روايات

رواية آدم الفصل الثاني 2 بقلم جهاد عامر

رواية آدم الفصل الثاني 2 بقلم جهاد عامر

رواية آدم البارت الثاني

رواية آدم الجزء الثاني

آدم
آدم

رواية آدم الحلقة الثانية

– مسا مسا يا معلمة..
قلبي ضحك لها قبل وشي..
– مسا مسا يا قلب المعلمة.. اتأخرتي انهاردة ليه!
قعدت على الكرسي اللي جنبي بتعب..
– ااااه يا حوَّاا ماتفكرنيش! الدكتور ابن التيت تقريبًا حالف لايطلعنا من الكلية و احنا قاعدين على كراسي متحركة بسبب الوقفة بتاعت كل يوم دي!!
– اجمدي يا بت ماتبقيش خرعة كدا!
– ما انتي لو جربتي الوقفة مش هتقولي كدا!
لو كانت قالت الكلام دا امبارح ماكنتش هزعل بس انهاردة بعد ما قلبي اتكسر؟
صعبة عليا شوية!!
– حوَّاء! انتي زعلتي أنا آسفة مقصدش!!
حاولت أداري وجعي و ابتسمت..
– مافيش حاجة يا حبيبتي.. اطلعي غيري هدومك على ما اجي عشان نتغدا سوا
طلعت و أنا فضلت أبص على الباب لحد ما عدا من قدامي..!
اااه على طلته اااه!
طلة تخلي الحجر يحس.. ما بالكوا بقلبي!
زينة شباب الحتة و زينة قلبي!
ماحزنتش في يوم قد النهارده.. طول عمري زينة بنات المنطقة و ليا كلمة تمشي على أجدعها شنب!.. حوَّا بنت الحاج مرتضى.. المعلمة حوَّاا صاحبة أكبر محلات جزارة في المنطقة و المناطق اللي جنبنا، اللي مافيش راجل هنا ماتمناش تكونله! لكنها ماشافتش غيره و لا ملى عينيها و قلبها غيره!
و النهارده.. النهارده يرفض يتجوزها!! يرفض حوَّاا!
بس تلومه ازاي و هو معاه حق!.. دكتور ازاي و يتجوز معلمة جزارة؟!.. دكتور مامسكش المشرط غير و هو في أوضة العمليات.. و أنا بمسكه عشان أدبح!
فوقي لنفسك يا حوَّاا انتي فين و هو فين؟!
قومت من مكاني بعصبية و قبل ما أطلع من المحل بصيت على نفسي في المراية..
قبل ما أنزل انهاردة كنت راضية عن نفسي آخر رضا.. لكن دلوقت!
افتكرت انهاردة الصبح و ايه اللي حصل..
بلهفة..
– عملتي ايه يا خاله صفية؟
ردت بحزن و كسوف..
– ماتزعليش يا حوَّاا يا بنتي انتي عارفة إن كل شئ قسمة ونصيب..
بصدمة..
– رفضني؟!
-..
– قال ايه يا خاله؟! و قبل ما تتكلمي عايزة الصراحة و إلا هروح أسألوا أنا!
– حاضر.. لما رشحتك له حسيته اتفاجئ في الأول زي ما يكون ماكنش متوقع.. بس بعدها ضحك و اعتذر إنه مش هينفع و قالي اختار واحدة متعلمة و تكون يعني .. احم..ست!
– ست؟! هو أنا مش ست!!!!
– سِت الستات كلهم.. معرفاش انا بس ايه غيتك فيه!.. رجالة ياما يتمنوا منك نظرة يا بنت الناس!
لأ… لأ و ألف لاااا!
مش أنا اللي أشوف نفسي قليلة عشان أي حد.. حتى لو عشانه.. الدكتور آدم زينة الرجال!
و لو هو الزين فـ أنا سِت الحُسن..
بصيت لعيني في المراية و قولت..
في يوم.. في ساعة.. في لحظة هييجي يقولي بحبك يا سِت الحُسن.. و دا رهان بينا يا سيدنا!
– حوَّاء مرتضى.. اتفضلي دورك!
قومت وقفت و أنا قلبي فرقة رضا شغالة جواه.. خبطت ع الباب و لما سمعت كلمة “ادخل” منه غمضت عيني أهدي نفسي، رسمت وش القوة على ملامحي و دخلت.. قفلت الباب ورايا و وقفت أراقبه..! حلو بالأبيض، أول مرة أشوفه بالنضارة بس مش بطال يعني يدوب خلاني أحسدها مش أكتر!
لما طولت في سكوتي رفع عينه، اتفاجئ للحظة و بعدين قام وقف و ابتسم باحترام!.. الإتيكيت حلو مافيش كلام.
– ست حوَّاا!.. أهلاً وسهلاً نورتي المستشفى!
– من ناحية النور فـ هيا منورة باللي فيها.. أما من ناحية ست حوَّاا فـ بيتهيألي مالهاش لازمة بما إني مش ست في نظرك يعني!
عينه زاغت و التوتر بان عليه.. حلو أوي، الست اللي تعرف توتر راجل مش صعب عليها يعني تتجوزه غصب عنه!
– اا أنا مش عارف ايه اللي وصلك بس أنا ماكنتش أقصد اللي فهمتيه يا ست حوَّاا..!
ابتسمت و أنا بقعد على الكرسي اللي قدامه..
– و لا تقصد! مايهمنيش.. أنا اللي يهمني حاجة تانية خالص!
قعد مكانه و شبك إيديه و ضم حواجبه باستفهام..
– مش فاهم قصدك..!
– قصدي إني جاية أقول اللي الخاله صفية قالته.. أنا جاية هنا أقولك إني عايزة أكونلك يا سيدنا!
حطيت إيدي على خدي بابتسامة و أنا شايفة ملامحه الجميلة زيه و زي قلبه مصدومة!
و دي تاني حاجة.. المفاجأة للراجل تخلي رد فعله مش محسوب من عقله، و أنا مش عايزة عقله يفكر!
– بصراحة أنا مش عارف أقولك ايه بعد الطلب الغريب دا!
– طلب غريب!.. ليه خليته غريب؟! لإني أنا اللي جاية أعرض عليك تتجوزني! لا هو حرام و لا هو عيب!
– ايوا بس أنا..
– انت هتعمل فيا خدمة و جميل مش هنساه طول عمري!
هنا الحيرة و الاستغراب ظهروا، دوامة التفكير اللي دخلته فيها هتخليه يحس إنه مضروب شوما على راسه..
– خدمة ايه و جميل ايه أنا مش فاهم!
– أفهمك.. دلوقتي انت عارف إن محلات الجزارة بتاعتي دي كلها ملكي أنا ورحمة مش كدا!
مط شفايفه بامتعاض حسيته تقزز، بلعت ريقي بمرارة و استنيت رده بصبر!
– أيوا..
– تمام.. خيلاني بقى عايزين يقاسموني في ورثي من أبويا على أساس إنه خد من أمي فلوسها و حطهم في المحلات دي!
– طب هو انتي عايزاني أجيبلك محامي شاطر يعني؟!
ضحكت بصوت عالي.. للحظة حسيته انخض من ضحكتي فـ ضحكت أكتر..! لحد ما ابتسم!
و ابتسم يبقى قلبه مال..!
– أنا عايزاك انت المحامي يا دكترة!
– أنا؟!.. محامي ازاي و قولتي بنفسك يا دكترة!
– من الآخر أنا عايزة راجل يقفلهم.. راجل يقف معايا و يسندني، راجل أغمض عيني في وقت الليل و أنا مطمنة إني في أمان!
ابتسامة كانت هتظهر على وشه بس قدر يخبيها.. و دي الحاجة الأهم، الراجل مهما اتعلم و اتنور و عرف الزوق و الاتيكيت هيفضل راجل!.. و مافيش راجل مش رايد يشوف نفسه في عين الست إنه أعظم راجل في الكون، كل الرجالة بيتاكل بعقلهم حلاوة بس الست الشاطرة اللي تعرف تنقي العيش اللي هتاكل بيه!
– احم.. أيوا يا ست حوَّاا بس متأخذنيش في الكلام يعني.. في رجالة كتير في الحتة و يتمنوا إشارة منك!
– و أنا مش شايفة في الحتة راجل غيرك!..
رفع إيده و مسح بيها على شعره بتوتر، فـ اتكلمت..
– أنا عارفة إني مش قد المقام.. و عارفة إنك مش شايفني الست اللي تستاهلك.. و كمان عارفة إن من جواك دلوقتي بتقول اعمل ايه في البلوة دي!.. بس أنا مش هطول عليك، هما تلت شهور!.. تلت شهور و يوم هتكون مطلقني.. و يا سيدي ليك عليا أجيبلك عروسة ست بنات البلد! قولت ايه؟!
بصلي بحيرة و توتر و صدمة و استغراب!
ابتسمت من جوايا و أنا عارفة رده.. أسهل و أسرع دخلة للراجل هيا الرجولة والشهامة!.. ما بالكوا بسيد الرجالة كلهم!
– اتفضلي.. نورتي بيتك يا حرمنا المصون!
دخلت الشقة، مشيت بعيني عليها.. حلوة، هادية، فيها ريحته.. بس ناقصها حاجة!.. ناقصاني.
– منور بصاحبه يا زوجي العزيز..
سكت شوية و بعدين مسك إيدي و سحبني لأقرب كنبة..
قعدني و قعد جنبي و لسه إيدي فـِ إيديه تشبه الحلم وقت تحقيقه!
– عايز أكلمك كلمتين و أتمنى مايكونش فيهم زعل و لا كسرة خاطر ليكي بس أنا عايز نحط نظام و نمشي عليه احنا الاتنين عشان نرتاح..
– حقك..
– أنا ماحبش إن حد يتعدى الخصوصية بتاعتي.. يعني مابحبش التدخل النسائي غير المرغوب فيه دا.. تمام؟!
عقلي سجل أول ملحوظة، هزيت راسي و قولت..
– تمام
– بحب النظام، روتيني يعني.. كل حاجة عندي لها وقت و مواعيد، شغل و أكل و راحة و نوم.. حتى الأجازات لها وقت عندي!
– تمام..
– آخر حاجة و أهم حاجة بقى.. أنا سبب رفضي للارتباط بيكي من الأول كان بسبب حياتك.. يعني اعتمادك دايماً دور الراجل، و أسلوبك و طريقة تفكيرك و كدا..
– أسلوبي و طريقة تفكيري؟!.. و انت تعرف أسلوبي و طريقة تفكيري لسه!
– واضح يعني..
– صح معاك حق..
– مادام بقيتي مراتي حتى لو قدام الناس يبقى كلمتي أنا هيا اللي هتمشي مش العكس!
– لو العكس ماكنتش قاعدة في شقتك بفستان كتب كتابك عليا دلوقتي، لو العكس ماكنتش هتبقى جوزي و لا الراجل اللي ياما حلمت بيه و مافيش غيره حرك دا!
بص على إيدي اللي بشاور بيها على قلبي و رجع بصلي تاني..
– قصدك إنك..
– بحبك..
– أنا!
– اها انت.. من يوم ما طبيت الحتة عندنا و انت غير الكل!
الكبير قبل الصغير بيحترمك و كلمتك موزونة.. عقلك ميزان بيعرف يطلع الكلام الصح في الوقت بتاعه، عينك مش سابقاك زي حمير الحتة اللي عايزين أي مؤنث حتى لو كلبة تعدي قدامهم و يعاكسوها!.. عينك في الأرض باحترام، ليك كبير و بتعرف الأصول.. مش هقولك بالطو الطب بتاعك هو اللي شدني و لا هقولك عربيتك و فلوسك لإني مش عارفة إذا كان عندك و لا لأ أصلاً!.. أنا واحدة اتربت في بيت الراجل فيه كان الكلمة الأولى و الأخيرة و الست كانت بتقول نعم و حاضر و أول ما الراجل يغيب عن البيت تبقى هيا الراجل مكانه!
و بعد ما هما الاتنين مشيوا.. بقيت أنا الراجل عشان أعرف أعيش و سط قللات الضمير و الرجولة اللي حواليا، أعرف أدير شغل أبويا الله يرحمه و أعرف أعلم أختي و أعيشها اللي انا معيشتهوش!
مش بقول كل دا عشان أصعب عليك و أعيش دور المكسورة قدامك.. أنا بقولك كدا يا ابن الناس عشان ماكنش خبيت عليك حاجة.. أنا حبيتك اه و دي حاجة ما تخالفش الكلام اللي كلمتك فيه أول مرة.. ليا عندك معروف من تلت شهور و ليك عندي أعيشك في التلت شهور دول زي ما أمي علمتني و شوفت منها لابويا، وبعدها طلاق و عروسة تشرفك تكون شبهك زي ما انت عايز!
خلصت كلامي وقومت دخلت أقرب أوضة و هو لسه قاعد مكانه.. تقريباً انصدم!!
فتحت النور و بصيت للمراية.. خلاص يا حوَّاا.. عديتي نص الطريق، فاضلك النص الأصعب!.. تلت شهور يا إما هترجعي فيهم زي ما كنتي بس و قلبك محروق.. يا إما هتكسبي الرهان و تسمعي منه الكلمة السحرية!
(المنبه ضرب) الساعة ٦ص..
شبابيك انفتحت و دخل شعاع الشمس ينور الشقة و يديها الدفا اللي محرومة منه، التليفزيون اشتغل و اتفتحت قناة المجد “قرآن يُتلى آناء الليل و أطراف النهار” أمي كانت تقول القرآن ساعة الصبحية في البيت بيدخل البركة و يسكن القلب بالراحة و الأمان، دخلت المطبخ و بدأت أشتغل، ساعة و كانت ريحة المخبوزات ملت الشقة..
– بتعملي ايه؟
كان ضهري له.. ابتسمت و أنا عارفة إني دلوقتي هبدأ بكسر أول قاعدة ليا هنا..
– بعملك الفطار..
– فطار؟.. الساعة ٦ الصبح! و ايه ريحة القرص و الكحك دي!
بصيتله و سكتت لحظة.. هو ازاي حلو كدا و هو قايم من النوم!.. دا الواحد بيشوف تيران صاحية والله!
– انت بتصحى بدري كدا كدا عشان بتروح المستشفى فـ دا مش بدري و لا حاجة.. ثانياً بشوفك كل يوم و انت ماشي بتجيب نفس القرص و الكحك دا من الفرن اللي على الشارع.. يبقى لما تدوقه من إيدي أحسن ما تدوقه من إيد محسن العجان!
تلقائياً بص لإيدي و ابتسم فـ تلقائياً ابتسمت!
– والله معاكي حق!.. طب يلا بقى عشان الريحة دي جرتلي ريقي!
– ألف سلامة على ريقك يا حلو انت.. دقيقتين و يكون الفطار جاهز.
تنح للحظة قبل ما يبتسم و يطلع من المطبخ.. و النبي حلو و مافي حلوين غيره!
– تشرب شاي بالنعناع!
– متشكر أنا مش بشرب شاي..
– التجربة مش وحشة!
بصلي لقاني ماسكة فنجانين شاي، مد إيده وابتسم..
– هو لسه في حد بيشرب شاي في فناجين؟!
قعدت و مسكت الريموت غيرت القناة اللي كانت شغالة.. جيبت روتانا كلاسيك كان معاد حفلة الست.. حطيت الريموت على الكنبة و قومت فتحت شيش البلكونة جنب الشباكو لإن الشتا كان على دخول كان في نسمة هوا لذيذة مالية القاعدة..
بصيتله لقيته بيبصلي بشبه ابتسامة و حواجبه مضمومين.. رديت على كلامه..
– معايا هتلاقي اللي ماشوفتهوش في غيري!
– حوَّاا فين الشراب الكحلي؟
– في الدولاب، الرف اللي على الشمال جنب الشراب الأبيض..
– و القميص الكحلي!
– في درفة القمصان تحت القميص الأسود..
– طب تعالي شوفي هيئتي كويسة و لا ايه!
قومت و دخلتله.. كان لبس القميص و بيسرح شعره..
– بالنسبة لعيني اللي عمالة تطلع فراشات دي مالهاش عندك قيمة و لا ايه؟!
ضحك و بصلي في المراية..
