روايات

رواية أحببت مافيا 2 الفصل الأول 1 بقلم نور ناصر

رواية أحببت مافيا 2 الفصل الأول 1 بقلم نور ناصر

رواية أحببت مافيا 2 البارت الأول

رواية أحببت مافيا 2 الجزء الأول

أحببت مافيا 2
أحببت مافيا 2

رواية أحببت مافيا 2 الحلقة الأولى

فى إحدى الغرف بالمشفى كانت امرأه مسنه جالسه على سرير لتلوح ابتسامه خفيفه على وجهها وهى تنظر لتلك التى أمامها ترتدى جاكت ابيض الخاص بلأطباء وبطاقه تعريفها عند رقبتها وترفع شعرها بطوق
: اصبحت بخير بفضل الله ، اتمنى أن تهتم بصحتك حتى لا نعود للوراء بعد كل ذلك
: اشكرك طبيبه ” أفيلا ”
قالت ذلك السيده بابتسامه خفيفه مليئه بلأمتنان والشكر اومأت ” أفيلا ” إليها ثم خرجت من الغرفه دون أن تنطق ببند اى كلمه اخر فتبعتها الممرضه التى كانت برفقتها
: احضرى اوراق المريض الاخر
قالت ذلك وهى تسير لتأومأ الممرضه رأسها إيجابا وهى تقول
: حاضره
لتذهب تلبى طلبها بينما ” أفيلا “كانت متوجه لمكتبها الخاص فلقد مرت ثلاث سنوات وكانت تلك المده كافيه لتحقيق اسما ومكانه خاصه وشهره وليس فى المشفى فقط فاكثر المرضى يدخلون مشفاهم لها وتفوقها وتعاملها معهم ، فلقد اثبتت مكانه لدى الجميع
جلست على الكرسي بتنهك إلى أن جائها صوت عند الباب
: كثرت اعمالك
نظرت لصاحب الصوت لتجده ” عمر ” كان يرسم ابتسامه مرحه على وجهه ويضع يداه فى جيبه قالت
: لا باس بذلك
: لا تليق بك المشقه
قال ذلك بمزاح قالت بلامبالاه
: هل انتهيت
: ليس بعد جئت لرؤيتك ليس إلا
قال ذلك ببساطه ليغيظها نظرت له ليقاطعهم دخول الممرضه استأذنت من “عمر” ودخلت لتعطى أفيلا الملف التى طلبته
: سأذهب حتى لا اعطلك ، اراك لاحقا
قال ذلك وهو يخرج اومأت “أفيلا” وهى تتناول الملف بين يديها
: تحتاجين شئ آخر طبيبه “افيلا”
قالت الممرضه ذلك تعلن رحيلها لترد عليها
: لا اشكرك
لتأومئ برأسها وتتركها وتذهب ، أمسكت الملف وقفت وخرجت من مكتبها متوجه لغرفه إحدى مرضاها
كانت تسير تتطلع الى الاوراق وتقرائها بتوجس ليقاطع قرائتها نبض قلبها الذى يزداد ويتسارع شيئا فشيئا بدون ايه سبب لتسمع دقاته من هنا وكأنه على وشك اختراق قفصها الصدرى ، شعرت بوخزه به ليؤلمها فتضع يدها على قلبها ليهدأ ولكنها تسارعت اكثر وفى ذات اللحظه تجد احدهم يمر بجانبها لتشتم ذلك العطر المميز الذى تعرفه جيدا ولا يخيب عن أنفاسها وتخطأ بتعريفه ، رفعت انظارها وما رأت حتى صدمت واتسعت قدحتا عيناها لتجده هو .. أنه “كاسبر” كان مار بتلك الخطوات الواثقه التى اعتادت عليها كانت مازلت لم تستوعب ولا تصدق بعد ما تراه تبحلق فى الفراق من هول صدمتها ، إلى أن عادت انظارها إليه على الفور لكن صدمت حين لم تجده نظرت حولها تبحث عنهم وأين ذهب لتركض على الفور تلحق به وكأنها لن تسمح له بالهروب لكن حين وصلت لنهايه الممر لم تجده لتفتحت غرفه التى على يسارها دون تردد لكن لم تجده لينظر لها المريض والممؤضه بإستغراب لفتحها الغرفه بهذه الطريقه لكنها لم تبالى وذهبت لتبدأ بفتح الأخرى ويلقون أنظار متعجبه عليها بينما عقلها مغيب تقتحم الغرف تبحث عنه بلهفه … لتركض ظلت تدخل الى الغرف وتركض لكن دون جدوى ، توقفت أمام المصعد لنزول لكنه تأخر فركضت على الدرج بأقصى سرعتها كادت أن تتعثر لكنها تكيأت على الجدار لم تهتم وأكملت ، كانها رأت روحها التى سلبت منها
نزلت لطابق السفلة وركضت وهى تنظر يمينها ويسارها لعلى عيناها تلتقطه وكأنه يلعب معها الغميضه إلى ان اصدمت بجسد احدهم نظرت وجدته “عمر” ليقول بإستغراب بعدما رأها
: ماذا بك
: انه هنا لقد رايته لم يمت
قالت ذلك تخاطب نفسها فقال “عمر” بتساءل
: عن من تتحدثين
: “على” .. لقد رايته
قالت ذلك وهى تذهب لكن عمر امسكها تنهد وقال
: أهدئى يا أفيلا كيف سياتى “على” ثم إنه ماذا سيفعل فى المشفى
: اخبرتك انى رايته لقد شعر قلبى بوجوده
أبعدته عنها وهى تذهب وتقول
: لن تسمع له بالهروب مجددا ، لن ادفع يكمل تلك اللعبه ألذى يلعبها معى ويختبا منى
لتضيق ملامح “عمر” وهو يطالعها بقله حيله فكما قالت لن تسمح له بالهروب مجددا ، لطالما كانت تراه بكل مكان تذهب إليه وإن كان شبحا ام طيفا ام ذاكرتها ام عيناها من تهياه لها لتروى شوقها منه ولو قليل ، ذهب إليها أوقفها وهو يقول
: حسنا لا بأس لتستريحى قليلا .. تعالى معى
لتنظر له بحنق وتصرخ به غاضبه
: انا لست مريضه ابتعد عنى
نظر لها من غضبها الشديد وصوتها المرتفع وهو لم يقل شيىا فلما تنفعل هكذا
: دعنى وشأنى
: “افيلا”
دفعته بغضب لتكمل ركضها ليتبعها لفرك قلقه عليها فلا يستطيع أن يتركها بتلك الحاله
بدات الدموع تسيل من عين افيلا وهى تركض وكان راسها على وشك الانفجار وهى تبحث عنه كالمجنونه لكن لا تجده فأين قد ذهب ، هل اختفى ثانيتا .. هل اضاعته بغبائها .. غبائها ، لطالما كانت غبيه
أمسكت راسها بضيق وحزن لتبكى بحرقه انها لم تجده بل هلوسه من ضمن الهلوسات التى تراها ، اقترب عمر منها نظرت له بعين ممتلئه بالدموع والهيبه ليحزن من رؤيتها هكذا تنهد ثم قال
: لنذهب
لم ترد عليه خجلا أو احراحا أم لا يزال عقلها يتذكر طيفه ، اخذها “عمر” خرجو من المشفى فتح باب سيارته وادخلها برفق ثم اقفله وعاد للمشفى متوجه لمكتب الطبيب “ياسر” دخل إليه بعدما استأذن قال
: سأوصل أفيلا لمنزلها واعود
: هل هى بخير ؟
: لا باس بقسط من الراحه فهى تعمل كثيرا
اومأ له بتفهم وسمح له بالذهاب وان ترتاح جيدا فاومأ له برأسه ثم ذهب ، خرج من المشفى وعاد لسيارته ليدلف لداخل نظر لها كانت صامته لا تتحدث ولا تنظر له تنهد ثم ذهب
توقف امام عماره كبيره ليترجل ويذهب بناحيه الأخرى فتح لها الباب لتنزل ويذهبا ، دخلو المصعد حتى وصل الى طابق التى شقتها به أخرجت المفتاح وقربته من المثقب إلى أنه وقع من يدها اثر الف أعصابها نظر ” عمر” إليها انحنى والتقطه وفتح هو الباب
دخلت وجلست “افيلا” على الاريكه وعمر على الأريكة الاخرى مبتعدا عنها
: إلى متى ستبقين هكذا
نظرت اليه بإستغراب وعدم فهم ليقول بتفسير
: تهتفين باسمه ولا تخرجيه من قلبك كيف سوف تكملين حياتك وانتى بهذه الحاله
تبدلت ملامحها لترد ببرود طغى تعبيرات وجهها
: ليس لك دخل بذلك
: لكنك مسؤليتى لقد أوصانى عمك بك
نظرت له لتقول بغير اكتراث
: أحررك من هذه المسؤليه إذا
لتقف وتذهب نظر لها “عمر” بحزن فعلم أنها هكذا تعلنه برحيله فخرج وتركها دون أن يأخذ على كلامها لطالما كان يفعل ذلك خلال تلك الفتره
دخلت الحمام فتحت الصنبور لتغسل وجها ثم خرجت جلست على حافه السرير نظرت إلى الكمود فتحت درج لتأخذ علبه دواء بداخله وكان به كبسولات ليست كثيره كانت على وشك البكاء ، لتفتحها وتاخذ ثلاث منهم ثم تدفعهم دفعه واحده لفمها وتتناول كوب من الماء وشربته ثم أقفلت العلبه وأعادتها لكونها ، عادت لسريها لتمدد عليها وترفع الغطاء من عليها وتترك النافذه مفتوحه تدخل ضوء القمر الخافت ينير تلك العامه الذى فيها ، فهى تحب النوم وعيناها تثقب القمر فتراه شبيها لها يبدو منيرا بضوئه الذى يظهره إلى أنه فى الحقيقه جسم معتم ، تلك هى حقيقتها لا تعلم لماذا حين تنظر له تجد ذكريات تحوم حولها ، ليست ذكريات .. بل حاضرها

: هل احببت من قبل
قالت ذلك بتساءل وهى ترتشف رشفه من فنجان القهوه الذى تمسك بكلتا يديها وتميل عليها ليرد عليها بتلقائيه
: لم اعرف الحب يوما إلا بك
ارتسمت ابتسامه على وجهها من رده نظرت له لتقول بمزاح وهى تفعل باصبعها حركه دائريه
: لأن وجهك به غموض يرعب من حولك
: لماذا لم ترتعبى إذا
: لأنى أحبك
قالت ذلك بإبتسامه ممتزجه بلحياء لينظر لها ويبتسم بهدوء ويقول
: لم امنح أحد حق التجول فى التفاصيلى ، إلا أنتِ
: انه لشرف كبير لى
ردت عليه ذلك ببعض المرح لينظر لها فتلتقط اعينهم ببسمه متبادله تلوح وجوههم

لتغلغل الدموع من بين أعينها التى قد جفت من كثره البكاء والسواد من تحتهما يعلنون هلاكهم ، تنهدت ثم نامت وهى تضم نفسها بنراعيها وكأن بتلك الحركة تجمع اشلائها لتشعر بنبذه من الأمان فهى باتت وحيده تماما ؛ وحيده من قبل الجميع وهى من بنيت تلك الوحده ، فهى تشعر بالراحه كلما ابتعدت عن الآخرين وكأنها ترى من العدم اختلاطها بالبشر
فى اليوم وصلت المشفى دخلت لمكتبها ارتدت جاكتها وبطاقتها وخرجت لعملها وجدت “عمر” واقف مع الطبيب “ياسر” الذى نظر لها قال
: ظننت انكى ستبقين فى المنزل
: لماذا !؟
قالت ذلك بإستغراب فرد عمر عليها مغير الحديث
: لدينا عمل
اومات بتفهم ثم ذهبت بينما هو خشي أن تضايق حين تعلم أنه أخبر ياسر أنها مريضه فتفهمه خطأ وتظنه يدعى الجنون عليها كما تفعل عادتا ، لم يكن يعلم أنها تتعمد ذلك لتنفره عنها لطالما كان بجانبها ولم يتركها ولا يكترث بما تقولو بل تجده مرافقا لها دائما ، أنه من بقى معها لحد الآن
دخلت لغرفه وقفت عند مكتب الكشوفات لتقلب فيهم تبحث عن ملف معين
: دعينى اساعدك
قال “عمر” ذلك نظرت له ثم عادت بأنظارها وتكمل لتقول
: اشكرك
ذهبت بعدما حصلت على الكشف التى تريده ، نظر لها وهى تذهب ليرن هاتفه يقاطع شروده وجده وجيد رد عليها
: مرحبا يا عمى
: اهلا يا “عمر” كيف حالك
: بخير حمدالله
: هل افيلا معك فى المشفى ؟
: اجل
: هل هى بخير
: بخير لا تقلق
: حمدالله أردت الإطمئنان عليها لانها لا ترد على الهاتف
: من الممكن انها منشغله او لا تسمعه بسبب المشفى
قال هذا تبرير لها بينما “وجيد” يدرك أنها لا ترد على أحدا كان لديه امل ان تخيب ظنه تلك المره تنهد قال
: اتصل بك لاحقا
: حسنا
انهى المكالمه ثم ذهب لعمله
فى أحد الأيام … فى تمام الساعه الثانيه ونصف منتصف الليل ، كانت على ملامحها الضيق وتعقد حاجبيها وكأنها وحشا ما يطاردها وتتسرب حبيبات العرق على جبهتها لتفتح عيناها بفزع وتجلس على الفور تنظر لأركان الغرفه وكأنما تبحث عن أحد لتدرك أنه لم يكن سوى حلما ، بل كابوسا فجع مثل الذى يروادها بكل ليله تنام بها وكأن ليس من حقها أن تغيب عن العالم بل عليها ان تبقى عيناها يقظه لتتوجع ولا تعطى لقلبها قسطا من الراحه كى لا يزعجها ، أن الموت هينا من ما هى عليه مسحت بكفها وجهها ورفعت شعراتها المنسدله على وجهها مبتله ، نظرت النافذه لتبعد الغطاء وتتوجه إليها تقف عندها لتجد القمر محجوب بتلك الغيمات المزعجه وتمنع ضوئه من الوصول إليه ، لتسمع صوت تصادمهم واصوات الرياح التى تداعب وجهها برغم برودتها الا انها تليق بوجهها الذى يحمل هما لا مثيل له ، لتقرب يدها عند صدرها وتمسك بقلاده تلتف حول رقبتها تبث لقلبها الأمان ” تذكرينى بها ، لعل يأتى يوما واصبح ذكرى سيئه فى ذاكرتك ، ذكرى نادمه على اختيارها ”
أغمضت عيناه بحزن خفوى لتسقط دمعه سالت من شده قهرها لتقول بصوتها المبحوح
: الذكرى السيئه التى نادمه على اختيارها هى أنا.. أنا فقط ليس أحد سواى
” لا اريد رؤيتك تبكين ”
لتنظر لصوت الذى أتى من ذاكرتها لتجد طيفه يقف بجانبها ويرسم ابتسامته الهادئه لتجده يقرب يده من وجهها ويمسح تلك الدمعه لتبتسم والدموع تجمع فى عيناها وهى تنظر له
: هذه مشاعر لا استطيع التحكم بها
: تحكمى بها من أجلى
اومأت رأسها بالطاعه دون تردد لتقرب يدها لتلامس كفه الموضع على وجهها إلى أنها لتيقاطعها صوت الرياح القوى التى تطايرت ستائر النافذه عليها لتجده قد تلاشي من امامها ، لتبتسم ابتسامه مريره فتشفق دموعها عليها فتتحر وتبدأ بالسيل ، لقد هلكت روحها من كثره البكاء والكتمان والصمت والتألم الوجع ، ظنت أن حين تأخذ شقه لتمنع ذكرياتها من أن تحوم حولها ، ذكرياتها معه تريد أن تبتعد عن اى مكان جمعهم سيحرصها من الحنون إلى أنها قد حنت بلفعل أنها لم تنساه قط ولن تنسي … لم تعلم أنها كانت تهرب من لا شئ … كان هروبها من حياه أفيلا القديمه لسجن الذى أعدته لروحها ، باتت حياتها ملخصه من العمل إلى المنزل فقط حتى أنها لا ترى عائلتها أو تتواصل معهم قط تكتفى بالجلوس بمفردها ، ترى أن كل من يقترب منها ستسبب له الأذى كونها نذير شؤم
فى المشفى بغرفه العمليات كانت “افيلا” وطبيب وثلاث ممرضات يقمون بجراحه ، ترتدى قفزات طبيه وقناع وجه تطلب منهم ادوات تحتاجها ليعطوها ما تريده وممرضه جنبها تمسح عرقها وأخره الدماء من المريض حتى توقفت لتعلن انتهاء الجراحه ، نظرو لها خلعت القفازات لترميهم فى سله القمامه وانزلت الكمامه من على وجها لتأخذ أنفاسها ثم التفت وذهبت تتركهم ليكملو ما يلزم
وجدت امرأه وفتاه صغيره فى الثامنه التى فور رؤيتها ركضت إليها لتقول من بين بكائها الطفولى
: ابى بخير ؟
نظرت “افيلا” إليها وهى عند ساقيها لقامتها القصيره رفعت انتظارها للمرأه التى كان الخوف والقلق يمتلك تعبيرات وجهها ، لتجد الطفله تمسك جاكتها بقبضتها الصغيره نظرت لها لتنخفض وتصبح مقابلها وتقول
: انه الان باحسن حال
قالت ذلك لتطمىنها لتقول زوجته بلهفه
: هل نجحت العمليه
اومأت “أفيلا” رأسها إيجابا
: اين هو
قالت الطفله ذلك فردت عليها
: انه نائم الآن سيفيق عما قريب
لتبتسم وتمخى الحزن الذى كان عالقا فى ملامح صغيره مثلها لتندفع إليها وتعانقها ، تفجأت أفيلا كثيرا نظرت إليها وإلى هذا العناق الحانى لترفع زراعها بتردد تعانقها إلى أنها اكتفت بأن تربت عليها بخفه فتبتعد عنها
: أشكرك كثيرا
قالت زوجته ذلك بإبتسامه ممتنه اومأت “أفيلا” لها وقفت وذهبت
: طبيبه “أفيلا”
جائها هذا الصوت وكانت الطفله ذاتها تناديها ، توقفت ونظرت إليها لتقول بإبتسامه بريئه
: اتمنى أن أصبح مثلك حين أكبر
: تتمنين الجحيم إذا
قالت “أفيلا” ذلك بوجهها الخالى من التعبيرات ، التفت وذهبت تتركهم خلفها ، دخلت المصعد ونزلت إلى الطابق الاسفل خرجت رأت “ياسر” من بعيد سارت تجاه نظر لها قال
: نجحت العمليه صحيح
اومات افيلا براسها إيجابا ثم قالت
: هل تحتاجونى بشئ أم اغادر
: لا تستطيعى المغادره فلقد انتهى دوامك
خرجت من المشفى متوجه لإحدى السيارات المصطفى لتفتح بابعا لتدلف لكن توقفت للحظه ، ألقت نظرت الى الصيدلية القريبه منها ، عادت بقفل الباب وذهبت
: اتردين هذا الدواء حقا
قال ذلك “الصيدلى”بتساءل لتأومأ برأسها قال
: منذ متى وانتى تأخذينه؟!
لم ترد عليه تنهدت فعلم أنها لا تريد القول
: اسمعى بحكمى طبيب وعلي أن اخبرك انه يريح فى البدايه لكن بعدها تظهر اعراض تضر بك وممكن ان ..
: انا طبيبه
نظر لها بتفجأ لتردف قائله
: اعلم ما هى أعراضه
: وتاخذينه ؟
: اريد الذهاب
قالت ذلك تخبره أن يغلق الحديث وأنها غير مباليه ، نظر لها ذهب ثم عاد وأعطاها ما طلبته أخذتها وذهبت بعدما دفعت ، خرجت ثم توقفت عند الباب نظرت الى الدواء الذى بحوزتها تنهدت ثم ذهبت
فى منزل وجيد كانو متجمعين على المائده يأكلون لتقول “بهيره”
: لنذهب “لأفيلا” لم نراها منذ مده
قال “وليد” بغير أكتراث : انها لا تريدنا يامى
نظرت إليه لترد “بيرى” وهى تأيده
: “وليد” محق يا أمى أخذتها حياتها وتناست لا أعلم أن كانت قاصده ام لا فأنا أعلم ما تعانيه لكنى لم أنسي أنها لم تحضر خطبتى
: الزمو الصمت إن لم ستتفهو بالهراء
قال “وجيد” ذلك نظرو إليه وصمتو ليقول معاتبا إياهم
: سوف تعود كما كانت قريبا مسأله وقت ليس إلا
لم يعلم هل يبرر لأولاده ام لنفسه فعن اى وقت يتحدث لقد تغيرت كثيرا ولم تكن حتى عن ذى القبل فكانت تراهم أما الآن فهى انقطعت البتا ، هل ستعانى من وحدتها هكذا كثيرا
: لنذهب إليها يا “بهيره” فأنا افتقدها
قال ذلك يعلنها بقراره لتاومأ برأسها موافقه
دخلت “افيلا” شقتها فى يدها دواء وضعته على المنضده والمفتاح ودخلت غرفتها بدلت ملابسها
سمعت صوت الباب ذهبت وفتحت وجدت عمها وخالتها ابتسمو لها بينما تفجأت من زيارتهم افيلا أفسحت لهم مجالا لدخول ثم أقفلت الباب واضاءت الانوار لتنير هذا الظلام الحالك الذى تعيش فيه فهى تحب المنزل يكون عتمه يملأه السواد ويعم فى كل ركن مثل حياتها المظلمه ، أحضرت عصير إليهن وضعته لهم وجلست معهم قالت “بهيره”
: كيف حالك يا ابنتى افتقدناكى كثيرا
: بخير كيف حالكم
ليرد عليها “وجيد” : نحن بخير
كان ينظر الى الشقه قال بتساءل
: هل تبقين هنا بفردك هكذا بين الظلام
لم ترد عليه فتعلم كيف سينتهى ذلك النقاش الذى ملت منه ، قال
: ألا تنوى العوده ، تعالى امكثى معنا أنه منزلك أيضا
: لا باس انا سعيده هنا
قالت “بهيره” : نحن قلقون بشأنك يا”أفيلا”
: انا بخير أذهب للعمل واعود ممن القلق
: انتى لستى بخير
قال”وجيد”ذلك بإنفعال ليكمل
: ما فائده جلوسك هنا عن هناك
: لانى اريد ذلك
: لن ينتهى الامر حتى تتزوجين وتعودى كما كنتى
: انا متزوجه بالفعل
نظر إليها بإستغراب ليجدها ترفع يدها التى به خاتم زواجها الذى البسه لها بينما وجيد نظر لها قال
: لكنه ليس معنا …. انتهى هذا الزواج منذ زمن
: لم ينتهى ، مدام هذا الخاتم لا يزال معى فلم ينتهى ولن ينتهى
: “أفيلا”
قال هذا لتسمعه ليكمل بهدوء
: أقدر أنك كنتى تحبينه لكن مر الكثير للحد الذى يجعلك تنسيه
: أنك مخطا يا عمى أننى لا زلت أحبه ولن انساه البتا
: لكن عليك أن ترى حياتك ، تزوجى عمر انه يحبك ، انا متاكد انه من سوف يسعدك ويستطيع ان يخرجك من هذا الجحر التى تعيشيه
: عمر صديقى فقط إلى متى سأخبركم بهذا .. لن اتزوج من احد عمر أو غيره
قالت ذلك بأنفعال ليرد عليها بغضب بعدما طفح الكيل لهدوئه
: هل تريدى أن تكملى حياتك على هذا النمط فى هذا الظلام بين اربعه جدران لا تخرجين من بينهم
: “وجيد” اهدأ
قالت”بهيره” ذلك لانفعاله ليقول بغضب
: سوف تتزوجين يا أفيلا الآن ام بعد ستتزوجى لن ادعك تلقى نفسك على الهاويه وأقف اتفرج عليك . أنها حياتك لكنى الواصى عليك من بعد اخى ، اى يجب أن تسمعى كلامى لأنى اريد من فى صالحك
: بلغت السن القانونى منذ زمن ، يحق لى التصرف كما يحلو لى دون وصي
قالت “أفيلا” ذلك لينظر لها من ما قالته وكأنها تخبره أنها ليست بحاجه اليه ، وقف وهو غاضب وذهب ، نظرت “بهيره” إليها ثم وقفت وذهبت لتتبع زوجها
كانت “أفيلا” حزينه وتشعر بالضيق من حديث عمها وكلماته التى اندفعت منه ، تضم يدها لبعضمها وتجرح اصابعها باظافرها وتنظر للاسفل يعين ممتلئه بالدموع
: اشتقت لك
لقد عجزت من البوح ما بداخلها .. تألم بين دوامه صمتها ، فى لحظات ضعفنا ووحدتنا لا نستطيع القول ” أنا متعب ” اينما رميت بروحك فهى متعبه.. نتألم ولا احد يدرى سوانا ، يعجز الإنسان احيانا حتى فى صمته
دخلت لغرفتها أرتدت معطف وهو رداء يلبس فوق الثوب الخارجى لتدفئه ، أخذا مفاتيحها وذهبت وأقفلت الباب بقوه
كانت افيلا تقود سيارتها وتفكر فى كلام وجيد لها « لا يعلمون شئ لا يعلمون انى انا من قتلته بيدى ويطلبون منى الزواج كيف لى ان أتزوج من أحد ويقترب منى غيره ، لقد تحمل ما لا يحتمله أحد ، أعكانى حبا واهتمام لم أعطه إياه ثم تطلبون منى نسيانه .. لم اقتل نفسي وانهى حياتى حتى اليوم لأعاقبنى لةجعل الندم يهلكنى يوما بعد يوم ، حتى يتوقف نبض قلبى من تلقاء نفسه مش شده الامه يعلم استلامه وأنه لم يعد تحمل ، لا أريد الراحه لى … اريد ان العذاب .. كما فعلت به اريد ان اقتل نفسي بالبطئ لأخذ بثاره منى … لكنى اود الموت كثيرا ، أريده ان ياخذنى اليه .. لقد أشتقت إليه حقا ، ليست المره الاولى بل هى عادتى بكل يوم ولكل ساعه بل شهيق وزفير التقطته أشتاق لك ، ولكن بصمت »
كانت تقود السياره بسرعه ثم ضغطت مكابح فجأه ، نظرت أمامها وجدت جرو على جانب الطريق
_
: على ما تنظر
قالتها بتساءل لتلقى نظره فتجد جرو صغير يلعب مع طفل قالت
: لا أعتقد أن شخص مثلك يميل إلى الحيوانات الاليفه
: اصبتى
: لماذا تنظر له إذا
: يشبه صديق قديم
نظرت له بإستغراب قالت : صديق !.. وماذا حل به
: قتلته
فتحت فمها من الدهشه واتسعت قدحتا عينها تسرب لقلبها الخوف نظر لها وفلتت ضحكه عفويه منه شكلها لتضيق ملامحها
: أترى المزاح بأخافتى
قالت ذلك بغضب وهى تضربه بكتفه بقوه ليضع يده مكان ضربتها بتألم قال
: انك عنيفه
نظرت له ومن نبرته لتبتسم عليه
_
شعرت بحرقه فى عيناها أثر دموعا بدأت فى التعانق تنهدت ثم فتحت الباب لتترجل منه نزلت وسارت تجاهه بحذر كي لا ينقض عليها فاكثريه الحيوانات لا تأمن لنفسها مع إنسان ولها الحق فى ذلك ، اوقات ندرك أن الله ميزنا عن الحيوانات بالعقل إلى أننا ندرك أنهم بهم عقلانيه أكثر منا
لطنه كان ثابتا لم يتحرك جلست مقابله تاركه مسافه نظرت إليه ثم لفت انتباها جرح فى قدمه نظرت له بشده ثم أقتربت منه ليعود للخلف فرفعت يداها تهدأ لتنظر لجرحه عن قرب وكان عميق ، تلفتت حولها وكانها تبحث عن شئ ثم لمحت صيداليه من بعيد
: انتظر هنا سأعود
ركضت افيلا ثم توقفت حين سمعت صوت تصادم السحاب ببعضهم تسقط قطرات ماء
لتنظر اسماء وتقول
: هل تدمع السماء ، لقد سبقتنى هذه المره … يا ألله الم يحن وقتى بعد
لتردف بصوت ضعيف كأنما تود البكاء
: ألم يحن وقت اللقاء أم لا يزال العقاب مستمر
تنهدت ثم ذهبت أحضرت المظله من السياره وتوجهت نحو الصيدليه لتحضر ضماده لتطيب الجرح التى كان متلوثا
خرجت من الصيداليه بعدما اشترت ما تريده ثم ركضت اليه سريعا حتى لا يكون قد ذهب واثناء وهى تركض وجدت ضوء شديد قريب منها نظرت سرعان ما اصدمت سياره بها فأستلقت على الأرض
فتح الباب ليترجل أحدهم وتسمع خطوات اقدمامه يقترب منها ، لتجده يحملها نظرت “افيلا” إليه لكن الرؤيه لم تكن واضحه ولم تستطيع رؤيته لتقفل عيناها بأستسلام وغابت عن ذاك العالم … عجبا هل استجاب الله ندائها بهذه السرعه وحقق لها رغبتها … هل ماتت ام وقعت بجحر أعمق من الذى فيه؟!
رواية_أحببت_مافيا_2
“لم تكن الحياه هينا معها بل أصبحت تأثر روحها، معتاده الوحده، مجهوله الهويه داخلها، ولا تعلم متى ستفيق من هذا الظلام المعتم المغيم فوق أعينها)

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببت مافيا 2)

اترك رد

error: Content is protected !!