روايات

رواية خطاياها بيننا الفصل الرابع عشر 14 بقلم هدير نور

رواية خطاياها بيننا الفصل الرابع عشر 14 بقلم هدير نور

رواية خطاياها بيننا البارت الرابع عشر

رواية خطاياها بيننا الجزء الرابع عشر

رواية خطاياها بيننا الحلقة الرابعة عشر

باليوم التالى…
استيقظ جابر على قبلات تغرق وجهه فتح عينيه ليجد غزل جالسة بجانبه منحنية عليه تقبل وجهه قبلات حنونة هامسة بصوت منخفض رقيق شتوى
=صباح الخير يا حبيبى
انتفض جالساً ينظر اليها باعين متسعة معتقداً انه يحلم لكنه تفاجئ عندما رأها تقترب منه وتجلس فوق ساقيه تعقد ذراعيها حول عنقه هامسة بدلال اطاح بعقله
=مالك يا حبيبى مخضوض كدة ليه..؟؟
غمغم باضطراب وقلق و هو يفكر بان هذة ليست غزل التى رفضت بالأمس لمسته و منحه فرصة اخرى لتصحيح ما بينهم
=فى ايه يا غزل… مالك… انتى تعبانة..
انحنت تقبله على خده قائلة برقة

 

 

=تعبانة؟!! يعنى علشان بدلع حبيبى ابقى تعبانة .. ده انا حتى حضرت الفطار علشان نفطر سوا….
هتف جابر بحدة و هو ينزع يديها من حول عنقه ينظر اليهها باعين ملتمعة بالتوجس
=لا انتى كدة فعلاً فيكى حاجة غلط بجد..
عقدت ذراعيها مرة اخرى حول عنقه مقربة وجهها من وجهه هامسة بصوت منخفض
=ولا فى حاجة غلط ولا حاجة كل الحكاية انى موافقة نفتح صفحة جديدة..
لتكمل هامسة بصوت اجش طابعة قبلة سريعة فوق فمه
=بحبك يا جابرى…
اهتز جسده بعنف شاعراً كما لو صاعقة قد ضربته فور سماعه لتلك الكلمات التى كان ينتظرها مطولاً ابعدها عنه برفق هامساً بصوت اجش
=بتتكلمى جد..؟!!
اومأت برأسها مبتسمة لكنها اطلقت صرخة متفاجأة عندما ا
ألقاها على الفراش واستلقى فوقها يدفن وجهه بعنقها يطبع عليه قبلات حارة لحوحة وهو يغمغم بصوت اجش
=عمرى ما هخاليكى فى يوم تندمى على قرارك ده يا حبيبتى…
غرزت غزل يدها بشعره تتحس نعومته برفق مبتلعة غصة البكاء التى تسد حلقها و هى تفكر بحسرة فقط لو كان صادقاً معها لتغير كل شئ بينهم..لا تعلم لم اراد ان يدمرها مرة اخرى الم يكفيه ما فعله بها بالمرة السابقة..
افاقت من شرودها هذا عندما شعرت بقبلاته تصبح كثر جرئة دفعته فى كتفيه قائلة برفض
=جابر كفاية…
لكنه اطلق هدير رافض مما جعلها تدفعه بقوة اكبر هاتفة
=جابر قولتلك كفاية…
رفع رأسه اخيراً ينظر اليها باحباط قائلاً و هو يمرر يده فوق جانب رأسها بحنان
=ليه بس يا حبيبتى ما انتى مراتى…
غرزت اسنانها بشفتيها قائلة بحرج
=لا بعد الفرح.. كفاية اللى عملناه المرة اللى فاتت
زفر باحباط قائلاً بوجه متغضن
=ماشى يا غزل .. اللى عايزاه هعملهولك…

 

 

ليكمل بحدة و هو ينتفض مبتعداً عنها بغضب جالساً على طرف الفراش مولياً ظهره لها
=مع انى يعنى مش فاهم ليه.. مراتى و حلالى و الكل عارف اننا بنام فى اوضة واحدة يبقى ايه اللي يمنع….
نهضت غزل جالسة خلفه تحتضنه واضعة رأسها على ظهره تعقد ذراعيها من حوله قائلة بهدوء محاولة امتصاص غضبه
=علشان انا نفسى ليلة فرحنا تبقى مميزة يا جابرى…
لتكمل وهى تقبل ظهره قبلات متفرقة لطيفة
=مش انت عايزها تبقى مميزة يا حبيبى…
استدار اليها ممسكاً بها يجذبها نحوه مجلسا اياها فوق ساقيه قائلاً بلهفة
=عايزها طبعاً… و اللى عايزه اكتر من اى حاجة انك تكوني مبسوطة و سعيدة يا فراولة
احتضنها بقوة قائلاً وعينيه تلتمع بالشغف دافناً وجهها بجانب عنقها
=بحبك يا غزل… بحبك اكتر من نفسى و من اى حاجة فى الدنيا دى كلها..
احاطته بذراعيها تضمه اليها و الدموع تحرق عينيها وألم قاسى يعصف بقلبها تتمنى لو كان يحبها حقاً.. لكنها تعلم انه يكرهها و رغبته بالانتقام منها تعميه همست بصوت مرتجف ملئ بالألم و الحسرة بينما دموعها تنساب على خدييها
=وانا بحبك.. بحبك يا جابر…
رفع رأسه فور سماعه للألم فى صوتها قائلاً بفزع عندما وجدها تبكى
=بتعيطى ليه يا حبيبتى..؟
دفنت وجهها بعنقه قائلة بكذب وهى تحاول السيطرة على دموعها
=مش مصدقة ان احنا بقينا مع بعض اخيراً بعد كل اللى حصل بنا
قبل رأسها قائلاً بحنان وهو يمسح دموعها برفق
=اللى حصل زمان عمره ما هيتكرر تانى…. انا عندى ان اموت ولا انى أأذيكى تانى يا غزل….
دفنت وجهها بعنقه تبكى بصمت و كلماته تلك تشعر بها كخنجر يمزق قلبها شدد من احتضانه لها ممرراً يده بحنان فوق ظهرها محاولاً تهدئتها حتى هدأت تماماً و استكانت بين ذراعيه غارقة بالنوم حملها برفق و وضعها فوق فراشه ثم استلقى بجانبها جاذباً اياها الى بين ذراعيه يحتضنها بقوة اليه ظل على حالهم هذا حتى غرق بالنوم هو الاخر..
༺༺༺༻༻༻

 

 

فى اليوم التالى…
وقفت غزل تنظر بحيرة بين الفساتين العديدة المنتشرة حولها بالمتجر فكل فستان كان اروع من الثانى..
اشارت الى واحد كان ذو تفصيلة رائعة قائلة بلهفة
=ده….
ابتسم جابر مشيراً للبائعة لتأتى به اليها انزلته المرأة و اصطحبت غزل الى غرفة تبديل الملابس حتى تجربه ارتدته غزل و وقفت امام المرآة تنظر الى انعاكسها بانبهار لكن قبضة اعتصرت قلبها عندما تردد صوت بداخلها يسخر منها و من فرحتها تلك مذكراً اياها بان كل هذا مزيف..
طردت جميع افكارها تلك عندما رأت جابر يأتى نحوها وقف ينظر اليها باعين تلتمع بالاعجاب لكن تبدلت نظراته الى مشتعلة عندما لاحظ ان الفستان يظهر جزء كبير من صدرها اقترب منها قائلاً وهو يشير الى فتحة الفستان الامامية
=و ده فستان فرح ولا قميص النوم بتاع الدخلة…
احترق خدييها بالخجل هاتفة به و هى تلاحظ وجه البائعة الذى تلون بالخجل هى الاخرى
=جابر احترم نفسك.. ده كلام تقوله..
قاطعها بحدة و عينيها تشع بنيران الغيرة فور تصوره لكم الرجال الذين سيرون جسدها بهذا الفستان
=لا.. ما انا عايز اعرف بجد… فى قرون على راسى ولا حاجة علشان اسيبك تخرجى كده قدام الناس بمنظرك ده
هتفت بحنق وهى تتجه نحو غرفة التبديل
=خلاص… خلاص يا جابر هقلعه مش هلبسه…
اومأ رأسه برضا بينما ذهبت هى لنزع الفستان خرجت بعد عدة دقائق قائلة بضيق وهى تعقد ذراعيها فوق صدرها
=اتفضل انت اختار الفستان…مادام كل حاجة بختارها مش عجباك…
امسك بها مقرباً اياها منه يرفع يدها الى فمه يقبلها بحنان قائلاً بلطف
=لا ياحبيبى انتى اللى هتختارى فستان فرحك… بس بالمعقول حاجة كده محترمة مش تبينيلى نص صدرك .
نظرت اليه من طرف عينيها قائلة باستهجان
=طيب ما هو كل الفساتين كدة اعمل ايه يعنى
قاطعها بحدة وهى يشير نحو العديد من الفساتين
=لا فى كتير قدامك اهو….
ليكمل بعصبية و غضب عندما رأها تتفحص احدى الفساتين ذو الصدر المنخفض
=مش هتلبسى عريان يا غزل… لأما بلاها الفرح ده من اساسه…
زفرت بحنق ثم ابتعدت عنه متجهة نحو نهاية المتجر تحاول ايجاد فستان رائع الشكل و محتشم فى ذات الوقت اختارت عدة فساتين لكن رفضهم جابر بكل مرة متحججاً بالعرى مما جعلها بالنهاية ترتمى فوق احدى الارائك قائلة بغضب وحنق
=المحل عندك اهو… شوف اللى يعجبك انت بقى….لانى بجد تعبت
جلس بجانبها ممسكاً بيدها بين يده مشبكاً اصابعهم ببعضها البعض بعناق لطيف مبتسماً لها مما جعلها تهتف بحدة
=بتضحك على ايه يا جابر….؟

 

 

=هتعرفى بتضحك على ايه دلوقتى
اجابها بخفة قبل ان يستدير نحو البائعة مشيراً اليها برأسه اومأت له قبل ان تذهب بنهاية المتجر و تختفى باحدى الغرف راقبت غزل هذا و هى لا تفهم ما يحدث
= فى ايه..؟!
شدد من يده فوق يدها قائلاً بهدوء
=من اول يوم اتفقنا فيه على الفرح و انا جيت هنا و اتفقت مع مصممة تصمملك فستان مخصوص ليكى انتى و بس….
نظرت اليه غزل باعين متسعة و هى لا تصدق ما يقوله لكن فور ان رأت البائعة تخرج و بين يديها فستان يخطف الانفاس من جماله انفجرت باكية وقلبها يكاد يتمزق فاذا كان يكرهها و يرغب بالانتقام منها لم عانى حتى يصمم لها فستان لها خصيصاً اهذا جزء من خطته شعرت بالحسرة و الألم لم ليس هذا حقيقياً ماذا كان سيحدث اذا كان يحبها و يريدها حقاً ماذا كان سيحدث اذا صدق كلماتها و وثق بها بانها لم تحرق شقيقته و لم تفعل شئ تعاقب عليه.. لم اراد معاقبتها الم يكفيه ما فعله بها..
ارتمت بين ذراعيه تحتضنه بقوة هامسة من بين شهقات بكائها بألم و حزن
=ليه يا جابر.. ليه؟؟
احتضنها مربتاً على ظهرها بحنان محاولاً تهدئتها قائلاً برفق و قد اساء فهم سؤالها وبكائها ظناً انها تبكى فرحاً
=علشان انا زيك… عايز يومنا يكون يوم مميز فى كل حاجة
ابعدها عنه برفق ماسحاً باصابعه دموعها العالقة بوجنتيها قائلاً بحنان
=قومى يا حبيبى يلا جربى الفستان….
ليكمل وهو ينهض و يجذبها معه هامساّ باذنها بصوت اجش
=بس المرة دى مش هشوفه عليكى خاليه مفاجأة يوم الفرح…
اومأت غزل و ذهبت مع العاملة حتى تجرب الفستان الذى ما ان ارتدته شعرت بانها اميرة خارجة من احدى القصص الخيالية..
امتلئت عينيها بالدموع و خنقتها غصة ألم فور تذكرها انها لن تستطع ارتداء هذا الفستان مرة اخرى و لن يستطيع جابر رؤيتها به فهى ستهرب بيوم العرس مستغلة انشغال الجميع بالتحضيرات..
اهتزت قدميها شاعرة بألم يكاد يمزق روحها اسرعت نحو غرفة التبديل واغلقت بابها عليها نزعت الفستان عنها سريعاً ثم انهارت ارضاً تدفن وجهها بين ساقية تجهش فى بكاء ممزق و هى تتمنى لو كان الامر مختلفاً و لم تكن مضطرة للهروب و تركه…
༺༺༺༻༻༻

 

 

فى اليوم التالى…
كانت غزل جالسة بالحديقة تقرأ احدى الروايات التى تعشقها عندما شعرت بشخص ما يجلس على المقعد الذى امامها التفت تنظر لتستكشف من متوقعة ان تكون حلا فقد اخبرتها انها ستأتى لزيارتها اليوم لكن اتسعت عينيها بالصدمة فور رؤيتها لكرم ابن عم جابر هو من يجلس امامها ابتسم لها بينما اسرعت هى تعتدل فى جلستها جاذبة حجابها فوق رأسها حتى يخفى شعرها بالكامل قائلة بدهشة
=كرم..!!! رجعت امتى من السفر..
اجابها كرم بهدوء مبتسماً
=لسة النهاردة… عرفت ان فرحك انتى و جابر بعد بكرة فقولت اجى ابارك ليكوا …
ابتسمت غزل قائلة بهدوء وهى تشعر ان نظراته بها شئ غير مريح
=الله يبارك فيك يا كرم…
قاطعها قائلاً وهو يحدق بها بنظرات غير مفهومة
=انتى مصدقة نفسك يا غزل… هتتجوزى الراجل اللى بهدلك و مرمطك بجد… اللى خدعك..
انتفضت غزل واقفة هاتفة به بحدة
=وانت مالك… بعدين ايه حوار انه خدعنى ده …؟؟
قاطعها بحدة و غضب
=ايوة عارف انه خدعك يا غزل صفا حكتيلى على كل حاجة… قلقانة و خايفة عليكى و طلبت منى انى اساعدك….
هتفت به بتلعثم و قد صدمها ما فعلته صفا تعلم انها قلقة عليها لكن ليس لها ان تخبر احد بمشاكلها الخاصة
=ميخصكش ولا يخص صفا فى حاجة…
نزع هاتفها منها مما جعلها تهتف بغضب
=بتعمل ايه سيب التليفون

 

 

اخذ يكتب عدة ارقام على الهاتف قائلاً بهدوء
=ده رقمى.. لو احتاجتى ان اساعدك فى اى حاجة كلمينى
ليكمل و هو يضع الهاتف امامها
=انا بعتبرك زى اختى يا غزل…و اختى مقبلش انها ترمى نفسها فى التهلكة.. جابر مش هيرحمك.. اوعى تفتكرى انه هيسامح على اللى حصل لاخته
نظرت اليه غزل بصمت عدة لحظات و قد شحب وجهها لا تعلم بما تجيبه فقد كان محقاً فجابر لن يسامحها ابداً على ما يعتقد انها فعلته بشقيقته..لم لا تطلب مساعدته فهو فرصتها الوحيدة للهروب من هنا…
خرجت من افكارها تلك منتفضة
فى مكانها بفزع عندما رأت جابر يتقدم نحوهم مغمغماً بحدة وعينيه تشتعل بها نيران الغضب
=حمد لله على السلامة يا كرم…
نهض كرم ملتفاً اليه قائلاً
=الله يسلمك ياجابر..
ربت جابر على كتفه قائلاً بقسوة
=خير قاعد هنا ليه… مدخلتش جوا..
تنحنح كرم قائلاً بهدوء ماكر فقد كان يعلم انه غاضب بسبب جلوسه مع غزل
=ابداً كنت طالع بس لقيت بنت عمتى قاعدة فقولت اسلم عليها…
امسك جابر بذراع غزل جاذباً اياها لتصبح واقفة على قدميها ضمها بقربه محيطاً خصرها بذراعه بتملك واضح كرسالة لكرم بانها ملكه فقد كان يعلم جيداً انه كان يحبها..
فقد فضحته نظراته لها كما قد فضحته الأن..
فهو متأكداً من انه لا يزال يحبها رغم سفره لمدة عاميين واكثر
=طبعاً انت معزوم بعد بكرة على فرحنا.. هستناك..
غمغم كرم من بين اسنانه و هو يسيطر بصعوبة على رغبته بتمزيق عنقه فهو لا يتحمل رؤيته وهو يلمسها بهذا التملك.
فهو يعشقها بجنون و لولا دخوله لمصح الادمان منذ عاميين لكانت ملكه الان لكنه لن يتركها له.. حتى و ان كلفه هذا حياته فهو الان اكثر نضجاً و يملك من المال ما يمكنه من الوقوف فى وجه جابر العزايزى من اجلها
=اكيد.. ده فرح اخويا و اختى ولازم اكون موجود…

 

 

اومأ جابر برأسه قائلاً بهدوء
=ادخل سلم على عمك عثمان و عمتك لبيبة جوا
ليكمل وهو يجذب نحوه اكثر غزل التى كانت جاهلة للحرب الصامتة التى تدار بين الاثنين
=عن اذنك احنا بقى… هنام شوية انت عارف ترتيبات الفرح قد ايه متعبة…
هز كرم رأسه بصمت غاصباً شفتيه على رسم ابتسامة صغيرة و هو يشاهدهم يستديروا مبتعدين متجاهين نحو داخل المنزل ضغط على قبضته بقوة مانعاً نفسه بصعوبة من اللاحق بهم وقتل جابر لكنه حاول تهدأت نفسه فسوف يحصل عليها… حتى لو كلفه ذلك حياته او حياة جابر.؟
༺༺༺༺༻༻༻༻
دفع جابر غزل الى داخل غرفته هاتفاً بقسوة وهو يغلق الباب خلفهم بقوة اهتزت لها ارجاء المكان
=ايه اللى قعدك مع الواد ده….
هزت كتفييها مجيبة اياه بهدوء وهى لا تفهم سبب غضبه هذا
=فيها ايه يعنى ابن عمى و رجع من السفر و شافنى وسلم عليا…
هتف بها مقاطعاً اياها و تعبير وحشى مرتسم على وجهه
=ابن عمك مين… و انا امتى بسيبك تقعدى مع رجاله انتى هتستعبطى
اجابته بحدة رغم شعورها بالخوف من لهيب الكراهية الذى يلتمع بعينيه
=فيه ايه يا جابر.. هو كل ما تشوفنى واقفة مع راجل… تحسسنى كأنى بخونك معاه…ولا كأنى ماشية معاه فى الحرام…
اشتعلت عينيه بنيران حارقة زمجر من بين اسنانه بقسوة
=اخرسى…ومسمعش صوتك… انتى مجنونة مستوعبة بتقولى ايه…
انفجرت هاتفة به ضاربة راحتى يديها بصدره بقسوة قاصدة استفزازه
=لا مش هخرس يا جابر.. لما انت مش واثق فيا… بتتجوزنى ليه.. ايه اى راجل اكلمه يبقى خلاص هخونك معاه…
امسك بيدها بقسوة و فجأة دفعها على الفراش و استلقى فوقها محتفظاً بذراعيها مثبة فوق رأسها
اتسعت عيناها من الضراوة في وجهه عندما ضاقت عيناه و صدر هدير خافت من حلقه و هو

 

 

يمسك بها يجذبها إليه ساحقاً شفتيه على شفتيها فى قبلة قاسية جعلتها تأن ألماً حاولت دفعه بعيداً لكنه لم يتزحزح و ظل يقبلها بذات القسوة والضراوة يحركه غضبه والاحتراق بنيران غيرته التى كانت روحه تتلوي علي جمرها حرر شفتيها و دفن وجهه يقبل حنايا عنقها و فكها قبلات متفرقة لكنه افاق من غيمة غضبه و اندفاعه عندما شعر بجسدها يرتجف بينما تنفجر باكية بشهقات ممزقة تصلب جسده فور ادراكه مدى حمقاته و ماذا كانت ستدفعه غيرته لفعله احاط وجهها بيديها و انحنى طابعاً قبلة حنونة على جبينها هامساً بصوت اجش باذنها
=حقك عليا يا فراولة…
ليكمل و هو يمسح دموعها محاولاً تهدئتها
=انا بثق فيكى..بس مش بثق فى الناس… الناس بقت وحشة… مبقتش بضمن حد
همست غزل بصوت مرتجف حزين من بين شهقات بكائها
=انت قافل عليا يا جابر.. ممنوع اخرج. ممنوع اتكلم مع حد.. ممنوع ازور حد… حتى حلا و صفا عمرى ما روحتلهم بيتهم…
رفع يدها الى فمه مقبلاً راحتها وهو يغمغم بهدوء
=كل ده هيتغير حاضر.. هخليكى تروح تزورى حلا و صفا و تتكلمى براحتك مع اى حد..
ليكمل بحدة و عينيه تنطلق منها الشرارت
=ما عدا طبعاً الرجالة ده طبع فيا و عمره ما هغيره…
اومأت غزل برأسها و هى تجد الصعوبة فى فهمه لا تعلم اهذا جزء من خداعه لها اما ماذا
استلقى جابر على ظهره جاذباً اياها معه لتصبح مستلقية فوق صدره احتضنته غزل بقوة فقد اصبح باقى اقل من يومين و تتركه غصة ألم عصفت بقلبها فور ادراكها انها لن تستطيع رؤيته مرة اخرى لا تعرف كيف ستعيش بدونه فمنذ ان فتحت عينيها بهذة الحياة و هو كان معها فى كل لحظة من حياتها دفنت وجهها بعنقه جاذبة نفساً عميقاً من رائحتة الرجولية الرائعة هامسة بصوت مرتجف
=انا بحبك اوى يا جابر…
رفعت رأسها تنظر اليه هامسة و عينيها محتقنة بالدموع
=خاليك فاكر دايما.. انى بحبك و انك اغلى حاجة عندى فى الدنيا دى..

 

 

مرر يده على جانب وجهها عاقداً حاجبيه باستفهام
=فى ايه يا حبيبتى..انا حاسس ان فيكى حاجة غلط الايام دى؟!
دفنت وجهها بعنقه مرة اخرى هامسة بصوت مختنق
=ابداً مفيش والله بس حبيت اقولك انى بحبك.
طبع قبلة فوق رأسها بينما استكانت هى بين ذراعيه تتنعم بشعورها بوجودها بحضنه الذى ستفقده قريباً
༺༺༺༻༻༻
باليوم التالى…
كانت غزل جالسة بغرفتها عينيها مسلطة بتردد فوق الهاتف الذى بين يديها فقد كانت تفكر بالاتصال بكرم و طلب منه مساعدتها بالهرب غداً و منحها بعض المال حتى تستطيع بدأ حياتها بعيداً عن جابر لكنها خائفة من اشراك كرم فى هذا لكن ليس امامها خيار اخر فهى لا تملك اى مال او مكان تذهب اليه فلا يمكنها الذهاب الى منزل نبوية فسوف يكون اول مكان يبحث جابر به عنها لذا ستقترض بعض المال من كرم و ستعيدهم اليه بعد ان تعمل و تستقر..
هزت رأسها بالموافقة على خطتها تلك استجمعت شجاعتها و اتصلت به و لدهشتها اجاب على الفور كما لو كان ينتظر مكالمتها تلك
=ازيك يا كرم عامل ايه..انا… انا غزل
اجابها بلهفة
=ايوة ايوة يا غزل خير فى حاجة
ابتلعت الغصة التى تسد حلقها قبل ان تهمس بتردد
=كـ.. كنت عايزاك تساعدنى انى اهرب من هنا…. و كنت عايزة مبلغ و هسدهولك و الله اول ما ربنا يكرمنى…
هتف كرم بحماس و فرح
=اخيراً سمعتى كلامى… مش قولتلك جابر ميستهلكيش
قاطعته غزل تفرك جانب رأسها محاولة التخفيف من نبض الألم الذى يعصف بها
=بكرة… انا عايزة اهرب.. بكرة قبل الفرح
غمغم كرم بارتياب
=بكرة بس دى هتبقى فضيحة لجابر و الناس مش هترحمه

 

 

همست غزل و عى على وشك البكاء
=و ده اللى انا عايزاه…..
صمتت قليلاً مفكرة قبل ان تغمغم
=بس ههرب ازاى جابر مالى المكان كله برجالته
قاطعها كرم سريعاً
=مالكيش انتى دعوة انا هتصرف… كل اللى عايزه منك تبقى مستعدة اول ما اكلمك و تنفذى كل اللى هقولك عليه..
همهمت بالموافقة قبل ان تقول بامتنان
=شكراً ياكرم.. انا لو ليا اخ مش هيقف معايا زى ما انت و قفت معايا كدة
اجابها بهدوء وهو يجز على اسنانه محاولاً عدم اظهار غضبه لها
=متقوليش كدة يا غزل… احنا اهل
انهى معها المكالمة و جلس خلف مقعد مكتبه عينيه تلتمع بالنصر فها هو حلمه اخيراً سيتحقق ستصبح ملكه فقد كان يحبها منذ الصغر لكنه ظل بعيداً عنها بسبب حبها لجابر حتى انه تحول لتعاطى المخدرات حتى ينساها فكلما كان يراها معه كان يتألم انهارت صحته مما جعل والده يدخله مصح للادمان و اخفى عن الجميع الامر موهماً اياهم بانه قد سافر للعمل بالخارج..
و ظل كرم بالمصحة مدة طويلة بسبب ادمانه الذى لم يشفى ابداً فقد كان يملك ناس بالمصح تهرب له المخدرات مما جعل حالته تسوء و عندما اكتشف امره طرد العاملين بالمشفى و بدأ رحلة علاجة من جديد و انتهى منها بهذا الاسبوع
و فور خروجه علم بزواج جابر من غزل وما حدث لبسمة واتهامها لغزل بحرقها مما شجعه هذا على جعل غزل تنقلب علي جابر و هذا ما نجح به بالفعل..

 

 

فقد كانت تظن انه سيهربها و يتركها تذهب بعيداً لكنها مخطأة فهذة فرصته التى لن يخسرها فسوف يختطفها و يجعلها ملكه سيخبئها بمكان لن يصل اليه كائن حى… سيجعلها ملكه.. ملكه وحده
التمعت عينيه بالنصر و السعادة تنهد و تراجع فى مقعده يستند للخلف مسترخياً و هو يفكر بانه بقى القليل و اخيراً سينال مراده…
༺༺༺༺༻༻༻༻
بيوم العرس…
كان الوقت عصراً و كان الجميع منشغلاً فى تحضيرات العرس بالخارج بينما كانت غزل جالسة بغرفتها بوجه شاحب تشعر بالاختناق والالم فقد ارسل اليها كرم رسالة يخبرها بانه باقى اقل من ساعة وعليها ان تتجهز..
امسكت بهاتفها تنوى ارسال له رسالة لكنها القته من يدها عندما
فتح باب غرفتها و دلف جابر الى الداخل انتفضت متجهة نحوه تلقى بنفسها بين ذراعيه تحتضنه بقوة ضمته بقوة محيطة اياها بذراعيها لا تعلم كيف ستتركه و تذهب لكنه من اجبرها على هذا.. هو من اراد الانتقام منها و دعسها اسفل حذاءه للمرة الثانية فلم يكفيه ما فعله بها بالمرة الماضية لكن رغم ذلك قلبها الاحمق لايزال يعشقه.. يحبه كما لم يحب احداً من قبل فهو اغلى ما تملكه بهذة الحياة لكنها لا تستطيع الوقوف ساكنة و تتركه يخدعها للمرة الثانية..
دفنت وجهها بعنقه مقبلة اياه بحنان هامسة بصوت اجش مختنق.
=بحبك يا جابر…
ضمها اليه قائلاً وهو يضغط جسدها على جسده
=وانا بحبك يا قلب و عيون جابر..
اختنقت بالدموع عند سماعها رده هذا تعلم انه يكذب فهو لم يحبها ابداً ابتعدت عنه على مضض فيجب ان تتجهز حتى تذهب رسمت ابتسامة مرتجفة على شفتيها قائلة بمرح كاذب
=جاى تعمل ايه.. انت مش عارف انك تشوفنى قبل الفرح فال وحش …
ابتسم قائلاً وهو يمرر يده بحنان فوق وجهها يرسم ملامحها
=جاى اقولك ان بعد الفرح محضرلك مفاجأة..
شعرت برجفة رعب تسرى بعروقها فور سماعها كلماته تلك فقد اخبر بالمرة الماضية انه يعد لها مفاجأة بعد كتب كتابهم و فجأها فعلاً بالقاءها باحضان رجل اخر..
غمغم جابر بقلق عندما لاحظ شحوبها هذا
=مالك يا حبيبتى… تعبانة…؟؟
غصبت شفتيها على ابتسامة قائلة بهدوء محاولة بث الاطمئنان بداخله
=ابداً مفيش حاجة.. توتر بس الفرح..
رفع يدها الى شفتيه يقبلها بحنان فقد اصبح هذا عادته مؤخراً قائلاً
=متخفيش فرحنا هيبقى احلى فرح اتعمل فى البلد و كل الناس هتتحاكى عنه..
اومأت مبتسمة لكنها توترت عندما اقترب منها واحنى رأسه نحوها وعينيه تلتمع بالرغبة لكن طرق على الباب جعله يرفع رأسه هاتفاً بحدة
=ايوة… مين؟؟

 

 

اجابته احدى العاملات بالمنزل
=العمروسى بيه مستنى حضرتك تحت يا باشا و بيقول حاجة مهمة
زفر جابر بحدة قائلاً بغضب
=قوليله جاى
ثم التف لغزل قائلاً و يده تمر فوق جانب شعرها
=هنزل اشوف اللى ورايا… و انتى يا حبيبى استعدى علشان الكوافير جاى كمان ساعة
اومأت له مبتسمة بينما تشعر بالتواء حاد يصيب معدتها طبع قبلة فوق جبينها قبل ان يسرع منصرفاً بينما انهارت غزل فوق الفراش تطلق نحيب متألم وهى تنفجر باكية فهى غير مستعدة لتركه كيف ستتركه و تذهب لكنه فى كل الحالات سيتركها فالافضل لها ان تتركه هى قبل ان يفاجأها بخداعه لها..
انتفضت جالسة عندما صدح رنين هاتفها ينبأ عن وصول رسالة فتحتها مسرعة عندما وجدتها من كرم
** اجهزى يلا و اول ما ارن عليكى تخرجى من الباب اللى ورا اوضتك القديمة اللى فى البدروم.. هتلاقينى مستنيكى ورا الحظيرة **
ارسلت له غزل رسالة تسأله و القلق ينبض بداخلها
“” هنزل ازاى الحظيرة الرجالة مالية المكان “”
لم تمر ثوان الا وقد وصلها رده
**متقلقيش انا هتصرف.. و عامل حساب لكل حاجة يلا انزلى انتى بس**
اسرعت غزل بارتداء عبائتها السوداء عاقدة طرحتها حول رأسها ثم اسرعت بهبوط الدرج بحذر خوفاً ان يقابلها احد لكن لحسن حظها لم تصادف احد ركضت نحو غرفتها القديمة التى تقع اسفل الدرج ثم فتحت الباب الذى بها و الذى كان يؤدى للحديقة…
فور خروجها وصل الى سماعها صوت ضجيج و صراخ بعض الرجال كما لو كان هناك شجار بينهم لكنها لم تبالى و اسرعت راكضة نحو الحديقة الخلفية وعندما وصلت الى الحظيرة وجدت كرم يقف هناك ينتظرها ركضت نحوه مسرعة ابتسم لها وامسك بيدها قائلاً بحماس

 

 

=جدعة عرفتى تخرجى…
همست غزل بصوت مرتجف لاهث و هى تنظر حولها بخوف وقلق
=هنخرج ازاى…
اجابها كرم وهو يجذبها خلفه نحو الحظيرة حتى يصلوا الى الباب الخلفى
=عربيتى برا متقلقيش.
لحقت به غزل لكن توقفت متجمدة بمكانها شاعرة بالدماء تجف بعروقها عندما سمعت خلفها صوت دوى طلق نارى هز الارجاء

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية خطاياها بيننا)

اترك رد