– تعالي لبسيني الكراڤتة..
ضحكت بصوت عالي..
– أنا؟! ماعرفش!
جه ناحيتي و شدني من إيدي، اداني الكراڤتة و لبسها و هو بيحرك إيدي.. زي الأب اللي بيعلم بنته الكتابة!.. هو كان بيعلمني أقع في حبه!
رميت التليفون على الكنبة بنفاذ صبر.. الساعة تمانية و هو لسه مجاش ومابيردش!.. يا ترى ايه اللي حصل!.. أنزل أدور عليه؟.. بس هدور عليه فين؟.. و افرض نزلت و هو جه و عرف إني نزلت من غير إذنه! طب و..
الباب انفتح فـ بصيت بلهفة عليه.. ضيقت عيني باستغراب و حيرة.. هو آدم ماله!
موطي راسه و حاطط الجاكتة بتاعت البدلة على كتفه.. عيني جات في عينه فـ عرفت إن في حاجة!
روحتله و حطيت إيدي على دراعه..
– مالك!
– سيبت المستشفى..
– فداك..
بصلي باستغراب..
– مش هتسألي ليه!
– انت مش هتسيب حاجة بتحبها غير لما تتأكد إنها مش مناسباك.. لكني أكيد هسألك بس لما ترتاح كدا الأول و تكون جاهز تحكيلي.. ادخل دلوقتي خدلك دش بارد ينعنشك كدا و غير هدومك أكون جهزتلك الأكل..
هز رأسه و دخل..
نص ساعة و كنت قاعدة جنبه شيلت الأكل و حطيته على الترابيزة..
– نام دلوقتي بقى و لما تقوم نبقى نتكلم..
– أنا عايز احكيلك دلوقتي.. بس انتي هتفهميني صح!
هزيت راسي بتأكيد و ثقة..
– هفهمك..
– اكتشفت إن المستشفى بتقوم بأعمال غير مشروعة.. لما اكتشفت الموضوع بلغت المدير و طلع عارف كل حاجة و حاول يسكتني و يخليني من ضمنهم.. كان عايزني أنهب من دم الغلابة عشانهم!
قلبي دق بخوف..
– و عملت ايه؟!
بصلي و سكت كام ثانية..
– جمعت كل الملفات اللي توديهم في داهية و قدمتها للشرطة!
غمضت عيني براحة و فجأة حضنته..!
– ماغلطتش يوم ما قولت إنك أعظم راجل في الدنيا!
– انتي فرحانة!
– فوق الوصف..
– بس أنا كدا بقيت عاطل.. يعني دكتور مع وقف التنفيذ!
هزيت راسي بقلة فهم..
– مش فاهمة فين المشكلة!
اتكلم بعصبية خضتني..
– فين المشكلة؟! المشكلة إن الدكتور آدم اللي اتجوزتيه بقى عاطل..
حاوطت وشه بإيدي..
– اهدى.. آدم اهدى!.. انت دكتور مش صاحب توكتوك! يعني تقدر تشتغل في مستشفى نضيفة فيها ناس محترمين.. و كمان تقدر تفتح عيادة في مكان كويس..
انت مكبر الموضوع ليه! و بعدين أنا متجوزتكش عشان انت دكتور، أنا اتجوزتك عشان انت آدم!
بصلي كتير كإنه بيتحقق مني!!
– هيا ليه ماقلتش زيك كدا؟!
قلبي وقف..
– هيا مين!
هز راسه..
– حد مش مهم.. مابقاش مهم بالمرة!
– اممم.. طب ايه؟!
بصلي بطرف عينه و ابتسم..
– اختشي يا حوَّا عيب!
– أختشي؟! هو أنا قولت لفظ خارج و لا ايه؟!
– أكتر.. يعني قاعدين على السرير و اتنين متجوزين واحد قمر زيي و مراته الأقمر منه بتقوله طب ايه؟! عايزاني أفهم ايه و حياتك!
شهقت بصدمة و كسوف.. قومت بسرعة عشان أخرج بس جملة “مراته الأقمر منه” اترددت في دماغي فـ رجعت بصيتله بدهشة أكبر و قعدت جنبه..
– ايه؟! انت قولت ايه!
ضحك وغمز بعنيه..
– قولت طب ايه!
جريت على برا و قفلت الباب و وقفت وراه.. حطيت إيدي على قلبي اللي بيطبل جوا زي الاهبل!
هو في ايه؟! يا جماعة حد يلحق اي حد يجماعة!
– ايه يا رحمة انتي فين؟! جيتلك البيت مالقتكيش موجودة!
– الحقيني يا حوَّاا! أنا في المستشفى!
جريت في الطرقة زي المجنونة.. رحمة في المستشفى! الجملة فضلت تتردد في دماغي لحد ما وصلت قدام الأوضة، وقفت اخد نفسي و دخلت!
لقيتها على السرير و معلقين لها محاليل! أول ما شوفتها كدا افتكرت يوم موت ابويا و نفس رقدتها دي.. نزلت دموعي عليها و على ابويا و عليا!!
جريت عليها و خدتها في حضني!!
– مالك يا حبيبتي؟! ايه اللي حصل!
– ماتخافيش يا بيبي دي مجرد إغماءة بسيطة.. مالك خرعة كدا؟!
ضربتها على دراعها و أنا بضحك وسط دموعي..
– مش شاطرة غير في تقليد الكلام و اللماضة يا أم لسانين!
– طب و ايه يعني مش أحسن من الناس النكدية؟! اتلامضي يا بت يا رحمة براحتك!
-جوز أختي الغالي!
بصيت لجوز الكناري دول و همست لنفسي..
– جوز أختك طلع ورور يا فندم!
و فجأة لقيت كف سداسي الضربات نزل على قفايا!
بصيتله بصدمة لقيته رافع حاجبه ليا بتهديد و وعيد!!
هو أنا صوتي كان عالي أوي و لا ايه!!!
الباب خبط و دخلت واحدة باين عليها دكتورة.. أول ما شوفتها مش عارفة ليه قلبي انقبض!
بصيت على آدم لقيت عينه عليها..!
– مساء الـ.. آدم!!.. انت رجعت المستشفى؟!
مستشفى؟! هيا دي المستشفى اللي آدم كان شغال فيها!.. طب مين دي! و ليه آدم بيبصلها كدا؟!
– لا.. أنا جاي اخد أختي و ماشي..
– أختك؟! انت معندكش اخوات!!
معندوش اخوات!! لا دا كدا نفسي بدأ يضيق!!
بابتسامة مغلولة..
– و انتي مين بقى عشان تعرفي إذا كان ليه أخوات و لا لا؟!
بصتلي باستغراب و رفعت حاجبها اللي إن شاء الله هنتفه ليها زي البطة حاضر!!
– انتي مين! مين دول يا آدم!
– شئ مايخصكيش.. يلا يا رحمة انتي بقيتي كويسة دلوقتي.
راح شال إبرة المحلول من إيدك رحمة و ساعدها في الوقوف و أنا واقفة زي عمود إنارة عاطل عن العمل!!
– يلا يا حوَّاا..
مد إيده يمسك إيدي بس في إيد تانية مسكتها!!!!!
– آدم أنا عارفة إني زودتها آخر مرة.. و عارفة كمان إنك محترم و نضيف عشان كدا مقبلتش اللي أنا قبلته!.. بس أنا ممكن أصلح كل دا و ممكن كمان أسيب المستشفى هنا و نبدأ مع بعض في مكان تاني.. ممكن نعمل مستشفى أنا و انت أصلاً!!!
و قبل ما سي آدم يرد كنت مسكت الوقحة من دراعها و ضغطت عليه..
بنت الناس الوقحة اللي مسكت إيد راجل قدام مراته و بتقوله نرجع!!
ترجعوا! دا انتوا هترجعوا على الآخرة قبل ما يحصل!!
– انا مقدرة العاطفة الحقيرة اللي انتي فيها والله بس اللي انتي ماسكة إيده و بتترجيه يرجعلك دا يبقى جوزي!.. اه ماتنحيش.. زي مابقولك كدا جوزي!
بس مش دا المهم!.. المهم إنك معرفتيش لسه أنا شغالة ايه!
أنا جزارة.. ماتبلميش زي سيد قشطة كدا!.. جزارة بنت جزار و عندي بدل المحل اتنين و تلاتة! يعني ديتك معايا دلوقتي السلخ قبل الدبح!.. فـ شيلي إيدك دي عشان انتي هتحتاجيها بعدين!
نظرة الخوف و الصدمة اللي كانت في عنيها بردت قلبي شوية..
طلعنا برا و مابصتش على آدم لحظة عشان معيطش قدامه، أول ما طلعنا مسكت رحمة و بصيتله..
– ورقة طلاقي تجيلي على بيتي يا دكتور لو سمحت..
– حوَّاا أنا..
– يلا يا رحمة!
– روح انت يا علي عشان عايز المعلمة في كلمتين..
قلبي وقف من خضة سماع صوته!! فات على شوفته شهرين!!
وحشني فيهم كإن الشوق ماجاش غير ليه!!!
– مافيش حد هيخرج!!
بصلي و الشرار بيطلع من عنيه..
– أسمع اللي قولت عليه يا علي!
علي خرج! كسر كلمتي و خرج!
في لحظة لقيت باب المحل بيتقفل و دراعي في إيده.. عينه بتتحداني أعترض!!
– سيب إيدي!
– اخرسي يا حوَّاا.. اخرسي عشان لو سمعت كلمة اعتراض منك هعلقك مكان الدبيحة اللي وراكي و مش عندك لحظة صدقيني!!
مانكرش إني صدقت و خوفت! فـ سكتت..
– مالك بقى؟! سايقة العبط على الهبل ليه!.. بقالي شهرين عايز أشوفك و انتي رافضة، طب نتكلم مش عايزة، تتنيلي تنزلي مش بتنزلي!
مالك بقى!!!
– مافيش بينا كلام يا دكتور.. لو مش واخد بالك التلت شهور خلصوا و مشاكل اخوالي أنا حليتها.. يبقى نتكلم ليه!
– حوَّاا ماتعصبنيش انا عارف إنك زعلانة بسبب اخر مرة!
– اها تقصد الدكتورة اللي كنت متجوزني و معاها في نفس الوقت!
– أنا ماكنتش أعرفك يا حوَّاا!.. كنت شايفها واحدة مناسبة و خلاص حتى قبل ما الخالة صفية تكلمني عليكي! بس بعد ما اتجوزتك ماكلمتهاش غير يوم خروجي من المستشفى و اعتراضها على موقفي! أنا ماخونتكيش يا حوَّاا.. صدقيني!!
قلبي فرح بس مابينتش..
– مصدقاك..
فاجئته بـ ردي فـ تنح للحظة قبل ما يبتسم..
– طب ايه؟
– ايه!
– ما تبطلي غباء بقى يبنتي حرام عليكي!
– انت عايز ايه دلوقتي مش قولت اللي عندك! اتكل على الله بقى و سيبني!
– هو انا حارق كل البنزين دا عشان في الآخر تقولي سيبني؟! سابت أعصابك يشيخة!
ضربته في صدره..
– و لما تسيب أعصابي هترتاح!
بصلي و ابتسم و هو بيقرب..
– لا هاخدك في حضني..
خدت نفس و داريت ابتسامة فرحة بتحارب عشان تطلع..
– انت عايز ايه يا آدم!
– ما دام قولتي آدم يبقى اقولك عايز ايه.. | ساب دراعي و عدل ياقة قميصه و نزل ركبته..
– معلمة حوَّاا.. أنا الدكتور آدم زوجك العزيز طالب إيدك للجواز..
بصيتله بدهشة و بصيت للمكان اللي احنا فيه..
– مش شايف إن المكان مش مناسب للمحن بتاعك دا؟!
بص للمكان و ابتسم..قام وقف..
– والله عندك حق.. طب اسمعي!
حط إيده على ضهري و قرب وشه و بص في عيني..
– بحبك يا سِت الحُسن!!
غمضت عيني براحة أخيراً..
– اه من قلب سِت الحُسن اللي تعب منك!♥️✨
جئت جبرًا لـ قَلبي فـ فَلِّيَطْمَئِنَّ عَقلك وَ عَقلي♥️✨

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية آدم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *