روايات

رواية المبادلة الفصل التاسع عشر 19 بقلم نوارة الشرق

رواية المبادلة الفصل التاسع عشر 19 بقلم نوارة الشرق

رواية المبادلة البارت التاسع عشر

رواية المبادلة الجزء التاسع عشر

المبادلة
المبادلة

رواية المبادلة الحلقة التاسعة عشر

دخل الى مكتبها فلم يجدها ..سأل عنها اول موظف وجده فقال :” لقد خرجت منذ قليل ..رايتها تحادث رئيس طاقم الامن عند البوابة ”
شكره بينما يتساءل عن مغزى حديثها مع الرجل .
هاتف السائق يسأله عنها :” لقد اعدتها الى المنزل يا سيدى ..فلقد بدت مرهقة “.
تنهد بارتياح ثم شكره .
اتصل بسكرتيرته امرا :” هاتفى رئيس الامن بالمؤسسة ليأتينى الان “.
********
كانت جالسه امام التلفاز المضاء الصامت بينما تنظر فى اتجاة اخر شاردة .
عابسة ويائسة ..
جلس ببساطة بجوارها فلم تلتفت اليه ..
فاقترب منها ثم سال :” هل اكلتى ؟”
لم ترد بينما هو متاكد انها سمعته جيدا ..
فاقترب من اذنها يهمس:” غاضبة منى ؟”
قامت من مكانها لتخرج تاركه له المكان عندما قال :” لماذا لم تأكلين ؟..حتى لو غاضبة منى ..لاجل عامر ؟”
رفعت حاجبيها تبحث فى ذهنها عن عامر ذاك .
فربما كان شخصا عزيزا عليها او تعرفه ..ولكن لا ..لا تعرف احدا بهذا الاسم ..
سالته بحيرة :” من عامر ؟”
اقترب منها ثم تحسس بطنها بينما يقول :” ابننا ..ساسميه على اسم والدى “.
قالت لتغيظه وقد غاظها توقعه ان يكون صبيا :” ربما كانت فتاة” .
اجاب بابتسامة لمحاولتها اغاظته :” لو جميلة وساحرة كوالدتها ..لا امانع “.
قالت بضيق ناصحة :” لن يجدى الكلام المعسول ” .
قال بذات الابتسامة: ” حقا ..اذن اخبرينى عن افضل طريقة “.
قالت بعنف : ” ان تختفى من امامى “.
استفسر :” هل انتى غاضبة لما فعلته بعمرو .. ام لحديثنا ؟”
اجابت بحيرة : ” انا لا اعرف حتى الان ماذا فعلت مع عمرو “.
اجاب بينما يخلع سترته ملقيا بها بعيدا على طرف الاريكة : ” خفضت مكانته بالمؤسسة ..فانا كمسئول عن الادارة قمت بتعيين مديرا لها ..اثق به ..بينما عمرو اصبح موظفا بسيطا “.
الان وضحت الصورة ؛ قالت وكأنما تحادث نفسها: ” لن يعجب عمرو ذلك ولن يقبل “.
اكد قولها : ” بالفعل لم يقبل “.
سالت مبهورة :” كيف عرفت ؟”
اجاب بغرور :” انا سيف الدين عامر “.
زفرت بعنف ناظرة الى السماء بينما استطرد :” لقد هاتف العديد من رجال الاعمال يرجوهم ان يعمل لديهم فى موقع افضل ”
حثته ان يكمل :” ثم ”
اجاب نازعا ربطة عنقة : ” رفضوا . من يوافق على شاب مستهتر ومدلل فى منصب قيادى؟”
سالت باهتمام : ” هل تتوقع ان يقبل ب”.
قاطعها مؤكدا بينما يفك ازرار اكمام قميصه :” ليس امامه حل اخر..فهو اليوم لديه اسرة ..لديه زوجة ..وتلك الزوجة حامل “.
دهشت ..كيف عرف ؟ عرف قبل ان تعرف هى وهى زوجة اخيها هى !!
سالت:”حامل ؟ كيف عرفت ؟..حسنا حسنا .. انت سيف الدين عامر “.
ابتسم لسخريتها من نفوذه ثم مال وقال :” اكاد اموت جوعا ..هل نأكل ؟”
اجابت بضيق : ” بامكانك الاكل وحدك “.
اجاب بلهجة قاطعة :” لن اكل دونك ..وقد اموت من الجوع وسيكون ذنبى برقبتك “.
قال جملته الاخيرة بطريقة تمثيلية مضحكة ..
لم تتمالك نفسها او تمنع ضحكتها .
تصنعت العبوس و الجدية فقال :” حسنا .. نأكل اولا ..ثم اقوم بمصالحتك باى طريقة كانت واى ثمن “.
قالت مساومة : ” ربما لن يعجبك ما اطلب “.
اجاب وقد رضخ للمساومة : ” حتى لو .. سأنفذه مهما كان”.
جلسا للطعام كانت مازالت متأثرة من حديث اليوم ولكنه اولاها اهتماما مبالغا ..فاطعمها كطفل صغير .
وبالغ فى تدليلها ..
جلسا يحتسيان الشاى ببطء بينما هى مدت شفتيها فى عبوس واضح لاحظه فسالها :” هيا ..هاتى ما عندك ..اطلبى ما شئتى ..هل تريدين مجوهرات ..اموال ..ازياء من افضل وارقى دور الازياء بباريس ….حسنا لا احسن التخمين ..قولى “.
كانت تهز راسها مع كل عرض منه .
فهى لا تريد مجوهرات ..ولا اموال ولا ملابس ..
تريد شيئا اخر..
استحثها :” هيا يا شهد .اخبرينى “.
ترددت ..
ربما لن يصدقك القول يا شهد ..
ولكنه دوما كان صادقا ..
ربما رفض بعنف ..
استحثها صمته وترقبه ..
فابتلعت ريقها ثم القت طلبها بوجهه : ” حدثنى عنها ..حدثنى عن لين وعنك ..عن قصتكما “.
رنت ضحكته العالية بشدة ..
ماهذا ؟؟
ليس هذا هو رد الفعل المتوقع ..
لماذا يضحك ؟
لم تكن مزحة لكل هذا الضحك ..
انتهت ضحكته بعد دقائق اثارت حنقها ثم سأل بجدية :” هل هذا حقا ما تريدين ؟”
هزت رأسها ايجابا ..
مسح عيونه بطرف اصابعه ثم قال :” حسنا ساخبرك عنها..
ليست قصة شيقة ..بل على العكس ..اشعر بالخجل لتذكرها .
هل تعرفين ذلك الشخص الذكى الفطن ..عندما ترينه غبيا فى امرا ما ؟
ربما صادفتى ذلك الشخص فى يوم ..
ذكى ..فطن..يقرأ كل من يراه ويحلل شخصيته ..ولكن دوما هناك سقطة..
نقطة ضعف ربما ..امرا ما مخزى ..
حسنا ..انا ذكى ..بشهادة الجميع حتى اعدائي
.فطن ..ادرس كل امر من امور حياتى ..اعمل بجد ..وادرس ..قارئ نهم ..
العمل بالنسبة لى تحدى ..وكنت دائما افوز ..
فهو ليس مصدر اموال فقط ..
فهى متعة اضافية ولكن المتعة الاولى والاخيرة هى الفوز ..
فوز بصفقة ..بمناقصة ..
امرا رائعا ومثيرا.
لذلك كان العمل بالنسبة لى امرا محببا الى نفسي ..دوما رائعا للغاية ….
والتجارة اكسبتنى قدرات اخرى على الصعيد الاجتماعى .
فاصبحت صديقا للبعض الذى انبهر بنجاحى . .والبعض الذى اراد صيدا ..
ورأيتها ..
جميلة للغاية ..بل فاتنة ..
كأحدى الاساطير..
مثيرة ..
مغرية ..
ابتسامتها مدروسة ومغرية ..فنسبة انفراجة الشفتين وماتظهر من اسنانها البيضاء الناصعة مدروس .ومخطط له ..
نظراتها ..الخاطفة والمتأنية ..
و حركات رأسها .. مشيتها ..تهاديها فى السير..
كل شيء كل شيء..
اضف على ذلك انها مثقفة ..واسعة الثقافة .. ولبقة ..
مستمعه جيدة لك..
دائما مبتسمة.
لذلك كانت ومازالت محور اهتمام الجميع ..
وكيف لا وهى تجمع بين الجمال والثقافة..
بين المال و الاصل الطيب ..
كأنها تم اختيارها بعناية لتكون بطريقي ..
او ربما تم اختيارى انا بعناية لاكون صيدها ..
وانبهرت ..
وكيف لا ..
وهذا الجمال الرائع مع هذا العقل الناضج معجب بى ..
بى انا دون سائر البشر !!
هذا الجمال يبتسم لرؤياى ..
يسمعنى وكأنه لا يوجد على الارض من هو اهم منى .
يطربها صوتى وكأنى اشهر مطربي الارض.
استبد بى الغرور ..
والسعادة ..
كالغر الساذج وقعت ..
لم تكد تمر اسابيع قليلة الا وقد اعترفت بحبى ..
لتكتمل سعادتى باعترافها انها تبادلنى نفس المشاعر ..
لا استطيع ان اصف مشاعرى عندئذ..
كدت ان امد يدى الى السماء لاقبض على نجم لاعلقه بعنقها المرمرى ..
بل كاد ان ينبت لى جناحان لاطير واحلق سعيدا ..
كالقصص الخرافية كانت قصتنا ..
عاشقان ..يكادا ان يكونا مثاليان ..
نسبة ان ينجح شخصا ما على الصعيد العاطفى والصعيد العملى هى ضيئلة للغاية ..وانا كنت من تلك النسبة الضئيلة ..
وبنفس قوة صعودى الى السماء بالفرحة ..هبطت الى الارض بالصدمة ..”
صمت ..
غير معقول انه يصمت الان ..نظرت اليه تستحثه يكمل ..
هتفت :” ثم ؟ ..اكمل ..ماذا حدث؟”
قال :”لا اعتقد انه يجب على ان اخبرك بما حدث بعدها “.
توسلته :” اكمل يا سيف ..”
تنهد زافرا ثم استأنف قائلا :” كنت قد انتهيت من اعداد منزل الزوجية ..
كنت اسابق الزمن لاتقدم لها ..
اطلب من خبراء الازياء بالعالم صنع فستان زفافا مصنوعا خصيصا لها ..
اخطط لشهر عسل يدوم كثيرا لنطوف العالم ..واحضرت خاتما للخطبة مصنوعا خصيصا لاجلها وبلون عينيها …
وخططت كيف سأطلب يدها ..
وفى اليوم الموعود ..كنت مشغولا بالعمل عندما جائنى طرد ..علبة صغيرة خفيفة الوزن ..كدت ان اهملها فلدى الكثير من الامور تشغلنى ..
لا اعرف لما فتحتها بعد ان كنت قد تراجعت ..
كانت تحتوى على سي دى ..فقط ..دون كلمة او اشارة ..
اثارت فضولى …
و وضعتها بالحاسوب لارى ما تحتويه .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية المبادلة)

اترك رد

error: Content is protected !!