روايات

رواية هذا ليس عالمي الفصل السادس 6 بقلم نورا سعد

رواية هذا ليس عالمي الفصل السادس 6 بقلم نورا سعد

رواية هذا ليس عالمي البارت السادس

رواية هذا ليس عالمي الجزء السادس

هذا ليس عالمي
هذا ليس عالمي

رواية هذا ليس عالمي الحلقة السادسة

وفي أقل من ثانية كانت أميرة تقتحم غرفة نور بغضب، وكادت أن تهجم علي تَلك المسكينة المستلقية على الفراش، فَ نور كانت تسمع لهم دون النطق بشيء فَهم نصبوا لها المحكمة وأصدروا الحكم أيضًا دون أن يسمعوا منها أي شيء حتى! كادت أميرة أن تهجم على نور ولكن بحركة سريعة من نور كانت تعتدل في جلستها وتمسك ذؤاع أميرة وتلوي ذراعها خلف ظهرها.
شتدد على قبضتها وهمست لها بغضب: مش أنا اللي تفكري تمدي إيدك عليا.
ثم وجهت كلامها لجميع من فى الغرفة الذين كانوا يشاهدون ما يحدث بصمت، صرخت بهم بغضب: والكلام الفاضي اللي سمعته ده مش هيحصل، أنا معملتش حاجة غلط عشان كل الفيلم اللي عاملينوا ده أنا…
لم تستطع أن تكمل حدثها بسبب الصفعة القوية التي تلقتها من صالح، وهو يصرخ بها: وليكِ عين تعلي صوتك يا فاجرة، صوتك ميعلاش واصل طول ما أنتِ أهنه، والحديت اللي جدك قاله هو اللي هيُحصل أنتِ فاهمة.
تحسست خدِيها بقهر وصمتت لثوانٍ معدوده ثم صرخت بهِ بغضب وقهر: ليه؟ كنت عملت أيه عشان أتجوز بالطريقة دي، وبعدين أنت فاكر نفسك مين؟ اوعى تفتكر إنك أبويا بجد! أنت مجرد اسم بعد البطاقة بتاعتي مش أكتر، ولما جيت أعيش هنا جيت عشان مكسرش كلمة جدي، وعشان محدش يقول أدي أمها معرفتش تربيها بعد كل السنين دي وبتكسر كلمة جدها، أنا جيت هنا تقدير لجدي، بس مش جاية هنا عشان أتجوز واحد أكبر مني بِ 12 سنة، لا وكمان متجوز، أنا مش هتجوز حد أنتوا فاهمين؟
أحتدت عيون صالح من حدثها وأشتعلت الدماء في عروقه، كيف تجروء أن تقول له هكذا أمام الجميع؟ كيف جراءت أن تهينه أمام عائلته؟ وبغضب أعمى كان يصفعها صفعة أخرى بغضب جحيمي: شكلك ناقصة رباية يا بت جميلة.
لمست خديها بقهر وكادت أن ترد وتوبخه على مد يده عليها، لكن قاطعها يد والدها وهو يجذب شعرها بغضب، ويسحبها تجاه غرفة بجوار السلم.
صالح بغضب وهو يسحبها خلفه للغرفة: كتب الكتاب أخر الأسبوع يا نور مش بكرا، عارفة ليه؟ عشان في السبع تيام دول هعلمك فيهم الأدب من أول وجديد، ومش هتشوفي نور ربنا تاني، وهتتجوزي تميم ورجلك فوق رقبتك و هتعيشي خدامة تحت رجلينا يا بت جميلة، شكلي كنت غلطان لما قولت أخدك بالمسايسة.
دفعها بقوة داخل ذتلك الغرفة، فَهي كانت مظلمة تمامًا ويوجد بها فئران وعناكب وحشرات كثيرة، ومن الواضح أنها غرفة خردة.
كان تميم يريد أن يتدخل في ذَلك الشجار العنيف لكن أوقفه نظرة من الجد، وإشارة منه للنساء أيضًا للصعود لأعلى.
فالكل كان يقف يشاهد ولا يتجرء أن يتدخل، ومَن يتجرء أن يدخل مع صالح في شجار وهو متعصب هكذا.
نظر دهشان للباب الذي أغلقه صالح، وقال بحده: أيه اللي بتعمله ده ياصالح؟! أنت كده بتعقد الدنيا، أني مش راضي أدخل من الصبح و بقول هتعلمها الأدب وخلاص، لكن توصل أنك تحبس البنية في أوضة الخردة زي الكلاب!
قال أخر كلماته وهو يصرخ في وجهه بغضب ثم قال: أفتح الباب بجولك.
وبعند وغضب قال: مش فاتح بيبان، و لو عرفت أن حد دخلها أي وكل، أو فتحلها بس الباب هيبقى حسابه معايا أني يابا.
تحدث تميم أخيرًا وهو يكاد أن ينفجر من شدة الغضب: بس اللي بيُحصل ده مهواش حل يا عمي، الجواز مش بالغصب.
أحتدت عيون صالح بغضب وهتف بحده: لٱ غصب يا ولد أخووي، ولو أنت ملكش نية إنك تتجوزها أني هجوزها بمعرفتي عن أذنكم.
تركهم و رحل خارج المنزل بعصبية شديدة، بينما تميم نظر للجد بغضب وقال بقلة حيله: عجبك اللي بيُحصل ده يا جدي.
الجد بهدوء: سيب صالح يعلمها الأدب يا ولدي، وأني على بكرا هتصرف.
زفر تميم بغضب ثم رحل هو الآخر.
بينما في الأعلي.
تحدثت سمية بشماتة وقالت: تستاهل قليلة الرباية، وعايزة حد يربيها.
أضافت أميرة بغيظ: لما أشوف بجى الجوازة دي هتم ولا لع، وده على جثتي إنها تتم من الأساس.
**************
NORA SAAD
أما هي فكانت تجلس وتحضن رجليها بيدها المرتعشة، وجسدها الذي يرتجف من الخوف، فَهي تكره الظلام، ولديها فوبيا من الحشرات بجميع أنواعها! كانت جالسه تبكي فقط على حالها، فهي لٱ تعلم ماذا تفعل، حتى صوتها لٱ يخرج من حلقها، ظلت هكذا مدة طويلة لا تعلم كم هي حتى أصبحت غير قادرة على السيطرة على جسدها، فَهي أيضًا لٱ تدرى إن كانت عينيها يتلاشى ‏‏منهـا الضوء تدرجيًا أم هذا آثر ظلام الغرفة من الأساس، دقائق وكانت تفقد السيطرة الكلية على جسدها وتسقط مغشى عليها.
**************
في مكان آخر.
تميم وهو ينظر لزين المُلقى على الأرض والدماء تسيل من كل آنش فيه.
-برضك مش ناوي تقول عايز أيه من حريم الحج دهشان؟!
كان صدره يعلى وبهبط بعنف شديد آثر شدة الضرب، مسح الدماء من فمه وقال بأصرار: بحبها، وربنا بحبها وكنت عايز أتجوزها.
نظر له تميم بسخرية لّذعه وقال: تتجوزها!!
ثم أكمل بتهجم شديد: وخطفتها ليه؟ كان أيه غرضك منيها مدام أنت بتحبها كيف ما بتقول!
زين بخوف: ولا حاجة أنا جولت، إني إني…
ماذا يقول؟! هل يقول أنه كان يريد يفعل ما حدث بالفعل! أم يبيع أبن عمه! ويرمي القنبلة التي يمتلكها في وجه تميم كي يخلـص نفسه! نفض تلك الفكرة من رأسه على الفور، و بدأ في النواح: سامحني يا بيه سامحني، وزة شيطان ومش هتتكرر تانب.
نظر له تميم بسخرية، فَهو كان يراقب تعبير وجهه منذ فترة، وأدرك أنه يفكر في شيء، وأيضًا يحتار بهِ، هل يفصح بهِ ويخلص نفسه أم لا.
نظر للرجال بملل وقال: مش عايز في حتة واحدة سليمة، وبعد ما تخلصوا سبوا لحد ما دمه يتصفى ويموت بالبطيء.
**************
في المساء.
تميم وهو يصرخ في جميع أنحاء الدار: يعني أيه هتحبسوها من غير أكل ولا شرب عشان تتجوز! هو عمي أتجن ولا أيه؟!
رد عليه دهشان بأسف: صالح دماغه ناشفة ولو حد فتحلها الباب
مش هيسكت واصل، وهي في الأول و الأخر بته وغلطت، واللي عمله صالح صُح يا ولدي، وبعدين خلاص هو يوم واحد مش هيحصلها حاجة يعني، أني هتصرف بكرا.
تميم بغضب: يوم! يوم من غير ما تشوف نور ربنا، ولا تأكل، أنتوا عايزين تموتوها أياك!
تدخلت أميرة بغيظ: وأنت مالك، محموق عشانها ليه؟! ما تسيب أبوها يعمل اللي يعمله ملكش صالح أنت.
صؤخ بها بغضب: متدخليش في الحديت تاني يا أميرة أنتِ سامعه، وأخفيي من وشي دلوجت.
صعدت لأعلى وهي تتمتم بحنق شديد، وتلعن و تسب تلك العقربة نور كما أطلقت عليها، فَهي من يوم دُخولها المنزل وهي أصبحت ملطشة للجميع! ولكن ذَلك الوضع لم يستمر لفترة كبيرة فَهي سوف تتخلص منها عاجلًا أم آجلًا.
**************
أختفى قمر الليل علامة لتلاشى الظلام، وها هي الشمس سطعت في السماء.
تميم مسرعًا نحو الغرفة التي تمكث بها نور: أهي الليلة عَدت يا جدي، هات المفتاح بجى افتح للبنية
الجد: استني أهنه
دخل الجد للمكتب حيث كان يجلس صالح ينهي بعض الأعمال.
صاح الجد بحدة وأمر: هات المفتاح.
قلب عيناه بملل ثم هتف بعند وأصرار: بووي بتي وأنا أدرى بتربيتها، محدش ليه صالح
الجد بغضب: أنت بتقول أيه يا ولد؟ أنت أتجنيت عاد!
أنت فاكر أجده أنت بتربيها؟ لااه يا صالح أنت أكده بتكرهها فيك أكتر من الأول بكتير، وبعدين أنا مبخدش رأيك أنا بقولك هات المفتاح، ولا عايز تكسر كلمتي ياللي بتتكلم على الرباية، وشكلي أني اللي معرفتش أربيك.
صرخ بأخر كلماته ورمقه بنظرة حادة غاضبة، حتى قال
صالح بندم: مجصدش يا بوي، بس البت عايزة تتربي من أول وجديد يا بوي، أني غلطت لما سبتها لجميلة تربيها من الأول، وأدي أها أولها ردت علينا الكلمة بعشرة ومدت يدها على أميرة.
رد عليه الجد بهدوء وقال: والحل أنك تضربها وتحبسها؟!
نفى صالح برأسه وقال: أني بس كنت بربيها، بس نور لازمًا تتجوز يا بوي عشان تكون تٌَحَـتْ عيني، وتكون واحدة منينا، لكن طول ما هي سايبة أكده مش هنقدر عليها وممكن تطفش وتجيلنا كلنا العار.
رد عليه بحكمة: صُح يا ولدي، هي لازمًا تتجوز، بس مش بالطريقةودي، أفتحلها دلوجت وأني هتكلم معاها بالهداوة، وخلي في علمك أن الجواز مش بالغصب يا ولدي.
هز صالح رأسه بالموافقة، وخرج للخارج بصحبة الجد.
هرل تميم مسرعًا نحو صالح وبلهفة: عمي هات المفتاح.
أعطى له المفتاح دون كلام، أخذه سريعًا و ركض نحو الغرفة، ولكن بمجرد فتح الباب صُدم من المنظر، فَ نور كانت مُسلتقيه على الأرض و بجانبها حشرات كثيرة، وبعض الحشرات أيضًا تمشي عليها! وجسمها يرتجف بشدة، صرخ بأسمها بصدمة، حملها وصعد بها لأعلى تحت نظرات الجميع المصدومة. فَهم لم يتخيلوا أن يصل الأمر بصالح أن يتركها في غرفة مثل تلك! وهم أيضًا لم يكونوا يعلموا ما بالغرفة من الأساس، فَهي غرفة مغلقة من مدة طويلة و كان يوجد بها بعض المهملات فقط، وصالح كان يظن أنها تنظف ما بين فترة و التانية.
كانوا ينظرون لها بصدمة، تسمروا جيمعهم في أماكنهم لم يستطعوا تحريك أقدامهم، من تحرك هو تميم رهل إليها سريعًا نفض الحشرات التي كانت تسرى على جسدها، صرخ بهم برعب : حد يطلب الدَكتور بسرعة، دي بتتنفض وجسمها قايد ناار.
ركض صالح سريعًا للأسفل لجلب الطبيب. جاء الطبيب وفحصها بعناية، ومع أنتهاء الفحص ركض إليه تميم سريعًا:
مالها يا دَكتور؟ و مش راضية تفوق ليه؟!
الطبيب: هو أيه اللي حصلها؟!
صرخ بهِ صالح بحده: ميخصكش، قول مالها من غير حديت كَتير.
رد عليه الطبيب بتهجم: لٱ يخصني يا حضرت.
وبسخرية رد عليه صالح: شكلك مصراوي وجديد أهنه، أخلص بتي مالها.
تجاهل الطبيب سخريته ووضح لهم: شكل الأنسه عندها فوبيا من حاجة مُعينة، وشكلها أحتكت بالحاجة دي مدة طويلة، فَحصلها حالة من الصرع وحرارتها أرتفعت شوية، أنا أدتلها مُهدء ينيمها، وياريت محدش يفكرها باللي حصلها، عشان متدخلش في تشنجات،عن أذنكم.
الجد: أتفضل يا دكتور شكرًا ليك.
رحل الطبيب بمصاحبة الجد، أما تميم فَهتف بحدة وغضب: عمي أنا طالب يد نور منِك، ومن هنا لحد ما كتب الكتاب يتم محدش لي دخل بنور أهنه غيري أني، واللي عندي قولته
تركهم بعصبية وذهب لزهرا لكي يطلب ‏‏منها أن تجلس مع نور حتى تَفيق، أما صالح فكانت نظراته لٱ تعني أي شيء فَهي نظرات غامضة لا يعلم أحد ما معناها ولا ما غرضها، نظر له الجد بلوم شديد ثم جذبه من يده للمكتب تحت نظرات النساء وهمهمتهم.
**************
بعد وقت وفي أجواء من التوتر الشديد، جاءت زهرا وهي تركض نحو تميم الذي كان مستلقي على الأريكة بتعب شديد.
– يا واد عميي يا واد عمي نور فاقت.
نهض بِ لهفة شديدة، وهو يتمتم سريعًا: تشكري يا زهرا.
أنهى كلمته وهرول نحو الغرفة سريعًا، ترك باب الغرفة ثم فتح الباب بترقب، ولكن تجمد في مكانه من ذَلك المنظر!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية هذا ليس عالمي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *