد بأريحية شديدة وهي تداعب مؤخرة عنقه قائلة
– وشك احمر يا لؤي، للدرجة دي بتتكسف، قولي اللي كان بينا بسبب حبوب ولا كله طبيعي
جز لؤي علي اسنانه وبدا على وشك اما عمل حادثة بها، أو بهما
جسده يستميل إلى أنامل تلك المغوية ويرغب فى تشجيعها، لكن اللعنة
ألم تجد سوى السيارة تلك المجنونة؟!!
اجلي حلقه وهو ينظر من طرف عينيه إلى آسيا التي وضعت ساقا على فخذيه مكبلة اياه بقسوة
كيف تشعر تلك المجنونة ؟ كيف تجلس بتلك الطريقة ولا تخشى من أي شىء
ألا يوجد لديها مشاكل بالعظام مثلا كي تبعد ساقيها عنه!!
سألها بحدة وبدأ سؤالها مهين لرجولته
– انتي شايفة ايه
صمتت للحظات وهي تري انها تلعب بالنيران معه، اللعنة لم تمن جريئة هكذا معه قبلا
لم يصل بهما الجرأة لتتحرش به في سيارته، لتجيبه ببرود
– حبوب منشطة
ولتترك الكرة في ملعبه اندست بجسدها واتكأت على ساقه لتقول بصوت مغوي
– الا لو حابب تقنعني دلوقتي يا لؤي، تعملها في العربية
لم يجد بدا سوى أن يدعس على دواسة الفرامل، ليتلفت إلى آسيا وعيناه تقدحان شررا
– انتي اتجننتي فاكرة نفسك فين
هزت اسيا رأسها بلا مبالاة وهي تشد ياقة قميصه تلفح انفاسها فى وجهه قائلة بزمجرة
– انت جوزي علي فكرا، مش واحد جيباه من بار
عينيه تلكأت عليها وعلى تتوسله حرفيا
تتوسله عاطفة، لن يقدر على تلبيتها فى هذا الوقت الحالي
سيذهبان إلى شرطة الآداب أن فعلها في الشارع وسيفتضح على الصحائف
تأففت اسيا بحنق وهي تترك ياقة قميصه حينما سمعته يجيبها
-أخلاقك فاسدة يا مدام
تحركت من على جسده لتستقر على مقعدها، اتريده الآن أن يأخذ دور الرجل في العلاقة الحسية؟
أتغتصبه حينما ييأس بها الأمر، تكبله وتجبره على اقامة علاقة معها وتحرص على ان تنجب منه طفلا!!
التمعت الفكرة الشيطانية بخبث شديد تحت نظراته الساخطة، مرت عيناها نحو اختلاجة فكه وارتعاش يديه التي يحاول السيطرة على المقود لتعلم أن بليد الشعور
يرغبها كأنثى
حسنا يبدو ان يتدلل كثيرا
سمعته يسب بشتيمة وقحة تلاها عدة شتائم بلغة الأم وهو يحدجها بشرر شيطاني مدفون بها أتون مشتعل من الرغبة
بربك !!
أتمزح الآن؟!!
عدلت تنورتها الضيقة ومسدتها قائلة ببؤس
– عشت سنين سينجل وسط الاغراءات الكتير، لازم تديني وسام شرف اني لسه محافظة على جسمي ليك يا متوحش، يا عديم الإنسانية
رفع لؤي عينيه نحو سقف السيارة ليعود إليها وهو يغمغم بسخط
– آسيا عمر ما كانت المشاعر بتتركز على السرير بس
لوت آسيا شفتيها بنزق لتقول
– بس انا واحدة يعتبر كنت مشردة في الشارع، يعني انت عارف أطفال الشوارع عارفين علاقة السرير من A TO Z
اتفاجئه بجرأتها في الحديث؟!
لا ابدا، معتاد عليها بل أصبح يعتاد عليها
كون تلك الصراحة الطبيعية تخرج من شفتيها دون ان تفكر بعقلها ثانية واحدة..
زفر بيأس وهو يلتفت اليها يخبرها بهدوء
– دي اسمها شهوة يا حبيبتي مش علاقة حب
شعرت بالسيارة تتحرك مرة أخرى ولفهما الصمت، عينيها بخبث تراقب اختلاجة انفاسه وزفراته الحارة
لقد اشعلته، حسنا ليموت كمدا حتى نهاية اليوم!!
جذبته في حديث لتقول
– افتكر اني قريت روايات عن اللي بتقوله ده، بس اللي بستغربه فعلا في كتاب الغرب، أن ازاي واحدة بتسلم جسمها لواحد غريب وبعد ما يعملوا علاقة تحس انها بتحبه، ده حاجة مناقضة جدا
حسنا لن تكذب وتقول انها امضت سنينها فى الانتقام، ولم تترك لنفسها وقتا لتدلل انوثتها قليلا
تتذكر نصيحة صديقة لها بأن تقرأ روايات رومانسية لأحدي الكتاب، وللحق لم تكن تلك الروايات تنتمي للرومانسية بصلة
كلهم ذات عقائد غريزية مقززة، تشمئز منها وتنافرها
لكن لؤي .. استثناء عن القاعدة
لم يكن من الرجال حينما بدأت بمواعدته استغل هذا وحاول تقبيلها، او لمس مفاتن جسدها او أي حركات من المداعبات الجسدية
كان شرقي اصيل رغم أنه يعيش في بلاد الحرية، عزز من انوثتها واحترم كيانها ولم ينتهكها
حتي صديقاتها صرن يحسدنها عن رجل بتصرفات رجل نبيل قديم، لكن حينما تزوجته
رأت عالم منا في تماما لتصوراتها أو ما يخبرنها صديقاتها
العطاء كان أساس علاقتهما، والحب هو بنيانهم المرصوص
لكن لماذا تهدم ؟! لماذا؟!
أخرجها لؤي من تفكيرها قائلا
– انتي اللي تجاوبي مش انا
غمغمت بشرود
– سألت بس للأسف تفكيرهم منحصر في العلاقات الجسدية أكتر من العاطفية
رفع حاجبه بتعجب ليتجهم وجهه وهو يسألها بسخرية
-واللي بتعمليه معايا
ابتسمت بمكر وهي تقول بثقة
– انت جوزي، ومن حقي اتحرش بيك في أي وقت، بس للأسف سديت نفسي
أن كانا فى المنزل سيرحب بمبادرتها ولن يرفض عرضها قطعا
لكن فى الشارع، اتظن انها فى بلادها؟!
صف سيارته أمام وجهته المنشودة تحت شرودها وصمتها لبقية المسافة، رآها تتيقظ وتلتفت حولها بحيرة نحو المكان وما ان رأت الواجهة حتى التفت اليه قائلة باستنكار
– ايه اللي جابنا هنا
لم تترد ثانية وهي تطيعه حينما اخبرها بخشونة
– انزلي
ترجلت من السيارة وهي تحدق تجاه مدخل المشفى بذهول ثم إليه، لتهمس بتعثر
– لؤي
اقترب منها لؤي محذرا وعينيه تقرأ ما يموج فى عينيها من تخبط واضطراب فى مشاعرها
– خليكي مدام محترمة شايلة اسمي وحافظي على كرامتي
ابتسامة دافئة شقت طريقها لتلمع عينيه بنظرة خاصة، نادرة .. ذكرتها بليالي
حينما كانت هي وهو فقط
والعالم يحترق من حولهما غير مكترثين
اقتربت منه بمشاكسة لطيفة وجسدها يكاد ينفجر من الاثارة
– والا
زفر لؤي بيأس ولم تفته نظرة الامتنان فى عينيها، هم بالتحرك إلا أنها جمدته حينما قالت بصوت خافت
– احضني
تلك هي امرأته التي يعلمها، نبرتها الخافتة و عينيها الضارعتين جعله يقترب منها بهدوء محتضنا خصرها ودافنا جسدها بين ذراعيه لتنفلت منها آهة خافتة كتمتها بين طيات صدره وألقت مسامعها لقلبه الذى اضطرب
مال طابعا قبلة على رأسها ويده تمر على خصلات شعرها تأخذ وقتها واندفع يتجه صوب المشفى و قدميه تتجهان نحو الصغيرة التي استحوذت على قلب شيطانته!!
الفترة التي قضتها اسيا بين ذراع لؤي اكثر وقت دافئ منذ وطئها للعاصمة، نظرت بارتباك وهي تري مدخل غرفة الصغيرة فارغ دون وجود حارس غضب الليل، وثقة لؤي المفرطة وهو يدفعها بهدوء لتدخل الغرفة ثم اتبعها ليري الصغيرة مستكينة بوداعة شديدة غارقة فى سبات عميق
اغرورقت عينا آسيا بالدموع وهي تقترب من صغيرتها لتنهار جالسة على الفراش وهي تميل برأسها تنثر قبلات فى وجهها وكفيها المكتنزة الصغيرة
تنهدت اسيا بحرارة حينما رفعت جسدها ودفنت جسد الصغيرة فى عناق طويل جعل الجبل الشامخ خلفها يهتز
بكاءها وهمساتها الدافئة كانت كالطعنات فى قلبه
كيف كان جاحدا ليرفض زيارتها، عض على طرف شفته السفلي بحدة وهو ينظر بحنين الى مشهد يتخيله
صغيرة مشاغبة تنجبها من رحمها ويشاهد دلال اسيا الصغيرة ويبقى هو من على مسافة يشاهد ما يعرض أمامه دون ملل!!
اندفع الباب ينفتح ليتحفز جسد آسيا وهي تضم جسد الصغيرة التي تظنها اخذت مخدر جعلها لا تشعر بها حتى الآن، ابتسمت المريضة بتوتر حينما رأت تحفز ملامح المرأة والرجل الذي انقبض وجهه لتجلي حلقها هامسة بصوت خافت
– مساء الخير
ومع ازدياد عبوس آسيا زفرت الممرضة بيأس، الا يكفي ابيها المجنون
تأتي امرأة مجنونة مصطحبة بكتلة عضلات خلفها، استمعت الى صوت الرجل الثقيل
– عايزين نطمن على حالة شمس الغانم
ألقت الممرضة نظرة اتجاه الصغيرة التي ما أن أتم فترة نقاهتها حتى بدأت بالصراخ والبكاء مطالبة بوالدتها ووالدها واسم آخر..
الله يعلم كيف هي تتمنى أن تجعل الأب يغادر مع ابنته، لكنه كالغراء ويشهد الله كم طالبت من المشرف ان يبدل اسمها بممرضة اخري لكن الكل تراجع وتشاغل بكثرة مرضاهم، زفرت بيأس وهي تقول بنبرة متعجلة
– لا البنت صحتها زي الفل، لو تعرف أستاذ نضال ياريت ياخد بنته
رفعت الفتاة عينيها بيأس تجاه الرجل الذي انغلقت معالم وجهه، لتستأذن مغادرة بل فارة بجلدها!!
غمغمت آسيا بعد خروج الممرضة
– لؤي
ابتسم لؤي بدفء وهو يخبرها
– مش كنتي عايزة تشوفيها
هزت رأسها بإيماءة خفيضة وهي تندس فى عنق الصغيرة تدغدغها كي تستيقظ
ماذا يضعون فى جسد الفتاة من مخدر؟!!
اللعنة ستقاضيهم أن اكتشفت انهم يتهاونون في عملهم معها، ستستغل السفارة الأمريكية التي ما ستصدق كي ترفع الأمر لأعلي السلطات، شهقت فجأة وهي تضع الصغيرة فى فراشها ثم أخرجت هاتفها من حقيبتها لتقول
– انا .. انا هكلم مارية
اجابها لؤي ببساطة شديدة وهو يدس يديه فى جيب بنطاله
– مارية زارتها امبارح وهتزورها النهاردة
وأين ذلك المختل المجنون من الصورة إذا؟!!
سألته بتخبط
– ازاي عملت كده؟
رفع عينيه تجاه عينيها الحائرتين والمليئة بالاسئلة ليجيبها بنبرة واثقة
-تقدري تقولي نفوذ عيلة المالكي يا مدام
هزت رأسها بيأس وهي تقول ببرود
– نضال الغانم مش بيهمه حد
اومأ رأسه موافقا وهو يعلم ان طباع الرجل النزقة ليخبرها ببساطة وهو يتذكر زيارته منذ أيام لوقاص الغانم
– بس وقاص الغانم بيفهم وبيراعي قلق مامتها وخالتها
الرجل كان متفهما جدا بل ومصر على المساعدة، ولم يكن ليتصور أنه سيستطيع أن يردع بشخص مثل نضال الغانم، في النهاية هم اخوة
يكفيه نظرة الامتنان والحب التي تلمع في عيني آسيا التي اقتربت منه تجذب ياقة قميصه بدلال انثوي لتقول بهمس خافت
– تستحق المكافأة دي يا بيبي
غرفة ذات اربعة جدران مغلقة
هي وهو والصغيرة نائمة
ما حجته لردعها واستجابة ما يهفو اليه قلبه
انتفض جسده حينما مررت اناملها على عرقه النابض، ليمسك يدها بخشونة آلمتها
والتأوه الخافت أخرجت شياطينه من مكامنها
قبض على خصرها بخشونة جعلتها تجفل قليلا قبل ان تستسلم بوداعة وهي تسمعه يهمس بنبرة فاقدة للسيطرة
– آسيا
أسندت جبهتها على خاصته تتنفس عبيره الخاص المختلط بأنفاسه، نبضات قلبها تدق كأجراس العيد فى الموطن الذي عاشت به فى حياتها
والرعدة الخفيفة هزت اطراف بدنها حينما لمست صلابة عضلات جذعه، تمتمت بنبرة لاهثة
– اعترف انك مش قادر تتمالك اعصابك
اعتصر لؤي خصرها بقوة وهو يتمني ان يزرعها بين ضلوعه، يري شفتها السفلي تسحقها بقوة كي لا تخرج تأوه ليميل باغتا وهو يسرق انفاسها ويسترد راحته
واحة آمانه، وبر العودة
لحظات سرقت من الزمن، وكلا الجسدين اندمجت يعيدان كتابة آواصر عشقهم
افلتها من شفتيها مكرها وهو يغمغم بحدة
– انتي تفقدي أعصاب شعب بحالهم
لثواني ظلت مسلوبة الأنفاس، مأخوذة القوة والإرادة، تستند على جسده الصلب كداعمة للزلزال الذي ضربها دون هوادة
همست بتقطع وعينيها ترتفعان لتحدق بعينيه المشتعلة كالجحيم
– بتقاوح ليه
ظلل اللوم والعتاب فى عينيه ليجيبها ويداه لم تتجرأ حتى على ابعادها ولو انش واحد فقط
– خايف تهربي مني تاني والمرة دي تكوني شايلة ابني
ربتت بكف يدها على قلبه الذي اهتز بانتفاضة قوية لضربات قلبه السريعة لتجيبه بنفي
– مستحيل اعمل كده
حدق بها بعدم تصديق جعلها تهز رأسها يائسة وهي تعلم لماذا لا يصدقها
هي احيانا حينما تفقد سيطرتها تقوم بأفعال واشياء تخزي منها، فلا عتاب على امراة مقهورة ليست بحياتها شئ سوى فتات ما خلفته الحياة
همست بيأس شديد
– ممكن اه بفكر بشيطانية بس تفتكر ايه اللي مخليني استحملك
إنها ساقطة فى حبه
هذا الجواب واضح كالشمس
تنهد لؤي بحرارة شديدة ومال طابعا قبلة على جبينها، لينفتح الباب في تلك اللحظة
واندفع صوت ساخر قوي يقول بدهشة مصطنعة
– لا لا لا ، اكيد المسخرة دى مش بتحصل قدام بنتي
لثواني شعرت اسيا انها معراة المشاعر أمام عدوها اللدود
دفنت وجهها فى صدر رجلها وتركته يتعامل معه كي تسترد صلابتها، قال لؤي ببرود وهو يربت على ظهرها
– بعض ما عندك يا كازانوفا
هز نضال رأسه بلا مبالاة وهو يلقي نظرة تجاه شمس النائمة وقال بسخرية مبطنة
– مش هنكر، عموما اعملوا اللي تعملوه بعيد عن عين بنتي
ثم خرج من الغرفة بحدة وهو يتذكر تعليمات أخيه عن أن يكون حليما حينما تزورها والدتها وخالتها، هو لا يتحملهما.. لكنه مجبر فقط من أجل أخيه وشمس ليس إلا …!!
كان يستطيع ان يرفض ويفرض سيطرته لكن شمس لن يفعلها
شمس تستحق الأفضل، شمس يجب أن تكون أفضل منه
حتي وان كان والديها الحقيقين منفصلين، لن يمنعها من رؤية والدتها البيولوجية وعرابتها..
رفعت اسيا رأسها بذهول وحدقت فى الباب الذي غادر منه بهدوء شديد عكس اقتحامه الغرفة لتعقد حاجبيها قريبة هامسة بصوت خافت
– ماله ده
استمعت الى صوت لؤي الذي لم يهتم بالمرة بما فعله، إلا أنها هي ضيقت عيناها بتردد وهي تهمس بذهول
– تحسه متغير
******
داخل الأستوديو،،
استمع وسيم الى كلمات اغنية المغني عن الشوق والهجران، ليزفر بيأس وهو لا يصدق ان معد البرنامج جاء ليزيد من غمة
هل يمكنه الان التحدث عن السيارات؟ بل عن فوز فريقه ضد الخصم اليوم، فالمباراة كانت استثنائية بدلا عن الحديث عن اشياء تسد أبواب طريقه للجنة المحرمة!!
ألقي نظرة نحو ساعة يده ليجد ان ما تبقي هو القليل فقط
اخر عشر دقائق سيستمع إلى متصلة ما ثم سيختم برنامجه بصوت رجولي هادئ يأسر الصغيرات
انتبه على اهتزاز هاتفه على الطاولة، ليزفر بحدة وهو يتجاهله إلا أن الحاح الهاتف جعله يطلب من مهندس الصوت أن يضيف اغنية اخري حتي يرد على المكالمة…
لم يعبأ بنظرات الرجل الحادة ليسحب هاتفه وهو يجد شادية من تتصل به، رفع حاجبيه تعجبا وهو يرد على اتصالها ليسمعها تزفر براحة
-وسيم
غمغم وسيم بتعجل وهو ينظر الى ساعة يده
– فيه ايه يا شادية، انا في الاذاعة
شهقت شادية بحدة وهي تقول بجزع
– الحقني انا في مصيبة
تجمدت ملامح وجهه وتحفز جسده وهو يسمعها تخبره بالفاجعة الكبرى
– جيهان يا وسيم راحت للموت
تلك المرة جسده انطلق كالريح يغادر الاستوديو تحت سخط مهندس الصوت، وشتائم المخرج ليتوجه الى المصعد الذي لحقه على آخر ثواني قبل أن يغلق، ابتسم بتوتر تجاه رجل ما وضغط على طابق الجراج، سألها بتوتر
– انتي بتقولي ايه
زفرت شادية بيأس وهي تقول بنبرة مستاءة
– راحت لمسابقات الموت تاني
اتسعت عينا وسيم بجحوظ، لا لا لا اللعنة سيقتله معتصم
لقد ائتمنه عليها، وسيصدق حماه حينما يجد سببا لعدم إتمام زواجه بها
زمجر بعصبية وهو يخبط على مرآة المصعد بقوة
– وابوها فين واخوكي فين من كل ده
تراجع الرجل بدهشة ولثواني ظنه مختل ليبادر بالخروج حينما وصل لطابقه، لتنغلق تعابير وجه وسيم وهو يسمع شادية تهمس بتلعثم
– تفتكر اني مفكرتش، انا رايحالها دلوقتي بس ابعد عن بابا ارجوك، وماهر بتصل بيه مش بيرد عليا خالص
زفرت بيأس شديد واتبعها وهي تضرب على المقود بحدة قائلة بتوسل
– تعالى يا وسيم ارجوك
زمجر وسيم بوحشية ليتبعها إغلاق المكالمة، تنهدت شادية بيأس وهى لا تصدق ما قامت به
شقيقتها تلك داهية كبري، تجر الرجل لعرينها وتجعلها طعما لجره
لا تصدق أن شقيقتها ساومتها فعلا بما حدث ذلك الصباح حينما قابلته، تنهدت بيأس وهي تشعر أنها مرغمة على الذهاب الى تلك السباقات الليلة والسماع للضجيج
تصاعد رنين هاتفها وقد توقعتها جيهان، وحينما وجدته سرمد أجابت على الفور ليصدر صوت سرمد مناديا اسمها بطريقته الخاصة
– شادياااه
اقشعر جسدها من مجرد نداء خاص بأسمها، الخبيث يفعلها عمدا
وكأنه ترك لها الوقت ليسمح بتلك المشاعر تتدفق الى جسدها واخذ كل وقته ليخبرها بعدها بهدوء
– اين انتي؟
زفرت بيأس وهي تضغط بقوة على البوق لتحريك تلك السيارة البطيئة خارج الطريق السريع لتقول
– اقتربت من الوصول، وانت؟
اجابها بعبث واضح وصوته الخشن يفعل بها الافاعيل
– احمل الكاميرا انتظر لأرى أي شئ مثير هنا
ضغطت بكل قوتها على دواسة البنزين وانطلقت بجنون تسرع ولو اصاب لتلك السيارة خدش لن تكترث له، فليحترق ماذا يظن هو كي يسير على سرعة أربعون في طريق سريع!!!
صاحت بحنق شديد ووجنتيها تتلونان بالاحمرار
-سرمد مش وقت هزارك
انفجر ضاحكا وذكري أن الرجل يعرف العربية، جعلها تشعر بعدم الارتياح
فى جانب أنه يتحدث بلغة لا تفهم منها سوى كلمتين ثلاثة، لن تجد متنفسا ابدا للتحدث بصوت مرتفع كحاله!!
ترددت صدى ضحكاته فى سيارتها ليصيبها حالة من الهذيان اللذيذ، لتبدأ فى خفض سرعتها نسبيا حينما مرت على البوابة التي من المفترض أنها خاصة لعربدة الشباب المهووسين بالسيارات والسرعة
قال بجدية تلك المرة
– احمل كوبين من اللبن بالقرفة لي ولك، ومن ثم سألتقط صور لك
ركنت سيارتها برعونة أمام مجموعة شباب يتراهنون على السيارات، غمغمت بحنق وهي تسحب حقيبتها ومتعلقاتها ثم سحبت الهاتف وترجلت من السيارة تبحث عنه او عنها
– بتهزر برضو
لمحت ظهره وهو يحمل الهاتف لتبتسم بدفء وهو يجيبها بنبرة عابثة
– لا، شقيقتك ستدخل مضمار السباق، وشقيقي الأحمق منافسها، اخبرك ان شقيقتك ستخسر لتحفظ بماء كرامتها وتنسحب
وضعت يدها على خصرها وقالت بصوت مرتفع صارخ
– هذا بدلا من ايقافهم تشجعهم سرمد
تصلب جسد سرمد ولثواني تخيل ان صوتها سبق صوت الهاتف؟!! هل خيل له ام انها الحقيقة ؟!!!
استدار على عقبيه وهو يجدها على بعد مسافة بسيطة منه، حانقة
شفتيها مذمومة بتلذذ تجعله يرغب بتقبيلها حتى تزهق انفاسها وانفاسه
اللمعة الخطيرة فى عينيها الكهرمانية استحضرت له صورة ليرفع كاميرته وهو يقول بصوت أمر
– قفي مكانك
عقدت شادية حاجبيها بريبة وهي تراه يلتقط لها صورا مفاجئة، جعلتها تجفل عدة مرات ترمش بأهدابها وتفسد الوضعية التي تخيلها سرمد منذ لحظات
اقترب منها بتؤدة وهو يهمس بنبرة خاصة
– هيا اعطيني نظرة امراة انثوية جامحة وكأنها خرجت من معركة عشق….
لم يكمل باقي كلامه اذا انه شعر بقذيفة من خوذة الرأس تندفع كي تستقر فى صدره، اللعنة كاميرته الجديدة!!
رفع كلتا يديه ليمسكها ويحمد الله انه حافظ على صغيرته الجديدة ليسمع صوت شادية الحانق
– يا وقح
اقترب منها تلك المرة وعينيه ترسمان شررا جعل شادية تجفل عائدة خطوة للخلف وهو يحذرها بنبرة حانقة
– الا معداتي تساوي ثروة صغيرة، لا مساس بأشيائي يا متوحشة فى منزلنا حينما نتشاجر….
قاطعته وهي تسأله بتفاجئ
– انت تحلم بي وأنا معك في منزلك؟
عقله  يفكر بانحراف..نعم صحيح!!!
هيا عد لغضبك، نهر عقله عن التفكير بالمحظورات، وبدأ يدفع غضبه دفعا لاخراجه، وحينما يأس قال بعبوس
– منزلنا يا برتقالية
والابتسامة التي حظها عليها كانت كفيلة بنسيان ثروته الصغيرة لعدته الغالية، فداء لها المال وصاحبه إن كان سيحصل على تلك الابتسامة
وتلك اللمعة العاشقة فى عينيها
وتخبره ببساطة
انت يا رجل، امتلكت مقاليد قلبي
رفع يده يمسد قلبه بتمني، وشوق ليراها تسأله
– اين هي؟
عبس للحظات بعدم فهم ليراها تزفر بحدة وهي تقترب منه بعفوية تسحب كوبه الحراري من جانب حقيبته، ارتفع حاجباه حينما لم يراها تنزع الغطاء بل شربت من موضعه!!
اللعنــة!!!
راها تغمغم بحنق شديد وهي تتجرع المشروب الدافئ
–  مشروبي سرمد، انسيت؟
هم بأخبارها ان كوبها الخاص يحتفظ به داخل حقيبته، لكن واللعنة لن يخبرها، ان كانت تظن انه كوبها فلتظن، متى سيحظى هو بتلك الفرصة؟ّ!!!
لعن مرة أخرى على تفكير عقله الذي بدأ يفكر بمراهقة رجولية متأخرة بعض الشئ، لا يستطيع سرقة قبلات، فيشرب من موضع شفتيها
ازدرد ريقه وفجأة شعر بجفاف حلقه وهو يراها تشرب مشروبه بتلذذ شديد دون نية لها بتركه، هل ستحتفظ به؟!
قطعا سيقتلها ان حاولت .. سيشرب من كوبها ثم سيبدل اكوابهم
رآها تجلس ببرود على المقعد تشاهد السيارات وتصاعد المشجعين، ومن بينهم الفتيات اللاتي يلتصقن بالشباب ليقترب منها وهو يشكل لها درعا حاميا و وقائيا يخبر أي بعيد ” أن المرأة تخصه” ليقول
– ماذا تفعلين؟
هزت رأسها ببرود شديد قائلة
– سأشاهد السباق
عينيه لم تسقط على موضع شفتيها على كوبه وهي تتجرع المشروب، لتدب النيران فى جسده وهو يحاول التعامل مع الأمر بسلاسة شديدة!!
لكنه معذور
فمن يسير فى الصحراء يثري من العطش ويجد ينبوع ماء بارد سيركض خلفه
حتى أن تحول ذلك الينبوع لسراب!!
غمغم بصوت أجش واظلمت عينيه بتعابير لو قرأتها في التو لفرت هاربة بجلدها منه
– هكذا
الا انها لم تكن مدركة للطواحين فى رأسه ولا الانفجارات فى جسده لتمن عليه بلمحة سريعة قائلة بثقة مفرطة
– شقيقتي ليست هينة، ثم سيأتي من سيردعها
****
تتأفف بين الفينة والأخرى
وتلقي نظرة سريعة نحو ساعة يدها وتتذمر لماذا لم يأتي بعد!!
هل لم تستطيع شادية ان تحسبه الى فخها؟!
هزت رأسها نافية، شقيقتها تؤمن بأنها قادرة على جلبه، لماذا تأخر إذا؟!!
اتسعت عيناها بجحوظ مخيف اذا فكر ان يتصل بوالدها
اللعنة
لا لا، سيقتلها والدها، الا يكفي مقدار سخريته لها فى المكتب وممارسته الخشنة على الموظفين، بحياتها لم تري رجلا يقسو على ابنته فى العمل؟!
انه حتى يمنع أن تناديه بأسمه ويزجرها بعينه ويطردها من غرفة مكتبه الفسيحة لتنحشر هى فى علبة سردين ضيقة!!
تأففت للمرة الألف نزقة، ان كان والدها يحاول ان يكسر بقامتها وأن يخبرها انها ليست أهلا للعمل بجواره فهو يحلم؟!
ستقتل وسيم حرفيًا، ان اخبره، لقد اكدت على شقيقتها ان لا يحاول حتى الاتصال بوالده وأن يأتي على وجه السرعة…
مررت يدها على خصلات شعرها وركلت حصوة عرقلت طريقها لتسمع صوت سامر الماكر
– استسلمي يا جميلة
رفعت جيهان رأسها محدقة فى تلك الكتلة العضلية الإيطالية، ولكنته فى الحروف الانجليزية مميزة، أي أحمق يستطيع معرفة انه ليس انجليزي..
ضيقت عيناها وهي تراه يأخذ السباق على محمل الجد بل اختار سيارة وارتدي خوذة لتقول بنفي
– بعينيك يا صاحب العينين الملونتين
انفجر سامر ضاحكا مستقبطا أنظار من حولهم وهو يميل مقتربا منها هامسًا بنبرة مثيرة
– يا حلوة ستصابين بالإحباط، انا اوفر دموعك كي لا تسقط هدرا
هل يغويها؟
ضاقت عينا جيهان بعبوس طفيف، لتزفر بيأس
والله كانت ستسقط صريعة فى هواه لو انها لم تعشق الأحمق جارها صاحب العينين الباردتين..
شدت بقامتها وهي تضع كلتا يديها خلف ظهرها لتسأله بصوت مغوي
– هل تتحداني سام؟
رفع سامر حاجبه بإعجاب لذلك التحدي اللذيذ بينهما، رغم علمه من شقيقه أن الفتاة تخص رجلا غيره، وانها اصبحت خط أحمر بالنسبة له
لكن إذا ارادت هي العبث، لما لا ينساق خلفها؟!
بالنهاية أفضل من لا شئ
 قطع خطوة فاصلة بينهما، خطوة ليسرق عبير عطرها المغوي ليقول بنبرة مثيرة
– جيجي انا بالفعل اتحداكِ
شقت ابتسامة واسعة ثغرها لتهمس بنبرة مشاكسة
– إذا لنقوم بتحدي الرجال الحقيقيين وليست تلك اللعبة
انفرجت شفتاه بابتسامة ماكرة، وهو لا يصدق أن تلك المرأة ما زالت كالحصن المنيع بالنسبة له
حسنا على الاقل لتعترف باعجابها كرجل وسيم له، حتى وان كانت مرتبطة بإسم رجل آخر.!!
سألها بعبث
– وما هو؟
كتمت ابتسامتها الماكرة لتشيح بيدها قائلة
– ليس هنا، هنا مكان الأطفال.. سنتقابل بالغد
رفع حاجبيه بذهول، هل خدعته المصرية؟
هل جرته لأحدي المصايد وهو كالأحمق انقاد خلفها، ضيق عيناه بعبوس وهو يسألها
– لماذا أتينا هنا؟
رفعت رأسها حينما استمعت الى محرك سيارة تحفظها عن ظهر القلب، وسيارة بيضاء تقتحم الجمع مخلفة خلفها أغبرة بيضاء
لترسم ابتسامة بلهاء على شفتيها وهي تغمز بعبث لسامر
– لأجل  أسدي
رفع سامر عينيه بيأس وعينيه مصوبة تجاه رجل يقسم انه يكاد يدك الأرض من وطء خطواته القوية ليقول
– لا تخبريني انني لعبة بين مسألة عاشقين
نظرت تجاهه بيأس مغمغة
– اسفه سام
هز رأسه بيأس شديد، هل جاء هنا ليصبح وسادة تنفيس أم ماذا؟
هم بالرد عليها إلا أن عينيه اتسعت بذهول حينما جاء ثور ناطح يمسك بعضد جيهان ليهدر فى وجهها بعنف
– انتي اتجننتي
جسده الثائر، ووجه الأحمر المنفعل، ويده التي تقسو على عضدها لتعض على طرف شفتها السفلى بألم، كل هذا توقعته
بل ورغبته
ذلك القرب، والخوف الساكن بحدقتي عينيه، جعلها ترفرف اهدابها ببراءة تضع كفها بخداع شديد يجعل من يشاهدها يرى أنها تحاول التملص من قبضته
لكن هي لا
هي وضعتها على مضخته الثائرة بعنف، مستشعرة الذبذبات فى جسده بانتشاء لتهمس اسمه باغواء متعمد
– وسيم
وهو لم يكن في كامل وعيه، كل ما فعله انه امسك بيدها الموضوعة على قلبه ليسحقها بعنف أسفل يده وهو يصرخ فى وجهها بانفعال
– جرا لمخك ايه انتي عشان تروحي للموت بأيدك
نظراتها المستكينة السالمة، وجسدها الذي لم يؤتي برد فعل واحد على رفضها لما يفعله
جعله يعبس ليسمعها تهمس ببرود
– كلمت بابا ولا لسة
وتسخر منه؟ انتبه على جمع الغفير من حولهم، ليدفع بجسدها بحدة عنه وهي تتراجع عنه عدة خطوات ليقترب بشرر ناري تجاه رجل غريب عنه ليسأل بغلظة
– ومين ده اللي معاه
نظر اليه سامر بجمود وملامح مقتضبة، لتضع جيهان نفسها حائلا بين الرجلين وهي تقول بابتسامة رائقة
– سام …اقصد سامر، يبقي اخو خطيب شادية
هل تهدئه بابتسامتها، بل اشتعل غضبه وهو يسمع الاسم المختصر من شفتي جيهان، نظر للرجل بجنون وهو يسمعه يبتسم تجاه جيهان قائلا
– نعم هذا شيء صحيح
اشتعلت عينيه بحدة وهو يحذره من التمادي، جذب ساعدها بخشونة وجعلها اقرب له ولجسده مانعا صاحب عيني القطة هذا من ابداء اعجابه بها
– وده بيفهم عربي ازاي
اشارت جيهان له بالابتعاد ليفهم سامر اشارتها، لكن رغبته باستفزاز هذا الاشقر اعجبته
قابل نظرات وسيم بتحدي وثبات شديد كأنه يخبره” هيا انا امامك، تجرأ وتقدم خطوة تجاهي”
زمجر وسيم بوحشية وعروقه تنبض بجنون ليضم قبضة يده يهم بإسقاطها في وجه هذا المتحذلق، ليسمع همس جيهان البارد
– مشكلة لغة ملناش دعوة بيها، المهم انا ورايا سباق
رفع عينيه تجاه سامر وهو يعده ان الامر لم ينتهي عند هذا الحد، وسارع باللحاق خلف جيهان المجنونة ليقول بصراخ
– تعالي هنا
استدارت اليه وهي تستند بجسدها على بدن السيارة ليقول وسيم بتحذير
– قسما بالله لو رجلك اتحطت فى العربية هكسر رجلك
تجهمت ملامحها بحنق لترفع حاجبها بمكر قائلة
– قد حلفانك ده؟
طحن ضروسه بغيظ وهو يجيبها بثقة وعينيه الجحيمتين سقطت على عينيها
-قده
وهي برعونتها قبلت التحدي لتتوجه تجاه السيارة تهم بركوبها، الا انها فى اخر لحظة دارت بها الدنيا رأسا على عقب
-ابقي وريني هتكسر رجلي ازاي يا أسدي
شهقت بانفعال حينما وجدته يحملها، كما لو رج بدائي يحمل امرأته؟!
جسدها اقشعر وتدفقت مشاعر الوهن والضعف يغزو جسدها، لتعيش فى غمامة بمفردها
انفجرت تصرخ فى وجهه وهي تحرك جسدها بعنف
– وسييييم
ضربته بكل قوتها على ظهره الصلب، لكنها تأوهت بوجع لاناملها التي تشعر انها تكسرت، لتقول بانفعال
– نزلني يا حيوااااان
صاح وسيم بعنف وهو يتوجه بها اتجاه سيارته وعينيه تقتل من يتجرأ خطوة واحدة تجاههم أو محاولة تقديم المساعدة
– اتكتمي خالص
تلوت بجسدها بعنف ليقبض بقوة على خصرها لتشهق جيهان بألم صارخة
– نزلني يا وسيم
غمغم بحدة وهو يحاول ان يحافظ على اتزان جسده كي لا يسقط على تلك السمكة التي تتلوي تحت قبضته
– لأ
سكنت جيهان وهي تنظر بعينيها بتدقيق، لكن الدوار أصابها مما جعل الرؤية تضطرب لتقول بيأس
– خلاص يا وحش، عرفنا ان فلوس الجيم مش بتروح هدر نزلني
تنفس وسيم الصعداء حينما وصل بها إلى سيارته ليضعها أرضا وهو يتمتم بنبرة حانقة
– ابدا، هنرجع البيت
اتسعت عينا جيهان بدهشة، لم تظن انه سيأخذ به الجرأة حملها كما لو أنها بضاعة!!
انفجرت تهدد فى وجهه
– والله هصوت والم عليك الناس كلها
ابتسم وسيم ببرود شديد، وكأنها لم تزخر وقت لفضح نفسها والسماح لجعل اسمها يلوك على ألسنة الناس، قال بنبرة باردة
– صوتي من هنا للصبح محدش هيعبرك
ضيقت جيهان عيناها ببرود، وللحظة شتمت عدم ظهور شادية فى الصورة.. ليس وقت المغازلات مع خطيبها الآن.. هي في خطر مع رجل القطب الجنوبي!!
– انت كدا بتخطفني يا وسيم
وضع وسيم يديه فى جيب بنطاله محاصرا جسدها كي لا تفر بالهروب منه ليقول
– انتي لو جيتي بالذوق يا انسه يا محترمة مكنتش جرجرتك بالطريقة دي
ارتعشت شفتيها وهي تنظر اليه بوله لتخبره
– اعمل ايه، اصلى بموت فى الطريقة الصعبة
ارتجف جسده اثر نظرتها الهائمة به، ليجلي حلقه بخشونة وهو يبعد تأثير تلك الفأرة من عليه ليزجرها قائلا
– لمي لسانك
ضحكت برقة وهي تقترب منه تتلاعب بحاجبيها متسائلة اياه بنبرة خطرة
– هو انت مش بتفقد سيطرتك يا وسيم
الى هنا ويكفي!!
ضم قبضة يده بقسوة كي لا يضعها على جسدها ويجذبها اليه، اختلجت عضلة فكه وهو يشعر بالخطر يحوم من حوله
ليبتسم بارتعاش وهو يخبرها
-عشان معتصم يطير رقبتي
تقدمت لحد أضعف قلبه
واهلك جسده
وهاجت عواطفه حينما رأى عينيها تعطيه الإشارة الخضراء لاستجابة ما يهفو اليه قلبه!!
قالت بهمس خافت شديد وهي تسقط حرفيا فى ذراعيه تحيطه من عنقه
– صدقني هنحطه قدام الأمر الواقع عشان يستر علينا
رفع رأسه محوقلا ليفلت قبضة يده ويرفعها نازعا ذراعيها من حول عنقه، الا أنها كانت اعند منه
قال بخشونة وهو يرفع يده الأخرى لينزع ذراعيها بقسوة وهو يهمس بتحذير
– جيهاان
لوت جيهان شفتيها بسخرية، ما زال حصنا منيعا بعد ما يحدث، زفرت بيأس وهي تدير وجهها للجهة الاخري لتسمعه يقول بغضب
– لسه حكايتي مخلصتش مع اللي اسمه زاهر
صاحت بفظاظة شديدة
-سامر، على فكرا الحاجة الوحيدة اللي تخليني ممكن احبه انه مش اشقر زيك
اجفلت حينما اقترب منها بشرر وما يسكنه فى داخله لم يكن خير ابدا، يبدو انه يرغب فى تمزيق وجهها أو دق عنقها، سمعته يهمس بخطر
– متلعبيش فى عداد عمرك
ألقت اخر بطاقاتها لتنفجر في وجهه بحدة
– بدون لف ودوران انا معجبة بيه، اخطبهولي
نطقتها على يأس وفقدان امل منها، إلا أنها لم تلحظ عينيه اللتين التمعتا بخطر
ليقترب منها ممسكا بعنقها ويقترب منها هامسا بخشونة
– راجل بس يقرب منك وشوفي اللي هعمله فيه وفيكي
تصلب جسد جيهان وهي تشعر بأنامله تضغط على عنقها بقوة مما سبب ضعف استقبال الاوكسجين لرئتيها، فغرت شفتيها وهي تلهث بجنون لتشهق بذعر حقيقي حينما دفع جسدها بقوة لترتطم ببدن السيارة وجسده يلتصق بجسدها باثارة
جعل كلا جسديهما يهتزا بعنف، وكأن صاعقة حلت عليهما
رفعت عينيها بسكون وضراعة فى سابقة جديدة ليميل وسيم بفقدان سيطرة بالقرب منها
يرغب بتحطيم وجهها وجسدها واخراس شفتيها!!!
دنا أكثر وليونة جسدها لم يساعده على الاستفاقة، أو صده وردعه
خطوة واحدة وسيدنس براءتها وعذرية شفتيها
إلا أن صراخ هادر صدر من خلفهما جعل جيهان تستيقظ وعيناها ترتفع بجحوظ نحو المنادي
– جيهاااااااان
لقد سقطت الفريسة داخل المصيدة بنجاح وسقط معها الصياد!!
******
تجلس فرح على فراشها الذي احتوي جنونها واضطراباتها وذعرها وكوابيسها بظهر متصلب، وعينين حائرتين
تفكر فى مصيبتها بل معضلتها الأكبر، تنظر الي عبوات الاختبار التي أجرتها فوق الثلاث مرات وكلها اعطتها نتيجة واحدة
وكان ردها هو الهواء الشديد، زمت شفتيها بحنق وبعض من الغيرة تتسلل لقلبها
بينما هي تبكي وتصرخ يمضي الاخر حياته بذراعين مفتوحتان
الحقير، انقبضت ملامح وجهها لينتفض جسدها وهي تستقيم من مجلسها
لقد حبست لنفسها هنا لمدة شهر، والنتيجة لا شئ
والطبيب أحمق، غبي، لا يستطيع تأديه عمله
سحبت ثيابها ووضعته داخل حقيبتها، وستتصل بوقاص لينهي كافة الإجراءات داخل تلك المشفي …
العزيمة دب فى جسدها
والإصرار على متابعة حياتها جاءها رغبة داخل نفسها
ان لم تجد من يسعدها
ستبحث عن مصدر سعادتها بنفسها..!!
عقلها بدون وعي أعادها حينما كانت أمس جالسة بشرود على مقعد الطبيب وعينيه تتفرسانها بهدوء ليقول بنبرة عملية
-اتأخرتي عن ميعادك كتير
أكثر ما تكرهه هي نبرته العملية، رفعت عيناها تجاه السقف الأبيض لتعيد النظر اليه قائلة بسخرية مبطنة
– مش كتير اووي
حتى انها تلاحظ انها اخذت من سخريته، انقبض قلبها تجاه الذكرى ليتجهم وجهها وهي تسمعه يسألها
-حاسة بأيه
زفرت بحرقة شديدة وهي تمسد صدرها عدة مرات محاولة إزاحة تلك الغصة من حلقها لتقول
– بخنقة وتعب
هز الطبيب رأسه بهدوء شديد جعل عينا فرح تضيق بصرها بضيق إليه وهي تسمعه يسألها
-ايه كانت اكتر حاجة بتفرحك؟
رمشت بأهدابها عدة مرات و عجز لسانها عن الرد
ماذا تحب ؟
ضرب سؤالها فى مقتل
ومنذ متى كانت فرح ملك لنفسها؟ لقد كانت منساقة خلف كل شخص تستجدي اهتمامه
انكمش جسدها برهبة، لتجحظ عيناها وهي تجد الاجابة واضحة كالشمس
لا شئ
ابتلعت غصة مريرة وهي تجيبه
-هتصدقني لو قولتلك طول عمري كنت بسعي افرح غيري، مدتش لنفسي وقت احب فيه نفسي
سنح لها الطبيب فرصة لكي تتمالك نفسها، وهو يراها تدفن وجهها بكلتا كفيها.
أجهشت فرح فى البكاء الا ان دافع داخلي يمنعها أن تبكي، لن تبكي امام ذلك البارد ولو كانت نهايتها، ارتفعت عينيها الحمراوين وهي تجيبه
-بس مش عارفة احب نفسي، كرهني فى نفسي اووي، كرهت ضعفي وخذلاني وكله
اومأ بهزة من رأسه وهو يسألها بهدوء
-ودراستك يا فرح
وهذا اهم شئ نسته من خضم معاركها التي جرت فيها أذيال الخيبة، لتصيح بحدة
-دراستي، تفتكر انا فى ايه ولا ايه دلوقتي
أجابها الطبيب بمنطقية شديدة
-طول ما انتي بتفكري فيه وتنتقمي منه عمرك ما هتتحسني
تلك المرة استقامت من مجلسها بحدة وهي تهدر فى وجهه بانفعال
– مش عايزة حاجة منه، اغصبني اني اتقبل منه كل حاجة، كرهني في نفسي
رفع الطبيب حاجبه بتسلية شديدة وهو يغمغم
– وبعدين
زفرت بيأس وهي تدير وجهها لتمرر عيناها على انحاء مكتب غرفته الهادئة، تلك الموسيقى الهادئة المستفزة لأعصابها، ورائحة بخور كريهة لا تعلم من أين يأتي به
هل من المفترض ان كل هذا من المفترض أن يهدأ راحتها؟!!
جزت على أسنانها قائلة
– انت اللي تقولي اعمل ايه
القي الطبيب قلمه جانبا وهو يسدي لها نصيحة
– اخرجي للنور يا فرح، وجودك هنا فى المستشفي ملوش داعي انتي بدمري نفسك هنا
تخرج وتقابله؟!
هزت رأسها نافية بذعر عدة مرات هي لا تأمت حالها إذا قابلته مرة اخرى
لا تأمن ماذا سيحدث لها و لجسدها أن استسلمت لطغيانه مرة اخرى..
والى اين ستذهب؟ عائلتها التي لم تلاحظ حتى الآن غيابها؟ تعود مرة أخرى تحت قبضتهم وتستسلم لكلام والدتها المسموم !

يتبع..

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية أترصد عشقك)

اترك رد

error: Content is protected !!